Skip to main content

Full text of "الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية - عبدالله خضر حمد"

See other formats


الكفاية 


في التفسيرٍ بالمأثورٍ والدّراية 
1 تأليف الفقير إلى رحمة ربه 


باحث عراقي 
الجزء السابع والعشرون 0 
[سورة النملء» الآية: ١‏ 4]- [سورة الرومء الاية: ]٠١‏ 
الطبعة الأولى 


ما5١١ا0-ه‎ 


حقوق النسخ والطبع والنشر مسموح بها لكل مسلم 
الرقم الدولى([8[0 116517-07-10/1١5-5:)15‏ 
الطبعة الأولى» ١557/8‏ ه- !١١م‏ 
الناشر: دار القلم- بيروت - لبنان 
ملاحظة: 
إلى الذين يرغبون بطبع التفسير من دور النشر والجهات الخيرية؛ يرج 
مراسلة المؤلف -لطفا وتكرما-_ على البريد الالكترونى الآتى. وذلك 


لإرسال التفسير بأحدث نسخة إن شاء الله وفقنا الله تعالى وإيّاكم لما 








يرضيه برحمته. آمين. 
220107 لطم 
1101011112310 .3اانا لطم 


(بمئم الله الرّحْمَنِ الرّحِيم 


القرآن_ 
(قَالَ نَِرُوا لها عَرْشَها تَنْظز أَتَهتدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ 1)4١(‏ [النمل : ]4١‏ 
التفسير: 
ل غيروا سرير ملكها الذي تجلس عليه إلى حال تنكره إذا رأته؛ لنرى 
ي إلى معرفته أم تكون من الذين لا يهتدون؟ 

قوله تعالى:(قَالَ نَكْرُوا لَهَا عَرْشَهَا) [النمل : :]5١‏ أي:" قال سليمان لمن عنده: غيّروا 
سرير ملكها الذي تجلس عليه إلى حال تنكره إذا رأته"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: قال سليمان -لما أتى عرش بلقيس صاحبة سباإء 
وقدمت هي عليه. لجنده:* غيروا لهذه المرأة سريرها"("). 

عن مجاهدء قوله: "(نكروا لها عرشها)» قال: غيروه"7". 

عن ابن زيد قوله: "[نكروا لها عرشها)» قال: مجلسها الذي تجلس فيه"0, | . 

قال ابن كثير:" لما جيء سليمان ٠»‏ عليه السلام » بعرش بلقيس قبل قدومها » أمر به أن 
يضر شط ملاتا »يكار جع انبا ركباتيا. علد رابكل لدي رعاو القتاعر تج اود انه لببن 
به" .١‏ 

وفي تغييره خمسة أوجه : 
أحدها عير سو اموسرم مار لبور 
مجاهد ار 
الثالث “عل اناق سه زتشعن قفد تنخ هنا ١‏ “). وعكرمة( '), والضحاك("١‏ 

قال ابن عباس:" وتنكير العرشء أنه زيد فيه ونقص"(1١).‏ 

قال الضحاك:"أمرهم أن يزيدوا فيه» وينقصوا منه"0"". 

قال مقاتل "ريقو في المرير وانفصيوا مند"1: 
الرابع : حوّل أعلاه أسفله ومقدمه مؤخره » قاله قتادة9؟"). 
الخامس : غيّره بأن جعل فيه تمثال السمك » قاله أبو صال(") 


.*8٠:رسيملا التفسير‎ )١( 
.559/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 

(؟) أخرجه الطبري:9١/559.‏ 

(:) أخرجه الطبري:9١/559.‏ 

(5) تفسير ابن كثير:13115/5١.‏ 

)0 1 : تفسير ابن أبي حاتم(09٠55١):ص785-0/4.‏ 
(0) انظر: تفسير ابن أبي حاتم(١١55١):ص5850/4.‏ 
(8) انظر: تفسير الطبري:9١/4559.‏ 

(4) انظر : تفسير ابن يف11 ]هيار 080 
) 
) 
” 
5 
) 


: 


قوله تعالى :(تنظز أَتَْتدِي أَم تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَتَدُونَ4 [النمل : »]4١‏ أي:" لنرى 
أتهتدي إلى معرفته أم تكون من الذين لا يهتدون؟"(". 

قال الطبري:" يقول: ننظر أتعقل فتثبت عرشها أنه هو الذي لها (أم تكون من الذين لا 
يهتدون) يقول: من الذين لا يعقلون ‏ فلا تثبت عرشها"(". 

وفي قوله تعالى:[تَنْظْر أَتَهتَدِي أ تَكُونُ مِنَ الَذينَ لا يَهْتَدُونَ) [النمل : »]4١‏ وجهان من 
انيت 
أحدهما : م ا ل ا اال 
رومان! 0 وووهب بن منبهل” 

قال يزيد بن رمناق" :" (أتهتدي]» أي: تعقل. (أم تكون من الذين لا يهتدون)» أي: أم 
تكون من الذين لا يعقلون. ففعل ذلك لينظر أتعرفه أم لا تعرفه"0". 

قال وهب بن منبه:" أي: أتعقل؛ أم تكون من الذين لا يعقلون؟ ففعل ذلك لينظر أتعرفه؛ 
أم لا تعرفه؟"7". 

وقال ابن عباس:" لننظر إلى عقلهاء فوجدت ثابتة العقل"(. 

وقال ابن عباس:" زيد في عرشها ونقص منه؛ لينظر إلى عقلهاء فوجدت ثابتة 


العقل"(*) 
الثاني : إلى 000 العرش 0 أم تكون 20 لا يعرفون ». وهذا معنى قول ابن 
جبير!' ")2 و وعكرمةا"", وزهير بن مدا 


ا "إننظر أتهتد تهتدي)ء يقول: تعرف السرير» (أم تكون من الذين لا 
يهتدون)» يقول: أم تكون من الذين لا يعرفون"7' ') 
عن مجاهد: "(ننظر أتهتدي)» أتعرفه؟"(*). 


القرآن 


.7810/4صن:)١5417(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )١( 
.”8٠١:رسيملا التفسير‎ )١( 

(؟) تفسير الطبري:59١/١57.‏ 

5( انظر : تفسير ابن ابي حاتم(51411١):نص7811/5.‏ 
(5) انظر: تفسير الطبري:3١/١57.‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(15517)( 75415١):ص78541/9.‏ 

(1) أخرجه الطبري:9١/570.‏ 

(4) أخرجه ابن أبي حاتم( ١55١):ص71850/9.‏ 

(4) أخرجه الطبري:5١/١57.‏ 

.7841/9ص:)١5411(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )٠١( 

(١١)انظر:‏ تفسير الطبري:3١/57230»‏ وتفسير ابن ابي حاتم:7831/5 بدون سند. 
(١1١)انظر:‏ تفسير ابن ابي حاتم:731/9 بدون سند. 
(١)انظر:‏ تفسير ابن ابي حاتم:731/5 بدون سند. 

.75841/5ص:)١5514(‎ »)١55١57(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١5( 
)15( 


5 ) أخرجه الطبري:9١/570.‏ 


قَلَمَا جَاءَتْ قيل أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَا مُمنْلِمِينَ (؟1)4 
[النمل : ؟ ؛] 
التفسير: 
فلما جاءت ملكة «سبأ» إلى سليمان في مجلسه قيل لها: أهكذا عرشك؟ قالت: إنه يشبهه. فظهر 
لسليمان أنها أصابت في جوابهاء وقد علمت قدرة الله وصحة نبوة سليمان عليه السلام» فقال: 
وأوتينا العلم بالله وبقدرته من قبلهاء وكنا منقادين لأمر الله متبعين لدين الاسلام. 

قوله تعالى (قَلَما جَاءَتْ قِيلَ أهَكَذَا عَرْشَكِ) [النمل 7 57 أي: :" فلما جاءت ملكة «سبأ» 
إلى سليمان في مجلسه قيل لها: أمثل هذا العرش الذي رأيتيه عرشك؟"7". ْ 

قال الطبري:" لما جاءت صاحبة سب سليمان» أخرج لها عرشهاء فقال لها: (أهكذا 
عرشك]"(". 7 

قال ابن كثير:" أي : عرض عليها عرشها » وقد غير ونكّر » وزيد فيه ونقص منه"(). 

قال الصابونى ي:"'ولم يقل: أهذا اعرشك؟ رئلا يكون تلقيناً لها"(*). 

قال يزيد بن رومان:" فلما انتهت إلى سليمان وكلمته أخرج لها عرشها"7”. 

قوله تعالى:[ِقَالَتْ كَأَنَهُ هُوَ) [النمل : ؟5]» أي:" قالت: إنه يشبهه"0". 

قال الطبري:" قالت وشبهته به: (كأنه هو)"0. 

قال الماوردي:"فلم تثبته ولم تنكره"7. 

قال وهب بن منبه:" لما انتهت إلى سليمان وكلمته أخرج لها عرشهاء ثم قال: (أهكذا 
عرشك قالت كأنه هو/"0". 

قال مجاهد:" فلم تدر. (قالت كأنه هو1"("') 

واختلف في سبب قولها ذلك » على ثلاثة أقوال: 
أحدها : لأنها خلفته وراءها فوجدته أمامها فكان معرفتها له تمنع من إنكاره وتركها له وراءها 
يمنع إثباته » وهذا معنى قول قتادةل' '). ْ 

قال قتادة:" شبهته؛ وكانت قد تركته خلفها"7"'), فوجدته أمامها"("). 
الكلي ار و لحر حو و ركو لصاو » قاله 
السدي 


)١‏ التفسير الميسر:١٠/"؛‏ صفوة التفاسير:؟/175". 
؟) تفسير الطبري:9١/570.‏ 
*") تفسير ابن كثير:15/5١.‏ 

ا التفاسير: ؟/3175”. 

©) أخرجه ابن ابي حاتم( 555١):ص7811/9.‏ 
*) التفسير الميسر:0/". 

) تفسير الطبري:9١/570.‏ 

3١/5 ل‎ (0 

( 


4) أخرجه الطبري:9١/471.‏ 


7 


.7811/4ص:)١51547١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠١ 

.7841/5ص:)١5155757(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )١ 
.511/١5:يربطلا إلى هنا أخرجه‎ )١١ 

.75841/5ص:)١5155757(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 

)١ :‏ انظر: تفسير ابن أبي حاتم(515571١):ص7841/5.‏ 


5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال السدي:" فلما دخلت وقد غير عرشها فجعل كل شيء من حليته أو فرشه في غير 
موضعه ليلبسوا عليهاء فلما دخلت (قيل أهكذا عرشك]» فرهبت أن تقول نعم هو فيقولون ما 
هكذا كان حليته ولا كسوته هكذاء ورهبت أن تقول ليس هو فيقال لها: بل هو هو ولكنا غيرناه 
ف(قالت كأنه هو)"(". 
الثالث : شبهوا عليها حين قالوا : أهكذا عرشك ؟ فشبهت عليهم فقالت : كأنه هو. ولو قيل لها 
هذا عرشك؟ لقالت: نعم» قيل لها: فإنه عرشك فما أغنى عنه إغلاق الأبواب؟ قاله مقاتل/". 

قال ابن كثير:" فكان فيها ثبات وعقل » ولها لب ودهاء وحزم » فلم تقدم على أنه هو 
لبعد مسافته عنها » ولا أنه غيره » لما رأت من آثاره وصفاته » وإن غير وبدل ونكر » فقالت : 
( كَأَنَهُ هُوَ )4 أي : يشبهه ويقاربه. وهذا غاية في الذكاء والحزم"7". 

قوله تعالى:[وَأُوتِينَا الْعلْمَ مِنْ قَيْلِهَا وَكُنَا مُمْلِمِينَ1 [النمل : 47]: أي:" قال سليمان تحدثاً 
بنعمة الله: لقد أوتينا العلم من قبل هذه المرأة بالله وبقدرته وكنا مسلمين لله من قبلهاء فنحن أسبقٌ 
منها علماً وإسلاما"(). 

قال الطبري:" وقال سليمان: (وأوتينا العلم من قبلها) -أي: هذه المرأة- بالله وبقدرته 
على ما يشاءء (كنا مسلمين) لله من قبلها"(. 

وقال مكل" يقول لمان :و أوقيتا لعل .من الله- عز وجل- من قبل أن يجيء العرش 
والصرح وغيره؛ وكنا مخلصين بالتوحيد من قبلها"0). 0 

قال العاوردي:” ويهذا قو من سليمان وقيل هومن :كلام قوميه” . 5 

عن مجاهد وزهير بن جم قوله: "(وأوتينا العلم من قبلها)» قال: سليمان يقوله" 
وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك! 

وفي تفسير قوله تعالى:(قأوقين الْعِلمَ مِنْ قَبْلِهَا1ُ [النمل : ”47]» ثلاثة أقوال: 
أحذها *.معرفة الله وتويحيدة » قاله ” هي 3) 0 
الثاني : النبوة » قاله يحيى بن سلام. حكاه الماوردي(7 ". 
الثالث : أي: علمنا أن العرش عرشها قبل أن نسألها » قاله ابن شجرةا ". 

وفي تفسير قوله تعالى:(ِوَكُنَا مُلِمِينَة [النمل : ٠]55‏ ثلاثة أقوال: 
أحدهما : طائعين لله بالاستسلام له!'"). 


.7841/4ص:)١5577(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 
."٠4/9:ناميلس ؟) أنظر: تفسير مقاتل بن‎ 

*) تفسير ابن كثير:1915/5. 

ا التفاسير:517/57. 

ه) تفسير الطبري:5١/5171.‏ 

شور قال ان مالا ا 

.7١5/5:نويعلاو النكت‎ )٠ 

0( أخرج الطبري:5١/١57‏ قول مجاهدء وأخرج ابن ابي حاتم(5575١):نص‏ 7837/3 قول زهير بن 
محمد. 

(؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 78517/5. بدون سند. 

.71857/4ص:)١55417ه(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )٠١( 

.7١5/54:نويعلاو انظر: النكت‎ )١1١( 
0 
09 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


.7١5/5:نويعلاو انظر: النكت‎ )١١ 
.73١6-51١5/5:نويعلاو انظر: النكت‎ )١ 


الثاني : مخلصين لله بالتوحيد. قاله مقاتل!") 
وروي عن زهير بن #دء قوله: "إوكنا مسلمين )»يقول: خلصين"(7) 


القرآن 
(وَصَدَهَا مَا كَانَتث تَعْبْدْ من ذون الله إِنَهَا كَانَثْ مِنْ قَوْمِ كَافِرِينَ (” 4)4 [النمل 2 
التفسير: 
ومَنَعَها عن عبادة الله وحده ما كانت تعبده من دون الله تعالى» إنها كانت كافرة ونشأت بين قوم 
كافرين» واستمرت على دينهمء وإلا فلها من الذكاء والفطنة ما تعرف به الحق من الباطل» ولكن 
العقائد الباطلة تُذهب بصيرة القلب. 

قوله تعالى:[وَصَدَهَا مَا كَانَتْ تَعْبْدُ مِنْ دُون الله [النمل : 57]» أي:" ومَنَعَها عن عبادة 
الله وحده ما كانت تعبده من دون الله تعالى"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: ومنع هذه المرأة صاحبة سبإ (ما كانت تعبد من دون 
الله)ء وذلك عبادتها الشمس أن تعبد الله"(2. 

قال سعيد بن جبير:" أي: بصدودها كانت من قوم كافرين وإنما وصفهاء وليس 
بمستأنتف"0, 

وفي قوله تعالى:إِوَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبْدُ مِنْ دُونٍ اللّهِ1 [النمل : 57]» وجوه من التفسير: 
أحدها : وصدها عبادة الشمس أن تعبد الله. قاله الطبري(". 
الثاني : وصدها كفرها بقضاء الله وعبادة الوثن أن تهتدي للحق . قاله مجاهدا") 
الثالث : وصدها سليمان عما كانت تعبد في كفرها. نكو الطبوع انا 
الرابع : وصدها الله تعالى إليه بتوفيقها بالإيمان عن الكفر. ذكره الطبري أيضا("). 

قوله تعالى:!إِنّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمِ كَافِرِينَ1 [النمل : ”57]» أي:" إنها كانت كافرة ونشأت 
بين قوم كافرين» واستمرت على دينهم"7' ). 

قال الطبري:" يقول: إن هذه المرأة كانت كافرة من قوم كافرين"7". 


القرآن 
(قِيل لَهَا اذْخْلِي الصَّرْحَ فلَمَا رَأَنْهُ حَسِبَئهُ لْجَّهَ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَهُ صَرْحٌ مُمَرَدٌ مِنْ 
قَوَارِيرَ قَالَنْ رَبَ إِنّْي ظَلْمْتُ نَفسِي وَأَمْلَمْتُ مَعَ سَلَيْمَانَ لِنَّهِ رَبَ الْعَالَمينَ (؛ 1)4 [النمل : 5] 
التفسير: 


.8٠4/:ناميلس انظر: تفسير مقاتل بن‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(51575١):ص7817/4.‏ 
(؟) التفسير الميسر:٠8".‏ 

(4) تفسير الطبري:9١/571.‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(55748١):ص7847/4.‏ 
(5) انظر: النكت والعيون:5/4١5.‏ 
) 
) 
) 
) 
) 


6) انظر: تفسير الطبري:5١/5177.‏ 
4) انظر: تفسير الطبري:5١/5077.‏ 
)٠‏ التفسير الميسر:٠8".‏ 
)١‏ تفسير الطبري:5١/571.‏ 


3 
( 
( 
") انظر: الطبري:5١/4077.‏ 
( 
( 


قيل لها: ادخلي القصرء وكان صحنه مِن زجاج تحته ماءء فلما رأته ظنته ماء 3 تتردد أمواجه. 
وكشفت عن ساقيها لتخوض الماءء فقال لها سليمان: امي لا ا 
تحته. فأدركت عظمة ملك سليمان» وقالت: رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك؛ 
وانقدث متابعة لسليمان داخلة في دين رب العالمين أجمعين. 

قوله تعالى:(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصّزح) [النمل : 5 5]: أي:" قيل لها: ادخلي القصر(") 

قال الطبري:" ذكر أن سليمان لما أقبلت صاحبة سبا تريده» أمر الشياطين فبنوا له 
صرحاء وهو كهيئة السطح من قواريرء واجرى من تحته الماء ليختبر عقلها بذلك» وفهمها على 
نحو الذي كانت تفعل هي من توجيهها إليه الوصائف والوصفاء ليميز بين الذكور منهم والإناث 
معاتبة بذلك كذلك"(", 

قال الحسن:" فلما انتهت إلى الصرح عرفت والله العلجة أن قد رأت ملكا أعظم من 
ملكها"0. 

وفي قوله تعالى:(قيلَ لَهَا اذْخُلِي الصّزح) [النمل : 4 5]» ثلاثة أقوال: 
أحدها : أنها بركة بنيت قوارير » قاله مجاهدا“)ء وقتادة0). 

قال مجاهد:" بركة من ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها"("2. 

قال قتادة:" وكان من قواريرء وكان الماء من خلفه فحسبته لجة"(", 

قال أبو صالح:" كان الصرح من قوارير وجعل فيه تمثال السمك"(. 

وقال قتادة:" وكان الصرح بناء من قوارير بني على الماء فلما رأت اختلاف السمك 
وراءه لم يشتبه عليها أنه لجة ماء» كشفتء» عن ساقيهاء وكنا نحدث أن أحد أبويها كان جنيا 
وكان مؤخر رجلها كحافر الدابة وكانت إذا وضعته على الصرح هشمته"(". 

قال ابن عباس:" وأمر سليمان الشياطين فجعلوا لها صرحا ممردا من قوارير وجعل 
فيها تماثيل السمكء فقيل لها: ادخلي الصرح7' ". 
الثاني : أنها صحن الدار » حكاه ع ا صرحة الدار وساحة الدار وباحة الدار وقاعة 
الدار كله بمعنى واحد . قال زهير مأخوذ من التصريح ومنه صرح بالأمر إذا أظهره . 
الثالث : أنه القصر. قاله أبو عبيدة2''7., وابن ا ومنه قول الشاعر7("): 


.”8١:رسيملا التفسير‎ )١( 
.471/١9:يربطلا تفسير‎ )1( 

(9) اخرجه ابن أبي حاتم(5574١):ص78915/39.‏ 
(4) انظر: تفسير الطبري:9١/4174.‏ 
(5) انظر: تفسير الطبري:9١/4174.‏ 
(1) أخرجه الطبري:9١/474.‏ 

(1) أخرجه الطبري:9١/474.‏ 

(8) أخرجه ابن ابي حاتم(55757١):ص78917/4.‏ 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(5571١):ص7417/4.‏ 

.7857/4ص:)١554179(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠١( 

)١١(‏ انظر: مجاز القرآن:؟/15. 

.7١5/54:نويعلاو انظر: النكت‎ )١١( 

(9١)مجاز‏ القرآن" 7 55+ ونسيه لأبي نؤيب» وعنه الأنبازيء "الزاهر في معاني كلماث الناس" /١‏ 158 
وأنشده ابن قتيبةغزيب القرآن: 83 واقتصر على الشطر الثاتي منهة ولفكلة: تحسب'أعلامهن الصبروحاء 


8 


بهن نَعَام بناها الرجال . .. تشبه أعلامهن الصروحا 

قال أبو عبيدة :5 كل عنام شيعه من كدر لفو ان واللخيات: نعام؛ وإذا كان من شجر 
وثرى فهو: ثاية"(). 

قال الزجاج:" الصرح: في اللغة القصر والصحنء يقال: هذه ساحة الدار وصحنة الدار 
وباحة الدار وقاعة الدار وقارعة الدار. هذا كله في معنى: الصحن"(". 

قوله تعالى:[قلَمًا رَأَنُّ حمبثة لَجّةُ وَكَشَفْتْ عَنْ سَاقيْهَا) [النمل : 55]» أي:" فلما رأته 
ظنته ماء تتردد أمواجه؛» وكشفت عن ساقيها لتخوض الماء"(". 


قال الطبري:" يقول: فلما رأت المرأة الصرح حسبته لبياضه واضطراب دواب الماء 
تحته لجة بحر كشفت من ساقيها؛ لتخوضه إلى سليمان"7). 

قال الماوردي:" أي: ماء» لان سليمان أمر الجن أن يبنوه من قوارير في ماء فبنوه 
اي لي ل م ا 
52 ل ار ا ل 
الزجاج يحول بين الماشي وبينه” 1. 
غدير اماءء (كشفت عن سافيه/. يعتي: ريجليها لتخوطل: الماء إلى سليمان وهو على العتزين في 
مقدم البيت" 

م الببا . 


عن ابن جريج.ء قوله: "(حسبته لجة)» قال: بحرا"(". وروي عن عطاء الخراساني 
مثله(؟) 

عن 0 الله بن فذاق "(لما رأته يحفييله لجة): ظنت أنه ماء"9''". 
بياضا ١‏ 0 ا لي ب ل رد ابر لداع 
الإ 0 
والإنس" '. 


وأنشده الأزهري 5/ ١:77‏ عن أبي عبيدء بلفظ: تحسب آرامهن الصروحا. 

وأنشده ابن جرير /٠١‏ 277 كإنشاد أبي عبيدة» ولم ينسبه. وأنشده الغزنوي» 'وضح البرهان" ”/ 2١5١‏ مع 
بيت آخر بتقديم وتأخير» ولفظه: 

غلى طزق كتحور الركا :..اب تكسن أغلامهن 'الضروحا 

وهو كذلك في ديوان ابي ذؤيب الهذلي ؟11. 

)١‏ مجاز القرآن:؟/15. 

؟) معاني القرآن:77/4١.‏ 

") التفسير الميسر:8". 

5) تفسير الطبري:59١/575.‏ 

/ 00 ا 

*) تفسير ابن كثير:195/5١.‏ 

قور مدلل بزملاطاق ا 

8) أخرجه الطبري:9١/474.‏ 

4) انظر: تفسير ابن أبي حاتم(5575١):ص7845/4.‏ 
)٠‏ أخرجه ابن ابي حاتم(4 517 5١):ص‏ 78517/4. 


اسح سيبح ا ليح سين يي لين لبي ا لييح )سبح لب 


واختلفوأ في السبب الذي كان من أجله أراد سليمان كشف ساقيها لدخول الصرح على 
أقوال: 
أحدها : ليريها ملكا هو أعز من ملكهاء وسلطانا هو أعظم من سلطانها . قاله وهب بن منب!". 

قال وهب بن منبه:" أمر سليمان بالصرح, وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء 
بياضاء ثم أرسل الماء تحته» ثم وضع له فيه سريره؛ فجلس عليه» وعكفت عليه الطير والجن 
والإنس» ثم قال: (ادخلي الصرح) ليريها ملكا هو أعز من ملكهاء وسلطانا هو أعظم من 
سلطانها.."7". 

قال الزمخشري:" روى أن سليمان عليه السلام أمر قبل قدومها فبنى له على طريقها 
قصر من زجاج أبيضء وأجرى من تحته الماء» وألقى فيه من دواب البحر السمك وغيره؛ 
ووضع سريره في صدره.؛ فجلس عليه وعكف عليه الطير والجن والإنسء» وإنما فعل ذلك 
ليزيدها استعظاما لأمرهء وتحققا لنبوته» وثباتا على الدين"(). 

قال ابن كثير:" والغرض أن سليمان » عليه السلام » اتخذ قصرا عظيما منيفا من زجاج 
لهذه الملكة ؛ ليريها عظمة سلطانه وتمكنه» » فلما رأت ما آتاه الله » تعالى » وجلالة ما هو فيه » 
وتبصرت في أمره انقادت لأمر الله وعَرّفت أنه نبي كريم » وملك عظيم ٠»‏ فأسلمت لله » عز 
5 ب 
الثاني: لأن سليمان-عليه السلام- أراد أن يتزوج بهاء فقصد أن ينظر إلى ساقيهاء وقد كانوا 
قالوا: إن عليه شعرا("). 

قال السدي:" وكان قد نعت له خلقها فأحب أن ينظر إلى ساقيها فأمر بالحمام فصنع» 
وقيل لها: ادخلي الصرح » فلما دخلته ظنت أنه ماء فكشفت عن ساقيها"0"), 

قال الماوردي:" (وَكَشَفَتْ عن ساقَيْهَا» فرآهما سليمان شعراوين فصنعت له الجن 
النورة فحلقهما » فكان أول من صنعت النورة"(, 

عن مجاهدء في قوله: "(وكشفت عن ساقيها/ فإذا هما شعراوان» فقال: ألا شيء يذهب 
هذا؟ قالوا: الموسىء قال: لا الموسى له أثرء فأمر بالنورة فصنعت"(). 

عن عكرمة وأبي صالح قالا: " لما تزوج سليمان بلقيس قالت له: لم تمسني حديدة قط 
قال سليمان للشياطين: انظروا ما يذهب الشعر؟ قالوا: النورة» فكان أول من صنع النورة"(' ). 
الثالث: لأنه أراد أن يختبر بذلك عقله'"). ْ 

قال السيوطي:" وإنما صنع سليمان هذا الصرحء لان الجن كرهوا تزوج سليمان 
لبلقيس» فقالوا له: إن عقلها مخبول؛» وإن رجلها كحافر الحمار"(". 


.78517/9صن:)١51575(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 
.2ا77/١5:يربطلا انظر: تفسير‎ )" 
.577/١9:يربطلا ؟) أخرجه‎ 


؟) انظر: تفسير السمعاني:7/5١٠»‏ والنكت والعيون:1/5١7‏ 
)"١‏ اخرجه ابن أبي حاتم(5575١):7851/9.‏ 

6) النكت والعيون:1/5١7.‏ 

4) أخرجه الطبري:59١/575.‏ 


( 
( 
( 
( 
5) تفسير ابن كثير:591/56١.‏ 
( 
( 
( 
( 


.575/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠ 
انظر: تفسير الطبري:5١/١57» والنكت والعيون:1/5١25 والكشاف:؟7370/9.‎ 


1١١ 


( 
( 


قال الزمخشري:" زعموا أن الجن كرهوا أن يتزوجها فتفضى إليه بأسرارهم؛ لأنها 
كانت بنت جنية» وقيل: خافوا أن يولد له منها ولد تجتمع له فطنة الجن والإنس» فيخرجون من 
ملك سليمان إلى ملك هو أشد وأفظعء فقالوا له: إن في عقلها شيئاء وهي شعراء الساقين» 
ورجلها كحافر الحمار فاختبر عقلها بتنكير العرش؛ واتخذ الصرح ليتعرف ساقها ورجلهاء 
فكشفت عنهما فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما لا أنها شعراء» ثم صرف بصره وناداهانه 
صرح ممرد من قوارير"”". 00 000 
الرابع: أنه ذكر له أن ساقها ساق حمار لان أمها جنية فاحب أن يختبرها. وهذا قول مد بن 
كعب القرظي(". 

قال نهد بن كعب القرظي:" قالت الجن لسليمان تزهده في بلقيس: إن رجلها رجل حمارء 
وإن أمها كانت من الجن. فأمر سليمان بالصرحء فعملء. فسجن فيه دواب البحر: الحيتان» 
والضفادع؛ فلما بصرت بالصرح قالت: ما وجد ابن داود عذابا يقتلني به إلا الغرق؟ إحسبته 
لجة وكشفت عن ساقيها) قال: فإذا أحسن الناس ساقا وقدما. قال: فضن سليمان بساقها عن 
الموسىء قال: فاتخذت النورة بذلك السبب"(*). 

قال الزجاج:" وذاك أن الجن عابوا عنده ساقيها ورجليها وذكروا أن رجليها كحافر 
الحمار فتبين أمر رجليها"7”. 

قال السمعاني:" فطلب سليمان هذه الرؤية لكي يعرف صدق الجن وكذبهم"7". 

قال مجاهد:" كانت بلقيس هلباء شعراء» قدمها كحافر الحمارء وكانت أمها جنية"(", 

وفي رواية عن مجاهد:" وكانت بلقيس هلباء شعراء حافرها حافر حمار وكانت الجنية 
طويلة الذيل"00. 

وفي رواية عن مجاهد:" كانت بلقيس زباءء هلباء. قال: الزباء: الكثيرة الشعر والهلباء: 
الطويلة الشعر"0". 

عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله بيه: "كان أحد أبوي صاحبة سبا جنيا"(”"). 

قال مقاتل:" لما أقبلت قالت الجن لقد لقينا من سليمان ما لقينا من التعب فلو قد اجتمع 
سليمان وهذه المرأة وما عندها من العلم لهلكنا وكانت أمها جنية» فقالوا: تعالوا نبغضها إلى 
سليمان نقول إن رجليها مثل حوافر الدواب» لأن أمها كانت جنية» ففعلت» فأمر سليمان فبنى لها 
بيتا من قوارير فوق الماء» وأرسل فيه السمك لتحسب أنه الماء فتكشف عن رجليها فينظر 
سليمان أصدقته الجن أم كذبته وجعل سريره في مقدم البيت: فلما رأت الصرح حسبته لجة الماء 
وكشفت عن ساقيها فنظر إليها سليمان فإذا هي من أحسن الناس قدمين ورأى على ساقها شعرا 


.51/١/؟:نارقألا معترك‎ )١( 

)١(‏ الكشاف:7770/9. 

(") انظر: تفسير الطبري:3١577/1.‏ وهذا القول من الإسراتيليات المنكرة التي يتنزه عنها آحاد المتقين فكيف 
بنبي كريم أثنى الله عليه بفقوله: (وَوَهَبنَا لداؤود ملَِمَانَ نِم اعد إِنَهُ أوَابْ4 [ص : .]"٠‏ 
(5) أخرجه الطبري:5١/577.‏ 

(5) معاني القرآن:7/54؟١.‏ 

(1) تفسير السمعاني:7/5١٠.[بتصرف]‏ 

(") أخرجه الطبري:5١/5754»‏ وابن ابي حاتم(١51517١):ص789417/9.‏ 

(8) أخرجه ابن أبي حاتم( 555١):ص‏ 5/3 783. 

(9) أخرجه ابن أبي حاتم(5557١):ص7856/9.‏ 

) 


.575/١5:يربطلا أخرجه‎ )٠ 


كثيرا فكره سليمان ذلك» فقالت: إن الرمانة لا تدري ما هي حتى تذوقهاء قال سليمان: ما لا يحلو 
في العين لا يحلو الفم. فلما رأت الجن أن سليمان رأى ساقيها قالت الجن لا تكشفي عن 

08 

قال الماوردي:" وهذا القول بأن أمها جنية مستنكر في العقول لتباين الجنسين واختلاف 
الطبعين وتفاوت الجسمين ٠»‏ لأن الآدمي جسماني ٠‏ والجني روحاني ٠»‏ وخلق الله الآدمي من 
صلصال كالفخار وخلق الجني من مارج من نار » ويمتنع الامتزاج من هذا التباين ويستحيل 
التناسل مع هذا الاختلاف ٠‏ لكنه قيل فذكرته حاكيا"(". 

قال النسفي:" قال المحققون لا يحتمل أن يحتال سليمان لينظر إلى ساقيها وهي أجنبية 
فلا يصح القول بمثله"0". 

قال الطبري:" جائز عندي أن يكون سليمان أمر باتخاذ الصرح للأمرين الذي قاله 
وهبء والذي قاله مد بن كعب القرظيء ليختبر عقلهاء وينظر إلى ساقها وقدمهاء ليعرف صحة 
ما قيل له فيها"7”). 1 

صحن أملس من ز عد فاك والماء 00 

قال الطبري:" قال 0 تبهذ ليين :بينحن: إنه صرح ممرد من قواريرء يقول: 
إنما هو بناء مبني مشيد من قوارير"(". 

قال ابن كثير:" أصل الصرح في كلام العرب : هو القصر ء وكل بناء مرتفع » قال الله 
» سبحانه وتعالى » إخبارًا عن فرعون عه لدت اذه قل لور بره هامان [ اال لى صريكا لعنى 
أَبْلُعْ الأسْبّاب أَسْبَاب السّمَوَاتٍ فَأَطْلِعَ إِلَى إِلَه مُوسَى ] الآية [غافر : 7 ٠‏ 7؟]. والصرح : 
قصر في اليمن عالي البناء » والممرد أي 3 الس بذاء محكيا أملين امن قرارين أ - 
زجاج. وتمريد البناء تمليسه. ومارد اع كود ال ارا 

عن ابن جريج. "(ممرد). قال* : مشيد"(0), 

وقال أبو صالح:"الممرد: الطويل" 00 

قال الزمخشري:" الممرد: المملس"(” 

ا : 45]» أي:" قالت بلقيس حينئذ: رب 
إني ظلمت نفسي بالشرك وعبادة الشمس"('". 

قال الطبري:" قالت المرأة صاحبة سبإ: رب إني ظلمت نفسي في عبادتي الشمس» 
ا ب بي أتحي ب 


.7:3- ١: تفسير مقاتل بن سليمان:8/9‎ )١ 

؟) النكت والعيون:5/54١7.‏ 

) تفسير النسفي:/55١.‏ 

) تفسير الطبري:59١/517.‏ 

5) التفسير الميسر:0٠8".‏ 

) تفسير الطبري:3١/575.‏ 

) تفسير ابن كثير:917/56١.‏ 

6) أخرجه الطبري:9١/575.‏ 

0 اخرجه ابن ابي وماك الوا 


قال مقاتل:" فلما رأت السرير والصرح علمت أن ملكها ليس بشيء عند ملك سليمان 
وأن ملكه من ملك الله- عز وجل- ف(قالت4 حين دخلت الصرح ب(إني ظلمت نفسي)» يعنى 
بعبادتها الشمس"(". 

وقال سفيان:" إقيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة]» فقالت في نفسها: إنما أراد 
سليمان أن يغرقني في البحرء كان غير هذا أحسن من هذاء فلما قيل لها: أنه صرح ممرد من 
قواريرء قالت: إرب إني ظلمت نفسي)» تعذ تعني: الظن الذي ظنت بسليمان عليه السلام"7". 

قوله تعالى:إوَأسلَْتُ مع يمان يله رب الْعَالْمِينَ) [النمل 7 45]» أي: " وتابعتثُ سليمان 
على دينة فدخلت في الإسلام مؤمنة برب العالمين"9). 

قال الطبري:" تقول: وانقدت مع سليمان مذعنة لله بالتوحيدء مفردة له بالألوهة 
والربوبية دون كل من سواه"0. 

قال الزمخشري"" تريد بكفرها فيما تقدم» وقيل حسبت أن سليمان عليه السلام يغرقها 
في اللجة فقالت: ظلمت نفسي بسوء ظنى بسليمان عليه السلام"(". 

قال ابن كثير:" قالت : ( رَب إِنِي ظَلَمْتْ تَفسِي ) أي كا طلد د كل واو 
وعبادتها وقومها الشمس من دون الله » ( وَأَمْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ بِنَهِ رَبّ الْعَالَمِينَ 4 أي : بعة 
لدين سليمان في عبادته لله وحده » لا شريك له » الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا"(". 

قال ابن زيد:" فعرفت أنها قد غلبت (قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله 
رب العالمين)0"1". 

قال مقاتل:" (أسلمت]» يعنى: أخلصتء (مع سليمان) بالتوحيد له (رب العالمين)4» خرت 
للد عو .وجل "ساحدة وكات إلى اشن عن وجل من شركها واتحذها سليمات عليه السلاء - 
للقن قولقت له دود ون سلممان .يق داوذد علجيم. السادوب وأمر لها بقرية من الشام يجبي لها 
خراجهاء وكانت عذراء فاتخذ الحمامات من أجلها. وقال النبي- 6-: «كانت [بلقيس]')من 
أحسن نساء العالعين ساقين» وهي من أزواج سليمان في الجنة»» فقالت عائشة- رضي 1 
عنها- للنبي- -: هي أحسن ساقين مني؟ قال النبي- 5-:"« أنت أحسن ساقين منها في 
الجنة»(١١)‏ وكات ماود د علد عدم اير ها ييه ١د‏ اسان "010 

حكى الشعبي:" عن ناس من حمير أنهم حفروا مقبرة الملك فوجدوا فيها أرضاً معقودة 
فيها امرأة عليها حلل منسوخة بالذهب وعند رأسها لوح رخام فيه مكتوب : - 
ذا ايها لأقراد خويكوا شعي وار يكوا في يمري الغنها 
لتعلموا أني تلك التي ... قد كنت أذعي الدهر بلقيسا 





تفسير الطبري:53١/ه/ا5.‏ 


*) أخرجه ابن أبي حاتم("554١):ص‏ 5/4 4؟-58945. 
4) صفوة التفاسير:؟/51/5. 


( 
( 
( 
( 
5) تفسير الطبري:9١/575.‏ 
( 
( 
( 
( 


تفسير ابن كثير:91/56١1.‏ 

) أخرجه الطبري:9١/575.‏ 

8) زيادة في تفسير القرطبي:1١/١77.‏ 

٠)بدون‏ إسناد. وذكره القرطبي 235٠7١ /١١‏ وصدره بقوله: وفي بعض الأخبار» وعزاه للقشيري. 


وكنت في ملكي وتدبيره ... أرغم في الله المعاطيسا 
بَعْلي سليمان النبي الذي ... قد كان للتوراة دريسا 
وسخّر الريح له مركباً ... تهب أحياناً رواميسا 
مع ابن داود النبي الذي ... قدسه الرحمن تقديسا"(". 
قال الزمخشري:" استنكحها سليمان عليه السلام وأحبها وأقرها على ملكها وأمر الجن 
فبنوا لها سيلحين وغمدان(), وكان يزورها في الشهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام؛ 0 
وقيل: بل زوجها ذا تبع ملك همدان» وسلطه على اليمن» وأمر زوبعة أمير ج جن اليمن أن يطيعه 
فبنى له المصانع؛ ولم يزل أميرا حتى مات سليمان"7". 1 
عن عون بن عبد الله بن عتبة:" أن أباه سئل: هل كان سليمان تزوج المرأة صاحبة سبأ؟ 
فقال: عهدي بها وهي تقول: (أسلمت مع سليمان لله رب العالمين)"7. 
فوائد الآيات:[١‏ 5-5 5]: 
-١‏ جواز اختبار الأفراد إذا أريد إسناد أمر لهم لمعرفة قدرتهم العقلية والبدنية. 
؟- بيان حصافة عقل بلقيس ولذا أسلمت ظهر ذلك في قولها (كأنه هو) 
"- مضار التقليد وما يترتب عليه من التنكير للعقل والمنطق. 
5 - حرمة كشف المرأة ساقيها حتى لو كانت كافرة فكيف بها إذا كانت مسلمة. 
5- فضيلة الائنتساء بالصالحين كما ائتست بلقيس بسليمان في قولها (وأسلمت مع سليمان لله رب 


العالمين) . 

القرآن 

(وَلَقَدْ أزْسَلنَا إلى تَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحَا أن اغَبّْدُوا اللّهِ فَإِدَا هُمْ فْرِيقَانَ يَخْتَصِمُونَ ( 4))[النمل : 
4] 

التفسير: 


ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا: أن وجّدوا الله. ولا تجعلوا معه إلهًا آخرء فلما أتاهم صالحٌ 
داعيًا إلى توحيد الله وعبادته وحده صار قومه فريقين: أحدهما مؤمن به». والآخر كافر بدعوته. 
وكل منهم يزعم أن الحق معه. 

قوله تعالى:إوَلَقَد أَرسلْنَا إِلَى تَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أن ا عْبْدُوا الّه)[النمل : 45]» أي:" ولقد 
أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا: أن وجّدوا الله» ولا تجعلوا معه إلهًا آخر"7”) 

قال الطبريئ: يقول" (أن اعيدوا الله) وحده لا شريك لك ول تحطلوا معة إلها غيزي0) 

عن أبي صالح: "«أرسل»: بعث"(". 


.77١/١؟:يبطرقلا النكت والعيون:5/١١8-7١2735, وتفسير‎ )١( 

(١)قوله‏ «فبنوا لها سيلحين وغمدان» في الصحاح «سيلحون» : قرية. وفيه في فصل «نصب» : أن للعرب 
في نصيبين ونحوه كبيرين وفلسطين وسيلحين وباسمين وقنسرين: مذهبين» أحدهما: لزوم الياء وإعراب ما لا 
ينصرف. والثاني: إعراب الجمع بالياء والنون نصبا وجراء وبالواو والنون رفعا. وفي فصل «غمد» : 
غمدان: 0 باليمن. وفي فصل «صنع» المصانع: الحصون. 

لله 

(4) أخرجه ابن أبي حاتم(554549١):ص181/8/5.‏ 
(5) التفسير الميسر:١88.‏ 

(5) تفسير الطبري:5١/4075.‏ 

(1) أخرجه ابن أبي حاتم( 5546١):ص185/8/5.‏ 


عن ابن عباس» قوله: "[اعبدوا اللهاء أي: وحدوا ربكم"(". 

قوله تعالى:[فَإِذَا هُمْ فريقَانٍ يَحْتَصِمُونَ)[النمل : 55]» أي:" فلما أتاهم صالحٌ داعيًا إلى 
توحيد الله وعبادته وحده صار قومه فريقين: أحدهما مؤمن به. والآخر كافر بدعوته» وكل منهم 
يزعم أن الحق معه"7). 

قال الطبري:" يقول: فلما أتاهم صالح داعيا لهم إلى الله صار قومه من ثمود فيما دعاهم 
إليه فريقين يختصمونء ففريق مصدق صالحا مؤمن به» وفريق مكذب به كافر بما جاء به"(". 

قال الزجاج: أي: فإذا قوم صالح فريقان مؤمن وكافر يختصمونء فيقول كل فريق منهم: 
الحق معي"( 

عن مجاهدء قوله: "إ(فريقان يختصمون]»؛ قال: مؤمن وكافرء قولهم: صالح مرسلء» 
وقولهم: صالح ليس بمرسلء ويعني بقوله: (يختصمون)» يختلفون"7". 

قال قتادة:" فإذا القوم بين مصدق ومكذب: مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق 
وتاركه. في ذلك كانت خصروعة القوم"("). 


القرآن _ ٍ 

(قَالَ يَاقَوْم لِمَّ سَنْتعْجِلونَ بالسّيّتة قبل الحَسنة لَوْلَا تَسْتَغَفِرُونَ الله لَعَلَكُمْ َرَحَمُونَ (4))[النمل 
: 5] 

التفسير: 


قال صالح للفريق الكافر: لِمَ تبادرون الكفر وعمل السيئات الذي يجلب لكم العذاب» وتؤخرون 
الإيمان وفغل الحسنات الذي يجلب لكم الثواب؟ هلا تطلبون المغفرة من الله ابتداء» وتتوبون 
إليه؛ رجاء أن ترحموا. 

قوله تعالى:!ِقَالَ يَاقَوْمِ لِمَ َمْتَعْجلُونَ بالمَيّتّةٍ قَبْلَ الْحَسَنَة)[النمل : 45]» أي:" قال صالح 
للفريق الكافر: لِمَ تبادرون الكفر وعمل السيئات الذي يجلب لكم العذاب» وتؤخرون الإيمان 
وفِغل الحسنات الذي يجلب لكم الثواب؟"(". 

قال الطبري:" قال صالح لقومه: يا قوم لأي شيء تستعجلون بعذاب الله قبل الرحمة"7”) 
الرحمة"(", 

قال الزجاج:" وطلبت الفرقة الكافرة على تصديق صالح العذاب» فقال: (إقال يا قوم لم 
تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون]؛ أي: لم قلتم إن كان ما أتيت 
به حقا فأتنا بالعذاب"(), 

عن مجاهد قوله: "إلم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة)» قال: السيئة: العذاب» قبل 
الحسنة: قبل الرحمة"(١).‏ 


.7844/4ص:)١555١(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 
."8١:رسيملا ؟) التفسير‎ 

؟) تفسير الطبري:9١/475.‏ 
ا القرآن: .١77/4‏ 
ه) أخرجه الطبري:5١/475.‏ 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(55517١):ص7824/8/4.‏ 
") التفسير الميسر:١8".‏ 

) تفسير الطبري:9١/577.‏ 

3( ما القرآن:75/4١.‏ 

.477/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠١ 


4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


وعن مجاهد: "إقال ياقوم لم تستعجلون بالسيئة)» قال: بالعذاب قبل الحسنة» قال: 
العافية"(), 

قوله تعالى: إِلَوْلَا تَْتَغْفِرُونَ الله لَعلَكُمْ تزْحَمُونَ)[النمل : 45]» أي:" هلا تطلبون المغفرة 
من الله ابتداء» وتتوبون إليه؛ رجاء أن ترحموا"(". 

قال الطبري:" يقول: هلا تتوبون إلى الله من كفركمء» فيغفر لكم ربكم عظيم جرمكم؛ 
ل ل تيتم من عظيم الخطيئة. إلعلكم ترحمون)» يقول: 
ليرحمكم ربكم باستغفاركم إياه من كفركم"7") 

قال الزجاج:" أي: هلا تستغفرون الله"20), 

عن السديء إلولا تستغفرون الله)» قال: فهلا تستغفرون الله؟"0). 

قال السمعاني:" الاستغفار هاهنا بمعنى التوبة"("). 

عن سعيد بن جبيرء قوله:"(لعلكم ترحمون]: كي ترحموا ولا تعذبوا"(". 


القرآن , ٍ ٍ 
(قالوا ايَرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرْكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بل أَنْثُمْ قَوْمْ تُفتُونَ (417)][النمل : 7 4] 
التفسير: 


قال قوم صالح له: تشاءَمنا بك وبمن معك ممن دخل في دينك» قال لهم صالح: ما أصابكم الله 
من خير أو شر فهو مقّره عليكم ومجازيكم به بل أنتم قوم تُخْتّبرون بالسراء والضراء والخير 
3 

0 قوله تعالى:!قَالُوا اطّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ)[النمل : 47]» أي:" قال قوم صالح له: تَشاءَمُنا 
بك وبمن معك ممن دخل في دينك"0". 

قال الطبري:" قالت ثمود لرسولها صالح: تشاءمنا بك وبمن معك من أتباعناء وزجرنا 
الطير بأنا سيصيبنا بك وبهم المكاره والمصائب"7"). 

قال قتادة:" قالوا: ما أصابنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك"7”") 

عن مجاهدء قوله: (يطيروا)» قال: يتشاءموا"7'). 
1 قال السمعاني:" وفي سبب قولهم هذا قولان: 
أحدهما: أنهم قالوا ذلك؛ لتفرق كلمتهم. 
والقول الثاني: أنهم قالوا ذلك؛ لأنهم أصابهم الجدب والقحطء فقالوا فقالوا لصالح: هذا من 
شؤمك"(1) 


.57/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 

؟) التفسير الميسر:١8/"؟.‏ 

') تفسير الطبري:9١/5757.‏ 

كاب القرآن:77/5١.‏ 

5) أخرجه ابن أبي حاتم(5154557١):ص7845/4.‏ 
؟) تفسير السمعاني:4/”١١.‏ 

") أخرجه ابن أبي حاتم(51551١):ص7849/4.‏ 
6) التفسير الميسر:١8/".‏ 

) تفسير الطبري:9١/575.‏ 

.783139/5 صن:)١5155/(متاح أ. أخرجه ابن ابي‎ 0 ٠ 
.7843/5صن:)١51559(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال الزجاج: 7 الأصل:* «تطيرنا»» فأدغمت التاء في الطاءء» واجتلبت الألف لسكون 
الطاءء فإذا ابتدأت قلت اطيرنا بك» وإذا وصلت لم تذكر الألف؛ وتسقط لأنها ألف وصل"(", 

قوله تعالى:[ِقَالَ طَائْدْكُمْ عِنْد الله)[النمل : 47]» أي:" قال لهم صالح: ما أصابكم الله مِن 
خير أو شر فهو مقذِره عليكم ومجازيكم ب04. 

قال الزجاج:" أي: ما أصابكم من خير أوشر فمن الله"(. 

قال الطبري:" فأجابهم صالح فقال لهم : ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره 
عند الله علمه؛ لا يدري أي ذلك كائن» أما تظنون من المصائب أو المكاره؛ أم ما لا ترجونه من 
العافية والرجاء والمحاب؟"(2. 

قال مقاتل:" يقول: الذي أصابكم هو مكتوب في أعناقكه"(") 

قال السمعاني:" أي: ما يصيبكم من الكو :و الك شوك الله نمسي داكو ان الموطة 
نزوله بالإنسان» فإنه له شيء أسرع نزولا من قضاء مدع وقيل: (طائركم عند الله أ 
عملكم عند الله» وسمي ذلك طائراء لسرعة صعوده إلى السماء"7". 

عن ابن عباس قوله: "(قال طائركم عند الله)» يقول: د "0 

عن قتادة» قوله: "(طائركم عند اللها» علمكم عند ابله"(1 وفي بذاك "أي:. عملكم عند 
"10 3" وفي رواية: "١‏ أي : 39 عملكه"'. ش ْ 7 

قوله تعالى:(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمْ تُقْتَنُونَ)[النمل : 57]»: أي:" بل أنتم قوم تُخْتبيرون بالسراء 
والضراء والخير ش70 : 

قال السمعاني:" أي: تبتلون وتختبرون» وقيل: تعذبون"7'"). 

قال قتادة:" أي: تبتلون بطاعة الله ومعصيته"7 ". 

قال مقاتل:" يعني: تبتلون: وإنما ابتليتم بذنوبكم "0). 

9 . ا .ف : لالإصاصة ا 7 0 - ك١‏ 

قال الزجاج: أي: تحدبرون» ويجور (تفتنون؟ من: الفتنة» أي: تطيركم فتنة 1 1 


.٠١1/5:يناعمسلا تفسير‎ )١ 
.١7؟؟/4:نآرقلا ؟) معاني‎ 
.5"/8١:رسيملا التفسير‎ )" 
.١7؟؟/4:نآرقلا معاني‎ )5 

©) تفسير الطبري:5١/5175.‏ 

5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/١١7.‏ 

( 

( 

( 


6) أخرجه الطبري:9١/575.‏ 
4) أخرجه الطبري:9١/5717.‏ 


قال الطبري:" يقول: بل أنتم قوم تختبرون» يختبركم ربكم إذ أرسلني إليكم» أتطيعونه؛ 
فتعملون بما أمركم به» فيجزيكم الجزيل من ثوابه؟ أم تعصونه بخلافه» فيحل بكم عقابه؟"0"). 


القرآن 
(وكان فِي الْمَدِيئة يسع رَهطِ يُفْسِدُونَ في الأضٍ وَلَا يُصَلِحُونَ (5)][النمل : 8 ؛] 
التفسير: 
وكان في مدينة صالح -و هي «الحجر» الواقعة في شمال غرب جزيرة العرب- تسعة رجال» 
شأنهم الإفساد في الأرضء» الذي لا يخالطه اشيء من الصلاح. 

قوله تعالى لوَكَانَ في المَذيتة شبعة رَهْطٍ][النمل : 5]» أي:" وكان في مدينة صالح - 
وهي الحِجْر - تسعةٌ رجال من أبناء أشرافهم"(". 

قال الطبري:يقول:" وكان في مدينة ا وهي حجر ثمود» تسعة أنفس"(), 

قال مقاتل:" يعني: يعملون في الأرض بالمعاصي ولا يطيعون الله- عز وجل-"7*) 

قال ابن كثير: " أي : في مدينة ثمودء تسعة نفر "(0). 

عن مجاهد: "(تسعة رهط)ء قال: من قوم صالح"(". 

قال الزجاج: "١‏ هؤلاء ا قوم صالح"7". 

قوله تعالى إيفْسِدُونَ في الأزض 0 يُصْلِحُونَ)[النمل : 14“ أي 9 شأنهم الإفساد في 
الأرضء الذي لا يخالطه شيء من الصلاح"(. 

قال الطبري:" وكان إفسادهم في الأرضء كفرهم بالله» ومعصيتهم إياهء وإنما خص الله 
جل ثناؤه هؤلاء التسعة الرهط بالخبر عنهم أنهم كانوا يفسدون في الأرضء ولا يصلحونء؛ وإن 
كان أهل الكفر كلهم في الأرض مفسدينء لان هؤلاء التسعة هم الذين سعوا فيما بلغنا في عقر 
الناقة» وتعاونوا عليه» وتحالفوا على قتل صالح من بين قوم ثمود"7. 

قال ابن كثير: " وإنما غلب هؤلاء على أمر ثمود ؛ لأنهم كانوا كبراء فيهم ورؤساءهم.. 
والغرض أن هؤلاء الكفرة الفسقة » كان من صفاتهم الإفساد في الأرض بكل طريق يقدرون 
عليها"7”'). 
فنقتلهم» ثم نقول لأولياء صالح: ما شهدنا من هذا شيئاء» وما لنا به علم» فدمرهم الله أجمعين"(1), 

وقال ابن عباس:" كان أساميهم رعمي ورعيم وهريم وداد وصواب ورئاب ومسطع 
وقدار بن سالف عاقر الناقة"("). 


.571/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
صفوة التفاسير:1/9/7.‎ )١ 
.571/١9:يربطلا تفسير‎ )"* 
قعل بنقائن :نا فياك لة‎ 7 
.١9/8/5:ريثك ه) تفسير ابن‎ 
.571/١5:يربطلا ره‎ ( 
.١77/4:نآرقلا معاني‎ )" 

6) التفسير الميسر:١8".‏ 

) تفسير الطبري:9١/571.‏ 
2-5 تفسير ابن كثير:91/8/5١.‏ 
١‏ لخر الطبري:ذة/571. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال مقاتل"" منهم: قدار بن سالف بن جدعء عاقر الناقة» واسم أمه قديرة» ومصدعء 
وداب» ويباب إخوة بني مهرجء وعائذ بن عبيدء وهذيل؛» وذو أعين وهما أخوان ابنا عمرو 
وهديمء وصواب فعقروا الناقة ليلة الأربعاء. وأهلكهم الله- عز وجل- يوم السبت بصيحة جبريل- 
عليه السلام-"(". 

وروي عن عطاىيء قرله ازوكان. في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا 
يصلحون]» قال: كانوا يقرضون الدراهم"7". ' 

قال ابن كثير:" يعني : أنهم كانوا يأخذون منها » وكأنهم كانوا يتعاملون بها عددًا » كما 
كان العرب يتعاملون"7). 

قال سعيد بن المسيب:" الذهب والورق من الفساد في الأرض"7) 

قال سعيد بن المسيب:" قطع الدنانير والدراهم يعني المثاقيل التي أجازها المسلمون 
بيهم وعرفوها من الفيناد"00). 

وعن قتادة» في قوله:( (يفسدون في الأرض ولا يصلحون)»؛ قال: "بتتبع عورات 
الناس"7), 

قال تجعفر يق تليمان الست :"سمعك :مالك ين دينان يقولة ثلا هذه الآيةة (وكان في 
المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون].» قال: فكم اليوم في كل قبيلة من الذين 
يفسدون في الأرض ولا يصلحون"(". 


القرآن 5 500 

قَالُوا تقاسَموا باللّه لَنبَيَتنَهُ وََهلَهُ ثْمَ لنقُولنَ لِوَلِيَه ما شهذنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَا لَصَّادِقونَ (4)) 
[النمل : 459] 

التفسير: 


قال هؤلاء التسعة بعضهم لبعض: تقاسموا بالله بأن يحلف كل واحد للآخرين: لنأتينَ صالحًا بغتة 
في الليل فنقتله ونقتل أهله» ثم لنقوآنَ لول الدم من قرابته: ما حضرنا قتلهم؛ وإنا لصادقون فيما 
قوله تعالى:!قَالُوا تَقَاسَمُوا بالله لَنْبيتنَهُ وَأَهلَمُة [النمل : 43]» أي:" قال هؤلاء التسعة 
بعضهم لبعض: تقاسموا بالله بأن يحلف كل واحد للآخرين: لنأتينَ صالحًا بغتة في الليل فنقتله 
ا 
قال الطبري:أي:" قال هؤلاء التسعة الرهط الذين يفسدون في أرض حجر ثمودء ولا 
يصلحون: تقاسموا بالله: تحالفوا بالله أيها القوم» ليحلف بعضكم لبعض: لنبيتن صالحا وأهله؛ 
فلنقتلنه"()2, 


.79100/4ص:)١5575(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
تفسير مقاتل بن سليمان:3171/5.‎ )" 

"') أخرجه ابن ابي حاتم(5575١):ص79101/9.‏ 
5) تفسير ابن كثير:19/5١.‏ 

(/ 0 ابي حاتم(١51517١):نص7901/9.‏ 
*) أخرجه ابن ابي حاتم(١51517١):ص79101/9.‏ 
)٠‏ نقلا عن تفسير السمعاني:5/5١٠.‏ 

) أخرجه ابن ابي حاتم(51571١):ص0/9٠751.‏ 
4) التفسير الميسر:١8/".‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
)١ :)‏ ته تفسير الطبري . 


قال السمعاني:" أي: احلفوا بالله: لنقتلته ليلاء قالوا ذلك لصالحء وقوله: (وأهله) أي: 
وقومه الذين أسلموا معه" 3 

قال إبن كتين أي ككالفو وعايعو طن فتق قوين الها ضدالم: عليه السلام » من لقيه ليلا 
غيلة. فكادهم الله » وجعل الدائرة عليهم "(". 

قال مجاهد:" تحالفوا على إهلاكه؛ فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعون"(". 

قال قتادة:" وافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه وذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح 
ليفتكوا به إذ بعث الله عليهم صخر ة فأهمدتهه"(). 

قال ابن كثير:" يخبر تعالى عن طغاة ثمود ورؤوسهم . الذين كانوا دعاة قومهم إلى 
:نأك يراوه فى أهلد يا ميته غيلة"(0, 00 

قوله تال ثم َنَقُوآنَ وليه مَا شهذتا مَهِْكَ أَهْلِها [النمل : 49].» أي:" » ثم لنقوآن لول 

قال ابن كثير:أي: له : إنهم ما علموا بشيء من أمره "(". 

عن قتادة» قوله: "(ثم لنقولن لوليه)» يعني: رهط صالح: (ما شهدنا مهلك أهله وإنا 
لصادقون)"7. 

قال السمعاني:" وقرئ: «مهلك» بنصب الميم: فيجوز أن يكون بمعنى: الإهلاك؛ 
ويجوز أن المراد منه: موضع الهلاك"("2. 

قال ابن إسحاق:" فلما قال: لهم صالح ذلكء؛ قال: التسعة الذين عقروا الناقة: هلم فلنقتل 
صالحا فإن كان صادقا عجلناه قبلناء وإن كان كاذبا كنا قد ألحقناه بناقته. فأتوه ليلا ليبيتوه في 
أهله. فدمغتهم الملائكة بالحجارة؛ فلما أبطئوا عل أصحابهم أتوا منزل صالح فوجدوهم 
متشدخين قد رضخواء بالحجارة فقالوا لصالح: أنت قتلتهم» ثم هموا به. فقامت عشيرته دونه 
كان صادقا لم تزيدوا ربكم غضباء وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون انصرفوا عنهم 
ليلتهم تلك والنفر الذين رضختهم الملائكة بالحجارة التسعة الذين ذكر الله عز وجل في القرآن» 
يقول الله: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحو ا 

قوله تعالى:إوَإِنَا َصَادِقُونَ) [النمل 45]» أي" وإنا لصادقون فيما قلناد"(2"7. 

قال الطبري:أي:" نقول لوليه: وإنا لصادقونء أنا ما شهدنا مهلك أهله"7" ). 


.781١:رسيملا التفسير‎ )١ 
.579/١9:يربطلا تفسير‎ )١١ 


3 


5 قال ابن كثير: أي:ويقولوا: "(إنهم لصادقون فيما أخبروهم به » من أنهم لم يشاهدوا 

ذلك" 
ف السمعاني:" أي: ننكر قتل صالح, وقالوا ذلك؛ لأنهم خافوا من عشيرته"(". 

فوائد الآيات:[5 1-5 5]: 
١‏ - تقرير نبوة النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ. 
7 تقرير حقيقة أن الصراع بين الحق والباطل لا ينتهي إلا بانتهاء الباطل. 
5 - العمل بمعاصي لله تعالى .قو القساد في الأرض: والعمل بطلا هده دو الأستام في اكور 
5- تقرير أن المشركين يؤمنون بالله ولذا يحلفون به ولم يدخلهم ذلك في الإسلام لشركهم في 
عبادة الله تعالى غيره من مخلوقاته. 


القرآن 
(وَمَكَرُوا مَكْرَا وَمَكَرْنَا مَكْرَا وَهُمْ لا يَشْعْرُونَ ))5٠0(‏ [النمل : ]5٠‏ 
التفسير: 
ودبّروا هذه الحيلة لإهلاك صالح وأهله مكرًا منهم؛» فنصرنا نبينا صالحًا عليه السلام» وأخذناهم 
بالعقوبة على غرّةء وهم لا يتوقعون حذد اس يكرا عار دهم : 1 

قوله تعالى: [ِوَمَكَرُوا مَكْرَا [النمل : :»]5٠‏ أي:" ودبّروا هذه الحيلة لإهلاك صالح وأهله 
مكرًا منهم"(0". 

قال الطبري:يقول:" وغدر هؤلاء التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض بصالح 
بمصيرهم إليه ليلا ليقتلوه وأهله» وصالح لا يشعر بذلك"7). 

قال الزجاج: فمضوا لبغيتهم"0). 

قال النحاس:" (ومكروا مكرا)» إنما عملوه"(") 

قال السمعاني: "أي: دبروا تدبير 0 

عن قتادة» "قال: الله: (ومكروا مكرا): قال: مكرهم الذي أرادوا بصالح"(*) 

قال الزمخشري:" مكرهم: ما أخفوه من تدبير الفتك بصالح عليه السلام وأهله"0", 

قال لد مدر ها ابروا كي الك قر ير عرد عاج وعقرهم الناقة خفية. 
وتويك الذدب على غير بجارمة؛ والشيرى من اختيارهم ذلك"( "). 

قوله تعالى: (ِوَمَكَرْنَا مَكْرَا وَهُمْ لا يَشْعْرُونَ) [النمل : :]5٠‏ أي:" فنصرنا نبينا صالحًا 
عليه السلام» وأخذناهم بالعقوبة على غرَّةء وهم لا يتوقعون كيدنا لهم جزاءً على كيدهم"(". 


.١1/8/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 

؟ اتقو متي 1. 

'") التفسير الميسر:١/".‏ 

4) تفسير الطبري:9١/5179.‏ 

.١75/4:نآرقلا‎ 589 06 

*) إعراب القرآن:51/9١.‏ 

.١١5/54:يناعمسلا تفسير‎ )1١ 
.75107/9ص:)١51519(متاح أخرجه ابن ابي‎ ) 
الكشاف:17/7/9.‎ )4 

)٠‏ لطائف الإشارات:51/9. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال السمعاني: "أي: ودبرنا تدبيراء وهم لا يعلمون كيف مكرنا بهم 1 

قال الطبري: " يقول: فأخذناهم بعقوبتنا إياهم وجلا رساب لير ل لا و1 
بمكرنا"0". 

قال النحاس:أي:" جازيناهم على ذلكء وقيل المكر من الله الإتيان بالعقوبة المستحقة من 
حيث لا يدري العبد"(). 

قال الزجاج: "فأرسل الله عليهم صخرة فدمغتهم, وأرسل على باقي قومهم ما قتلهم 
نه"(0) 

قال الزمخشري:" ومكر الله: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. شبه بمكر الماكر على 
سبيل الاستعارة"(0). 

قال القشيري:" وأما مكر الله فهو جزاؤهم على مكرهم بإخفاء ما أراد بهم من العقوبة 
عنهم» 8 ثم إحلالها بهم بغتة. فالمكر من الله تخليته إياهم مع مكرهم بحيث لا يعصمهمء وتزيين 
ذلك في أعينهم, وتحبيب ذلك إليهم. . ولو شاء لعصمهم. ومن أليم مكره انتشار الصيت 
بالصلاحء والعمل في السر بخلاف ما يتوهم بهم من الصلاحء وفي الآخرة لا يجوز في سوقها 
هذا النقدإ"(). 
عن عليء قال: "المكر غدرء والغدر كفر"(*) 
قال قتادة:" فبينما هم معانيق إلى صالح.ء -يعني: يسرعون إليه- سلط الله عز وجل 
ف د فقتل لكا ِ 

الا به الوحاروا لاع فون واكاك الت لين ركوو يضباة مكر ا مجر لويد مدر 
نفرغ منه وأهله قبل ذلك» وكان له مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه» فخرجوا إلى كهف 
وقالوا: ذل جاه يصلى قلناه: ثم رجعنا إذا فرحنا مته إلى امل قترخنا متهم كرا كول لد 
تبارك وتعالى: (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا 
لصادقون). فبعث الله صخرة من الهضب حيالهم, » فخشوا أن تشدخهمء فبادروا الغارء فطبقت 
الصخرة عليهم فم ذلك الغارء فلا يدري قومهم أين هم؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم؛ فعذب الله 
تبارك وتعالى هؤلاء ههناء وهؤلاء هناء وأنجى الله صالحا ومن معه"7'"). 


."/١:رسيملا التفسير‎ )١ 

؟) تفسير السمعاني:7/54١٠.[بتصرف‏ بسيط] 
*) تفسير الطبري:5١/579.‏ 
5) إعراب القرآن:517/9١.‏ 
5) معاني القرآن:75/5١.‏ 
5) الكشاف:717/19/9. 

") لطائف الإشارات:51/9. 

قال المحقق؟ جديل مق القشنيريئ تعبيره عن أطلوية (التعامل) نين الخلق والمتخلوق مكر] يمك بلفظة (التقذ) 
.. وفي لآخرة لا يسرى هذا النقدء فلا يجدى مكرهم فتيلا لأن التعامل فى (سوق) الآخرة يكون على نحو 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


آخر". 

(8) أخرجه الطبري:59١/4759.‏ 

(9) أخرجه ابن أبي حاتم(751748١):ص3307/34»‏ والطبري:9١/480.‏ باختصار. 
)٠١(‏ أخرجه الطبري:9١/5480-419.‏ 


القرآن 
فانط كيف كان عَاقِبَةُ مرجم أنَا دَمَرنَاهُمْ وَقَوْمَهمْ أَجمَعِينَ ))0١(‏ [النمل : ١م]‏ 
التفسير: 
فانظر 5 الرسول- نظرة اعتبار إلى عاقبة 0 هؤلاء الرهط بنبيهم صالح؟ أنا أهلكناهم 
وقومهم أجمعين. 

قوله تعالى :(قانظز كَيْفت كَانَ عَاقبَةُ مَكْرِ هذ] 0 : »]5١‏ أي:" فانظر -أيها الرسول- 
نظرة اعتبار إلى عاقبة عَدْر هؤلاء الرهط بنبيهم صالح؟"(2©. 
علينا من سائر الخلق» فحذر قومك من قريش»ء أن ينالهم بتكذيبهم إياك» ما نال ثمود بتكذيبهم 
صالحا من المثلات"(). 

قال القشيري:" أهلكهم ولم يغادر منهم أحدا"7". ْ 

عن قتادة قوله: "إفانظر كيف كان عاقبة مكرهم!. قال: شر واللهء عاقبة مكرهم أن 
دمرهم الله وقومهم أجمعين» ثم صيرهم إلى النار"7"). ' 0 

قوله تعالى :أن دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ] [النمل : ١5]ء‏ أي:" أنا أهلكناهم وقومهم 
أجمعين"0). 

قال الطبري:" يقول: إنا دمرنا التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض من قوم صالح 
وقومهم من ثمود أجمعينء فلم نبق منهم أحدا"("). 

وقرئ: « إنا»» على الابتداء"). 


القرآن و 5300 
(فتلك بُيُونْهُمْ خَاوِيّة بمَا ظَلَمُوا إِنَّ في ذَلِكَ لآيّة لِقَوْم يَعْلَمُونَ (57)) [النمل : 57] 
التفسير: 


نبيهم. إن في ذلك التدمير والإهلاك لَعظة لقوم يعلمون ما فعلناه بهم» وهذه سنتنا فيمن يكذب 
المرسلين. ل 

قوله تعالى:(ِفَتِلْكَ بُيُوتْهُمْ خَاويَة بِمَا ظَلَمُوا [النمل : 57]» أي:" فتلك مساكنهم خالية 
ليس فيها منهم أحدء أهلكهم الله؛؟ بسبب د بسبب ظلمهم لأنفسهم بالشركء وتكذيب نبيهم'97). 

قال السمعاني:" أي: خالية بما كفروا"0". 


قال الطبري:يقول:" فتلك مساكنهم خاوية خالية منهم؛ ليس فيها منهم أحدء قد أهلكهم الله 
فأبادهم بظلمهم أنفسهم بشركهم بالله» وتكذيبهم رسولهه"(") 


."8١:رسيملا التفسير‎ )١( 

.580/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 

(؟) لطائف الإشارات:57/9. 

(:) أخرجه ابن أبي حاتم(١554١):ص5507/4.‏ 
(5) التفسير الميسر:١8".‏ 

(5) تفسير الطبري:9١/580.‏ 

() انظر: تفسير الطبري:59١/580.‏ 

(8) التفسير الميسر:١8".‏ 

(4) تفسير السمعاني:5/4١٠.‏ 


عن ابن عباسء قوله:"إفتلك بيوتهم)» قال: فتلك منازلهه"(") 

عن ابن عباسء قوله:" (خاوية)» قال: والخاوية سقوط أعلاها على أسافلهاء وبه في 
قوله: بما ظلموا يقول بما كفروا"(). 

عن الضحاكء قوله:"( خاوية)» قال: خواؤها خرابها"0). 

قال الزجاج:" أكثر القراء نصب (خاوية) على الحال؛ المعنى: فانظر إلى بيوتهم 
خاوية بما ظلموا"207). 

قوله تعالى:(إنَّ في ذَلِكَ لَآيََ لِقَوْم يَعْلَمُونَ1 [النمل : 57]ء أي:" إن في ذلك التدمير 
والإهلاك لعظة لقوم يعلمون ما فعلناه بهم» وهذه سنتنا فيمن يكذب المرسلين"(". 

قال الطبري:يقول:" إن في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك يا ثمد من القصةء لعظة لمن 
يعلم فعلنا بهم ما فعلناء من قومك الذين يكذبونك فيما جئتهم به من عند ربك وعبرة" 0 

قال السمعاني:" (لقوم يعلمون)؛ أي: يعلمون تدبيرنا ومكرنا بالكفار"(". 

عن ابن عباس: "(إن في ذلك لآية)» قال: علامة"20. 


القرآن 
(وَأَنْجَيْنَا الّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَقُونَ (4)5 [النمل : 5] 
التفسير: 
وأنجينا مما حلّ بثمود من الهلاك صالحًا عليه السلام والمؤمنين به الذين كانوا يتقون بإيمانهم 
عذاب الله. 1 

قوله تعالى:[ِوَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا [النمل : 57]» أي:" وأنجينا مما حل بثمود من الهلاك 
صالحًا عليه السلام والمؤمنين به"( ). 

قال الطبري:" يقول: وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الذي أحللناه بثمود رسولنا صالحا 
والمؤمتين يد* 1 

قال القر و أي:" (وأنجينا الذين آمنوا4؛ بصالح"("". 

قال البيضاوي:أي: " صالحا ومن معه"059), 

قوله تعالى:(ِوَكَانُوا يَتَُونَ1 [النمل : ”5]: أي:" الذين كانوا يتقون بإيمانهم عذاب 


الله"200, 
)١(‏ تفسير الطبري:9١/580.‏ 
)١(‏ أخرجه ابن أبي حاتم(515857١):ص75057/9.‏ 
(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(75/87١):ص1907/31.‏ هكذا الترقيم بالمطبوع! 
(4) أخرجه ابن أبي حاتم(55/87١):نص7505/9.‏ 
(5) معاني القرآن:5/4؟١.‏ 

(1) التفسير الميسر:١8”.‏ 

(") تفسير الطبري:9١/580.‏ 

امد 6 

(9) أخرجه ابن أبي حاتم(55/854١):ص75057/9.‏ 
)٠١(‏ التفسير الميسر:١8/".‏ 

.581١/١9:يربطلا تفسير‎ )١١( 
.774/١7:يبطرقلا تفسير‎ )١١( 
.١157/4:يواضيبلا تفسير‎ )١( 


قال القرطبي: أي: "[وكانوا يتقون) الله ويخافون عذابه"(". 

قال الطبري:" يقول: وكانوا يتقون بإيمانهم» وبتصديقهم صالحا الذي حل بقومهم من 
ثمود ما حل بهم من عذاب اللهء فكذلك ننجيك يا مد وأتباعك, عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي 
قومك من بين أظهرهم. وذكر أن صالحا لما أحل الله بقومه ما أحل» خرج هو والمؤمنون به إلى 
الشام» فنزل رملة فلسطين"7". 0 

قال البيضاوي”" وكانوا يتقون الكفر والمعاصي فلذلك خصوا بالنجاة"7). 

قال السمعاني:" وفي ل . أن قوم صالح لما أهلكهم الله تعالى جاء صالح إلى مكة 
وتوفي بهاء وكذلك هود عليه السلام"( 
فوائد الآيات:[١‏ 7-5 5]: 
١‏ - تقرير قاعدة: (ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ المَيَىُ إِلّا بِأَهْلِما . 
2 - تقرير أن ديار الظالمين مآلها الخراب فالظلم يذر الديار بلا فع. 

قال القشيري:" في الخبر: «لو كان الظلم بيتا في الجنة لسلط الله عليه الخراب»7") 
فالنفوس إذا ظلمت بزلاتها خربت بلحوقها شوم الذلة حتى يتعود صاحبها الكسل» د 
مركب الفشلء. ويحرم التوفيق» ويتوالى عليه الخذلان وقسوة القلب وجحود العين وانتفاء تعظيم 
الشريعة من القلب. 

وأصحاب القلوب إذا ظلموها بالغفلة ولم يحاولوا طردها عن قلوبهم.. خربت قلوبهم 
حتى تقسو بعد الرأفة» وتجف بعد الصفوة. فخراب النفوس باستيلاء الشهوة والهفوة» وخراب 
القلوب باستيلاء الغفلة والقسوة» وخراب الأرواح باستيلاء الحجبة والوقفة» وخراب الأسرار 
باستيلاء الغيبة والوحشة"7", 
0“ نزيو أن الابسان و التقودى كما شي اماه لأن ولاية الله للعبد تتم بهما. 


القرآن 
(وَلُوطًا إِذ قَالَ لقؤمِه أتَأثُونَ الفاحشّة وَأَنْتُمْ نُبْصِرُونَ )6 أَنِنَّكُمْ لَتأثُونَ الرّجَالَ شَهْوَةً من 
ذُون اليّسَاءِ بَل أَنْتم قَوْمْ تَجْهَلُونَ (55)) [النمل: ؛ هه ه] 
التفسير: 
واذكر لوطًا إذ قال لقومه: أتأتون الفعلة المتناهية في القبح» وأنتم تعلمون قبحها؟ أإنكم لتأتون 
الرجال في أدبارهم للشهوة عوضنًا عن النساء؟ بل أنكم قوم تجهلون حقٌ الله عليكم, فخالفتم بذلك 
أمره؛ وعَصَيْتُم رسوله بفعلتكم القبيحة التي لم يسبقكم بها أحد من العالمين. 

قوله تعالى: [ِوَلُوطا إذ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأثُونَ الفَاحِشّة 4 [النمل: 54]» أي: " واذكن لوطا إذ 
قال لقومه: أتأتون الفعلة المتناهية في القبح"00. 


قال الطبري: يقول:" وأرسلنا لوطا إلى قومه: إذ قال لهم: يا قوم (أتأتون الفاحشة وأنتم 
١)‏ 
تبصرون) 0 


.58١:رسيملا التفسير‎ )١ 
.7174/١7:يبطرقلا ؟) تفسير‎ 
.481/١9:يربطلا تفسير‎ 
ار ند‎ 


( 
) ثة 
")تف 
( 
) تفسير السمعاني 6 
( 
( 
( 


) 
) 
) 
5 
(ه5 
)51 لك اقف عليه.. 

(0) لطائف الإشارات:57/9. 
() التفسير الميسر:١8”؟.‏ 


75 


قال القرطبي:" أي وأرسلنا لوطاء أو اذكر لوطا.(إذ قال لقومه) -وهم أهل سدوم (أتأتون 

الفاحشة): الفعلة القبيحة الشنيعة"(". 
عن ابن عباس» قوله: "(أتأتون الفاحشة!» يعني: الأدبار 

عن أبي الجويرية شك الصلت قال:" قال علي على المنبر: سلوا. فقال ابن الكواء: تؤتى 
النساء في أعجازهن: فقال علي: سفلت سفل الله بك. الم تبغ إلى قوله: (أتأتون الفاحشة]"(). 

قوله تعالى:[وََنتُمْتبُصِرُونَ) [النمل: 5 أي:" وأنتم تعلمون قبحها؟"7". 

قال الزجاج: أي: وأنتم تعلمون أنها فاحشة» فهو أعظم لذنوبكه"(") 

قال ابن فورك:" أي: ىك بعضكم من بعش عترا ورد 

قال الطبري: يقول:" (وأنتم تبصرون] أنها فاحشة؛ لعلمكم بأنه لم يسبقكم إلى ما تفعلون 
من ذلك أحد"(", 

قال القرطني:آ:" أنها فاحشة.» وذلك أعظم لذنوبكم . وقيل: يأتي بعضكم بعضا وأنتم 
تنظرون إليه. وكانوا لا يستترون عتوا منهم وتمردا"0), 

قال السمعاني:" أي: تعلمون أنها فاحشة. وقيل : يراها بعضكم من بعض فلا تستترون 
عنها"(١١)‏ 

قوله تعالى: [أَنتَكُمْ لتَنُونَ الرَجَاَ شَهْوَةٌ مِنْ دُون النْسَاءِ) [النمل: 55]» أي:" أإنكم لتأتون 
الرجال في أدبارهم للشهوة عوضًا عن النساء؟"7 ). 

قال الطبري: يقول:" (أئنكم لتآأتون الرجال شهوة؟ منكم بذلك من دون فروج النساء التي 
أباحها الله لكم بالنكاح"("). 

قال مجاهد: "إنما تعلم قوم لوط اللوطية من قبل نسائهم ا 

قوله تعالى: [ِبَلَ أَنْتُمْ قَوْمْ تَجْهَلُونَ) [النمل: 55]» أي: :" بل أنتم قوم تجهلون حقّ الله 
عليكم» ايه وعَصَيْتُم رسوله بفعلتكم القبيحة التي لم يسبقكم بها أحد من 
العالمين"( 

قال الطبري: " يقول: ما ذلك منكم إلا أنكم قوم سفهاء جهلة بعظيم حق الله عليكم؛ 
فخالفتم لذلك أمره. وعصيتم رسوله"7(") 


0 " 


) تفسير الطبري:9١/581.‏ 

) تفسير القرطبي:7١/719.‏ 

'؟) أخرجه ابن ابي حاتم(515848١):نص‏ 5/3 7310. 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(/515/1١):نص‏ 5/3 7310. 
5) التفسير الميسر:١5"/8.‏ 

5؟) معاني القرآن:5/4؟١.‏ 

") تفسير ابن فورك:١/1١١531.‏ 

) تفسير الطبري:5١/581.‏ 

) تفسير القرطبي:7١/9١7.‏ 

) تفسير السمعاني:5/5١٠.‏ 

) التنفسير الميسر:١/"؟.‏ 

.581/١59:يربطلا تفسير‎ )١١ 

؟١)‏ أخرجه ابن ابي حاتم(55/89١):ص‏ 5/9 550. 
) التفسير الميسر:١/".‏ 


فوائد الآيتين:[؛ 5-5 5]: 

-١‏ بيان ما كان عليه قوم لوط من الفساد والهبوط العقلي والخلقي. 

-١‏ تحريم فاحشة اللواط وأنها أقبح شيء وأن فاعلها أحط من البهائم. 

"- بيان أن الجهل بالله تعالى وما يجب له من الطاعة» وبما لديه من عذاب وما عنده من نعيم 
مقيم هو سبب كل شر في الأرض وفساد. ولذا كان الطريق إلى إصلاح البشر هو تعريفهم بالله 
تعالى حتى إذا عرفوه وآمنوا به أمكنهم أن يستقيموا في الحياة على منهج الإصلاح المهيء 


للسعادة والكمال. 

القرآن 00 

(فَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِه إِلا أن قَالُوا أخْرِجوا آلَ لوط من قَرْيَتكُمْ إِنَهُمْ أتامن يَتَطَهَرُونَ (55)) 
[النمل : 5ه5] 

التفسير: 


فما كان لقوم لوط جواب له إلا قول بعضهم لبعض: أَخُرجوا آل لوط من قريتكم: إنهم أناس 
يتنزهون عن إتيان الذكران. قالوا لهم ذلك استهزاءً بهم. 

قوله تعالى:(ِقَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِهِ إِلّا أنْ قَالُوا أَخْرجُوا آلَ لوط مِنْ فَرَيتِكُم) [النمل. : 
5] أي “'" فما كان لقوم لوط جواب له إلا قول بعضهم لبعض: أخرجوا آل لوط من قريتكم" 6 

قال الطبري:يقول:" فلم يكن لقوم لوط جواب له إذ نهاهم عما أمره الله بنهيهم عنه من 
إتيان الرجال» إلا قيل بعضهم لبعض: (أخرجوا آل لوط من قريتكم)"(". 

قال ابن كثير:" أي : فأخرجوهم من بين أظهركم فإنهم لا يصلحون لمجاورتكم في 
بلادكم. فعزموا على كك فدمر الله عليهم وللكافرين أمثالها "(). 

قوله تعالى:[ِإِنَّهُمْ أنَاس يتَطهَرونَ] [النمل : 556]» أي:" إنهم أناس يتنزهون عن إتيان 
الذكران. قالوا لهم ذلك استهزاءً بهم"( 

قال الطبري:أي:" عما نفعله نحن من إتيان الذكران في أدبارهم"7") 

قال مقاتل:" يعني: يتنزهون عن إتيان الرجال فإنا لا نحب أن يكون بين أظهرنا من 
ينهانا عن عملنا"7". 

قال ابن كثير:" أي : يتحرجون من فعل ما تفعلونه » ومن إقراركم على صنيعكم"(". 

قال الزجاج:" قال قوم لوط هذا للوط ولمن آمن معه؛ء على جهة الهزؤ بهم لأنهم تطهروا 
عن أدبار الرجال وأدبار النساء"(2. 

عن السديء "[إنهم أناس يتطهرون]» قال: يتحرجون"7' ). 


.581/١59:يربطلا تفسير‎ )١( 

)0 لفشير الميسر: 5/5. 
("؟) تفسير الطبري:59١/581.‏ 
() تفسير ابن كثير:701/5. 

ره دين اليش 101: 
(1) تفسير الطبري:9١/581.‏ 
)0( 
3 
)0( 
) 


َ 


6 


١‏ د ا ا 
/ تفسير ابن كثير كاه 0 
5 مااي القران 75/5 . 


)١ 0‏ اخرجه ابن ابي حاتم( * 848 ١)ص‏ 5/4 .751١‏ 


عن ابن زيدء "( إنهم أناس يتطهرون)» قال: من أعمالهم الخبيثة التي كانوا يعملون: 
إتيانهم الرجال"7". 

عن ابن عباسء قوله: "[أناس يتطهرون)» قال: من إتيان الرجال والنساء في 
أدبا رهن"(". 

قال مجاهد:" من أدبار الرجال والنساءء استهزاء بهم يقولون ذلك"7) 

قال قتادة:" يقول: عابوهم بغير عيبء وذموهم بغير ذم"7). 


القرآن 

00006 هش بر أت 
(فأذ جَيناهُ وَأهله إلا امْرَأَكَهُ قَدَرْنَاهَا من الْغَابِرِينَ (12)0'0 [النمل : “م 
التفسير: 


فأنجينا لوطًا وأهله من العذاب الذي سيقع بقوم لوطء إلا امرأته قدّرناها من الباقين في العذاب 
حتى تهلك مع الهالكين؛ لأنها كانت عونًا لقومها على أفعالهم القبيحة راضية بها. ٠‏ 

قوله تعالى :(فَأنْجَيْنَاُ وَأَهْلَهُ إلا امْرَأَتَهُ) [النمل : 57]ء أي:" فخلصناه هو وأهله من 
العذاب الواقع بالقوم إلا امرأته"(20. 

قال الطبري:" فأنجينا لوطا وأهله سوى امرأته من عذابنا حين أحللناه بهم"7 

قوله تعالى :(قَدَرْنَاهَا 0 نَ الْعَابِرِينَ [النمل 2017| أي: " جعلناها بقضائنا وتقديرنا من 
المهلكين» الباقين في العذاب"(" 

قال الطبري:" يقول: فإن امرأته قدرناها: جعلناها بتقديرنا من الباقين"(". 

قال ابن كثير:" أي : من الهالكين مع قومها ؛ لأنها كانت ردءًا لهم على دينهم » وعلى 
طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة » فكانت تدل قومها على ضيفان لوط »ء ليأتوا إليهم » لا أنها 
كانت تفعل الفواحش تكرمة لنبي الله # لا كرامة لها"(). 

قال ابن عباس:" لما ولج رسل الله على لوط ظن لوط أنهم ضيفان. قال: فأخرج بناته 
بالطريق وجعل ضيفانه بينه وبين بناته قال: (وجاءه قومه يهرعون إليه قال هؤلاء بناتي هن 
أطهر لكم) إلى قوله: (ركن شديد ‏ قال: فالتفت إليه جبريل فقال: لا تخف إنا رسل ربك لن 
يصلوا إليك قال: فلما دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميا يركب بعضهم بعضاء حتى خرجوا إلى 
الذين بالباب فقالوا: جئناكم من عند أسحر الناس» طمست أبصارنا. قال: فانطلقوا يركب بعضهم 
يعطداء حتى دكلوا المدينة» فكان في جوف الليلم يو 0 
كان فقتله"! ا 


.75 ١05/9 ص)١7591١(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١ 
.581١/١9:يربطلا ؟) اخرجه‎ 

؟) اخرجه الطبري:9١/587.‏ 

:) أخرجه الطبري(587/8١):نص؟7١/500.‏ 

5) التفسير الميسر:١7".[بتصرف]‏ 

) تفسير الطبري:9١/587.‏ 

'') صفوة التفاسير:؟/580. 

) تفسير الطبري:9١/587.‏ 

) تفسير ابن كثير:5/١٠7.‏ 

.551٠05/8ص:)١515557(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠ 


القرآن 
(وَأْمْطْرْنَا عَلَيْهِمْ مَطرًا فسَاءَ مَطْرٌ المُنذرِينَ (1)57 [النمل : 5/8] 


التفسير: 
وأمطرنا عليهم من السماء حجارة مِن طين مهلكة:؛ فقَبْحَ مطر المندّرين» الذين قامت عليهم 
الحكة 

قوله تعالى:[ِوَأَمْطّرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرَا) [النمل : 58]»: أي:" وأمطرنا عليهم من السماء 
حجارة من طين مهلكة"("). 


قال الطبري:" وهو إمطار الله عليهم من السماء حجارة من سجيل"(". 

قال ابن كثير:" أي : حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين 
بعد "() 

قوله تعالى:(ِفَسَاءَ مَطَّرُ الْمُنْدَرِينَ1 [النمل : 58]» أي:" فَقَبْحَ مطر المندّرين» الذين قامت 
عليهم الحجة"(). ْ 
إياهء وخوفهم بأسه بإرسال الرسول إليهم بذلك"0. 

قال ابن كثير:" أي : الذين قامت عليهم الحجة » ووصل إليهم الإنذار » فخالفوا الرسول 
وكذبوه » وَهمّوا بإخراجه من بينهم"7). ٠‏ 

قال وهب بن منبه:" فادخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الآأرض 
ثم حمل قراهم فقلبها عليهم» ونزلت حجارة من السماء فتبعث من لم يكن منهم في القرية حيث 
كانواء فأهلكهم الله كلهم؛ ونجي لوط وأهله إلا امرأته"(". 
فوائد الآيات كه-له]: 
-١‏ بيان سنة أن الظلمة إذا أعيتهم الحجج والبراهين يفزعون إلى القوة. 
؟- بيان سنة أن المرء إذا أذمن على قبح قول أو عمل يصبح غير قبيح عنده. 
"- سنة إنجاء الله أولياءه وإهلاكه أعداءه بعد إصرار المنذرين على الكفر والمعاصي. 


القرآن : ْ 
(قَلِ الْحَمَدُ بِنَّهِ وَسَلَامُ عَلَى عِبَادِهِ الذينَ اصَطفى آللّهُ خَيْر أمّا يُْرِكُونَ (549)) [النمل : 519] 
التفسير: 


قل -أيها الرسول-: الثناء والشكر لله وسلام منه» وَأَمَنَةٌ على عباده الذين تخيرهم لرسالته» ثم 
اسأل مشركي قومك هل الله الذي يملك النفع والضر خير أو الذي يشركون من دونه؛ ممن لا 
يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا قَاولا ضرًا؟"(", 


)١‏ التفسير الميسر:857". 
؟) تفسير الطبري:9١/587.‏ 
*") تفسير ابن كثير:701/5. 
( لفسيز الميسر:5"/57. 
©) تفسير الطبري:59١/587.‏ 

") تفسير ابن كثير:701/5. 

0( د ابي حاتم(5591١):ص79505/4.‏ 
( 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
(8) التفسير الميسر:887. 


قوله تعالى:(ثُل الْحَمْدُ يله وَسَلَامْ عَلَى عِبَادِه الَّينَ اصْطَفَى) [النمل : 59]: أي:" قل - 
أيها الرسول-: الثناء والشكر لله» وسلام منه» أَمَنَةٌ على عباده الذين تخيرهم لرسالته" 0 

قال ابن كثير:" يقول تعالى آمرًا رسوله 2 أن يقول : ( الْحَمْدُ يله 1 أي : على نمه على 
عباده » من النعم التي لا تعد ولا تحصى » وعلى ما اتصف به من الصفات الغلى والأسماء 
الحسنى » وأن يُسَلْم على عباد الله الذين اصطفاهم واختارهم » وهم رسله وأنبياؤه الكرام » 
عليهم من الله الصلاة والسلام » هكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم » وغيره 0 
بعباده الذين اصطفى : هم الأنبياء » قال : وهو كقوله تعالى : ( سُبْحَانَ رَبَكَ رَبَ الْعِرَّةٍْ عَم 
يَصفونَ * وَسَلامْ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ يله رب الْعَالْمِينَ 4 [الصافات + ١2٠١‏ - 0"]1409. 

وقال الثوري » والسدي : «هم أصحاب مد . رضي الله عنهم أجمعين»!". 

وعن ابن عباس»: ّْ) وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِه الّذِينَ اصْطُّفَى ) قال : أصحاب مد اصطفاهم 
الله لنبيه"7؟), 

قال ابن كثير:"ولا منافاة » فإنهم إذا كانوا من عباد الله الذين اصطفى . فالأنبياء بطريق 
الأولى والأحرى », والقصد أن الله تعالى أمر رسوله ومن اتبعه بعد ما ذكر لهم ما فعل بأوليائه 
من النجاة والنصر والتأييد » وما أحل بأعدائه من الخزي والنكال والقهر » أن يحمدوه على 
جميع أفعاله » وأن يسلموا على عباده المصطفين الأخيار 0 

قال الزمخشري:" أمر رسوله م © أن يتلو هذه الآيات الناطقة بالبراهين على وحدانيته 
وقدرته على كل شيء وحكمته؛ وأن يستفتح بتحميده والسلام على أنبيائه والمصطفين من عباده. 
وفيه تعليم حسنء وتوقيف على أدب جميلء وبعث على التيمن بالذكرين» والتبرك بهماء 
والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه» وإنزاله من قلوبهم 
المنزلة التي يبغيها المسمع. ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابرا عن كابر هذا الأدب, 
فحمدوا الله عز وجل وصلوا على رسول الله ب أمام كل علم مفاد وقبل كل عظة وتذكرة» وفي 
مفتتح كل خطبة» وتبعهم المترسلون فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهاني وغير ذلك من 
الحوادث التي لها شان. 

وقيل: هو متصل بما قبله» وأمر بالتحميد على الهالكين من كفار الأمم والصلاة على 
الأنبياء عليهم السلام وأشياعهم الناجين. 

وقيل: هو خطاب للوط عليه السلام» وأن يحمد الله على هلاك كفار قومه؛ ويسلم على 
من اصطفاه الله ونجاه من هلكتهم وعصمه من ذنوبهم"7). 

قوله تعالى:[آلَهُ خَيْرٌ أمّا يُشْرِكُونَ) [النمل : 59]» أي:" ثم اسأل مشركي قومك: 00 


الذي يماك النفع والصو كير أو الذي يشركون من دونه عنمن لا يملك لتفدنه وو لغير» نفعا 
ضًدًا؟"0", 





)١(‏ التفسير الميسر:857". 

)١(‏ تفسير ابن كثير:701/5. 

2( ري الطبري:9١/487-5387»‏ وانظر: تفسير ابن ابي حاتم: 51057/9. ذكر الخبر عنهما بدون سند. 

سند. 

:) أخرجه الطبري:5١/587»‏ وأخرجه البزازفي مسنده برقم )35١547(‏ 'كشف الأستار" وقال الهيثمي في 
المجمع (57/7) : 'وفيه الحكم بن ظهير » وهو متروك". 

وفي روياة ابن أبي حاتم(555١):ص5107/3:‏ قال: "أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم-". 
(6) تفسير ابن كثير:5/١١7.‏ 

(1) الكشاف:7370/9. 

(0) التفسير الميسر:857". 


د 


قال ابن كثير:" استفهام إنكار على المشركين في عبادتهم مع الله آلهة أخرى"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره؛ قل يا مد لهؤلاء الذين زينا لهم أعمالهم من قومك فهم 
يعمهون: ' آله الذي أنعم على أوليائه هذه النعم التي قصها عليكم في هذه السورة. وأهلك أعداءه 
بالذي أهلكهم به من صنوف العذاب التي ذكرها لكم فيها خير» أما تشركون من أوثانكم التي لا 
تنفعكم ولا تضركمء ولا تدفع عن أنفسهاء ولا عن أوليائها سوءاء ولا تجلب إليها ولا إليهم نفعا؟ 
يقول: إن هذا الأمر لا يشكل على من له عقلء؛ فكيف تستجيزون أن تشركوا عبادة من لا نفع 
عنده لكم؛ ولا دفع ضر عنكم في عبادة من بيده النفع والضرء وله كل شيء؟"(". 

قال السدي:" يعني قوله: (أما يشركون)» يقول: عما أشرك المشركون"7) 

قال الزمخشري:" معلوم أن لا خير فيما أشركوه أصلا حتى يوازن بينه وبين من هو 
خالق كل خير ومالكه؛ وإنما هو إلزام لهم وتبكيت وتهكم بحالهم؛ وذلك أنهم آثروا عبادة 
الأصنام على عبادة الله ولا يؤثر عاقل شيئا على شيء إلا لداع يدعوه إلى إيثاره من زيادة خير 
ومنفعة» فقيل لهم» مع العلم بأنه لا خير فيما آثروه؛ وأنهم لم يؤثروه لزيادة الخير ولكن هوى 
وعبثاء لينبهوا على الخطإ المفرط والجهل المورط وإضلالهم التمييز ونبذهم المعقول وليعلموا 
أن الإيثار يجب أن يكون للخير الزائد. ونحوه ما حكاه عن فرعون: (أم أنا خير من هذا الذي 
هو مهين!» مع علمه أنه ليس لموسى مثل أنهاره التي كانت تجرى تحته"7). 


القرآن 
(أَمَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض وَأَنْزْلَ لَكُمْ منَ السّمَاءِ مَاءَ فَأنْبَتنَا به حَدَائْقَ ذَات بَهْجَةِ مَا كَانَ 
لَكُمْ أنْ تُنبثُوا شَجَرَهَا َإِلَهُ مَعَ الله بَلْ هُمْ قَوْمْ يَعْدِلُونَ (4)50 [النمل : ]6١‏ 
التفضيد:: 
واف المريمن خاق السمو اك و ارهن وأنزل لكم من السماء ماءء فأنبت به حدائق ذات منظر 
حسن؟ ما كان لكم أن تنبتوا شجرهاء لولا أن الله أنزل عليكم الماء من السماء. إن عبادته سبحانه 
هي فى الحو نو هناد ها بعر اد فى "لاط أمعبود مع الله فعل هذه الأفعال حتى يُعبد معه ويُشرك 
به؟ بل هؤلاء المشركون قوم ينحرفون عن طريق الحق والإيمان» فيسوون بالله غيره في العبادة 
والتعظيم. 90 1 
قوله تعالى:(أْمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْض] [النمل : »]٠١‏ أي:" واسألهم مَن خلق 
الستمؤناة و الأرويضو "20 
قال الطبري:" يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش: ادها تدرو ون راحم 
التي لا تضر ولا تنفع خيرء أم عبادة من خلق السموات والأرض يا 
9 الزمخشري:" تقرير لهم :بآن من قدن على خلق العالمخير:ن جمد لا يقد على 
شيء 
قال ابن كثير:" ثم شرع تعالى يبين أنه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير دون غيره » 
فقال : ( أَمّنْ خَلَقَ المسّمَّوَاتِ وَالأزضن ! أي : تلك السموات بارتفاعها وصفائها » وما جعل فيها 


)١(‏ تفسير ابن كثير:701/5. 
(1) تفسير الطبري:59١/5805.‏ 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(5551١):ص7105/4.‏ 
(4) الكشاف:7/ه817. 

(6) التفسير الميسر:87". 

(1) تفسير الطبري:9١/485.‏ 

(9) الكشاف:/377". [بتصرف بسيط] 


1 


7 


من الكواكب النيرة والنجوم الزاهرة والأفلاك الدائرة » والأرض باستفالها وكثافتها » وما جعل 
فيها من الجبال والأوعار والسهول ٠»‏ والفيافي والقفار » والأشجار والزروع » والثمار والبحور 
والحيوان على اختلاف الأصناف والأشكال والألوان وغير ذلك"(), 

قال ابن كثير:" ( أمن ) في هذه الآيات كلها تقديره : أمن يفعل هذه الأشياء كَمَنْ لا يقدر 
على شيء منها ؟ هذا معنى السياق وإن لم يذكر الآخر ؛ لأن في قوة الكلام ما يرشد إلى ذلك » 
وقد قال : ( آلله خير أما يشركون ]"(". 

عن العغاى بن إسماعيل» "أن رجلا أتى أبي بن كعب فسأله» عن القدر فقال: سبحان الله 

العم 4 كلق : السموناك كلق اللخيو الس > فانيعة بالكين قن شاك .و أشفع لشن مه 
شاء"0), 

عن قتادة قوله: "إخلق السماوات)» قال: خلق السموات قبل الأرض"7). 

وقرأ الأعمش: «أمن»» بالتخفيف. ووجهه أن يجعل بدلا من الله كأنه قال: أمن خلق 
السماوات والأرض خير أم ما تشركون؟" 0 

قوله تعالى '(وَأَنْرَلَ لَكُمْ من نَ الْسنّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَنْنَا به 4 حَدَائْقَ ذَاتَ بَهْجَة) [النمل : 0 “١‏ أ 
وأنزل لكم من السماء ماءء» فأنبت به حدائق ذات منظر يديز 11 

قال الطبري:" يعني: مطراء وقد يجوز أن يكون مريدا به العيون التي فجرها في 
الأرض؛ لأن كل ذلك من خلقه. (فأنبتنا به يعني بالماء الذي أنزل من السماء (حدائق) وهي 
جمع حديقة» والحديقة: 0 عليه حائط محوطء وإن لم يكن عليه حائط لم يكن حديقة. وقوله: 
(ذات بهجة) يقول: ذات منظر حسن"7". 

قال ابن كثير :" أي : جعله رزقا للعباد 2 ( فَأَنبَئْنَا بهِ حَدَائْقَ 4 أي : بساتين ( ذَات بَهْجَة ) 
أي : منظر حسن وشكل بهي "(". 

عن الضحاكء "(حدائق)» قال: البساتين» إذات ا قال: ذات حسن"0". 

عن قتادة» قوله: "إحدائق)؛ قال: النخل الحسان"(). 

عن قتادة» "(حدائق)» قال: جنات. إذات بهجة]» قال: ذات نضارة"(01) 

عن مجاهدء "(حدائق ذات بهجة)» الفقاح مما يأكل الناس والأنعام" 00 

قال الزمخشري”"" «الحديقة»: البستان عليه حائط: من الإحداق وهو الإحاطة. وقيل 
ذات» لأن | الفعتى : حماغة حدائق .ذا نيحف كما قال: السياء ذ هيت والبيجة: الحمن» لان 
الناظر يبتهج به"(2. 


١ 
3 


) تفسير ابن كثير:5/١70.‏ 
) تفسير ابن كثير:707/5. 
( 3 ابن ابي حاتم(5153/8١):ص75:07/4.‏ 
:) أخرجه ابن ابي حاتم(51599١):ص7107/4.‏ 
5) انظر: الكشاف:77/5/9. 
؟) التفسير الميسر:85/". 
) تفسير الطبري:9١/587.‏ 

) تفسير ابن كثير:707/5. 

/ ري ابن أبي حاتم( ) (5.85١١):نص51017/4.‏ 
)٠١‏ أخرجه ابن أبي حاتم(١0٠55١):ص79017/31.‏ 

.731017/8ص:)١55-017(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 

5 ) أخرجه ابن أبي حاتم( ٠-55١):ص731017/8.‏ 


7 
/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


د 


قال الزمخشري"" فإن قلت: أى: نكتة في نقل الإخبار عن الغيبة إلى التكلم عن ذاته في 
قوله: (فأنبتنا)؟ 

قلت: تأكيد معنى اختصاص الفعل بذاته» والإيذان بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف 
والألوان والطعوم والروائح والأشكال مع حسنها وبهجتها بماء واحد. لا يقدر عليه إلا هو وحده. 
ألا ترى كيف رشح معنى الاختصاص بقوله ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ومعنى الكينونة: 
الانبغاء. أراد أن تأتى ذلك محال من غيره"("). 

عن سيارء عن خالد بن يزيدء قال: "كان عند عبد الملك بن مروانء فذكروا الماء» فقال 
خالد بن يزيد: منه من السماءء ومنه ما يسقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق» فأما ما كان 

من البحر فلا يكون له تناك و أها الننانك فيا كان من ماء السماء". 

قوله تعالى:(مَا كَانَ لَكُمْ أنْ تُنْبثوا شَجَرَهَا) [النمل : :]٠١‏ أي:" ما كان لكم أن تنبتوا 
شجرهاء لولا أن الله أنزل عليكم الماء من السماء"(. 

قال الطبري: يقول:" أنبتنا بالماء الذي أنزلناه من السماء لكم هذه الحدائق» إذ لم يكن لكم 
لوا ليت لماو الممات ا اد تنبتوا شجر هذه الحدائق» ولم تكونوا قادرين على 
ذهاب ذلكء لأنه لا يصلح ذلك إلا بالماء"7). 

قال ابن كثير:" أي 3 لل كر نوا تدروو عطي قات نْ شجرها » وإنما يقدر على ذلك 
الخالق الرازق » المستقل بذلك المتفرد به » دون ما سواه من الأصنام والأنداد » كما يعترف به 
هؤلاء المشركون » كما قال تعالى في الآية الأخرى : ( وَلَيْنْ سَألتهُم مَنْ حَلَمَهُمْ ليَفُواْنَ الله ) 
[الزخرف 10م ٠‏ / وَلَيْنْ سَالْتَهُمْ مَنْ نزل مِنَ السّمَاءِ مَاءَ فَأَحْيَا بِهِ الأزض مِنْ بَعْدِ مَْتِهَا لَيَفُونَ 
اللَهُ 1 [العنكبوت : ؟1] ع : هم معترفون بأنه الفاعل لجميع ذلك وحده لا شريك له » ثم هم 
يعبدون معه غيره مما يعترفون أنه لا يخلق ولا يرزق ٠‏ وإنما يستحق أن يُفْرَدَ بالعبادة مَن هو 
المتفرد بالخلق والرزق" 

قال وهب بن 31 قالت مريم بنت عمران: إن الله أنبت بقدرته الشجر بغير غيث» 
وإنه جعل بتلك القدرة الغيث حياة للشجر بعد ما خلق كل واحد منهما وحده"7". 

قوله تعالى: [إإِلَهٌ مَعَ الله [النمل : »]٠‏ أي:" أمعبود مع الله فعل هذه الأفعال حتى يُعبد 
معه ويُشرك به؟"(". 

قال سعيد:" أي: ليس مع الله إله"(") 

قال الزمخشري:" أغيره يقرن به ويجعل شريكا له"('). 

قال الطبري: يقول:" أمعبود مع الله أيها الجهلة خلق ذلك» وأنزل من السماء الماءء 
فأنبت به لكم الحدائق؟ فقوله: (أإله) مردود على تأويل: أمع الله إله"(". 


0) 

(0 

() اخرجه ابن ابي حاتم( ٠٠55١):نص7101//1.‏ 
(4) التفسير الميسر:857". 
(6) تفسير الطبري:9١/585.‏ 
(1) تفسير ابن كثير:7/56١7.‏ 

(") أخرجه ابن أبي حاتم(5٠55١):ص7107/3.‏ 
(8) التفسير الميسر:؟85". 

(9) أخرجه ابن ابي حاتم(55-1١):ص71048/5.‏ 
) 


5 


قال ابن كثير:" أي : أإله مع الله يعبد. وقد تبين لكم » ولكل ذي لب مما يعرفون به أيضًا 
أكةدالقالق: ال ادق متمق المنسوين من يقرن : معنى قوله : ( لَه مَعَ الله ) [أي : أإله مع الله] 
فعل هذا. وهو يرجع إلى معنى الأول ؛ لأن تقدير الجواب أنهم يقولون : ليس ثمَّ أحدٌ فعل هذا 
معه . بل هو المتفرد به. فيقال : فكيف تعبدون معه غيره وهو المستقل المتفرد بالخلق والتدبير 
؟ كما قال  :‏ أَقَمَنْ يَخْلْقْ كَمَنْ لا يَخْلقْ ) [النحل لاس 

قوله تعالى:[بَلْ هُمْ قَوْمْ يَعْدِلُونَ1 [النمل : »]٠١‏ أي:" بل هؤلاء المشركون قوم ينحرفون 
عن طريق الحق والإيمان» فيسوون بالله غيره في العبادة والتعظيم"(". 

قال الطبري: يقول:" بل هؤلاء المشركون قوم ضلالء يعدلون عن الحق» ويجورون 
من لا يقدر على نفع ولا ضرء خير ممن خلق السموات والأرضء وفعل هذه الأفعال» ولكنهم 
عدلوا على علم منهم ومعرفة»؛ اقتفاء منهم سنة من مضى قبلهم من آبائهم "1 

قال ابن كثير:" أي : يجعلون لله عدلا ونظيرًا. وهكذا قال تعالى : ( أَم مَنْ هُوَ قَانِتْ آنا 
اللَّيْلِ سَاجِدَا وَقَائِمَا يَخدَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبَمِا [الزمر : 4] أي : أمن هو هكذا كَمَنْ ليس 
كذلك ؟ ولهذا قال ال ل ا 
[الزمر : 4] » ( أَقَمَنْ شرح الله صَدْرَةُ للإمنلام فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَيِْ قوَيْلَ لِلقَاسِيَة فلوبِهُم 
ذِكْر الله أُولَنِكَ فِي ضلالٍ مُبِينِ 4 [الزمر 7] » وقال 1 أقمَنْ هو قا عَلَى كُلّ َف بما كسَبَتٌ] 
[الرعد:* ]أي : أمَنْ هو شهيد على أفعال الخلق » حركاتهم وسكناتهم » يعلم الغيب جليله 
وحقيره » كَمَنْ هو لا يعلم ولا يسمع ولا يبصر من هذه الأصنام التي عبدوها ؟ ولهذا قال 
:(وَجَعَلُوا له تشرَكاءِ قل سَمُوهُمْ ) [الرعد : ”] ء وهكذا هذه الآيات الكريمات كلها"20. 

عن ابن زيدء " إبل هم قوم يعدلون)»؛ قال: الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله ليس لله عدل 
ولا ند ولا اتخذ صاحبة ولا ولدا"("). 

عن مجاهدء قوله: "[يعدلون)» قال: يشركون"7". ْ 

قال الزمخشري:" قوله: (بل هم بعد الخطاب: أبلغ في تخطئة رأيهه"(*) 


القرآن 
(أَمَنْ جَعَلَ الأرضَّ قَرَارَا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارَا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجرًا أإِلَهُ 
مَعَ اله ب أكترْهُمْ لا يَْلَمُونَ ))6١(‏ [النمل 1ك] 

التفسير: 

أعبادة ما تشركون بربكم خير أم الذي جعل لكم الأرض مستقرًا وجعل وسطها أنهارّاء وجعل 
لها الجبال ثوابت» وجعل بين البحرين العذب والملح حاجرًا حتى لا يُفسد أحدهما الآخر؟ أمعبود 
مع الله فَعَلَ ذلك حتى تشركوه معه في عبادتكم؟ بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون قَذْر عظمة 
الله» فهم يشركون به تقليدَا وظلمًا. 


.585/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
؟) تفسير ابن كثير:707/5.‎ 

1 الميسر: 85". 
:) تفسير الطبري:5١/485.‏ 
تفسير ابن كثير:707/5. 


( 
) ةة 
5) ته 
( اه ابن ابي حاتم( ٠‏ ١55١):نص710/8/4.‏ 
( 
( 


3 


3 أخرجه ابن ابي حاتم( 48 )نص 8/4 75. 
6) الكشاف الف 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قوله تعالى:(ِأَمّنْ جَعَلَ الْأرْض قَرَارَا! [النمل : »]1١‏ أي:" أعبادة ما تشركون بربكم 
خير أم الذي جعل لكم الأرض مستقرًا"0), 

قال الطبري: يقول:" أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم خير وهو لا يضر ولا ينفع؛ 
أم الذي جعل الأرض لكم قرارا تستقرون عليها لا تميد بكم"(". 

قال ابن كثير:" أي : قارة ساكنة ثابتة » لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم » فإنها 
و ل ل ا ا م ا ار 
بِنَاءَ 4 [غافر 0 

قوله تعالى :(وَجَعَلَ خَلَالَهَا أنهَارًا) [النمل : »]6١‏ أي:" وجعل وسطها أنهارًا"(؟) 

قال الطبري: " يقول: بينها أنهارا"0). 

قال ابن كثير:" أي : جعل فيها الأنهار العذبة الطيبة تشقها في خلالها » وصرفها فيها ما 

بين أنهار كبار وصغار وبين ذلك » وسيرها شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا بحسب مصالح عباده 

ل ل ل 
إليه"( 

قوله تعالى:(وَجَعَلَ لَّهَا رَوَاسِيَ) [النمل : ١1]؛‏ أي:" وجعل لها الجبال ثوابت" 

قال ابن كثير:" أي : جبالا شامخة ترسي الأرض وتثبتها 0 

قال الطبري: " وهي ثوابت الجبال"0. 

عن قتادة» قوله: "(رواسي)» أي: جبال"7'' 

قال عطاء:" أول جبل وضع على الأرض أبو قبيس"7""). 

عن أنس بن مالكء. عن النبى يه قال: "لما خلق الله الأرض جعلت تميدء فخلق الله 
الجبال فألقاها عليها فاستقرت» فعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت: يا رب هل من خلقك أشد 
من الجبال؟ قال: نعم الحديد فقالت: يا رب هل من خلقك أشد من الحديد؟ قال: نعم النار؟ قالت: 
فهل من خلقك أشد من النار؟ قال: نعم الماء قالت: يا رب فهل من خلقك أشد من الماء؟ قال: نعم 
الريح. قالت: يا رب فهل من خلقك أشد من الريح؟ قال: نعم ابن آدم يتصدق بيمينه فيخفيها من 
شماله"(7١)‏ 


."8١:رسيملا التفسير‎ )١ 
.585/١9:يربطلا تفسير‎ )" 
تفسير ابن كثير:707/5.‎ )"* 

( اليد المؤسز :48 
) تفسير الطبري:59١/585.‏ 
) تفسير ابن كثير:707/5. 

1 

. 
) ةة 


تك 
. 
7 د ا 

8) تفسير ابن كثير:7/5١7.‏ 

تفسير الطبري:9١/584.‏ 

5-0 ابن أبي حاتم( ١55١):ص7551095/8.‏ 

.551١9/8ص:)١55١ أخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١ 

.71:3-179-8/4 ص:)١55١57(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١١ 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


575 


قوله تعالى:[وَجَعَلَ بَيْنَ الَبَحْرَيْنٍ كاجزا) [النمل : »]5١‏ أي:" وجعل بين البحرين العذب 
والملج يخاجزًا حثى لا سد أحدهما الآخر لا 

قال الطبري: " بين العذب والملح» ا يفسد أحدهما صاحبه"7"). 

قال ابن كثير:" أي : جعل بين المياه العذبة والمالحة حاجرًا » أي : مانعًا يمنعها من 
الاختلاط . لئلا يفسد هذا بهذا وهذا بهذا » فإن الحكمة الإلهية تقتض ا ا 
المقصودة منه » فإن البحر الحلو هو هذه الأنهار السارحة الجارية بين الناس. والمقصود منها 
أن تكون عذبة زلالا تسقى الحيوان والنبات والثمار منها. والبحار المالحة هي ل 
بالأرجاء والأقطار من كل جانب ٠‏ والمقصود منها : أن يكون ماؤها ملحًا أجاجًا » لئلا يفسد 
الهواء بريحها » كما قال تعالى : ( وَهْوَ 0 الْبَخْرَيْنِ هَذَا عَدْبَ قُرَاتٌ وَهَدَا ملُح أْجَاجٌ 
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخَا وَحِجْرَا مَحْجُورًا ) [الفرقان : 57]" 0 

قال الضحاك:" ثم جعل بينهما حاجزا من أمره؛ لا يسيل المالح على العذب ولا العذب 
على المالح"(0). 

عن الحدنن؛ قوله: "(وجعل بين البحرين حاجزا» قال: بحر فارس والروم"7”) 

وقال مجاهد:" بحر في السماء وبحر في الأرض"7' 

وقال أسباط“'" " هما بحر الشام وبحر العراق» والناس بينهما"7" 

قوله تعالى:[أإِلَدٌ مَعَ الله [النمل : »]1١‏ أي:" أمعبود مع 0 ذلك حتى تشركوه معه 
في عبادتكم؟" 0 

قال ابن كثير:" ( أَإِلَهٌ مَعَ الَّهِ 4 أي : فعل هذا ؟ أو يعبد على القول الأول والآخر ؟ 
وكلاهما متلازم صحيح '("). 0 

قال الطبري: " (أإله مع الل سواه فعل هذه الأشياء فأشركتموه في عبادتكم إياه؟"7 ). 

قوله تعالى: (ِبَلَ وم لا يَعلَمُونَ1 [النمل : ١1]ء‏ أي:" بل أكثر هؤلاء المشركين لا 
يَعلمَون: قثن غظمة الله؛ فهم يشركون بد تقليدا وظطلقا"(01). 

قال الطبري: يقول:" بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون قدر عظمة الله» وما عليهم من 
الضر في إشراكهم في عبادة الله غيره؛ وما لهم من النفع في إفرادهم الله بالألوهة» وإخلاصهم 
له العبادة, وبراءتهم من كل معبود سواه"( ), 

قال ابن كثير:" أي : في عبادتهم غيره "0""). 


.؟"8١7:رسيملا التفسير‎ )١ 

تفسير الطبري:9١/584.‏ 

تفسير ابن كثير:7/5١7.‏ 
(15514١):ص79305/8.‏ 
) )نص 79-05/9. 

5) أخرجه ابن أبي حاتم( )نص 7905/4. 
اليفك 


) 

) 

) 

(4:) أخرجه ابن أبي حاتم 
) 

) 
(") أخرجه ابن أبي حاتم(1١551١):ص7105/9.‏ 
) 

) 

) 

) 

5 

5 


4 
١16 


١565 


6) التفسير الميسر:857"؟. 


( 
( 
( 
( 
5) أخرجه ابن أبي حاتم 
( 
( 
( 
3 


تفسير ابن كثير:7/5١7.‏ 
تفسير الطبري:5١/484.‏ 
الي الميسر:7857. 
تفسير الطبري:9١/4854.‏ 
تفسير ابن كثير:7/1١7.‏ 


/ 


القرآن, 1 1 1 
(أمَنْ يُجِيبْ الْمُضْطْرّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ المُوءَ وَيَجْعَلكُمْ خُلَقَاءَ الآرض إإِلَهَ مَعَ الَّهِ قَلِيلًا مَا 
تْكَرُونَ (57)) [النمل 11] 
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه؛» ويكشف السوء النازل به 
ويجعلكم خلفاء لمن سبقكم في الأرض؟ أمعبود مع الله ينعم عليكم هذه النعم؟ قليلا ما تذكرون 
وتعتبرون؛ فلذلك أشركتم بالله غيره في عبادته. 

قوله تعالى:(أَمَّنْ يُحِيبُ الْمُضنْطرَ إِذَا دَعَاهُ وَيَْشِفُ المنُوءَ) [النمل 0 أي:" أعبادة ما 
تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه ويكشف السوء النازل به" 00 

قال الطبري: يقول:" 8 ما تشركون بالله خير» أم الذي يجيب المضطر إذا دعاه» 
ويكشف السوء النازل به عنه؟"(), 

قال ابن كثير:" ينبه تعالى أنه هو المدغْوّ عند الشدائد » المرجُوّ عند النوازل ٠‏ كما قال : 
( وَإِذا مَنّكُمْ الضُرُ فِي الْبَخْرِ ضَلٌ مَنْ تَدْعُونَ إلا إِيّاهُ 4 [الإسراء : 17] » وقال تعالى : ( كُمَّ إذا 
مَسنَكُمْ الضرُ فَإِلَيْهِ تَخْرُونَ 4 [النحل : 5]. وهكذا قال هاهنا : ( أَمّنْ يُحِيبُ الْمُضْطُنَ إِذَا دَعَاهُ ) 
أي عن هو الذي ١‏ رجا المعكان إلا اليه وو لدي ا يكتك د لمعبو ورين يواه" 0 

عن ابن جريجء قوله: "(ويكشف السوء). قال: الضر"0. 

قال الزمخشري:" الضرورة: الحالة المحوجة إلى اللجا. والاضطرار: افتعال منها. 
يقال: اضطره إلى كذا. والفاعل والمفعول: مضطر. و«المضطر»: الذي أحوجه مرض أو فقر 
أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجإ والتضرع إلى الله"7”. 

عن أبي تميمة الهُجَيْمِي » عن رجل من بلهجيم قال : "قلت : يا رسول الله » إلام تدعو ؟ 

قال : "أدعو إلى الله وحده » الذي إن مَسَكَ ضر فدعوته كشف عنك ٠‏ والذي إن أضنللت بأرض 
قْر فدعوته رَدَ عليك » والذي إن أصابتك ستنة فدعوته أنبت لك". قال ٠:‏ قلت : أوصني. قال ٠‏ 
"لا 3 فلن أحذا مولا ثر هدن فى المعزوشية ,ولو أن تلق اكاك وانت. منتمظ إل وهيك #دزاو 
أن تقو هن دلوك فى زعاو اله تفي.؟ واتزر إلى نصف الساق » فإن أبيت فإلى الكعبين. وإياك 
وإسبال الإزار » فإن إسبال الإزار من المخيلة » وإن الله - تبارك تعالى - لا يحب المخيلة"27. 

عن عبيد الله بن أبي صالح قال : "دخل علي طاوس يعودني » فقلت له : ادع الله لي يا 
أبا عبد الرحمن. فقال : ادع لنفسك » فإنه يجيب المضطر إذا دعاه"7". 

وقال وهب بن منبه : "قرأت في الكتاب الأول : إن الله يقول : بعزتي إنه من اعتصم 
بي فإن كادته السموات ومن فيهن ٠‏ والأرض بمن فيها » فإني أجعل له من بين ذلك مخرجًا. 
ومن لم يعتصم بي فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض ٠‏ فأجعله في الهواء » فأكله إلى 
0 ي تاي 


)١(‏ التفسير الميسر:87”. 
)١(‏ تفسير الطبري:9١/485.‏ 

(") تفسير ابن كثير:707/5. 

)5( ا الطبري:59١/585.‏ 

(5) الكشاف:1/10-81077//8"؟. 

(5)المسفد (14/5). 

(9) أخرجه ابن ابي 0 )نص 9/4 .0-79 751. 
(8) أخرجه ابن أبي حاتم(٠557١):ص1/١711.‏ 


50 


وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل - حكى عنه أبو بكر د بن داود الدّيئوري » 
المعروف بالدقَيَ الصوفي - قال هذا الرجل: "كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد 
الرْبَدَانِي » فركب معي ذات مرة رجل » فمررنا على بعض الطريق » على طريق غير مسلوكة 
»؛ فقال لي : خذ في هذه » فإنها أقرب. فقلت : لا خبرَةً لي فيها » فقال : بل هي أقرب. فسلكناها 
فانتهينا إلى مكان وَغْر وواد عميق » وفيه قتلى كثير » فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل. 
فنزل وتشمر » وجمع عليه ثيابه » وسل سكينا معه وقصدني » ففررت من بين يديه وتبعني » 
فناشدته الله وقلت : خذ البغل بما عليه. فقال : هو لي » وإنما أريد قتلك. فخوفته الله والعقوبة فلم 
يقبل » فاستسلمت بين يديه وقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ فقال “.صل 
وعجل. فشك الا تر على القرا عل مك ري عد رك واحده فتك راكنا متكد | 
وهو يقول : هيه. افرُغ. فأجرى الله على لساني قوله تعالى : ( أَمَنْ يُجِيبُ الْمُعْنْطُرَ إِذَا دَعَاهُ 
وَيَكْيف السنُوءَ ) ٠‏ فإذًا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي » وبيده حربة » فرمى بها الرجل فما 
أخطأت فؤاده » فخر صريعا » فتعلقت بالفارس وقلت : بالله مَنْ أنت ؟ فقال : أنا رسول الله الذي 
يجيب المضطر إذا دعاه » ويكشف السوء. قال : فأخذت البغل والحمل ورجعت سالما"("). 

وذكر في ترجمة "فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية" قالت : هزم الكفار يوما 
المسلمين في غزاة » فوقف جَوَاد جَيّْد بصاحبه » وكان من ذوي اليسار ومن الصلحاء » فقال 
للجواد : ما لك ؟ ويلك. إنما كنت أعدّك لمثل هذا اليوم. فقال له الجواد : وما لي لا أقصّر وأنت 
تكلُ علوفتي إلى الستواس فيظلمونني ولا يطعمونني إلا القليل ؟ فقال : لك عليٌ عهد الله أني لا 
أعلفك بعد هذا اليوم إلا في حِجْري. فجرى الجواد عند ذلك » ونجَّى صاحبه » وكان لا يعلفه بعد 
ذلك إلا في حِجْره » واشتهر أمره بين الناس » وجعلوا يقصدونه ليسمعوا منه ذلك » وبلغ ملك 
الروم أمره » فقال : ما نُضَام بلدة يكون هذا الرجل فيها. واحتال ليحصله في بلده » فبعث إليه 
رجلا من المرتدين عنده » فلما انتهى إليه أظهر له أنه قد حَسُنت نيته في الإسلام وقومه » حتى 
استوثق » ثم خرجا يوما يمشيان على جنب الساحل » وقد واعد شخصا آخر من جهة ملك الروم 
ليتساعدا على أسره » فلما اكتنفاه ليأخذاه رَفَع طرفه إلى السماء وقال : اللهم » إنه إنما خَدَعني 
بك فاكفنيهما بما شئت » قال : فخرج سبعان إليهما فأخذاهما » ورجع الرجل سالما"(". 

قال الزمخشري”"" قد عم المضطرين بقوله: (يجيب المضطر إذا دعاه)4» وكم من 
مضطر يدعوه فلا يجاب؟ 

قلت: الإجابة موقوفة على أن يكون المدعو به مصلحة؛ ولهذا لا يحسن دعاء العبد إلا 
شارطا فيه المصلحة. وأما المضطر فمتناول للجنس مطلقاء يصلح لكله ولبعضه؛ فلا طريق إلى 
الجزم على أحدهما إلا بدليل» وقد قام الدليل على البعض وهو الذي أجابته مصلحة؛. فبطل 
التناول على العموم"0. 

قوله تعالى: (وَيَجْعَلْكُمْ خُلَقَاءَ الْأرْضٍ) [النمل : 57]ء أي: " ويجعلكم خلفاء لمن سبقكم في 
الأرض"60), 

قال قتادة:" أي: خلفا من بعده خلف"0). 

قال السدي:" خلفاء لمن قبلهم من الأمه"(") 


.7١85-١؟‎ ٠54/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 

ا المخطوط". نقلا عن تفسير ابن كثير:5/5١7.‏ 
') الكشاف:317/7//9. 

4) التفسير الميسر:85/". 

06 أخرجه ابن ابي حاتم(١55571١):نص5/١711.‏ 

*) أخرجه ابن ابي حاتم(5577١):ص9/١7911.‏ 


5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال الطبري: " يقول: ويستخلف بعد أمرائكم في الأرض منكم خلفاء أحياء 
يخلفو نهم"7). 
أو أراد بالخلافة الملك والتسلط"(). 

قال ابن كثير:" أي : يُخلفك قرنا لقرن قبلهم وخَلَهَا لسلف ؛ كما قال تعالى : ( إِنْ يَشَأ 
يُدهِْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَثنَاء كَمَا أَنْشأَكُمْ مِنْ ذْرَيّةِ قوم آخَرِينَ 4 [الأنعام : *1] » وقال 
تعالى :رخ الذي كناك خلانت اأرض وزقع تعطكة فى بض رجات ) [الأتعام :1157| 
» وقال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبْكَ لِلْمَلائكَةِ إنِي جَاعِلٌ فِي الأزض حَلِيقَة ) [البقرة : ٠ ]7١‏ أي : 
قومًا يخلف بعضهم بعضا كما قدمنا تقريره. وهكذا هذه الآية : ( وَيَجْعَلُكُمْ خْلَقَاةَ الأزضٍ ! أي : 
أمة يعد آمة + وبجيات يعن جيل + وقومًا بعد قوم ولو شاء لأوجدهم كلهد فن:وقت واحد .؛ ولم 
يجعل بعضّهم من ذرية بعض » بل لو شاء لخلقهم كلهم أجمعين » كما خلق آدم من تراب. ولو 
شاء أن يجعلهم بعضهم من ذرية بعض ولكن لا يميت أحدا حتى تكون وفاة الجميع في وفت 
واحد » فكانت تضيق عليهم الارض وتضيق عليهم معايشهم وأكسابهم » ويتضرر بعضهم 
ببعص. ولكن اقتضت حكمته وقدرته أن يخلقهم من نفس واحدة » ثم يكثرهم غاية الكثرة » 
ويذرأهم في الأرض » ويجعلهم قرونا بعد قرون » وأمما بعد أمم » حتى ينقضي الأجل وتفرغ 
ا ا ل ل ل ل له 
عامل عمله إذا بلغ الكتاب أجله"7". 

قوله تعالى بال مَعَ اللّم] [النمل : 7]» أي:" أمعبود مع الله ينعم عليكم هذه النعه؟"7). 

قال الطبري: " يقول: أإله مع الله سواه يفعل هذه له الأشياء بكم» وينعم عليكم هذه 
النعه؟"(0). 

قال ابن كثير:" أي : يقدر على ذلك ». أو إله مع الله يُعْبد » وقد علم أن الله هو المتفرد 
بفعل ذلك"1"). ْ 

قوله تعالى: [قَلِيًا مَا تَدَكّرُونَ) [النمل : 57]» أي:" قليلا ما تذكرون وتعتبرون» فلذلك 
أشركتم بالله عره ذن عانتة” . 
العليكه مرا فلذلك أشركتم بالله 0ن 

قال الزمخشري:" أى: يذكرون تذكرا قليلا. والمعنى: نفى التذكرء. والقلة تستعمل في 
. )1 
معنى النفي"(). 

قال ابن كثير:" أي : ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إلى الحق ٠‏ ويهديهم إلى الصراط 
المستقيم "07). 
)١‏ تفسير الطبري:9١/585.‏ 
؟) الكشاف:71/10/9. 


)١(‏ ته 

(0) 

(؟) ته تفسير ابن كثير ا" يكل 
)5( اليه الميسر:5"85. 
(5) تفسير الطبري:9١/585.‏ 
(1) ته تفسير ابن كثير كك 0 
2( د الميسر:3"857. 
(8) تفسير الطبري:9١/585.‏ 
)3( الكشاف خسالفضة 

) 


/ 


.7١5/5:ريثك ته تفسير ابن‎ )٠ 


قال ابن زيد:" أهل الذكر هم أهل القرآن"("). 
وقرئ: «يذكرون»» بالياء مع الإدغام. وبالتاء مع الإدغام وتحفت 


القرآن 
(أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ في ظَلْمَاتِ الْبَّ وَالْبَخرٍ وَمَنْ يُرْسِلُ الرَيَاحَ بُشرًا بَيْنَ يَدَئْ رَحْمَتِهِ أَِلَهٌ مَعَ الله 
تَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (*1)5 [النمل : 57] 
التفسير: 
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يرشدكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم فأظلمت عليكم 
السبل» والذي يرسل الرياح مبشرات بما يرحم به عباده من غيث يحيي موات الأرض؟ أمعبود 
مع الله يفعل بكم شينًا من ذلك فتدعونه من دونه؟ تنزّه الله وتقدّس عما يشركون به غيره. 
قوله تعالى: (ِأمَّنْ يَهْدِيكُمْ في لمات الْبَرَ وَالْبَخرِ [النمل : 67]ء أي:" أعبادة ما 
تشركون بالله خير أم الذي يرشدكم في ظلمات البر والبحر ذا ضللتم فأظلمت عليكم السبل"20. 
قال الطبري: " أم ما تشركون بالله خيرء أم الذي يهديكم في ظلمات البر والبحر إذا 
ضللتم فيهما الطريق» فأظلمت عليكم السبل فيهما؟"7). 
قال ابن كثير:" أي : بما خلق من الدلائل السماوية والأرضية » كما قال وعدمات 
وَبالنّجُم هُمْ يَهْتَدُونَ 4 [النحل ل : ( وَهْوَ الَذِي جَعَلَ لَكُمْ النُجُومَ لِتَهْتَدُوا بهَا فِي 
ظَلمَاتِ لبر نه [الأنعام اده 0 ' 


عليكم مسافرين في البر والبحر"(". | ْ 

عن الضحاكء في (البر والبحر)»: قال: البر: بادية الأعراب؛: والبحر: الأمصار 
والقرئ"0. 

قال ابن جريج:" الظلمات في البر ضلاله الطريق» والبحرء ضلاله طريقه وموجه وما 
يكون فيه"7". 


قوله تعالى: (وَمَنْ يْرْسِلٌ الرّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه) [النمل : »]١١‏ أعن: " والذي 
يرسل الرياح مبشرات بما يرحم به عباده من غيث يحيي موات الأرض"7". 

قال الطبري:" يقول: والذي يرسل الرياح نشرا لموتان الأرض بين يدي رحمته؛ يعني: 
قدام الغيث الذي يحيي موات الأرض"7'". 


قال ابن كثير:" أي : بين يدي السحات الذي فيه مطر » يغيث به عباده المجدبين الأزلين 
القنط . ١ ١ )١(‏ : 


.59117١/4ص:)١5571(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
انظر: الكشاف:7171/9.‎ )١( 
(؟) التفسير الميسر:857".‎ 
.485/١5:يربطلا تفسير‎ )4( 

(5) تفسير ابن كثير:705/5. 

(5) الكشاف:717/1/8. 

(9) أخرجه ابن ابي حاتم(4 5517١):ص4/١5917.‏ 
(8) أخرجه الطبري:5١/485.‏ 

(4) التفسير الميسر:857". 

.485/١5:يربطلا تفسير‎ )٠١( 


لف 


عن السديء قوله: "[يرسل الرياح)» قال: إن الله عز وجل يرسل الرياح فتأتي بالسحاب 
من بين الخافقين طرف السماء والأرضء حيث يلتقيان فيخرجه من ثم؛ ثم ينشره فيبسطه في 
السماء كيف يشاء ثم يفتح أبواب السماء ليسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد 
ذلك"() 

عن السديء (بشرا بين يدي بع قال: ينشر السحاب بين يدي المطر7) 

قال السدي:" أما رحمته فهو المطر" 4 

قوله تعالى: [إإِلَةٌ مَعَ اله [النمل عل أي:" أمعبود مع الله يفعل بكم شيئًا من ذلك 
فتدعونه من دونه؟"20, 

قال الطبري: يقول: " أإله مع الله سوى الله يفعل بكم شيئا من ذلك فتعبدوه من دونه؛ أو 
تشركوه في عبادتكم إياه"7). 

قوله تعالى:[ِتَعَالَى اللّهُ عَم يُشْرِكُونَ) [النمل : 57]» أي:" تنزّه الله وتقدّس عما يشركون 


به غيره"7". 
3 الطبري:" يقول: لله العلو والرفعة عن شرككم الذي تشركون به وعبادتكم معه ما 
تعبدون"” '. 


عددها في موضع آخر ثم قال: (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء)..وعن رسول الله 
: أنه كان إذا قرأها يقول «بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم»/!""07' "). 
وقرئ: «يشركون» بالياء والتاء7'"). 


القرآن 
أمّنْ يَبْدَْ الخلقَ ثم يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْرْقَكُمْ منَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضٍ إإلَهُ مَعَ اللَّهِ قل هاثوا بُرْهَائَكُمْ إنْ 
نتم صّابِقِينَ (4 )) [النمل 54] 


)١‏ تفسير ابن كثير:707/5. 

.7911-1799١/4ص:)١5575(متاح ا ابن أبي‎ (١ 

") أخرجه ابن أبي حاتم(5575١):ص79111/4.‏ 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(55571١):ص7111/4.‏ 

) التفسير الميسر:87". 

) تفسير الطبري:3١/585.‏ 

0( ا الميفين ا 

) تفسير الطبري:9١/585.‏ 

١:1‏ ذكره الثعلبي بغير إسناد. وأخرجه البيهقي في الشعب في الباب التاسع(بل الله خير):نص”7/١572»‏ من 
رواية جابر الجعفي عن أبى جعفر قال «كان على بن الحسين يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ختم 
القرآن- فذكر حديثا طويلا- وفيه والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أم ما يشركون؟ بل الله 
خير وأجل وأبقى وأكرم وأعظم مما يشركون». 

)٠١(‏ الكشاف:9؟ره7107. 

)١١(‏ انظر: الكشاف:9/ره7107. 


3 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١ 


واسألهم من الذي ينشئ الخلق ثم يفنيه إذا شاءء ثم يعيده؛ ومّن الذي مه بإنزال 
المطرء ومن الأرض بإنبات الزرع وغيره؟ أمعبود سوى الله يفعل ذلك؟ قل : هاتوا حجتكم إن 
كنتم صادقين في زعمكم أن لله تعالى شريكًا في ملكه وعبادته. 

قوله تعالى:(أَمَّنْ يَْدَأْ الْكَلْقَ ثُمّ يُ يُعِيدُةُ1 [النمل : 55]ء أي: " واسألهم من الذي ينشئ الخلق 
ثم يفنيه إذا شاءء ثم يعيده"7"). 

قال الطبري: يقول:” أمبما تشركون:ايها القوم تخير»: ام الذي يبدا الخاق ثم.يعيده: فينشته 
من غير أصل» ويبتدعه ثم يفنيه إذا شاءء ثم يعيده إذا أراد كهيئته قبل أن يفنيه"("). 

قال ابن كثير:" أي : هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده » كما قال تعالى في 
الآية الأخرى : ( إن َطئن رَبك أشتدية إِنَهُ هو يد وَيعِيدُ ] [البروج 10 ول 5 
الَّذِي يَبَْأْ الْخَلْقَ ثم يُعِيدُهُ وَهْوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ 4 [الروم ماس 

قال الزمخشري:" فإن قلت: كيف قيل لهم: (أمن يبدا الخلق ثم يعيده)» وهم منكرون 
للإعادة؟ 

قلت: قد أزيحت علتهم بالتمكين من المعرفة والإقرارء فلم يبق لهم عذر في الإنكار"(؟) 
الإنكار"(), 

قال وهب:" خلق الله ابن آدم كما شاء ومما شاء فكان كذلك فتبارك الله أحسن الخالقين 
خلق من التراب والماء» فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده. فهذا بدء الخلق الذي خلق الله 
منه ابن آدم. ثم جعلت فيه النفس فيها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما 
تتقي ثم جعلت فيه الروح فبه عرف الحق من الباطل والرشد من الغيء وبه حذر وتقدم واستشار 
وتعلم ودبر الآمور كلها. فمن التراب يبوسته ومن الماء رطوبته. فهذا بدء الخلق الذي منه خلق 
الله ابن آدم كما أحب أن يكون"20. ٠‏ 

عن وهب: "إنه قرأ في بعض الكتب: أن الله تبارك وتعالى حين خلق الخلق فنظر إليهم 
حين مشوا على وجه الأرض وجرت الأنهار» قال: أنا الله الذي خلقتك بقوتي وأتقنتك بحكمتي» 
حق قضائي ونافذ أمريء وأنا الذي أفنيك كما خلقتك» حتى أبقى كما كنت قبل أن أخلقك وحدي» 
لأن الملك والخلود لا ينبغي إلا لي. ثم أعيد خلقي بعد فنائهم لجزائي وأجمعهم لقضائيء فيومئذ 
يخشى خلقي عذابي ووعيدي» ويومئذ تجل القلوب من خوفي يي وترفل الأقدام من هيبتي» وتخف 
القلوب من شدة سلطانيء وتبرأ الآلهة ممن عبدها دوني"7". 

قوله تعالى: إِوَمَنْ يَرْرْفَكُمْ مِنَ السّمَاءٍ وَالْأَرَْضٍ) [النمل : 15]» أي:" ومّن الذي يرزقكم 
من السماء بإنزال المطرء ومن الأرض بإنبات الزرع وغيره"! 8 

قال الطبري: يقول:" والذي يرزقكم من السماء والآرض فينزل من هذه الغيث» وينبت 
من هذه النبات لأقواتكم؛ وأقوات أنعامكه"(". 

قال الزمخشري”:" من السماء: السام ؤيرق الأر سن : النبات ,/ 


)١‏ التفسير الميسر:85". 

") تفسير الطبري:9١/585.‏ 
تفسير ابن كثير:7017/5. 
5) الكشاف:81/17/9. 


) 
() ته 
() ت 
)5( 
)5( أخرجه ابن أي حاتم(5557/8١):نص79111/4.‏ 
(5) أخرجه ابن أبي حاتم(555795١):ص5917-79171/4.‏ 
(0) التفسير الميسر:87”. 
(8) تفسير الطبري:9١/587.‏ 
(1) الكشاف:17/17//9". 


4 


و 


قال ابن كثير:" أي : بما ينزل من مطر السماء » وينبت من بركات الأرض » كما قال : 
( وَالسّمَاءِ ذاتِ الرّجْع. وَالأْضٍ ذَاتٍ الصّدع ) [الطارق : : 8١١‏ ١١]ء‏ وقال ( يَعْلَّمُ مَا يَلِخُ في 
الأرْضٍ وَمَا يَخْرْجُ مِنّْهَا وَمَا يَنزلُ مِنَ السّماءِ وَمَا يَعْرُجُ فيا ) [الحديد : ؟] » فهو ٠‏ تبارلك 
وتعالى » ينزل من السماء ماء مباركًا فيسكنه في الأرض » ثم يخرج به منها أنواع الزروع 
والفكار والار افير » و غير كلمن الواق اك » ركلوا وزع العامكم إن وي لك لإراض لازلي 
النْهَى ) [طه : 0"]54". 

عن أبي عبيدة بن الجراح» ومعاذ بن جبل رضي الله عنهماء » عن النبي صلى الله عليه 
وسلم أنه قال: "ليكونن في الأرض فساق في الأمة يستحلون الفروج والخمور والحريرء 
وينصرون على ذلكء ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل"7". 

قوله تعالى:(إإِلَدٌ مَعَ الله [النمل : 55]: أي:" أمعبود سوى الله يفعل ذلك؟"7) 

قال الطبري: يقول:" (أإله مع الله سوى الله يفعل ذلك؟"7(*) 

قال ابن كثير:" أي, : فعل هذا. وعلى القول الآخر : : يعبد ؟"(©, 

قوله تعالى:(ِقُل هَانُوا بُرْهَائَكُمْ) [النمل : 15]» أي:" قل: هاتوا حجتكم"7") 

قال الطبري: أي:" وإن زعموا أن إلها غير الله يفعل ذلك أو شيئا منهه ف. (قل) لهم يا 
ند (هاتوا برهانكم)» أي: حجتكم على أن شيئا سوى الله يفعل ذلك"7"). 

قال ابن كثير:أي:" على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة أخرى"(". 

7 عن أبي العالية» "(هاتوا برهانكم): أي: حجتكم"7). وروي عن مجاهد والسدي نحو 
ذلك(” 

قال قتادة:" بينتكم على ذلك» (إن كنتم صادقين7"1 ". 

قوله تعالى:(إنْ كُْنُمْ صَادقِينَ! [النمل : 14]» أي:" إن كنتم صادقين في زعمكم أن لله 
مه 

قال الطبري: أي:" في دعواكم" . 

قال الزمخشري:" (إن كنتم صادقين) أن مع الله إلهاء فأين دليلكم عليه؟"7 . 

قال ابن كثير:" وقد علم أنه لا حجة لهم ولا برهان ٠‏ كما قال الله:( وَمَنْ يَدْعٌ مع اله إَِهَا 
آخَرَ لا بْرْهَانَ لَهُ به فَإِنَمَا حِسَابهُ عِنْدَ رَبهِ إنَهُ لا يُفْلِحُْ الْكَافِرُونَ 4 [المؤمنون : .)("]11١17‏ 


) تفسير ابن كثير:17/56١7.‏ 
") أخرجه ابن أبي حاتم(١551١):ص7117/9.‏ 
“') التفسير الميسر:85". 
) تفسير الطبري:9١/585.‏ 

5) تفسير ابن كثير:1/56١7.‏ 

1) التفسير الميسر:؟8/"؟. 

) تفسير الطبري:9١/585.‏ 

) تفسير ابن كثير:1/56١7.‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(5511١):ص7117/5.‏ 
)٠‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم:7/9١511.‏ بدون سند. 
)١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(؟5575١):ص79117/4.‏ 
)١١‏ التفسير الميسر:87/". 

.585/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 

)١ 5‏ الكشاف:730717//9. 


؛ٌ 


عن أبي م "إإن كنتم صادقين) بما تقولون إنه كما تقولون"7"). ورويء عن الربيع 

ابن أنس نحو ذلك7) 

دن دهت اول «وفاظة :قال * (كذ هوخن باترتكقن «الستور الاق ا مستعواد نكي اليه 
وأنصتوا لي» فو عزتي لا يجوز اليوم ظالم بظلم؛ ولا متقول علي ولا مبتدع في 0 فهاتوا 
برهانكم أيها المتقولون علي والمبتدعون في عظمتي والمستخفون بحق جلالي. ما الذي غركم 
عن وأنا الله الذي لا شيء مثلي؟ لو تجليت للسموات والأرض والجبال لزلن من هيبتي» ولو 
لحظت البحار ليبست من مياهها وبدت قعورها من خشيتي» ولو أن جميع الخلائق سمعوا كلمة 
من كلامي لصعقوا من خوفي. وهاتوا برهانكم أيها الجهلة بأن لهذا الخلق بديعا غيري وبأن لي 
شريكا كما زعمتم في ملكيء أو ثانيا وليا معي. ولأي شيء عبدتموها دوني؟ ولأي شيء 
نفيتموهاء عن عبادتي وملكي وربوبيتي؟ فالويل الطويل يومئذ لمن أبان كذبه صدقه فيء والويل 
الطويل يومئذ لمن أزهق الضلالة حقيء والويل الطويل لمن دحضت حجته قدامي"7). 
فوائد الآيات:[15-59]: 1 
-١‏ وجوب حمد الله وشكره عند تجدد الشكر» والحمد لله رأس الشكر. 
١؟-‏ مشروعية السلام عند ذكر الأنبياء عليهم السلام فمن ذكر أحدهم قال عليه السلام. 
"- التنديد بالشرك والمشركين. 
؟ - تقرير التوحيد بأدلتة الباهرة العديدة. 
5- تقرير البعث الآخر وإثباتها بالاستنباط من الأدلة المذكورة. 
5- لا يثبت الأحكام إلا بالأدلة النقلية والعقلية. 


القرآن 
(قُلَ لا يَعْلَمْ مَنْ في المّمَاوَاتِ وَالْأَرْضٍ الْعَيْب إِلَا اله وَمَا يَْعْرُونَ أَيَانَ يُبْعَُونَ (18) بَلِ اذَارَكَ 
عِلْمُهُمْ في الآخرّة بَلْ هُمْ في شك منْهَا بَل هُمْ منْهًا عَمُونَ (55)) [النمل: 55-56] 
التفسير: 
قل -أيها الرسول- لهم: لا يعلم أحد في السموات ولا في الأرض ما استآأثر الله بعلمه من 
المغيّبات» ولا يدرون متى هم مبعوثون من قبورهم عند قيام الساعة؟ بل تكامل علمهم في 
الآخرة. فأيقنوا بالدار الآخرة. وما فيها م من أهوال حين عاينوهاء وقد كانوا في الدنيا في شك 
منهاء بل عميت عنها بصائرهم. 

له على زقك لا رنام من فى الشمازاك والار طن الدب إلا للد [الثمل: 1 أي:" قل 
المغيّبات"20). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه مد : (قل) يا ممد لسائليك من المشركين عن 
الساعة متى هي قائمة إلا يعلم من في السماوات والأرض الغيب) الذي قد استأثر الله بعلمه. 
وحجب عنه خلقه غيره والساعة من ذلك"("), 

قال مقاتل١"‏ (قل لا يعلم من في السماوات!» يعنى: د (والأارض): الناس» 
(الغيب) يعني: البعث» يعني: غينت النداعة ال انثدهو كدب عن :و جلا ,/ 





)١(‏ تفسير ابن كثير:707//5. 

)0( و ابن ابي حاتم (5574١):ص‏ 751/4. 

(؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتنم: 71117/4. بدون سند. 
(؛) اخرجه ابن أبي حاتم(557١):ص79117-79177/4.‏ 
(0) التفسير الميسر:885. 

(1) تفسير الطبري:9١/485.‏ 


هه 


قوله تعالى:(ِوَمَا يَتْعْرُونَ أَيّانَ يُبْعَقُونَ) [النمل: 15]ء أي:" ولا يدرون متى هم مبعوثون 
من قبورهم عند قيام الساعة"("). 

قال الطبري:" يقول: وما يدري من في السموات والأرض من خلقه متى هم مبعوثون 
من قبورهم لقيام الساعة"("). 

عن مسروقء قال: "قالت عائشة: من زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غدء فقد أعظم 
على الله الفرية» والله يقول: إلا يعلم من في السماوات والأرض الغيب]"0. 

قوله تعالى:إبَلٍ اذَارَكَ عِلْمْهُمْ فِي الْآخِرَة) [النمل: 17] أي:" هل تتابع وتلاحق علَم 
المشركين بالآخرة وأحوالها حتى يسألوا عن الساعة وقيامها؟ إنهم لا يصدقون بالآخرة فلماذا 
يسألون عن قيام الساعة؟"20. 

قال مقاتل:" يقول: علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه» وعموا عنه في 
الدنيا"(/, 

قال ابن كثير:" أي : انتهى علمهم وعجز عن معرفة وقتها"7". 0 

قال السعدي:" أي: بل ضعفء وقل ولم يكن يقيناء ولا علما واصلا إلى القلب وهذا أقل 
وأدنى درجة للعلم ضعفه ووهاؤه» بل ليس عندهم علم قوي ولا ضعيف"0. 

وقرئ: «بل أدرك علمهم» 2 أي : "تساوى علمهم في ذلك » كما في الصحيح لمسلم : 
أن رسول الله # قال لجبريل - وقد سأله عن وقت الساعة -:«ما المسؤول عنها بأعلم من 
السائل»7)؛ أي : تساوى في العجز عن ذَرْكَ ذلك علم المسؤول والسائل"('"). 
وفي صفة علمهم بهذه الصفة قولان: 
أحدهما ٠‏ أنها صفة ذم» فعلى هذا في معناه خمسة أوجه : 
1١١ 0 . ّ‏ 
أحدها : غاب علمهم؛ قاله ابن عباس!7"),. ْ 0 
الثاني : لم يدرك علمهم » قاله ابن عباسء أيضاء وابن محيصن 

قال ابن عباس:" أي: لم يدرك"29". 

عن أي حمزة؛» قال: "سمعت ابن عباس يقرأ: «بلى أدارك علمهم في الآخرة». إنما هو 
استفهام أنه لم يدرك"1؟". 
الثالث : اضمحل علمهم » قاله الحسن(". 


.7”١/؟:ناميلس تفسير مقاتل بن‎ )١ 
؟) التفسير الميسر:85".‎ 

*) تفسير الطبري:5١/5487.‏ 

54) أخرجه الطبري:9١/585.‏ 

©) صفوة التافسير: .781/١‏ 

5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/١”7.‏ 
( 
( 
( 


1)صحيخ نسلم برقم (8). 

.7١17/5:ريثك تفسير ابن‎ )٠ 

انظر: تفسير الطبري:5١/488»‏ وتفسير ابن أبي حاتم(5579١):ص‏ 5/3 7911. 
انظر: النكت والعيون:775/5. 

أخرجه الطبري:9١/5/1.‏ 

أخرجه الطبري:9١/5817.‏ 


كك 


قال الزمخشري:" وفي: أدرك علمهمء: وادارك علمهم: وجه آخرء وهو أن يكون 
«أدرك» بمعنى: انتهى وفنى» من قولك: أدركت الثمرة» لأن تلك غايتها التي عندها تعدم 
الرابع : ضل علمهم في الآخرة فليس لهم فيها علم. قاله ابن زيدا") 
الخامس: لم يبلغ لهم في الآخرة علم. قاله قتادة(". وهو قريب المعنى مع الوجه السابق. 

عن قتادة» قوله: "[بل ادارك علمهم في الآخرة)» قال: كان يقرؤها: «بل أدرك علمهم 
في الآخرة»؛ قال: لم يبلغ لهم فيها علم» ولا يصل إليها منهم رغبة"1"). 

قال قتادة:/ يجهلهم ربهم يقول لم ينفد لهم إلى الآخرة علم ولم يصل إليه منهم رغبة بل 
هم في شك منها"7. | 

فهذا تفسير من زعم أنها صفة ذم . | 
والقول الثاني : أنها صفة حمد لعلمهم وإن كانوا مذمومين» فعلى هذا في معناه ثلاثة أوجه : 
أحدها : أدرك علمُهم » قاله مجاهدا"). 

عن مجاهد: "«بل أدرك علمهم», قال* أم أدرك علمهم, من أين يدرك علمهم؟"(". 

دروي عن ابن عباس:" "بل أدرك علمهم". قال: بصرهم في الآخرة حين لم ينفعهم 
العلم والبصر"(". 
الثاني : اجتمع 501 في الآخرة. قاله ادو 
الثالث : تتابع علمهم في الآخرة » قاله الفراء! “م وان قفنلا ''. والطبري 00 

قال الفراء*" معنأه:* علي تدارك علمهم. يقول: تتابع علمهم في الآخرة. يريد: بعلم 
الآخرة أنها تكون أو لا تكون"7". 

قال الطبري:" أي: تتابع علمهم بالآخرة هل هي كائنة أم "0140 

قال ابن قتيبة :" معنى (تدارك]): تتابع» و إعِلْمُهُخْ): حكمهم على الآخرة. وحدسهم 
الطنوقة وأراد: وما يشعرون متى يبعثون إلا بتتابع الظنون في علم الآخرة: م يقولون تارة: 
إنها تكون» وتارة: إنها لا تكون» وإلى كذا تكون» وما يعلم غيب ذلك إِلَا الله تعالى"0*). 

قال الزمخشري:" «ادرك»: تتابع واستحكم» وهو على وجهين: 


.511 5/5 ص:)١55‎ 5١(متاح انظر: وتفسير ابن أبي‎ )١( 
.588/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )١( 

(") انظر: الطبري:5١/584.‏ 

(5) أخرجه الطبري:9١/583.‏ 

(5) اخرجه ابن أبي حاتم(؟555١):ص7115/3.‏ 

(1) انظر: تفسير الطبري:3١/589.‏ 

(0) أخرجه الطبري:9١/5835.‏ 

(8) أخرجه الطبري:9١/588.‏ 

(1) انظر: وتفسير ابن أبي حاتم(5551١):ص7115/9.‏ 
)٠١(‏ انظر: معاني القرآن:؟/7919. 

.7١١:نآرقلا انظر: غريب‎ )١١( 

.578/١5:يربطلا انظر: تفسير‎ )١١( 
معاني القرآن:739/7.‎ )١( 

.578/١9:يربطلا تفسير‎ )١5( 
.5١١:نآرقلا غريب‎ )١5( 


١ 
1١5 


( 
( 
( 
( 
( 


لو 


أحدهما: أن أسباب استحكام العلم وتكامله بأن القيامة كائنة لا ريب فيه» قد حصلت لهم ومكنوا 
من معرفته» وهم شاكون جاهلون. 
والوجه الثاني: أن وصفهم باستحكام العلم وتكامله تهكم بهم» كما تقول لأجهل الناس: ما أعلمك! 
على سبيل الهزؤء وذلك حيث شكوا وعموا عن إثباته الذي الطريق إلى علمه مسلوك؛ فضلا أن 
يعرفوا وقت كونه الذي لا طريق إلى معرفته"("). 

قال الزجاج:" قرأ أكثر الناس :(بل ادارك]» بتشديد الذال. 

وروي عن ابن عباس:«بلى أدرك علمهم في الآخرة». 

ويجوز:«بلى ادارك علمهم في الآخرة»(") 

فمن قرأ:إبل ادارك علمهم في الآخرة) وهو الجيدء فعلى معنى: بل تدارك علمهم في 
الآخرة» على معنى: بل يتكامل علمهم يوم القيامة» لأنهم مبعوثون» وكل ما وعدوا به حق. 

ومن قرأ:«بل أدرك علمهم»» فعلى معنى: التقرير والاستخبارء كأنه قيل: لم يدرك 
علمهم في الآخرة» أي: ليس يقفون في الدنيا على حقيقتهاء ثم بين ذلك في قوله: (بل هم في شك 

والقراءة الجيدة: (ادارك) على معنى: «تدارك»» بإدغام التاء في الدال» فتصير دالا 
ساكنة فلا يبتدأ بهاء فيأتي بألف الوصل لتصل إلى التكلم بهاء وإذا وقفت على (بل) وابتدأت 
قلت: (ادارك]» فإذا وصلت كسرت اللام في «بل»» لسكونها وسكون الدال"0". 

قوله تعالى:إبَل هُمْ في شك منْهَا) [النمل: 15]» أي بل هم شاكون في الآخرة لا 
يصدقون بها ولذلك يعاندون ويكابرون"7). 

قال السمعاني:" أي: هم في شك منها اليوه"(©) 

قال ابن كثير:" أي : شاكون في وجودها روقوبعها” 3 
0 0 السعدي:" أي: من الآخرة. والشك زال به العلم لأن العلم بجميع مراتبه لا يجامع 
الشك" 

قال الزمخشري:" يريد المشركين ممن في السماوات والأرضء لأنهم لما كانوا في 
جملتهم نسب فعلهم إلى الجميع» ٠‏ كما يقال: بنو فلان فعلوا كذا. وإنما فعله ناس منهم"(. 

قوله تعالى:[بَلَ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ) [النمل: 15]: أي:" بل هم في عمَئَ عنهاء ليس لهم 
بصيرةٌ يدركون بها دلائل وقوعها"(). 

قال ابن كثير:" أي : في عمّاية وجهل كبير في أمرها وشأنها "(") 

قال السمعاني:" أي: لا يهتدون إليها"7'"). 


)١(‏ الكشاف:519/5. 
(؟) أخرجه الطبري:9١/581.‏ 
(") معاني القرآن:178-1571/4. 
(4) صفوة التافسير:؟/1/". 
(6) تفسير السمعاني:5/١١١.‏ 
(5)تفسير ابن كثير:708/5 . 

(1) تفسير السعدي:508. 

(8) الكشاف:19/9". 

(9) صفوة التافسير:5/1/7. 
(١٠)تفسير‏ ابن كثير:8/56١7‏ . 
) 


.١١١/5:يناعمسلا تفسير‎ )١ 


قال السعدي:" أي: من الآخرة (ِعَمُونَ قد عميت عنها بصائرهم» ولم يكن في قلوبهم 
من وقوعها ولا احتمال بل أنكروها واستبعدوها"(". 


القرآن 
(وَقَالَ الَّذِينَ كَقَرُوا أِذَا كُنّا تُرَابَا وَآبَاوْنَا أَِنَا لَمُخْرَجُونَ (1)510 [النمل: 517] 
التفسير: 
قال الذيخ جحذوا وحدانية: اش" أتح م اباونا مبحوكون أحياء كهيكتنا مخ "بعد يمتنا يعد أن ضيرنا 
ترابًا؟ 
سبب النزول: 

قال مقاتل:" نزلت في أبي طلحة وشيبة ومشافع وشرحبيل والحارث وأبوه وأرطاة بن 
شرحبيل"7". 7 

قوله تعالى:[ِوََالَ الّذِينَ كَفَرُوا [النمل: 51]» أي:" وقال الذين جحدوا وحدانية الله"(". 

قال الصابوني: أي:" قال مشركو مكة المنكرون للبعث"7). 

قوله تعالى:(أإذَا كنا ثُرَابَا وَآبَاونا أَبْنَا أَمْخْرَجُونَ) [النمل: اك أي:" أئذا متنا وأصبحنا 
رفاتا وعظاماً باليه» أنحن وآباؤنا مبعوثون أحياء كهيئتنا"7". 

قال الطبري:" قال الذين كفروا بالله: أئنا لمخرجون من قبورنا أحياءء كهيئتنا من بعد 
مماتنا بعد أن كنا فيها ترابا قد بلينا؟"(). 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبرًا عن منكري البعث من المشركين : أنهم استبعدوا 
إعادة الأجساد بعد صيرورتها عظامًا ورفانًا وترابًا "(". 

قال السعدي:" أي: هذا بعيد غير ممكن قاسوا قدرة كامل القدرة بقدرهم الضعيفة"(. 

قال الزمخشري:" تكرير حرف الاستفهام بإدخاله على «إذا» و «إن» جميعا إنكار 
على إنكار» وجحود عقيب جحود, ودليل على كفر مؤكد مبالغ فيه. والضمير في إإنا) لهم 
ولابائهم» لأآن كونهم ترابا قد تناولهم واباءهم. 

فإن قلت: قدم في هذه الآية (هذا) على إنحن وآباؤنا) وفي آية أخرى [إِلَقَد وحِدْنَا 0 
وَآبَاؤْنَا هَذَا مِنْ قَْلُ إِنْ هَذَا إِلّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ1 [المؤمنون : ”85]] قدم إنحن وآباؤنا1 على 
هذا؟ 
0 قلت: التقديم دليل على أن المقدم هو الغرض المتعمد بالذكرء وإن الكلام إنما سيق 
لأجله» ففي إحدى الآيتين دل على أن اتخاذ البعث هو الذي تعمد بالكلام» وفي الأخرى على أن 
اتخاذ المبعوث بذلك الصدد"(2, 


القرآن 


)١(‏ تفسير السعدي:5048. 

)1١(‏ تفسير مقاتل بن سليمان:*/15". 

(؟) التفسير الميسر:85". 

(5) صفوة التفاسير:١/85".‏ 

(5) انظر: صفوة التفاسير١/5/1.[يبتصرف]‏ 
(5) تفسير الطبري:9١/530.‏ 

شير ابن كثير 00 0 

1 
) 


4) الكشاف 58 ا 


: 


(لَقَد وضد هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤّنَا من قَبْلُ إن هَذَا إِلَا أَسَاطيرٌ الْأَوَلِينَ (1)5 [النمل: 54] 
لقد وعدنا هذا البعث نحن وآباؤنا مِن قبل» فلم نر لذلك حقيقة ولم نؤمن به ما هذا الوعد إلا مما 
كوه ه الأولون من الأكاذيب في كتبهم وافتروه. 

قوله تعالى:!ِلَقَدْ وحِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤْنَا مِنْ قَبْلُ)1 [النمل: 18]: أي:" لقد وعدنا هذا 
البعث نحن وآباؤنا من قبل» فلم نر لذلك حقيقة ولم نؤمن به"7). 
حقيقة» ولم نتبين له صحة"(". 

قال السعدي:" أي: فلم يجئنا ولا رأينا منه شينا"7". 

قوله تعالى:(إِنْ هَدَا إلا أُسَاطِيرُ لين [النمل: 18]: أي:" ما هذا الوعد إلا مما سطّره 
الأولون من الأكاذيب في كتبهم وافتروه"7). 1 ٠‏ 

قال الطبري:" يقول: قالوا: ما هذا الوعد إلا ما سطر الأولون من الأكاذيب في كتبهم, 
فأثبتوه فيها وتحدثوا به من غير أن يكون له صحة"0”. : 

قال ابن كثير:" يعنون : ما هذا الوعد بإعادة الأبدان » ( إلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ 4 أي : أخذ 
ا ل ا ا 
صِدق فيها. ع ع 5 

فانتقل في الإخبار عن أحوال المكذبين بالإخبار أنهم لا يدرون متى وقت الآخرة ثم 
الإخبار بضعف علمهم فيها ثم الإخبار بأنه شك ثم الإخبار بأنه عمى ثم الإخبار بإنكارهم لذلك 
واستبعادهم وقوعه. أي: وبسبب هذه الأحوال ترحل خوف الآخرة من قلوبهم فأقدموا على 
معاصي الله وسهل عليهم تكذيب الحق والتصديق بالباطل واستحلوا الشهوات على القيام 
بالعبادات فخسروا دنياهم وأخراهم" 0 


القرآن 
(كُلْ سِيرُوا في الْأَرْضٍ فَانْظْرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةٌ الْمُجْرِمِينَ (1)59 [النمل: 59] 
التفسير: 


قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين: سيروا في الأرضء» فانظروا إلى ديار مَن كان قبلكم من 
المجرمين» كيف كان عاقبة المكذبين للرسل؟ أهلكهم الله بتكذيبهم, والله فاعل بكم مثلهم إن لم 
تؤمنوا. 

قوله تعالى:(قُلْ سِيرُوا في الأزض! [النمل: 13]» أي:" قل لهؤلاء الكفار: سيروا في 
أرجاء الأرضن 0010 فا 


)١‏ صفوة التافسير:581/5. 
") تفسير الطبري:9١/531.‏ 
ا 3 

5) صفوة التافسير:581/5. 
5) تفسير الطبري:5١/531.‏ 
ديز ابن كثير:8/5١7‏ . 
)١‏ تفسير السعدي:508. 

8) صفوة التفاسير:587/7. 


ب 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال الطبري: " يقول تعالى ذكره لنبيه مد 5 : إقل) يا مد لهؤلاء المكذبين ما جئتهم به 
من الأنباء من عند ربك"(". 

قل ان كتير" قل ال اتعالى منجيدا الهو كما ظتوه امنا الكتر وضع النعاد: رقن )ديا 
مد - لهؤلاء : ( سِيرُوا في الأزض)"("). 

قوله تعالى:[ِفَانْظُرُوا كَيْف كَانَ عافنة المخريدة1 [النمل: 15]» أي:" فانظروا إلى ديار 
ا ل ل 
بكم مثلهم إن لم تؤمنوا"(". 

ال الطبري:يقول:"إفانظروا) إلى ديار من كان قبلكم من المكذبين رسل الله ومساكنهم 
كيف هيء ألم يخربها الله ويهلك أهلها بتكذيبهم رسلهم؛ وردهم عليهم نصائحهم فخلت منهم 
باكتراو في تكد و رهم نواه فرعن للاكرزنيكم إن انقم الم لوادر)! الإداية من كتركم 
وتكذيبكم رسول ربكم "(). 

فال إن كتير ؟* أن : المكذّبين بالرسل وما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره » كيف 
حلت بهم نقمٌ الله وعذابه ونكاله » ونجّى الله من بينهم رسله الكرام وَمَنْ اتبعهم من المؤمنين » 
فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته "()., 

قال مقاتل:" يعني: كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك يخوف كفار 
مك يش عذات: لمم الخالرة إذاد تكايوا نات #- وقد رأوا هلاك قوم لوط وعاد وثمود"7". 

قال السعدي: " ثم نبههم على صدق ما أخبرت به الرسل فقال: قل سِيرُوا فِي الأزض 
لطر و كلت كان عاقنة المجر رن ) قد تحدون معره قد تمن على أجرامه» إلا وعافت شر 
عاقبة وقد أحل الله به من الشر والعقوبة ما يليق بحاله"(". 

قال الزمخشري”" وإنما عبر عن الكفر بلفظ :الإجرام» ليكون لطفا للمسلمين في ترك 
الجرائم وتخوف عاقبتهاء ألا ترى إلى قوله: (قَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبْهُمْ بدَنبهم) [الشمس : 5١]ء‏ وقوله: 
(مِمّا حخَطِينَاتِهمْ أغرِقُوا) [نوح : 07"]75. 
فوائد الآيات:[55 -11]: 
-١‏ حصر علم الغيب في الرب تبارك وتعالى. فمن ادعى أنه يعلم ما في غد فقد كذب . 
-١‏ تساوي علم أهل السماء والأرض في الجهل بوقت الساعة. 
؟- المكذبون بيوم القيامة سيوقنون به في الآخرة ولكن لا ينفعهم ذلك. 
5- إهلاك الله الأمم المكذبة بالبعث بعد خلقهم ورزقهم دليل على قدرته تعالى على بعثهم 
لحسابهم وجزائهم. 


القرآن 
(وَلَا تَخْزَّن عَلَيْهِمْ وَلا تكن في ضَيْقٍ مِما يَمْكُرُونَ ))٠١(‏ [النمل : ]٠١‏ 


.5311/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 

اتير ابن كثير:8/5١7‏ . 

'") التفسير الميسر:85/". 

4) تفسير الطبري:9١/5351.‏ 
0 ابن كتير: 7١8/5‏ . 

5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/١”7.‏ 
)٠‏ تفسير السعدي:50/8. 

6) الكشاف:7/1/9. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


وه 


التفسير: 
ولا تحزن على إعراض المشركين عنك وتكذيبهم لك» ولا يَضْقَ صدرك من مكرهم بكء فإن 
الله ناصرك عليهم. 

قوله تعالى: إلا تَحْرَنْ عَلَيْهمْ [النمل : »]2٠١‏ أي:" ولا تحزن على إعراض المشركين 
عنك وتكذيبهم لك"(". 

قال ابن كثير:" أي : المكذبين بما جئت به » ولا تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم 

و0 
: قال الزمخشري”"لأنهم لم يتبعوك» ولم يسلموا فيسلموا وهم قومه قريشء كقوله تعالى: 

(قلَعَلكَ بَاخِعْ نَفْسَكَ عَلَى آنَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَدَا الْحَدِيثِ أسَفًا) [الكهف : 7]"(". 

قوله تعالى:إِوَلَا تَكُنْ في صَيْق مِمَا يَمْكُرُونَ) [النمل : 0٠‏ أي:' ' ولا يَضقٌ صدرك من 
مكرهم بكء فإن الله ناصرك عليهم"9©). 

قال يحيى:" لا يضيق عليك أمرك مما يمكرون بك وبدينك؛ فإن الله سينصرك عليهم 
ويذلهم لك"0). 

قال ابن كثير:" أي : في كيدك وَرَدَ ما جنت به » فإن الله مؤيدك وناصرك » ومظهر 
دينك على مَنْ خالفه وعانده في المشارق والمغارب"0". 

قال الزمخشري:أي:" في حرج صدر من مكرهم وكيدهم لكء. ولا تبال بذلك فإن الله 
يعصمك من الناس. يقال: ضاق الشيء ضبقا ضيقا وضيقاء بالفتح والكسر. وقد قرئ بهما. والضيق 
أيضا: تخفيف الضيق. قال الله تعالى: [طينا حَرَجَا [الأنعام : »]١١5‏ قرئ مخنففا ومثقلاء 
ويجوز أن يراد: في أمر ضيق من مكرهه"! ِ 

عن السديء"(ولا تكن في ضيق مما يمكرون)»؛ يقول: في شك"7”") 

قال سفيان:" كل مكر في القرآن فهو عمل"0). 


القرآن 
(وَيَقَولُونَ مَتَى هذا الْوَعْدْ إن كُنَثُمخ صَادِقِينَ ))7١(‏ [النمل : ]١‏ 
التفسير: 


ويقول مشركو قومك -أيها الرسول-: متى يكون هذا الوعد بالعذاب الذي تَعِدُنا به أنت وأتباعك 
إن كنتم صادقين فيما تعدوننا به؟ 


قوله تعالى:[ِوَيَفُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ1 [النمل : ١لا]ء‏ أي:" ويقول مشركو قومك -أيها 
الرسول-: متى يكون هذا الوعد بالعذاب الذي تَعَِدْنا به أنت وأتباعك"7' ). 
قال يحيى:" الذي تعدنا به من عذاب الله"(". 


)١(‏ التفسير الميسر:87”. 

.7١4/5:ريثك تفسير ابن‎ )١( 
الكشاف:7"/81/9.‎ )"( 

(4) التفسير الميسر:857". 

(5) تفسير يحيى بن سلام:؟/5517. 
(5) تفسير ابن كثير:04/5؟705-5. 

() الكشاف:381/9. 

)0( أخرجه ابن أبي حاتم (/5551١):نص79111/4.‏ 
)3( أخرجه ابن ب حاتم [(/555١):نص79111/4.‏ 
)٠١(‏ التفسير الميسر:857". 


ىه 


قال الطبري:" ويقول مشركو قومك يا دء المكذبوك فيما أتيتهم به من عند ربك: 
(متى) يكون (هذا الوعد) الذي تعدناه من العذابء الذي هو بنا فيما تقول حال"7"). 

قال قتادة:" قال* أصحاب رسول الله عله ورضي عنهم: إن لنا يوما نوشك أن نستريح فيه 
ونتنعم فيه. قال: المشركون: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي تكذيبا"(". 

قوله تعالى:(إِنْ كُنْنُمْ صَادِقِينَ) [النمل : »]72١‏ أي:" إن كنتم صادقين فيما تعدوننا 
به؟"() ْ 

قال الطبري:أي"" فيما تعدوننا به"0). 


القرآن 
(قَل عَسَى أنْ يَكُونَ رَدِف لَكُمْ بَعْضْ الَذِي شَنْتَعْجِلُونَ (1)77 [النمل : ؟7] 
التفسير: 
قل لهم -أيها الرسول-: عسى أن يكون قد اقترب لكم بعض الذي تستعجلون من عذاب الله. 

قال الطبري:يقول:" قل لهم يا ممد: عسى أن يكون اقترب لكم ودنا (بعض الذي 
تستعجلون) من عذاب الله"7). 

قال الزجاج:" قيل في التفسير: عجل لكم» ومعناه في اللغة: (ردفكم)» مثل* ركبكم وجاء 
بعدكم"("). 

قال ابن عباس:" يقول: اقترب لكم كن الذي تستعجلون"07. 58 

عن ابن جريج: "(ردف لكم بعض الذي تستعجلون). قال: من العذاب" .١‏ 

قال مقاتل:" فكان بعض العذاب القتل ببدر وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت"(0). 

1 عن مجاهدء "(عسى أن يكون ردف لكم)» يقول: اقترب لكه" (07, وروي عن الضحاك 

مثله 

وقال مجاهد:" ردف: أعجل لكم"077. وفي رواية:" أزف64. 

قال ابن فورك:" «الردف»: الكائن بعد الأول قريبا منه» «الاستعجال»: طلب الأمر 
قبل وقته» وهؤلاء الجهال طلبوا العذاب قبل وقته تكذيبا به؛ وقد أقام الله 
عليهم الحجة فيه"7). 


)١(‏ تفسير يحيى بن سلام:؟/551. 
)١(‏ تفسير الطبري:9١/531.‏ 
(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(55519١):ص731117/3.‏ 
(4) التفسير الميسر:85". 
(5) تفسير الطبري:59١/531.‏ 
(1) تفسير الطبري:9١/531.‏ 

(0) معاني القرآن:8/5؟7١.‏ 

(8) أخرجه الطبري:5١/537.‏ 

(1) أخرجه الطبري:59١/537.‏ 

.؟"١57/؟:ناميلس تفسير مقاتل بن‎ )٠١( 

.71117/81ص:)١5557٠(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١١( 
.5317/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )١١( 
.537/١5:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.5357/١5:يربطلا أخرجه‎ )١5( 


عه 


قال الواحدي:" المعنى: أن الله أمر نبيه # أن يقول للذين يستعجلون العذاب قدرناء (لكم 
بعض الذي تستعجلون؟ [النمل: ]| من العذاب» فكان بعض الذي نالهم ببدر وسائر العذاب لهم 
فيما بعد الموت"("). 

قال الزمخشري:" استعجلوا العذاب الموعودء فقيل لهم: عسى أن يكون ردفكم بعضه 
وهو عذاب يوم بدرء فزيدت اللام للتأكيد كالباء في: (ولا تلقوا بأيديكم1» أو ضمن معنى فعل 
يتعدى باللام نحو: دنا لكم وأزف لكم؛ ومعناه: وتبعكم ولحقكم. 

و«عسى»». و«لعل» و«سوف»- في وعد الملوك ووعيدهم- يدل على صدق الأمر 
وجده وما لا مجال للشك بعده» وإنما يعنون بذلك: إظهار وقارهم وأنهم لا يعجلون بالانتقام» 
لإدلالهم بقهرهم وغلبتهم ووثوقهم أن عدوهم لا يفوتهم؛ وأن الرمزة إلى الأغراض كافية من 
جهتهم» فعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده"7” 


ال 
(وَإِنَ رَبَكَ لذو فضلٍ عَلَى الناس وَلَكِنْ أكْثْرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ 4)١*(‏ [النمل : 71] 
التفسير: 
ون ربك لكو فسان ل الا ؛ بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه وكفرهم به» ولكن 
أكثرهم لا يشكرون له على ذلك؛ فيؤمنوا به ويخلصوا له العبادة. 

قوله تعالى:(وَإِنَّ رَبَكَ لذو فَضْلٍ عَلَى النّاس) [النمل ل أي:" وإِنَّ ربك لذو فضل 
على الناس؛ بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه وكفرهم به"). 

قال الطبري: يقول:" (وإن ربك] يا مد (لذو فضل على الناس! بتركه معاجلتهم بالعقوبة 
عل مغصيتهم إياه» وكفرهمبه: وذو إحسان إليهم في ذلك قي غيزه من تعفه عندهم"7”. 

قال ابن كثير:" أي : في إسباغه نعمّه عليهم مع ظلمهم لأنفسهه"7) 

قال مقاتل:" يعني: على كفار مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب حين أرادوه'7"". 

قال الواحدي:" ذكر فضله في تأخير العذاب"7(*) 

قال ابن فورك:" الفضل: الزيادة على نا للعية 001 

قال الزمخشري”" الفضل والفاضلة: الإفضال. ولفدن فواضل في قومه وفضول. 
ومعناه: أنه مفضل عليهم بتأخير العقوبة» وأنه لا يعاجلهم بها"! 0 

قوله تعالى:إِوَلَكِنَّ أكْتْرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) [النمل : 727]» أي:" ولكن أكثرهم لا يشكرون له 
على ذلكء فيؤمنوا به ويخلصوا له العبادة"77). 


.711/١:كروف تفسير ابن‎ )١ 


)١(‏ ته 

)0( اليل الوسيط: */5/". 
2( الكشاف:3/1/9. 

)5( التفسير الميسر:؟8". 
(65) ته تفسير الطبري 5 . 
(1) ته تفسير ابن كثير:59/5١7.‏ 
السو فل بن الاك 1 
(8) التفسير الوسيط:*/5/". 

(9) تفسير ابن فورك:١/11.‏ 
00 الكشاف:081/9. 

)١١(‏ التفسير الميسر:؟81". 


6: 


قال ابن كثير:أي:" وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم "[". , 
قال مقاتل:" يعني: أكثر أهل مكة (لا يشكرون! الرب- عز وجل- في تاخير العذاب 
لد 
قال الطبري:" لا يشكرونه على ذلك من إحسانه وفضله عليهم» فيخلصوا له العبادة؛ 
ولكنهخ يشركون معه في العدادة ما يضترهم ولا ينفعهع ومن لا'فطدل' لهاعندهع ولا إحضان؟7". 
قال الزمخشري:" وأكثرهم _ يعرفون حق النعمة فيه ولا يشكرونه؛ ولكنهم بجهلهم 
يستعجلون وقوع العقاب: وهم قريش"7*) 


القرآن 
(وَإِنَّ رَبّكَ لَيَعْلَمْ مَا تكن صدُورْهُمْ وَمَا يُعلِنُونَ (4 17)) [النمل : 4 7] 
التفسير: 


وإن ربك ليعلم ما تخفيه صدور خلقه وما يظهرونه. 
قال الطبري:" يقول: وإن ربك ليعلم ضمائر صدور خلقه؛ ومكنون أنفسهم؛» وخفي 
اسرارهم» وعلانية أمورهم الظاهرة. لا يخفى عليه شيء من ذلك» وهو محصيها عليهم حتى 
يجازي جميعهم بالإحسان إحسانا وبالإساءة جزاءها"0. 
قال مقاتل:" (ما تكن صدورهم)» يعني: ما تسر قلوبهم؛ (وما يعلنون) بألسنتهم"7". 
قال الواحدي:" (ما تكن صدورهم): تخنيع لتر صدورهم. (وما يعلنون] بالسنتهم من 
عداوتك والخلاف عليكء أي: إنه يعلم ذلك فيجازيهم به"(". 4 
عن ابن جريج: "(وإن ربك ليعلم ما تكن صدوراه]؛ قال: السر" 
عن الحسنء "إليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون)» قال: في لي الليل» وفي أجواف 


00000 

قال ابن فورك:" الأكنان: جعل الشيء بحيث لا يلحقه أذى بمانع يصده عنه"7:". 

قال الزمخشري:" يقال: كننت الشيء وأكننته: إذا سترته وأخفيته» يعنى: أنه يعلم ما 
يخفون وما يعلنون من عداوة رسول الله ل ومكايدهمء وهو معاقبهم على ذلك بما 
يستوجبونه"(01), 


القرآن 
(وَمَا مِنْ غاِبَةِ في السّمَاءِ وَالْأَرْض إِلّا في كتَاب مُبِينٍ ))١5(‏ [النمل : 18] 


تفسير ابن كثير:5/56١7.‏ 
") تفسير مقاتل بن سليمان:؟/5١1"؟.‏ 
تفسير الطبري:5١/5357.‏ 


؟) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/5١"؟.‏ 

") التفسير الوسيط:؟/5"85. 

) أخرجه الطبري:9١/59317.‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(55575١):ص73159/3.‏ 


( 
( 
( 
( 
5) تفسير الطبري:59١/537.‏ 
( 
( 
( 
( 


.511//١:كروف تفسير ابن‎ )٠ 


الكشاف:5/57/9. 


) قة 
( 


عاك 


يمان لوا غائب عن أبصار الخلق في السماء والأرض إلا في كتاب واضح عند الله. قد 
أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان وما يكون. 1 

قال الطبري: يقول:" (وما من) مكتوم سر وخفي أمر يغيب عن أابصار الناظرين (في 
السماء والأرض إلا في كتاب؟ وهو أم الكتاب الذي أثبت ربنا فيه كل ما هو كائن من لدن ابتدأ 
خلق خلقه إلى يوم القيامة. ويعني بقوله: (مبين) أنه يبين لمن نظر إليه» وقرأ ما فيه مما أثبت 
فيه ربنا جل ثناؤه"7"). 

قال السمعاني:" أي: (وما من) جملة غائبة من جميع الغائبات» وقيل: وما من خبر 
غائب؛ (إلا في كتاب مبين)؛ وهو: اللوح المحفوظ!". 

قال البغوي 0 (وما من جملة غائبة من مكتوم سرء وخفي أمرء وشيء غائب؛ (في 
الستماء:والأرض إلا في كتاب مبين) أي: في اللوح المحفوظ"7". 

قال ابن عباس:" يقول: ما من شيء في السماء والأرضء سر ولا علانية إلا يعلمه"7©) 
يعلمه"(5), 

ل له في اللوح المحفوظ قبل أن 
يخلق الله السموات والأرض"*) 

عن قتادة» قوله: "[في كتاب مبين)؛ قال: كل ذلك في كتاب من عند الله مبين"("". 

وقال مقاتل:"(وما من غاتبة)» يعني: علم غيب ما يكون من العذاب في السماء 
والآأرضء وذلك حين استعجلوه بالعذاب (إلا في كتاب مبين]» يقول: إلا هو بين في اللوح 
المحفوظ"("), 

وعن الحسن"" الغائبة القيامة"(, 
بمنزلتها في العافية والعاقبة.. كأنه قال: وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا وقد علمه الله 
وأحاط به وأثبته في اللوح. المبين: الظاهر البين لمن ينظر فيه من الملائكة"0). 

قال ابن عباس" أول ما خلق الله القلم» فقال: اكتب» قال: رب ما أكتب؟ قال: ما هو 
كائن» فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة» قال: فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين 
وخميس فيجدونه عَلن ما في الكتاب"(” 0 
فوائد الآيات:[١٠1-‏ -76]: 
١‏ - تسلية الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلْمَ لأنهديغاتي شذة من ظلم المشركين وإعراضهم 
؟"- بيان تعنت المشركين وعنادهم. 
"- تحقق وعد الله للمشركين حيث نزل بهم بعض العذاب الذي يستعجلون. 
)١‏ تفسير الطبري:9١/555-5951.‏ 
اقبي السمعاني ١١:‏ .[بتصرف بسيط] 
؟) ته تفسير البغوي كره/ا ١‏ . 
( 52 الطبري:9١/535.‏ 
ه(/ أخرجه ابن ني حاتم( )١551٠١‏ نص 759119/9. 
؟) أخرجه ابن أبي حاتم(55579١):ص731195/4.‏ 
") تفسير مقاتل بن سليمان:57/9١".‏ 
0( حكاه عنه يحيى بن سلام في التفسير اه 
4) الكشاف: 7805/9 
(١ 0‏ أخرجه يحيى بن سلام في التفسير:؟/5557. 


كه 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5 - بيان فضل الله تعالى على الناس مع ترك أكثرهم لشكره سبحانه وتعالى. 
5- بيان إحاطة علم الله بكل شيء. 
7- إثبات وتقرير كتاب المقادير» وهو اللوح المحفوظ. 


القرآن 0 
(إنَ هذا القرْآنَ يَقصٌ عَلَى بَنِي إمْرَائِيلَ أكثْرَ الذي هُمْ فيه يَخْتَلفونَ (1)75 [النمل : 5] 
التفسير: 


إن هذا القزاة شد علو يك : إن افيه لكك لى: أكقن اراهيام الذي الحتلفر] فنها: 

قال يحيى: " يعني: ما اختلف فيه أوائلهم وما حرفوا من كتاب الله؛ وما كتبوا بأيديهم؛ ثم 
قالوا هذا من عند الله"(). 

قال الفراء:" وذلك أن بني إسرائيل اختلفوا حتى لعن بعضهم بعضاء فقال الله: إن هذا 
القرآن ليقص عليهم الهدى مما اختلفوا فيه لو أخذوا به"(". 

قال الطبري: يقول:" إن هذا القرآن الذي أنزلته إليك يا ممد يقص على بني إسرائيل 
الحقء في أكثر الأشياء التي اختلفوا فيهاء وذلك كالذي اختلفوا فيه من أمر عيسىء فقالت اليهود 
فيه ما قالت» وقالت النصارى فيه ما قالت» وتبرأ لاختلافهم فيه هؤلاء من هؤلاء» وهؤلاء من 
هؤلاء» وغير ذلك من الأمور التي اختلفوا فيهاء فقال جل ثناؤه لهم: إن هذا القرآن يقص عليكم 
الحق فيما اختلفتم فيه فاتبعوه» وأقروا لما فيه فإنه يقص عليكم بالحق» ويهديكم إلى سبيل 
الرشاد"0",. 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز » وما اشتمل عليه من الهدى 
والبينات والفرقان: إنه يقص على بني إسرائيل - وهم حملة التوراة والإنجيل - [ أَكْثَرَ الذي هُمْ 
فيه يَخْتَلِفُونَ 4 » كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه » فاليهود افتروا » والنصارى عَلُوا » فجاء 
إليهم القرآن بالقول الوسط الحق العدل : أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام » عليه 
أفضل الصلاة ة والسلام » كما قال تعالى : ( ذَلِكَ عِيسَى ابْنْ مَرْيمَ قَوْلَ الْحَقّ الذي فيه يَسْتَرُونَ ) 
[مريم : 04]". ٠‏ 

قال ابن فورك:" الاختلاف: ذهاب كل واحد إلى نقيض ما ذهب إليه الآخرء معنى: (إن 
هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) أنه يرجع إلى بيان القرآن للحق 

فيما وقع فيه الاختلاف بين بني إسرائيل» وغيرهم من أهل المذاهب.. واختلاف بني إسرائيل 

كاختلافهم في المسيح؛ ؛ حتى قالت اليهود بتكذيبه في نبوته» وقالت النصارى باإلاهيته., وما قالت 
اليهود في ذ نسخ الشريعة حتى أجازه بعضهم من غير التوراة وأباه آخرون منهم فلم يجيزوا 
النسخ أصلا"559 


قال قتادة:" يعني: اليهود والنصارىء يقول: هذا القرآن مبين لهم ما اختلفوا فيه"(0. 


القرآن 
(وَإِنَهُ لَهُدَى وَرَحْمَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ (1)71 [النمل : 71] 
التفسير: 


.555/١ تفسير يحيى بن سلام:‎ )١ 

؟) معاني القرانء الم 

") تفسير الطبري:9١/495.‏ 

4) تفسير ابن كثير:711/5. 

) تفسير ابن فورك:١//1".‏ 

( اه ابن ابي حاتم(5511١):ص‏ 79579/4. 


زع 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


لاه 


وإن هذا القرآن لهداية من الضلال ورحمة من العذاب؛ لمن صدّق به واهتدى بهداه. 
قال الطبري: يقول:" إن هذا القرآن لهدىء يقول: لبيان من الله بين به الحق فيما اختلف 
فيه خلقه من أمور دينهم» ورحمة لمن صدق به وعمل بما فيه"(". 
قال ابن كثير:" أي : هدى لقلوب المؤمنين » ورحمة لهم في العمليات "(") 
قال يحيى:" هدى يهتدون به إلى الجنة"(). 
عن الشعبيء "(لهدى)؛ قال: هدى من الضلالة"(*) 
عن سعيد بن جبيرء "(لهدى)» يعني: تبيان"20. 
عن السديء "(لهدى)» قال: نور"0). 
عن الحسنء قوله: "إلهدى)» قال: هو القرآن"7". 
عن أبي العالية» قوله: "(ورحمة)»؛ قال: رحمته القرآن"(*) 


القرآن 
(إنَّ رَبك يَْضي بَيْنَهُمْ بخفمه وَهْوَ الْعَزِيزُ الْعلِيمُ (1)) [النمل : 7/"] 
الكة . 


إن ربك يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل وغيرهم بحكمه فيهم؛ فينتقم من المبطل» ويجازي 
المحسن. وهو العزيز الغالب, فلا يُرَدْ قضاؤه؛ العليم؛ ؛ فلا يلتبس عليه حق بباطل. 

قوله تعالى:(إنَّ رَبَكَ يَقُْضِي بَيْنَهُمْ بخكمه) [النمل كاك أ" إن ربك يقضي بين 
المختلفين من بني إسرائيل وغيرهم بحكمه فيهم؛ فينتقم من المبطل؛ ويجازي المحسن" 00 

قال يحيى:أي:" بين المؤمنين والكافرين في الاخرة» فيدخل المؤمنين الجنة» ويدخل 
الكافرين النار"(١١)‏ 

قال الطبري: " يقول: ا لح ا 0 

ل ل ا نه"("). 





عن جابر بن عبد الله» قال: "بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه 
ونطك لد أسماعه انا من الشني .قر حلت الهم مسوك إليه شتهرا حت قدمك الشاءه فإذا بهو عبد 
)١‏ تفسير الطبري:9١/535.‏ 
فون ل ا 
") تفسير يحيى بن سلام اكه 


5 


َ أخرجه ابن ابي حاتم لاه" ١‏ ليه 


ا 
) ةة 
( 
( 
6 أخرجه ابن ابي حاتم(5515١)نص‏ 79170/9. 
( 
( 
( 
( 


7 أخرجه ابن ابي حاتم لاه ١‏ :ص 5٠ ٠/4‏ 


) 
) 
) 
) ) ( 
) ) ( 
(1) أخرجه ابن ابي حاتم(7814١):ص7470/4.‏ 
) ) ( 
) ) ( 


) أخرجه ابن ابي حاتم(5515١):ص7170/9.‏ 

(9) التفسير الميسر:85”. 

)٠١(‏ تفسير يحيى بن سلام:5751/17. 

.53554/١9:يربطلا تفسير‎ )١١( 

)١١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(751748١):ص5970/4.‏ والحديث بطوله في صحيح مسلمء كتاب القيامة ؟/ 
5 رقم 151748. 


مه 


الله بن أنيس الأنصاريء فبعثت إليه أن جابرا على الباب فرجع إلي الرسولء فقال: جابر بن عبد 
الله؟ قلت:* : نعم» فرجع إليه الرسول» فخرج إلي» فاعتنقني واعتنقته» فقلت: حديث بلغني أنك 
سمعته من رسول الله © لم أسمعه منه» فخشيت أن أموت أو تموتء ولم أسمعه؛ فقال: سمعت 
رسول الله يله يقول: " يحشر الله العباد» أو قال: الناس» وأومأ بيده إلى الشام» عراة غرلا بهماء 
قلت* ما بهما؟ قال: ليس معهم شيءء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب؛ أنا 
الملك؛ أنا الديان» لا ينبغى لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وواحد من أهل النار يطلبه 
بمظلمة» ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وواحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة» حتى 
اللطمة» قال: قلنا: كيف, وإنما نأتي الله عراة غرلا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات"("). 

قوله تعالى:(وَهْوَ الْعَزِيرُ الْعَلِيمُ1 [النمل : 728]: أي:" وهو العزيز الغالب» فلا يُرَدُ 
قضاؤه, العليم؛ فلا يلتبس عليه حق بباطل"(". 

قال ابن كثير:" (وَهُوَ العزيزُ ) في انتقامه » ( الْعَلِيمْ ) بأفعال عباده وأقوالهم "7" 

كيم الطبري: " يقول: وربك العرير في التقاعهر مر الميطل امتهم ومن غير هم» لا يقدر 
إسرائيل فيما اختلفوا فيه» ومن غيرهغ فن العبوان الضال عن الهدى"0). 

قال يحيى:" لا أعز منه ولا أعلم منه"(). 

قال ابن فورك:" معنى الوصف بالعزيز العليم -هنا- أي: العليم بصحة ما يقضي به 
العزيز بما لا يمكن رد قضائه فهو يقضي بين المختلفين بما لا يمكن أن يرد ولا يلتبس بغير 
الحق" .١‏ 

وقال ابن فورك:" وفي الآية تسلية للمحقين الذين خولفوا في أمر الدين؛ بأن أمرهم 
يؤول إلى أن يحكم بينهم رب العالمين بما لا يمكن دفعه؛ ولا تلبيسه"7") 


القرآن 1 

(فْتَوَكَلَ عَلَى اللّهِ إِنَكَ عَلَى الْحَقَ الْمُبِينِ (1)74 [النمل : 79] 

التفسير: 

فاعتمد 28 الرسول- في كل أمورك على الله؛ وثق به؛ فإنه كافيك» إنك على الحق الواضح 
الذي لا شك فيه. 


قوله تعالى:!ِقَتَوَكّلَ عَلَى الله [النمل : 725]: أي:" فاعتمد -أيها الرسول- في كل أمورك 
على اللهء وثق به فإنه كافيك"(", 

قال نهد بن إسحاق: م" أي: ارض به من العباد"(") 

قال ابن كثير:" أي #فى أمررك اريم وسالة ويك ا 


)الكزكة يدن بن سلته في الشنيو :ات 
؟) التفسير الميسر:84*. 
*) تفسير ابن كثير:771/5. 
4) تفسير الطبري:5١/4454.‏ 

ا ته 

؟) تفسير ابن فورك:١//١1".‏ 

) تفسير ابن فورك:١/9١7.‏ 

0( 0 الس 44 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(5519١):ص79471/9.‏ 
)٠‏ تفسير ابن كثير:771/5. 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


4 


قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه ممد : ففوض إلى الله يا مد أمورك؛ وثق به 
فيهاء فإنه كافيك"(). 

قوله تعالى:[إنّكَ عَلَى الْحَقَّ الْمُْبينِ! [النمل : 74]: أي:" إنك على الحق الواضح الذي لا 
شك فيه"("), 

قال ابن كثير:" أي : نت على الحق المبين وإن خالفك مَنْ خالفك ٠‏ مِمَّنْ كتبت عليه 
ا ة 5 لا يؤمنون » ولو جاءتهم كل آية"0), 

قال الطبري:" لمن تأمله. وفكر ما فيه بعقل» وتدبره بفهم» أنه الحق» دون ما عليه 
اليهود والنصارىء المختلفون من بني إسرائيل» ودون ما عليه أهل الأوثان» المكذبوك فيما 
أتيتهم به من الحق» يقول: فلا يحزنك تكذيب من كذبك» وخلاف من خالفك» وامض لأمر ربك 
الذي بعثك به" 0 

عن سعيدء قوله: "[المبين)» يعني: البين"7") 


القرآن 0 
(إِنَكَ لا سمغ الْمَوْتَى وَلَا تُْمِعُ الصّمّ الدَّعَاءَ إِذَا وَلَوْا مُدْبِرِينَ 1)2١(‏ [النمل : ]6١‏ 
التفسير: 


إنك -أيها الرسول- لا تقدر أن تُسمع الحق مَن طبع الله على قلبه فأماته» ولا تُسمع دعوتك مَن 
أصمّ الله سمعه عن سماع الحق عند إدبارهم معرضين عنكء فإن الأصم لا يسمع الدعاء إذا كان 
مقبلاء فكيف إذا كان معرضًا عنه موليًا مدبرًا؟ 

قوله تعالى:(إِنَْكَ لا شُنْمِعْ الْمَوْتَى1 [النمل : :]8٠١‏ أي:" إنك -أيها الرسول- لا تقدر أن 
تُسمع الحق مَن طبع الله على قلبه فأماته"7". 

قال الطبري:" يقول: إنك يا مد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته» لأن 
الله قد ختم عليه أن لا يفهمه"(". 

قال قتادة*" هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع 

به. وفي قوله: ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يقول: لو أن أصما ولى مدبرا ثم ناديته لم 

يسمعء كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع ب بما يسمع"(", ١‏ 

قوله تعالى:إِوَلَا تْمِعْ الصُمَّ الدّعَاءَ إِذَا وك مُدْبِرِينَ) [النمل 1 86“ أي:" ولا تسمع 
دعوتك من أصم الله سمعه عن سماع الحق عند إدبارهم معرضين عنك فإن الأصم لا يسمع 
الدعاء إذا كان مقبلاء فكيف إذا كان معرضًا عنه موليًا مدبدتا؟"(2, 

قال الطبري: " يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من اضف الل نمع مناه يه اد 
أدبروا معرضين عنه» لا يسمعون له لغلبة دين الكفر على قلوبهم, ولا يصغون للحقء» ولا 
يتدبرونه» ولا ينصتون لقائله» ولكنهم يعرضون عنه؛ وينكرون القول به والاستماع له"("). 


.515/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
ا الميسر:854".‎ 0 
.71١1/5:ريثك تفسير ابن‎ )* 
.5315/١9:يربطلا تفسير‎ 
.79171/9ص:)١5548١(متاح أخرجه ابن ابي‎ 
التفسير الميسر:854/".‎ 
.5355/١5:يربطلا تفسير‎ 
.7171/9ص:)١558١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )6 
التفسير الميسر:85".‎ )4 


) 
) 
) 
ل 
(5 
10 
2 
) 
) 


( 
)3ه 
) ةة 
( 
( 
) ةة 
( 
( 


قال ابن كثير:" أي : لا تسمعهم شينًا ينفعهم » فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة » وفي 
آذانهم وَْر الكفر "(") 
عن يحيى بن يعمر» قوله: "(وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم!» أعن: ما تفعل 


ذلك"(0) 

٠ القرآن‎ 

(وَمَا أنْتَ بِهَادِي الْغني عَنْ ضَلالتِهم إِنْ شغ إِلَا مَنْ يُؤْمِنْ بآيَاتنَا فَهُمْ مُسنِمونَ ))8١(‏ 
[النمل : ]8١‏ 

التفسير: 


وما أنت -أيها الرسول- بهادٍ عن الضلالة مَن أعماه الله عن الهدى والرشادء ولا يمكنك أن تُسمع 
إلا مَن يصدّق بآياتناء فهم مسلمون مطيعون, مستجيبون لما دعوتهم إليه. 

قوله تعالى: (ِوَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعْمي عَنْ ضَلَالَتهمْ) [التمل : ١8]ء‏ أي:" وما أنت -أيها 
الرسول- بهادٍ عن الضلالة مَن أعماه الله عن الهدى والرشاد"(). 

قال الطبري:يقول:" (وما أنت يا نهد (بهادي) من أعماه الله عن الهدى والرشاد فجعل 
على بصره غشاوة أن يتبين سبيل الرشاد عن ضلالته التي هو فيها إلى طريق الرشاد وسبيل 


الرشاد"(2, 
توفيقه"(1) 
ولوكي : 


قال ابن فورك:" الهادي: القائد إلى الحق بدعائه واقتضائه إياهء وقد يكون بفعل المعرفة 
في قل ب المهت دينء وذلك لا يق در عليه إلا الله - عز وجل - وقد فعلها في قلب المؤمنين 
المهتدين» وغيره يهدي بالدعاءء وبالبيان فقط. والضلالة الذهاب عن طريق الصوابء وقد يضل 
والمغاء :إلى الحادل: يكيل اليضل بان تكلق الحتاذل تفن العونة وهو ,الكيل بالق أي الشاك 
فيهء وذلك مما لا يقدر عليه إلا الله - عز وجل ",22 

وقرئ:« وما أنت تهدي العمي عن صدلالتهم 04 

قوله تعالى:إإِنْ شُنْمِعْ إِلّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا هَهُْ 0-6 [النمل : »]8١‏ أي:" ولا يمكنك 
أن تُسمع إلا مَن يصدّق بآياتناء فهم مسلمون مطيعونء مستجيبون لما دعوتهم إليه"(". 

قال الطبري:" يقول: ما تقدر أن تفهم الحق وتوعيه أحدا إلا سمع من يصدق بآياتناء 
يعني بأدلته وحججه وآي تنزيله» فإن أولئك يسمعون منك ما تقول ويتدبرونه» ويفكرون فيه 
ويعملون به؛ فهم الذين يسمعون"7"". 


.515/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
؟) تفسير ابن كثير:7171/5.‎ 
.79717/9ص:)١5547(متاح رجه ابن ابي‎ ( 
التفسير الميسر:85".‎ )4 
.535/١59:يربطلا تفسير‎ )5 
.١75/4:نآرقلا إعراب‎ )" 
3 

( 

( 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
(0) تفسير ابن فورك:١/119-.937.‏ 

)8 7 معاني القرآن للفراء:7/٠٠7؛‏ ومعاني القرآن للزجاج:179/5١.‏ 
(4) التفسير الميسر:85". 

.435/١9:يربطلا تفسير‎ )٠١( 


1١ 


قال ابن كثير:" أي: إنما يستجيب لك مَنْ هو سميع بصير » السمع والبصر النافعغ في 
القلب والبصيرة الخاضع لله » ولما جاء عنه على ألسنة الرسل 2 عليهم السلام "(". 

قال الزجاج:" معناه: ما تسمع إلا من يؤمن» وتأويل: م أي: ما يسمع منك فيعي 
ويعمل إلا من يؤمن بآياتناء فأما من سمع ولم يقبل فبمنزلة الأصه"(". 

قال ابن فورك:" أي: إلا من يطلب الحق بالنظر في آياتناء وطاق طريق القبول» وهو 
من سبق من الله العلم بأنه يوفقه» ويؤمن"7". ش 

عن ابن عباسء قوله: "(مسلمون)» يقول: موحدون"7). 

عن زهير بن #دء قوله: "[مسلمون)»؛ يقول: مخلصين"7) 
فوائد الآيات:[5/-81]: 
-١‏ لن ينتهي خلاف اليهود والنصارى إلا بالإسلام فإذا أسلموا اهتدوا للحق وانتهى كل خلاف 
"- كل خلاف بين الناس اليوم سيحكم الله تعالى بين أهله يوم القيامة بحكمه العادل ويوفي كلا ما 
له أو عليه وهو العزيز العليم. 1 
5 - الكفار أموات لخلو ابدانهم من روح الإيمان فلذا هم لا يسمعون الهدى ولا يبصرون الآيات 
مهما كانت واضحات. فعلى داعيهم أن يعرف هذا فيهم وليصبر على دعوتهم ودعاويهم. 


القرآن 7 
(وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَةِ مِنَ الْأَرْضٍ تُكَلْمُهُمْ أنّ النّاس كاثوا بِآيَاتِنَا لا يُوقنُونَ 
))8١(‏ [النمل : ؟8] 
التفسير: 
وإذا وجب العذاب عليهم؛ لتماديهم في المعاصي والطغيان» وإعراضهم عن شرع الله وحكمه؛ 
حتى صاروا من شرار خلقه»: أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات 
الساعة الكبرى» وهي «الدابة» » تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا بالقرآن وتهد 26 
لا يصدقون ولا يعملون. 1 

قوله تعالى:(وَإِدَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهمْ) [النمل : ؟87]» أي:" وإذا وجب العذاب عليهم؛ 
لتماديهم في المعاصي والطغيان» وإعراضهم عن شرع الله وحكمه. حتى صاروا من شرار 
خلقه"("2, 

قال مقاتل:" يقول: إذا نزل بن 2 

قال ابن قتيبة:" أي: وجبت الحجة"(". 

قال الزجاج:" أي: إذا وجب"("2. 





)١(‏ تفسير ابن كثير:7171/5. 

.١75/5 القرآن:‎ 86 0) 

(*) تفسير ابن فورك:١/0٠77.‏ 

)5( ره ابن ابي حاتم( 5547١):ص79717/4.‏ 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم(5545١):ص7971/9.‏ 
(5) التفسير الميسر:85". 

(1) تفسير مقاتل بن سليمان:53717/9. 

(8) غريب القرآن:717". 

(9) معاني القرآن:79/4١.‏ 


1 


قال الفراء: معناه إذا وجب السخط عليهم وهو كقوله: (حَقَّ عَلَيْهِمْ القَؤل) [القصص : 
17] في موضع آخر"(". 

عن مجاهدء قوله: "(وإذا وقع القول عليهم)» قال: حق عليهم"7". وفي رواية:" حق 
العذاب"20, 

قال قتادة: "يقول: إذا وجب القول عليهم"7). 

ل و 

وعن قتادة: "(وإذا وقع القول عليهم)» والقول: الغضب" .١‏ 

عن مقاتل بن حيان» قوله: "(وإذا وقع القول عليهم)» قال: السخط"7") 

موسى أبو العلا قال: "كنا في جنازة فيها الحسن قال: فأرسلت مؤذنا لنا: يقال: له سالم 
أبو هاشم فقلت: سل الحسنء عن هذه الآية :(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض 
تكلمهم)؛ قال: فجاءء فقال: إن الله يومئذ على أهل الأرض ساخط"(". 

عن حفصة:؛ قالت: "سألت أبا العالية» عن قوله: (وإذا وقع القول عليهم فقال: أوحى الله 
إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن)» قالت: فكأنما كان على وجهي غطاء 
فكشف"0(7), 

عن حذيفة قال: "والله ما تلا عن قوم لوط7"") 

قال الصابوني:" هذا بيان لما يكون بين يدي الساعة» أي: وإذا قَرْبَ نزول العذاب وقيام 
الساعة» وحان وقت عذاب الكفار"(7), 

عن ناجية بن عبد الله بن عتبة» عن أبيه قال: "قال: عبد الله أكثروا الطواف بالبيت من 
قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه» وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع. قال: هذه المصاحف 
ترفع فكيف ما في صدور الرجال؟ قال: يسرى عليهم ليلا فيصبحوا منه قفراء وينسون قول لا 
إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم فذلك حين يقع عليهم القول» يعني: (إوإذا وقع 
القول عليهم)" 070 

قوله تعالى:[أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَةَ مِنَ الأزض ثتُكَلَمُهْمْ أنَّ النّامن كَانُوا بِآَيَاتِتَا لا يُوقِنُونَ) 
[النمل : 87]ء: أي:" أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات الساعة 
الكبرى» وهي «الدابة» 2 تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا بالقرآن وكهد ع ودينه ل« 
يصدقون ولا يعملون"7"). 


.”٠0/؟:نآرقلا معاني‎ )١( 
.535/١9:يربطلا (؟) أخرجه‎ 

(؟) أخرجه الطبري:5١/535.‏ 

(5) أخرجه الطبري:9١/537.‏ 

(5) أخرجه الطبري:5١/537.‏ 

(5) أخرجه الطبري:9١/535.‏ 

(") أخرجه ابن ابي حاتم( 555١):ص7177/9.‏ 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(5585١):ص7177/9.‏ 
(9) أخرجه الطبري:5١/535.‏ 

.7177/5صن:)١55/1/(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠١( 
صفوة التفاسير:؟/85".‎ )١١( 

.75177/5ص:)١55/857(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١١( 
التفسير الميسر:85".‎ )١( 


1 


قال ابن كثير:" هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتزكهم أوامر الله 
وتبديلهم الدين الحق » يخرج الله لهم دابة من الأرض - قيل : من مكة. وقيل : من غيرها. . فتُكَلم 
الثاسن على ذلك.. وقال عطاء الدر بساني : «تكلمهم فر لهم : إن الناس كانوا بآياتنا لا 
يوقنون»7). ويروى هذا عن علي("» واختاره ابن جرير(". وفي هذا القول نظر لا يخفى » 
والله أعلم "(). 
وأكثر ما جاء في التفسير أنها تخرج بتهامة؛ تخرج من بين الصفا والمروة» وقد جاء في التفسير 
أنها تخرج ثلات مرات في ثلاثة أمكنة» وجاء في التفسير تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء وفي 
رحو العوين؛ تكد ميك لتقتاى لكلا كار لخدن اود عت وكيا احم وخر لكا المومن 
حتى يبيض منها وجهه فتجتمع الجماعة على المائدة» فيعرف المؤمن من الكافر"0, 

عن ابن عباس» قوله: "(آخرجنا 0 دابة من الأرض تكلمهم!, قال* تحدثهه"( 

قال السدي:" أما آيات الله فتهد 4"( 

قال غطاء»" وآما ذاية الأرضي 0 فكلامها -يعني إياهم-: أن الناس كانوا بآياتنا لا 
يوقنون"7. ع ع 9 8 

عن أبى الزعراءء "أن رجلا سال عبد الله عن الدابة فقال: له سل عليا فإنه بذلك» فسال 
علياء فقال: تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتكلم الناسن أن الذادى كان ا ناياقنا 0 

عن قابوس أن أباه حدثه قال: "سألنا ابن عباسء» عن الدابة؟ فقال: هي مثل الحربة 
الضخمة"(""2, 1 

عن ابي هريرة: قال:" إن الدابة فيها من كل لونء ما بين قرنيها فرسخ للراكب"7' ". 

عن ابن عمر في قوله: "(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض)» قال: هو 
حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر"''). وفي رواية:" ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكر"(""). 0 

قال عطية: إذا لم يعرفوا معروفاء ولم ينكروا منكرا"7 ". 

قال الحسن:" تخرج دابة الأرض إذا فسد الناس» ولهم دابة تكلمهم كلاما"(") 





.7177/4ص:)١57048(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )١ 
.7177/4ص:)١5705(متاح ؟) انظر: تفسير ابن أبي‎ 
انظر: تفسير الطبري:5١/557 وما بعدها.‎ )" 

4) تفسير ابن كثير:5/١١7.‏ 

/ كل القرآن:79/5١.‏ 

5") أخرجه الطبري:9١/539.‏ 

") اخرجه ابن أبي حاتم(١571١):ص73717/4.‏ 

8) أخرجه ابن أبي حاتم(5704١):ص7177/4.‏ 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(5705١):ص7177/4.‏ 

.717 5/8 ص:)١5594(متاح اخرجه ابن ابي‎ )٠ 
.73175/4 صن:)١5595(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١ 
.537/١5:يربطلا أخرجه‎ )١١ 

.59317/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 

.59317/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5 


قال: أبو مد- يعني: نفيع الأعمى-: "سألت ابن عباسء عن قوله: أخرجنا لهم دابة من 
الأرض تكلمهم أو تكلمهم؟ قال: كل ذلك والله تفعل تكلم المؤمن وتكلم الكافر أو تجرح"(". 

قال صدقة ابن يزيد: "تجئ الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجدء فتكتب بين 
عينيه كذاب"(). 

قال مقاتل:" تخرج من الصفا الذي بمكة تكلمهم بالعربية تقول: (أن الناس)»؛ يعني: كفار 
مكة إكانوا باياتنا» يعني: بخروج الدابة إلا يوقنون]» هذا قول الدابة للناس إن الناس بخروجي 
لا يوقنون لأن خروجها آية من آيات الله- عز وجل-فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها من 
حيث خرجت لها أربع قوائم وزغب وريش ولها جناحان واسمها «أفضى» فإذا خرجت بلغ 
رأسها السحاب"(). 
ثلثها"20), ب 

قال ابن عمر:" يبيت الناس يسيرون إلى جمع. وتبيت دابة الأرض تسايرهم؛ فيصبحون 
وقد خطمتهم من رأسها وذنبهاء فما من مؤمن إلا مسحته. ولا من كافر ولا منافق إلا 
تيا الو 

عن حسان بن حمصة. قال: "سمعت عبد الله بن عمرو يقول: لو شئت لانتعلت بنعلي 
هاتين» فلم أمس الأرض قاعدا حتى أقف على الأحجار التي تخرج الدابة من بينهاء ولكأني بها 
قد خرجت في عقب ركب من الحاج» قال: فما حججت قط إلا خفت تخرج بعقبنا"7". 

عن عطاءء قال: "رأيت عبد الله بن عمروء وكان منزله قريبا من الصفاء رفع قدمه وهو 
قائم» وقال: لو شئت لم أضعها حتى أضعها على المكان الذي تخرج منه الدابة"7”. 

وعن وهب بن منبه يقول: قال عزيز أتاني الملك قلت: أخبرني ما بقي من الدنيا قال: 
لا علم لي» ولم تسألني عما لا أعلم؟ قال: أنا أعلم أنه عند انقضاء الدنيا واقربت الآخرة وآية 
ذلك أن يكثر الكذب ويقل الصدقء ويظهر الفجور وينعدم البرء وتعود الأرض عقيما من 
الأنهار» وترى الشمس في أثر ذلك من مغربهاء وتقطر الشجر دماء وتجول الأنواء» وتنطق 
الحجارة» ويملك من لم يكن برجالة الملك» وتخبر الطير» وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم 
الناس كل يسمعهاء وتضع الحبالى قبل التمام» ويعود الماء العذب أجاجاء ويتعادى الأخلاء 
وتخرق الحكمة ويرفع العلم» وتكلم الأرض التي تليها. وفي ذلك الزمان يرجو الناس ما لا 
يبلغون ويتعنون؛ فيما لا ينالون» ويعملون فيما لا يأكلون"27. 

قال حذيفة بن أسيد الغفاري: "إن الدابة حين تخرج يراها بعض الناس فيقولون: والله لقد 
رأينا الدابة» حتى يبلغ ذلك الإمام» فيطلب فلا يقدر على شيء. قال: ثم تخرج فيراها الناس» 
فيقولون: والله لقد رأيناهاء فيبلغ ذلك الإمام فيطلب فلا يرى شيئاء فيقول: أما إني إذا حدث الذي 
يذكرها قال: حتى يعد فيها القتل» قال: فتخرج. فإذا رآها الناس دخلوا المسجد يصلون» فتجيء 


.7177/4ص:)١57٠5(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(١؟)‏ أخرجه ابن ابي حاتم(5705١):ص5١7177/1.‏ 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(5701١):ص75175/9.‏ 

(4:) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/17١”7.‏ 

(©) أخرجه الطبري:5١/5317.‏ 

(5) أخرجه الطبري:59١/538.‏ 

(0) أخرجه الطبري:9١/538.‏ 

(8) أخرجه الطبري:5١/538.‏ 

(9) أخرجه ابن ابي حاتم(5707١):ص75177-7975/4.‏ 


ه56 


إليهم فتقول: الآن تصلونء فتخطم الكافرء وتمسح على جبين المسلم غرة» قال: فيعيش الناس 
زمانا يقول هذا: يا مؤمنء» وهذا: يا كافر"(0). 

وفي رواية أخرى لحديفة:" للدابة ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي ثم تكمن» 
وخرجة في بعض القرى حين يهريق فيها الأمراء الدماء» ثم تكمن» فبينا الناس عند أشرف 
المساجد وأعظمها وأفضلهاء إذ ارتفعت بهم الأرضء فانطلق الناس هراباء وتبقى طائفة من 
المؤمنين» ويقولون: إنه لا ينجينا من الله شيء» فتخرج عليهم الدابة تجلو وجوههم مثل الكوكب 
الدريء ثم تنطلق فلا يدركها طالب ولا يفوتها هارب» وتأتي الرجل يصليء فتقول: والله ما كنت 
من أهل الصلاة» فيلتفت إليها فتخطمه. قال* تجلو وجه المؤمن» وتخطم الكافر» قلنا: فما الناس 
يومئذ؟ قال: جيران في الرباع» وشركاء في الأموال» وأصحاب في الأسفار"(". 

وعن حُذَيفة بن أسيد الغفاري قال : " اطلع النبي ## علينا ونحن نتذاكر الساعة» فقال: " 
ما تذكرون؟ " قالوا: نذكر الساعة؛ فقال: " إنها لن تقوم حتى تروا عشر آيات: الدخان» 
والدجال؛ والدابة» وطلوع الشمس من مغربهاء ونزول عيسى ابن مريم؛ ويأجوج» ومأجوجء 
وثلاث خسوف: خسف بالمشرق» وخسف بالمغرب» وخسف بجزيرة العرب» وآخر ذلك نار 
تخرج من قبل تطرد الناس إلى محشرهم"0". 

وعن حذيفة بن اليمان» قال: "كان وسيول الذاكة يفول وذكر؟ الدافة ققانه متيف لكا 
رسول اللهء من أين تخرج؟ قال: " من أعظم المساجد حرمة على الله» بينما عيسى يطوف بالبيت 
ومعه المسلمون» إذ تضطرب الأرض تحتهمء تحرك القنديل» وينشق الصفا مما يلي المسعىء 
وتخرج الدابة من الصفاء أول ما يبدو رأسهاء ولمع 15 وبر وريش» لم يدركها طالب» ولن 
يفوتها هارب» تسم الناس مؤمن وكافرء أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دريء وتكتب بين 
عينيه مؤمنء وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء .كاف" 4 

عن : أي هريرة» قال: قال رسول اله كله: "تخرج الذانة معها خاتم سليمان وعصا 

موسىء فتجلو وجه المؤمن بالعصاء - أنف الكافر بالخاتم» حتى إن أهل البيت ليجتمعون 
فيقول هذا. يا مؤمن» ويقول هذا يا كافر"0), 

عن قتادة» قال: "هي دابة ذات زغب وريشء ولها أربع قوائم تخرج من بعض أودية 
تهامة» قال: قال عبد الله بن عمر: إنها تنكت في وجه الكافر نكتة سوداءء فتفشو في وجهه. 
فيسود وجهه. وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاء فتفشو في وجه؛ حتى يبيض وجهه؛ فيجلس 
أهل البيت على المائدة» فيعرفون المؤمن من الكافرء ويتبايعون في الأسواق؛ فيعرفون المؤمن 
من الكافر"(). 

وعن عبد الله بن عمروء قال:"تخرج دابة الأرض ومعها خاتم سليمان وعصا موسى؛ 
فأما الكافر فتختم بين غرننة مكالم سليمان» وأما المؤمث فتسح وجيه تعصد نوسي لزبيض" '.. 

وقراءة يا على التضدي مس العادمء ومن قرأ: « تَكْلمُهُمْ » فهو من 

الكلم» وهو الأثر والجرح") 





.5317/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 
؟) أخرجه الطبري:538-5917/19.‎ 
.57/75صن:)١7151١(دمحأ أخرجه‎ )"' 
.53/8/١5:يربطلا أخرجه‎ )54 

5) أخرجه الطبري:5١/539.‏ 

5) أخرجه الطبري:9١/539.‏ 

") أخرجه الطبري:5١/539.‏ 

6) انظر: معاني القرآن للزجاج:9/4؟7١.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


11 


وفي قرءة مي «تنبئهم»» وفي بعض الحروف:« تحدّثهم»! '), قال أبو علي:" و 
يدل على أنّ تكلمهم من الكلام الذي هو نطقء وليس من الكلم الذي هو الجراح"(". 


القرآن : 
(وَيَوْمَ نَحْشَرُ من كُلَّ أمَّةَ فؤْجًا ممَّن يُكَدْبْ بِآيَاتَنَا فهُمْ يُورَعُونَ (27)) [النمل : 81] 
التفسير: 


ويوم نجمع يوم الحشر من كل أمة جماعة» ممن يكذب بأدلتنا وحججناء يُحْبَس أولهم على 
آخرهم؛ ليجتمعوا كلهم, حي افرح إلى الحساب. 

قوله تعالى '(وَيَوْمَ تخشرٌ مِنْ كُلِ اه كز كا يكن يُكَدْبْ ِآيَاتِنَا) [النمل 87 ا" ويوم 
نجمع يوم الحشر من كل أمة جماعة؛ ممن يكذب بأدلتنا عا 

قال الطبري: يقول:" ويوم نجمع من كل قرن وملة فوجاء يعني جماعة منهم؛ وزمرة 
(ممن يكذب باياتنا)» يقول: ممن يكذب بأدلتنا وحججناء فهو يحبس أولهم على آخرهم؛ ليجتمع 
جميعهم: ثم يساقون إلى النار"7). 

قال ابن كثير:" أي : من كل قوم وقرن فوجًا » أي : جماعة [ مِمَّنْ يُكَدْبُ بآيَاتِنَا 4 » كما 
قال تعالى : ( اخثروا اين ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ 4 [الضافات : ؟١]‏ » وقال تعالى ( وَإِذَا النُُومنَ 
زُوَجَتْ ) [التكوير : 20"]9. 

قال مقاتل:" (فوجا)» يعني: زمرا "("). 

عن مجاهد: "(من كل أمة فوجا)» قال: زمرة"7"). وفي رواية:" زمرة زمرة"0". 

وعن ابن عباسء قوله: "(ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن. يكذب ابآياتنا فهم 
يوزعون)» يعني: الشيعة عند الحشر"0"). 

قوله تعالى:[ِفَهُمْ يُورَعُونَ)1 [النمل : ”2]8 أي:" فهم يُجمعون ثم يُساقون إلى 
الحساب"('), 

قال مقاتل:" يعنى: فهم يساقون إلى النار"('") 

قال ابن قتيبة:" أي: يحبس أولهم على آخر هم"0”. 

قال ابن عباس:" يقول: فهم يدفعون"7'". 

قال ابن زيد:" يساقون"(". 


)١(‏ انظر: الحجة للقراء السبعة:505/0. 
)١(‏ الحجة للقراء السبعة:505/0. 
(") التفسير الميسر:7854. 

(5) أخرجه الطبري:5١/5:00.‏ 
(6) تفسير ابن كثير:5/5١7.‏ 
(1) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/17١”7.‏ 
(0) أخرجه الطبري:5١/501.‏ 
(8) أخرجه الطبري:5١/501.‏ 

(9) أخرجه الطبري:5١/5:00.‏ 

)٠١(‏ صفوة التفاسير:75/7".[بتصرف] 
)١١(‏ تفسير مقاتل بن سليمان:؟/17١7؟.‏ 
)١١(‏ غريب القرآن:1؟”؟. 

.5:01١/١91:يربطلا اخرجه‎ )١( 


1١ 


/ا1 


قال مجاهد١"‏ يحبس أولهم على آخرههم"(". 
قال قتادة١-"‏ وزعة ترد أولاهم على أخرهه"7) 


القرآن 
(حَنَى إِذَا جَاءُوا قَالَ أكدَبْتُمْ بآيَاتي وَلَمْ ُحيطوا بِهَا عِلْمَا أَمَاذَا كُنتُم تَعْمَلُونَ )١4(‏ وَوَقَعَ الْقَوْلُ 
عَلَيْهِمْ بمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنُطقُونَ (4)65 [النمل : : 84-هم] 
التفسير: 
حتى إذا جاء من كل أمة فوج ممن يكذب بآياتنا فاجتمعوا قال الله: أكذَّبْتم بآياتي التي أنزلتها على 
رسليء وبالآيات التي أقمتها دلالة على توحيدي واستحقاقي وحدي للعبادة ولم تحيطوا علمًا 
ببطلانها» حتى تُعرضوا عنها وتُكَذْبوا بهاء أم أي شيء كنتم تعملون؟ وحقت عليهم كلمة العذاب 
بسبب ظلمهم وتكذيبهم» فهم لا ينطقون بحجة يدفعون بها عن أنفسهم ما حل بهم من سوء 
العذاب 

قوله تعالى:(حَتّى إذَا جَاءُوا قال أكدَبتمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بها عِلْمَم [النمل : 85]» أي:" 
حتى إذا جاء من كل أمة فوج ممن يكذب بآياتنا فاجتمعوا قال الله: أكدْبْتم بآياتي التي أنزلتها على 
رسليء» وبالآيات التي أقمتها دلالة على توحيدي واستحقاقي وحدي للعبادة ولم تحيطوا علمًا 
ببطلانهاء حتى ثعرضوا عنها وتُكَذْبوا بها"7). 

قال الطبري: ينول" بحت | جاء من كل امة:قوع مدن يكددج وايائنا فاجتميقوا 1ه 
(أكذبتم بآياتي)» أي: بحججي وأدلتيء ولم تعرفوها حق معرفتها"20. 

قال ابن كثير:" أي : أوقفوا بين يدي الله عز وجل » ٠ف‏ حقام النسائلة :2 قن أكانت 
بآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بهَا عِلْمَ]"2"0. 

عن سعيد بن جبيرء قوله:" (بآياتي)» يعني: بالقرآن"7(") 

قوله تعالى :(أَمَاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] [النمل : 85]» أي:" أ 06 شيء كنتم تعملون؟"(*) 

قال الطبري: أي:" فيها من تكذيب أو تصديق"7". 

قال ابن كثير:" أي : ويسألون عن اعتقادهم » وأعمالهم فلما لم يكونوا من أهل السعادة » 
”م : ( فلا صَدَّقّ وَلا صَلَّى. وَلكِنْ كَذْب وَتَوَلَى ) [القيامة : ”١‏ » 
؟1] » فحينئذ قا مك علبهم الحجة + ولم يكن لهم خدر يغتدرون يه »كما 3ل تعاى وه 
لا يَنْطِفُونَ وَلا يُؤْدَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذِ لِلمُكَذْبينَ 4 [المرسلات : 5 "|11٠0‏ 90 


.71717/4ص:)١571١ أخرجه ابن ابي حاتم(؛‎ )١( 
.501/١9:يربطلا اخرجه‎ )"( 
.501/١9:يربطلا اخرجه‎ )'( 
(؛) التفسير الميسر:7854.‎ 
.501/١9:يربطلا تفسير‎ )5( 
.؟7١/5:ريثك تفسير ابن‎ )1( 
.791717/4ص:)١5715(متاح ف انيه ابن أبي‎ [ 
التفسير الميسر:84”.‎ )8( 

(1) تفسير الطبري:9١/501.‏ 

)٠١(‏ تفسير ابن كثير:15/5؟. 


84 


17 


قوله تعالى:[وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا1 [النمل : 65]» أي:" وحقت عليهم كلمة 
العذاب بسبب طلنهم و نوي 0 ٠‏ 
بآيات الله يوم يحشرون"00). 

قال قتادة: "وجب القول عليهم؛ و«القول»: الغضب"7". 

قوله تعالى:(ِفَهُمْ لا يَنْطُِونَ) [النمل : 85]» أي:" فهم لا ينطقون بحجة يدفعون بها عن 

قال الطبري: " يقول: فهم لا ينطقون بحجة يدفعون بها عن أنفسهم عظيم ما حل بهم 
ووقع عليهم من القول"07). 

قال ابن كثير:" أي جيرا فل يكن لوم بجراج ١‏ لاتيم كارا كي لقان اننا للمة 
لأنفسهم » وقد ردوا إلى عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية "(). 


القرآن . : ٍ 

(ألمخ يَرَوْا أنا جَعَلنَا اللَيْلَ لِيَسْكُتوا فيه وَالنَهَارَ مُبَصرًا إن في ذلكَ لآيَاتِ لقؤم يُؤْمِنونَ (2)065) 
[النمل : 865] 

التفسير: 


ألم ير هؤلاء المكذيون بآياتنا أنا جعلنا الليل يستقرُون فيه وينامون» والنهار يبيصرون فيه للسعي 
فى عاشي ؟ إن فى تصبر يكيم لدلالة لقوم يؤمتون يكقال الدره الله ووحد ننه وعطيم معام 

قوله تعالى:[ألَمْ يَرَوَا أنَا جَعَلنَا الَيِلَ لِتسْكُنُوا فيه وَالنّهَارَ مُبْصِرًَا) [النمل : 85]» أي:" ألم 
ير هؤلاء المكذبون بآياتنا أنا جعلنا الليل يستقرُون فيه وينامون» والنهار يبصرون فيه للسعي في 
معاقني 0014 

قال الطبري: يقول: " ألم ير هؤلاء المكذبون بآياتنا تصريفنا الليل والنهار» ومخالفتنا 
بينهما بتصييرنا هذا سكنا لهم يسكنون فيه ويهدءون؛ راحة أبدانهم من تعب التصرف والتقلب 
نهاراء وهذا مضيئا يبصرون فيه الأشياء ويعاينونها فيتقلبون فيه لمعايشهم؛ فيتفكروا في ذلك؛ 
ويتدبرواء ويعلموا أن مصرف ذلك كذلك هو الإله الذي لا يعجزه شيء»ء ولا يتعذر عليه إماتة 
الأحياء» وإحياء الأموات بعد الممات» كما لم يتعذر عليه الذهاب بالنهار والمجيء بالليل» 
والمجيء بالنهار والذهاب بالليل مع اختلاف أحوالهما"7". 

قال ابن كثير:" ثم قال تعالى منبهًا على قدرته التامة » وسلطانه العظيم » وشأنه الرفيع 
الذي تجب طاعته والانقياد لأوامره » وتصديق أنبيائه فيما جاءوا به من الحق الذي لا مَحيد عنه 
» فقال ( أَلْمْ يَرَْا أَنَّا جَعلْنَا اللَيْلَ لِيِسْكْنُوا فيه 4 أي : فيه ظلام تسكن بسببه حركاتهم » وتهدأ 
أنفاسهم » ويستريحون من نَصّب التعب في نهارهم. ( وَالنَهَارَ مُبْصِرًا )4 أي : منيرًا مشرقًا » 


)١(‏ التفسير الميسر:84". 

(") تفسير الطبري:9١/501.‏ 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(57177١):ص71717/3.‏ 
(4) التفسير الميسر:84". 

(5) تفسير الطبري:9١/501.‏ 

(1) تفسير ابن كثير:715/5. 

2( 5 الميسر:85". 

(6) تفسير الطبري:5١/5:075-5201.‏ 


18 


فبسبب ذلك يتصرفون في المعايش والمكاسب ؛ والأسفار والتجارات » وغير ذلك من شؤونهم 
التي يحتاجون إليها"7". 

عن قتادة» قوله: "(والنهار مبصرا)» أي: هو منير"7". 
2003 قوله تعالى:(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتِ لِقَوْم يُؤْمِنُونَ) [النمل : 856]» أي:" إن في تصريفهما 
لدلالة لقوم يؤمنون بكمال قدرة الله ووحدانيّته وعظيم نعمه"(". 

قال الطبري: يقول:" إن في تصييرنا الليل سكناء والنهار مبصرا لدلالة لقوم يؤمنون 
بالله على قدرته على ما آمنوا به من البعث بعد الموت» وحجة لهم على توحيد الله"(). 

عن سعيد» قوله:"(إن في ذلك]» يعني: الذي بهم"7). 
فوائد الآيات:[55-45]: 
-١‏ تأكيد آية الدابة والتي تخرج من صدع من الصفا وقد وجد الصدع الآن فيما يبدو وهي 
الأنفاق التي فتحت في جبل الصفا وأصبحت طرقاً عظيمة للحجاجء وعما قريب تخرج.ء وذلك 
يوم لا يبقى من يأمر بالمعروف ولا من ينهى عن المنكر فيحق العذاب على الكافرين. 
"- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر وصف لها. 
"- ويل لرؤساء الضلالة والشر والشرك والباطل إذ يؤتى بهم ويسألون. 
5 - في آية الليل والنهار ما يدل بوضوح على عقيدة البعث الآخر والحساب والجزاء. 


القرآن 
(وَيَوْمَ يُنَفْعْ في الصُورٍ ففزعَ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضٍ إلا مَنْ شاءً الله وَكُلَ أتؤة 
دَاخْرِينَ (1)807 [النمل : 810] 
التفسير: 
واذكر -أيها الرسول- يوم ينفخ الملّك في «القرن» ففزع مَن في السموات ومّن في الأرض 
فزعًا شديدًا من هول النفخة» إلا مَنِ استثناه الله ممن أكرمه وحفظه من الفزع؛ وكل المخلوقات 
يأتون إلى ربهم صاغرين مطيعين. 

قوله تعالى :إميَذم يُنْفَخْ في الصُور) [النمل : 87]» أي:" واذكر -أيها الرسول- يوم يَنفخ 
الملّك في «القرن»"( 

وفي «الصور» قولان7". 
أحدهما: .أنه قرن' ينفخ فيه تفحتان إحذاهنا لفناء من كان خا على الأركن »و الكاتية لنشر “كل 


3 


روي عن رسول الله به أنه قال إذ سئل عن الصور :"هو قرن يُنفخ فيه"") 


.7١5/5:ريثك تفسير ابن‎ )١ 

0( ارده ابن ابي حاتم(771١):ص‏ 757/9. 

") التفسير الميسر:85/". 

5) تفسير الطبري:5١/5:7.‏ 

ار ابن ابي حاتم(57174١):ص7957/8/9.‏ 

) التفسير الميسر:85”. 

") انظر: تفسير الطبري:١١/-557‏ وما بعدهاء وزاد المسير:؟/4 45-4. 

/)حسن صحيح. أخرجه أبوداود 5 والترمذي "57١‏ و 655" والنسائي في«الكبرى» ؟7١5١١‏ و 
يواسي ا داكو 135و ادر 025 ؤايخ حيان واكم ان 


ع 


3 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


070. 


عن مجاهد, قوله: "(ونفخ في الصور]» قال: كهيئة البوق"7") 

عن مجاهدء "(الصور). البوق"(". 

وعن مجاهدء قال:" هو القرن» سلحيه اكخري: للد مواد الست كاد ركلف 
القرن» بين طرفيه. وبين قدر قبضة أو نحوها قد برك على ركبة إحدى رجليه. فأشار فبرك 
على ركبة يسراه مقعيا على قدمي عقبه تحت فخذه وإليته وأطراف أصابعه في التراب» قد 
نصب ركبته اليمنى ووضع قدمها في التراب"7". 

وحكى ابن قتيبة: أن الصور: القرن» في لغة قوم من أهل اليمن» وأنشدا؟) 
فذق تهنا غداة الحمعون ... بالضابحات في غبار النقعين 
نطحا شديدا لا كنطح الصورين”) ١‏ 
وأنشد الفراء(1') 

ألا ان جنا ل فق فبلاتك. رى.. ولاسل اننا بك ينقد الملوه 

رجّحه البغوي!"؛ وقال ابن الجوزي:"وهذا اختيار الجمهور"(". 
والثاني: أن (الصور)؛ جمع:« صورة»» يقال: صورة وصورء بمنزلة سورة وسورء كسورة 
البناء والمراد نفخ الأرواح في صور الناسء» وهذا قول قتادة') وأبي عبيدة!''2. ومنه قول 
الشانخةا): 
ألم تر أنّ الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب 

عن قتادة» قوله: "(ونفخ في الصور)» أي: في الخلق"7"". 

قال ابن قتب قتيبة:" السورة في هذا البيت سورة المجد وف مستقهار نمق قور لكا لاا 


5 و 4/ 250 وأبونعيم في«الحلية» / 747 والمزي في«تهذيب الكمال» 5/ ١٠١‏ وابن المبارك 
في«الزهد» .١65159‏ 

ورواه الحاكم في المستدرك 5 : ٠٠١0‏ » وقال : " حديث صحيح الإسناد » ولم يخرجاه " » ووافقه الذهبي. 
وحسنه الترمذي كلهم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصء و "القرن " » البوق يتخذ من القرون » ينفخ 
فيه. 

.71753/3ص:)١5775(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(5775١):ص71753/3.‏ 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(57757١):ص71753/3.‏ 

(:)الرجز في«غريب القرآن» : ١١‏ بدوننسبة. 

(6) انظر: غريب القرآن:"7؟. 

(١)لم‏ أعرف قائله» والبيت بلا نسبة في معاني القرآن للفراء:١/0٠2"5‏ وتفسير الطبري: 2477/١١‏ نسب 
قريش : 45" » المعرب للجواليقي : 717 اللسان "صور". 

(0")انظر: تفسير البغوي:؟/51١.‏ 

(8) زاد المسير: 5/١‏ 5. 

(9) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(5 577١):ص7175/4.‏ 

.١945/١:نآرقلا انظر: مجاز‎ )٠١( 

(١١)ديوانه: 2٠7‏ واللسان: 6/ ”5»ومجاز القرآن: ؛»وتفسيرالطبري: /١ :يبطرقلاريسفتوء٠١5 /١‏ 58 
والإتقائن /١‏ 49. 

.5173/8ص:)١575؟ أخرجه ابن ابي حاتم(‎ )١١( 


7 


٠‏ قال تعلب: : "الأجود أن يكون (الصور]: القرن» وظاهر القرآن يشهد أنه ينفخ في الصور 


مرتين 

وقد روى أهل التفسير عن أبي هريرة عن رسول الله 5 أنه قال: «الصور قرن ينفخ 
فيه ثلاث نفخات: الآولى: نفخة الفزع. والثانية: نفخة الصعق. والثالثة: نفخة القيام لرب 
العالمين»7©. 

قال ابن عبان: . يعني: بالصور : الشحة يلت 2 ا 0 
0 ا 


)١(‏ غريب القرآن:؟”". 

(") زاد المسير: .55/١‏ 

(")هو بعض حديث الصور المطول. أخرجه الطبراني في «الطوال» 5"» وأبو الشيخ في «العظمة» 88” و 
8 و500"ء والبيهقي في «البعث» 554 و 154,. والطبري ؟/ .9" وا" و /55937٠١ /١07‏ 0و 
١0و‏ 76/586 و١"‏ و"»" وإسحاق بن راهويه كما في «المطالب العالية» 513١‏ من طرق عن إسماعيل 
بن رافع» وهو واه فرواه تارة عن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة وتارة عن 
محمد بن زياد عن محمد بن كعب عن أبي هريرة وتارة عن محمد بن يزيد ابن أبي زيادة عن رجل من 
الأنصار عن محمد بن كعب عن أبي هريرة» وتارة عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن 
أبي هريرة. وأيا كان فمداره على إسماعيل بن رافع» ولم يتابعه على هذا الحديث بطوله أحدء وهو واه. جاء 
في الميزان 877: ضعفة أحمد ويحيى وجماعة» وقال الدارقطني وغيره: متروكء وقال ابن عدي: أحاديثه 
كلها فيها نظر اه. 

باختصار. وقد اضطرب فيه كما سبق. وقد نص الحفاظ على وهن هذا الحديث بطوله فقال الحافظ في 
«المطالب العالية» :511١‏ فيه ضعف ١ا.‏ ه. وقال البوصيريء في :1١ /١‏ تابعيه مجهول. وجاء في الفتح 
0١‏ 48" عقب حديث 5518 ما ملخصه: وأخرجه عبد بن حميد وأبي يعلى في «الكبير» وعلي بن 
معبد في «الطاعة والمعصية» ومداره على إسماعيل بن رافع» واضطرب في سنده مع ضعفه» وأخرجه 
إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء في «تفسيره» عن محمد بن عجلان عن محمد القرظي واعترض 
مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع» وخفي عليه أن الشامي أضعف منه؛ ولعله 
سرقه من إسماعيل فلزقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني: يضع الحديث. وقد قال الحافظ ابن كثير: جمعه 
إسماعيل بن رافع من عدة آثار فساقه كله مساقا واحدا ا. ه. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن 
رافع القاضي أبو بكر بن العربي في «سراجه» وتبعه القرطبي في «التذكرة» وقول عبد الحق في تضعيفه 
أولى» وضعفه قبله البيهقي اه كلام الحافظء وتكلم عليه أيضا ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» ؟/ 
و55 

وخلاصة القول: أنه حديث ضعيف بهذا التمام» وبعض ألفاظه في الصحيحين وغيرهما وبعضه في الكتاب 
المعتبرة وبعضه الآخر منكر لا يتابع عليه انظر «تفسير ابن كثير» ؟/50١.‏ 

(©) أخرجه الطبري(7؟559١):١١555/1‏ 


07 


قال الطبري:" والصواب من القول في ذلك عندنا » ما تظاهرت به الأخبار عن رسول 
الله يل » أنه قال : «إن رافك ف اليم الصور وحنى جبهته » ينتظر متى يؤمر فينفخ»7"), 
وأنه قال : «الصور قرن ينفخ فيه» , . 001 

" ففزع من في السموات ومن في الأرض فزخا ديا بن هول النففاء ! ؛ إلا من استثناه الله 
ل وحفظه من الفزع"7). 

قال الواحدي:" المعنى: يبلغ منهم الفزع إلى أن يموتوا"(0. 

قال الطبري:" قيل: إن الذين استثناهم الله في هذا الموضع من أن ينالهم الفزع يومئذ 
الشهداءء وذلك أنهم أحياء عند ربهم يرزقونء وإن كانوا في عداد الموتى عند أهل الدنيا"0). 

قال ابن فورك:" وقيل: (إلا من شاء الله» أي: من الملائكة الذين ثبت الله قلوبهه"7". 

قال الكلبي: "يعني: جبريل» وميكائيل» وإسرافيل» وملك الموت"(0. 

عن أبي هريرة:» قال: "حدثنا رسول الله 2 في طائفة من أصحابه فقال: إن الله عز وجل 
لما فرغ من خلق السموات خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصا بصره 
إلى العرشء ينتظر متى يؤمر ينفخ فيه ثلاث نفخات: الأولى نفخة الفزع» والثانية نفخة الصعق» 
والثالثة نفخة القيام لرب العالمين» فأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول له: انفخ نفخة الفزعء 
فينفخ نفخة الفزعء فيفزع أهل السموات والأرض إلا ما شاء الله» ويأمره فيمد بها ويطولها فلا 
يفتر وهي التي يقول الله عز وجل: وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق فيسير الله 
الجبال ف تمر مر السحابء ثم يجعلها سراباء وترج الأرض بأهلها رجا فتكون الأرض 
كالسفينة المرنقة في البحر أو كالقنديل المعلق بالعرش ترججه الأرواحء فيميد الناس على 
ظهرها وهي التي يقول الله تبارك وتعالى: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة 
أبصارها خاشعة »١«‏ فتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان» وتطير الشياطين هاربة 
من الفزع حتى تأتي الأقطارء فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجعء ويولي الناس مدبرين» 
ينادي بعضهم بعضا. وهي التي يقول الله تبارك وتعالى: يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من 
الله من عاصم فبينا الناس على ذلك إذ انصدعت الأرض فانصدعت من قطر إلى قطر فرأوا 
أمرا عظيما لم يروا مثله» فأخذهم لذلك من الكرب والهول ما لله به عليم؛ ثم نظروا إلى السماء 
فإذا هي كالمهل انشقت من قطرء إلى قطر فخسف بشمسها وقمرها وانتثرت نجومها قال: 
رسول الله عَله: والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك"0". 
عن أبي هريرة» قال: "حدثنا رسول الله وهو في طائفة من أصحابه قال: إن الله عز 

وجل أمر إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول له انفخ نفخة الفزع» فينفخ نفخة الفزع؛ فيفزع أهل 
السموات والأرض إلا من شاء الله فقال: أبو هريرة: يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول: 


(١)رواه‏ الترمذي في باب " ما جاء في الصور " » وفي أول تفسير سورة الزمر وذكره ابن كثير في تفسيره 
+ :3907 ء ثم قال رو لمعف مزل مسر درق وان لي سه نل 

؟) سبقق تخريجه انظر: القول الأول. 

'') تفسير الطبري:١١/557.‏ 

( ل الميسر:7"/854. 

5) التفسير الوسيط:87/9". 

5؟) تفسير الطبري:9١/05٠5.‏ 

) تفسير ابن فورك:١/775؟.‏ 

0( د الوسيط للواحدي:7"/85/9. 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(57717١):ص7979/4-:7917.‏ 


7, 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


ا 


(ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله)» فقال: أولئك الشهداءء فهم أحياء عند 
ربهم يرزقون وقاهم الله فزع ذلك اليوم» وأمنهم منه وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه. هو 
الذي يقول الله تبارك وتعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. (ِيَوْمَ 
تَرَوْتَهَا تَدهَلُ كُلّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أرْضَعت وَتَضَغْ كُلَ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النّاسَ مُكَارَى وَمَا 
هُمْ بِسْكارَى وَآكِنَّ عَدَاب اللّهِ شَدِيدٌ) [الحج : ؟]» ممكنون في البلاء إلا من شاء الله يطول ذلك 
عليهم» ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق فيقول له: انفخ نفخة الصعق» فيصعق أهل السموات 
والأرض إلا من شاء الله فإذا هم خمدوا جاء ملك الموت فقال: يا رب قد مات أهل السماء 
والأرض إلا من شئت. فيقول الله تبارك وتعالى: فمن بقي؟ وهو أعلم؛ فيقول: يا رب بقيت أنت 
الحي الذي لا يموت» وبقي حملة عرشكء وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا. فيقول الله عز وجل: 
ليمت جبريل وميكائيل. فيتكلم العرش فيقول يا رب يموت جبريل وميكائيل فيقول الله عز وجل 
له: اسكت إني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشيء فيموتان فيأتي ملك الموت إلى 
الجبار عز وجل فيقول: يا رب قد مات جبريل وميكائيل» فيقول الله عز وجل له وهو أعلم من 
بقي؟ فيقول: بقيت أنت يا رب الحي الذي لا يموت» وبقي حملة عرشكء وبقيت أنا فيقول الله عز 
وجلء ليمت حملة عرشي. فيموتونء ويأمر الله العرش فيقبل الصور من إسرافيلء ثم يأتي ملك 
الموت فيقول: يا رب قد مات حملة عرشكء فيقول الله له وهو أعلم: من بقي؟ فيقول: يا رب 
بقيت أنت الحي الذي لا يموتء وبقيت أنا. فيقول الله عز وجل: يا ملك الموت أنت خلق من 
خلقي خلقتك لما رأيت فمت ثم لا تحي فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد الصمد ليس بوالد ولا ولد 
كان آخر ما كان أولاء قال الله تبارك وتعالى: لا موت على أهل الجنة, ولا موت على أهل 
النارء ثم طوى الله السموات والأرض كطي السجل للكتب ثم دحا بهما ثم تلقفهماء ثم قال: أنا 
الجبارء ثم دحا بهما ثم تلقفهما ثم قال: أنا الجبارء ثم دحا بهماء ثم تلقفهما ثم قال: أنا الجبار. ثم 
هتف بصوته فقال: لمن الملك اليوم؟ ثم قال: لمن الملك اليوم؟ ثم قال: لمن الملك اليوم؟ ثم قال 
لنفسه لله الواحد القهار ثم بدل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها ومدها مد 
الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا"(". 

قوله تعلى (وَكُلٌ أتَؤهُ دَاخِْرِينَ) [النمل /31]ء أي " وكل المخلوقات يأتون إلى ربهم 
صاغرين مطيعين"7". 

قال مقاتل:" يعني: وكل البر والفاجر أتوه في الآخرة صاغرين"(". 

قال الواحدي:" أي: من الأحياء الذي ماتواء ثم أحيواء يأتون الله يوم القيامة 
صاغرين"7. 

قال أبو عبيدة:" أي: صاغرين خاضعين"7). 

قال الطبري:" يقول: وكل أتوه صاغرين"7". 

قال ابن كثير:" أي : صاغرين مطيعين ٠لا‏ يتخلف أحد عن أمره ؛ كما قال تعالى 0س 
َوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ 1 [الإسراء : 57] » وقال ( ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةَ مِنَ الأزض إذا 
أَنْتُمْ تَحْرّجُونَ 4 [الروم : .]١5‏ وفي حديث الصور أندفي الفقة الذلذة وكر الله الاوواج > 
لتوضع قو تكب فى الضوز »ثم ينفخ ابنزافرن 5ه ريده تديت تنبت الأجساد في قبورها وأماكنها . 
فإذا نفخ في الصور طارت الأرواح » تتوهج أرواح العؤمتين: قؤذًا #وارواح الكائرين ظلمت: 


.7911-7910/4ص:)١5774(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
التفسير الميسر:85".‎ )1( 

(؟) تفسير مقاتل بن سليمان:8/59/١".‏ 

(؛) التفسير الوسيط:5"17-97/9. 
(5) مجاز القرآن:15/7. 

(5) تفسير الطبري:59١/505.‏ 


37 


فيقول الله » عز وجل : وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى جسدها. فتجيء الأرواح إلى 
أجسادها » فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ ؛ ثم يقومون فينفضون التراب من قبورهم ٠‏ قال 
الله تعالى : ( يَوْمَ يَحْرْجُونَ مِنَ الأَحْدَاثْ سِرَاعًا كَأَنْهُمْ إلى نُصُب يُوفِضُونَ 4 [المعارج : 
0014 

عن ابن عباسء قوله: "إوكل أتوه داخرين)؛ يقول: صاغرين7"). وروي عن الحسن 
وقتادة والثوري مثل ذلك7) 

قال ابن زيد:" الداخرء الصاغر الراهب لأن المرء يفزع إذا فزع إنما همته الهرب من 
الأمر الذي فزع منه؛ فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجى"7. 

غناي هريرة رضي اللّه» عنه أنه قال: حدثنا رسول الله عله وهو في طائفة من 

أصحابه قال: ثم بدل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحهاء ومدها مد الأديم 
العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم هتف بصوته فقال: ألا من كان لي شريكا فليأت ألا من 
كان لى شرريكا فليات 1لا من كان لي شريكا فلدات» فاة إوانيه احده افر إينرل الله . عليكم ماع بين 
تحت العرش يقال له: الحيوان فقطز السداء. عليكم اواتعين توماء حت يكور العاء. وو فكم لني 
عشر ذراعاء ويأمر الله تبارك وتعالى الأجساد أن تنبت فتنبت نبات الطراثيث وكنبات البقل حتى 
إذا تكاملت أجسادكم فكانت كما كانت قال الله تبارك وتعالى: ا 0 
الله إسرافيل ؤ فيقبض الصور من العرشء ثم يقول الله ليحي جبريل وميكائيل فيجيبان» ثم يأمر الله 
تبارك وتعالى الأرواح 1 بها توفع أرواخ المسلمين 0 والاكريند كلما فيقبضها الله 
كأنها انحل قن مات ٠‏ بين السماء والأرضء فيقول الجبار: وعزتي ا لود كل روع 
إلى جسده؛ء فتدخل الأرواح على الأجساد في الأرضء ثم تدخل في الخياشيم» ثم تمشي في 
الأجساد.» تمشي السم في اللديغ» ثم تشقق الأرضء عنكم وأنا أول من تنشقء» عنه الأرض» 
فتخرجون منها شبابا كلكم على سن ثلاثين» واللسان يومئذ سرياني» وذلك يوم الخروج 
وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا تخرجون سراعا إلى ربكم تمشون مهطعين إلى الداع يقول 
الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة غلفا غرلاء ثم توقفون موقفا واحدا مقدار سبعين عاما لا 
ينظر إليكم ولا يقضي بينكم» فتبكون حتى ينقطع الدمع» فتدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ 
العو مك الود ويلجمكم العرق فيصيح من يصيح ويقولون: من يشفع لنا إلى ربناء فيقضي 
بيننا "(” 

وقرأ عبد الله بن مسعود:"«وكل أتوه داخرين»» ممدودة مضمومة التاء» على معنى: 
جاءوه"("), 

وقرأ عاصم: «وكل آتوه» مقصورة مفتوحة التاء» على معنى: فاعلوه(") 


القرآن 


.7717-71١7/5:ريثك تفسير ابن‎ )١( 

)0 0 ابن أبي حاتم(57737١):ص7357/4.‏ 

(") انظر: تفسير ابن ابي حاتم:719177/9. بدون سند 

(:) أخرجه ابن أبي حاتم(7777١):ص7375/4.‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(5775١):ص7941737-7981/4.‏ 

(1) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(7770١):ص‏ 7377/4 والسبعة في القراءات:4/81. 
(9) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(7771١):ص27377/4‏ والسبعة في القراءات:4/81. 


7“ 


(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبْهَا جَامِدَةَ وَهِي تَمْرُ مَرَّ السّحَاب صُنْعَ اللّهِ الّذِي أَثقنَ كُلَ شَيْءٍ إِنَهُ خَبِيرٌ بِمَا 
تَفْعَلُونَ (1)2 [النمل : 88] 
التفسير: 


وترى الجبال تظنها واقفة مستقرة» وهي تسير سيرًا حثيثًا كسير السحاب الذي تسيّره الرياح» 
وهذا مِن صنع الله الذي أحسن كل شيء خلقه وأتقنه. إن الله خبير بما تفعلون أيها الناس من خير 
وشرء وسيجازيهم على ذلك. 

قوله تعالى:[ِوَتَرَى الْحِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةَ وَهِيَ تَمْرُ مَنَ السّحَاب] [النمل : 88]: أي:" 
وترى الجبال تظنها واقفة مستقرة» وهي تسير سيرًا حثينًا كسير السحاب الذي تسيّره الرياح" 0 

قال ابن قتيبة:أي:" أنها تجمع وتسيّرء فهي لكثرتها كأنها جامدة واقفة في رأي العينعة 
وهى تسير سير السحابء» وكل جيش غصن الفضاء به» لكثرته» وبعد ما بين أطرافه. فقصر عنه 
البصر- فكأنه في حسبان الناظر واقف وهو يسيرء وإلى هذا المعنى ذهب الجعديّ في وصف 
5 في 
ره سل لمر كحرش هه .. وقوف لحاج والرّكاب تهملج"(". 

قال مقاتل:" يعني: تحسبها مكانهاء (وهي تمر مر السحاب) فتستو فتستوي في الأرض7). 
قال الطبري:' ' وإنما ف (وهي تمر مر السحاب]» لأنها تجمع ثم تسيرء فيحسب رائيها لكثرتها 
أنها واقفة"20. 

قال قتاذ ذف" أي تحسبها ثابتة في أصولها لا تحرك» وهي تمر مر السحاب"١‏ 

عن ابن عباسء قوله: "[وترى الجبال تحسبها جامدة)» يقول: قائمة"(". 

عن أبي هريرة أنه قال: حدثنا رسول الله كله قال: "يسير الله الجبال فتمر مر السحاب» 
ثم يجعلها سراباء وترج الأرض بأهلها رجاء فتكون الأرض كالسفينة المرنقة في البحر» أو 
كالقنديل المعلق بالعرش"(". 

قال الزمخشري:" (جامدة): من: جمد في مكانه؛ إذا لم يبرح. تجمع الجبال فتسير كما 
تسير الريح السحابء فإذا نظر إليها الناظر حسبها واقفه ثابتة في مكان واحد وهي تمر مرا 
حثيثا كما يمر السحاب"7". 


)١(‏ التفسير الميسر:854". 
(")ديوانه ص »١18‏ ولسان العرب (صرد) » وتاج العروس (صرد) والمعاني الكبير ص .51١‏ 

والأرعن: يريد به الجيش العظيم» شبهه بالجبل الضخم ذي الرعان» وهي الفضولء كرعان الجبال. 
والرعن الأنف العظيم من الجبل تراه متقدما. وقيل الأرعن: هو المضطرب لكثرته. والطود: الجبل العظيم 
والحاج: جمع حاجة؛ وتهملج: تمشى الهملجة؛ والهملجة: سير حسن في سرعة» والبيت شاهد على أن الشيء 
الضخم تراه وهو يتحركء فتحسبه ساكناء مع أنه مسرع في سيره جداء وذلك كسير الجيش» وكسير السفينة في 
البحرء يحسبها الناظر إليها وهي مجدة في سيرهاء كأنها واقفة. وذلك هو شأن الجبال عند القيامة: تراها كأنها 
جامدة» وهي تسير مسرعة كالسحاب. 
") تاويل مشكل القرآن:؟7١-7١.‏ 
5:) تفسير مقاتل بن سليمان:7174/5. 
) تفسير الطبري:3١/5:05.‏ 
*) أخرجه ابن أبي حاتم(ه577١):نص791759/4.‏ 
( 
( 


زع 


.7571/4ص:)١5775(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠ 


للح سبح سبح سليييحً ‏ ا سيبح لب 


6) أخرجه ابن أبي حاتم(777١):ص73177/4.‏ 


كلا 


قوله تعالى:(صُدْع اله الذي أَنْقَنَ كُلّ شَيْءٍ) [النمل : 88]: أي:" وهذا مِن صنع الله الذي 
أحسن كل شيء خلقه وأتقنه"(". 

قال الثعلبي:" (صنع 4 نصب على المصدرء وقيل: على الإغراءء أي: اعلموا 
وأبصروا الذي أحكم كل شيء"7) 

قال الزمخشري:" (صنع اش من المصادر المؤكدة؛ كقوله: [ِوَعْدَ الله). و(صبغة اللهاء 
إلا أن مؤكدة محذوفء وهو الناصب ل«يوم ينفخ»» والمعنى: ويوم ينفخ في الصور وكان كيت 
وكيت أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمينء ثم قال: (صنع الله)» يريد به: الإثابة والمعاقبة: 
وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي انتنها" وأتى بها على الحكمة والصواب» حيث قال: 
(صنع الله الذي أتقن 00 شيء]» يعنى: أن مقابلته الحسنة بالثواب والسيئة بالعقاب: من جملة 
إحكامه للأشياء وإتقانه لهاء وإجرائه لها على قضايا الحكمة أنه عالم بما يفعل العباد وبما 
يستوجبون عليه» فيكافئهم على حسب ذلكء. لخص ذلك بقوله من جاء بالحسنة إلى آخر الآيتين» 
فانظر إلى بلاغة هذا الكلام؛ وحسن نظمه وترتيبه» ومكانة إضماده» ورصانة تفسيره» وأخذ 
بعضه د بعضء» كأنما أفرغ إفراغا واحدا ولأمر ما أعجز القوى وأخرس 
الشقاشق!؟)»ونحو هذا المصدر إذا جاء عقيب كلام» جاء كالشاهد بصحته والمنادى على سداده. 
وأنه ما كان ينبغي أن يكون إلا كما قد كان» ألا ترى إلى قوله: (صنع الله)» و(صبغة الله)ء 
وإوعد الله)» وإ(فطرت الله): بعد ما وسمها بإضافتها إليه بسمة التعظيم» كيف تلاها بقوله: (الذي 
أتقن كل شيء)»؛ وإمن أحسن من الله ضيف : (لا يخلف الله الميعاد) إلا تبديل لخلق الله7"1”) 

قال الطبري: "(أتقن كل شيء): أوثق خلقه"7". 

عن ابن عباسء "(أتقن كل شيء)» يقول: احك كل كو ابوروي نالصي عفدا 

الخراساني والثوري مثل ذلك!*) 
وقال ابن عباس:" أحسن كل شيء خلقه وأوثقه"0"). 
وروي عن قتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلمء أنهم قالوا: "أحسن كل 


عن مجاهد» قوله: "(أتقن كل شيء]» قال: خاي كل شيء"17). 
وفي رواية عن مجاهد: قال: "أترص كل شيء"7""). 
وقال مجاهد:" أبرم كل شي 01 


)١‏ الكشاف:710//9. 

؟) التفسير الميسر:84*. 

") الكشف والبيان:9/1؟9-.7. 

:)في الصحاح «شقشق الفحل شقشقة» : هدر. وإذا قالوا للخطيب: ذو شقشقة» فإنما يشبه بالفحل. 
ه(/ الكشاف ااا ام 

5؟) تفسير الطبري:9١/5:05.‏ 

) أخرجه ابن أبي حاتم(/7737١):ص‏ 755/9. 
6) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 717177/5. بدون سند. 
) أخرجه ابن أبي حاتم(57141١):ص754174/4.‏ 
)٠‏ تفسير ابن ابي حاتم:7175/9. بدون سند. 
01 أيه ابن أبي حاتم(57١)نص754/4.‏ 
) أخرجه ابن أبي حاتم(7779١):ص‏ 7578/4. 
)١‏ أخرجه ابن أبي حاتم( 775١):ص‏ 4/4 795. 


١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 


7 


وقال الحسن:" هدى كل شيء لمنفعته"(". 

قال الواحدي:" معنى: «الإتقان» -في اللغقّ: الإحكام للأشياء ,/ 

قوله تعالى:(ِإِنَهُ خَبِيرٌ بمَا تَفعلون) [النمل : 868]» 0 إل كير نما تلوت أنها النائن 
من خير وشرء وسيجازيهم على ذلك"7). 

قال الواحدي: "هنفد | عذزك ون السضنية والقفره زيما مقف الدا نه الستاك 
ومن قرأ بالتاء» فهو خطاب للكافة"(). 


القرآن 
لمَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلَهُ خَيْرْ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فرع يَوْمَئِذ آَمِنُونَ (59)) [النمل : 84] 
الكفستقد:” 
من جاء بتوحيد الله والإيمان به وعبادته وحدهء والأعمال الصالحة يوم القيامة» فله عند الله من 
الأجر العظيم ما هو خير منها وأفضلء وهو الجنة» وهم يوم الفزع الأكبر آمنون 
قوله تعالى:إِمَنْ جَاءَ بِالْحَسَئَةِ قَلَهُ خَيْر مِنْهَا) [الدمل :3:15 ]مد أي:* من حاءا مويله الله 
والإيمان به وعبادته وحده؛ والأعمال الصالحة يوم القيامة» فله عند الله من الأجر العظيم ما هو 
خير منها وأفضلء وهو الجنة"(©. 
قال الطبري: يقول:" (من جاء) الله بتوحيده والإيمان به وقول لا إله إلا الله موقنا به 
قلبه (فله) من هذه الحسنة عند الله [خير) يوم القيامة؛ وذلك الخير أن يثيبه الله 00 الجنة"(). 
قولية أو فعلية أو قلبية فل حير مهال هذا أقل التفضيل" 0 
قال مقاتل:" يعني: بلا إله إلا الله» (فله خير منها]» فيها تقديم» يقول: له منها خير"7") 
قال الواحدي:يعني:" بكلمة الإخلاص شهادة أن لا إله إلا الله» والمعنى: من وافى يوم 
القيامة بالإيمان» له من تلك الحسنة خير يوم القيامة» وهو الثواب والنجاة من العذاب"7. 
عن أبي ذر قال: قلت: "يا رسول اللهء لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: هى من أحسن 
الحسنات"(” , 
0 قوله: "(من جاء بالحسنة)» قال: لا إله إلا الله"7'"). وروي عن ابن عباس 
وأبي هريرة وعلي بن الحسين وسعيد بن جبير والحسن وعطاء ومجاهد وأبي صالح وممد بن 
كعب والنخعي والضحاك والزهري وعكرمة وزيد بن أسلم وقتادة نحو ذلك7"". 


0 أخرجه ابن أبي حاتم(؟5515١)‏ نص 5/4 79317. 
( التفسير الوسيط: 1 

( التفسير الميسر:85". 

( التفسير الوسيط: 1 

5) التفسير الميسر:85"؟. 

؟) تفسير 

5 السعدي اك 

) تفسير مقاتل بن سليمان:1//5". 

4) التفسير الوسيط: 7/1//4. 

٠)أخرجه‏ ابن أبي حاتم(5757١):ص‏ 7175/4 . 

١)أخرجه‏ ابن أبي حاتم(؛ 575١):ص‏ 5175/4 . 

5) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 5375/4. بدون سندء وانظر: تفسير الطبري:5١/203‏ وما بعدها. 


700 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


عن زرعة ابن إبراهيم؛ قوله:"(من جاء بالحسنة فله خير منها» لا إله إلا الله خيرء ليس 

شيء خيرا من لا إله إلا الله"7'). وروي عن عكرمة نحو ذلك7") 
عن ابن زيدء قوله: "(من جاء بالحسنة فله خير منها/ء قال: أعطهه الله بالواحدة عشراء 

فهذا خير منها"(". 

عن ابن عباسء قوله: "إفله خير منها!» قال: خير ثواب"7). 

قال الزمخشري:" إفله خير منها)» يريد الإضعاف وأن العمل يتقضى والثواب يدوم؛ 
و سيد السيد. وقيل: فله خير منهاء أى: له خير حاصل من جهتها وهو 
الجنة"(* 

قال البيضاوي: (فله خير منها) " إذ 3 ثبت له الشريف بالخسيس والباقي بالفاني وسبعمائة 
بواحدة» وقيل خير منها أي خير حاصل من جهتها وهو الجنة"7. 
قوله تعالى:(ِوَهُمْ مِنْ فَرَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ) [النمل : 54]» أي:" وهم يوم الفزع الأكبر 


قال الطبري: أي:" ويؤمنه (من فزع) الصيحة الكبرى وهي النفخ في الصور"7*) 
قال السعدي: " أي: من الامر الذي فزع الخلق لأجله أمنون وإن كانوا يفزعون 
1 
عن أبي هريرة» قال: 
وقاهم الله فزع ذلك وآمنهم منه"("". 
وقال الكلبي: "إذا أطبقت النار على أهلهاء فزعوا فزعة لم يفزعوا مثلهاء وأهل الجنة 
آمنون من كلك اقرع ل 
قلت: الفزع الأول ع لا يخلو منه أحد عند الإحساس بشدة تقع وهول يفجأء من 
رعب وهيبة» وإن كان المحسن يأمن لحاق الضرر به؛ كما يدخل الرجل على الملك بصدر 
هياب وقلب وجاب وإن كانت ساعة إعزاز وتكرمة وإحسان وتولية. 
وأما الثاني: فالخوف من العذاب"(" "). 
وقرئ:«من فزع يومئذ»» بتنوين «فزع»7''"؛ ويحتمل معنيين7؛ ): 


معهم 





له يله قال: الشهداء هم أحياءء عند ربهم يرزقون» 


١)أخرجه‏ ابن أبي حاتم(57517١):ص‏ 7176/4 . 

؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 71125/5. بدون سند. 
")أخرجه الطبري:5١/5:03‏ . 

#)أخرجه ابن أبي حاتم(5755١):ص‏ 7175/4 . 

ه/ الكشاف ا 

؟) تفسير البيضاوي:159/4١.‏ 

1) التفسير الميسر:86". 

) تفسير الطبري:3١/017١5.‏ 

ا اعد ف ازا 


/ 


٠)أخرجه‏ ابن أبي حاتم(5754١):ص‏ 4/ره757 . 
)١‏ التفسير الوسيط للواحدي:؟/7/81؟. 

)١‏ الكشاف:8//9. 
؟١)‏ انظر: تفسير الطبري:3١/١51.‏ 
)١ 5‏ انظر: الكشاف:؟/788. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


2,724 


أحدهما: من فزع واحد وهو خوف العقابء وأما ما يلحق الإنسان من التهيب والرعب لما يرى 
من الأهوال والعظائم» فلا يخلون منه. لأن البشرية تقتضي ذلك؛ وفي الأخبار والآثار ما يدل 
عليه. 

والثاني: ومن فزع شديد مفرط الشدة لا يكتنهه الوصف: وهو خوف النار. 


القرآن 1 : 

(وَمَن جَاءَ بالسّيّتة فكُبّث وَجُوَهِهُمْ في النارٍ هل تَجْرَوْنَ إلا مَا كُنَثُمْ تَعْمَلُونَ (10)) [النمل : 
١‏ 

التقسيية 


ومن جاء بالشرك والأعمال السيئة المنكرة» فجزاؤهم أن يكبّهم الله على وجوههم في النار يوم 
القيامة» ويقال لهم توبيخًا: هل تجزون إلا ما كنتم تعملون في الدنيا؟ 

قوله تعالى:[ِوَمَنْ جَاءَ بالمنيّتّة فَكُبَثْ وجو هُهُمْ فِي النَّار) [النمل 1 316]» أي:" ومن جاء 
بالشرك والأعمال السيئة المنكرة» فجزاؤهم أن يكبّهم الله على وجوههم في النار يوم القيامة"0". 
القيامة"(0), 

قال الطبري: يقول: ومن جاء بالشرك به يوم يلقاه» وجحود وحدانيته إفكبت وجوههم) 
4 كت ”7 
في نار جهنم"7". ْ ش 

قال ابن كثير:" أي : مَنْ لقي الله مسيئًا لا حسنة له » أو : قد رجحت سيئاته على 
حسناته » كل بحسبه"(00), 

قال الزمخشري:" يعبر عن الجملة بالوجه والرأس والرقبة, فكأنه قيل: فكبوا في النار» 
كقوله تعالي :(فكبكبوا فيها)» ويجوز أن يكون ذكر الوجوه إيذانا بأنهم يكبون على وجوههم فيها 
منكوسين" 0 

عن أبي هريرة» قوله: "(ومن جاء بالسيئة)» قال: الشرك"20. 

عن ابن عباسء قوله: "(ومن جاء بالسيئة)» قال: بالشرك"7). وروي عن عبد الله بن 
مسعود وأنس بن مالك وأبي وائل وعطاء والحسن وسعيد بن جبير وعكرمة والنخعي وأبي 
صالح والزهري وزيد بن أسلم وتمد بن كعب القرظي والسدي وقتادة والضحاك مثله(". 

قال السعدي: " (ِوَمَنْ جَاءَ بِالسَيْنَةةِ اسم جنس يشمل كل سيئة [ِفَكُبَتْ وْجُوَهُهُمْ في التّار) 
0 م 3 1 
أي: الغو في لدان على وجوههم ) . 

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله م 

يا منان» فيقول الله تبارك وتعالى: يا جبريل اذهب فأتني بعبدي هذاء فيذهب فيجد أهل النار 
منكبين على وجوههم يبكونء فيرجع إلى ربه فيخبره؛ فيقول: اذهب فأتني بعبديء فيقول: هو في 
موضع كذا وكذاء فيذهب فيجيء به فيوقف بين يدي الله تعالى» فيقول: عبدي كيف ومكانك» 


#: "إن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة: يا حنان 





)١‏ التفسير الميسر:86". 

؟) تفسير الطبري:9١/5017.‏ 
سين ابن كفي 119/4 

الكشاف:5///8. 


( 
ةة 
ل 
( 
) أخرجه ابن ابي حاتم(17534١):ص4/ه7417.‏ 
( 
( 
( 


5 
هه 
5) أخرجه ابن ابي حاتم( 576١):ص4/ه7517.‏ 

") انظر: تفسير ابن ابي حاتم:51725/9. بدون سند. 
تبون الس أ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


وكيف وجدت مقيلك؟ فيقول: يا رب شر مقيل وشر مكان. فيقول ردوا عبدي. فيقول: يا رب ما 
كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني إليهاء فيقول: دعوا عبدي"(". 

وروي عن صفوان بن عسال المراديء قال: قال رسول اللهء : " إذا كان يوم القيامة 
جاء الإيمان والشرك يجتمعان بين يدي الرب؛ عز وجلء فيقول الله للإيمان: انطلق أنت وأهلك 
إلى الجنة:-ويقول للشرزك: انطلق :أنت و أهلك إلى النان “قال ل "لزنن جاء 
بالحسنة قله .خير منها]. يعني: قوله: لا إله إلا الله» (ومن جاء بالسيئة) ب يعنى: الشرك» إفكبت 
وجوههم في النار]"7") 

قال السمعاني:" فإن أكثر المفسرين على أن المراد من «الحسنة»: الإيمان»ء ومن 
«السيئة»: الشرك"(). 

قوله تعالى:(هَلْ تُجْرَوْنَ إِلّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ1 [النمل : »]1١‏ أي:" ويقال لهم توبيخًا: هل 
تجزون إلا ما كنتم تعملون في الدنيا؟"9). 

قال الطبري:" يقال لهم: هل دزو أيها المشركون إلا ما كنتم تعملون» إذ كبكم الله 
لوجوهكم في النار» وإلا جزاء ما كنتم تعملون في الدنيا بما يسخط ربكم؛ وترك "يقال لهم"اكتفاء 
بدلالة الكلام عليه"20. 

قال الزمخشري:" (هل تجزون]» يجوز فيه الالتفات وحكاية ما يقال لهم عند الكب 
بإضمار القول"(). 
فوائد الآيات:[/1/-١1]:‏ 
-١‏ تقرير عقيد البعث والجزاء بذكر أحداثها مفصلة. 
-١‏ بيان كيفية خراب العوالم وفناء الأكوان. 
"- فضل الشهداء حيث لا يحزنهم الفزع الأكبر وهم آمنون. 
5- تقرير مبدأ الجزاء وهو الحسنة والسيئة» حسنة التوحيد وسيئة الشرك. 


القرآن 
(إنمَا أُمِزْتُ أَنْ أَعَبّدَ رَبَ هَذِهِ الْبَلْدةِ الّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كل شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أكون مِنَ الْمُسَلِمِينَ 
(41) وَأَنْ أَنْلْوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِه وَمَنْ ضَّلّ فَقُل إِنَمَا آنا منَ الْمُنَذِرِينَ 
(4)49 [النمل : ]317-51١‏ 

التفسير: 

قل -أيها الرسول- للناس: إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة» وهي «مكة» » الذي حَرّمها على 
خلقه أن يسفكوا فيها دما حرامّاء أو يظلموا فيها أحداء أو يصيدوا صيدهاء أو يقطعوا شجرهاء 
وله سبحانه كل شيء» وأمنورك أن أعبده وحده دون من سواه وعدت أن أكون من المنقادين 
لأمره. المبادرين لطاعته» وأن أتلو القرآن على الناسء» فمن اهتدى بما فيه واتبع ما جئت به. 
فإنما خير ذلك وجزاؤه لنفسه» ومن ضلّ عن الحق فقل -أيها الرسول-: إنما أنا نذير لكم من 
عذاب الله وعقابه إن لم تؤمنواء فأنا واحد من الرسل الذين أنذروا قومهم؛ وليس بيدي من الهداية 
شيء. 


.79175-797ه/4ص:)١7751١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 

؟) أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط(4؛ 19):ص”80/7". قال السمعامي:9/5١١:"‏ الخبر غريب". 
'؟) تفسير السمعاني:9/54١١.‏ 

5) التفسير الميسر:85”. 

) تفسير الطبري:9١/١١51.‏ 

5) الكشاف:7"88/9. 


أت 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


/١ 


قوله تعالى:[إنَمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبْدَ رَبّ هَذِهِ الْبَلَّةِ الذي حَرَّمَهَا) [النمل : :]1١‏ أي:" قل - 
أيها الرسول- للناس: إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة» وهي «مكة» ؛ الذي حَرّمها على خلقه 
أن يسدكو| فيها فعا حر اما أو وكللدوا فيهًا أهذا: أن مصددو | تصيد فاه أن ينطو شمر 01 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه مد #5: يا مد قل (إنما أمرت أن أعبد رب هذه 
البلدة) وهي مكة (الذي حرمها) على خلقه أن يسفكوا فيها دما حراماء أو يظلموا فيها أحداء أو 
يصاد صيدهاء أو يختلى خلاها دون الأوثان التي تعبدونها أيها المشركون. 

وإنما قال جل ثناؤه: إرب هذه البلدة الذي حرمها) فخصها بالذكر دون سائر البلدان» 
وهو رب البلاد كلهاء لأنه أراد تعريف المشركين من قوم رسول الله بل الذين هم أهل مكة. 
بذلك نعمته عليهم» وإحسانه إليهم» وأن الذي ينبغي لهم أن يعبدوه هو الذي حرم بلدهم» فمنع 
الناس منهم» وهم في سائر البلاد يأكل بعضهم بعضاء ويقتل بعضهم بعضاء لا من لم تجر له 
عليهم تعمة ولا يقدر لهم على نفع ولا ضر" ... .. . ظ 

قال الزنمخشري:" أمر رسوله بأن يقول أمرت أن أخص الله وحده بالعبادة» ولا اتخذ له 
شريكا كما فعلت قريش.. والبلدة: مكة حرسها الله تعالى: اختصها من بين سائر البلاد بإضافة 
اسمه إليهاء لأنها أحب بلاده إليه» وأكرمها عليه» وأعظمها عنده. وهكذا قال النبي صلى الله 
عليه وسلم حين خرج في مهاجره. فلما بلغ الحزورة7 استقبلها بوجهه الكريم فقال: «إنى أعلم 
أنك أحب بلاد الله إلى الله. ولولا أن أهلك أخرجونى ما خرجت»7') وأشار إليها إشارة تعظيم لها 
لها وتقريبء. دالا على أنها موطن نبيه ومهبط وحيه. ووصف ذاته بالتحريم الذي هو خاص 
وصفهاء فأجزل بذلك قسمها في الشرف والعلو» ووصفها بأنها محرمة لا ينتهك حرمتها إلا ظالم 
مضاد لربه ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم لا يختلى خلاهاء ولا يعضد شجرهاء 
ولا ينفر صيدها. واللاجئ إليها آمن. وجعل دخول كل شيء تحت ربوبيته وملكوته كالتابع 
لدخولها تحتهما. وفي ذلك إشارة إلى أن ملكا ملك مثل هذه البلدة عظيم الشأن قد ملكها وملك 


)١(‏ التفسير الميسر:85"؟. 
)١(‏ تفسير الطبري:5١/١51-١5011.‏ 
(")هي تل صغير كما في الصحاح. 
قال عبد الرزاق: "الحزورة: عند باب الحناطين".[جامع المسانيد والسنن:5/هه"] 
(4:)من حديث عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهرى فى المسند(1١41/1١17/5)1.‏ 
عن أبى هريرة. قال: وقف النبى - صلى الله عليه وسلم - على الحزورة: فقال: «علمت أنك خير أرض اللهء 
وأحب الأرض إلى الله» ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت». 
وأخرجه البيهقي في "لدلائل" 0518/7» وأخرجه أبو يعلى (21554) » والطحاوي في 'شرح مشكل الآثار" 
(155") و (52945) و (47945) » وفي 'شرح المعاني" 7717/7 “/778 من طريق محمد ابن عمرو بن 
علقمة» عن أبي سلمة بن عبد الرحمن» عن أبي هريرة مرفوعاء وعندهم زيادة: لفظها عند أبي يعلى: 'وإنها 
لم تحل لأحد كان قبلي» وإنما أحلت لي ساعة من نهارء ثم هي من ساعتي هذه حرامء لا يعضد شجرهاء ولا 
يحتش خلاهاء ولا يلتقط إلا لمنشد". 
وقال أبو زرعة وأبو حاتم في "العلل" :770١/١‏ هذا خطأء وهم فيه محمد ابن عمروء ورواه الزهريء عن أبي 
سلمة» عن عبد الله بن عدي بن الحمراءء عن النبي صلى الله عليه وسلم» وهو الصحيح. 

وبنحو الزيادة في رواية محمد بن عمرو بإسناد صحيح من مسند أبي هريرة برقم (727545). 


ا 


ليها عل شي الهم ازا نامي نبكناهاء وامنا يها ادر كل لذ شر اول لتنا من بجوا بيتك 
إلا إلى دار"! 

قال ابن كثير:" إضافة الربوبية إلى البلدة على سبيل التشريف لها والاعتناء بها » كما 
قال : ( فَليَعْبْدُوا رَبَ هَذَا البَتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوع وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفِ ) [قريش ا 
0 : ( الذي حزعها ) أي ب ع ل ثبت 
ور حل السترات و رسن شير جرم مسرية اله الى بوم لدم بلا يعلد موحد را يل 
صيده .وا انقلا اناه [0ا لحن ,يعرقها © أولا ايختلى خلاها" "الحدية لتعفية, وقد ثبت في 
الصحاح والحسان والمسانيد من طرق جماعة تفيد القطع(" '. كما هو مبين في موضعه من كتاب 
الأحكام » ولله الحمد"(". 

عن ابن عباسء "[أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها)» يعني: مكة"7). وروي عن 
قتادة مثله), 

وقال أبو العالية:" إنها منى"(0), 

قوله تعالى:إوَلّهُ كُلُ شيئْءٍ) [النمل : »]4١‏ أي:" وله سبحانه كل شيء"(". 

قال الطبري:" يقول: ولرب هذه البلدة الأشياء كلها ملكا. فإياه أمرت أن أعبدء لا من لا 
تلك عي 1 

قال ابن كثير:" قوله : ( وَلَهُ كل شَيْءٍ ) : من باب عطف العام على الخاص » أي هو 
رب هذه البلدة » ورب كل شيء ومليكه"(20, 

عن عبد الله بن عباسء قال: "قال جبريل عليه السلام: يا ثجد لله الخلق كله السموات 
كلهن ومن فيهن» والأرضون كلهن ومن فيهن» وما يتين هما يعلم مها لازيعلم'” 0 

قوله تعالى:وَأْمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [النمل : »]1١‏ أي: " وأمرت أن كو من 
المنقادين لأمره. المبادرين لطاعته"07"). 

قال الطبري:" يقول: وأمرني ربي أن أسلم وجهي له حنيفاء فأكون من المسلمين الذين 
دانوا بدين خليله إبراهيم وجدكم أيها المشركونء لا من خالف دين جده المحق» ودان دين إبليس 


عدو الله"077, 


قال ابن كثير:" أي : الموحدين المخلصين المنقادين لأمره المطيعين له"(") 





)١(‏ الكشاف:788/79. 

(١)صحيح‏ البخاري برقم )١875(‏ وصحيح مسلم برقم )١١5”(‏ وسنن أبي داود برقم )2١١4(‏ و 
الترمذي برقم )١53٠0(‏ وسنن النسائي )3١7/5(‏ والمسند .)559/١(‏ 

(") تفسير ابن كثير:718-511/7. 

:) أخرجه ابن ابي حاتم(؟5755١):ص73197/4.‏ 

5) انظر: تفسير الطبري:3١/١١5.‏ 

؟) أخرجه ابن ابي حاتم(5757١):ص73197/4.‏ 

") التفسير الميسر:86". 

) تفسير الطبري:9١/511.‏ 

) تفسير ابن كثير:8/5١7.‏ 

يم ابن ابي حاتم(5754١):نص‏ 7915/9. 
١‏ ) التفسير الميسر:86/". 

.51١/١59:يربطلا تفسير‎ )١١ 


84 


) 
) 
) 
) 
8) 
) 
) 
) 
) 


م 


قال الزمخشري:أي:" وأن أكون من الحنفاء الثابتين على ملة الإسلام"!") 
عن ابن عباسء قوله: "[المسلمين)؛ يقول: موحدين"0". ْ 00 ْ 

قوله تعالى:(ِوَأَنْ أَنْلْوَ الْقُرْآنَ1 [النمل : 37]. أي:" وأمرت أن أتلو القرآن على 
الناس"(4). 

قال القرطبي:" أي وأمرت أن أتلو القرآن» أي: أقرأه"0. 

قال الواحدي:" (وأن أتلو القرءان) عليكم يا أهل مكة» يريد تلاوة الدعوة إلى 
الإيمان" 0 

قال ابن كثير:" أي : على الناس أبلغهم إياه » كقوله. : ( ذَلِكَ لثلوة ع عَلِيِكَ مِنَ الآيَاتِ 
وَالذّكْرٍ الْحكيم ! [آل عمران : 58] » وكقوله لو عَلَيِكَ مِنْ نَبَا افوس ين باحق لِقَوم 
يُؤْمُنُونَ 1 [القصص : ؟] أي : أنا مبلغ ومنذر"7). 

قال السعدي: " (و) أمرت أيضا (أن َو ] عليكم (الْقْرْآنُ1 لتهتدوا به وتقتدوا وتعلموا 
ألفاظه ومعانيه فهذا الذي علي وقد أديته"(0) 

5 الزمخشري"" (وأن أتلوا القرآن)» من: التلاوة أو التلوء كقوله: (واتبع ما يوحى 
إليك)"( 

قوله تعالى:(ِفَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَّدِي لتفي] [النمل : 17]» أي:" فمن اهتدى بما فيه 
واتبع ما جنت به فإنما خير ذلك وجزاؤه لنفسه'7”" 

قال الطبري: " يقول: لشن معدي و امو اسن وها سلف تدس شلك طاريق ارقا فإنما 
يسلك سبيل الصواب باتباعه إياي» وإيمانه بي» وبما جئت به لنفسه. لأنه بإيمانه بي» وبما جئت 
به يأمن نقمته في الدنيا وعذابه في الآخر ار 

قال الزمخشري:" (فمن اهتدى) باتباعه إياى فيما أنا بصدده من توحيد الله ونفى الأنداد 
عنه» والدخول في الملة الحنيفية» واتباع ما أنزل على من الوحىء فمنفعة اهتدائه راجعة إليه لا 
لت 11 3 
ا قال الواحدي:أي:" له ثواب اهتدائه 

قوله تعالى:[ِوَمَنْ ضَل فَكُلْ إِنَمَا أتا مِنَ الْمُنْذِرِينَ1 [النمل : 17]» أي:" ومن ضلّ عن 
الحق فقل -أيها الرسول-.: إنما أنا نذير لكم من عذاب الله وعقابه إن لم تؤمنواء فأنا واحد من 
الرسل الذين أنذروا قومهم» وليس بيدي من الهداية شيء"("). 


"م 


)١(‏ تفسير ابن كثير:718/5. 


3 

2( الكشاف ا 

2( أخرجه ابن ابي حاتم( )١552‏ نص 7375/9 
(؟) التفسير الميسر:85"؟. 

(5) ته تفسير القرطبي سا ل 

)0( التفسير الوسط اا 

(17) ته تفسير ابن كثير كرا 
د السعدي:١١5.‏ 

(1) الكشاف:88/9/". 

)٠١(‏ التفسير الميسر:86". 
)١١(‏ تفسير الطبري:9١/١51.‏ 
7 ) الكشاف 1 

)١(‏ التفسير الوسط:؟/78/8. 


:م 


قال الواحدي أي ومن ضل عن الإيمان بالقرآن» وأخطأ طريق الهدى, 0 إنما أنا 
من المنذرين!: من المخوفين» فليس علي إلا البلاغ؛» وكان هذا قبل أن يؤمر بالقتال"7. 

قال الزمخشري:" (ومن ضل) ولم يتبعني فلا علىء وما أنا إلا رسول منذرء وما على 
الرسول إلا البلاغ"0". 

قال الطبري:" يقول: ومن جار عن قصد السبيل بتكذيبه بي وبما جئت به من عند الله 
فقل يا مهد لمن ضل عن قصد السبيل» وكذبك» ولم يصدق بما جئت به من عندي: إنما أنا ممن 
ينذر قومه عذاب الله وسخطه على معصيتهم إياه» وقد أنذرتكم ذلك معشر كفار قريشء فإن قبلتم 
وانتهيتم عما يكرهه الله منكم من الشرك به. تحتاوط النيته عبيون وإن رددتم وكذبتم فعلى 
أنفسكم جنيتم» وقد بلغتكم ما أمرت بإبلاغه إياكم»؛ ونصحت لكم"7. 

قال ابن كثير:" أي : لي سوية الرسل الذين أنذروا قومهم » وقاموا بما عليهم من أداء 
الرسالة إليهم » وخَلّصُوا من عهدتهم » وحساب أممهم على الله » كقوله تعالى : ( فَإِنمَا عَلَيِْكَ 
لد وعد المطاق لض ّ ]| » وقال : ( إِنّمَا أنت نَذِيرٌ وَانَهُ عَلَى كُلِّ شيءٍ وَكِيلْ ) 
[هود : .0("]1١‏ 

قال السعدي: " وليس بيدي من الهداية شيء 9 

قال يحيى:" أي: ولا أستطيع أن أكرههم عليه"7") 

قال القرطبي:" نسختها آيه ف 

عن مقاتل بن حيان؛ قوله:"[ومن ضل)» يقول: أخطأ"7") 

عن ابن عباسء قوله: "«منذر»» هو النبي 0("245". 

ورويء عن علي بن أبي طالب وسعيد بن جبير ومجاهد وأبي صالح وعكرمة وأبي 
الضحى وأبي جعفر مد بن علي بن الحسين والسدي والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم 
"أن المنذر النبي "77" 


القرآن 

(وَهَلٍ الْحَمَد بِنَهِ سَيْرِيكُمْ آيَاتِه فَتعْرِفُونَهَا وَمَا رَبّكَ بِغَافِلٍ عَم تَعْمَلُونَ (1) [النمل :] 
التفسير» 

وقل -أيها الرسول-: الثناء الجميل لله سيريكم آياته في أنفسكم وفي السماء والأرضء» فتعرفونها 
معرفة تدلكم على الحقء وتبيّن لكم الباطل» وما ربك بغافل عما تعملون» وسيجازيكم على ذلك. 
سبب النزول: 


)١‏ التفسير الميسر:85"؟. 

؟) التفسير الوسط:288/9". 
") الكشاف:919/9-.8"9. 
) تفسير الطبري:5١/511.‏ 
5) تفسير ابن كثير:4/5/١7.‏ 
( 
( 
( 
( 


5) تفسير السعدي:١1١1.‏ 


تفسير القرطبي:1١/757.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(57557١):نص73175/9.‏ 
1١‏ أخرجه ابن ابي حاتم )١15151/(‏ نص 791117/4. 


تفسير ابن ابي حاتم 7 بدون سند. 


( 
) ةة 


قال مقاتل:" وذلك أن النبي- #- أخبرهم بالعذاب أنه نازل بهم فكذبوه؛ فنزلت: (سيريكم 
آياته)» يعني : القتل ببدر إذا نزل بكم فلا تستعجلون ا 

قوله تعالى:إِوَقُلِ الْحَمْدُ بِلَهِ سَيْرِيكُمْ آيَاتِه تَعْرقُوتَهَا/ [النمل : ”4]: أي:" وقل -أيها 
الرسول-: الثناء الجميل لله سيريكم آياته في أنفسكم وفي السماء والأرضء» فتعرفونها معرفة 
تدلكم على الحقء وتبيّن لكم الباطل"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه بد #ه: (قل) يا ميد لهؤلاء القائلين لك من مشركي 
قومك: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) : (الحمد لله على نعمته علينا بتوفيقه إيانا للحق الذي 
أنتم عنه عمون؛ سيريكم ربكم آيات عذابه وسخطه. فتعرفون بها حقيقة نصحي كان لكمء ويتبين 
صدق ما دعوتكم إليه من الرشاد"(". 

قال القرطبي:"( وقل الحمد لله]» أي: على نعمه وعلى ما هداناء (سيريكم آياته)؛ أي في 
أنفسكم وفي غيركم كما قال: (سَئْرِيهمْ آَيَاتِنَا في الآقاق وَفي أَنْفْسِهِم) [فصلت : ”0]» 
(فتعرفونها)» أي: دلائل قدرته ووحدانيته في أنفسكم وفي السماوات وفي الأرضء نظيره قوله 
تعالى: (وَفِي الأزض آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ(١٠3)‏ وَفِي أَنْفسِكُمْ أقلا نُنْصِرُونَ) [الذاريات : ]5١-٠١‏ "(4), 


قال ابن كثير:" أي : لله الحمد الذي لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه » والإعذار 

؛ ولهذا قال : ( سَيْرِيكُمْ آيَاتهِ فتَعْرقُونَهَا 4 كما قال تعالى : ( سَنْرِيهمْ آيَاتِنَا فِي الآقَاق وَفِي 
ال »6 "0 

قال السمعاني:" (وقل الحمد ادا دود حطاي للدي وبطائر. المؤمنين» (سيريكم آياته) أي: 
دلالاته» إفتعرفونها)» أي: تعرفون الدلالات"(0), 

قال الزجاج:" أي: سيريكم الله آياته في جميع ما خلق» وفي ي أأنفسكم"(") 

قال السعدي: " (وَقُلِ الْحَمْدُ ِنّو) الذي له الحمد في الأولى والآخرة رمق عدي انكلق: 
خصوصا أهل الاختصاص والصفوة من عباده» فإن الذي ب ينبغي أن يقع منهم من الحمد والثناء 
على ربهم أعظم مما يقع من غيرهم لرفعة درجاتهم وكمال قربهم منه وكثرة خيراته عليهم؛ 
(سَيْرِيكُمْ آياته فَتَعْرِفُونَهَا1 معرفة تدلكم على الحق والباطلء فلا بد أن يريكم من آياته ما 
تستنيرون به في الظلمات. ليَهلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيَنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيّ عَنْ بَيَكق)"07. 

عن مجاهدء قوله: "(سيريكم آياته فتعرفونها/ ة في أنفسكم» وفي السماء وفي الأرض وفي 
الرزق"0". 

وقال مقاتل:" يعني: العذاب في الدنيا (فتعرفونها) أنها حق" 


.7”١9/؟:ناميلس تفسير مقاتل بن‎ )١ 
؟) التفسير الميسر:85"؟.‎ 

) تفسير الطبري:39١/517.‏ 

) تفسير القرطبي:7١/757.‏ 

©) تفسير ابن كثير:4/5١7191-71.‏ 
") تفسير السمعاني:9/5١١.‏ 

) معاني القرآن:30/54١.‏ 

/) تفسير السعدي:١١1.‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(5754١):ص731717/3.‏ 
)٠‏ تفسير مقاتل بن سليمان:؟/9١7.‏ 


كم 


قال الزمخشري:" أمره أن يحمد الله على ما خوله من نعمة النبوة التي لا توازيها نعمة. 
وأن يهدد أعداءه بما سيريهم الله من آياته التي تلجئهم إلى المعرفة» والإقرار بأنها آيات الله. 
وذلك حين لا تنفعهم المعرفة-يعنى: في الآخرة-. 
وعن الحسن وعن الكلبي: الدخان» وانشقاق القمر. وعالكك توقار كنات الله في الدنيا. 
وقيل: هو كقوله: (ِسَنْرِيهِمْ آيَاتنَا في الآقاقٍ وَفِي أَنْفْسِهم) [فصلت : *5] الآية"("). 
قوله تعالى:إِوَمَا رَبْكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ1 [النمل : *4]» أي:" وما ريك بغافل عما 
تعملون» وسيجازيكم على ذلك"0". 
قال الطبري: يقول:" وما ربك يا مد بغافل عما يعمل هؤلاء المشركونء ولكن لهم أجل 
هم بالغوه» فإذا بلغوه فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. يقول تعالى ذكره لنبيه ©: فلا يحزنك 
تكذيبهم إياك» فإني من وراء إهلاكهم» وإني لهم بالمرصادء فأيقن لنفسك بالنصرء ولعدوك بالذل 
والحزي"2. 
قال الزمخشري:" وكل عمل يعملونه؛ فالله عالم به غير غافل عنه.. وهو من وراء 
جزاء العاملين"(). 
قال ابن كثير:" أي : بل هو شهيد على كل شيء"20. 
قال الواحدي:" وعيد لهم بالجزاء على أعمالهه"0". 
قال السعدي: " بل قد علم ما أنتم عليه من الأعمال والأحوال وعلم مقدار جزاء تلك 
الأعمال وسيحكم بينكم حكما تحمدونه عليه ولا يكون لكم حجة بوجه من الوجوه عليه"(". 
قال مقاتل:" هذا وعيد فعذبهم الله- عز وجل- بالقتل وضربت الملائكة وجوههم 
وأدبارهم وعجل الله بأرواحهم إلى النار"7". 
عن أبي هريرة: قال رسول الله 6©: "يا ايها الناس لا يغترن أحدكم باللهء فإن الله لو كان 
غافلا شيئا لأغفل البعوضة والخردلة والذرة"(2. 
00 7 عمر بن عبد العزيز: "قل كان الله مغفلا عن شيء لأغفل الرياح من أثر قدمي ابن 
اده"/” 
7 الآيات:[15-311]: 
١-بيان‏ وظيفة الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ وأنها عبادة الله والإسلام له» وتلاوة القرآن إنذار أو 
إعذاراً وتعليما وتعبداً به وتقرباً إلى منزله عز وجل. 
"- بيان وتقرير حرمة مكة المكرمة والحرم. 
٠-الندب‏ إلى حمد الله تعالى على نعمة الظاهرةوالباطنة ولا سيما عند تجدد النعمة وعند ذكرها. 
-بيان أن عوائد الكسب عائد على الكاسب خيراً كانت أو شراً. 


١‏ التفسير الميسر:7"86؟. 
تفسير الطبري:5١/17١51.‏ 


؟) التفسير الوسط: ؟7/8///5؟. 


6) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/9١"؟.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(57595١):ص731717/3.‏ 


( 
( 
( 
( 
5) تفسير ابن كثير:59/56١7.‏ 
( 
( 
( 
( 


.7911/4ص:)١577(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠ 


/ا/ 


5- بيان معجزة القرآن الكريم إذ ما علم به المشركين أنهم سيرونها قد رأوه فعلاً وهو غيب. 
فظهر كما أخبر. 
«آخر تفسير سورة (النمل)؛ والحمد لله وحده» 


44 


بشم آله أل خْمَراَأرَحِيمِ 
تفسير سورة زر لض 

سورة «القصص»: هي السورة «الثامنة والعشرون» في ترتيب المصحف» وهي السورة 
التاسعة والأربعون في عداد نزول سور القرآن» نزلت بعد سورة «النمل»7)» وقبل سورة 
الإسراء. 

قال ابن عاشور"" فكانت هذه الطواسين الثلاث متتابعة في النزول كما هو ترتيبها في 
المصحفء وهي متماثئلة في افتتاح ثلاثتها بذكر موسى عليه السلام. ولعل ذلك الذي حمل كتاب 
المصحف على جعلها متلاحقة"(). 

وعدد آياتها: ثمان وثمانون» وكلماتها: ألف وأربعمائة وواحدة. وحروفها: خمسة آلاف 
وثمانمائة» الآيات المختلف فيها اثنتان: (طسم) [القصص : ١]ء‏ (ِيَسْقُونَ 4 [القصص : ”5]. 
فواصل آياتها: «لم تر»7") 
ه أسسماء السورة: 
أولا: اسمها التوقيفي: «سورة القصص»: 

شتهرت تسميتها باسم «سورة القصص»» وكتبت في المصاحف وكتب التفسير» 
وردت هذه التسمية عن ابن عباسء وابن الزبير: 

- عن ابن عباس قال: "نزلت سورة القصص بمكة"0). 

- عن ابن الزبير قال: "أنزلت سورة القصص بمكة"(). 

ولا يعرف لهذه السورة اسم آخ عير هذا الاسم. والله أعلم. 
» وجه التسمية: 

سميت: «سورة ة القصص»؛ لاشتمالها عليها فى قوله: قَلَمَا حَاءَهُ وَقَصصَّ عَلَيْه الْقَصنَضنَ قَالَ 
لا تَحَفث نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَالِمِينَ1 [القصص : ]١5‏ أى: قص موسى على شعيب('),فهي 
السورة الوحيدة التي انفردت بذكر موسى - عليه السلام - وسبب هجرته من مصر إلى مدين» 
وهو المذكور بعد تفصيله بقوله تعالى: ِقَلَمَا جَاءَهُ وَقَصنّ عَلَيْهِ القصّصن)[القصص :6 "]. 

وقال القاسمي: 5 سميت بدلالة قوله تعالى: قَلَمَا جَاءَهُ وَقُْصنّ عَلَيْهُ الفُصيضن قَالَ لا تَخَفْْ 
نَجَوْتَ من الْقَوْمِ الظالِمين)[ القصص :]| الدال على نجاة من هرب من مكان الأعداء إلئن مكان 
الأنبياء» اعتباراً بقصصهم الدالة غلى نجاة الهاربين» وهلاك الباقين بمعان الأعداء» من 
الهلاك"0), 

قال ابن عاشور:" فالقصص الذي أضيفت إلبه السورة هو قصكن موسي الذي قصه على 
شعيب عليهما السلام فيما لقيه في مصر قبل خروجه منها. فلما حكي ذ في السورة ما قصه موسى 


)0( انظر: الكشاف:؟/57311, والتحرير والتنوير: 51/7١‏ 

)1( التحرير والتنوير:١؟/١51.‏ 

(9)انظر: بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزأبادي: /١‏ 5 

) 4) أورده السبيوطي في الدر المنثور:54/5 2717 وعزاه إلى النحاس وابن الضريس وابن مردوية والبيهقي في 
في الدلائل. 

) 5) أورده السيوطي في الدر المنثور:5/56 2717 وعزاه إلى مردويه. 

(1)انظر: بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزآأبادي:١/‏ الت 3 

(0) محاسن التأويل: /511/1. 


/4 


كانت هاته السورة ذات قصص لحكاية قصص» فكان القصص متوغلا فيهاء وجاء لفظل 
«القصص» في سورة يوسف, ولكن سورة يوسف نزلت بعد هذه السورة"(". 

قال محمود شلتوت:" فهي قصص موسى - عَلَيْه السّلام لوه د مغر بن الفيوي 6 
وليس قصصه مع فرعون وقومه ولعل هذا القصص الخاص هنا هو الوجه في تسمية السّورة 
باسم «القصص»"(), 
ثانيا:- اسماؤوها الإجتهادية: 
الإسم الأول: «سورة طسم»: 

وهي تسمية للسورة بما افتتحت به؛ ولم يستند فيها إلى خبر صحيح عن رسول الله- 

#-؛ او الصحابة» وقد ذكره يحيى بن سلاء7!ء والسخاوي في جمال القراء(). 
قصة موسى» قال: «إن موسى 2 أجر نفسه ثماني سنين» أو عشراء على عفة فرجه؛ وطعام 
بطنه»7). [ضعيف جدا] 


- الاسم الثاني: «سورة موسى»: 
سماها بهذا الاسم: الجمل ف " الفتوحات الإلهية"(2. والشربيني في "السراج المنير"7”") 
ود مدق كن في فتح البيان! اأوع اين عر بروى الحزي فى ماك ل اكتف مطل 
القرآن المجيد(")» وذلك دون نسبته إلى قائل. 
والمشهور أن هذه التسمية من الإتتماء الإجتهادية لسورة «طه»(١٠‏ 1 كما سياتي بيانه 
إن شاء الله. 


.11/؟١:ريونتلاو التحرير‎ )١( 

(؟)إلى القرآن الكريم. محمود شلتوت. دار الهلال. (د. ت) : ص١١١.‏ 

(؟) انظر: تفسير يحيى بن سلام: ,559/١‏ ؟/لالاه. 

(4:) انظر: جمال القراء: .7/١‏ وانظر: مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير. جمع وتخريج أحمد أحمد 
أحمد البزراء ومُحَمَّد بن برزق بن الطرهونيء وحكمت بشير ياسين. الطبعة الأولى. مكتبة المؤيد. السعودية. 
ا ا 

(5) أخرجه ابن ماجة في السنن(54 454 ؟):نص7/75١2.8‏ وأورده السيوطي في الدر المنثور:508/5» وزاد 
نسبته إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. وروياته فيه«[طس)». 

وضعفه البوصيري في الزوائد :)31١/7(‏ لأن فيه بقية وهو مدلس. وليس لبقية هذا عند ابن ماجة سوى هذا 
الحديث. 

وقال ابن كثير:7/56١7"‏ وهذا الحديث من هذا الوجه ضعيفء لأن مسلمة بن علي وهو الخشني الدمشقي 
البلاطي ضعيف الرواية عند الأئمة» ولكن قد روي من وجه آخرء وفيه نظر أيضا". 

و[حكم الألباني]: ضعيف جدا 

() انظر: الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية. للعلمَة الشيخ سليمان بن غمر العجيلي 
الشافعي المشهور بالجمل. المتوفى سنة ٠١١5‏ ه. مطبعة الاستقامة. القاهرة. (د. ت) : 7 /871. 

(1) انظر: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير:؟/74. 

(6) انظر: فتح البيان في مقاصد القرآن:١١/85.‏ 

(9) انظر: مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد: .١817//١‏ 

)٠١(‏ قال السيوطيء وسماها الهذلي في كامله: سورة موسىء انظر: الإتقان: 2١15/١‏ وانظر: المبسوط في 


١ 


قال ابن عادل الحنبلي:" ولقائل أن يقول: لم لا سميت: سورة موسىء لاشتمالها على 
قصة موسى فقط من حين ولد إلى أن أهلك الله فرعون وخسف بقارون» كما سميت: سورة 
نوح» وسورة يوسف لاشتمالها على قصتهماء ولا يقال: سميت بذلك لذكر القصص فيها في 
قوله: قَلَمَا جاءة وفضل عله الفمض] [القصيص. : 16]» 0 سورة يوسف فيها ذكر 
ا رهف ١‏ فكانت سورة يوسف اول ا الاسم» يعدا فكانت 
ا بعاد الفقصض! لأنه ذكر فيها قصص سبعة أنبياء وهذه 
ليس فيها إلا قصة واحدة؛ فكان ب ينبغي العكس» أن تسمى سورة هود سورة القصصء» وهذه 
سورة موسى"("). 

وقال الشربيني:" وتسمى: سورة موسى عليه السلام لاشتمالها على قصته فقط من حين 
ولد إلى أن أهلك الله تعالى فرعون وخسف بقارون» كما سميت سورة نوح وسورة يوسف 
لاشتمالهما على قصتهماء ولا يقال سميت بدلك لذكر القصص.فيها في قوله تعالى: (فلما جاءه 
وقص عليه القصص» لذن سورة يوسف فيها ذكر القصص مِرّتين الأولى: (نقص عليك 
أحسن القصص) والثانية: قوله تعالى: (لقد كان في قصصهم) فكانت سورة يوسف أولى بهذا 
الاسم» وايضا فكانت سورة هود أولى بهذا الاسم» لانه ذكر فيها قصص سبعة أنبياء وهذه 
ابس قبها 1 قصه واهدة فكان تتفي العكتق وإن شعس نتورة هوه القصصن إواهده سوارة 
موسى"! 4 
الإسم الثالث: «سورة موسى وفرعون»: 
وردت هذه التسمية في خبر عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:" إن رب العزة نادى يا 
عا 12 ا وحمي سح وي ارك جد بر في تور درسي وارعوله رركا ركيد 
بجَانِب الطُور إِذْ نَادَيْتَا0")0[1). 

ورقده السوية من كان اشفهان السوره تطاى اضر موسق م قوشو واه عليه 
مكية السورة ومدنيتها: 

رسكل درول السرروة الول 


أحدها: أنها نزلت بمكة. وهذا قول ابن عباس7)., وابن الزبير7')؛. والحسن("), وعطاء(", 
كر 


قال الفيروزآبادي: " السورة مكية بالاتفاق"('') 


القراءات العشر:557. 


) 


) 
5 
) 


.7١57/١2:باتكلا اللباب في علوم‎ )١ 

")السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير:؟/74. 

.]5١5 : )[القصص‎ 

5) أورده السيوطي في الدر المنثور:8/5١4»‏ وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر. 

(©) أورده السيوطي في الدر المنثور:2775/56 وعزاه إلى النحاس وابن الضريس وابن مردوية والبيهقي في 


الدلائل. 


) 
) 
) 
) 


(5) أورده السيوطي في الدر المنثور:3575/5» وعزاه إلى مردويه. 

)٠‏ حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟/775. 

6) حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟/775. 

8) حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟/775. 

.761 /١:يدابآ بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروز‎ )٠ 


1١ 


الثاني: أنها مكية كلها غير آية منهاء وهي قوله تعالى: (إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقْرَْآنَ لَرَادُكَ إِلَى 
مَعَاد [القصص : 1865]» فإنها نزلت عليه وهو بالجحفة في وقت خروجه للهجرة. وهذا قول ابن 
عباس أيض("). 
الثالث: أنها مكية إلا أربع آيات منها نزلت بالمدينة؛ وهي قوله تعالى: اين آتينَاهُم الكتاب مِنْ 
قبْلِهِ هُمْ به يُؤْمُِونَ) [القصص : 27] إلى قوله: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لا تبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [القصص : 
5 :" وفيها آية ليست بمكية ولا مدنية قوله: (إنّ الذي فَرَض عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَانّكَ إلى مَعاد) 
[القصص 07 اح اك والحه الحا مدر ة. وهذا قول مقاتل(). 
قال ابن عاشور:" هي مكية في قول جمهور التابعين» وفيها آية: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ 
الْرْآنَ لَرَادُكَ إِلَى معاد [القصص : 85]. قيل: نزلت على النبيء # في الجحفة في طريقه إلى 
المديدة المكرة تشلجة لمعل مقاركة يلد ودهذا لأ يناك نيا مكية لون المرزاد والمكن. ينا نر قبل 
حلول النبيء # بالمدينة كما أن المراد بالمدني ما نزل بعد ذلك ولو كان نزوله بمكة"(". 
«مناسبة سورة«القصص» مع سورة «النمل»: 
تظهر مناسبة هذه السورة لما قبلها من النواحي الآتية: 
-١‏ إنه سبحانه بسط فى هذه السورة ما أوجز فى السورتين قبلها من قصص موسى عليه 
السلام وفصل ما أجمله هناك؛ فشرح تربية فرعون لموسى وذبح أبناء بنى إسرائيل 
الذي أوجب إلقاء موسى حين ولادته فى اليم خوفا عليه من الذبح» ثم ذكر قتله القبطي» 
ثم فراره إلى مدين وما وقع له مع شعيب من زواجه ببنته» ثم مناجاته لربه. 
3 إنه أحمل فى السورة السالفة توبيخ المشركين بالسؤال عن يوم القيامة وبسطه هنا أتم 
البسط, 
7 إنه فصل هناك أحوال ب بعض المهلكين من قوم صالح وقوم لوطع وأجمله هنا فى قوله: 
كم هنا من قزة َرَت مجيشتها فبك متاكلهة لم نكن من تغدجد إل قلياد وك 
نَحْنٌُ الْوَارِئِينَ1 [القصص : 58]» الآيات. 
4- بسط هناك حال من جاء بالحسنة وحال من جاء بالسيئة» وأوجز ذلك هناء وهكذا من 
المناسبات التي تظهر بالتأمل حين قراءة السورتين0). 
وأقال: أيق هدات: "مناسبة أول هذه السورة لآخر السورة التي قبلها: أن الله سبحانه أمر نبيه - 
- بحمدهء ثم قال: (ِسَيْرِيكُمْ آيَاتِه) وكان مما فُمبّر به آياته تعالى, معجزات الرسولء وأنه 
أضافها تعالى إليه» إذ كان هو المخبر بها على قدمه فقال: (ِتِلْكَ آَيَاتْ الْكتاب) إذ كان الكتاب هو 
أعظم المعجزات؛ وأكبر الآيات البينات"(2. 
» أغراض السورة ومقاصدها 
يقوم كيان السورة على قصة موسى وفرعون في البدء»ء وقصة قارون مع قومه - 
قوم موسى -في الختام. 
أولا:- قصة موسى وفرعون : 
١‏ فلي افذط المصدة تعر طن ذو التتكم و لونلغلاى كو #ورهو تالح عية المككين الفط العدن: 
وفي مواجهتها موسى طفلاً رضيعاء لا حول له ولا قوة» ولا ملجأ له ولا وقاية» وقد 
علا فرعون في الأرضء واتخذ أهلها شيعا واستضعف بني إسرائيل » يذبح أبناءهم؛ 


)١(‏ حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:/7175. 
)١(‏ انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: 775/9. 

(*) التحرير والتنوير:٠51/7.‏ 

(؟) انظر: تفسير المراغي:١؟/0”.‏ 

(65) البحر المحيط:785/8. 


15 


ويستحيي نساءهم؛ وهو على حذر منهم» وهو قابض على أعناقهم؛ كاتم على أنفاسهم؛ 
مراقب لحركاتهم؛ مُْخْصٍ عليهم تحركاتهم؛ كشان الطغاة في كل عصر ومصر. 1 

بيد أن قوة فرعون وجبروته؛ وحذره ويقظته؛ لم تكن لتغني عنه من الله شيئأء 
بل لم تكن لتمكن له من موسى الطفل الصغيرء المجرد من كل قوة وحيلة؛ إذ هو في 
حراسة القوة الحقيقية الوحيدة, ترعاه عين العناية» وتدفع عنه السوعءء وتعمي عنه 
العيون» وتتحدى به فرعون وجنده تحدياً سافرء فتدفع به إلى حججره. وتدخل به عليه 
عرينه» وتقتحم به عليه قلب امرأته. وهو مكتوف اليدين إزاءه» مكفوف الأذى عنه. 
عبد الوم للووايعا مد وامكترد! 


-١‏ ذكر سبحانه في هذه السورة قصة موسى وفرعون؛ ليبين للناس أين يكون الأمن» وأين 


تكون المخافة؛ ويُعلمهم أن الأمن إنما يكون في جوار الله» ولو فُقدت كل أسباب الأمن 
الظاهزوة القن تعارفه عليها الفاس» أن الخوف) إنننا يكوق في التعدا عن ذلك الحواز! 
ولو تظاهرت أسباب الأمن الظاهرة التي تعارف عليها الناس! وساق لهم قصة قارون؛ 
لتقرر هذه الحقيقة في صورة أخرى وتؤكدها. 

قال ابن عاشور:»" " ويقرب عدي أن يكون المسلموان نودوا أن تفصل الهم قصة 
لهم تنظيرا ليم يحل أعدائهم. فالمقصود ابتداء هم المسلمون ولذلك قال تعالى: (في 
أولها نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق وم يؤمنون) [القصص: "؟] أي: 
للمؤمنين"7. ١‏ 


ثانيا:- قصة قصة قارون مع قوم موسى: 


وهذه القصة تعرض قيمة المال؛ ومعها قيمة العلم؛ المال الذي يستخف القوم؛ وقد خرج 


عليهم قارون في زينته» وهم يعلمون أنه أوتي من المال ما إن مفاتحه لتعيي الأقوياء من 

الرجال. والعلم الذي يعتز به قارون ويغترء ويحسب أنه بسببه وعن طريقه أوتي ذلك المال. 

إلى ثواب الله ويعلمون أنه خير وأبقى. ثم تتدخل يد الله فتخسف به وبداره الأرضء لا يغني 

عنه ماله» ولا يغني عنه علمه؛ وتتدخل تدخلاً مباشراً سافراً كما تدخلت في أمر فرعونء فألقته 
في اليم هو وجنودهء فكان من المغرقين. 


آت 


"- بين 


وبالجملة: دلت هاتان القصتان على المقاصد الآتية: 
أنه جين ينبود الشر» يسفن الفساد» ويف الخين :غاجزاء والصنلاع حسيرا» ويحشى من 
الفتنة بالبأس والفتنة بالمال» عندئذ تتدخل يد القدرة سافرة متحدية» بلا ستار من الخلق» 
ولا سبب من قوى الأرضء لتضع حداً للشر والفساد. وهذا من أهم المقاصد التي تقرره 
هذه السورة. 
سوره القصصن- ويفتح ل الله اه الكون ار و _ 
مصارع الغابرين تارة» وفي مشاهد القيامة تارة. ..وكلها تؤكد العبر المستفادة من 
القصصء وتساوقهاء وتتناسق معهاء وتؤكد سنة الله التي لا تتخلف ولا تتبد تتبدل على مدار 
لمان و الختلاف التكاق. 

يقول سيد قطب -رحمه الله- ملخصاً مقاصد هذه السورة: "هذه السورة مكية. 
نزنلك والملفون اف تيكة كله امسمكتعففة:. والمشوكون: يه ' أصيكاها: الفرل والطول 
والجاه والسلطان. نزلت تضع الموازين الحقيقية للقوى والقيم؛ ؛ نزلت تقرر أن هناك قوة 
واحدة فى هذا الوجودء هى قوة اللهء وأن هناك قيمة واحدة فى هذا الكون» هى قيمة 
الأيماة: مخ كانت قو ةاش معه قلا كورف عليةء ولو كان محرادا مخ كك ماهر ' القوةة 


)0( التحرير والتنوير:١؟/57.‏ 


17 


ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة» ولو ساندته جميع القوى» ومن كانت 
له قيمة الإيمان فله الخير كله ومن فقد هذه القيمة» فليس بنافعه شيء أصلا"(". 

َك نوهت السورة بشأآن القرآن» وعورّضت بيلغاء المشركين» بأنهم عاجزون عن الإتيان 
لواو كته وفصلت ها أجل في سور الشتر امن قول لز عون لمو بسو قل ألم 
وي )1 [الكعرك + 2116 55]ء. اقتصلظ سورة التصصن. :كتف كانت 
تربية موسى في آل فرعون .وبيّنت سبب زوال مُلك فرعون. 

5- فصلت السورة ما أجمل في سورة النمل من قوله سبحانه: (ِذْ قَاَ مُوسَى لأهلِه إِئّي 
آنَسْتُ ثارًا سَاتِيكُم مِنْهَا بِخَبَرٍ أو آتِيكُم بِشِهاب قبس لَعَلّكُمْ تَصْطلُونَ) [النمل : "]» 
ففصلت سورة القصص كيف سار موسى وأهله» وأين آنس النار»ء ووصفت المكان الذي 
نودي فيه بالوحي؛ ومن ثم ذكرت دعوة موسى فرعونء فكانت هذه السورة أوعب 
لأحوال نشأة موسى إلى وقت إبلاغه الدعوة» ثم أجملت ما بعد ذلك؛ لأن تفصيله في 
سورة الأعراف» وفي سورة الشعراء. والمقصود من التفصيل ما يتضمنه من زيادة 
المواعظ والعبر. 

5- ومن مقاصد السورة تحدي المشركين بعلم النبي ‏ بذلك؛ وهو أمي لم يقرأء ولم يكتب. 
ولا خالط أهل الكتابء» ذيل الله ذلك بتنبيه المشركين إليه» وتحذيرهم من سوء عاقبة 
الشرك, وأنذرهم إنذاراً بليغاً. 

7 - فنّدت السورة قول المشركين: لَوْلَا أوقئ مَثْل نا أوقي: موس / [القصص : 57] من 
الخوارق» كقلب العصا حية» ثم انتقاضهم في قولهم؛ إذ كذبوا موسى أيضاً. وتحداهم 
بإعجاز القرآن وهديه مع هدي التوراة. وأبطل معاذيرهمء وأنذرهم بما حل بالأمم 
المكذبة رسل الله وساق لهم أدلة على وحدانية الله تعالى» وفيها كلها نعم عليهم: 
ل الجزاءء وأنحى عليهم في اعتزازهم على المسلمين بقوتهم 

/ا- وكات الجتور إلى 0 أهجرة .المسلمين إلى المدينةة وإلى أن الله مظهرهم على 

/- قزرت السورة . سنة اجتماعيةء شير إهلاك المكذبين ب لع ٠‏ الإنذار والإعذارء ك كما 0 
فلي الى إلا هلها علوي [القصسص 0 

3- المعت السورة إلى أن البطر وعدم الشكر عاقبته الهلاك: ا 
464 هذا كلمن السدن القن لا تتكلت. ١‏ 

-٠‏ عرضت السورة مشهداً من مشاهد يوم القيامة» حين يتخلى الشركاء عن شركائهم على 
رؤوس الأشهادء فييصرهم سبحانه بعذاب الآخرة» بعد أن حذرهم عذاب الدنياء وبعد أن 
علمهم أين يكون الخوفء وأين يكون الآمان. ٠‏ 

-١‏ ختمت السورة بوعد من الله لرسوله الكريم» وهو مُحْرَجَ من مكة؛ مُطارّد من 
المشركينء. بأن الذي فرض عليه القرآن لينهض بتكاليفه» لا بد رادّه إلى بلده» ناصره 
على الشرك وأهله» وقد أنعم عليه بالرسالة» ولم يكن يتطلع إليهاء وسينعم عليه بالنصر 
والعودة إلى البلد الذي أخرجه منه المشركونء سيعود آمناً ظافراً مؤيدا!") 

» فضائل السورة: 
ومما وردت في فضائل هذه السورة: 


)١(‏ في ظلال القرآن:ه/751/5-975179. 
)١(‏ موقع: [إسلام ويب]. 


1 


- عن أبي بن كعبء قال: قال رسول الله #: «من قرأ طسم القصص أعطي من الأجر 

عشر حسنات بعدد من صدق بموسى وكذب به» ولم يبق ملك في السموات والأرض إلا 

شهد له يوم القيامة أنه كان صادقا أن (ِكُلُ شيْءٍ هَالِكَ إِلَّا وَحْهَهُ لَهُ الَْحُمْم وَإِلَيْه 
تُرْجَعُونَ]»0". 

أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا فتنة القول والعمل. وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا 


ونوايانا خالصة لوجهه الكريم. 


.5١1 / أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان:7577/7» وذكره الطبرسي في تفسير مجمع البيان:‎ )١( 

والحديث لم أقف عليه في كتب الأحاديث. وقد أورده الطرابلسي ت ١١1717‏ هه في الكشف الإلهي 
عن شديد الضعف والموضوع. تحقيق د. مُحَمَّد محمود أحمد بكاء. الطبعة الأولى. مكتبة الطالب الجامعي. 
الريان. مكة المكرمة. ١5٠١48‏ ه: .185/١‏ 


القرآن 
(طسم ))١(‏ [القصص : ]١‏ 
التفسير: 


(طسم) سبق الكلام على الحروف المقطّعة في أول سورة البقرة. 

وقد ذكر اهل التفسير في قوله تعالى: (طسم ( من : »]١‏ قولان: 
أحدهما: : إنه قسم أقسمه الله وهي من أسماء الله 00 عباس(١)‏ 

وقال شعبة: "سألت السديء عن قوله: (الم) وإحم) ول[طسةا فقال ابن عباس: هو اسم 
الله الأعظه"("). 


الثاني: أنه اسم من أسماء القرآن أقسم به الله. وهذا قول قتادة(") 


القرآن 
(تلكَ آيَاثْ الكتاب الْمُبِينِ (؟)1) [القصص : ]١‏ 
التفسير: 
هن داح القل ]ري الذى ' أدد نه اليك .انها "الؤسدو لعي مييكا لفن :جنا تمعفاء” النف الماك فى نام 
وأخراهم. 

قال الطبري:" يعني: هذه آيات الكتاب الذي أنزلته إليك يا ممدء المبين أنه من عند الله 
وأنك لم تتقوله: وأ كروي 

قال ابن كثير:" ( تلك ) أي : هذه ( آَيَاتْ الْكتاب الْمُبينِ ؛ أي : الواضح الجلي الكاشف 
عن حقائق الأمور » وعلم ما قد كان وما هو كائن"0. 

قال الزجاج :" معنى : «مبين»: : مبين خبره وبركته» ومبين الحق من الباطل والحلال من 


الحرام» ومبين أن نبوة النبي - كيه - حق لأنه لا يقدر أحد بمثله» ومبين قصص الأنبياء "اا 
قال قتادة: "يعني: مبين والله بركته ورشده وهداه"(". 
القرآن ا ا 
(نَتلُو علَيْكَ مِنْ نبَا مُوسى وَفِرْعَْنَ بالْحَق لقم يُؤْمنُونَ (5)) [القصص : "] 
التفسير: 
نمضن علبك ين كين تراس وفرعون بالصدق لقوم يؤمنون بهذا القرآن» ويصدّقون بأنه من عند 
الله ويعملون بهديه. . 


ليك من خير موسى وفرعون بالصدق"! 1 
0 الطبري:" يقول: نقرأ عليك» فقن في هذا القران من خبر (موسى وفرعون 
بالحق)" : 


.7558/4ص:)١7771١(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )١( 
.7578/4ص:)١5777(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(*) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(7771١):ص7578/4.‏ 
(4) تفسير الطبري:59١/511.‏ 

(5) تفسير ابن كثير:0/5١77.‏ 
)0 ا القرآن:731/4١.‏ 
() أخرجه الطبري:9١/517.‏ 
(8) التفسير الميسر:86". 


415 


قال الزجاج:" أي: من خبر موسى وخبر فرعون07". 

قال قتادة:"في القرآن ن نبأهم" 0 

قوله تعالى: (ِلِقَوْمِ يُؤْمِنُونَ] تحصن : ]» أي:" لقوم يؤمنون بهذا القرآن» ويصيدّقون 
بأنه من عند الله ويعملون بهديه"( 3 

قال الزجاج:" معناه: يصدقون"20. 

قال الطنرى :" يقزله لقوى يمتكقرء بهذا" لكاب النعلنى | "أن بها كقان تطليك من شي قله 
نبؤهم» وتظمتن لتوسهم؛ بأن سنتنا فيمن خالفك وعاداك من المشركين سنتنا فيمن عادى موسى» 
ومن آمن 3 من بني إسرائيل من فرعون وقومهه؛ أن نهلكهم كما أهلكناهم» وننجيهم منهم كما 
أنجيناهم"7. 


القرآن 
(إنَ فِرْعَوْنَ عَلَا في الْأَرْضٍ وَجَعَلَ أَهْلَّهَا شِيعًا يَسسْتَضْعِفٌ طائِقَة مِنْهُمْ يُدَبَحُ أَبْتَاءَهُمْ وَيَسْتَخِيي 
ماقم إنه كَانَ من الْمُفْسِدِينَ (1)4) [القصص : ؛] 
التفسير: 
إن فرعون تكبر وطغى في الأرض» وجعل أهلها طوائف متفرقة» يستضعف طائفة منهم؛ وهم 
بنو إسرائيل» يذبّح أبناءهم؛ ويستعبد نساء هم؛ إنه كان من المفسدين في الأرض. 
قوله تعالى :(إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الأزض) [القصص : 5]» أي:" إن فرعون تكبر وطغى 
في الأرض"7". ْ 
قال السدي: " يقول: تجبر في الاأرض" ,080 
قال قتادة:" أي: بغى في الأرض"0"). 
قال الزجاج:" معناه: طغى"(00), 
قال ابن كثير:" أي ١‏ كبر عير و 1 5 
قال الطبري: يقول: " إن فرعون تجبر في ع مصر وتكبرء وعلا أهلها وقهرهم, 
حتى أقروا له بالعبودة""".. 
قوله تعالى:[وَجَعَلَ أَهْلَّهَا شِيَعَاا [القصص : 4]» أي:" وجعل أهلها طوائف متفرقة"7 ). 
قال ابن كثير:" أي : أصنافا » قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته"7(") 
)١(‏ تفسير الطبري:9١/517.‏ 
)0 اد القرآن:01/5١.‏ 
(*) أخرجه ابن ابي حاتم( 5757١):ص7574/4.‏ 
(4) التفسير الميسر:86". 
(5) معاني القرآن:731/4١.‏ 
ا تفسير الطبري د 
)0 نه الطبري 500 
(9) أخرجه الطبري:9١/5157.‏ 
)٠١(‏ معاني القرآن:1737/4. 
)١١(‏ تفسير ابن كثير:771/5. 
7 2 لوو 07 .6١‏ 


1١ 


4/ 


قال قتادة*" أي: فرقا يذبح طائفة منهم»ء ويستحيي طائفة» ويعذب طائفة» ويستعبد 
طائفة"0) : ب 

عن مجاهدء قوله :"(وجعل أهلها شيعاء قال: فرق بينهم"7. وفي رواية: "فرقا"7") 

قال ابن زيد: :" الشيع: الفرق"(2. 

قال السدي:" يعني: بني إسرائيل حين جعلهم في الأعمال القذر د" . 

قال الطبري: " يعني بالشيع: الفرق» يقول: وجعل أهلها فرقا متة 000 

قال الزجاج:" معنى: «شيع»: فرق» أي: جعل كل فرقة يشيع بعضها بعضا في 
فعلها"("), 

قال السدي:" كان من شأن فرعون أنه رأى رؤيا في منامه» أن نارا أقبلت من بيت 
المقدس حتى اشتملت على بيوت مصرء فأحرقت القبطء وتركت بني إسرائيل» وأحرقت بيوت 
مصرء فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة(') فسألهم عن رؤياهء فقالوا له: يخرج من هذا البلد 
الذي جاء بنو إسرائيل منه. يعنون بيت المقدس» رجل يكون على وجهه هلاك مصرء فأمر ببنى 
إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه. وا تلد لهم جازية !9 تركة؛ وقال للقبط: 0 
مملوكيكم الدذين يعملون خارجاء فأدخلوهم؛ واجعلوا بنى إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة., 
فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم» وأدخلوا غلكاقيق. فذلك حين يقول: إإن فرعون علا في 
الأرض وجعل أهلها شيعا)» يعني: : بني إسرائيل» حين جعلهم في الأعمال القذر ئ"/ 

قوله الى( باتطتوقت طَائِفَةَ مِنْهُن] [القصص :1 5]» "ةوقال فريقاً منهم 
وهم بنوا إسرائيل"0'). 

قال الطبري:" ذكر أن استضعافه إياها كان استعباده"("). 

قال ابن كثير:" يعني : بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد 
سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال , وَيكُدُهُم ليلا ونهارًا في أشغاله 
وأشغال رعيته"7"). 

قال قتادة:" يستعبد طائفة منهم» ويذبح طائفة» ويقتل طائفة» ويستحي طائفة"(١)‏ 


)١‏ تفسير ابن كثير:770/5. 

. 00 0 

") أخرجه الطبري:9١/5717-515.‏ 

54) أخرجه الطبري:9١/5117.‏ 

©) أخرجه الطبري:9١/15ه-5117.‏ 

*) أخرجه ابن ابي حاتم(77713١):ص7919/9.‏ 

) تفسير الطبري:3١/5١5.‏ 

.١137/5:نآرقلا‎ 0 

(4) قال المحقق:" لعله: الحزاة» بضم الحاءء جمع الحازيء وهو المتكهن. قال في (اللسان: حزا) التحزي: 
التكهن» حزى حزياء وتحزى: تكهن. ولم نجده في مادة (حوز) معنى التكهن. فلعل ما في الأصل خطأ 


الناسخ". 


7, 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


.517/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠١( 
صفوة التفاسير:؟/590.‎ )١١( 
.5117/١59:يربطلا تفسير‎ )١١( 
تفسير ابن كثير:770/5.‎ )١١( 


1/ 


قوله تعالى:(ِيُدَبَحُْ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحِْيي نِسَاءَهُمْ) [القصص : 5]. أي:" يذْبّح أبناءهم 
ويستعبد نساء هم"7"). 

قال ابن كثير: " ويقتل مع هذا أبناءهم » ويستحيي نساءهم » إهانة لهم واحتقارا » وخوفا 
من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام » » يكون 
سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه. وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا 
يدرسونه من قول إبراهيم الخليل » حين ورد الديار المصرية » وجرى له مع جبارها ما جرى » 
حين أخذ سارة ليتخذها جارية » فصانها الله منه » ومنعه منها بقدرته وسلطانه. فبشر إبراهيم 
عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته مَن يكون هلاك ملك مصر على يديه » فكانت 
القبط تتحدث بهذا عند فرعون » فاحترز فرعون من ذلك » وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل » ولن 
ينفع حذر من قدر ؛ لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر : ولكل أجل كتاب"(", ْ 

قال الزجاج:" معنى «نسائهم» -ههنا- أنه كان يستحيي بناتهم» وإنما كان يعمل ذلك لاآنه 
قال له بعض الكهنة: إن مولودا يولد في ذلك الحين يكون سبب ذهاب ملككء فالعجب من حمق 
فرعونء إن كان الكاهن عنده صادقا فما ينفع القتل» وإن كان كاذبا فما معنى القتل"7). 

قال السدي:" وجعل لا يولد لبني إسرائيل مولود إلا ذبح فلا يكبر الصغيرء وقذف الله 
عز وجل في مشيخة بني إسرائيل الموت فاسرع فيهم» فدخل رءوس القبط على فرعونء فكلموه 
فقالوا: إن هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموتء فيوشك أن يقع العمل على غلمانناء نذبح أبناءهم» فلا 
يبلغ الصغارء فيعينون الكبار فلو أنك تبقي من أولادهم لأمر أن يذبحوا سنة» ويتركوا سنة» فلما 
كان في السنة التي يذبحون فيها حملت موسى فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه"20. 

قال قتادة:" ذكر لنا أن حازيا حزى لفرعون قال ابن عباس: الحازي: المنجمء فقال له: 
إنه يولد في هذا العام غلام من بني إسرائيل يسلبك ملكك فتتبع أبناءهم ذلك العام» فيقتل أبناءهم, 
ويستحيي نساءهم حذرا مما قال له الحازي"07. : 

قوله تعالى إإِنَهُ كَانَ مِنَ نَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص : 5].: أي:" إنه كان من المفسدين في 
الأرض!". 
0 ا اام فروي ص لكي وإحده 36 

قال الصابوني:" أي: من الراسخين في الفسادء المتجبرين في الأرضء ولذلك ادعى 
الربوبية وأمعن في القتل وإذلال العباد"(2. 

قال مجاهد:" لقد ذكر لي أنه كان ليأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار» ثم 
يصف بعطضمه إلى.يعص» ثم يؤتي بحيال من :بتي إسبزائيل: كيوقئن: عليه كيج اقدامون» تحني 
إن المرأة منهن لتمصع بولدها فيقع بين رجليهاء » فتظل تطؤه و تتقى به حد القصبء». عن رجليها 
لما بلغ من جهدهاء حتى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم» ؛ فقيل له أفنيت التاين و قطعت التسلء وإنما 


.5117/1١5:يربطلا أخرجه‎ )١( 

(1) التفسير الميسر:86". 

(") تفسير ابن كثير:771-770/5. 

ااي القرآن: .١731/4‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(77177١):ص7150/4.‏ 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم(7777١):ص75150/4.‏ 
(1) التفسير الميسر:85". 
(8) تفسير الطبري:5١5117/1.‏ 
ره التفاسير: 7/-89. 


/ 


48 


هو خولك وعمالك فتأمر بأن يقتل الغلمان عاماء ويستحيوا عاما فولد هارون عليه السلام في 


السنة التي يستحي فيها الغلمان» وولد موسى عليه السلام في السنة التي فيها يذبحون وكان 
هازون أكبر هنه بسنة"(2. 


القرآن 
(وَنْرِيدُ أن نَمْنَ عَلَى الَّذِينَ اسْتضعفوا في الْأَرْضٍ وَتَجْعَلَهُمْ أَنِمّةَ وَتَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5)) 
[القصص : ]٠‏ 


ونريد أن نتفضل على الذين استضعفهم فرعون في الأرضء ونجعلهم قادة ف في الخير ودعلةً إليه» 
ونجعلهم يرثون الأرض بعد فاذك كر عون و قوهة 
قوله تعالى لوَنْرِيدُ أَنْ نَمْنَ َّ عَلَى الْذِينَ امنتُضعفوا 3 الأزض) [القصص 7 66 أي:" 
ونريد أن نتفضل على الذين استضعفهم فرعون في الأرض! 1 
قال الطبري:" قوله: إونريد)؛ عطف على قوله: (يستضعف طائفة منهم)» أن فرعون 
علا في الأرض وجعل أهلهاء من بني إسرائيل» فرقا يستضعف طائفة منهم (و) نحن (نريد أن 
نمن على الذين) استضعفهم فرعون من بني إسرائيل"7". 
قال البيضاوي:" أن نتفضل عليهم بإنقاذهم من بأسه"7). 
عن قتادة» "إونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض)؛ قال* بنو إسرائيل"(*) 
وعن علي؛ "(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض)» قال: يوسف وولده"7١‏ 
وولده"” .١‏ 
عن الحم قال كح عمر: إني استعملت عمارا لقول الله: (ونريد أن نمن على الذين 
5 قوله تعالى 8 َئِمَةَ [القصص : 5]. أي:" ونجعلهم قادةً في الخير ودعاةً 
إليه" 
قال البيضاوي:" مقدمين في أمر الدين"7") 
قال الطبري:" أي: ولاة وملوكا"(' "). 
عن قتادة» "(ونجعلهم أئمة)» أي: ولاة الأمر"(". 
قوله تعالى 5 لْوَارِئِينَِ1 [القصص : هل أي:" ونجعلهم يرثون الأرض بعد 
هلاك فرعون وقومه"7'' 


.7959/9ص:)١771375(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
؟) التفسير الميسر:786.‎ 

؟) تفسير الطبري:9١/511.‏ 
در 00/4 
5) أخرجه الطبري:5١/5117.‏ 
*) أخرجه ابن ابي حاتم(57377١):ص7951/9.‏ 
") أخرجه ابن ابي حاتم(ه7717١):ص7951/9.‏ 
8) التفسير الميسر:786. 

4) تفسير البيضاوي:54/١117.‏ 

.5117/١5:يربطلا تفسير‎ )٠ 
.518/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
)١١(‏ التفسير الميسر:86". 


قال الطبري: "يقول: ونجعلهم وراث آل فرعون يرثون الأرض من بعد مهلكهم"(0"). 
قال البيضاوي:" لما كان في ملك فرعون وقومه"7". 
قال قتادة:" أي: يرثون الأرض بعد فرعون وقومه"7". 


القرآن 
(وَنْمَكَنَ لَهُمْ في الأزض وَنْرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَاثوا يَخْدَرُونَ ))١(‏ 
[القصص : "] 
ونمكن لهم في الأآأرضء ونجعل فرعون وهامان وجنودهما يرون من هذه الطائفة المستضعفة ما 
كانوا يخافونه من هلاكهم وذهاب ملكهم» وإخراجهم من ديارهم على يد مولود من بني إسرائيل. 

قوله تعالى:[ِوَنْمَكِّنَ لَهُْ في الأزض] [القصص : 1]: أي:" ونجعل لهم على الأرض 
سلطاناء بحيث ينفذ أمرهم فيها"7). 

قال الطبري: " يقول: ونوطئ لهم في أرض الشام ومصر"0). 
سراما قرو يا 

قال السمعاني: أي: نجعل لهم مصرا مكانا ستفر ون كيد 0 

قال يحيى:" ارض مصرء وهو تبع للكلام الآول: (ونريد أن نمن)” '. 

قال النسفي:يقال:" مكن له إذا جعل له مكانا يقعد عليه أو يرقد. ومعنى «التمكين»: 
(لهم في الأرض)» أي: أرض مصر والشام أن يجعلها بحيث لا تنبو بهم ويسلطهم وينفذ 
أمرهم" .١‏ 
قوله تعالى:[ِوَنْرِي فِرْعَؤْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَخْدّرُونَ) [القصص : 1]» 
أي:" ونجعل فرعون وهامان وجنودهما يرون من هذه الطائفة المستضعفة ما كانوا يخافونه من 
هلاكهم وذهاب ملكهم» وإخراجهم من ديارهم على يد مولود من بني إسرائيل"7 "). 

قال الطبري: " كانوا قد أخبروا أن هلاكهم على يد رجل من بني إسرائيل» فكانوا من 
ذلك على وجل منهمء ولذلك كان فرعون يذبح أبناءهم» ويستحيي نساءهم» فأرى الله فرعون 
وهامان وجنودهماء من بني إسرائيل على يد موسى بن عمران نبيه» ما كانوا يحذرونه منهم من 
هلاكهم وخزاب منازلهم ودورهه"7'". 5 

قال يحيى:" (منهم!؛ من بني إسرائيل"” '. 


.518/١1:يربطلا تفسير‎ )١ 
.117١/54:يواضيبلا تفسير‎ )" 
.014/١9:يربطلا ؟) أخرجه‎ 
الأساس في التفسير:5051/1.‎ )5 
.518/١9:يربطلا تفسير‎ )© 
.117١/54:يواضيبلا ؟) تفسير‎ 
.١77/4:يناعمسلا تفسير‎ )" 
( 
( 


٠. 


)٠‏ التفسير الميسر:786. 
)١‏ تفسير الطبري:9١/8/١51.‏ 


قال مقاتل:" (ونري فرعون وهامان وجنودهما) القبط (منهم)» يعني: من بني إسرائيل 
00 كانوا يحذرون) من مولود بني إسرائيل أن يكون هلاكهم في سببه وهو موسى- صلى الله 
عليه وسلم-. وذلك أن الكهنة أخبروا فرعون أنه يولد في هذه السنة مولود في بني إسرائيل 
يكون هلاكك في سببه؛. فجعل فرعون على نساء بني إسرائيل قوابل من نساء أهل مصر 
وأمرهن أن يقتلن كل مولود ذكر يولد من بني إسرائيل مخافة ما بلغه. فلم يزل الله- عز وجل- 
بلطفه يصنع لموسى- عليه السلام- حتى نزل بآل فرعون من الهلاك ما كانوا يحذرون؛ وملك 
فرعون أربعمائة سنة وستة وأربعين سنة"("). 
قال البيضاوي:" إما كانوا يحذرون) من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم"7"). 


قال السمعاني:" الحذر هو التوقي من الضرر7 
عن قتادة » "(ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا 
يحذرون) شيئا ما حذر القوم"7). ٠‏ 

قال قتادة:" كان لفرعون رجل ينظر له ويخبره؛ يعنى أنه كاهنء, فقال له: إنه يولد فى 
هذا العام غلام يذهب بملككم؛ فكان فرعون يذبح أبناءهم, لخبي نساءهم حذراء فذلك قوله: 
(ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)"! 

قال ابن كثير:" أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى ٠‏ فما نفعه ذلك مع قدَر 
الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري » بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القِدّم بأن يكون إهلاك 
فرعون على يديه » بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده » وقتلت بسببه ألوفا من 
الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك » وفى دارك » وغذاؤه من طعامك » وأنت تربيه وتدلله 
وتتفداه » وحتفك » وهلاكك وهلاك جنودك على يديه » لتعلم أن رب السموات العلا هو القادر 
الغالب العظيم ٠‏ العزيز القوي الشديد المحال ٠‏ الذي ما شاء كان » وما لم يشأ لم يكن"(". 

وقرأ حمزة والكسائي: «ويري»» بالياء»ء و«فرعون وهامان وجنودهما»» بالرفع/") 
فوائد الآيات:[1-1]: 
-١‏ تقرير إعجاز القرآن الذي هو آية أنه كتاب الله حفآت. 
"- تقرير النبوة الهدية بهذا الوحي الإلهي. 
"- التحذير من الظلم والاستطالة على الناس والفساد في الأرض. 
5 - المؤمنون هم الذين ينتفعون بما يتلى عليهم لحياة قلوبهم. 
5- تقرير قاعدة لا حذر مع القدر. 
7- تحريم تحديد النسل بإلزام المواطن بأن لا يزيد على عدد معين من الأطفال. 


10 
منهم"(") 


القرآن 


)١(‏ تفسير مقاتل بن سليمان:95/9؟. 
)١(‏ تفسير البيضاوي:54/١117.‏ 
(') تفسير السمعاني:77/54١.‏ 
(4:) أخرجه الطبري:9١/518.‏ 
(5) أخرجه الطبري:9١/518.‏ 
(1) تفسير ابن كثير:7717/5. 

0( ار : تفسير البيضاوي:4/١/1١1077-1.‏ 


(وَأَوْحَيْنا إِلَى م مُوسَّى أَنْ أزضعيه فَإِدًا خفت عَلَيْهِ فألقيه في اليم وَنَا تَخَافي وَلَّا تَخزّنِي إِنَا 
رَاذُوهُ إِلَيِْكِ وَجَاعِلُوهُ من الْمُرْسَلِينَ (1) فَالْتَقَطَهُ آل فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوَا وَحَرَنَا إنَّ فَرْعَوْنَ 
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطْئِينَ (8)) [القصص: ]١-07‏ 


التفسير: 
أرضعيه مطمئنة. فإذا خشيت رد ا ا ده 


من فرعون وقومه أن يقتلوه» ودون حزن على فراقه؛ إنا رادو ولدك إليك وباعثوه رسولا. 
فوضعته في صندوق وألقته في النيل» فعثر عليه اعوان فرعون وأخذوه. فكانت عاقبة ذلك ما 
قدره الله بأن يكون موسى عدوا لهم بمخالفة دينهم» وموقعا لهم في الحزن بإغراقهم وزوال 
ملكهم على 'يده: إن توعون وتكامان واعواتهنا كلوا أثمين مشركين. 
حين ولدته وخشيت عاد أن تديفه فرعون كم ع أبناء . بني ا أن أرضعيه 
طمئنة"(0), 

قال ابن قتيبة:" أي: قذفنا في قلبهاء ومثله: (ِوَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِين؟ [المائدة : 
الا 

1 الواحدي:" أَيْ: ألهمناها ما يلهم الإنسان من الصّواب"(". 

قال القرطبي:" قيل: (أوحينا): ألهمنا. وقيل: أوحى إليها في النوم. وقال ابن عباس - 
رضى الله عنهما-: أوحى إليها كما أوحى إلى النبيين"7). |4 8 

قال الزجاج: قيل: إن الوحي ههنا ألقاء الله في قلبهاء وما بعد هذا يدل - والله أعلم -أنه 
وحى من الله عز وجل على جهة الإعلام للضمان لها (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين(» 
ويدل عليه :(ولتعلم ان وعد الله حق)» وقد قيل: إن الوحي ههنا الإلهام» وجائز أن يلقي الله في 
قلبها أنة مردود إليها وأنه يكون مرسلاء ولكن الإعلام أبين في هذا أعني أن 
يكون الوحي ههنا إعلاما. 

قال الزجاج:" وأصل «الوحى» في اللغة كلها إعلام في خفيء فلذلك صار الإلهام يسمى 
وحيا"20, 

قال مقاتل:" واسمها يوكابدلأ) من ولد لاوى بن يعقوبء (أن أرضعيه)» فأمرها جبريل- 
عليه السلام- بذلك"(". 

عن قتادة» "[وأوحينا إلى أم موسى)» وحيا جاءها من الله» فقذف في قلبهاء وليس بوحي 
نبوة» أن أرضعي موسىء (فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني) ... الآية"(". 

قال السدي:" أمر فرعون أن يذبح من ولد من بني إسرائيل سنة» ويتركوا سنة؛ فلما كان 
في السنة التي يذبحون فيها حملت بموسى؛ فلما أرادت وضعه؛ حزنت من شأنه» فأوحى الله 
إليها: (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم1"(". 


."85 التفسير الميسر:‎ )١ 

؟) غريب القرآن:77/8. 

) الوجين 31 

:) تفسير القرطبي:١١/315١.‏ 

5) معاني القرآن:7/4١-18.‏ 
1)وذكرت فى مواضع أخرى: «يوخاند». 
") تفسير مقاتل بن سليمان:؟/775. 
6) أخرجه الطبري:9١/519.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قوله تعالئ! ز3ا لخقت عازه كالهيه في ل) [القصص: 8]: أي:" فإذا خشيت أن يُعرف 
أمره فضعيه في صندوق وألقيه في بحر النيل"7". 

عن السدي ٠‏ "إفألقيه في اليم)» قال: هو البحرء وهو النيل"(". 

قال ابن كثير:" وذلك أنه كانت دارها على حافة النيل » فاتخذت تابونًا » ومهدت فيه 
مهدا » وجعلت ترضع ولدها ء فإذا دخل عليها أحد مِمَّنْ تخاف جعلته في ذلك التابوت » وسيرته 
في البحر » وربطته بحبل عندها. فلما كان ذات يوم دخل عليها مَنْ تخافه » فذهبت فوضعته في 
ذلك التابوت » وأرسلته في البحر وذهلت عن أن تربطه » فذهب مع الماء واحتمله" 1 

وفي قوله تعالى:(فَإِدَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَألقِيهِ في الْيَم) [القصص: ]» وجهان: 
احدهما* ا ا ل ا م 4 6 ا 
مما يطلب الصبي بعد حال سقوطه من بطن أمه. وهذا قول ابن جريج! وابو بكر بن 
عبداشه(")؛ ومقاتل7". 

عن ابن جريج» قوله: رأ هده | تحت كد )/ قال* إذا بلغ أريعة اشمر وصباج؛ 

وابتغى من الرضاع أكثر من ذلك (فألقيه) حينئذ في اليم) فذلك قوله: (فإذا خفت عليه)"0. 

قال أبو بكر بن عبد الله: "لم يقل الها: إذا ولدتيه فألقيه في اليم» إنما قال لها: (أن 
فترضعه؛ وتأتيه كل ليلة فترضعهه فيكفيه ذلك"(2. 

قال مقاتل:" إفإذا خفت عليه) القتل وكانت أرضعته ثلاثة أشهر وكان خوفها أنه كان 
يبكي من قلة اللبن فيسمع الجيران بكاء الصبيء فقال: «فإذا خفت عليه» فألقيه في اليم يعني في 
ل فى أو كل به ملك يحفظه في اليم ل ررك حرفل 
القبطي» ووضعت موسى في التابوتء ثم ألقته في البحر"/ 0 
الثاني: أن ام موسى أمرت أن تلقيه في اليم بعد ولادها إياهء وبعد رضاعها. هذا قول السدي/' "). 

وقال الح نا وق ضيح ل وكقد اوور ارقوين لكر كابر وجعل مفتاح 
التابوت من داخل» وجعلته فيه» فألقته في اليم" 00 

قال الطبري:" وأولى قول قيل في ذلك بالصوابء أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر أم 
موسى أن ترضعه. فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليم. وجائز أن 


.519/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 
"؟) التفسير الميسر: 85”؟.‎ 

") أخرجه الطبري:9١/570.‏ 

:) تفسير ابن كثير:777/5. 

ار تفسير الطبري:9١/١57.‏ 
؟) انظر: تفسير الطبري:9١/570.‏ 

") انظر: تفسير مقاتل بن سليمان:9/-/الا؟. 
6) أخرجه الطبري:9١/570.‏ 

4) أخرجه الطبري:9١/570.‏ 

)٠‏ تفسير مقاتل بن سليمان:71910-95/9, 
)١‏ انظر: تفسير الطبري:3١/570.‏ 

.570/١9:يربطلا أخرجه‎ )١١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


تكون خافتهم عليه بعد أشهر من ولادها إياه؛ وأي ذلك كانء فقد فعلت ما أوحى الله إليها فيه 
ولا خبر قامت به حجة. ولا فطرة في العقل لبيان أي ذلك كان من أيء» فأولى الأقوال في ذلك 
بالصلحة أن يقال كما قال جل ثناوه 1 6 
تحزني لفراقه"(". 

5 الطبري:* يفول لتاقي علن ولذك من :فرعون ونجنده أن يتارم ولا تحوني 
لفراقه" 

قال ابن زيد:" قال: لا تخافي عليه البحرء ولا تحزني لفراقه؛ الوا ا 

قوله تعالى ال رَادُوهُ ِلَيْكِ وخاعلوة مِنْ نَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 8].: أي: " إنا رادو ولدك 
إليك وباعثوه رسولا"7) 

قال الطبري:" يقول: إنا رادو ولدك إليك و لتكوني أنت ترضعيه» وباعثوه 
رسولا إلى من تخافينه عليه أن يقتله» وفعل الله ذلك بها وبه"7"). 

عن ابن إسحاق» "إإنا رادوه إليك) وباعثوه رسولا إلى هذا الطاغية., وجاعلو هلاكه» 

ونجاة بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء على يديه"( 

قوله تعالى :(فَالْتَقَطَهُ آَل فِرْ عَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوَ ا وَحَرَنَا) [القصص: / أي: !2 00 
وأصابه أعوان فرعون لتكون عاقبة الأمر أن يضح لهم عدوا ومصس. حزن وبلاء وهدك0: 
وهلاك" 0 

قال الطبري:" فالتقطه آل فرعون 00 وأخذوه؛ ليكون موسى لآل فرعون عدوا في 
دينهم» وحزنا على ما ينالهم منه من المكروه"(") 

قال قتادة:" عدوا لهم في دينهم؛ وحزنا لما يأتيهم" 00 

قال الزجاج: أي: ليصير الأمر إلى لكلا انيد طلتوكورا ذو نيز يا شوو للد كنيف 
مالا فأدى ذلك إلى الهلاك: إنما كسب فلان لحتفه» وهو لم يطلب المال للحتف. ومثله: فللموت 
ما تلد الوالدة» أي فهي لم تلده طلبا أن يموت ولدها ولكن المصير إلى ذلك"77). 

وقرئ"«وحزنا»» بضم الحاء وتسكين الزاي!"". 

وفي معنى قوله تعالى:(آلُ فِرْعَوْنَ) [القصص: 8]» هناء أقوال: 
أحدها: عنى بذلك: جواري امرأة فرعون. قاله السدي("". 


.570/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
صفوة التفاسير:؟/5"91.‎ )١( 
.571/١31:يربطلا تفسير‎ )"( 
.571/١9:يربطلا أخرجه‎ )5( 
."85 التفسير الميسر:‎ )©( 

(1) تفسير الطبري:1١/571.‏ 
(") أخرجه الطبري:9١/571.‏ 
(1) صفوة التفاسير:؟/5"91. 
(9) تفسير الطبري:9١/1١7م‏ 5717. 
)٠١(‏ أخرجه الطبري:9١/5375.‏ 
)١١(‏ معاني القرآن:4/؟7١.‏ 

.57 5/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )١١( 
.5717/١9:يربطلا انطر: تفسير‎ )١( 


قال السدي:" أقبل الموج بالتابوت يرفعه مرة ويخفضه أخرى. حتى أدخله بين أشجار 
عند بيت فرعونء فخرج جواري آسية امرأة فرعون يغسلنء فوجدن التابوت» فأدخلنه إلى آسية 
وظنن أن فيه مالا فلما نظرت إليه آسية» وقعت عليها رحمته فأحبته؛ فلما أخبرت به فرعون 
أراد أن يذبحه؛ فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لهاء قال: إني أخاف أن يكون هذا من بني 
إسرائيل» وأن يكون هذا الذي على يديه هلاكناء فذلك قول الله: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم 
عدوا وحزنا/"(". 
الثاني: عني به ابنة فرعون. وهذا قول تمد بن قيس(". 

كال عد بن فبس:" كادتاينت فرعون, برطباء+ ققايف إل النيل».فإذا. الدابوت في لديل 
تخفقه الأمواج» فأخذته بنت فرعون, فلما فتحت التابوتء فإذا هي بصبي» فلما اطلعت في وجهه 
فقال فرعون: هذا من صبيان بني إسرائيل» هلم حتى أقتله» فقالت: (قرة عين لي ولك لا 
تقتلوه)"0. 
الثالث: أنهم أعوان فرعون. وهذا قول ابن إسحاق0"). 

قال ابن إسحاق:" أصبح فرعون في مجلس له كان يجلسه على شفير النيل كل غداة: 
فبينما هو جالسء إذ مر النيل بالتابوت يقذف به وآسية بنت مزاحم امرأته جالسة إلى جنبه 
فقالت: إن هذا لشيء في البحرء» فأتوني به فخرج إليه أعوانه. حتى جاءوا به ففتح التابوت فإذا 
فيه صبي في مهده. فألقى الله عليه محبته» وعطف عليه نفسه» قالت امرأته آسية: إلا تقتلوه 
عن ار فسا إرد تمه ةا 

قال الطبري:" ولا قول في ذلك عندنا أولى بالصواب مما قال الله عز وجل: (فالتقطه آل 
فرعون)"(0"). 
قال ابن كثير:" فذهب مع الماء واحتمله » حتى مر به على دار فرعون » فالتقطه 
الجواري فاحتملنه » فذهبن به إلى امرأة فرعون » ولا يدرين ما فيه » وخشين أن يفتتن عليها 
في فتحه دونها. فلما كشفت عنه إذا هو غلام من أحسن الخلق وأجمله وأحلاه وأبهاه » فأوقع الله 
محبته في قلبها حين نظرت إليه » وذلك لسعادتها وما أراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها ؛ ولهذا 
قال ( فَالتَقَطَهُ آل فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًا وَحَرَنَا)"7". ' 

قوله تعالى:(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) [القصص: 8].» أي:" إن 
فرعون وهامان وأعوانهما كانوا آثمين مشركين"(0. 

قال الطبري:يقول:" إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا بربهم آثمين» فلذلك كان لهم 
موسى عدوا وحزنا"0". 


القرآن 


.577/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.577/١9:يربطلا انطر: تفسير‎ )١( 
.577/١9:يربطلا أخرجه‎ )"( 
.577/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )4( 
.5717/١9:يربطلا أخرجه‎ )5( 
.571؟/١9:يربطلا تفسير‎ )1( 
تفسير ابن كثير:777/5.‎ )0( 
اي التفاسير:؟/91".‎ 
3 


4) تفسير الطبري:5١/575.‏ 


(وَقَانَتِ امْرَأتُ فِرْعَوْنَ قُرّتْ عَيْنِ لي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أو نَتَحْدَهُ وَلَدَا وَهُمْ لا 
يَشْعْرُونَ (1)9 [القصص: ؟] 
التفسير: 
ولمّا شاهدته امرأة فرعون ألقى الله محبته في قلبهاء وقالت لفرعون: هذا الطفل سيكون مصدر 
سرور لي ولكء لا تقتلوه؛ فقد نصيب منه خيرًا أو نتخذه ولدَاء وفرعون وأله لا يدركون أن 
هلاكهم على يديه. 
زوجة فرعون 0 هذا ذا الغلام م قرة عين لذ" 0 

قال ابن كثير:" يعني : أن فرعون لما رآه همَّ بقتله خوفًا من أن يكون من بني إسرائيل 
فجعلت ١‏ مرأته آسية بنت مزاحم تُحَاجٌُ عنه وتذب دونه » وتحببه إلى فرعون » فقالت : ( قُرَهُ 
عَيْنِ لي وَلَكَ ) فقال : أما لك فَنَعَم » وأما لي فلا. فكان كذلك ٠‏ وهداها الله به » وأهلكه الله على 
يديه"0), 

قال تمد بن قيس:" قالت امرأة فرعون: إقرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو 
نتخذه ولدا4» قال فرعون: قرة عين لكء أما لي فلا. قال مد بن قيس: قال رسول الله كه: «لو 
قال فرعون: قرة عين لي ولك» لكان لهما جميعا»"7". . 
000 قال السدي:" اتخذه فرعون ولداء ودعى على أنه ابن فرعون؛ فلما تحرك الغلام أرته 
أمه اسية صبياء فبينما هي ترقصه وتلعب به. إذ ناولته فرعونء وقالت: خذه؛ قرة عين لي ولك» 
قال فرعون: هو قرة عين لكء لا لي. قال عبد الله بن عباس: لو أنه قال: وهو لي قرة عين إذن؛ 
لآمن به ولكنه أبى" 0 1 

قال ابن عباس:" لما أتت بموسى امرأة فرعون فرعون قالت: (قرة عين لي ولك) قال 
فرعون: يكون لكء فأما لي فلا حاجة لي فيه؛ فقال رسول الله كل: «والذي يحلف به لو أقر 
فرعون أن يكون له قرة عين كما أقرتء لهداه الله به كما هدى به امرأته» ولكن الله حرمه 
ذلك»"(0) 

عن قتادة » "قالت امرأة فرعون: (قرةاغين لي ولك]» تعني بذلك: موبيبي 7 . 

قوله تعالى: إلا تَقْتُْوهُ) [القصص: 1]» اي:" لا تقتله يا فرعون" ."7‏ , 

قال الصابوني:" خاطبته بلفظ الجمع كما يُخاطب العار رم ' عزون لفالان عنها كنا 
تريد"(0, " 
قال الطبري:" ذكر أن امرأة فرعون قالت هذا القول حين هم بقتله. قال بعضهم: حين 
أتي به يوم م التقطه من اليم. وقال بعضهم: يوم نتف من لحيته؛ أو ضربه بعصا كانت في يده"(". 
يده" 1 


)١(‏ صفوة التفاسير:؟/91". 
)١(‏ تفسير ابن كثير:777/5. 
(*) أخرجه الطبري 0 
(:) أخرجه الطبري:9١/195ه-570.‏ 
(5) أخرجه الطبري:9١/575.‏ 
(5) أخرجه الطبري:9١/575.‏ 
(1) صفوة التفاسير:؟/91". 
(8) صفوة التفاسير:؟/91". 
(1) ته 


4) تفسير الطبري:9١/575.‏ 


عن قتادة » "إلا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)» قال: ألقيت عليه رحمتها حين 
0 
قال السدي:" لما أتي فرعون به صبيا أخذه إليه» فأخذ موسى بلحيته فنتفهاء قال فرعون: 
علي بالذباحين» هو هذا! قالت آسية (لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) إنما هو صبي لا 
يعقل» وإنما صنع هذا من صباه"0, 

قوله تعالى:[عَسَى أنْ يَنْفَعَنَا أو نَتَخْدَهُ وَلَدَا1ْ [القصص: 4]. اي:" عسى أن ينفعنا في 
الكبر» أو نتبناه فنجعله لنا ولدآً أتَقَدُ به عيوننا"! 0 

قال ابن كثير"' "ونه كمسل ليا نلك . وهذاها الله يدرو نكم الحنة لسن وقولها : ( 
أو نَتَخْدَهُ وَلَدَا 4 أي : أرادت أن تتهدم ولذا وتتبناه » وللقر انه ام يكل لها لولدم ” 4 

قوله تعالى:(ِوَهُمْ لا يَشْعْرُونَ] [القصص: 1].؛ اي:" وهم لا شعرون أن هلاك فرعون 
وزبانيه سيكون على يديه وبسببه"7. 

قال ابن كثير:" أي : لا يدرون ما أراد الله منه بالتقاطهم إياه » من الحكمة العظيمة 
البالغة » والحجة القاطعة "(6, 

قال قتادة:" وهم لا يشعرون أن هلكتهم على يديه» وفي زمانه"7". 

قال قتادة :" آل فرعون إنه لهم عدو"". ‏ . 505 

وقال ابن إسحاق: يقول الله: وهم لا يشعرون أي: بما هو كائن بما أراد الله به" .١‏ 

وقال مد بن قيس:" يقول: لا تدري بنو إسرائيل أنا التقطناه"7' ). 

قال الفراء:" يعني بني إسرائيل. فهذا وجه. ويجوز أن يكون هذا من قول الله. وهم لا 
يشعرون بأن موسى هو الذي يسلبهم ملكهم"7 ". 

كك الطبري:" معنى ذلك: وفرعون وآله لا يشعرون بما هو كائن من هلاكهم على 

بديه" 


القرآن , 


يات فد اله 


0 00 0 0 00 
وأصبح فؤاد أم موسى خاليًا من كل شيء في الدنيا إلا من همّ موسى وذكره؛ وقاربت أن تظهر 
أنه ابنها لولا أن ثبتناهاء فصبرت ولم تَبْدٍ به؛ لتكون من المؤمنين بوعد الله الموقنين به. 


.575/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.575/١9:يربطلا (؟) أخرجه‎ 
(؟) صفوة التفاسير:؟/91".‎ 
(؛) تفسير ابن كثير:777/56.‎ 
صفوة التفاسير:591/7.‎ )©( 
تفسير ابن كثير:777/56.‎ )1( 
.575/١9:يربطلا اخرجه‎ )0( 
.577/١9:يربطلا أخرجه‎ )8( 
.577/١9:يربطلا أخرجه‎ )9( 
.577/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠١( 
معاني القرآن:؟/707.‎ )١١( 
.577/1١9:يربطلا تفسير‎ )١١( 


قوله تعالى:وَأْصْبَحَ فُوَادُ أمّ مُوسَى فَارِعًا) [القصص: 4٠‏ أي:" 


وأصبح فؤاد أم 


موسى خاليًا من كل شيء في الدنيا إلا من همّ موسى وذكره"(". 

وافي:قولة تعالى:إو أصلتخ كوا أن قوم فارغا) [الفضصن: »]٠‏ وجوه من التفسير: 
أحدها اارضا مر كل لسري اد من دكن ابنها عوجي ككاله از معيرللن رابو اغيابيا”: 
ومجاهدا“)ء وقتادة! ). والضحاك0')؛ ومطر7"؛ واختاره الزجاج") 

قال ابن مسعود:" فرغ من ذكر كل شيء من أمر الدنيا إلا من ذكر موسى"0". 


كل عون كار امن كل تتويء د عن اهم مربي 
قال ابن عباس:" خاليا من كل شيء إلا ذكر مو 


000 


ف 0 


قال ابن عباس:" فرغ من كل شيء. إلا من نكر مه موسى 01 


قأل ابن عبائن*" يقول* لا تذكر_ الامو 


08 3 


قال مجاهد:" من كل شيء غير ذكر 100 
قال قتادة: أي: لاغيا من كل شيءء إلا من ذكر موسى"”". 


وقال قتادة:" 


هيا من كل شيء إلا من ذكر موسى 
وقال 200 ل لهمه» فليس يخلط هم 


مواشدي شىء" 


ةا 


00 


2. 


00 "١ 


بموسى والمعنى - 


الثاني : فارغاً من وحينا بنسيانه » قاله الحسن7؟') 


)١‏ التفسير الميسر: 85"؟. 


( 
( 
*) انظر: تفسير الطبري:9١/571.‏ 
5) انظر: تفسير الطبري:91١/571.‏ 
5) انظر: تفسير الطبري:3١/571.‏ 
؟) انظر: تفسير الطبري:91١/5710.‏ 
") انظر: تفسير الطبري:9١/571.‏ 
6) انظر: معاني القرآن:75/54١.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم( ١517١):نص73557/9.‏ 
)٠‏ أخرجه الطبري:5١/571.‏ 
)١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(" ١537١):نص73157/8.‏ 
)١١‏ أخرجه الطبري:5١/571.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/571.‏ 
)١ 5‏ أخرجه الطبري:5١/571.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/571.‏ 
5 ) أخرجه ابن أبي حاتم( ١51١):ص731157/5.‏ 
)١‏ معاني القرآن:؟/؟7”0. 
) معاني القرآن:75/54١.‏ 
1 ) انظر: تفسير الطبري:3١/57/8.‏ 

( 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
)٠١(‏ انظر: تفسير الطبري:9١/57/8.‏ 


؟) انظر: تفسير ابن ابي حاتم( ١71١):نص79155/1.‏ 


»وابن زيدا' ')ء وابن إسحاق7". 


قال الحسن: أصبح فارغا من العهد الذي عهدنا إليهاء والوعد الذي وعدناها أن نرد 
عليها ابنهاء فنسيت ذلك كلهء حتى كادت أن تبدي به لولا أن ربطنا على قلبها"("). 
تخاف ولا تحزن» قال: فجاءها الشيطان» فقال: يا أم موسىء؛ كرهت أن يقتل فرعون موسى» 
فيكون لك أجره وثوابه» وتوليت قتله فل في البحر وغرقتيه؛ فقال الله: (وأصبح فؤاد أم 
موسى فارغا) من الوحي الذي أوحاه إليها"7". 

قال ابن إسحاق:" قد كانت أم موسى ترفع له حين قذفته في البحرء هل تسمع له بذكر؟ 

حتى أتاها الخبر بأن فرعون أصاب الغداة صبيا في النيل في التابوت» فعرفت الصفة» ورأت 
أنه وقع في يدي عدوه الذي فرت به منه» وأصبح فؤادها فارغا من عهد الله إليها فيه» قد أنساها 
عظيم البلاء ما كان من العهد عندها من الله فيه"( 1). 

وقال مقاتل:" وذلك أنها رأت التابوت يرفعه موج ويضعه آخرء فخشيت عليه الغرق» 
فكادت تصيح شفقة عليه"(2), : 
الثالث : فارغاً من الحزن لعلمها أنه لم يغرق ٠‏ قاله أبو عبيدة! . 

قال أبو عبيدة:" ومنه قولهم: دم فرغ أي لا قود فيه ولا دية فيه"7". ْ 

ورد الطبري على قول أبي عبيدة» فقال:" وهذا قول لا معنى له؛ لخلافه قول جميع أهل 
التأويل"(", 

وقال الأخفش:" فارغا من الوحي إذ تخوفت على موسى"0). 
الرابع : معنى فارغاًء أي: نافراً » قاله العلاء بن بدر( ). 
الخامس : ناسياً » قاله اليزيدي! ". 
السادس : معناه: فأصبحت أم موسى والهاء رواه ابن جبير عن ابن عباس(""). 
السابع: أي فارغا من ذكر غير اللهء اعتمادا على وعد الله» (إنا رادوه إليك). وهذا قول سهل بن 
عند ارا "كر 

0 قال الطبري:" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عنديء قول من قال: معناه: (وأصبح 

فؤاد أم موسى فارغا) من كل شيءء إلا من هم موسى. وإنما قلنا: ذلك أولى الأقوال فيه 
بالصواب؛ لدلالة قوله: (إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) ولو كان عنى بذلك: فراغ 


.57/8/١9:يربطلا انظر:‎ )١( 

(؟) أخرجه الطبري:9١/578.‏ 

(") أخرجه الطبري:9١/578.‏ 

(4:) أخرجه الطبري:9١/578.‏ 

(5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/771. 

(5) انظر: مجاز القرآن:؟/58. 

(0) مجاز القرآن:؟/518. 

(8)تفسير الطبري:1١/5748‏ . 

(9) معاني القرآن:؟/555. 

.73157/9ص:)١51705(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )٠١( 
انظر: النكت والعيون:77//4.‎ )١1١( 

.73157/9ص:)١51704(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )١١( 
.١١/8:يرتستلا انظر: تفسير‎ )١5( 


قلبها من الوحيء لم يعقب بقوله: (إن كادت لتبدي به)» لأنها إن كانت قاربت أن تبدي الوحيء 
فلم تكد أن تبديه إلا لكثرة ذكرها إياه» وولوعها به. ومحال أن تكون به ولعة إلا وهي ذاكرة. 

وإذا كان ذلك كذلك؛ بطل القول بأنها كانت فارغة القلب مما أوحي إليها. وأخرى أن الله 
تعالى ذكره أخبر عنها أنها أصبحت فارغة القلب» ولم يخصص فراغ قلبها من شيء دون 
شيء» فذلك على العموم إلا ما قامت حجته أن قلبها لم يفرغ منه. وقد ذكر عن فضالة بن عبيد 
أنه كان يقرؤه: «وَأَصْبَحَ فوَادُ أم مُوسى قزعاً» من الفزع"77. 

قوله تعالي:(إِنْ كَادَتْ لَتْبْدِي به لَوْلَا أنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا1 [القصص: .]٠١‏ أي:" 
وقاربت أن تُظهر أنه ابنها لولا أن ثبتناها» فصبرت ولم ثُبْدٍ به"7"). 

قال الزجاج:" المعنى: إن كادت لتظهر أنه ابنها لولا ربطنا على قلبهاء و«الربط على 
القلب»: إلهام الصبر وتشديده وتقويته"7". 

قال الطبري:"( لولا أن ربطنا على قلبها) يقول: لولا أن عصمناها من ذلك بتثبيتناها 
وتوفيقناها للسكوت عنه"(*) 

عن قتادة» قال: "قال الله (لولا أن ربطنا على قلبها): أي بالإيمان (لتكون من 
المؤ منين0"1). 

قال السدي:" كادت تقول: هو ابني» فعصمها اللهء فذلك قول الله: (إن كادت لتبدي به 
لولا أن 0 3 0 

قتادة:"(لولا أن ر بطنا على قلبها)؛ أي: بالإيمان" 00 
وفي قوله تعالى:[إن عاد لدي به لؤلا أن رطا على فلبها) [القصص: »]٠‏ وجوه 
من التفسير: 

أحدها : أن تيح عفد إلقاه: وا إبناه » قاله ابن عباس7), وأبو عبيدة7؟),» وعكرمة('')» ومغيث 
ومغيث بن سمي وقتادة الا 

قال قتادة:" أي: لتبدي به أنه ابنها من شدة وجدها"("". 
احاتهي ا ركع انا حملت ردك رجيات :هو ابني» لأنه ضاق صدرها لما قيل: هو ابن 


.5795-557/8/١5:يربطلا تفسير‎ )١ 
."85 ا الميسر:‎ 

'') معاني القرآن:75/54١.‏ 

4) تفسير الطبري:5١/570.‏ 

3 اشرحة إطاري 60 

1) اخرجه الطبري 0/1 6 

( 

( 

( 


5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
(1) أخرجه ابن أبي حاتم(171711):ص75147/4. 

(4) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(17117):ص75517/4. 
(9) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 789 بدون سند. 
)٠9١(‏ انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 7151/4 بدون سند. 
)١١(‏ انظر: تفسير ابن ابيع حاتم: 7151/4 بدون سند. 
)١١(‏ انظر: تفسير الطبري:9١/5759.‏ 

.5759/١91:يربطلا اخرجه‎ )١( 
.5759/١3:يربطلا انظر: تفسير‎ )١5( 


١1١١ 


قال السدي: " لما جاءت أمه أخذ منهاء يعلى يعني الرضاعء فكادت أن تقول: هو ابني» 
فعصمها الله.ء فذلك قول الله (إن كادت لتبديي به لولا أن ربطنا على قلبها/"0". 
الثالث : أن تبدي بالوحيء أي: تظهره » قاله الأخفش7), وحكاه ابن عيسى(". 

قال الطبري:" والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين ذكرنا ولي أنهم قالوا: إن 
كادت لتقول: يا بنياه؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك؛ وأنه عقيب قوله: (وأصبح فؤاد 
أم موسى فارغا)» فلآن يكون لو لم يكن ممن ذكرنا في ذلك إجماع على ذلك من ذكر موسىء 
لقربه منه» أشبه من أن ايكون ٠‏ من ذكر 0 
الموقنين به" م 

قال الطبري:يقول:" عصمناها من إظهار ذلك وقيله بلسانهاء وثبتناها للعهد الذي عهدنا 
إليها (لتكون من المؤمنين؟ بوعد اللهء الموقنين به"0). 

عن سعيد بن جبيرء "إلتكون من المؤمنين)» من المصدقين"(0". 

قال السدي:" قد كانت من المؤمنين ولكن بقوله: (إنا رادوه إليك وجاعلوه من 


المرسلين1"(*) 

,  نآرقلا‎ 

(وَقَالت لأخته قصيه فبَصرّت به عن جنب وَهمْ لا يَشْعْرُونَ ))١١(‏ [القصص: ]١١‏ 
التفسير: 


46 


وقالت أم موسى لأخته حين ألقته في اليم: انبعي أثر موسى كيف يُصْنَع به؟ فتتبعت أثره 
فأبصرته عن بُغْدء وقوم فرعون لا يعرفون أنها أخته؛ وأنها تتبع خبره. 

قوله تعالى:[ِوَقَالَتْ لِأَخْتِهِ قُصِنّيه) [القصص: :]١١‏ أي:" وقالت أم موسى لأخته حين 
ألقته في اليم: اتبعي أثر موسى كيف يُصْنَّع به؟"7). 

قال الطبري: يقول:" إوقالت؟ أم موسى لأخت موسى حين ألقته في اليم: قصي أثر 
موسىء اتبعي أثره"'). 

قال ابن كثير:" أي : أمرت ابنتها - وكانت كبيرة تعي ما يقال لها - فقالت لها : ( قْصِيهِ 
4 أي : اتبعي أثره » وخذي خبره ء وتَطَلَّبِي شأنه من نواحي البلد. فخرجت لذلك"7'". 

قال مجاهد:" اتبعي أثره كيف يصنع به"(""). 


.579/١9:يربطلا اخرجه‎ )١ 

؟) انظر: معاني القرآن:559/7. 

") انظر: النكت والعيون: 77/2/5. 

5) تفسير الطبري:9١/5075-.‏ 517. 

سي الميسر: 85". 

5؟) تفسير الطبري:9١/570.‏ 

") أخرجه ابن أبي حاتم(51714١):ص7315417/4.‏ 
) أخرجه ابن أبي حاتم(51715١):ص‏ 57/3 79. 
4) التفسير الميسر: 85". 

571-619 ./١9:يربطلا تفسير‎ )٠ 
تفسير ابن كثير:777/5.‎ )١ 

1 أخرعه الطبري:9١/591.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


1 


قال قتادة:" أي: انظري ماذا يفعلون به"(١)‏ 

قال سعيد بن جبير: انظريه"7". 

قال ابن عباس:" أي: قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكراء أحي ابني أو قد أكلته 
دواب البحر وحيتانه؟ ونسيت الذي كان الله وعدها"(". اا 

قوله تعالى:إَبَصْرَتْ به عَنْ جُنْبِ وَهُمْ لا يََعْرُونَ) [القصص: ١١]؛‏ أي:" فتتبعت فتتبعت أثره 
فأبصرته عن بُعْدء وقوم فرعون لا يعرفون أنها أخته» وأنها تتبع خبره"7). 

قال الطبري: يقول:" فقصت أخت موسى أثره» فبصرت بموسى عن بعد لم تدن منه ولم 
تقربء لئلا يعلم أنها منه بسبيل"20. 

عن السديء "(وهم لا يشعرون] أنها أخته ْ 0 

عن قتادة» "إوهم لا يشعرون] أنها أخته» قال: جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده" 

قال ابن إسحاق:" أي: لا يعرفون أنها منه بسبيل"(". 

قال مقاتل: يعني: كأنها مجانبة له بعيدا من أن ترقبه كقوله- تعالى-: (والجار الجنب)» 
يعني: بعيدا منهم من قوم آخرين وعينها إلى التابودت معرضة بوجهها عنه إلى غيره (وهم لا 
يشعرون) أنها ترقبه"(). ' 

وقال ابن غبافن:"الجنب: أن وسو يضنؤ الإتساع إلى القنيم البعيد وه إلى نيه ذا 

يشعر به"( "). ْ 
٠‏ وفي قوله تعالى:(فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنْبِ) [القصص: ١١]؛‏ وجوه من التفسير: 
أحدها : عن جانب » قاله ابن عباس/ . 00 

وقال يحيى بن سلام:" أي: عن ناحية”  .'‏ . 

وقال قتادة:" يقول: بصرت به وهي مجانبة لم تأته 
الثاني : عن بعيد » قاله مجاهدا؛ 2 وابو عبيدة!( *". وابن قتيبة(' ")» والزجاج!' )» ومنه: الأجنبي» 
الأجنبي» قال أعشى بن قيس(): 


للا 6 


الا 


.571/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.735/8/5صن:)١517571١(متاح أخرجه ابن أبي‎ )" 

؟) أخرجه الطبري:9١/571.‏ 

:) التفسير الميسر: 85". 

©) تفسير الطبري:59١/90ه-571.‏ 

5) أخرجه ابن أبي حاتم(53774١):نص73553/3.‏ 

") أخرجه ابن أبي حاتم(53779١):نص73553/3.‏ 

6) أخرجه ابن أبي حاتم(١5177١):نص73553/9.‏ 

1) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/77/8. 

.731593/8ص:)١51717١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠ 

) انظر: تفسير ابن أبي حاتم(51775١):ص731158/3.‏ 
)١‏ انظر: تفسير يحيى بن سلام:؟/5/81. 

)١‏ أخرجه ابن أبي حاتم(”795/4/9:)17177. 

) انظر: تفسير ابن أبي حاتم(517571١):ص731158/3.‏ 
) انظر: مجاز القرآن:؟/14. 
) انظر: غريب القرآن:59؟"؟. 


١11 


أتيث خُرينًا زائرًا عن جنابة ... وكان خحُرَيتْ عن عَطَائِيَ جَامِدَا 
وقال علقمة بن عبدة(): ١‏ 
قلا تَخرميِّى نَائْلَا عن جَنَابِةٍ ... فإني امروؤٌ وَمْط القِبَاب غَرِيبْ 

أي: لاتحرمني نائلا عن بعد وإن كنت بعيدا منك("). 
وفال الحطيئة": 2 
والله يا معشر لاموا امرأ جنبا ... فى آل لأى بن شمّاس لأكياس 

1 قال ابن قتيبة: أي: عن بعد منها عنه وإعراضء لثلا يفطنوا لها. و«المجانبة» من 

هذا" 

قال الزجاج: أئ: عن بعد تبصر ولا توهم أنها تراه يقال: بصرت به جنب وعن جنابة؛» 
إذا!تظريك اليد عن عزن" 


قال السمعانى"' ' وفي القصة: أنها كانت تمشي جانبا» وتنظر مختلسة وتري الناس أنها 
لا تنظ بلك 5 
الثالث : عن شوق » حكاه أبوعمرو بن العلاء7"!» وذكر أنها لغة جذام يقولون: جنبت إليك» أي: 
اشتقت. 


قال ابن كثير:" وذلك أنه لما استقر موسى » عليه السلام » بدار فرعون » وأحبته امرأة 

الملك » واستطلقته منه »ء عرضوا عليه المراضع التي في دارهم » فلم يقبل منها ثديّا » وأبى أن 
يقبل شينًا من ذلك. فخرجوا به إلى سوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته » فلما رأته بأيديهم 

5 ب 0 95 ١0‏ 
عرفته » ولم تظهر ذلك ولم يشعروا بها"('"). 
فوائد الآيات:[/ا- :]١١-‏ 
-١‏ بيان تدبير الله تعالى لأولياء وصالحي عباده وتجلى ذلك في الوحي إلى أم موسى بإرضاعه 
وإلقانه في اندي نو التقاظة ال در عور لله ليترونى في بويك الحلك اعرين | مكوما. 


.١75/4:نآرقلا انظر: معاني‎ )١( 
.511/١9:يربطلا والكامل 55/7» وتفسير‎ »5٠ /١ معاني الزجاج"‎ »4 :هناويد)١(‎ 
و«خريث»: تصغير لكلمة حارث» وهو ذم للحارث بن وعلة بن مجالد الى الرقاشي. الجنابّة: البعد. وانظر‎ 
.35 07 3107 'الكامل" ؟/‎ 
2555 والاختيارين للأخفش الأصغر:‎ »١5 /7” (؟) ديوانه:١9ء ومجاز القرآن لأبي عبيدة:48/7» والكامل:‎ 
.57٠ /١ وفيه: الديار بدل القباب» "الزاهر"‎ 
والجنابة: البعد والغربة وهو الشاهد. والمعنى: لا تحرمني بعد غربة وبعد عن دياري. والبيت من‎ 
قصيدة في فكاك أسر أخ له‎ 
.١75/54:جاجزلل انظر: معاني القرآن‎ ):( 
وهو فى المختارات ص 1255» وانكظر: مجاز القرون لأبي‎ 7١ (©)مطلع قصيدة فى ديوانه رقم‎ 
.19/5 عبيدة:‎ 
غريب القرآن:579.‎ )1( 
.١5/4:نآرقلا معاني‎ )1( 
.١١؟5/:4:يناعمسلا تفسير‎ )8( 
انظر: النكت والعيون:779/5.‎ )9( 
تفسير ابن كثير:777/5.‎ )٠١( 


1 


؟- بيان سوء الخطيئة وآثارها السيئة وعواقبها المدمرة وتجلى ذلك فيما حل بفرعون وهامان 
وجنودهما. 

"- فضيلة الرجاء تجلت في قول آسية "قرة عين لي ولك" فقال فرعون: أما لي فلا. فكان 
موسى قرة عين لآسية ولم يكن لفرعون. , 

5 بيان عاطفة الأمومة حيث أصبح فواد أم موسى فارغا إلا من موسى. 

5- بيان عناية الله بأوليائه حيث ربط على قلب أم موسى فصبرت ولم تبده لهم وتقول هو ولدي 
لبتي وك اله تعالى كنا أحيرها بوالحمد له رن العلميقة 


القرآن 
(وَحَرَّمْنَا عَلَيْه الْمَرَاضعَ من قَبْلُ فَقَالَتْ هَل أَدُلّكُمْ عَلَى أهل بَيْتِ يَكْفْلُوَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ تاصخون 
))١١(‏ [القصص : ؟١]‏ 
التفسير: 
وحرمنا على موسى المراض ضع أن يرتضع منهن مِن قبل أن نردّه إلى أمه» فقالت أخته: هل أدلكم 
ان 
موسى المراضع أن اك تن ون فل انث : إلى أمه"7". 

ذال إزن كثير :اي ١‏ فحريها قذري ٠.‏ ولك لكر ام اث له فال طن أن زوجع اغا لذ 
أمه ؛ ولأن الله - سبحانه - جعل ذلك سببًا إلى رجوعه إلى أمه » لترضعه وهى آمنة » بعدما 
كانت خائفة "(). 1 
قال السمعاني:" أي: متعتاوامن فول الركاء: “ولب الحراد .من التحرك_ هر التعريم الشريعي؛ 
وإنما المراد من التحريم هو المنع؛ »؛ قال امرؤ القيس شعرا(() 
جَالَتْ لِتصرَعَنِي فَقُلْتُ لَهَا افصري . إن امو ماع عليه كوا 

أي: ممتتع ».وفي القصة:- إن موسى مكث ثمان ليال لا يقبل قنها:ويطيخ وه قن :ات 
مرضعة له"(), 

قال مقاتل:" وذلك أنه لم يقبل ثدي امرأة"20. 

قال قتادة:" جعل لا يؤتى بامرأة إلا لم يأخذ ثديها"7") 

قال ابن إسحاق:" جمعوا المراضع حين ألقى الله محبتهم عليه» فلا يؤتى بامرأة فيقبل 
ثديها فيرمضهم ذلك؛ فيؤتي بمرضع بعد مرضع, فلا يقبل شيئا منهن"7". 

وله تعلى: زقتالك كل اللذم على أخل رض لكلا 2 لخم [التضيصن : ؟١١1]»‏ أي:" فقالت 
أخته: : هل أدلكم على أهل بيت يحسنون تربيته وإرضاعه"0". 

قال مقاتل:" يعني: يضمنون لكم رضاعه"(". 


)١(‏ التفسير الميسر:85". 

(1) تفسير ابن كثير:775/5. 

2( 8 /اه6١.‏ 
(4) تفسير السمعاني:175/4١.‏ 

(5) تفسير مقاتل بن سليمان:8//9". 
(5) أخرجه الطبري:9١/574.‏ 

(1) أخرجه الطبري:5١/574.‏ 

(4) التفسير الميسر:85*. 

(4) تفسير مقاتل بن سليمان:674/9. 


قال ابن إسحاق:" جمعوا المراضع حين ألقى الله محبتهم عليه» فلا يؤتى بامرأة فيقبل 
لديهآ فإزامضهم ذلك» فيوتي بمررضغ بعد مرضع :“فلا يقل شينا مدهن.. 

قوله تعالى: (وَهْة لة داضكون] [القصص : »]١١‏ أ" ' وهم مشفقون عليه"(") 

قال مقاتل:" هم أشفق ف علنه راطع لل كوو ا 

قال السمعاني:" أي: عليه مشفقون» والنصح ضد الغشء وقيل: النصح تصفية العمل من 
شوائب الفسادء ومنه قوله: «إن الدين النصيحة. قيل: لمن؟ قال: لله ولرسوله وكتابه 
والمومقزيع 01540 

عن ابن إسحاقء قوله: (ِوَهُمْ لَّهُ نَاصخونَ]» " أي: لمنزلته عندكم» وحرصكم على مسرة 
الملك؛ قالوا: هاتى"(". 

قال السدي:" لما قالت أخته :(هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) 
أخذوهاء وقالوا: إنك قد عرفت هذا الغلام» فدلينا على أهله» فقالت: ما أعرفه» ولكني إنما قلت: 
هم للملك ناصحون"(". 


.575/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 

؟) التفسير الميسر:87/". 

“') تفسير مقاتل بن سليمان:؟/77/8. 

4) الحديث:« إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه 
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». 

حديث تميم الدارى: أخرجه أحمد :»٠١7/5(‏ رقم )١5187‏ » ومسلم (١/2/5ء‏ رقم 55) » وأبو داود (2585/54 
رقم 43554) » والنسائى (/557/1١ء‏ رقم 51917) » وأبو عوانة »54/١(‏ رقم )٠١١‏ » وابن خزيمة فى السياسة 
كما فى إتحاف المهرة للحافظ (”/8» رقم )١555‏ » وابن حبان »475/٠١(‏ رقم 551754) » والبغوى فى 
الجعديات (١/37"ء‏ رقم )51/8١‏ وابن قانع )٠١9/1(‏ » والبيهقى فى شعب الإيمان (4/؟7", رقم 07565) »2 
وأبو نعيم فى المعرفة »553/١(‏ رقم )١١1١‏ . وأخرجه أيضا: الطبرانى (؟/54» رقم )١١7‏ » وابن 
عساكر .)05/1١١(‏ 

حديث أبى هريرة: أخرجه الترمذى 7١5/4(‏ رقم )١1175‏ وقال: حسن صحيح. والنسائى ١51/17(‏ رقم 
8) .ء والدارقطنى فى الأفراد كما أطرافه لابن طاهر (57/5”» رقم 5535) . وأخرجه أيضا: أحمد 
(؟/2,39317 رقم 2951) » والطبرانى فى الأوسط ,»١77/54(‏ رقم 0755؟) . 

حديث ابن عباس: أخرجه أحمد ,551/١(‏ رقم )"78١‏ » والطبرانى 2»3١8/١١(‏ رقم )١١١918‏ . وأخرجه 
أيضا: أبو يعلى (3555/54» رقم 5777) » والبزار كما فى كشف الأستار »453/١(‏ رقم )1١‏ . قال الهيثمى 
(37/1) : مقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان 
وقد ضعفه. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 

حديث ثوبان: أخرجه ابن عساكر )١١7/3(‏ . وأخرجه أيضا: الطبرانى فى الأوسط (؟/47» رقم )١١85‏ . 
قال الهيثمى )817/١(‏ : فيه أيوب بن سويدء وهو ضعيف لا يحتج به. 

وللحديث أطراف أخرى منها: "الدين النصيحة"» 'رأس الدين النصيحة". 

(5) .تفسير السمعاني:751/54١‏ 

(؟)أخرجه الطبري:9١/575‏ . 

(")أخرجه الطبري:5١/575‏ . 


) 
) 
) 
) 


١17 


قال ابن جريج:" فعلقوها حين قالت* وهم له ناأصحون» قالوا: قد عرفته؛» قالت* إنما 
أردت هم للملك ناصحون"(0"), 


القرآن 
فرََذَاهُ إلى أمَه كئ تقر عَيْنْهَا وَلَا تخرَنَ وَِتعلمَ أن وَغدَ الله حَقٌ وَلَكنَّ كثْرَهُمْ لا يَعلَمُونَ 
))١1(‏ [القصص : ]١7‏ 
التفسير: 
فرددنا موسى إلى أمه؛ كي تقر عينها به. ووفينا إليها بالوعد؛ إذ رجع إليها سليمًا من قتل 
فرعونء ولا تحزنَ على فراقه؛ ولتعلم أن وعد الله حق فيما وعدها مِن ردّه إليها وجعله من 
المرسلين. إن الله لا يخلف وعده, ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حق. 

قوله تعالى:[فَتذتاة إلى أيه كئ تقر عَيْنُهَا ولا تخزن) [القصص : 7١]ء»‏ أي:" أعدناه 
إليها تحقيقاً للوعد كي تسعد وتهنأ بلقائه ولا تحزن على فراقه"(). 

قال الطبري:يقول:" (فرددنا) موسى (إلى أمه) بعد أن التقطه آل فرعونء لتقر عينها 
باينهاء' رجه البها سليما من فتل: فر عون 0 تحزن) على فراقه إياها"(). 3 

قال مقاتل:" فأرسل إليها فجاءت؛ فلماؤؤه الصبى رع آنه قبل تدييا" : 

قال ابن كثير كثير :" ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل * : يوم وليلة » أو نحوه » والله 
ةد ٠‏ ميدن ون بيه لجرا مارناء كل وعالم ينا لد رن ادي حول لين اناه 
بعد كل هم فرجًا » وبعد كل ضيق مخرجًا. ولهذا قال تعالى : ( فَرَحَدْنَاهُ إِلَى أمّه كَئْ تَقَرَ عَيْنْهَا ) 
أي : به » ( ولا تخرَّنْ ) أي : : عليه"(2), 

قوله تعالى:[وَلَِّْلَمَ أَنَّ وَعْدَ الله حَقّ [القصص : (]ء أي: " ولتتحقق من صدق وعد 
الله برده عليها وحفظه من شر فرعون"0. 

قال النسفي:" أي: وليثبت علمها مشاهدة كما علمت خبرا"(". 

قال ابن كثير:" أي : فيما وعدها من رده إليها » وجعله من المرسلين. فحينئذ تحققت 
برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين » فعاملته في تربيته ما ينبغي له طبعًا وشرعًا "0". 
6 

قال قتادة:" ووعدها أنه راده إليها وجاعله من المرسلينء ففعل الله ذلك بها"0). 

قوله تعالى:وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعلَمُونَ) [القصص : :]١‏ أي:" ولكن أكثر الناس يرتابون 
ويشكون في وعد الله القاطع"('". 0 ْ 

قال الطبري: يقول:" ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حقء؛ لا يصدقون با 
ذلك كذلك"("2,. 


. 575/١9:يربطلا‎ هجرخأ)١‎ 

)١‏ صفوة التفاسير:897/7. 

*") تفسير الطبري:9١/5754.‏ 
)لير مقائتل بن سليمان:؟/778. 

تفسير ابن كثير: 5/5 77. 

*) صفوة التفاسير:؟/8917. 


) ثة 
( 
1) تفسير النسفي: 795/7. 
) ثة 
( 


َ 


ع 


/ تفسير ابن كتير ايفة 
٠‏ رك الطبري 011 
)١ ٠‏ صفوة التفاسير: ؟/5"957. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١١ /ا‎ 


قال ابن كثير:"أي: حُكْمَ الله في أفعاله وعواقبها المحمودة » التي هو المحمود عليها في 
الدنيا والآخرة ٠‏ فربما يقع الأمر كريها إلى النفوس ٠»‏ وعاقبته محمودة في نفس الأمر ء كما قال 
تعالى : ( وَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْنًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أنْ تُحِبُوا شَيْنَا وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ ) [ البقرة : 
5 ]] وقال تعالى ( فعلى أن روا شتا ويجعل ا فيد حيرا كثيز ] [ النساء :16 ]595 
قال النسفي:قوله:" (ولكن أكثرهم لا يعلمون؟ هو داخل تحت علمها أي لتعلم أن وعد الله حق 
ولكن أكثر الناس لا يعلمون انه حق فيرتابون» ويشبه التعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر 


موسى فجزعت"0". 

القرآن 

(وَلَمًا بلغ أَشْدَهُ وَاسْتَوَى آنَيْنَاهُ حُكْما وَعِلْمَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (4 4)١‏ [القصص : 4 ]١‏ 
التفسير: 


ولما ملم اكؤمين شد فرك ومكال مقلم ارقا حكمًا حكمًا وعلمًا يعرف بهما الأحكام الشرعية؛ وكما 
جزينا موسى على طاعته وإحسانه نجزي مَن أحسن مِن عبادنا. 

قوله تعالى:إوَلَمَا بَلَعَ أَشدّهُ وَاممْتوَى) [القصص 1 »]١5‏ أي:" ولما بلغ موسى أشد قوته 
وتكامل عقله"7). 

قال الطبري: يقول: "ولما بلغ موسى (أشده)» يعلى يعنى: حان شدة بدنه وقواه.» (واستوى)» 
يقول: والتهى ذلك منه تناهي شجابه وتم خلقه واستحكر 0 

واختلف أهل العلم في معنى «الأشدٌ»» على عشرة أقوال: 
أحدها : معناه: ل ل 

قال الشعبي:" لأشد: : الحلم, إذا كتبت له الحسنات» وكتبت عليه السيئات"(' 
اي قلي عدم بده ١‏ اولع بجي "© وبه قال مقاتل2' '). 
الثالث : عشرون سنة » قاله ابن عباس(")؛ والضحاك7*"). 
سوسس دكن 


.570/١1:يربطلا تفسير‎ )١( 

)١(‏ تفسير ابن كثير:775/56. 

(؟) تفسير النسفي:؟/593. 

(5) التفسير الميسر:/81/"؟. 

(5) تفسير الطبري:9١/570.‏ 

(5) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(54548١١):ص7115/17.‏ 
(0) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(557 5 ١١):نص/9/7١١75,‏ و(51751١):نص71501/9.‏ 
(8) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(5517١١):ص5/7 757١‏ و(171757):ص7961/9. 
(9) انظر: تفسير ابن ابي حاتم:3/7١١7.‏ حكاه دون ذكر الإسناد. 
)٠١(‏ اخرجه ابن ابي حاتم(5544١١):ص7115/17.‏ 
)١١(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم(٠55١١):نص9/7١731.‏ 
)١١(‏ انظر: تفسير مقاتل بن سليمان:؟/77/8. 
(؟١)‏ انظر: النكت والعيون:؟7/١7.‏ 
)١4(‏ انظر: تفسير الطبري(8571١):ص5١/77.‏ 
)١5(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم(555١١):نص5/7١71.‏ 


١1١8 


الخامس : ثلاثون سنة » قاله السدي(". 
السادس * : ثلاث وثلاثون سنة . قاله ابن عباس(" 2 )» والحسن(" 2 )» ومجاهد () وقتادة0). 
السابع: بضع ثلاثون سنة. قاله ابن عباس( 0 
الثامن: ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين سنة. وهذا مروي عن ابن عباس من وجه غير 
مرضي-كما قاله الطبري-(". 
التاسع: أربعون سنة. قاله الحسن3). قال ابن العربي:" يروى عن جماعة"("2. 
العاشر: وهو ما بين ثلاث وثلاثين إلى تسع وثلاثين"7” "). 
قال الشوكاني:" والأولى في تحقيق بلوغ «الأشد»: أنه البلوغ إلى سن التكليف مع إيناس الرشدء 
وهو أن يكون في تصرفاته بماله سالكا مسلك العقلاء؛ لا مسلك أهل السفه والتبذير» ويدل على 
هذا قوله تعالي في سوره 5 النساء* (وَابْتلُوا الْيَتَامَى حَنَى إِذَا بَلَعْوا اليّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدَا 
فَادْقَعُوا ِلَيْهمْ أَمْوَالْهُمْ [النساء : 5]» فجعل بلوغ النكاح». وهو بلوغ سن التكليف مقيدا بإيناس 
الرشد" 0 

إل التتنقيطي»" آنا الأقله من تجوت هوه :فهو يلاق على خمينوششدرين: ربعن لاقن 
سنة» وعلى أربعين» وعلى ستين» وعلى خمسين"7""). 

واختلف أهل العلم في معنى قوله تعالى: (وَاسْتَوَى) [القصص : ؛ :»]١‏ على أقوال: 
أحدها ٠‏ اعتدال القوة » قاله ابن شجر2"). 

وقال الزجاج: استكمل نهاية قوة الرجل"7 "). 

وقال أبو عبيدة:"أي: استحكم وته"0”". 
الثاني : : يعني ب«الاستواء»- خروج ا قاله ابن قبيصةا '). ا 
الثالث : انتهى شبابه واستقرء فلم يكن في نباته مزيدء قاله ابن قتيبة : 


.١75/4:نآرقلا معاني‎ )١ : 

5 )مجاز القرآن:19/7 . 

.7151/9 :ص)١5175©(متاح انظر: تفسير ابن أبي‎ )١5 
انظر: غريب القرآن:/ا/ا7.‎ )١٠١ 


.7١9/7صن:)١١5519(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )١( 

.71١١/4/7صن)١١557(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )١( 

(؟) انظر: النكت والعيون:؟/١71.‏ 

(4) انظر: تفسير الطبري(18317)-(8350١):ص5١77/1.‏ 
(©) انظر: تفسير ابن ابي حاتم:7/7١١7.‏ حكاه دون ذكر الإسناد. 
(5) انظر: تفسير الطبري(8370١):ص5١/77.‏ 

(0) انظر: تفسير الطبري:5١/77.‏ 

(8) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(54544١١):ص7114/17.‏ 

(9) أحكام القرآن:؟/57. 

.١75/4:نآرقلا معاني‎ )٠١( 

)١١(‏ فتح القدير:؟/7.". 

)١١(‏ العذب المنير:؟/508. 

(؟١)‏ انظر: النكت والعيون:54/١75.‏ 

) 

) 

) 

) 


11 


الرابع : أربعون سنة » قاله ابن عباس(), ومجاهد(", قتادة0/, وزيد بن اسله(؟) والثوري7", 
والثوري7", وبه قال مقاتل!"). 
الخامس: وصل حقيقة بلوغ الاشد. أجازه الزجاج(". 507 

قوله تعالى:[ِآنَيْنَاهُ حُكْمَا وَعِلْمَام [القصص : 4 .]١‏ أي:" أعطيناه الفهم والعلم والتفقه في 
الدين مع الفيؤة" .0‏ . | : 

قال النسفي:" (آتيناه حكما) نبوة (وعلما) فقها أو علما بمصالح الدارين"7") 

قال مهد بن إسحاق:" أي: آتاه الله حكما وعلماء فقها في دينه ودين آبائه وعلما بما في 
دينه من شرائعه وحدوده"(١).‏ 

قال مقاتل:" يقول: أعطيناه علما وفهما"('). 

قال ممد بن إسحاق: :" أي: آتاه الله حكما وعلما"(" "). 

قال مجاهد:" الفقه َه والعقل والعلم قبل النبوة"7”!. 

قال عكرمة:" الحكم: اللب"9*). 

١١ َ "١ َ 3 

قال ابن عباس:" الحكم: العلم"7 "). ْ 3 

قال الزجاج: "فعلم موسى عليه ا وحكم قبل أن يبعث"7"). 

وعن السدي قوله: "(آتيناه حكما وعلما)» قال: النبوة"0""). 

عن مجاه ار قال* قد 0 0 
نجازي المحسنين ل 01 

قال مقاتل:" يقول: هكذا نجزى من أحسنء يعني: من آمن بالله- عز وجل-"7") 


.7151/9ص:)١5175 انظر: تفسير ابن أبي حاتم(؛‎ )١( 

)١(‏ انظر: تفسير الطبري:51١/575,‏ وتفسير ابن أبي حاتم: 4 ., بدون سند. 
(؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 4 ب بدون سند. 
(4:) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 4 ب بدون سند. 

(5) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 4 ب بدون سند. 

(1) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان:؟78/7”. 

(0) انظر: معاني القرآن:75/4١.‏ 

(8) صفوة التفاسير:؟١/5"957.‏ 

(1) تفسير النسفي:١/577.‏ 

.731557/4صن:)١715١(متاح اخرجه ابن ابي‎ )٠١( 
تفسير مقاتل بن سليمان:؟/77/8.‎ )١١( 

.75151/5صن:)١517557(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١١( 
.71517/8صن:)١5175/8(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


( 
)١ 5‏ أخرجه ابن أبي حاتم(517517١):نص7151/5.‏ 
( 


ا 

( 

( 

( 

( 

5 ) أخرجه ابن أبي حاتم(/51751١):نص71517/9.‏ 
5) معاني القرآن:75/4١.‏ 

.71517/5صن:)١51759(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١١ 
.71517/9ص:)١5175٠:(متاح أخرجه ابن أبي‎ ) 
( 


9) صفوة التفاسير: ؟/8957. 


قال الزجاج: "فجعل الله إتيان العلم والحكمة مجازاة على الإحسان لأنهما يؤديان إلى 
الجنة التي هي جزاء المحسنين» والعالم الحكيم من استعمل علمه؛ لأن الله - عز وجل - قال* 
إرلشن #اللازوا رافق ركنا يَعْلَمُون) [البقرة : 7١٠]ء‏ فجعلهم إذ لم يعملوا بالعلم: 
جهال"27),. 


القرآن 
(وَدَخَلَ الْمَديتة عَلَى جين غَفلَة مِنْ أَهْلِهَا فُوَجَدَ فيهَا رَجْلَيْنِ يَقتَتلَانِ هَذَا مِنْ شيعته وَهَذَا مِنْ 
عَدُوْهِ فَاسْتَعَائْهُ الذي من شيعته عَلَى الذي من عَدُوْهِ فْوَكَرَهُ مُوسى فقضى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا من 
عَمَلِ التَيْطان إِنَهُ عَدُوٌ مُضلٌ مُبِينُ 1)١5(‏ [القصص : ]١١‏ 
التفسير: 
ودخل موسى المدينة مستخفيًا وقت غفلة أهلهاء فوجد فيها رجلين يقتتلان: أحدهما من قوم 
موسى من بني إسرائيل» والآخر من قوم فرعونء فطلب الذي من قوم موسى النصر على الذي 
من عدوه. فضربه موسى بِجُمْع كقّه فمات» قال موسى حين قتله: هذا من نزغ الشيطان» بأن 
هيج غضبي» حتى ضربت هذا فهلك» إن الشيطان عدو لابن آدم» مضل عن سبيل الرشادء 
ظاهر العداوة. 

قوله تعالى:[ِوَدَخَلَ الْمَدِيئَةَ عَلَى حِينٍ عَفْلَّةٍ مِنْ أَهْلِهَا [القصص : »]١5١‏ أي:" ودخل 
موسى المدينة مستخفيًا وقت غفلة أهلها"(). 

قال مقاتل: وكان بقرية تدعى «خانين» على رأس فرسخينء فأتى المدينة فدخلها نصف 
النهارء فذلك قوله- عز وجل-: ا المدينة!» يعنى يعنى: القرية» (على حين غفلة من*' من أهلها/» 
يعني: نصف النهار وقت القائلة"( 

عن السديء "أن فرعون ركب مركباء وليس» عنده موسىء فلما جاء موسى قيل له: إن 
فرعون قد ركبء فركب في أثره فأدركه المقيل بأرض يقال لها: منفء فدخلها نصف النهار» 
وقد تغلقت أسواقهاء وليس في طرقها أحدء وهي التي يقول الله عز وجل: (ودخل المدينة على 
حين غفلة من أهلها/"7. 

عن ابن عباسء» "(ودخل المدينة على حين غفلة)» قال: نصف النهار"3". 

0 قال سعيد بن جبير:" نصف النهار والناس قائلون"7'). وروي» عن عكرمة والسدي مثل 

ذلك70). 

وفي رواية عن ابن عباس:"[على حين غفلة من أهلها]» قال: بين المغرب والعشاء"07) 

وقال ابن زيد:" على حين غفلة من الناس» على حين غفلة من ذكر موسى7' ). 


)0( تفسير مقاتل بن سليمان:78/9 7994-79 

.١75/54:نآرقلا معاني‎ )١( 

() التفسير الميسر:/81/"؟. 

(4:) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/779. 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم( 5376١):ص71017-1796517/41.‏ 
() أخرجه ابن ابي حاتم(ه5175١):ص73157/4.‏ 

(0) أخرجه ابن ابي حاتم(51757١):ص7157/4.‏ 

(8) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 5155/9. بدون سند. 
(9) أخرجه ابن ابي حاتم(51758١):ص73157/4.‏ 

.7967/4ص:)١517595(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠١( 


١١ 


قوله تعالى:(فَوَجَدَ فِيهَا رَجْلَيْنِ يَفتَيلِنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوْهِةِ [القصص : »]١5‏ 
أي: 5 فوجد فيها رجلين يقتتلان: أحدهما من قوم موسى من بني إسرائيل» والآخر من قوم 
فرعون 5 : ع ع - 

قال ابن عباس:" لما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من ال فرعون يخلص إلى 
أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتى امتنعوا كل الامتناع» فبينا موسى يمشي في 
ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعونيء والآخر إسرائيلي"7". 

وفي رواية عن ابن عباس:" هذا من شيعته إسرائيلي وهذا من عدوه قبطي"7". وروي» 
وروي» عن قتادة والسدي نحو ذلك(*) 

عن 2د بن إسحاق» :"هذا من شيعته]» أي: مسلم» (وهذا من عدوه!» أي: هذا من أهل 
دين فرعون: كافر"77,. ر 0 

قوله تعالى: (فَاسْتَعَاكَهُ الذي مِنْ شيعته عَلَى الذي مِنْ عَذُوّْهِةِ [القصص : 5١]ء‏ أي:" 
فطلب الذي من قوم موسى النصر على الذي من عدوه"(". : 
قال قتادة: كان الذي استغائه رجل من بنى إسرائيل استغاث موسى على عدوه من آل 
00 ِ 6 
قال ابن عباس:" فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعو 0 
قال ابن عباس:" فغضب موسى غضبا شديدا لانه تناوله وهو يعلم منزلة موسى من بني 
إسرائيل» وحفظه لهم لا يعلم الناس إلا إنما ذلك من الرضاع إلا أم موسىء إلا أن يكون الله أطلع 
موسى كله من ذلك ما لم يطلع عليه غيره؛ فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما إلا الله ثم 
الإسرائيلي"0". 

قوله تعالى: (ِفَوَكَرَهُ ممُوستى فَقَضَى عَلَيْهِ) [القصص 1 اكد أي:" فضربه موسى بِجُمْع 
كقّه فمات"(''), 

قال ابن كثير: :" ( فَقَضَى عَلَيْهِ 4 أي : كان فيها حتفه فمات"( ). 

قال مجاهد: ل فوكزه موسى بجمع كفه"("), 

قال قتادة*" فوكزه نبي الله موسى ل بعصأه ولم يتعمد قتله"(0), 

قال مد بن إسحاق:" وكان موسى قد أوتي بسطة في الخلق» وشدة في البطش فضب 
بعدوهما فنازعه؛ فوكزه موسى وكزة قتله منهاء وهو لا يريد قتله"("). 


فرعون 


)١‏ التفسير الميسر:/81/”؟. 
") أخرجه ابن ابي حاتم(٠53177١):ص7155-7965/4.‏ 
'؟) أخرجه ابن ابي حاتم(١53771١):نص‏ 5/3 7315. 
5) انظر: تفسير ابن ابي حاتم:5155/9. بدون سند. 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(537757١):نص5/3‏ 7315. 
1) التفسير الميسر:/810/"؟. 
") أخرجه ابن ابي حاتم(53755١):نص‏ 5/3 7315. 
6) أخرجه ابن ابي حاتم(53771١):نص‏ 5/3 7315. 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(53755١):نص‏ 5/3 7315. 
)٠‏ التفسير الميسر:7/10. 
)١‏ تفسير ابن كثير:775/5. 
0( ريه ابن ابي حاتم(7155١):نص‏ 5/4 735. 
(١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(/571571١):نص‏ 5/4 735. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 


لحرا 


قال ابن عباس:" فقضى عليه فمات» فكبر ذلك على موسى 46"(). 
قال القرطبي:" فعل موسى عليه السلام ذلك وهو لا يريد قتله» إنما قصد دفعه فكانت فيه 
نفسه"("), 1 
قال سعيد بن حبير" الذي ا موسي كن كينا 00 
اا 5 هذا فهلك"0©, 
قال القرطبي:" أي: من إغوائه"("2. 
قال الطبري: "قال موسى حين قتل القتيل: هذا القتل من تسبب الشيطان لي بأن هيج 
غضبي حتى ضربت هذا فهلك من ضربتي"7". 
قال ابن عباس:" فقال موسى حين قتل الرجل: (هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل 
رم 
قوله تعالى:إإِنّهُ عَدُوٌ مُضْلٌ مين [القصص : .]١5‏ أي:" إن الشيطان عدو لابن آدم؛ 
مضل عن سبيل الرشادء ظاهر العداوة"(). 
قال الطبري: " يقول: إن الشيطان عدو لابن آدم [(مضل) له عن سبيل الرشاد بتزيينه له 
القبيح من الأعمال» وتحسينه ذلك له (مبين) يعني: أنه يبين عداوته لهم قديماء وإضلاله 


إياهه"(”') 

القرآن 1 1 1 

َال رَبَ إني ة ظلَمْتْ نَة تفسي فاغفرٌ لي فعَفْرَ لَه إنه هوّ العَفورُ الرَّحِيمُ ))١5(‏ [القصص : ]١5‏ 
التفسير: 


كال مرت رب إني ظلمت نفسي بقتل النفس التي لم تأمرني بقتلها فاغفر لي ذلك الذنب» فغفر 
الله له. إن الله غفور لذنوب عباده» رحيم بهم. 

قوله تعالى:(ِقَالَ رَبّ إِنّي ظلَمْتُ نَفسِي فَاغْفِرْ لي) [القصص : .]١6‏ أي:" قال موسى: 
رب إني ظلمت نفسي بقتل النفس التي لم تأمرني بقتلها فاغفر لي ذلك الذنب"(). 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره مخبرا عن ندم موسى على ما كان من قتله النفس التي 
قتلهاء وتوبته إليه منه ومسألته غفرانه من ذلك (رب إني ظلمت نفسي] بقتل النفس التي لم 
تأمرني بقتلهاء فاعف عن ذنبي ذلك واستره عليء ولا تؤاخذني به فتعاقبني عليه"(""). 


)0( أخرجه ابن ابي حاتم(717748١):نص7155/9.‏ 
2( أخرجه ابن ابي حاتم( ١٠5117١):نص73155/1.‏ 
(") تفسير القرطبي:1١/751.‏ 
)5( أخرجه ابن ابي حاتم(71755١):نص7155/1.‏ 
(5) التفسير الميسر:810/". 
(1) تفسير القرطبي:؟١/7517.‏ 
(0) تفسير الطبري:5١/551.‏ 
)0( أخرجه ابن ابي حاتم(١/5711١):نص7155/1.‏ 
(4) التفسير الميسر:8107/”؟. 

.6041/١9:يربطلا تفسير‎ )٠١( 

.”/17/ الميسر:‎ 0 01١ 
.541/١9:يربطلا تفسير‎ )١١( 


١7 


قال القرطبي:" ندم موسى عليه السلام على ذلك الوكز الذي كان فيه ذهاب النفس» 
فحمله ندمه على الخضوع لربه والاستغفار من ذنبه"(". 

قال ابن عباس:" قال في موسى: (إني ظلمت نفسي)؛ يعني: : ذنبا"(). 

قال قتادة:" عرف نبي الله من أين المخرج يراد المخرجء فلم يلق ذنبه على ربه. قال 
بعض الناس: أي: من جهة المقدور"(". 

قوله تعالى. !عفر له إن ُو الْكُود الرّحِيمُ)1 [القصص : »]١١‏ أي: " فغفر الله له. إن الله 
غفور لذنوب عبادهء رحيم بهم"(). 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: فعفا الله لموسى عن ذنبه ولم يعاقبه بهء» (إنه هو 
الغفور الرحيم) يقول: إن الله هو الساتر على المنيبين إليه من ذنوبهم على ذنوبهم, المتفضل 
عليهم بالعفو عنهاء الرحيم للناس أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد ما تابوا منها"0. 

قال سعيد بن جبير:" الغفور» يعني: لما كان منه الرحيم لمن تاب"("). 
فوائد الآيات:[57 :]١ 5-١‏ 
-١‏ بيان حسن تدبير الله تعالى في منع موسى من سائر المرضعات حتى يرده إلى أمه. 
؟- بيان حسن رد الفتاة على التهمة التي وجهت إليها وذلك من ولاية الله لها وتوفيقه. 
"- تقرير أن وعد الله حقء وأنه تعالى لا يخلف الوعد ولا الميعاد. 
- بيان إنعام الله على موسى بالحكمة والعلم قبل النبوة والرسالة. 
5- مشروعية إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم؛ لأن نصر المظلوم دين في الملل كلها وفرض 
5- وجوب التوبة بعد الوقوع في الزلل» وأول التوبة الاعتراف بالذنب. 


القرآن 
(قَالَ رب بِمَا أنعنت عَلَيَ فَلَنْ أكونَ ظهيرًا لِلْمُجْرِمِينَ 1)١17(‏ [القصص : ]١7‏ 
التفسير: 


قال موسى: رب بما أنعمت علي بالتوبة والمغفرة والنعم الكثيرة» فلن أكون معينًا لأحد على 
معصيته وإجرامه. 

قوله تعالى:(ِقَالَ رَبّ بما أَنْعَمْت عَلَيَ1 [القصص : :.]١7‏ اي:" قال موسى: رب بما 
أنعمت علي بالتوبة والمغفرة والنعم الكثيرة"7". 

قال الطبري:" قال موسى رب بإنعامك علي بعفوك عن قتل هذه النفس"(*) 

قال مقاتل: يقول: إذ أنعمت علي لمر ة فلم تعاقبني بالقتل"(). 

قال السمعاني:" مننت علي بالمغفرة"('"). 


١7 


قوله تعالى:(قنْ أكُونَ ظهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ [القصص : 1]» اي:" فلن أكون معيئًا لأحد 
على معصيته وإجرامه"("), 

قال الطبري:" يعني: المشركينء كأنه أقسم بذلك"7". 

قال مقاتل: يعني: معينا للكافرين فيما بعد اليوم» لأن الذي نصره موسى كان كافرا"7) 

قال قتادة:" لن أعين بعدها ظالما على فجره"(). 

عن الضحاكء "إفلن أكون ظهيرا للمجرمين]» قال: معينا للمجرمين" '. وروي عن 
عطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة نحو ذلك0). 

وفي قراءة عبد الله: «فلا تجعلني ظهيرا للمجرمين»7". 

قال الطيوى :"كانه بعل هذه النراءة دعا ويف فقا ؟ النهى: لور أكون كيين نولم تعن 
عليه السلام حين قال (إفلن أكون ظهيرا للمجرمين) فابتلي"(". 

قال قتادة: يقول: فلن أعين بعدها ظالما على فجره. قال: وقلما قالها رجل إلا ابتلي» قال: 
فابتلي كما تسمعون"2"0. 

قال السمعاني:" كانت زلة من موسى حين لم يقرن به مشيئة الله أو الاستغاثة من الله 
وفلما يقول.الإنسان هذا القول» ويطلق: .هذا الإظلاق: إلا ابتلىء قابتاى قومى في اليوى الثاني مما 
ذكره الله تعالى"('). 

قال حابن بن حتكللة الكاتف» "قال #زجل العامن: يا أبااههزئ !في حل قاب أكقاما 
يدخل وما يخرج» آخذ رزقا أستغني به أنا وعيالي. قال: فلعلك تكتب في دم يسفك. قال: لا . قال: 
فلعلك تكتب في مال يؤخذ. قال: لا. قال: فلعلك تكتب في دار تهدم. قال: لاء أسمعت بما قال 
موسى؟ (إرب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين)» قال: أبلغت إلي يا أبا عمروء والله لا 
أخط لهم بقلم أبدا. قال: والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا"("). 

عن عبيد الله بن الوليد الصافيء "أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتبء» قلت: 
ليس يلي من أمور السلطان شيئا إلا أنه يكتب لهم بقلم ما دخل وما خرج. فإن ترك قلمه صار 
عليه دين واحتاج. وإن أخذ له كان له فيه غنى. قال: الرأس من هو؟ قال: خالد بن عبد الله. قال: 
قال العبد الصالح -يعني موسى عليه السلام-:إرب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين)» 


فلا يهتم بشيء»ء وليرم قلمه؛ فإن الله سيأتيه برزق"0"". 


القرآن 


)١‏ التفسير الميسر:810". 

؟) تفسير الطبري:9١/51‏ 1475-5 50. 

( تفسير مقاتل بن سليمان اسه 

:) أخرجه ابن ابي حاتم(711748١):ص731557/4.‏ 
ه( أخرجه ابن ابي حاتم(5711/1١):نص7155/1.‏ 
؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 71557/5. بدون سند. 
) تفسير الطبري:9١/557.‏ 

) تفسير الطبري:9١/557.‏ 

4) أخرجه الطبري:9١/557.‏ 

.١748/:5:يناعمسلا تفسير‎ )٠ 

.73155/4 صن)١571175(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١ 
.7157/9 صن:)١71717(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١١ 


4 
4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


)قا صْبَحَ في الْمَدِيتة خَانِقَا يَتَرَقَبْ فَإدَا الذي امْتَنْصَرَهُ بالأمس يَمنْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ 
لوي مين 4)١4(‏ [القصص : ]١6‏ 
التفسير: 


فأصبح موسى في مدينة فرعون خائقًا يترقب الأخبار مما يتحدث به الناس في أمره وأمر قتيله» 
فرأى صاحبه بالأمس يقاتل قبطيًا آخرء ويطلب منه النصرء قال له موسى: إنك لكثير العّواية 
ظاهر الضلال. 1 

قوله تعالى:[فَأْصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ حَائِقَا يَتَرَقَبْ [القصص : »]١8‏ أي:" فأصبح موسى في 
0 الأخباز مما يتحت به الداس في امرء وأمر قتيله"7". 
اشن ,الت كلها أن يوحد فيش بها يشرفبالأخبار: أي ل 
هم صانعون في أمره وأمر قتيله"07). 

قال ابن عباس:" خائفا من قتله النفس» يترقب أن يؤخذ"(". 

قال السدي:" خائفا أن يؤخذ"(". 

عن سعيد بن جبيرء قوله: "(يترقب]» قال: يتلفت"7). وروي عن الضحاك نحو ذلك7") 
١ 10‏ 

قوله تعالى:(فَإِدَا الذي امْتَنْصَرَةُ بالأمس يَسْتَصْرِخْهُ) [القصص : .]١8‏ أي:" فرأى 
صاحبه بالأمس يقاتل قبطيًا آخرء ويطلب منه النصر(". 

قال مقاتل:" يعني: يستغيثه ثانية على رجل آخر كافر من القبط"(". 

قال الطبري:" فرأى موسى لما دخل المدينة على خوف مترقبا الأخبار عن أمره وأمر 
القتيل» فإذا الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس على الفرعوني يقاتله فرعوني آخرء فرآه 
الإسرائيلي فاستصرخه على الفرعوني. يقول: فاستغاثه أيضا على الفرعوني؛ وأصله من: 
الصراخ"(). 

عن عكرمة» قال: "الذي استنصره: هو الذي استصرخه7' "). 

قال قتادة:" الاستنصار والاستصراخ "10 

قال السدي: " يقول: : يستغيثه"("), 

قوله تعالى:[ِقَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَويٌ مُبِينٌ14 [القصص : »]١8‏ أي:" قال له موسى: إنك 
لكثير العّواية ظاهر الضلال"(), 


)١(‏ التفسير الميسر:81/". 

.5147/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
.5147/١5:يربطلا (؟) أخرجه‎ 

(5) أخرجه الطبري:9١/547.‏ 

)5( أخرجه ابن ابي حاتم(731785١):نص73151//1.‏ 
(1) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 75151//9. بدون سند. 
(1) التفسير الميسر:10/". 

(8) تفسير مقاتل بن سليمان:19/9". 

(9) تفسير الطبري:9١/5147.‏ 

11 رجه الطبري:5١/555.‏ 

.51417/١5:يربطلا أخرجه‎ )١١( 
.5147/١5:يربطلا أخرجه‎ )١١( 


84 


١5 


قال مقاتل:" يقول: إنك لمضل مبين؛ قتلت أمس في سببك رجلا"7) 

قال ابن كثير:" أي : ظاهر الغواية كثير الشر"(". 

قال الطبري:" قال موسى للإسرائيلي الذي استصرخه؛ وقد صادف موسى نادما على ما 
سلف منه من قتله بالأمس القتيل» وهو يستصرخه اليوم على آخر: إنك أيها المستصرخ لغوي: 
يقول: إنك لذو غواية» مبين. يقول: قد تبينت غوايتك بقتالك أمس رجلا واليوم آخر"9). 

قال السمعاني:" الأكثرون أن هذا قاله موسى للإسرائيلي» فإنه كان أغواه أمس أي: 
أوقعه في الغواية» فمعنى قوله: (غوى) : موقع في الغواية. وقوله: (مبين) أي: بين» ويقال: إن 
هذا قاله للقبطيء. والأصح هو الأول"7”) 

قال ابن إسحاق:" لما قتل موسى القتيل» خرج فلحق بمنزله من مصرء وتحدث الناس 
بشأنه» وقيل: قتل موسى رجلا حتى انتهى ذلك إلى فرعون» فأصبح موسى غاديا الغد» وإذا 
صاحبه بالأمس معانق رجلا آخر من عدوه؛ فقال له موسى: (إنك لغوي مبين)» أمس رجلا 
واليوم آخر؟"07. 


القرآن 
(فَلَمَا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِش بِالَّذِي هُوَ عَدوٌ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أثرِيذ أنْ تَفَتلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسّا 
بالأمئس إِنْ تُرِيدُ إلا أن تكُونَ جَبَّارَا في الأضِ وَمَا ثُرِيدُ أن تَكُونَ مِنَ الْمُصلِحِينَ 2)١95(‏ 
[الفقصصن :15] 
التفسير: 
مأتريذ ١‏ إن تكو طاح" فى الارضر» وما ريد أن تكن من الان اعون بين اند 
أراد موسى أن اقبطشس بالقبطي" 00 
قال الطبري:يقول:" فلما أراد موسى أن يبطش بالفرعوني الذي هو عدو له 
وللإسرائيلي"". 
قال مقاتل:" (فلما أن أراد أن يبطش! الثانية بالقبطي إبالذي هو عدو لهما)» يعنى: عدوا 
لموسى وعدوا للإسرائيلي"7". 1 
قال ل إن موسى أدركته الرقة والرحمة للإسرائيلي» فقصد أن 
يبطش بالقبطي"7”". 
أي:" قال: ل 00 


( 

( 

) تفسير ابن كثير:775/5. 

) تفسير الطبري:59١/7:‏ 47-5 50. 
5) تفسير السمعاني:9/5؟١١.‏ 

( 

( 

( 

( 


١ / 


قال الطبري: " قال الإسرائيلي لموسى وظن أنه إياه يريد :(أتريد أن تقتلني كما قتلت 
نفسا بالأمس]"(". 

قال مقاتل:" ظن الإسرائيلي أن موسى يريد أن يبطش به لقول موسى له: (إنك لغوي 
مبين؟» قال الإسرائيلي: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس"7©) 

قال قتادة: خافه الذي من شيعته حين قال له موسى: (إنك لغوي مبين)"97). 

قال السدي:" قال موسى للإسرائيلي: (إنك لغوي مبين)» ثم أقبل لينصره؛ فلما نظر إلى 
موسى قد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذي يقاتل الإسرائيلي» إقال1 الإسرائيلي» وفرق من موسى 
أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام: (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن 
تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) فتركه موسى"0. 

قال ابن كثير:" عزم على البطش بذلك القبطي » فاعتقد الإسرائيلي لخوّره وضعفه وذلته 
أن موسى إنما يريد قصده لما سمعه يقول ذلك » فقال يدفع عن نفسه : ( يَا مُوسى أَنُرِيدُ أنْ 
تفتَنِي كَمَا قَتلْتَ تَفْسًا بالأمس ] وذلك لأنه لم يعلم به إلا هو وموسى ٠‏ عليه السلام » فلما سمعها 
ا ا ا الل يما 
وعزم على قتل موسى ٠‏ فطلبوه فبعثوا وراءه ليحضروه لذلك "(). 

فول اتعالن: إن قريد إلا أن تكون حكارًا فى الأضن] (القصضن : 15]» أي:" ما تريد إلا 
أن تكون طاغية في الأرض"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الإسرائيلي لموسى: إن تريد ما تريد إلا 
أن تكون جبارا في الأرضء وكان من فعل الجبابرة: قتل النفوس ظلماء بغير حق. وقيل: إنما 
قال ذلك لموسى الإسرائيلي؛ لأنه كان عندهم من قتل نفسين: من الجبابرة"(". 

قال مقاتل:" يعني: قتالا في الأرض: مثل سيرة الجبابرة القتل فى غير حق"0"). 

قال السمعاني:" أي: قل على الغضب» وكل من قتل على الغضب فهو جبار؛ ويقال: 
من قتل نفسين بغير حق فهو من جبابرة الأرض7' ). 

عن الشعبي قال: "مل ككل ر كلية فيو يدناك ؛ قا ثم قرأ (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا 

بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين]"7'"). 

قال قتادة: إن الجبابرة هكذاء تقتل النفس بغير النفس""". 

قال ابن جريج: تلك سيرة الجبابرة أن تقتل النفس بغير النفس"0"". 


)١‏ التفسير الميسر:0/". 
") تفسير الطبري:9١/545.‏ 
+ سين مقا بك ليباق ا 
؛) اخرجه الطبري:9١/545.‏ 
5) اخرجه الطبري:9١/555.‏ 
5) ته تفسير ابن كثير ميس 551ل 
0( 1 الميسر:/1/". 

) تفسير الطبري:3١/55‏ 5. 

سد طقال بن لات ا 
)٠‏ تفسير السمعاني:79/5١.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/5145.‏ 
)١١‏ أخرجه الطبري:9١/5145.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/545.‏ 


4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١18 


قال أبو عمران الجوني:" وآية الجبابرة القتل بغير الحق"7") 

قال ابن عباس:" أتي فرعون.ء فقيل له: إن بني إسرائيل ف فظوا وتحلا من آل قزهون: 
فخذ لنا بحقنا ولا ترخص لهم في ذلك» قال* ابغوني قاتله ومن يشهد عليه. لا يستقيم أن نقضي 
بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا ذلك» فبينما هم يطوفون لا يجدون شيئاء إذمر موسى من الغدء فرأى 
ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونياء فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني» فصادف موسى وقد ندم 
على ما كان منه بالأمس» وكره الذي رأى» فغضب موسىء فمد يده وهو يريد أن يبطش 
بالفرعونيء فقال للإسرائيلي لما فعل بالأمس واليوم (إنك لغوي مبين)؛ فنظر الإسرائيلي إلى 
موسى بعد ما قال هذاء فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس إذ قتل فيه الفرعونىء» فخاف أن يكون 
بعد ما قال له: (إنك لغوي مبين؟ إياه أرادء ولم يكن أراده» إنما أراد الفرعوني» فخاف 
الإسرائيلي فحاجه» فقال: (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون 
جبارا في الأرض)؟ وإنما قال ذلك مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله» فتتاركا"7"). 

قوله تعالى: (ِوَمَا ثْريدُ أَنْ تكُونَ مِنَّ َ الْمُصْلِحِينَ) [القصص : »]١9‏ أي:" وما تريد أن 
تكون من الذين يصلحون بين الناس"("). 

قال مقاتل:" يعني: من المطيعين لله- عز وجل- في الأرض7*) 

قال الطبري:" يقول: ما تريد أن تكون ممن يعمل في الأرض بما فيه صلاح أهلهاء من 
طاعة الله"( 

قال السمعاني:" أي: الرافقين بالناس"(') 

قال ابن إسحاق:" أي: ما هكذا يكون الإصلاح"7". 

قال السعدي: "وإلا فلو أردت الإصلاح لحلت بيني وبينه من غير قتل أحدء فانكف 
موسى عن قتله» وارعوى لوعظه وزجره"(". 


القرآ 
نَ 
لوَجَاءَ رَجْلْ مِنْ أَقصى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إنَّ الْمَلَا يَأتَمِرُونَ بك لِيَفثُلُوكَ فَاخْرْجٌ ني 
لَكَ من الناصحينَ )28:0 [القصص : ] 
التفسير: 
وجاء رجل من آخر المدينة يسعىء قال يا موسى: إن أشراف قوم فرعون يتآمرون بقتلك؛ 
ويتشاورون» فاخرج من هذه المدينة» إني لك من الناصحين المشفقين عليك. 
قوله تعالى: وَجَاءَ رَجُلٌ من أقضي: الْمَدِينَةِ يَسْعَى) [القصص : 0 2 أ وجاء رجل 
من آخر المدينة يسعى"7). 
١‏ ل السعدي: " أي: ركضا على قدميه من نصحه لموسىء وخوفه أن يوقعوا به قبل أن 
3 1 
يشعر”" .٠‏ 


١8 


قال الطبري:" ذكر أن قول الإسرائيلي سمعه سامع فأفشاهء وأعلم به أهل القتيل» فحينئذ 
طلب فرعون موسىء وأمر بقتله؛ فلما أمر بقتله» جاء موسى مخبر وخبره بما قد أمر به فرعون 
في أمرهء وأشار عليه بالخروج من مصرء بلد فرعون وقومه.. وقوله: (وجاء رجل). ذكر أنه 
مؤمن آل فرعونء وكان اسمه فيما قيل: سمعان. وقال بعضهم: بل كان اسمه: شمعون"7". 

عن ابن جريج: "[وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى)؛ قال: يعجلء ليس بالشد"(". 

عن الضحاكء؛ "[وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى)»؛ قال: مؤمن من آل فرعون”7). 

قال مقاتل:" ولم يكن أهل مصر علموا بالقاتل حتى أفشى الإسرائيلي على موسى فلما 
سمع القبطي بذلك انطلق فأخبرهم أن موسى هو القاتل فائتمروا بينهم بقتل موسىء فجاء حزقيل 
بن صابوث القبطي- وهو المؤمن- من أقصى القرية يسعى على رجليه"0. ٠‏ 

قال ابن عباس:" انطلق الفرعوني الذي كان يقاتل الإسرائيلي إلى قومه» فأخبرهم بما 
سمع من الإسرائيلي من الخبر حين يقول: (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس)» فأرسل 
فرعون الذباحين لقتل موسىء فأخذوا الطريق الأعظمء وهم لا يخافون أن يفوتهم؛ وكان رجل 
من كد مربي في اتصبى المدينة» فاختصر طريقا قريباء حتى سبقهم إلى موسىء فأخبره 
الخبر"(). 

ذو شع اقل الوافيق انرسي ازاتوية ان مط كبا ناك نهنا بالافين) رظي 
قريب منهما يسمع؛ فأفشى عليهما"7". 

لا رق " سمع ذلك عدوء فأفشى عليهما 

قال قتادة:" أعلمهم القبطي الذي هو عدو لهماء فأتمر الملا ليقتلوه» فجاء رجل من 
أقصى المدينة» وقرأ (إن ... 4 إلى آخر الآية» قال: كنا نحدث أنه مؤمن آل فرعون"0". 

قال ابن كثير:" وصفه بالزجولي) لأنه خالف الطريق ٠‏ فسلك طريقًا أقرب من طريق 
الذين بُعثوا وراءه » فسبق إلى موسى"('). 

قوله تعالى لقال فوشي إِنّ الْمَلاً امون بك 0 [القصص : .]٠١‏ أي:" قال يا 
موسى: إن أشراف قوم فرعون يتآمرون بقتلك, ويتشاورون"7 ". 0 

قال ابن كثير:" أي : يتشاورون فيك [ لِيَفْثَلُوكَ فَاخْرُجْ ) أي : من البلد" 

قال الطبري:" قال الرجل الذي جاءه من أقصى المدينة يسعى لموسى: يا موسى إن 
الام فرعون ورؤساءهم يتآمرون بقتلك» ويتشاورون ويرتئون فيك؛ ومنه قول 
الشاعر ('). 


0 " 


.5١7:يدعسلا تفسير‎ )١ 
.5141/ تفسير الطبري:1١/5: م‎ )١ 
60 أقرجة ار‎ 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(71797١):ص79159/9.‏ 
5) تفسير مقاتل بن سليمان:50/9". 
*) أخرجه الطبري:9١/555.‏ 

.555/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠ 
.555/١9:يربطلا أخرجه‎ )6 
.555/١9:يربطلا أخرجه‎ )4 
تفسير ابن كثير:777/5.‎ )٠ 
الى الميسر:/7817؟.‎ 1 
تفسير ابن كثير:777/5.‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


ما تأتمر فينا فأم ... رك في يمينك أو شمالك 
يعني: ما ترتئي» وتهم به؛ ومنه قول 0 
أرى النامن قد أخذدو | شيمة . .. وفي كل حادثة يُؤْ 
أي: يتشاور ويرتأى فيها" 0 ٠‏ 

قال السدي:" ذهب القبطيء يعني الذي كان يقاتل الإسرائيلي» فافشى عليه أن موسى هو 
الذي قتل الرجلء» فطلبه فرعون وقال: خذوه فإنه صاحبناء وقال للذين يطلبونه: اطلبوه في بنيات 
الطريق» فإن موسى غلام لا يهتدي الطريق» وأخذ موسى في بنيات الطريق» وقد جاءه الرجل 
فأخبره: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك]"7). 

عن شعيب الجبئي» قال: "اسمه شمعون الذي قال لموسى: (إن الملا يأتمرون بك 
لبقتا "0 ب 5 
فجاء:رجل من أقضى النديثة يسعى يقال له سمعان» فقال: 'إيا موسئ إن. الماذ. ياتمرون يك 
ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين)" 0 

قوله تعالى لفَاخْرْجٌ في لَكَ من النَاصِحِين) [القصص : 0 بك كك فاخرج من هذه 
المدينة» إني لك من الناصحين المشفقين عليك" 0 

قال الطبري: " يقول: كاخوع مض هده المنيقة إني لك في إشارتي عليك بالخروج منها 
من النا 1 ار 

قال السعدي: "١‏ فامتثل نصحه"(0), 


القرآن ا ا 
(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِقًا يَتَرَقَبُْ قَالَ رب نَجَنِي من الْقَوْم الظالمينَ 4)١١(‏ [القصص : ١؟]‏ 
التفسير: 
فخرج موسى من مدينة فرعون خائفًا ينتظر الطلب أن يدركه فيأخذه. فدعا الله أن ينقذه من القوم 
الظالمين. 

قوله تعالى:[ِفَخَرَجَ مِنْهَا خَانِقَا يَتَرَقَبْ 1 [القصص : »]1١‏ أي:" فخرج موسى من مدينة 
فرعون خائقًا ينتظر الطلب أن يدركه فيأخذه" 


قال الطبري: يقول:" فخرج موسى ف نقيت فرعون خائفا من قتله النفس أن يقتل به 
ينتظر الطلب أن يدركه فيأخذه"(١‏ 1 


(١)في‏ اللسان: «أمر». 

(؟) من شواهد ابي عبيدة في مجاز القرآن:7/١٠٠»‏ وانظر: والقرطبي .73550//١7‏ 
(؟) تفسير الطبري:5١//ا؛‏ 8-5 5. 
حل 0 
(5) أخرجه الطبري:5١/5417.‏ 
(1) أخرجه الطبري:9١/51417.‏ 
)٠(‏ التفسير الميسر:10/". 
(8) تفسير الطبري:9١/5548.‏ 
د . 
)٠١(‏ التفسير الميسر:7/810. 
)١١(‏ تفسير الطبري:9١/5144.‏ 


4 


١7١ 


قال قتادة: خائفا من قتله النفس يترقب الطلب"(1١)‏ 

قال ابن زيد:" يترقب مخافة الطلب"7". 

قال ابن إسحاق:" ذكر لي أنه خرج على وجهه خائفا يترقب ما يدري أي وجه يسلك؛ 
وهو يقول: (رب نجني من القوم الظالمين)"7". 

قال ابن عباس:" فخرج منها متوجها نحو مدين لم يلق رجلا قبل ذلك» وليس له 
بالطريق علم إلا حسن ظنه بربه"7. ٠‏ 

قال السدي:" فلما أخذ في بنيات الطريق جاءه ملك على فرس بيده عنرة» فلما رآه 
موسى سجد له من الفرق» وقال: ا ل 
ينقذه من القوم الظالمين" 0 

قال الطبري: يقول:" قال موسى وهو شاخص عن مدينة فرعون خائفا: رب نجني من 
هؤلاء القوم الكافرين» الذين ظلموا مدي كارف 1 

قال مقاتل:" يعني: المشركين» أهل مصر""(". 

قال السعدي: * دنه قد كل من خدية وس شيا برق طق لعز الث ال اذ 
ظلم منهم وجراء ا 3 
فوائد الآيات:[/17١ :]1١-‏ 
-١‏ شكر النعم؛ فموسى لما غفر الله له شكره بأن تعهد له أن لا يقف إلى جنب مجرم أبداً. 
؟- سوء صحبة الأحمق الغوي فإن الإسرائيلي لغوايته وحمقه هو الذي سبب متاعب موسى. 
"- لزوم إبلاغ الدولة عن أهل الفساد والشر في البلاد لحمايتها. 
- وجوب النصح وبذل النصيحة فمؤمن آل فرعون يعلم سلامة موسى من العيب ومن الجريمة 
فتعين له أن ينصح موسى بمغادرة البلاد لينجو إن شاء الله وليس هذا من باب خيانة البلاد 
والدولة» لأن موسى من أهل الكمال وما حدث عنه كان من باب الخطأ فرفده ومد إليه اليد إنقاذآ 
من موت متعين. 
5- الخوف الطبيعي لا يلام عليه فموسى عليه السلام قد خاف خوفاً أدى به إلى الالتجاء إلى 
ربه بالدعاء» فدعاه واستجاب له ولله الحمد والمنة. 


القرآن 1 

(وَلَمَا تَوَجَّهَ تلقَاءَ مَدِيَنَ قال عَسَى رَبِّي أن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السّبيل 1)١7(‏ [القصص : ؟١]‏ 
التفسير: 

ولما قصد موسى بلاد «مدين» وخرج من سلطان فرعون قال: عسى ربي أن يرشدني خير 


طريق إلى «مدين». 


درن 


قوله تعالى:إِوَلَمَا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيّنَ4ْ [القصص : ؟١].»‏ أي:" ولما قصد موسى بلاد 
«مدين» وخرج من سلطان فرعون"7١‏ 

قال الطبري: يقول:" ولما جعل موسى وجهه نحو مدين» ماضيا إليهاء شاخصا عن 
مدينة فرعون» وخارجا عن سلطانه"7"), 

قال قتادة:" ومدين: ماء كان عادة قوم شعيب"(0, 

قوله تعالى:[ِقَالَ عَسَى رَبَي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ الستّبيل) [القصص : ؟5]» أي:" قال: عسى 
ربي أن يرشدني خير طريق إلى «مدين»"7' ْ 

قال الطبري: " يقول: عسى ربي أن يبين لي قصد السبيل إلى مدين» وإنما قال ذلك لأنه 
لم يكن يعرف الطريق إليها"7. 3 

عن مجاهد: "إسواء السبيل)» قال: الطريق إلى مدين" 

وقال قتادة:" قصد السبيل"7", 

وقال الحسن:" الطريق المستقيم"(". 

قال ابن عباس:" خرج موسى متوجها نحو مدين» وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه 
بربه» فإنه قال: ([عسى ربي أن يهديني سواء السبيل/"0". 

قال ابن إسحاق:" ذكر لي أنه خرج وهو يقول: (رب نجني من القوم الظالمين)»؛ فهيأ الله 
الطريق إلى مدين» فخرج من مصر بلا زاد ولا حذاء ولا ظهر ولا درهم ولا رغيفء خائفا 
يترقب» حتى وقع إلى أمة من الناس يسقون بمدين"7” "). 

قال سعيد بن جبير:" خرج موسى من مصر إلى مدينء وبينها وبينها مسيرة ثمان» قال: 
وكان يقال نحو من الكوفة إلى البصرة» ولم يكن له طعام إلا ورق الشجرء وخرج حافياء فما 
وصل إليها حتى وقع خف قدمه"7). 


القرآن 

(وَلَمَا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْه أَمَةَ مِنَ النَّاسِ يَمنْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهم امْرَأَتَيْنِ تَدُودَانِ قَالَ 
مَا خَطْبْكُمَا فَالَتَا لا قي حَتَّى يُصدِرَ الرّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخ كَبِيرٌ (؟)) [القصص : 7؟] 
التفسير: 

ولما وصل ماء «مدين» وجد عليه جماعة من الناس يسقون مواشيهم» ووجد من دون تلك 
الجماعة امرأتين منفردتين عن الناسء» تحبسان غنمهما عن الماء؛ لعجزهما وضعفهما عن 
مزاحمة الرجال» وتنتظران حتى تَصدذر عنه مواشي الناس» ثم تسقيان ماشيتهماء فلما رآهما 


)١‏ التفسير الميسر:8/8". 

.559/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
. 0 أخرجه الطبري‎ )* 
؟5) التفسير الميسر:8/8"؟.‎ 
.5531/١3:يربطلا تفسير‎ )5 
0 شرح لوج‎ 
.5600/١5:يربطلا أخرجه‎ )" 
.5600/١9:يربطلا أخرجه‎ ) 
.5 59/١9:يربطلا أخرجه‎ )4 
.56.:-659/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠ 
.5600/١9:يربطلا اخرجه‎ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


( 
00 


١1 


موسى -عليه السلام- رقّ لهماء ثم قال: ما شأنكما؟ قالتا: : لا نستطيع مزاحمة الرجال؛ ولا نسقي 
طق السو اش كر ل مطل اق مدي لضعفه وكبره. 

قوله تعالى:إِوَلَمّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيّنَ1 [القصص : 77].: أي:" ولما وصل ماء «مدين»"(". 
ومواشيهم"” '. 1 
من الناس يسقون اي 0 ا 

قال السمعاني:" أي: سوى الجماعة امرأتين» وقيل: بعيدا من الجماعة امرأتين تحبسان 
وتكفان أغنامهما من مخالطة أغنام الناس"7*) 

قال ابن قتيبة قتيبة:(أمّة؛ . 7 : جماعة"0©. 

قال الطبري:" يعني: جماعة (من الناس يسقون) نعمهم ومواشيهم"7") 

عن مجاهدء قوله: "(أمة من الناس)» قال: أناسا"(". 

قال السدي:" يقول: كثرة من الناس يسقون"(". 

قال ابن إسحاق:" وقع, إلى أمة من الناس يسقون بمدين أهل نعم وشاء"("). 

قوله تعالى: (ِوَوَجَدٍ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنٍ تدُودَان) [القصص : 29]» أي:" ووجد سوى 
الجماعة الرعاة امرأتين تكقّان غنمهما عن الماء"(” 

قال مقاتل"" يعني: حابستين الغنم لتسقى فضل ماء الرعاءء» وهما ابنتا شعيب النبي- 
ع واسم الكبرى صبورا واسم الصغرى عبراء وكانتا توأمتين فولدت الأولى قبل الأخرى 
يلصيف نهار" 000 

قل أب ماللقاكحوان عدوم عن الثاان نكن وكز خا زو مكلو ليها البر 110 

قال ابن جريح:" تمنعان الغنم من الماء"7'"). 

قال ابن إسحاق:" يعني: دون القوم تذودان غنمهما عن الماء؛ وهو ماء مدين"7 ". 

وقال قتادة:" أي: حابستين شاءهما تذودان الناس عن شائهما"”". 





)١(‏ التفسير الميسر:588. 

)١(‏ تفسير السمعاني:11/4. 
(*) التفسير الميسر:588. 

(:) تفسير السمعاني:1/5١17١.‏ 
(5) غريب القرآن: ؟88. 

(1) تفسير الطبري:59١/501.‏ 
(9) أخرجه الطبري:9١/501.‏ 

(8) أخرجه الطبري:9١/501.‏ 

(9) أخرجه الطبري:9١/501.‏ 

."96/7 صفوة التفاسير:‎ )٠١( 
.75١/7:ناميلس تفسير مقاتل بن‎ )١١( 
أخرجه الطبري:567/15.‎ )١١( 
.7137/1ص:)١14١ اخرجه ابن أبي حاتم(ة‎ )١( 
أخرجه الطبري:561/19.‎ )١4( 

(15) أخرجه الطبري:567/15. 


١ 


عن معمر؛ عن أصحابه :"(تذودان) قال: تذودان الناس عن غنمهما"(١‏ 

وقال أبو عمران الجوني:" تكفان أغنامهما بعضها على بعض”(). 

قال الطبري:" يقول: ووجد من دون أمة الناس الذين هم على الماءء امرأتين تحبسان 
غنمهما عن الناس حتى يفرغوا من سقي مواشيهم! 0 

قال ابن قتيبة:" :" أي: تكفان غنمهما. وحذف الي اختصارا"(4). 

قال أبو د " تذُودانِ»: مجازه: تمنعان وتردان وتطردان» قال جرير 0 
وقد سلبت عصاك بنو تميم ... فما تدري بأي عصا تذود 
وقال سعيد بن كراع("): 
أبيت على باب القوافي كأنما ... أذود بها سريا من الوحش نرّعا"(". 

قال الفراء:(تذودان)" تحبسان غنمهماء ولا يجوز أن تقول ذدت الرجل: حبسته. وإنما 
كان الذياد حبسا للغنم» لأن الغنم والإبل إذا أراد شىء منها أن يشذ ويذهب فرددته فذلك ذودء 
وهو الحبس"(". 

قال الزجاج:" أي: تذودان غنمهما عن أن يقرب موضع الماءء لأنها يطردها عن الماء 
من هو على السقي أقوى منهما"0). ش ْ ْ 

روي عن النبي 85: " إنى لبعقر حوضى يوم القيامة أذود الناس لآهل اليمن وأضربهم 
بعصاى حتى يرفض عليهم فسئل عن عرضه فقال من مقامى إلى عمان وسئل عن شرابه فقال 
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانة من الجنة أحدهما من ذهب 
والآخر من ورق"('"). 

وفي قراءة عبد الله :«ودونهم امرأتان حابستان»( 0" 

قوله تعالى: (ِقَالَ مَا خَطْبْكُمَا1 [القصص : .]١7‏ أي:" فلما رآهما موسى -عليه السلام- 
رق لهماء ثم قال: ما شأنكما؟"(". 





.501/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.7157/4ص:)١54١4(متاح ؟) اخرجه ابن أبي‎ 
.201 ,ه51/١9:يربطلا تفسير‎ )'' 

02 القرآن: ؟1". 

(5) البيت من كلمة فى البيان والتبيين 7”/ ١١‏ والشعراء والأغانى وهو تفسير الطبري:9١/051»‏ وتفسير 
القرطبي /١1‏ 754. 

و«سويد بن كراع» : هو من عكل جاهلى إسلامى وكان هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان رضى الله 
عنه فأوعده عليه ألا يعود انظر ترجمته فى الشعراء ص ”0 5: والأغانى ١7١ /١١‏ والإصابة 9/ .١7/1‏ 
(1)فى قصيدة يهجو بها القتم فى ديوانه ص »١518 -١6٠‏ والبيت في تفسير الطبري:51١/051»‏ وتفسيبر 
القرطبي:1١/754.‏ 

(0) مجاز القرآن: ؟//1١٠١.‏ 

(8) معاني القرآن:؟/ه٠”.‏ 

(9) معاني القرآن:79/54١.‏ 

(١٠)أخرجه‏ أحمد »,358١/5(‏ رقم )7١15414‏ » ومسلم (739/5١ء‏ رقم )١١١١‏ ء وابن حبان (5١/5"578؛‏ رقم 
1565). 


) 
) 
) 
) 


ومن غريب الحديث: 'ورق": 
)١١(‏ معاني القرآن 0 . 


١ 


قال مقاتل:" يعنى: ما أمركما"(). 

قال ابن قتيبة:" أي: ما أمركما؟ وما شأنكما؟"07". 

قال الذراء:" الما عن حبسيق"0): 

قال أبو عبيدة:" أي: نا امعد وك قال(*) 
يا عجبا ما خطبه وخطبى"("). 

قال الطبري:" في للمرأتين ما شأنكما وأمركما تذودان ماشيتكما عن الناس» هلا 
تسقونها مع مواشي الناس والعربء تقول للرجل: ما خطبك؟ بمعنى: ما أمرك وحالك"7". 

قال الزجاج:" أي: ما أمركماء معناه: ما تخطبان؛ أي: ما تريدان بذودكما غنمكما عن 
الماء"(0, 

قال السمعاني:" «الخطب»: الأمر المهم؛ وإنما سأل هذا عنهما؛ لأنهما لا تسقيان الغنم 
مع الناس"("2. 

قال ابن عباس:" قال: قال لهما: (ما خطبكما) معتزلتين لا تسقيان مع الناس"(' '). 

قال ابن عباس: " وجد لهما رحمة. ودخلته فيهما خشية» لما رأى من ضعفهماء وغلبة 
الناس على الماء دونهماء فقال لهما: ما خطبكما: أي ما شأنكما"7 "). 

قوله تعالى قَالَتَا لا مقي حَنَّى يُصْدِرَ الرّعَاءْ) [القصص 7 57 أي: *" فالتا" : لا نستطيع 
مزاحمة الرجال» ولا نسقي حتى يسقي الناس"("". 

قال الفراء:" فقالتا: لا نقوى على السقي مع الناس حتى يصدروا"2"). 

قال الطبري:" قالت المرأتان لموسى: لا نسقي ماشيتنا حتى يصدر الرعاء مواشيهمء 
لأنا لا نطيق أن نسقيء؛ وإنما نسقي مواشينا ما أفضلت مواشي الرعاء في الحوض"7* ". 

قال 00 قتببة»" اي يرجع الرعاء. ومن قرأ: ) يُصْدِنَ الرّعَاءْ!؛ أراد: يرد الرعاء 
أغنامهم عن الماء" 

قال ابن 00 لما قال موسى للمرأتين: (ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء 
وأبونا شيخ كبير)» أي: لا نستطيع أن نسقي حتى يسقي الناسء ثم نتبع فضلاتهه"(". 


)١(‏ التفسير الميسر:88”. 

.7"5١/9:ناميلس تفسير مقاتل بن‎ )١( 
.7757 (؟) غريب القرآن:‎ 

(:) معاني القرآن:؟/ه.”. 

(6) الشعر لرؤبة» ديوانه ص ١١‏ » وتمامه: « والعبد حيّان بن ذات القنب ... يا عجبا ما خطبه وخطبى». 
(5) مجاز القرآن: .١١7/7‏ 

(0) تفسير الطبري:9١/5517.‏ 

.١19/5:نآرقلا‎ 0 0) 

(1) تفسير السمعاني:71/4١.‏ 

.505/١5:يربطلا أخرجه‎ )٠١( 

.505/١9:يربطلا أخرجه‎ )١١( 

)١١(‏ التفسير الميسر:8/8". 

.؟"٠5/؟:نآرقلا معاني‎ )١( 
.561؟/١9:يربطلا تفسير‎ )١5( 
00 ويب القوآن‎ 16 


ردنا 


قال ابن عباس:" قالتا: ليس لنا قوة نزاحم القوم"(". 

قال ابن جريج:" تنتظران تسقيان من فضول ما في الحياض حياض الرعاء"(". 

قال ابن إسحاق:" امرأتان لا نستطيع أن نزاحم الرجال"7). 

قوله تعالى:(ِوَأَبُونَا شَيْحٌ كَبِيرٌ) [القصص : :.]١7‏ أي:" وأبونا شيخ كبيرء لا يستطيع أن 
يسقى ماشيته؛ لضعفه وكبره"(2. 

قال مقاتل:" لا يستطيع أن يسقي الغنم من الكبر"(". 

قال الطبري:" يقولان: لا يستطيع من الكبر والضعف أن يسقي ماشيته"7"). 

قال ابن إسحاق"" لا يقدر أن يمس ذلك من نفسه؛ ولا يسقى ماشيته» فنحن ننتظر الناس 
حتى إذا فرغوا أسقينا ثم انصرفنا"(". 1 

قال الزجاج:" الفائدة في قوله: (وأبونا شيخ كبير)» أي: لا يمكنه أن يردء ويسقيء فلذلك 
اختها تكن اه لاقيف الث 

قال السمعاني:" قوله: (وأبونا شيخ كبير) لا يقدر على سقي الغنم» كأنهما جعلتا ذلك 
عذرا لهماء وقيل: إنما قالتا ذلك استعطافا لقلب موسى حتى يسقيهما"0'). 

قال أبو حيان: فيه "اعتذار لموسى عن مباشرتهما السقي بأنفسهماء وتنبيه على أن 
أباهما لا يقدر على السقي لشيخه وكبره» واستعطاف لموسى في إعانتهما"7 "). 


القرآن 
ددم اوعدن شم مده 1 هوه حصيو راس اا د )هه قي 50م 5 وه كم م 0 
(فسقى لهمَا ثْمّ تولى إلى الظل فقال رَبَ إِنِي لِمَا أنزلت إليَ مِن خيرٍ فقيز (؛ ")1 [القصص : 
1] 
التفسير: 
فسقى موسى للمراتين ماشيتهماء ثم تولى إلى ظل شجرة فاستظل بها وقال: رب إني مفتقر إلى 
ما تسوقه إليّ مِن أي خير كان» كالطعام. وكان قد اشتد به الجوع. 
قوله تعالى:(قَسَقّى لَهُمَاإْ [القصص : ؛ ؟]؛ أي:" فسقى موسى للمرأتين ماشيتهما"7 . 
قال الطبري:" ذكر أنه عليه السلام فتح لهما عن رأس بئر كان عليها حجر لا يطيق 
رفعه إلا جماعة من الناسء» ثم استسقى فسقى لهما ماشيتهما منه"(""). 


.505/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.7177/1ص:)١5/877(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١( 
.505/١5:يربطلا (؟) أخرجه‎ 

(5) أخرجه الطبري:9١/505.‏ 

(6) التفسير الميسر:8/8"؟. 

(1) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/١51”؟.‏ 

(0) تفسير الطبري:9١/555.‏ 

(8) أخرجه الطبري:9١/505.‏ 

(9) معاني القرآن:79/54١.‏ 

.١1/5:يناعمسلا تفسير‎ )٠١( 

.791/8 البحر المحيط:‎ )١١( 

)١١(‏ التفسير الميسر:88". 
2 


.56ه/١9:يربطلا تفسير‎ )١9 


١ 7/ 


قال الزجاج:" أي: فسقى لهما من قبل الوقت الذي كانتا تسقيان فيه؛ ويقال إنه رفع 
حجرا عن البئر كان لا يرفعه إلا عشرة أنفس» وقيل إن موسى كان في ذلك الوقت من الفقر لا 
يقدر على شق تمرة"(©. 1 

قال مقاتل:" فقال لهما موسى- عليه السلام-: أين الماء؟ فانطلقا به إلى الماء فإذا الحجر 
على رأس البئر لا يزيله إلا عصابة من الناس فرفعه موسى- عليه السلام- وحده بيده ثم أخذه 
الدلو فأدلى دلوا واحدا فأفرغه في الحوض ثم دعا بالبركة. ضفي نهدا العم فزرويت يت"(), 

ا ا ا ١‏ شدق إن قويت:., كال الدلق-يقطتيا 
الأربعون ونحوهم. فاستقى هو وحدهء فسقي غنمهما"7". 

قال مجاهد:" فتح لهما عن بثر حجرا على فيهاء فسقى لهما منها"') 

قال قترك: ""انتمى إلى تحجر لأ يرقعة إلا عشرة زيجال؛ قر نه كد30 

قال ابن جريج: "حجرا كان لا يطيقه إلا عشرة رهط(". 
كبير)» فأتى إلى البئر فاقتلع صخرة على البئر كان النفر من أهل مدين يجتمعون عليها» حتى 
يرفعوهاء فسقى لهما موسى دلوا فأروتا غنمهماء فرجعتا سريعاء وكانتا إنما تسقيان من فضول 
الحياض"(". 

قال ابن عباس"" فجعل يغرف فى الدلو ماء كثيرا حتى كانتا أول الرعاء رياء فانصرفتا 
الى أكيما سحييا" ا 1 

قال قتادة:" تصد ق عليهما نبي الله © فسقى لهماء فلم يلبث أن أروى غنمهما"7". 

قال ابن إسحاق:" يع د تقدم إلى السقاء بفضل قوته؛ فزاحم القوم على 
الماء حتى أخرهم عنه؛ ثم .سقى لهما"( 0 

قوله تعالى: ثم تَوَلّى إِلى الظِّلِّ) [القصص 55 :"م تولى إلى ظل شجرة فاستظلٌ 


بها"(), 

قال مقاتل:" يعني: انصرف إلى الظل ظل شجرة فجاس تحتها من شدة الحر وهو 
200 1) 
جالع 

رقال الطبري:" فسقى موسى للمرأتين ماشيتهماء ثم تولى إلى ظل شجرة ذكر أنها 


0) 

(0 

(0 

(:) اخرجه الطبري: .5605/١9‏ 
(5) اخرجه الطبري: .560/١9‏ 
(6) اخرجه الطبري: .560/١9‏ 
(0) اخرجه الطبري: .560/١9‏ 
(5) اخرجه الطبري: .565/١9‏ 
(5) اخرجه الطبري: .565/١9‏ 
)٠١(‏ اخرجه الطبري: .555/١9‏ 
)١١(‏ التفسير الميسر:88". 

١‏ ارما مر م 
)١(‏ تفسير الطبري:9١/555.‏ 


١1 


قال ابن عباس:" انصرف موسى إلى شجرة؛ فاستظل بظلهاء (فقال رب إني لما أنزلت 
إلي من خير فقير)"(0". 

عن السدي» "إثم تولى) موسى إلى ظل شجرة سمرة"("). 

قال السمعاني:" يقال: كان ظل شجر ة» ويقال: كان ظل حائط بلا سقف"(". 

عن عبد اللهء قال: >._ حثثت على جمل لي ليلتين حتى صبحت مدينء؛ فسألت عن الشجرة 
التي أوى إليها موسىء فإذا شجرة خضراء ترفء فأهوى إليها جملي وكان جائعاء فأخذها 
جملي» فعالجها ساعة ثم لفظهاء فدعوت الله لموسى عليه السلام» ثم اكصدوفت 11 

قوله تعالى:[فقَالَ رَبٍ إِيِيلِمَا أَنْزلْت إِلَيَ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرَ) [القصص : 14] أي: " وقال: 
رب إني مفتقر إلى ما تسوقه إليّ من أي خير كانء كالطعام. وكان قد اشتد به الجوع"0). 

قال مقاتل:" يعني: إلى الطعاه"7"). 

قال الطبري:" 5 ذكر أن نبي أله موسى عليه السلام قال هذا القول» وهو بجهد شديد» 
وعرض ذلك للمرأتين تعريضا لهماء لعلهما أن تطعماه مما به من شدة الجوع. وقيل: إن الخير 
الذي قال نبي الله (إني لما أنزلت إلي من خير فقير) محتاج؛ إنما عنى به: شبعة من طعام"(". 

قال السمعاني:" أجمع المفسرون على أنه طلب من الله الطعام لجوعه"(". 

قال ابن عباس: لما هرب موسى من فرعون أصابه جوع شديدء حتى كانت ترى أمعاؤه 
من ظاهر الصفاق؛ فلما سقى للمرأتين» وأوى إلى الظلء قال: (رب إني لما أنزلت إلي من خير 
فقير "00 

قال ابن عباس:" ورد الماء وإنه ليتراءى خضرة البقل في بطنه من الهزال» إفقال رب 
إني لما أنزلت إلي من خير فقير)» قال: شبعة"('). 
٠‏ قال ابق كباس :" لقد قال توسى: ولو أقناء إنسنان: أن حنظن إلى كحضيو أمعانه من قدة 

و اسل أ ١١‏ 

الجوع وكا مل اله د اك . 0 

قال قتادة:" كان نبي الله بجهد" 

رسعت دن حو رادي لطا زو لكف لين وو كو شو ان شبعة يومئذ 

قال ابن زيد:" الطعام يستطعم؛ لم يكن معه طعام؛ وإنما سأل الطعاه"7؛ "). 

قال مجاهد:" ما سأل ربه إلا الطعاه"(". 


نذ"207, 


.5057/١39:يربطلا أخجره‎ )١ 
.5057/١9:يربطلا أخجره‎ )" 
.١11/5:يناعمسلا تفسير‎ )* 
.5057/١3:يربطلا أخجره‎ )54 
التفسير الميسر:8/8".‎ )© 

5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/51”؟. 
") أخرجه الطبري:9١/505.‏ 
6) تفسير السمعاني:5/١17١.‏ 
1) اخرجه الطبري: .565/١9‏ 
)٠‏ اخرجه الطبري: .561/١9‏ 
)١‏ اخرجه الطبري: .501/١9‏ 
)١‏ اخرجه الطبري: .551/١9‏ 
)١‏ اخرجه الطبري: .551/١19‏ 
)١ 5‏ أخرجه الطبري:5١//50.‏ 


8 


قال إبراهيم:" قال هذا وما معةهة درهم ولا دينار"("). 
قال عطاء بن السائب*" بلغني أن موسى قالها وأسمع لم08 


القرآن 
(فْجَاءَنَهُ إِحْدَاهُمَا د تمفشي علَى امنتخيّاء قَالَتْ إِنّ أبي يَدْعْوِكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمّا 
ا وَقَصٌ ل ا الظالمينَ 2)١(‏ [القصص : 5 1"] 


فجاءت إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تسير إليه في حياءء قالت: إن أبي يدعوك ليعطيك أجر 
ما سقيت لناء فمضى موسى معها إلى أبيهاء فلما جاء أباها وقصّ عليه قصصه مع فرعون 
وقومه؛ قال له أبوها: لا تَكَفِْ نجوت من القوم الظالمين» وهم فرعون وقومه؛ إذ لا سلطان لهم 
بارضنا. 

قوله تعالى: (ِفَجَاءَنْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى امْتِحْيَاءِ) [القصص : 5 ١].؛‏ أي:" فجاءت إحدى 
المرأتين ل ل "1 

قال ابن كثير:" أي : مشي الحرائر"0). 

قال الطبرري: يقول:" فجاءت موسى إحدئ المزائيق: القن ,مق لهيلا قفي على اتنشفياء 
من موسىء قد سترت وجهها بتوبها"(0). 

قال 0 المعنى: فلما شربت غنمهما رجعتا إلى نهنا كاخيؤزتاة بخين عومش سيقي 
غنمهماء وجاءتاه قبل وقتهما شاربة غنمهماء فوجه بإحداهما تدعو موسى فجاءته (تمشي على 
متكي جاء في التسلر»* أنها ليست بخراجة من النساء ولا ولاجة أي: تمشئ :مني من لم 

تعتد الدخول والخروج متخفرة ة مستحبية"(), 

قال مقاتل:" يعنى: الكبرى تمشيء (على استحياء) يعنى على حياءء وهي التي تزوجها 
موسى- عليه السلام-"("). 

عن عمر بن الخطاك -رضي الله عنه- في قوله: "(إفجاءته إحداهما تمشي على 
استحياء)» قال: مستترة مستترة بكم درعهاء أو بكم قميصها" 0 

قال عمر-رضي الله عنه-:"جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ليست 
بسلفع خراجة ولاجة"7). 1 

قال 1 عنه-:" واضعة يدها على وجهها مستتر 


تثر "037 


.56١/١9 اخرجه الطبري:‎ )١ 

") اخرجه الطبري: .56١/١9‏ 

'") اخرجه الطبري: .501/١9‏ 

؟5) التفسير الميسر:8/8". 

) تفسير ابن كثير:774/5. 
) تفسير الطبري:9١//55.‏ 

) معاني القرآن:50/5١.‏ 

6) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/١7”51.‏ 

4) أخرجه الطبري:9١//550.‏ 

.7155/4 ص:)١5487537(متاح اخرجه ابن ابي‎ )٠ 

أخرجه الطبري:9١//50.‏ 


( 
( 


قال عمرو بن ميمون:" ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على 
وجههاء تقول: (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا]"(0). 

قال نوف:" قد سترت وجهها بيديها"7". 

قال ابن إسحاق:" واضعة يدها على جبينها"(". 

قال السدي:" أتته تمشي على استحياء منه"7). 

قال الحسن:" بعيدة من البذاء"(). 

قوله تعالى:(ِثَالَتْ إِنَّ أبي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاا [القصص : .]١5‏ أي:" إن 
أبي يدعوك ليعطيك أجر ما سقيت لنا"7). 

.قال الطبوئ: "قالت الفوأة الك :حاءت موسى تمشى: على استحياء:» إن أبى عوك 

ليجزيك: تقول: يثيبك أجر ما سقيت لنا"(". ْ ْ 

قال سعيد بن جبير:" ليطعمك"(". 

1 قال ابن كثير: "رهد دان في العتاره »؛ لم تطلبه طلبا مطلقا لئلا يوهم ريبة » بل قالت : 

( إنَّ أبي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيِكَ أَخْرَ مَا سَقيْت لَنَا 4 يعني : ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا "(). 

قال مقاتل:" وبين موسى وبين أبيها ثلاثة أميال فلولا الجوع الذي أصابه ما اتبعهاء فقام 
يمشي معهاء ثم أمرها أن تمشي خلفه وتدله بصوتها على الطريق كراهية أن ينظر إليها وهما 
عر" 0 

قال السمعاني:" وأكثر أهل التفسير أن أباهما كان هو: شعيب النبي عليه السلام» وقال 
الحسن البصري: هو رجل ممن آمن بشعيب» وقال بعضهم: هو ابن أخي شعيك "1017 

وقد روى الطبراني عن سلمة بن سعد العنزي أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه 
وسلم فقال له «المريكيا بكوم شعت و اختان موسي 2 هُديت "0150 

قال ابن كثير:" وقد اختلف المفسرون في هذا المع : مَنْ هو ؟ على أقوال : أحدها أنه 
شعيب النبي عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين. وهذا هو المشهور عند كثيرين 0١‏ 

قوله تعالى:(ِقَلَمََا جَاءَهُ وَقَصّ عَلَيْهِ القصّص) [القصص : .]١5‏ أي:" فلما جاء أباها 
وقصّ عليه قصصه مع فرعون وقومه"(' 


.559/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.5508/١9:يربطلا (؟) أخرجه‎ 

(؟) أخرجه الطبري:9١/559.‏ 

(5) أخرجه الطبري:9١/559.‏ 

(5) أخرجه الطبري:9١/559.‏ 

(1) التفسير الميسر:588. 

(0) تفسير الطبري:9١/5059‏ . 

(8) أخرجه ابن أبي حاتم(ه5787١):ص7175/4.‏ 
(9) تفسير ابن كثير:77//5. 

): 2 تفسير مقاتل بن سليمان:؟/557". 

.١؟7/:4:يناعمسلا تفسير‎ )١١( 

(١١)المعجم‏ الكبير (/55) من طريق حفص بن سلمة عن شيبان بن قيس عن سلمة بن سعد به » وقال 
الهيثمي : 'فيه من لم أعرفهم". 

)١6(‏ تفسير ابن كثير:77//5. 


لمت 


قال الطبري: " يقول: فمضى موسى معها إلى أبيهاء فلما جاء أباها وقص عليه قصصه 
مع فرعون وقومه من القبط"("). 

قال الزجاج:" أي: قص عليه قصته في قتله الرجلء وأنهم يطلبونه ليقتلوه"7". 

قال ابن كثير:" أي : ذكر له ما كان من أمره » وما جرى له من السبب الذي خرج من 
أجله من بلده "(). 

قال مقاتل:" فلما أتى موسى شعيبا- عليهما السلام- (وقص عليه)» يعني: على شعيب 
القصص الذي كان من أمره أجمع؛ أمر القوابل اللائي قتلن أولاد بني إسرائيل» وحين ولد وحين 
قذف في التابوت في اليم؛ ؛ ثم المراضع بعد التابوت حتى أخبره بقتل الرجل من القبط"7. 

قال مطرف: أما والله لو كان عند نبي الله شيء ما تتبع مذقيهم' ولكن إنما حمله على 
ذلك الجهد"7". 1 

قوله تعالى:(ِقَالَ لا تَكَّفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْم الظّالِمِينَ1 [القصص : 5١].ء‏ أي:" قال له 
أبوها: لا تَحَفْ نجوت من القوم الظالمين» وهم فرعون وقومه؛ إذ لا سلطان لهم بأرضنا"(". 

قال الطبري: " قال له أبوها: إلا تخف] فقد (نجوت من القوم الظالمين)» يعني: من 
فرعون وقومه. لأنه لا سلطان له بأرضنا التي أنت بها"(". 

قال ابن كثير:" يقول : طب نفسا وَقرّ عينا » فقد خرجت من مملكتهم فلا حُكُم لهم في 
بلادنا "2000 

قال الزجاج:" وذلك أن القوم لم يكونوا في مملكة فرعونء فأعلم شعيب موسى أنه قد 
تخلص من الخوف». وأنه لا يقدر عليه - أعني بالقوم قوم مدين الذين كان فيهم أبو المرأتين. 
وقال في التفسير إنه كان ابن أخي شعيب النبي عليه السلام"( ). 

قال السدي:" لما رجعت الجاريتان إلى صما يها مالقة فأخبرتاه خبر ‏ موسى؛ 
فأرسل إليه إحداهماء فأتته تمد تمشي على استحياء» وهي تستحي منه (قالت إن أبي يدعوك ليجزيك 
أجر ما سقيت لنا) فقام معهاء وقال لها: امضيء فمشت بين يديه. فضربتها الريح» فنظر إلى 
عجيزتهاء فقال لها موسى: امشي خلفيء ودليني على الطريق إن أخطأت. فلما جاء الشيخ وقص 
عليه القصص (قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين)"7"". 

قال ابن إسحاق:" رجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيهاء فأنكر شأنهماء 
فسألهما فأخبرتاه الخبر» فقال لإحداهما: عجلي علي به» فأتته على استحياء فجاءته» فقالت: (إن 


)١‏ التفسير الميسر:88". 

؟) تفسير الطبري:1١/509‏ . 

'؟) معاني القرآن:50/5١.‏ 

5) تفسير ابن كثير:77/8/5. 

شير مقائل إن مللمماق 1080/0 
١)مذقيهما:‏ مثنى مذق» وهو اللبن يخلط بالماء» ويشرب. يريد أن موسى عليه السلام» لم يكن معه مال ولا 
زاد. [أفاده المحقق] 

") أخرجه الطبري:5١/550.‏ 

8) التفسير الميسر:8/8". 

4) تفسير الطبري:1١/5059‏ . 

كن تفسير ابن كثير:77/8/5. 
دض القرآن: 50/54 .١‏ 

5 ) أخرجه الطبري:9١/550.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


١١ 


أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) فقام معها كما ذكر ليء فقال لها: امشي خلفيء وانعتي لي 
الطريقء. وأنا أمشي أمامكء فإنا لا ننظر إلى أدبار النساء؛ فلما جاءه أخبره الخبرء وما أخرجه 
من بلاده (فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين!» وقد أخبرت 
أباها بقوله: إنا لا ننظر إلى أدبار النساء"(2). 

قال ابن عباس:" ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان» ولسنا في مملكته"("). 

قال السمعاني:" إنما قال هذا؛ لأنه لم يكن لفرعون سلطان على مدين» و«الظالمين»: 
فرعون وقومه"7) 

قال مقائل: (مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ1» " يعني: المشركين"9؛) 
فوائد الآيات:[؟55-75]: 
-١‏ وجوب حسن الظن بالله تعالى وقوة الرجاء فيه عز وجل والتوكل عليه. 
؟- بيان فضل الحياء وشرف المؤمنات اللائي يتعففن عن الاختلاط بالرجال. 
"- بيان مروءة موسى في سقيه للمرأتين. 
5 - فضل الدعاء وسؤال الله تعالى ما العبد في حاجة إليه. 
5- ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة 
جاهلية» فبنتا شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطت إحداهما وجهها عن موسى 
حياءً وتقوى. 
1- تجلى كرم شعيب ومروءةه وشهامته في تطمين موسى وإكرامه وإيوائه. 


القرآن ' 1 
(قَالَت إِخْدَاهُمَا يَأَبَتِ امنتأجزة إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتأجَرْت القَوِي المي 1)١15(‏ [القصص : ]١5‏ 
التقسند : 


قألك احدى المز انم لأننما: يا أبت استأجره ليرعى لك ماشيتك؛ إنَّ خير من تستأجره للرعي 
القوي على حفظ ماشيتك» الأمين الذي لا تخاف خيانته فيما تأمنه عليه. 


قوله تعالى:!ِقَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ امتأجزة) [القصص : »]١5‏ أي:" قالت إحدى المرأتين 
لأبيها: يا أبت استأجره ليرعى لك ماشيتك"00. 


قال ابن كثير:" أي : قالت إحدى ابنتي هذا الرجل. قيل : هي التي ذهبت وراء موسى » 
عليه السلام » قالت لأبيها : ( يا أبَتِ امْتاجِرهُ ) أي : لرغية هذه الغنم"0"). 

قال الطبري:أي:" استأجره ليرعى عليك ماشيتك"(". 

قال شعيب الجبئي: "اسم الجاريتين لياء وصفوراء وامرأة موسى صفورا ابنة يثرون 
كاهن مدينء والكاهن: حبر"(". 

قال ابن إسحاق:" إحداهما صفورا ابنة يثرون وأختها شرفاء ويقال: لياء وهما اللتان 
كانتا تذودان. وأما أبوهما ففي اسمه اختلافء فقال بعضهم: كان اسمه يثرون"(". 


.550/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.550/١9:يربطلا ؟) أخرجه‎ 
109/2: )فسن السسعاني‎ 
تفسير مقاتل بن سليمان:9/؟4".‎ )4 
التفسير الميسر:8/8/".‎ ) 

) تفسير ابن كثير:775/5. 

) تفسير الطبري:9١/557.‏ 
فوع رو 61 


3 
7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١57 


قال أبو عبيدة:" كان الذي استأجر موسى اين أخي شعيب يثرون"7". 

وقال أبو عباس: :" الذي استأجر موسى: يثرى صاحب مدين"7". 

وقال الحسن:" يقولون شعيب صاحب موسىء ولكنه سيد أهل الماء يومنذ"").. 
ل ل ا ل ل م 

قال الطبري: " تقول: إن خير من تستأجره للرعي القوي على حفظ ماشيتك والقيام 
عليها في إصلاحها وصلاحهاء الأمين الذي لا تخاف خيانته؛ فيما تأمنه عليه"0"). 

قال الفراء:" فقوته إخراجه الدلو وحدهء وأمانته أن إحدى الجاريتين قالت: إن أبى 
يدعوكء فقام معها فمرت بين يديه» فطارت الريح بثيابها فألصقتها بجسدهاء فقال لها: تأخري 
فإن ضللت فدليني. فمشت خلفه فتلك أمانته"(". 

قال الزمخشري”" قولها :(إن خير من استأجرت القوي الأمين) كلام حكيم جامع لا يزاد 
عليه» لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتانء أعنى الكفاية والأمانة في القائم بأمرك فقد فرغ بالك 
وتم مرادك وقد استغنت بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل» والحكمة أن تقول استأجره 
لقوته وأمانته"(), 

قال ابن عباس"" فأحفظته الغيرة أن قال: وما يدريك ما قوته وأمانته؟ قالت: أما قوته. 
فما رأيت منه حين سقى لناء لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقي منه؛ وأما أمانته» فإنه نظر 
حين أقبلت إليه وشخصت له. فلما علم أني امرأة صوب رأسه فلم يرفعه» ولم ينظر إلي حتى 
بلغته رسالتك؛ ثم قال: امشي خلفي وانعتي لي الطريقء ولم يفعل ذلك إلا وهو أمين» فسري عن 
أبيها وصدقها وظن به الذي قالت"7). 

قال عبد الرحمن بن أبي نعم :"قال لها أبوها: ما رأيت من أمانته؟ قالت: لما دعوته 
مشيت بين يديه» فجعلت الريح تضرب ثيابي» فتلزق بجسديء فقال: كوني خلفيء فإذا بلغت 
الطريق فاذهبيء قالت: ورأيته يملأ الحوض بسجل واحدا”” '. 

قال عمرو بن ميمون: "كان يوم ريحء فقال: لا 3 تمشي أمامي» فيصفك الريح لي» ولكن 
امشي خلفي ودليني على الطريق؛ قال: فقال لها: كيف عرفت قوته؟ قالت: كان الحجر لا يطيقه 
إلا عشرة فرفعه وحده"(١),‏ 

“قال شرك" انا كوله فانتهى إلى حجر لا يرفعه إلا عشرة» فرفعه وحده. وأما أمانته: 
فإنها مشت أمامه فوصفها الريح؛ فقال لها: امشي خلفي وصفي لي الطريق"("". 


.5517/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.5517/١9:يربطلا أخرجه‎ )" 
.5517/١5:يربطلا ؟) أخرجه‎ 
.557/١9:يربطلا أخرجه‎ )54 

©) التفسير الميسر:8/8". 
) تفسير الطبري:9١/557.‏ 

.” ٠5/7 معاني القرآن:‎ )٠ 
( 
( 


4) أخرجه الطبري:5557/9. 
)٠‏ أخرجه الطبري:9/؟551. 
)١‏ أخرجه الطبري:9/؟551. 
)١١‏ أخرجه الطبري:5517/9. 


10 


قال مجاهد:" فتح عن بئر حجرا على فيهاء فسقى لهما بهاء والأمين: أنه غض بصره 
عي 3 بدو ينا سد 7 1 7 : )0 

قال مجاهد:" رفع حجرا لا يرفعه إلا فئام من الناس" 

عن ابن عباسء "قوله: لموسى (إن خير من استأجرت القوي الأمين)» يقول: أمين فيما 
وليء أمين على ما استودع"(0". 

> قال قتادة: "القوي في الصنعة: الأمين فيما ولي"9©). 

قال قتادة: بلغنا أن قوته كانت بترضة "هنا" ارو كتفهما: بلقنا ندملا الحووضن لو 
واحد. وأما أمانته فإنه أمرها أن تمشى خلفه"(. 

قال ابن زيد:" فقال لها: 57 أما قوكة قات كشق الصبكرة 
التي على بئر آل فلان» وكان لا يكشفها دون سبعة نفر. وأما أمانته فإني لما جئت أدعوه قال* 
كوني خلف ظهري» وأشيري لي إلى منزلك» فعرفت أن ذلك منه أمانة"("). 

قال ابن إسحاق:" لما رأت من قوته وقوله: لها ما قال: أن امشي خلفيء لئلا يرى منها 
نينا مما يُكرام؛ فز اذه ذلك فيه رغية". اا ا 

قال الأ عمش: "سألت تميم ب بن إبراهيم: بم عرفت أمانته؟ قال: في طرفه؛ء بغض طرفه 
عنها"("), 


,  نآرقلا‎ 

(قَالَ إِنْي ريد أن أُنْكحَكَ إخدى ابُنَمَيَ هَاتَيْنِ عَلَى أن تَأَجْرَنِي تَمَانِي حجَج فَإِنْ أَثْمَمْتَ عَشْرًا 
فُمنْ عنْدِكَ وَمَا ريد أنْ أشقّ قّ عَلَيْكَ ستجذني إِنْ شاءَ النَهُ منَ الصّالحينَ فقه) [القصص : 
غم 


التفسيقة 
قال الشيح لموسى: إني أريد أن أزوّجك إحدى ابنتيّ هاتين» على أن تكون أجيرًا لي في رعي 
مات شيتي ثماني سنين مقابل ذلك» فإن أكملت عشر سنين فإحسان من عندكء وما أريد أن أشق 
ليك تجغلها عشراء شتجدتي إنشاء الةرسن الصالحين في بحيين الحبكية و الوفاة.يما لكر 
قوله تعالى: (ِقَالَ في ا أنْ كحك إخدى ابْتَتَىَ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأَجْرَنِي ثَمَانِي ججَج) 
[القصص 5107 أي قال الشيخ لموسى: إني أريد أن أزوّجك إحدى ابنتيّ هاتين» على أن 
ل ل ل 
قال الفراء:" يقول: أن تجعل ثوابي أن ترعى علي غنمي ثماني حجج"7". .. 
خوك دام ل 


)١‏ أخرجه الطبري:557/3. 
") أخرجه الطبري:557/3. 
؟) أخرجه الطبري:557/3. 
54) أخرجه الطبري:5١/5515.‏ 
5) أخرجه الطبري:5١/5515.‏ 
5) أخرجه الطبري:9١/5515.‏ 
") أخرجه الطبري:5١/5515.‏ 
6) أخرجه الطبري:9١/5515.‏ 
4) التفسير الميسر:8/8". 
)٠١‏ معاني القرآن:؟/5ه١”.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال ابن كثير:" أي : طلب إليه هذا الرجل الشيخ الكبير أن يرعى عنه ويزوجه إحدى 
ابنتيه هاتين على أن ترعي علي تحاني تيرم 1 

قوله تعالى ل 0 عَشْرَا فَمِنْ عِنْيِكَ) [القصص : 7١]ء‏ أي:" فإن أكملت عشر 
سنين فإحسان من عندك"(". 

قال الطبري:" يقول: فإن أتممت الثماني الحجج عشرا التي شرطتها عليك بإنكاحي إياك 
إحدى ابنتي» فجعلتها عشر حججء فإحسان من عندكء وليس مما اد شترطته عليك بسبب تزويجك 
ابنتى نت "(5) 

7 قال ابن كثير:أي:" فإن تبرعت بزيادة سنتين فهو إليكء وإلا ففي ثمان كفاية "(. 

قال الزجاج:" أي: فذلك بفضل - منك ليس بواجب عليك"", ١‏ 

قال الفراء:" يقول: فهو تطوع"(". 

قال الزمخشري:" يعنى: لا ألزمكه ولا أحتمه عليك» ولكنك إن فعلته فهو منك تفضل 
وتبرع» وإلا فلا عليك"(0, 

قوله تعالى: (ِوَمَا أريد أَنْ أَشقّ عَلَيْكَ1 [القصص : .]١7‏ أي:" وما أريد أن أشق عليك 
معي 01 

قال الطبري:أي:" باشتر تراط الثماني الحجج عشرا عليك "! 0 

قال ابن كثير:" أي : لا أشاقك » ولا أؤاذيك » ولا أماريك" 000 


قال الزمخشري:أي:" بإلزام أتم الأجلين وإيجابه. فإن قلت: مأ احقيقة مولي فلك ل 
وشق عليه الأمر؟ قلت: حقيقته أن الأمر إذا تعاظمك فكأنه د فى علك لتك واقين »اقول دار 
أطيقه. وتارة: لا أطيقه. أو وعده المساهلة والمسامحة من نفسه. وأنه لا يشق عليه فيما استأجره 


له من رعى غنمه» وا تفل اتكو ها تقل المغامترو ن مين الفستر كيم من التخافقنة فى امو اعاة 
الأوقات» والمداقة فى استيفاء الأعمال» وتكليف الرعاة أشغالا خارجة عن حد الشرطء وهكذا 
كان الأنبياء عليهم السلام آخذين بالأسمح في معاملات الناس"("". 

قوله تعالى:إِسَتَجِدُنِي إِنْ شاء النَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ) [القصص : 7١]ء‏ أ" ستجدني إن 
شاء الله من الصالحين فى حسن الصحبة والوفاء بما قلثث"27"). 

قال الطبري:أي:" في الوفاء بما قلت لك"4". 


.١51/5:نآرقلا معاني‎ )١ 
تفسير ابن كثير:77.0-17179/5.‎ )” 

") التفسير الميسر:8/8". 
) تفسير ابن كثير:9١/555.‏ 
5) تفسير ابن كثير:770/56. 
5) معاني القرآن:5/١51١.‏ 
)٠‏ معاني القرآن: ٠5/7‏ ”. 
( 
( 


4) التفسير الميسر:/5"8. 
)٠‏ تفسير ابن كثير:9١/555.‏ 
)١‏ تفسير ابن كثير:770/56. 
)١١‏ الكشاف: ٠5/9‏ 5. 
)١‏ التفسير الميسر:88". 

) تفسير ابن كثير:9١/555.‏ 


١55 


قال ابن إسحاق:" أي: في حسن الصحبة والوفاء بما قلت"7). 

قال الزمخشري:" يريد بالصلاح: حسن المعاملة ووطأة الخلق ولين الجانب «”» . 
ويجوز أن يريد الصلاح على العموم؛ ويدخل تحته حسن المعاملة؛ والمراد باشتر تراط مشيئة الله 
فيما وعد من الصلاح: الاتكال على توفيقه فيه ومعونته» له أنه يستعمل الصلاح إن شاء اللّه» 
وإن شاء استعمل خلافه"(), 


القرآن 

(قَالَ ذلك بَيْنِي وَبَيْتَكَ أَيّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتْ فلا غَدوَانَ عَلَيَ وَانَهْ عَلَى مَا تقول وَكيلَ ))١0(‏ 
[القصص : 18] 

التفسير: 


ل مووي ذلك الذي قلته قائم بيني وبينك» أي المدتين أَفْضها في العمل أكن قد وفيتكء فلا 
أطالب بزيادة عليهاء والله على ما نقول وكيل حافظ يراقبناء ويعلم ما تعاقدنا عليه. 

قوله تعالى:(قَالَ ذلك بَْتِي وَبَيْتَكَ) [القصص" + 98]» أي:" قال مؤسى: ذلك الذي قلته 
قائم بيني وبينك"(". 

قال الزجاج:" أي: ذلك الذي وصفت لي بيني وبينك» ومعناه: ما شرطت على فلك وما 
شرطت لي فليء كذلك الأمر بيننا"7). 

قال الطبري: , أي هذا الذي قلت من أنك تزوجني أحدى ابنتيك على أن آجرك ثماني 
حح واحت يي ينك على كا نواد كنا ركاه لجداحد ينا رحد لد ظلى شا 

قال ابن كثير: " يقول : إن موسى قال لصهره : الأمر على ما قلت من أنك استأجرتني 
على ثمان سنين » فإن أتممت عشرًا فمن عندي » فأنا متى فعلت أقلهما فقد برئت من العهد ء 
وخرجت من الشرط "0). 

قل الرمكتوي اي "ذلك الذى قلق وبع ا فاتتي فيه وخبار ولتتى اانه كانم يننا اجديه الا 
نخرج كلانا عنه؛ لا أنا عما شرطت على ولا أنت عما شرطت على نفسك" 00 

قوله تعالى أَيَمَا الْأَجِلَيْنِ قَضَيْتُ فلا عَدْوَانَ 1 [القصص ]| أي: 5 أي المدتين 
أَقُْضها في العمل أكن قد وفيتك؛ فلا أطالّب بزيادة عليها"(". 

قال الطبري: " يقول: أي الأجلين من الثماني الحجج والعشر الحجج قضيت» يقول: 
فرغت منها فوفيتكها رعي غنمك وماشيتك فليس لك أن تعتدي علي؛ فتطالبني بأكثر منه"7". . 

قال الزمخشري: :" قال: آي أجل من الأجلين قضيت]: أطولهما الذي هو العشرء أو 
أقصرهما الذي هو الثمان فلا عدوان علي أى لا يعتدى على في طلب الزيادة عليه» ومعناه: كما 
أنى إن طولبت بالزيادة على العشر كان عدوانا لا شك فيه فكذلك إن طولبت بالزيادة على 
الثمان. أراد بذلك تقرير أمر الخيار» وأنه ثابت مستقر» وأن الأجلين على السواء: إما هذا وإما 


.555/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.5١5/9:فاشكلا‎ )١( 
التفسير الميسر:88”.‎ )"( 
.١51/4:نآرقلا معاني‎ )4( 
00 ته تفسير ابن كثير‎ )0( 
ته تفسير ابن كتير ان كل‎ )1( 
.5 ١5/9 الكشاف:‎ )( 
التفسير الميسر:/8"؟.‎ (0) 
.555/١19:ريثك تفسير ابن‎ )1( 


/ا ع ١‏ 


هذا من غير تفاوت بينهما في القضاء. وأما التتمة فموكولة إلى رأيى: إن شئت أتيت بهاء وإلا لم 
أجبر عليها. وقيل: معناه فلا أكون متعدياء وهو في نفى العدوان عن نفسه؛ كقولك: لا إثم علي» 
ولا تع ع ار 

قال الزجاج:" العدوان: المجاوزة في الظله"7". 

وفي قراءة ابن مسعود: «أي الأجلين ما قضيت». وقرئ: «أيما»» بسكون الياءء 
و«عدوان»» بالكسر(. 

عن السدي: "(قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت]. إما ثمانياء وإما عشرا"(". 

قال ابن كثير:" أي : فلا حرج علي مع أن الكامل - وإن كان مباحًا لكنه فاضل من جهة 
أخرى » بدليل من خارج. كما قال الله تعالى ( فمنْ تمل في ومين فلا إثم عله ومن تخ 4لا 
إِنْمَ عَلَيْهِ 4) [ البقرة : 0 ٠‏ ]ء وقال رسول الله 5 لحمزة بن عمرو الأسلمي » رضي الله عنه » 
وكا كين الضيام .وله عن الصوى في السقر :قال «إن ذنت قصم ٠‏ وإن شهنت 
فأفطر»27., مع أن فعل الصيام راجح من دليل آخر. هذا وقد دل الدليل على أن موسى عليه 
السلام » إنما فعل أكمل الأجلين وأتمهما"(". 

قال سعيد بن < جبير: " قال يهودي بالكوفة وأنا أتجهز للحج: إني أراك رجلا تتتبع العلم, 
أخبرني أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أعلم» وأنا الآن قادم على حبر العرب» يعني ابن 
عباسء فسائله عن ذلك؛ فلما قدمت مكة سألت ابن عباس عن ذلك وأخبرته بقول اليهوديء فقال 
ابن عباس: قضى أكثرهما وأطيبهماء إن النبي إذا وعد لم يخلفء قال سعيد: فقدمت العراق 
فلقيت اليهوديء فأخبرته؛ فقال: صدقء وما أنزل على موسى هذاء والله العالم"7"). 

عن يد بن كعب القرظيء قال:" سئل رسول الله ه: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: 





«أوفاهما وأتمهما»"(") 
أتمهما وأكملهما"7). 


وقال ابن عباس:" خيرهما وأوفاهما"('). 
وفي رواية: 5 00 وأخيرهما”” .١‏ , 
قال ابن عباس:" رعى عليه نبي الله أكثرها ١‏ وأطيبها057 


)1 


.5 ١5-5 الكشاف:9/ه.‎ )١ 

؟) معاني القرآن:5/١51١.‏ 

") انظر: الكشاف:507/9. 

54) أخرجه الطبري:9١/5517.‏ 

5)رواه أحمد في مسنده (531/7) والنسائي في السنن .)١85/54(‏ 

") تفسير ابن كثير:5/. 771-971. 

يه الطبري:9١/553:‏ وبنحوه في صحيح البخاري برقم (51585). 
) أخرجه الطبري:5١/555.‏ 

3 أخرجه الطبري:9١/555.‏ 

.554/١9:يربطلا أخرجه‎ )٠ 


أخرجه الطبري:9١554/1.‏ 


( 
( 
)أ 
( 


/ 


١ 
.55/8/١3:يربطلا أخرجه‎ )١١ 
.559/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
2 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١ 


عن القاسم بن تمدء "وسأله رجل قال: ,أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي)؛ قال: فقال 
القاسم: ما أبالي أي ذلك كانء إنما هو موعد وقضاء"7". ' 0 

قوله تعالى:[إِوَاانَهُ عَلَى مَا تقول وَكيك) [القصص : 258]ء أي:" والله على ما نقول وكيل 
حافظ يراقبناء ويعلم ما تعاقدنا عليه"7". 

قال د 3 دة:"وكيل» أي: حفيظ"("). 

قال ا أي: والله عز وجل شاهدنا على ما عقد بعضنا على بعض"0. 

قال الطبري:" يقول: والله على ما أوجب كل واحد منا لصاحبه على نفسه بهذا القول» 
شهيد وحفيظ"7). 

قال مجاهد:" هيد على قول موضى :وختنة"00. 0 

روي عن ابن إسحاقء قال: "قال موسى إذلك بيني وبينك أيما الآأجلين قضيت فلا 
عدوان علي] قال: نعم (والله على ما نقول وكيل) فزوجه؛ وأقام معه يكفيه» ويعمل له في رعاية 
غنمه. وما يحتاج إليه منه"(0, 

قال ابن عباس :"الجارية التي دعته هي التي تزوج! 0( 

عن ابن زيد: "قال* وأيتهما تريد لي قال: التي دعتك: قال*: ألا وهي بريئة مما 

دخل نفسك عليهاء فقال: هي عندك كذلك؛ فزوجه("). 

قال السدي: 5 أمر -يعني أبا المرأتين- إحدى ابنتيه أن تأتيه.» يعني أن تأتي موسى بعصاء 
فأتته بعصاء وكانت تلك العصا عصا استودعها إياه ملك في صورة رجلء فدفعها إليه» فدخلت 
الجارية» فأخذت العصاء فأتته بها؛ فلما رآها الشيخ قال: لا ائتيه بغيرهاء فألقتها تريد أن تأخذ 
غيرهاء فلا يقع في يدها إلا هيء وجعل يرددهاء وكل ذلك لا يخرج في يدها غيرها؛ فلما رأى 
ذلك عمد إليهاء فأخرجها معه. فرعى بها. ثم إن الشيخ ندم وقال: كانت وديعة» فخرج يتلقى 
موسى» فلما لقيه قال* اعطني العصاء فقال موسى: هي عصاي» فأبى أن يعطيه.» فاختصماء 
فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهماء فأتاهما ملك يمشيء فقال: ضعوها في الأرضء فمن 
حملها فهي له فعالجها الشيخ فلم يطقهاء وأخذ موسى بيده فرفعهاء فتركها له الشيخ» فرعى له 
عشر سنين. قال عبد الله بن عباس: كان موسى أحق بالوفاء"7 ". ْ 

قال أين زيه؛ "قال يعني أبا الجارية لماازوجها مويل للتوشبي:“أدخل ذلك البيت: فهذ 
عصاء فتوكأ عليهاء فدخلء فلما وقف على باب البيت» طارت إليه تلك العصاء فأخذهاء فقال: 
ارددها وخذ أخرى مكانهاء قال: فردهاء ثم ذهب ليأخذ أخرىء. فطارت إليه كما هيء فقال: لا 


.5517/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 

)١(‏ التفسير الميسر:88". 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(5477١):ص79170/3.‏ 
(؛) تفسير مقاتل بن سليمان:517/9". 

(5) معاني القرآن:51/4١.‏ 

(1) تفسير الطبري:9١/551.‏ 

(0) أخرجه الطبري:9١/5517.‏ 

(8) أخرجه الطبري:9١/557.‏ 

(9) أخرجه الطبري:9١/5557.‏ 

.555/١5:يربطلا أخرجه‎ )٠١( 
.551/١9:يربطلا اخرجه‎ )١١( 


( 
( 


1١١ 


١1 


أرددهاء فعل ذلك ثلاثاء فقال: ارددهاء فقال: لا أجد غيرها اليوم» فالتفت إلى ابنته» فقال لابنته: 
إن زوجك لنبي"7". 1 

وقال عكرمة: "أما عصا موسىء فإنها خرج بها آدم من الجنة» ثم قبضها بعد ذلك 
جبرائيل عليه السلام» فلقي موسى بها ليلا فدفعها إليه"7). 

عن شداد بن أوسء قال: قال رسول الله #: " وروي عن ثشداد بن أوس مرفوعا: بكى 
شعيب النبي # [من حب الله عز وجل حتى عمي فرد الله عليه بصرهء ثم بكى حتى عمي فرد 
الله عليه بصره؛ ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره. فقال الله: ما هذا البكاء؟ أشوقا إلى الجنة 
أم خوفا من النار؟ قال: لا يا ربء: ولكن شوقا إلى لقائك» فأوحى الله إليه إن يكن ذلك فهنيئا لك 
لقائي يا شعيب» لذلك أخدمتك موسى كليمي"7". 
فوائد الآيات:[5 8-57 1]: 
-١‏ بيان أن الكفاءة شرط في العمل ولا أفضل من القوة وهي القدرة البدنية والعلمية والأمانة. 
-١‏ مشروعية عرض الرجل ابنته على من يرى صدقه وأمانته ليزوجه بها. 
"- مشروعية إشهاد الله تعالى على العقود بمثل [ِوَاْهُ عَلَى ما تَقُولُ وَكِيلْ) . 
4 - فضيلة موسى عليه السلام بإيجار نفسه على شبع بطنه وإحصان فرجه. 


القرآن 
(فلَمَا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِه آنَسن مِنْ جَانِب الطُورٍ ثَارًا قَالَ لأهله امْكُنُوا ني آنَسْتْ 
نَارًا لَعَلَي آتيكُم مِنْهَا بِخَبَرٍ أو جَذُوَةٍ مِنَ النَارِ لَعَلَكُمْ تَصَطَلونَ (9؟)) [القصص : 5؟] 
التفسير: 
فلما وفى نبي الله موسى -عليه السلام- صاحبه المدة عشر سنين» وهي أكمل المدتين» وسار 
بأهله إلى «مصر» أبصر من جانب الطور نارّاء قال موسى لأهله: تمهلوا وانتظروا إني 
أبصرت نارًا؛ لعلي آتيكم منها بنبأء أو آتيكم بشعلة من النار لعلكم تستدفتون بها. 

قوله تعالى:[ِفَلَمّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ) [القصص : 575]. أي:" فلما أتم موسى المدة التي 
اتفقا عليها"7). 

قال مقاتل: [الْأجَلَ)» " السنين العشر"0. 

قال الطبري"" فلما وفى موسى صاحبه الأجل الذي فارقه عليه عند إنكاحه إياه ابنته» 
وذكر أن الذي وفاه من الأجلين؛ أتمهما وأكملهماء وذلك العشر الحجج؛ على أن بعض أهل العلم 
قد روي عنه أنه قال: زاد مع العشر عشرا أخرى(". 


.554/١9:يربطلا اخرجه‎ )١( 

(") اخرجه الطبري:9١/554.‏ 

(")أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 5 / ."١5‏ وعزاه المتقي في كنز العمال: 1١١‏ / 511-4348 للخطيب 
وابن عساكر عن شداد بن أوسء وقال: 'وفيه إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الإستراباذي 
الواعظ» أبو سعيدء قال الخطيب: لم يكن موثئوقا به في الرواية» والحديث منكر. وقال الذهبي في الميزان ١(‏ 
/ 555) : هذا حديث باطل لا أصل له. وقال ابن عساكر: رواه الواحدي عن ابن الفتح محمد بن علي الكوفي 
عن علي بن الحسن بن بندار كما رواه ابنه إسماعيل عنه؛ فقد برئ من عهدته؛ والخطيب إنما ذكره لأنه حمل 
فيه على إسماعيل". وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية”: ١(‏ / 43 ) » والألباني في "الضعيفة": (” / 
5) وقال: 'ضعيف جدا". 

(4) صفوة التفاسير:؟/917". 

(5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/57”. 


قال ابن عباس:" قضى موسى آخر الأجلين"7". 

قال ابن عباس:" رعى عليه نبي الله أكثرها وأطيبها"0". 

عن مجاهدء قوله: "إفلما قضى موسى الأجل)» قال: عشر سنين» ثم مكث بعد ذلك 
عشرا أخرى"0). ْ 

قال أنس:" لما دعا نبي الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهماء قال له صاحبه: 
كل شاة ولدت :على .غين لونها فلك ولدء فعمدء فرفع بحيال على الماءء فلما وات الفيال؛ فزعت 
فجالت جولة فولدن كلهن بلقاء إلا شاة واحدة» فذهب بأولادهن ذلك العاه"0). 

قوله تعالى:(وَسَارَ بِأَهْلِهِ [القصص : 15]. أي:" وسار بأهله إلى «مصر»"0". 

قال الطبري:" شاخصا بهم إلى منزله من مصر"(". 

قال مقاتل:" سار بأهله ليلة الجمعة"(. 

قوله تعالى:[آنس مِنْ جَانِب الطور َارًا) [القصص : 1595]» أي:" أبصر من جانب 
الطور نارتا"(2, 

قال قتادة:" أي: أحسست نارا"('"). 

قال الطبري:" ابصر وأحسء كما قال العجاج(""): 

آنس خربان فضاء فانكدر . .. دانى جناحيه من الطور فمر"0"), 

قال قتادة :"' سار في الله حين سار وهو شاب "01 

قوله تعالى:(ِقَالَ ِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِي آنَسْتُ نَارَا) [القضتضن : 78]» أي:" قال موسى لأهله: 
تمهلوا وانتظروا إني أبصوت ان" 

قال الطبري:" يقول: قال موسى لأهله: تمهلوا وانتظرواء إني أبصرت نارا"( ". 


.554/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
.557/١9:يربطلا أخرجه‎ ( 
.553/١9:يربطلا أخرجه‎ )"* 

54) أخرجه الطبري:9١/5170.‏ 

5) أخرجه الطبري:5١/١517.‏ 

") التفسير الميسر: 85". 

) تفسير الطبري:3١/١517.‏ 

لق اك ب الماك 0 

4) التفسير الميسر: 85". 

.١57/4:نآرقلا معاني‎ )٠ 

.51١/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 

؟')هذان بيتان من مشطور الرجز للعجاج الراجز (ديوانه طبع ليبسج سنة ١1٠07‏ ص5"١)‏ ورقم البيت 
الأول هو "١‏ ورقم الثاني هو 5". وفي رواية الأول: "أبصر" في موضع "آنس" وهما بمعنى. 
(؟١)‏ تفسير الطبري:91١/١5017.‏ 

.7847/4ص:)١5١7١5(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١4( 

.5"85 التفسير الميسر:‎ )١5( 

.51/1١/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


قال ابن عباس: 5 سدم د سم ند نمم 
نور الله (ِقَالَ لأَهْلِهِ امْكُنُوا إِِي آنَسسْتُ نَارًا)"("2. 

قال ابن عباس: "كان موسى رجلا عيوو أ لا مضت الرققة اذاف كوي اقب فاكجنا 
الطريق في ليلة مظلمة. فرأى نارا من بعيد"7". 

قوله تعالى:(ِلَعَلّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرِ) [القصص : 1]ء أي: " لعلي آتيكم منها بنبأ"(". 

قال مقائل:" (بخبر) أين الطريق» وكان قد تحير ليل"50). 

قال الزجاج:" أي: لعلي أعلم لم أوقدت"20. 

قال ابن عباين * فلمااقطى مومى الاجل وسار ياهلة تصل الطريق» وكان في الشتاء 
لعلي آتيكم منها بقبسر»: » فإن لم أجد خبرا أتيتكم بشهاب قبس"7". 5 

قوله تعالى :(أؤ جتوة بن الثر لعكم ستطلون) [القصص 511 أي:" أو اتيكم بشعلة 
من النار لعلكم تستدفئون بها7") 

قال الطبري:" يقول: أو تعر تداع ارط من االحعفس: فنها:الذار» ركني ينان لحن 
أصل الشجرة 4 ومنه قول ابن مقبل1"): 

1 ا : 1 

باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر"7") 

قال الزجاج:" الجذوة القطعهة الغليظة من الحطب"('"). 

عن ابن عباسء قوله: "(أو جذوة من النار)» يقول: شهاب"7'"). 

قال قتادة:" أو شعلة من النار"» والجذوة: أصل شجرة فيها نار" ". 

عن مجاهد :"أو جذوة من النار)» قال: أصل شجرة"("". 

قال ابن زيد:" الجذوة: العود من الحطب الذي فيه النار, كالخ ا 

ويقرأ: «أو جذوة» بالضمء ويقال: جذوة بالفتح» » فيها ثلاث لغات! '". 

قوله تعالى:إِلَعَلّكُمْ تَصْطلُونَ [القصص : 595]. أي:" لعلكم تستدفئون بها"9". 


.777-5؟1ه/١/8:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.70١/؟:طيسولا ؟) التفسير‎ 

؟) التفسير الميسر: 85/". 

5:) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/؟5". 

5) معاني القرآن:57/5١.‏ 

؟) أخرجه ابن ابي حاتم(4١51١):ص7847/4.‏ 
") التفسير الميسر: 85/". 

)البيت لتميم بن مقبل (اللسان: جذا). 

) تفسير الطبري:9١/511.‏ 

0000 القرآن: 57/5 .١‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/١51.‏ 
١‏ ) أخرجه الطبري:5١/١/51,‏ الاه. 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/‏ 51/7. 
( 
( 
( 


84 


5 ) أخرجه الطبري:9١/‏ 517/7. 
5) انظر: معاني القرآن للزجاج: .١57/5‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
)١1(‏ التفسير الميسر: 5"85. 


قال الطبري:" يقول: لعلكم تسخنون بها من البردء وكان في شتاء"(") 

عن السديء؛ "(لعلكم تصطلون]»؛ قال: من البرد"7". 
٠‏ فال ابن عباش:" كانوا أضلوا'عن الطريق» فقال: لعلي أجدمن يدلني على الطريق» أو 
آتيكم بقبس لعلكم تصطلون"7". 

قال مقاتل:" فترك موسى- عليه السلام- امرأته وولده في البرية بين مصر ومدين» ثم 
استقام فذهب بالرسالة» فأقامت امرأته مكانها ثلاثين سنة في البرية مع ولدها وغنمهاء فمر بها 
راع فعرفها وهي حزينة تبكي فانطلق بها إلى أبيها"7). 


القرآن 
فلَمًا أتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطئ الْوَادٍِ الآْمَنِ في الْبْقعَة المُبَاركة مِنَ الشّجَرَهٍ أَنْ يَامُوسَى إِنِي أنَا 
النَهُ رَبُ الْعَالَمِينَ )00 وَأَنْ لبي عَصَاكَ فْلَمَّا رَآَهَا 3 تهْترٌ كأَنَهَا جَانُ وَلَى مُدبرًا وَلَمْ يُعَقَبْ 
يَامُوسَى أَقْبِل وَلَا تَحَف إِنَكَ مِنَ الْأَمِنِينَ (4)"1 [القصص : ]"١‏ 
التفسير: 
فلما أتى موسى النار ناداه الله من جانب الوادي الأيمن لموسى في البقعة المباركة من جانب 
الشجرة: أن يا موسى إني أنا الله رب العالين». وأن ألق عصاك» فألقاها موسىء» فصارت حية 
تسعىء فلما رآها موسى تضطرب كأنها جانٌ من الحيات ولَّى هاربًا منهاء ولم يلتفت من 
الخوفء. فناداه ربه: يا موسى أقبل إليّ ولا تَخَفْ؛ٍ إنك من الآمنين من كل مكروه. 

قوله تعالى:[قَلَمًا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شاطِئ الْوَادٍ الْأَيْمَنِ في الْبْفْعَة المْبَارَكَةٍ مِنَ التتّجِرَةِ) 
[القصص : »]"١‏ أي:" فلما أتى موسى النار ناداه الله من جانب الوادي الأيمن لموسى في البقعة 
المباركة من جانب الشجرة"20. 

قال الطيردي:* فلم قافا تانيع الله موسى من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة 
منه من الشجرة"("). 

قال الزجاح” ميث مباركة ون الثم كلم موس فيهاء وبعةه نييا"”” . 

00 5-5 أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن!» قال*' شق الوادي عن يمين 
موسى عند الطور"(". 

كل كا" نودي من عند الشجرة 0 

2 5:" الشجرة عوسج"'). وقال قتادة:" عصا موسى من العوسج؛ والشجرة من 
العوسج ا 


) تفسير الطبري:3١/51757.‏ 

؟) أخرجه ابن ابي حاتم(١١5١):ص7857/9.‏ 
؟) أخرجه الطبري:8/١/7717.‏ 

:) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/57”. 

5) التفسير الميسر: 5"85. 

) تفسير الطبري:9١/517/7.‏ 

.١57/5:نآرقلا ماني‎ )٠ 

) أخرجه الطبري:9١/51/7.‏ 

4) أخرجه الطبري:5١/51/17.‏ 

.5117/١5:يربطلا أخرجه‎ )٠ 
.51717/١5:يربطلا أخرجه‎ ) 


١6 


عن ابن إسحاق» عن بعض من لا يتهم» عن بعض أهل العلم "(إني آنست نارا)» قال: 

خرج نحوهاء فإذا هي شجرة من العليق» وبعض أهل الكتاب يقول: هي عوسجة"(". 
قال عبد الله: "رأيت الشجرة التي نودي منها موسى عليه السلام» شجرة سمراء خضراء 
3 ٍ ٍِ 
وقرئ: «بقعة»» ا ل ا ا ا ل ا 

وقصاعء ومن قال بقعة - بالضم -7". ْ 

قوله تعالى: (أنْ يَامُوسَّى قَِ نا الشَّهُ رَبُ الْعَالَمينَ) [القصص : ١"]ء‏ أي:" نودي يا 
زنع إن الذي مخاط كةو كلمك هر انا زش العمليم الكون» المدر يقن فاتك فض ريك ان 
والجن والخلائق أ 3 جمعين"7). 

قوله تعالى:إوَأَنْ ألقي عَصَاكَ) [القصص : .]"١‏ أي:" ونودي بأن اطرح عصاك التي 
في يدك"20. 

قال الطبرى :'" فألقاها موسى» فصارت حية تسعى"0"). 

قال:سعيد:بن جبير؟" كانت عصببا مؤسبئ عليه السلاء:من بعوس "0 , 

قال ابن عباس"" تلك العصا أعطاه إياها ملك من الملائكة لما أن توجه إلى مدين» فكانت 
تضيء له الليل» ويضرب بها الأرض فيخرج له نياته» ويهش بها على غنمه ورق الشجر"1". 

قوله تعالى:(ِقَلَمَا رَآَهَا د 3 َهتَرُ كَأَنّهَا جَان وَل مُذْبرًا وَلَمْ يُعَقْبْ) [القصص ا" 
قاف مربي مسطرف 5ك جان عن الحدات وذ شرن مشهاء واه لفت ون الحزف الا 

قال الطبري:؟ إفلما رآها) موسى تتحرك وتضطرب كأنها جان من الحيات ولى 
موسى هاربا منها"7 ). 

قال ابن كثير:" ( فَلَمَا رَآَهَا كم تَهْتَرُ 1 أي : تضطرب ( كَأْنّهَا جَانْ 4 أي : في حركتها 
السريعة مع عظم خَلْق قوائمها واتساع فمها » واصطكاك أنيابها وأضراسها » بحيث لا تمر 
بصخرة إلا ابتلعتها » فتنحدر في فيها تتقعقع » كأنها حادرة في واد. فعند ذلك ( وَلَى مُدْبِرَا وَلَمْ 
يقب ) أي : ولم يكن يلتفت » لأن طبع البشرية ينفر من ذلك 0115 ْ 

قال الزجاج:" جاء في التفسير إلم يعقب]: لم يلتفت» وجاء أيضا: لم يرجع. وأهل اللغة 
يقولون: لم يرجعء يقال: قد عقب فلان. إذا رجع يقاتل بعد أن ولى. قال لبيدل" ): 


ترف 


.51/7/١5:يربطلا أخرجه‎ )١ 
.51/17/١9:يربطلا أخرجه‎ )" 

") انظر: معاني القرآن للزجاج:57/4١.‏ 

4) صفوة التفاسير:١//791.‏ 

5) صفوة التفاسير:؟/791. 

) تفسير الطبري:3١/5175.‏ 

") أخرجه ابن أبي حاتم(57 ١5١):ص785//5.‏ 
6) أخرجه ابن أبي حاتم(١5١5١):ص7851/1.‏ 
4) التفسير الميسر: 85/". 


.7 70 تفسير ابن كثير:5/‎ )١ 

(١١)ديوانه‏ قصيدة رقم: 5١ء‏ بيت 255 واللسان (عقب) » وتفسير الطبري:١/2"85‏ وهو من أبيات في 
صفة حمار الوحشء وشرح البيت يطول» وخلاصته أن الحمار" تهجر من الرواح"؛ أي: عجل في الرواح إلى 
الماء» و" هاجه"؛ أي: حركه حب الماء»ء فعجل إليه عجلة طالب الحق يطلبه مرة بعد مرة» وهو" المعقب". 


١ 


حتى تهجر في الرواح وهاجه. . . طلب المعقب حقه المظلوه"(") 

عن مجاهدء قوله:"(ولم يعقب)» قال: لم يرجع'7". 

قال قتادة:" أي: لم يلتفت من الفرق"("). 

قال السدي:" لم ينتظر, .). 

قال ابن زيد:"لم يرجع"7. 

قوله تعالى:[ِيَامُوسَى أقَبِلْ وَلَا تَحَف إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ1 [القصص : .]5"١‏ أي:" فنودي يا 
موسى: إرجع إلى حيث كنت ولا تخف فأنت أَمنّ من المخاوف"7". 

قال الطبري:" فنودي موسى: يا موسى أقبل إلي ولا تخف من الذي تهرب منه (إنك من 
الآمنين! من أن يضركء إنما هو عصاكت7") 

قال الزجاج:" أي: م ا 
تقفتا فى مقائة الأول 515 

قال ابن زيد:" لما ألقى العصا صارت حية؛ فرعب منها وجزعء فقال الله (إني له 
يخاف لدي المرسلون) قال: فلم يرعو لذلك؛ قال: فقال الله له: (أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) 
قال: فلم يقف أيضا على شيء من هذا حتى قال: (سنعيدها سيرتها الأولى)» قال: فالتفت فإذا هي 
عصا كما كانت؛ فرجع فأخذهاء ثم قوي بعد ذلك حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها"(' ". 


القرآن 
(امنلك يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرْج بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرٍ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرّهب دَذَانِكَ 
بُرْهَانانِ مِنْ رَبَْ إلى فِرْعََنَ وَمَلَنِهِ إِنَهُْ كانوا قَمَا فاِقِينَ (؟ ؟)) [القصص 1[ 
التفسير: 
ادحل نك قن ,نقجة: فنيشتف الشتربحة إلى المندر وأخرجها تخرج بيضاء كالثلج من غير 
مرض ولا برصء واضمم إليك يدك لتأمن من الخوفء فهاتان اللتان أريثكهما يا موسى: من 
تحؤّل العصا حية» وجَعْلٍِ يدك بيضاء تلمع من غير مرض ولا برصء آيتان من ربك إلى 
فرعون وأشراف قومه. إن فرعون وملاه كانوا قومًا كافرين. ' 
قوله تعالى:(اسلك يَدكَ فِي جَنِيِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرٍ سُوء) [القصص : 7]؛ أي:" 
أدخل يدك في فتحة فتحة قميصك المفتوحة إلى الصدرء وأخرجها تخرج بيضاء كالثلج مِن غير 
مرض ولا برص"1". 


.١١9/4:نآرقلا معاني‎ )١( 
.591/١5:يربطلا (؟) أخرجه‎ 
.514/١9:يربطلا اخرجه‎ )"( 
.514/١5:يربطلا اخرجه‎ )5( 
.591/١59:يربطلا اخرجه‎ )©( 

(1) صفوة التفاسير:؟/4/8". 
(9) تفسير الطبري:5١/015.‏ 
)0 أن القرآن: 57/4 .١‏ 

(9) تفسير ابن كثير:5/5ه7. 

1 ااترييه الطبري:5١/571.‏ 
)١١(‏ التفسير الميسر: 5"85. 


قال الطبري:" يقول: أدخل يدك في قميصك تخرج بيضاء من غير برص(". 

قال ابن كثير:" أ : إذا أدخلت يدك في جيب درعك ثم أخرجتها فإنها تخرج تتلألاً 
كأنها قطعة قمر في لمعان البرق ؛ ولهذا قال : ( مِنْ غَيْر سُوءٍ ] أي : : من غير برص 5 

عن قتادة» (اسلك يدك في جيبك)» أي: في جيب قميصك"(). 

عن ابن عباس ومجاهد» وقتادة» والضحالك» والسدي» و :"ته تحرج بَيِضَاءَ مِنْ غَيْرِ 

سُوء]» قال: من غير برص"0). 

قال ابن عباس:" فأدخلها ثم أخرجها بيضاء من غير سوءء كأنها فرو"7”) 

قال الحسن:" فخرجت كأنها المصباح؛ فأيقن موسى أنه لقي ربه"("". 

عن ابن مسعود: "إن موسى أتى فرعون حين أتاه في ذر مانقة» يعني جبة صوف7(". 

قوله تعالى:[ِوَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرّهب!4 [القصص : ؟7؟]؛ أي:" واضمم إليك يدك 
لتأمن من الخوف"(". 

قال الطبري:" واضمم إليك يدك من الخوف والفرق الذي قد نالك من معاينتك ما عاينت 
من هول الحية"0). 

قال ابن كثير "١‏ أمره عليه السلام » إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب » 
وهى يده » فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف. وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل 
الاقتداء فوضع يديه على فؤاده » فإنه يزول عنه ما يجد أو يَخف , إن شاء الله » وبه الثقة"(0"). 

قال الزجاج:" (جناحك] ههنا هو: العضدء ويقال: اليد كلها جناح"7). 

قال ابن عباس: "(واضمم إليك جناحك)» قال: يدك"7"") 

قال مجاهد:" وجناحاه: الذراع. والعضد: هو الجناح. والكف: اليد"("". 

عن مجاهدء قوله: "إمن الرهب)» قال: الفرق"7 ). 

قال قتادة:" أي: من الرعب"7” "). 

قال ابن زيد:" مما دخله من الفرق من الحية والخوفء وقال: ذلك الرهبء وقرأ قول 
الله: (يدعوننا رغبا ورهبا) قال: خوفا وطمعا"7"). 


الطبري:5 ١‏ لاه 
ابن كثير:ك/ره77. 


)١(‏ تفسير 
(؟) تفسير 
(؟) أخرجه الطبري:5١/51/5.‏ 

(4:) أخرجه عنهم الطبري:8١591/1-/79.‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(54١5١):ص ١0/31‏ 785. 
(6) اخرجه الطبري:1١/51754.‏ 

(0) أخرجه الطبري:5١/575.‏ 

(8) التفسير الميسر: 85". 

(1) تفسير الطبري:9١/514.‏ 

)٠١(‏ تفسير ابن كثير:775/5. 
)١١(‏ ماني القرآن: 57/54 .١‏ 
؟5١)‏ اخرجه الطبري:9١/5175.‏ 
)١‏ اخرجه الطبري:9١/75ا5.‏ 
5 ) اخرجه الطبري:9١/5175.‏ 
)١5‏ اخرجه الطبري:1١/75ا5.‏ 


) 
) 
) 
) 


قال مجاهد:" كان موسى عليه السلام » قد مُلئ قلبه رعبًا من فرعون » فكان إذا رآه قال 
: اللهم إني أدرأ بك في نحره » وأعوذ بك من شره » ففرّغ الله ما كان في قلب موسى عليه 
السلام » وجعله في قلب فرعون » فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار"7"). 

قوله تعالى:(ِفَدَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِكَ إلى فِرْعَوؤْنَ وَمَلَئِهِ [القصص : ”7"]» أي:" فهاتان 
اللتان أريثكهما يا موسى: مِن تحؤل العصا حية؛ وجَعْلِ يدك بيضاء تلمع من غير مرض ولا 
برصء آيتان من ربك إلى فرعون وأشراف قومه"7". 

0 الزجاج:" (برهانان) آيتان بينتان» أي: أرسلناك إلى فرعون وملته بهاتين 


ا يعني : إلقاءه العصا وجعلها حية تسعى » وإدخاله يده في جيبه فتخرج 
بيضاء من غير سوء - دليلان قاطعان واضحان على قدرة الفاعل المختار » وصحة نبوة مَنْ 
جرى هذا الخارق على يديه ؛ ولهذا قال : ( إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئْهِ 1 أي : وقومه من الرؤساء 
والكبراء والأتباع"20. 

عن السدي» "(فذانك بر هانان من ربك): العصا واليد تانر زم 

عن مجاهدء قوله:"إفذانك برهانان من ربك). تبيانان من ربك" 

قال ابن إسحاق:" هذان برهانان"(". 

قال ابن زيد'" آيتان من الله"( 

قوله إإِنَهُمْ كَانُوا قَوْمَا فَاسِقِينَ1 [القصص : ”"], أي:" إن فرعون وملاه كانوا 
فوعاكائرن 1< : : : 5 ا 

قال الطبري: " يقول: إن فرعون وملاه كانوا قوما كافرين" 0 

قال ابن كثير:" أي : خارجين عن طاعة الله » مخالفين لدين اله ' 
فوائد الآيات:[9١-7"؟]:‏ 

-١‏ الأنبياء أوفياء فموسى قضى أوفى الأجلين وأتمها وهو العشر. 

-"١‏ مشروعية السفر بالأهل وقد يحصل للمرء أنه يضل الطريق أو يحتاج إلى شيء ويصبر. 
"'- فضل تلك البقعة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه السلام وهي من جبل الطور. 

5 - مشروعية حمل العصا لا سيما للمسافر وراعي ماشية أو سائقها. 

5- مشروعية التدريب على السلاح قبل استعماله. 

1- لا يلام على الخوف الطبيعي. 


.5ا75/١1:يربطلا اخرجه‎ )١ 
؟) اخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير:775/5.‎ 
."/85 التفسير الميسر:‎ )'" 
.١517/54:نآرقلا ماني‎ ): 
تفسير ابن كثير:775/5.‎ )5 
.5175/1١9:يربطلا‎ 0 ( 
.517/5/١9:يربطلا أخرجه‎ )" 
.517/5/١9:يربطلا أخرجه‎ )8 
.515/١9:يربطلا أخرجه‎ )4 
."/85 التفسير الميسر:‎ )٠ 
.5175/١5:يربطلا تفسير‎ )١ 
تفسير ابن كثير:770/5.‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


لاا انك عفنا وليه 
/- من خاف» وضع يده على صدره زال خوفه إن شاء الله تعالى. 


القرآ 
نَ 

(قَالَ رَبَ إِنِي قَتَلْتْ مِنْهُمْ فسا فَأَخَاف أن يَقتَلُونِ (*”) وَأَخِي هَارُونُ هْوَ أَفُصح مِنِي سانا 
فَأَزْسِلْهُ مَعيَ رِذءًا يُصَدَقَنِي إِنْي أَخَافُ أَنْ يُكَذْبُونِ (4 ”)4 [القصص : 4 "] 
التفسير: 
قال موسى: رب إني قتلت من قوم فرعون نفسًا فأخاف أن يقتلوني» وأخي هارون هو أفصح 
مني نطقاء فأرسله معي عونًا يصدقنيء ويبين لهم عني ما أخاطبهم به؛ إني أخاف أن يكذبوني 
في قولي لهم: .إني أرسلت إليهم. 
موسى: رب إلى كت من قوم فوعون لقا ألخاف ا 7 

قال الطبري: " إقال) موسى: زب إني قلت من قوم فرعونينفيا تأخلف إن انتوم 
ابن عن نفسي بحجة (أن يقتلون)» لآن في لشاني عقدة» .ولا ابين معهااما أريذ من الكلدم؟”"' 

قوله تعالى:وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أفصح مِنِي لِسَانا) [القصص 7 55“ أي: اكى بقاري 

هو أفصح مني نطقًا"0". | 1 

قال الطبري: " يقول: أحسن بيانا عما يريد أن يبينه"7". 

قال أبو عبيدة:" لأن موسى كانت فى لسانه عقدة"("), 

قال ابن كثير: " وذلك أن موسى ٠‏ عليه السلام » كان في لسانه لثغة » بسبب ما كان 
تناول تلك الجمرة » حين خَيّر بينها وبين التمرة أو الدرّة » فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه » 
فحصل فيه شدة ة في التعبير ؛ ولهذا قال : ( وَاخْلّنَ عَفْدَةَ مِنْ لِسَاني. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلَ لي 
وَزِيرَا مِنْ أهلي. هَارُونَ أخي. اثنذذ به أزري. وَأْشْرِكْهُ في أمري ) [ طه 1 ا 
ا ل ل 
المتكر الجن الع ٠‏ ' ٌ 
"ا 
قل الكلدراي: " يقول: عونا يبين لهم عني ما أخاطبهم به"0". 
٠‏ قال ابن كثير:" أي : وزيرًا ومعينا ومقويًا لأمري » يصدقني فيما أقوله وأخبر به عن 
الله عز وجل ؛ لأن خبر اثنين أنجع في النفوس من خبر واحد"7). 


يصدقني 


.”/85 التفسير الميسر:‎ )١( 
.51/1/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
."89 ادر الميسر:‎ (0 
.511//١9:يربطلا تفسير‎ )4( 
.٠١ مجاز القرىن:؟/5‎ )5( 
تفسير ابن كثير:775/5.‎ )1( 
.589 ليد الميسر:‎ (02 
.51/1//١9:يربطلا تفسير‎ )8( 
تفسير ابن كثير:775/5.‎ )9( 


/ 
94 


قال أبو عبيدة:" (رذءاً)» أي: معينا. ويقال: قد أردأت فلانا على عدوه وعلى ضيعته أي 
أكنفته وأعنته أي صرت له كنفا"(". 

نافع ابن أبي نعيم قال* "سألت مسلم بن جندب: الرداء الزيادة, أما سمعت قول الشاعر: 
و أسمر خطبا كان كموي . . نوى القصب!') قد أردى ذراعاً على عشر ("91). 

عن مجاهدء قوله: الك م ردم يصدقني!» قال: عونا"20. 

وقال ابن عباس:" كي يصدقني"(". 

قال السدي: " يقول: كيما يصدقني"7") 

قال مقاتل:" يعني: عرما لكي يحددفي اوقا رومن لع 

قال ابن إسحاق:" أي: يبين لهم عني ما أكلمهم به» فإنه يفهم ما لا يفهمون"0). 

وقال ابن زيد:" لان الاثنين أحرى أن يصدقا من واحد"7”") 7 

قال ابن عباس:" ونبئ هارون. مطاعتت حين نى موسي 484" ' 0 

قوله تعالى:إإِنِي 0 أن تك نوق | الفصسن 0925 أن :إن اكاك أن كدري فن 
قولي لهم: إني أرسلت إليهم"7"". 

قال الطبري:" يقول: ل أخاف أن لا يصدقون على قولي لهم: إني أرسلت إليكه"("". 
القرآن 1 1 
(قَالَ سَنَشد عَضْدَكَ بأخيك وَتَجْعَلُ لَكُمَا سلْطَانًا فَلَا يَصَلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْثُمَا وَمَنِ اتَبَعَكُمَا 
الغالبون (5 ")1 [القصص : ٠"؟]‏ 
كال الم لقوامق” سنقوّيك بأخيك؛ ونجعل لكما حجة على فرعون وقومه فلا يصلون إليكما بسوء. 
أنتما حنا موس وهارون- ومن آمن يكما المنتصرون على فر عون وقومة؟ يسيب آباثتا ونا دلث 
عليه من الحق. 

قوله تعالى:(قَالَ سَنَشْدُ عَضْبْدَكَ بأخِيكَ) [القصص : 5"]: أي:" قال الله لموسى: سنقوّيك 
بأخيك"97". ش 

قال أبو عبيدة:" أي: سنقوّيك به ونعينك"7") 


.٠١ مجاز القرىئن:؟/5‎ )١ 
؟) وفي بعض الروايت:« القسنب».‎ 
وفي بعض الروايات:«العشر».‎ )"' 
.751717/3ص:)١55٠5(متاح أخرجه ابن ابي‎ )5 
.51/1/١9:يربطلا أخرجه‎ )5 
.51/1/١9:يربطلا أخرجه‎ )5 
.517/8/١9:يربطلا أخرجه‎ )" 
.” 5 تفسير مقاتل بن سليمان:؟/5‎ )6 
.51/1//١9:يربطلا أخرجه‎ )4 
.51/1//١9:يربطلا أخرجه‎ )٠ 
.791/17/1ص:)١55٠ أخرجه ابن ابي حاتم(؛‎ )١ 
."89 التفسير الميسر:‎ )١ ١ 
.51/8/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 

( 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
0 
)15 0 الميسر: 589. 


قال الطبري:" أي نقويك ونعينك بأخيك. تقول العرب إذا أعز رجل رجلا وأعانه ومنعه 
ممن أراده بظلم: قد شد فلان على عضد فلان» وهو من عاضده على أمره: إذا أعانه» ومنه قول 
ابن مقبل(): 
عاضدتها بعتود غير معتلث ... كأنه وقف عاج بات مكنونا"(". 

قال ابن كثير:" أي : سنقوي أمرك » ونعز جانبك بأخيك . الذي سألت له أن يكون نبيا 
معك. كما قال في الآية الأخرى : ( قَذْ أوتيت سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) [ طه : ”3 ] » وقال تعالى ١‏ 
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَحَاهُ هَارُونَ نَبِيّا 4 [ مريم 0 

ولهذا قال بعض السلف : ليس أحد أعظم مِنَّهَ على أخيه » من موسى على هارون ٠»‏ 
عليهما السلام » فإنه شفع فيه حتى جعله الله نبيًا ورسولا معه إلى فرعون وملئه؛ ولهذا قال الله 
تعالى في حق موسى : [ وَكَانَ عِنْدَ اللّهِ وَجِيهَا 4 [ الأحزاب : 59 ]"0). 

قال ابن عباس"" فآتاه الله سؤله فحل عقدة من لسانهء فأوحى الله إلى هارون فانطلقا 
جميعا إلى فرعون"0. 

قوله تعالى:[ِوَنَجْعَلُ لَكُْمَا سُلْطَانَاة [القصص : 5"]. أي:" ونجعل لكما حجة على 
فرعون ولوف 3 ابللافة 

قال الطبري:" يقول: ونجعل لكما حجة" 

قال ابن كثير:" أي : حجة قاهرة"(". 

عن مجاهدء قوله: "إلكما سلطانا4» حجة"(". 

قال السدي:" السلطان: الحجة"('"). 

عن قتادة قوله: "(ونجعل لكما سلطانا بآياتناا»ء عند أهل الإيمان ومعذرة» عند 
الناى"310), 

قوله تعالى:(قَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَاا [القصص : 5"]. أي:" فلا يصلون إليكما بسوء"00"". 

قال الطبري: يقول: " فلا يصل إليكما فرعون وقومه بسوء"7"). 


.٠١ مجاز القرىن:؟/5‎ )١( 
ولكن‎ ,٠١5/7 ومجاز القرآن لأبي عبيدة:‎ .157 0-١7٠0 قصيدة خمسين بيتا فى جمهرة الأشعار ص‎ نم)١(‎ 
بين رواية جمهرة الأشعار وبين رواية أبى عبيدة لخلافا حيث إن صدر البيت قد أصبح صدرا لبيت آخر‎ 

ورواه الطبري كما هو عند أبى عبيدة. 

"') تفسير الطبري:9١//51.‏ 

5) تفسير ابن كثير:775/5. 

م( ا ابن أبي حاتم(59٠55١):ص7911/8.‏ 
5) التفسير الميسر: 85". 
) قة 

) ته 

( 


) 

) 

) 

) 

(1) تفسير الطبري:9١/5179.‏ 
(8) تفسير ابن كثير:777/5. 
1 ري الطبري:5١/5179.‏ 
)٠١(‏ أخرجه الطبري:59١/5179.‏ 
)١١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(١٠5399١):ص‏ 7917/4. 
)١١(‏ التفسير الميسر: 5"85. 

ال 


.5179/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 


قال ابن كثير:" ( فلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بآيَاتِنَا 4 أي : لا سبيل لهم إلى الوصول إلى أذاكما 
بسبب إبلاغكما آيات الله » كما قال الله تعالى لرسوله ممد ه: ( يَا أيْهَا الرَسُولْ بَلْعْ مَا أنزل إِلَيِْكَ 
مِنْ رَبّكَ [وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فمَا بَلَفْتَ رِسَالَتم] وَالَهُ يَحْصِمْكَ مِنَ النَّاسِ ) [ المائدة : 70 ]. وقال تعالى 
: ( الْذِينَ يُتَلْغْونَ رسالات الله وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَحْشَوْنَ أَحَدَا إلا اللّهَ وَكَمَى باللّه حَسِيبَا 4 [ الأحزاب : 
9] ء أي : وكفى بالله ناصرًا ومعينًا ومؤيدًا. ولهذا أخبرهما أن العاقبة لهما وَلِمَنْ اتبعهما في 
الدنيا والآخرة"(". 

قوله تعالى (بِآيَاتِنَا أَنْثُمَا وَمَنِ اتَبَعَكُمَا الْعَالِيُونَ1 [القصص : 5"]ء أي" أنتما -يا موسى 
5 ومّن آمن بكما المنتصرون على فرعون وقومه؛ بسبب آياتنا وما دلْثْ عليه من 
الحق"( 

قال الطبري :" الباء في قوله: (بآياتنا) من صلة «غالبون». ومعنى الكلام: أنتما ومن 
اتبعكما الغالبون فرعون وملاه بآياتنا؛ أي: بحجتنا وسلطاننا الذي نجعله لكما"7. 

قال ابن كثير:" ووجه ابن جرير على أن المعنى : (وَتَجْعَلَ لَكُمَا سُلْطَانَا قلا يَصِلُونَ 
ِلَيِكُمَا 4» ثم يبتدئ فيقول : ( بِآيَاتِنَا أَنْثُمَا وَمَنِ اتَبَعَكُمَا الْعَالِبُونَ 4 » تقديره : أنتما ومَنْ اتبعكما 
الغالبون بآياتنا. 

ولا شك أن هذا المعنى صحيح ». وهو حاصل من التوجيه الأول ٠»‏ فلا حاجة إلى هذا » 
والله أعله"(). 

قال قتاد دة:" كان موسى 5 © قد ملئ قلبه رعبا من فرعونء فكان إذا رآه قال: اللهم أدرأ 
بك في نحره وأعوذ بك من شره ففرغ الله ما كان في قلب موسى وجعله في قلب فرعونء فكان 
إذا رآه بال كما يبول الحمار"(*) 


القرآن 
(فلَمَا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بََنَاتِ قَالُوا مَا هَذَا إلا سخرٌ مُفْتَرَى وَمَا سَمغنا بِهَذَا في آبَائِنَا 
الْأَوَلِينَ (” ”)4 [القصص : 5"”] 
التفسير 
فلما جاء موسى فرعون وملاه بأدلتنا وحججنا شاهدة بحقيقة ما جاء به موسى مِن عند رب 
قالوا لموسى: ما هذا الذي جتتنا به إلا سحر افتريته كذبًا وباطلا وما سمعنا بهذا الذي تدعونا 
إليه في أسلافنا الذين مضوا قبلنا. ْ 

. قوله تعالى:[فَلَمَا جَاءَهُمْ مُوسَى بيَاتِنَا ببنَاتِ) [القصص : 5"]: أي:" فلما جاء موسى 
فرعون وملاه بأدلتنا وحججنا شاهدة بحقيقة ما جاء به موسى مِن عند ربه"0). 

قال الطبري: يقول:" فلما جاء موسى فرعون وملاه بأدلتنا وحججنا بينات أنها حجج 

شاهدة بحقيقة ما جاء به موسى من عند ربه"(". 


)١(‏ تفسير ابن كثير:717-75/5. 

0 للسدير الميسر: 85". 

(") تفسير الطبري:9١/519.‏ 

(4) تفسير ابن كثير:/5؟-717. 

)5 5 ابن ابي حاتم(١١539١):ص79178/4.‏ 
(1) التفسير الميسر: ."8٠‏ 

9300 


") تفسير الطبري:9١/5179.‏ 


1١ 


قال ابن كثير:" يخبر تعالى عن مجيء موسى وأخيه هارون إلى فرعون وملئه » 
وغركنه ما أثاهما الله من المعجز ات الداهزة و الدلالات القاهرة :على :صدقهما فيما اشير ع 
الله عز وجل من توحيده واتباع أوامره "(". 

قال عبدالله بن عبير بن عمري:" كان يغلق دون فرعون ثمانون بابا فما يأتي موسى بابا 
منها إلا انفتح» وكان لا يكلم أحدا حتى يقوم بين يديه"(". 

قوله تعالى:(ِقَالُوا مَا هَذَا إِلّا سِخْرٌ مُفْتَرَى) [القصص : 87]: أي:" قالوا لموسى: ما هذا 
الذي جئتنا به إلا سحر افتريته كذبًا وباطلا" 0 

قال الطبري: يقول:" فلما جاء موسى فرعون وملاه بأدلتنا وحججنا بينات أنها حجج 
شاهدة بحقيقة ما جاء به موسى من عند ربه"0). 

قال الطبري: " قالوا لموسى: ما هذا الذي جتتنا به إلا سحر افتريته من قبلك وتخرصته 
كذبا وباطل"20. 

قال ابن كثير:" فلما عاين فرعون وملوه ذلك وشاهدوه وتحققوه » وأيقنوا أنه من الله » 
عدلوا بكفرهم وبغيهم إلى العناد والمباهتة » وذلك لطغيانهم وتكبرهم عن اتباع الحق » فقالوا م 
مَا هَذَا إلا سِخْرٌ مُفْترَى ) أي : مفتعل مصنوع. وأرادوا معارضته بالحيلة والجاه » فما صعد 
معهم ذلك"( 

قوله تعالى:[ْوَمَا سَمِغنًا بِهَدَا فِي آَبَائِنَا لين [القصص : 55]ء أي:" وما سمعنا بهذا 
الذي تدعونا إليه في أسلافنا الذين مضوا قبلنا"7") 

قال الطبري: يقول: (وما سمعنا بهذا):" 77و تدعونا إليه من عبادة من تدعونا إلى 
عبادته في أسلافنا وأيات الأولين الذين مضوا قبلنا"(". 

قال ابى كتير" يعنون :: غبادة الله وحده لذ شري لة» يفولون هنا رابنا أذ من آبائنا 
على هذا الدين » ولم نر الناس إلا يشركون مع الله آلهة أخرى "(). 


القرآن 
(وََالَ مُوسى رَبَي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَه عَاقِبَةُ الدّار إِنَهُ لا يُفْلِحُ 
الظَالمُونَ (1)"0 [القصص : 7؟] 
التفسير: 
وال عريم ال ربي أعلم بالمحقّ منَّا الذي جاء بالرشاد من عنده» ومّن الذي له العقبى 
المحمودة في الدار الآخرة» إنه لا يظفر الظالمون بمطلوبهم. 

قوله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبِي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدّار) 
[القصص ]أ " وقال موسى لفرعون: 0 
ومّن الذي له العقبى المحمودة في الدار الآخرة"7). 


)١(‏ تفسير ابن كثير:7717/5. 
)0( رحد ابن أبي حاتم(5317١):ص79178/9.‏ 
(") التفسير الميسر: ."5٠‏ 

(4) تفسير الطبري:9١/514.‏ 
(5) تفسير الطبري:9١/517/94.‏ 
(1) تفسير ابن كثير:7717/5. 
02( لير الميسر: .59٠‏ 

(8) تفسير الطبري:9١/5171.‏ 
(9) تفسير ابن كثير:771/5. 


5١ 


قال الطبري:" (وقال موسى) مجيبا لفرعون: إربي أعلم) بالمحق منا يا فرعون من 
المبطل» ومن الذي جاء بالرشاد إلى سبيل الصواب والبيان عن واضح الحجة من عنده» ومن 
الذي له العقبى المحمودة في الدار الآخرة منا. 

قال الطبري: وهذه معارضة من نبي الله موسى عليه السلام لفرعون» وجميل مخاطبة: 
إذ ترك أن يقول له: : بل الذي غر قومه وأهلك جنوده» وأضل أتباعه أنت لا أناء ولكنه قال* 
(ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار)"(". 

قال ابن كثير:" قال موسى . عليه السلام » مجيبا لهم : ( رَبِي غلم بمَنْ جَاءِ بِالْهدتى مِنْ 
عِنْدِهِ 1 يعني : متي ومنكم + وسيفصل بيني وبينكم. ولهذا قال : ( وَمَنْ تَكُونُ لَه عَاقِبَةُ الدّارِ ) أي 
: النصرة والظفر والتأييد"(". 

قال أبو عبيدة:" غاقية الأمر» أي: آخره' نكا 

عن قتادة:" (عاقبة الدار)» أي الجنة"7). 

قوله تعالى:(ِإنّهُ لا يُفلِخُ الظَالِمُونَ) لصن : 7”]ء أي:" إنه لا يظفر الظالمون 
بمطلوبهم"2"0. 

قال الطبري:" يقول: إنه لا ينجح ولا يدرك طلبتهم الكافرون بالله تعالى» يعني بذلك 
ل ا 

عن ابن عباس قوله: "[الظالمون)» يقول: الكافرون"7") 

قال ابن كثير:" أي : المشركون بالله"(0). 
فوائد الآيات:[958-/907]: . 
-١‏ بيان أن القصاص كان معروفا معمولا به عند أقدم الأمم» وجاءت الحضارة الغربية فأنكرته 
فتجرأ الناس على سفك الدماء وإزهاق الأرواح بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية 
ولذلك صح أن تسمى الخسارة البشرية بدل الحضارة الغربية. 
؟- مشروعية طلب العون عند التكليف بما يشق ويصعب من المسؤولين المكلفين. 
١‏ ل بل هو مشروع مع كل من يدعى 


القرآن 

(وَقَالَ فِرْعَوَنْ ايها الْملَْمَا عَلِمْت لَكمْ مِنْ إلّه عَيْرِي فَأَوْقِدْ لي يَاهَامَانُ عَلَى الطينٍ فَاجْعَلَ لي 
صَرْحًا لَعَلّي أَطْلعُ لي إلَّه مُوسّى وَإِنَي َأَظْنْهُ من الْكَاذْبِينَ (")1 [القصص : ]١"١‏ 

التفسير: 


(1) التفسين الميس» +104 
(؟) ته تفسير الطبري 0/1 مه 

(*) تفسير ابن كثير:771//5. 

(4) مجاز القرآن: .٠١5/7‏ 

)5( أخرجه ابن نين حاتم( )١5131١‏ نص 73178/9. 
(1) التفسير الميسر: ."84٠‏ 

) ) ته تفسير الطبري 0/1 مه 

)0( أخرجه ابن بي حاتم( 6١‏ ) نص 793178/9. 
)3 


7 


تفسير ابن كثير:7717/6. 


١117 


وقال فرعون لأشراف قومه: يا أيها الملا ما علمت لكم من إله غيري يستحق العبادة» فأشعل لي 
-يا هامان- على الطين نارّاء حتى يشتدء وابْنِ لي بناء عاليًا؛ لعلي أنظر إلى معبود موسى الذي 
يعبده ويدعو إلى عبادته» وإني لأظنه فيما يقول من الكاذبين. 

قوله تعالى :لوقل فِرْعَوْنٌ يَاأَيُّهَا الْمَلَذُم [القصص : 8"] أي:" وقال فرعون لأشراف 
قومه: يا أيها الملأ "(). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لأشراف قومه وسادتهه7(") 

قال مقاتل:" يعني: الأشراف من قومه"(". 

قوله تعالى:(ِمَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهِ غَيْرِي) [القصص : 58] أي:" ما علمت لكم من إله 
غيري يستحق العبادة"7). 

قال مقاتل:" هذا القول من فرعون كفر"0). 

قال ابن كثير:" يخبر تعالى عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه في دعوى الإلهية لنفسه 
القبيحة - لعنه الله - كما قال تعالى : ( فَاسْتَحَفَ قَوْمَهُ فَأَطَاعْوهُ إِنَهُمْ كَانُوا قَوْمَا قَاسِقِينَ ) [ 
الزخرف : 4 ] » وذلك لأنه دعاهم إلى الاعتراف له بالإلهية » فأجابوه إلى ذلك بقلة عقولهم 
وسخافة أذهانهم ؛ ولهذا قال : ( يا أيُهَا الْمَلاْ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهِ غَبْرِي ) ' [و] )١(‏ قال تعالى 
إخبارا عنه : ( فَحَشَرَ قَنَاتَى * فَقَاَ أنَا رَيُكُمْ الأغلّى * فَأَخَذَهُ النَّهُ نَكَالَ الآخرّة وَالأولى * إِنْ في 
دَلِكَ لَعِبْرَةَ لِمَنْ يَحْشَى ) [ النازعات : 531-737 ] يعني : أنه جمع قومه ونادى فيهم بصوته 
العالي مُصَرَّحا لهم بذلك ٠»‏ فأجابوه سامعين مطيعين. ولهذا انتقم الله تعالى منه » فجعله عبرة 
لغيره في الدنيا والآخرة » وحتى إنه واجه موسى الكليم بذلك فقال : ( لَيْنِ انَحَدْتَ إِلَهَا غَيْرِي 
لأخطتك من المنتخونين ) | الشعراء :15 ]17 

قال السعدي: " (وَقَالَ فِرِعَوْنُ) متجرئا على ربه» ومموها على قومه السفهاء» أخفاء 
العقول: يا أَيْهَا الْمَلا مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهِ غَيْرِي) أي: أنا وحدي» إلهكم ومعبودكم» ولو كان ثَمّ 
إله غيريء لعلمته» فانظر إلى هذا الورع التام من فرعون!ء حيث لم يقل " ما لكم من إله غيري 
" بل تورع وقال: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَّهِ غَيْرِي) وهذاء لأنه عندهمء العالم الفاضلء الذي مهما 
قال فهو الحق» ومهما أمر أطاعوه"(". 

قال ابن عباس:" لما قال فرعون: ما علمت لكم من إله غيري قال جبريل عليه السلام: 
يا رب» طغى عبدكء فأذن لي في هلاكه قال: يا جبريل» هو عبدي ولن يبقني» له أجل قد أجلته 
يجيء ذلك الأجلء فلما قال: أنا ربكم الأعلى. قال: يا جبريل. . سبقت دعوتك"(3 

قوله تعالى:(ِفَأَوْقِدْ لي يَاهَامَانُ عَلَى الطّينِ فَاجْعَلْ لي ”ًَرْحًا) [القصص : 8"] أي:" 
فأشعل لي -يا هامان- على الطين ناراء حتى يشتد وابْنٍ لي بناء عاليًا" . 

قال الطبري:" يقول: فاعمل لي آجرا فابن لي بالآجر بناء"(). 


."4٠:رسيملا التفسير‎ )١( 
.580/١91:يربطلا تفسير‎ )"( 

(6) تفسير مقائل بن سليمان:840/8. 
(4) التفسير الميسر:٠9".‏ 

(5) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/45”. 
(1) تفسير ابن كثير:77//5. 
)قير السعدي:5١5.‏ 

(8) أخرجه ابن ابي حاتم( ١551١):ص79179/9.‏ 
(9) التفسير الميسر:٠9".‏ 

.581-5//١5:يربطلا تفسير‎ )٠١( 


55 


قال مقاتل:" يقول: أوقد النار على الطين حتى يصير اللبن آجرا- وكان فرعون أول من 
طبخ الآجر وبناء- [فاجعل لي صرحا)» يعني: قصرا طويلا"(0), 

قال ابن كثير:" أي : أمر وزيره هامان ومدبر رعيته ومشير دولته أن يوقد له على 
الطين » ٠‏ ليتخذ له آجُرَا لبناء الصرح ٠‏ وهو القصر المنيف الرفيع - كما قال في الآية الأخرى : 
) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لي صَرْحًا لَعَلّي أَبْلْْ الأمنْبّاب. أَسئيّاب المنّمَوَاتِ فَأَطْلِعَ اك إِلّه 
مُوسَى وَإِنِي لأَظْنهُ كاذِبًا وَكَذْلِكَ زيْنَ لِفِرْعَونَ مُوءٌ عَمَلِهِ وَصدَّ عَنِ السّبيل وَمَا كَيْدُ فِرْعَؤْنَ إلا 
في تَبَابِ ) [ غافر : 55 3070 ] » وذلك لأن فرعون بنى هذا الصرح الذي لم يُْرَ في الدنيا بناء 
أعلى منه » إنما أراد بهذا أن يظهر لرعيته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إله غير 
فرعون"7". آ 

قال الزجاج:" الصرح: كل بناء متسع مرتفع"(". 

عن ابن زيدء قوله:"إفأوقد لي يا هامان على الطين!» قال: الطين المطبوخ الذي يوقد 
عليه هو من طين يبنون به البنيان. (فاجعل لي صرحا.» قال: الصرح البنيان فأمره أن 
يرفعه"29). 

عن مجاهد قوله: "(فأوقد لي يا هامان على الطين]» قال: على المدرء يكون لبنا 
مطبوخا"(2. ٍِِ 

قال قتادة* " وكان أول من طبخ الآجر وصنع له الصرح( 

قال ابن جريج: "أول من أمر بصنعة الآجر وبنى به فرعون"7". 

قوله تعالى :الْعَلّي أَطْلِعْ إِلَى إِلَّهِ مُوسّى) [القصص : 8"] أي:" لعلي أنظر إلى معبود 
موسى الذي يعبده ويدعو إلى عبادته"(0. 

قال الطبري:. يقول: «العلي) ”انظن. إلى امعيوة .موشئ»: الذي يعيدم: ودعو إلى 
عبادته"(0), 

قال الزجاج:" وظن فرعون أنه يتهيأ له أن يبلغ بصرحه نحو السماء فيرى السماء وما 
فيها"(١٠)‏ 

قال مقاتل:" فبنى؛ وكان ملاطة!''! خبث القواريرء فكان الرجل لا يستطيع القيام عليه 
مخافة أن تنسفه الريح"0""). 
إليه وهي متلطخة دماءء قال: قتلت إله موسى"(". 


." 47-8 تفسير مقاتل بن سليمان:/ه4‎ )١ 
تفسير ابن كثير:77//5.‎ )” 

( ل القرآن: 55/4 .١‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(١٠757١):ص751/5/9.‏ 
) أخرجه ابن ابي حاتم(75171١):ص7913/9.‏ 
)١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(7315١):ص7919/8.‏ 
") أخرجه الطبري:59١/580.‏ 

8) التفسير الميسر:89. 

) تفسير الطبري:5١/0٠581-5/8.‏ 

ا القرآن: 55/5 .١‏ 

١)لملاط:‏ بالميم هو ما يطلى به من نحو الجص. 
)١١‏ تفسير مقاتل بن سليمان:"ره؛ 757-1. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


4 تعالى:[ِوَإِنِي لَأَظْنُهُ مِنَ الْكَافِبينَ1 [القصص : 8"] أي:" وإني لأظنه فيما يقول من 
قال الطبري: يقول:" (وإني لأظنه) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماءء وأنه 
هو الذي يؤيده وينصرهء وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين؛ فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح.ء 
فارتقى فوقه"(". 

قال ابن كثير:" أي : في قوله إن َم ربا غيري » لا أنه كذبه في أن الله أرسله ؛ لأنه لم 
يكن يعترف بوجود الصانع "0). 

قال الزجاج:" «الظن» -في اللغة-: ضرب يكون شكا ويقينا. وقول فرعون: (وإني 
لأظنه) اعتراف بأنه شاك» وأنه لم يتيقن أن موسى كاذبء ففي هذا بيان أنه قد كفر بموسى على 
غير يقين أنه ليس بنبيء وقد وقع في نفسه أنه نبي» لأن الآيات التي هي النبوة لا يجهلها ذو 
فطرة» وقوله في غير هذا الموضع: لَقَد عَلِمْتَ مَا أَنوَّلَ هَؤُلَاءِ إلا ل السسَّمَاوَاتِ وَالْأَرّض 
بَصَائِرَ) [الإسراء : .]٠١7‏ دليل على أنه قد ألزم فرعون الحجة القاطعة"(. 

قال القرطبى"" الظن: هنا شكء فكفر على الشكء لأنه قد رأى من البراهين ما لا يخيل 
على ذي فطرة"3", . 

قال السعدي:" فانظر هذه الجراءة العظيمة على الله» التي ما بلغها آدمي؛» كذب موسى؛ 
وادّعى أنه إله» ونفى أن يكون له علم بالإله الحق» وفعل الأسباب» ليتوصل إلى إله موسى» وكل 
هذا ترويج» ولكن العجب من هؤلاء الملا الذين يزعمون أنهم كبار المملكة» المدبرون لشئونهاء 
كيف لعب هذا الرجل بعقولهم» واستخف أحلامهم؛ وهذا لفسقهم الذي صار صفة راسخة فيهم. 
فسد دينهم» ثم تبع ذلك فساد عقولهمء فنسألك اللهم الثبات على الإيمان» وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ 
هديتناء وتهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"(", 


الكاذبين"( 


القرآن 

ع مم عن فيل رحدة 4ع 0ه كه اللأديه دعكةٌ ( ككعه يودمر وى ده رخ ب 0 
(وَاستكُبَرَ هو وَجْنودَهُ في الأرّضٍ بغيْرٍ الحَقّ وَظنوا أنَهُمْ إلينا لا يُرْجَعْونَ (1)59) [القصص : 
8 

التفسير: 


واستعلى فرعون وجنوده في أرض «مصر» بغير الحق عن تصديق موسى واتّباعه على ما 
دعاهم إليه. وحسبوا أنهم بعد مماتهم لا يبعثون 

قوله تعالى: (ِوَاسِْتَكْبَرَ ف وخترفة فى الأناط ينان الك [القصص 1 11]» ف" 
واستعلى فرعون وجنوده في أرض «مصر» بغير الحق عن تصديق موسى واتّباعه على ما 
دعاهم إليه"( : 


.79173/4ص:)١53971(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
."94٠:رسيملا ؟) التفسير‎ 
.581/١9:يربطلا تفسير‎ )"* 
تفسير ابن كثير:77/8/5.‎ 
.١ 55/5 القرآن:‎ 28 


) ثة 
) ثة 
( 
) تفسير القرطبي:7١/785.‏ 
( 
( 


: 


) 
) 
) 
) 
)5 
1 
(1) تفسير السعدي:7١51.‏ 
(8) التفسير الميسر:٠9".‏ 


1١55 


قال الطبري: يقول:" (واستكبر) فرعون (وجنوده) في أرض مصر عن تصديق موسى 
واتباعه على ما دعاهم إليه من توحيد اللهء والإقرار بالعبودية له بغير الحق» يعني تعديا وعتوا 
على ربهم"1". 4 1 5 )0 

قال ابن كثير:" أي : طغوا وتجبروا » وأكثروا في الأرض الفساد7") 

قال القرطبي:" أي: تعظم (هو وجنوده) عن الإيمان بموسىء أي: لم كانه حدس تدقع 
ما جاء به موسى"0). 

قال السعدي:" استكبروا على عباد الله وساموهم سوء العذاب» واستكبروا على رسل 
الله وما جاءوهم به من الآيات؛ فكذبوهاء وزعموا أن ما هم عليه أعلى منها وأفضل"7). 

قوله تعالى:[وَظَنُوا أَنَهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ4 [القصص : 59]: أي:" وحسبوا أنهم بعد 
مماتهم لا يبعثون"(20). 

قال الطبري: " يقول: وحسبوا أنهم بعد مماتهم لا يبعثون» ولا ثواب» ولا عقابء» فركبوا 
أهواءهمء ولم يعلموا أن الله لهم بالمرصادء وأنه لهم مجاز على أعمالهم الخبيثة"("2. 

قال القرطبي:" أي: توهموا أنه لا معاد ولا بعث"7") 

قال ابن كثير:أي: " واعتقدوا أنه لا معاد ولا قيامة "(. 

قال السعدي:" 2 تجرأواء وإلا فلو علمواء أو ظنوا أنهم يرجعون إلى اللهء لما كان منهم ما 
كان" 

قال مجاهد:" ما كان من «ظن» في القرآن؛ فهو يقين"(". 

وقرأ نافع وابن محيصن وشيبة وحميد ويعقوب وحمزة والكسائي:«لا يرجعون»» بفتح 


الياء وكسر الجيم على أنه مسمى الفاعل( . 

القرآن 

(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَتَبَدْنَاهُمْ في الْيَمَ فَانْظْرْ كَيْفَ كَانَ عَاقبَةٌ الظَالِمِينَ (0 1)4 [القصص : ]4٠‏ 
التفسير: 


فأخذنا فرعون وجنوده. ل وأغرقناهم» فانظر -أيها الرسول- كيف كان 
نهاية هؤلاء الذين ظلموا أنفسهمء ؛ فكفروا بربهم 

قوله تعالى :!فَأَحَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ قَتَبَدْنَاهُمْ ف اليم [القصص : »]5٠‏ أي:" فأخذنا فرعون 
وجنوده» فألقيناهم جميعًا في البحر وأغرقناهه"0"). 


تفسير الطبري:9١/5857.‏ 
تفسير ابن كثير:77/8/56. 
تفسير القرطبي:7١/7831.‏ 


تفسير الطبري:53١/5857.‏ 
تفسير القرطبي:1١/7/83.‏ 


( 
( 
( 
( 
5) التفسير المينين: 500 
( 
( 
) تفسير ابن كثير:778/5. 
( 


1١ / 


قال الطبري: يقول: " فجمعنا فرعون وجنوده من القبطء فألقيناهم جميعهم في البحر 
فغرقناهم فيه"(). 
قال ابن كثير:" أي : أغرقناهم في البحر في صبيحة واحدة » فلم يبق منهم أحد(") 


قال القرطبي: 5 طرحناهم في البحر المالح» وكانوا ألفي ألف وستمائة ألف"07) 

قال الزجاج: 7 اليم: البحر وهو الذي يقال له: «إيساف»», وهو الذي غرق فيه فرعون 
وجنوده بناحية مصر"(4), 

حل تقادد” اليم: بحر يقال له: وإساك» كن ؤراء مصن» فرك ال 
الوسول- يت كل ناي فول الذين طلمو أشني ١‏ فك اليه بهم؟"20. ْ 

قال الطبري: يقول: " فانظر يا ند بعين قلبك: كيف كان أمر هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم 
فكفروا بربهم» وردوا على رسوله نصيحته؛ ألم نهلكهم فنورث ديارهم وأموالهم أولياءناء 
ونخولهم ما كان لهم من جنات وعيون وكنوزء ومقام كريمء بعد أن كانوا مستضعفين» تقتل 
أبناؤهم» وتستحيا نساؤهم, فإنا كذلك بك وبمن آمن بك وصدقك فاعلون مخولوك وإياهم ديار من 
كذبك. ورد عليك ما أتيتهم به من الحق وأموالهم؛» ومهلكوهم قتلا بالسيفء سنة الله في الذين 
خلوا من قبل" 0 
المتصلة بالعقوبة الح وية"(0), 


القرآن ا 
(وَجَعَلْنَاهِمْ آئِمّة يَدْعُونَ إِلَى النارٍ وَيَوْمَ القيَامَة لا يُنَصَرُونَ 1)4١(‏ [القصص : ]4١‏ 
التفسير: 


وجعلنا فرعون وقومه قادة إلى النار» يتقتدي بهم أهل الكفر والفسق» ويوم القيامة لا ينصرون؛ 
وذلك بسبب كفرهم وتكذيبهم رسول ربهم وإصرارهم على ذلك. 

ا 0 لس : »]5١‏ أي:" وجعلنا فرعون 
وقومه قادة إلى النارء يقتدي بهم أهل الكفر والفسق"٠‏ 

قال الطبري: يقول:" وجعلنا فرعون وقومه أئمة يانم . بهم أهل العتو على الله والكفر به 
يدعون الناس إلى أعمال أهل النار"('). 

قال ابن كثير:" أي “لمن ملك جور وق براك ريسي ؛ في تكذيب الرسل وتعطيل 
الصانء"(١)‏ 

500 


.5857/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
.778/" تفسير ابن كثير:‎ 
011 تفسير القرطبي‎ 

4) معاني القرآن:55/5١.‏ 


ا 
)ا 
)3 
( 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(5377١):ص1480/4.‏ هكذا الترقيم بالمطبوع! 
( 
3 
( 
( 


. 


5) التفسير الميسر:٠95".‏ 
تفسير الطبري:9١/5857.‏ 
8) تفسير السعدي:7١51.‏ 
4) التفسير الميسر:9". 
)٠‏ تفسير الطبري:9١/587.‏ 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


1١57 


قال القرطبي:" أي:جعلناهم زعماء يتبعون على الكفر» فيكون عليهم وزرهم ووزر من 
اتبعهم حتى يكون عقابهم أكثر. وقيل: جعل اللّه الملا من قومه رؤساء السفلة منهم, فهم يدعون 
إلى جهنم. وقيل: أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر. (يدعون إلى النار) أي: إلى 
عمل أهل النار "(). 

قال سلاف 7 أي: جعلنا فرعون وملأه من الأئمة الذين يقتدي بهم ويمشي خلفهم إلى 
دار الخزي والشقاء"7) 

قال مجاهد:" جعلهم الله أئمة يدعون إلى المعاصي"(*) 

قال الزجاج:" أي: من اتبعهم فهو في النار"(". 

قال أبو عبيدة:" والإمام يكون فى الخير وفى الشر"(). 

عن ابن عباس:" ولا تجعلنا أئمة ضلالة» لأنه قال لأهل السعادة: (وجعلناهم أئمة يهدون 

بأمرنا)» وقال لأهل الشقاوة: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار"7". 

قوله تعالى:(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) [القصص : »]5١‏ أي ويوم القيامة له 
ينصرون؛ وذلك بسبب كترم وتكذيبهم رسول ربهم وإصرارهم على ذل" 

قال الطبري: يقول:" ويوم القيامة لا ينصرهم إذا عذبهم الله ناصرء وقد كانوا في الدنيا 
يتناصرون» فاضمحلت تلك النصرة يومئذ"(2, 

قال الزجاج:" أي: لا ناصر لهم ولا عاصم من عذاب الله"( '). 

قال ابن كثير:" أي ١‏ فاجتمع كليهم خزي الدنيا موهتواة زدلع الأخره .كما قل عمال . 
( أَهْلَكْنَاهُمْ قلا تاصرَ لَهُخْ 4 [ مد : 1015" 


القرآن 
(وَأَنْبَعْنَاهُمْ في هَذِهِ الدُنْيَا لَعْنَةَ وَيَوْمَ الْقِيَامَة هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (؟ 4)4 [القصص : >] 
التفسير: 
وأتبعنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خزيًا وغضبًا منا عليهم؛ ويوم القيامة هم من المستقذرة 
أفعالهم, » المبعدين عن رحمة الله. 

اك م 0 دكن 45 أ " وأتبعنا فرعون وقومه 
في هذه الدنيا خزيًا وغضبًا منا عليهه"( 


١ 
3 


) تفسير ابن كثير:774/5. 
:ة تفسير القرطبي 19-1 
") تفسير السعدي:17١5.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(7977١):ص1980/4.‏ هكذا الترقيم بالمطبوع! 
5) معاني القرآن:41/4١.‏ 
8 مجان القران :1/0 
)٠‏ أخرجه ابن ابي حاتم(4 597١):ص7980/4.‏ 
لبون المسسس 117 

) تفسير الطبري:31١/587.‏ 

ا القرآن: 57/5 .١‏ 

)١‏ تفسير ابن كثير:778/5. 

التفسير الميسر:٠89.‏ 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١848 


قال الطبري: يقول:" وألزمنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خزيا وغضبا منا عليهم: 
فحتمنا لهم فيها بالهلاك والبوار والثناء السيئ"(". 

قال القرطبي:" أي: أمرنا العباد بلعنهم فمن ذكرهم لعنهم. وقيل: أي: ألزمناهم اللعن أي 
البعد عن الخير"("). 

قال ابن كثير:" أي : وشرع الله لعنتهم ولعنة مَلكهم فرعون على ألسنة المؤمنين من 
عباده المتبعين رسله » وكما أنهم في الدنيا ملعونون على ألسنة الأنبياء وأتباعهم كذلك"0". 

قال السعدي:" أي: وأتبعناهم, زيادة في عقوبتهم وخزيهم. في الدنيا لعنة, يلعنون» ولهم 
عند الخلق الثناء القبيح والمقت والذم» وهذا أمر مشاهدء فهم أئمة الملعونين في الدنيا 
ومقلمت 17 | 

وروي عن قتادة: "(واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة]» قال: لعنوا في الدنيا 
والآخرة» قال: هو كقوله: (وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود)"(. 

وعن ابن جريج؛ قوله: "(وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة)؛ لعنة أخرى" 0 

قوله تعالى :(ْوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَّ الْمَفْبُوحِينَ) [القصص 31 5]» أي: 7 ويوم القيامة هم من 
المستقذرة أفعالهم: المبعدين عن رحمة الله"7". 

قال أبو عبيدة:أي: " المهلكين"0". 

قال القرطبي:" أي: من المهلكين الممقوتين» وقيل: من المبعدين. يقال: قبحه اللهء أي: 
نحاه من كل خير "50" ْ 

قال الطبري: (ِهُمْ مِنَ الْمَفبُوحِينَ): يقول "ررم القوم الذين قيحهم انه فاخلكيم م 
بربهمء وتكذيبهم رسوله موسى عليه السلام؛ فجعلهم عبرة للمعتبرين» وعظة للمتعظين"! 

قال السعدي: - أي :[من] المبعدين» المستقذرة أفعالهم. الذين اجتمع عليهم مقت الله ومقت 
خلقه» ومقت الكيهم" 0 

قال بحبى: " وأهل النار مقبوحون مشوهونء سود. زرقء. حبنء كأن رءوسهم آجام 
القصب» كالحون» شفة أحدهم السفلى ساقطة على صدره.» وشفته العليا قالصة قد غطت وجهه. 
رأس أحدهم مثل الجبل العظيم» وضرسه مثل أحدء وأنيابه كالصياصيء وهي الجبال 2 وغلظ 
جلده سبعون ذراعاء وبعضهم يقول أربعونء يشتد الدود ما بين جلده ولحمه كما يشتد الوحوش 
في البرية» وفخذه مسيرة يومين"7"". 


١ 
3 


) تفسير الطبري:3١/587.‏ 
) تفسير القرطبي:١/750.‏ 
*") تفسير ابن كثير: 77//5. 
اشير السعدي:57١5.‏ 

5) أخرجه الطبري:9١/5857.‏ 
*) أخرجه الطبري:9١/5/5.‏ 
)٠‏ التفسير الميسر:٠595.‏ 
6) مجاز القرآن:؟/5١٠.‏ 

4) تفسير القرطبي:١/7910.‏ 
)٠‏ تفسير الطبري:9١/587.‏ 
اير السعدي:5١1.‏ 


؟ )١‏ تفسير يحيى بن سلام :004 هوه 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


فى النار" 
في الدار 202. 


القرآن 1 1 : 
(وَلَقَدْ آتيْنَا مُوسَى الْكتاب مِنْ بَعْدِمَا أَهْلَكْنَا الْقْرُونَ الأولّى بَصَائِرَ لِلنَاس وَهْدَى وَرَحْمَةَ لَعَلَهُمْ 
يَتَدَكَرُونَ (*1)4 [القصص : 7 4] 
التفسير: 
ولقد آتينا موسى التوراة من بعد ما أهلكنا الأمم التي كانت من قبله -كقوم نوح وعاد وثمود وقوم 
لوط وأصحاب «مدين» - فيها بصائر لبني إسرائيل» يبصرون بها ما ينفعهم وما يضرهم» 
وفيها لجيه #لمن 00-00 لعلهم يتذكرون 0 الله عليهم؛ فتكزوء عجهاء ود يكفروه. 
أي:" ولقد آتينا موسى التوراة من بعد ما أهلكنا الأمم التي كانت من قبله"7". 

قال الطبري: يقول:" (ولقد آتينا موسى) التوراة (من بعد ما أهلكنا/ الأمم التي كانت 
قبله» كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين"7". 

قال الزجاج:" فكان خاتمة إهلاك القرون بالعذاب في الدنيا أن جعل المكذبين بموسى 
الذين عدوا في السبت قردة خاسئين عند تكذيبهم بموسى عليه السلام"7). 

قوله تعالى:(ِبَصَائِرَ للنّاس) [القصص : ”5]» أي:" فيها بصائر لبني إسرائيل» يبصرون 
بها ما ينفعهم وما يضرهم"0). 

قال الطبري: " يقول: ضياء لبني إسرائيل فيما بهم إليه الحاجة من أمر دينهم"7") 

قال القرطبي:" أي: آتيناه الكتاب بصائر. أي: ليتبصروا"(". 

قال الزجاج:" أي: مبينا للناس» المعنى: ولقد آتينا موسى الكتاب بصائر للناسء» أي: هذه 
حال إيتائنا إياه الكتاب مبينا نبينه للناس"(", 

قال السعدي: ِ أي: كتاب الله الذي أنزله على موسىء فيه بصائر للناس» أيه أمور 
بيصروون.بها ما ينفعهم» وما يضرهم؛ فتقوم الحجة على العاصيء وينتفع بها المؤمن"0). 

قوله تعالى:[وَهُدَى وَرَحْمَة] [القصص 1 557 أي: " وفيها هدى من الضلالة» ورحمة 
لمن آمن بها"( "). 

قال الطبري: " يقول: وبيانا لهم ورحمة لمن عمل به منهم 0 

قال القرطبي:" (وهدى)» أي: من الضلالة لمن عمل بها ا لمن آمن بها "(") 


.7181/9ص:)١53575(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
.59٠:رسيملا التفسير‎ )" 

) تفسير الطبري:3١/587.‏ 

5) معاني القرآن:55/5 .١‏ 

5) التفسير الميسر:٠55.‏ 

) تفسير الطبري:3١/587.‏ 

) تفسير القرطبي:7١/791.‏ 

5) معاني القرآن:55/54١.‏ 

( 


4 ٠١/57 صفوة التفاسير:‎ )٠ 
.5857/١31:يربطلا تفسير‎ )١ 


23 


قال السعدي: " فتكون رحمة في حقه؛ وهداية له إلى الحداك لس 

قوله تعالى: لَعَلْهُمْ يتدكَرُونَ] [القصص :1 553 أي: ”هع كر رق ا ال عليهم» 
فيشكروه عليهاء ولا يكفروه"(". 

قال الطبري: " يقول: ليتذكروا نعم الله بذلك عليهم؛ فيشكروه عليها ولا يكفروا"7©) 

0 القرطبي:" أي: ليذكروا هذه النعمة فيقموا على إيمانهم في الدنياء ويثقوا بثوابهم في 
الآخرة"*” 

عن أبي سعيد الخدريء قال: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما 

أنزلت التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة» ألم تر أن الله يقول: (ولقد آتينا 
موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون]"7". 
فوائد الآيات:[57-7/8]: 
-١‏ بيان أن فرعون كان على علم بأنه عبد مربوب لله وأن الله هو رب العالمين. 
؟- تقرير صفة العلو والاستكبار لفرعون وأنه كان من العالين. 
"- بيان كيف تكون عاقبة الظلمة دماراً وفساداً. 
- دعاة الدعارة والخنا والضلال والشرك أئمة أهل النار يدعون إليها وهم لا يشعرون. 
5- بيان إفضال الله تعالى على بني إسرائيل بإنزال التوراة فيهم كتاباً كله بصائر وهدى ورحمة. 


القرآن : 

(وَمَا كُنْتَ بِجَانِب الْعَربِيَ إذ قَضَيْنَا إلى مُوسى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَْاهِدِينَ (؛ 4)) [القصص 
: ؛] 

التفسير: 


وما كنت -أيها الرسول- بجانب الجبل الغربي من موسى إذ كلّفناه أَمْرنا وتهيناء وما كنت من 
الشاهدين لذلك» حتى يقال: إنه وصل إليك من هذا الطريق. 

قوله تعالى:(ِوَمَا كُنْتَ بِجَانِب الْعَرْبِيَ ذْ قَضَيْنًا إِلَى مُوسَى الأمْر) [القصص : 54]» 
أي:" وما كنت -أيها الرسول- بجانبالجيل الغربي من موسي" إذ كلفناه أرنا ا ا 

قال ابن كثير:" يعني : يا د » ما كنت بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من 
الشجرة التي هي شرقية على شاطئ الوادي"0". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه مهد #: (وما كنت يا ممد (بجانب) غربي الجبل» 
إذ فرضنا إلى موسى الأمر فيما ألزمناه وقومه» وعهدنا إليه من عهد"7). 


00 
0( 
و 
(4) تفسير الطبري:3١/587.‏ 
(5) تفسير القرطبي:١/751.‏ 
00( 
0( 
)0( 
00( 


تفسير ابن كثير:750/56. 
تفسير الطبري:5١/585.‏ 


١/١ 


قال مقاتل:١"‏ جات البر)» يعني: ناحية البر الغربي بالأرض المقدسة» و«الغربي»» 
يعني: غربي الجبل حيث ا (إذ قضينا إلى موسى الأمر)» يقول: إذ عهدنا إلى 
موسي الرسالة إلى قوعون وكوي 

عن قتادة» قوله: "(وما كنث) يا محد (بجانب الغربي)؛ يقول: بجانب غربي الجبل (إذ 
1 0 نا 
قضينا إلى موسى الأمر)"7). 

قال قتادة: "(بجانب الغوس): يعني: جبلا قريبا كان"7". 

عن أبي زرعة بن عمروء قال*' "إنكم أمة مد له قد أجبتم قبل أن تسالواء وقرأ: (وما 
كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر]"7). ش 

قوله تعالى: (ِوَمَا كُنْتَ مِنَ التتّاهِدِينَ1 [القصص : 145]. أي:" وما كنت من الشاهدين 
لذلك» حتى يقال: إنه وصل إليك من هذا الطريق"0. 

قال الطبري:" يقول: وما كنت لذلك من الشاهدين"0). 

قال ابن كثير:" ( وَمَا كُنْتَ مِنَ التتَاهِدِينَ 4 لذلك"7". 


القرآن 
(وَلكنًا أَنْشأنَا قَرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهمْ الْعْمْرُ وَمَا كُنْتَ نَاوِيًا في أَهْلٍ مَذْيَنَ تثلو عَلَيْهمْ آيَاتِنَا وَلَكنا 
كُنا مُرْسِلِينَ (5 4)) [القصص : 45] 
التفسير: 
ولكفا خلقنا أممًا "من تعد مويس» فمكتوا :رز هذا طؤيلا فنسوا حهد :للف .و توكوا أمره» وما كنك 
مقيمًا في أهل «مدين» تقرأ عليهم كتابناء فتعرف قصتهم وتخبر بهاء ولكن ذلك الخبر الذي 
جئت به عن موسى وحيء وشاهد على رسالتك. 

1 تعالى:إوَلَكِنا أَنْشَأَنَا قُرُونَا1 [القصص : 5:].: أي:" ولكنا خلقنا أممّا من بعد 
موسى"(0). 

ص السدي» "[أنشأنا): خلقنا"(2. 

قال مقاتل:" يعني: خلفنا قرونا"!"). 

قال الطبري:أي:" ولكنا خلقنا أمما فأحدثناها من بعد ذلك"(7"). 

قال: أبن كثين»" ولكن الله سيحانه وتعالىئ أوحى -إليك ذلك» ليجعله حجة وبرهانًا على 
قرون قد تطاول عهدها , ونَّسُوا حُجّحجٍ الله عليهم » وما أوحاه إلى الأنبياء المتقدمين "("". 


)١‏ تفسير مقاتل بن سليمان:41/9". 

.585/١9:يربطلا أخرجه‎ (١ 
.75487/4ص:)١5977(متاح اخرجه ابن ابي‎ )* 
.585/١5:يربطلا أخرجه‎ )4 

5) التفسير الميسر: .5"9١‏ 

5؟) تفسير الطبري:9١/585.‏ 

) تفسير ابن كثير:740/5. 

4) التفسير الميسر: ."95١‏ 

) أخرجه ابن ابي حاتم(595١):ص7587/4.‏ 
)٠‏ تفسير مقاتل بن سليمان:؟/751؟. 

.585/١1:يربطلا تفسير‎ )١ 

)١١‏ تفسير ابن كثير:740/5. 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١ 


عبد الله بسر قال: "قلت: يا رسول اللهء كم القرن؟ قال:«مائة سنة»"(". 

عن زرارة بن أوفى» قال: "القرن: عشرون ومائة سنة"(". 

قال قتادة:" القرن سبعون سنة"("). 

قال الحسن:" القرن: ستون سنة"49). 

قال إبراهيم:" القرن أربعون سنة"0. 

عن مالك بن دينار» قال* . "سألت الحسن» عن القرن» فقال* عشرون سنة"(200, 

قوله تعالى:(قَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُْ الْعْمْوُ1 [القصص : 15].: أي:" فمكثوا زمنًا طويلا فنسوا 
عهد الله وتركوا أمره"7". 

قوله تعالى:(وَمَا كُنْتَ نَاويًا في أهل مَذْينَ تثلُو عَلَيْهمْ آياتِنَااْ [القصص : 55]؛ أي:" وما 
كنت مقيمًا في أهل «مدين» تقرأ عليهم كتابنا» فتعرف قصتهم وتخبر بها"(*) 

قال مقاتل:" يعني: تشهد مدين فتقرأ على أهل مكة أمرهه"0". 

قال الطبري: " يقول: وما كنت مقيما في أهل مدين"7' ). 

قال ابن كثير:" أي : وما كنت مقيما في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا » حين أخبرت عن 
نبيها شعيب » وما قال لقومه » وما ردُوا عليه ,)"1١("‏ 

قال ابن زيد:" الثاوي: المقيه"(" "). 

عن سعيد بن جبيرء قوله:"/آياتناا» يعني: القرآن"7"). 

قوله تعالى:إِوَلَكِنَا كُنّا مُرْسِلِينَ1 [القصص : 45]. أي:" ولكن ذلك الخبر الذي جئت به 
عن موسى وحيء وشاهد على رسالتك"7 "). 

قال ابن كثير:" أي : ولكن نحن أوحينا إليك ذلك » وأرسلناك للناس رسولا "2". 

قال مقاتل:" يعني: أرسلناك إلى أهل مكة لتخبرهم بأمر مدين"09). 

عن أبي أمامة قال: قلت: "يا رسول اللهء كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون 
ألفاء الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا"("). 


.71487/4ص:)١53175(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 


.71487/4ص:)١55975(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 


") أخرجه ابن ابي حاتم(5591517١):ص7187/4.‏ 


5) أخرجه ابن ابي حاتم(5378١):ص71487/4.‏ 


.791857/9 نص‎ ١ 


.791857/9 نص‎ ١١ 


لال ...ال لال ...ل ...ل ...ل سمل لصتل 
للح سبح سليبحةً ا سلييححً ‏ ا سبح ا سب 


)0 
0( 
0 
5( 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم 

(1) أخرجه ابن ابي حاتم 

(0) التفسير الميسر: ."9١‏ 

() التفسير الميسر: ."9١‏ 

(4) تفسير مقاتل بن سليمان:/41". 
)٠١(‏ تفسير الطبري:1١/585.‏ 
)١١(‏ تفسير ابن كثير:740/5. 
)1 أذرجة ارق 0 
)١9(‏ أخرجه ابن أبي حاتم(5557١):ص‏ 7587/9. 
)١5(‏ التفسير الميسر: ."9١‏ 

)١5(‏ تفسير ابن كثير:740/5. 

150 ا ا ا 


ا 


١ 


) ةة 
( 
( 
( 
) ةة 
( 


31 


القرآن 
(وَْمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُور إِذْ نَادَيْنَا وَلَكنْ رَحْمَة مِنْ رَبَكَ لِتنْذِرَ قَوْمَا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبِْكَ 
لَعَلَّهُمْ يَتَدكّرونَ (14)45 [القصص : 41] 
التفسير: 
وما كنت -أيها الرسول- تجااب جبل الطور حين نادينا موسىء ولم تشهد شينًا من ذلك فتعلمه؛ 
ا اش الذي ذهيت عنه فيجتنبوهة 
قوله تعالى:[ِوَمَا كُنْتَ بجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَاةِ [القصص : 55]. أي:" وما كنت -أيها 
الرسول- بجانب جبل الطور حين نادينا موسى» ولم تشهد شينًا من ذلك فتعلمه"(". 
قال الطبري: " وما كنت يا مد بجانب الجبل إذ نادينا موسى بأن (سأكتبها للذين يتقون 
ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي)... الآية"(". 
قال مقاتل بن حيان:" ما كنت يا ممدء بجانب الطور"7). 
عن مقاتل بن حيان» "(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا1 أمتك وهم في أصلاب آبائهم 
أن يؤمنوا بك إذا بعثت"(2, 
عن أمن زرعة. في قول اللّه: "(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا)» قال: نادى يا أمة جمد 
أعطيتكم قبل أن تسألونيء وأجبتكم قبل أن تدعوني"7". | . ْ 
0 قتادة:" نودوا: يا أمة مد أعطيتكم قبل أن تسألوني» واستجبت لكم قبل أن 
ناف 
قال أو هريرة: "نودوا يا أمة كد أعطيتكم قبل أن تسألوني» واستجبت لكم قبل أن 
تدعوني» قال*٠‏ وهو قوله: حين قال موسى. (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة)... 
الآية"(0), 
وقال قتادة:" ؟ أئ: إذ نادينا موسى 44"( 
ا ا اا : ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِب الْعَرْبِيَ إِذ 
قَضَيْكَا إلى 'موستى الأطر )"170 ا 
ا تعالى:(وَلكن رَحْمَة من رَبِْكَ) [القصص 1 51]» أي:" ولكنا أرسلناك رحمة مر 
ربك" ١‏ 


تدعوني 


.71819/9ص:)١7554(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
."9١ التفسير الميسر:‎ )1( 

(") تفسير الطبري:1١/585.‏ 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(ه595١):ص75819/9.‏ 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم(751541١):ص75/81/9.‏ 
)0( أخرجه الطبري:9١/همه-85ه.‏ 
(0) اخرجه الطبري:9١/585.‏ 

(5) اخرجه الطبري:9١/585.‏ 

(3) أخرجه ابن ابي حاتم(7554١):ص7585/9.‏ 
)٠١(‏ تفسير ابن كثير 32 
) 


) ثة 
اليد ة 


1١١ 


١ هما‎ 


قال ابن كثير:" أي : ما كنت مشاهدًا لشيء من ذلك » ولكن الله أوحاه إليك وأخبرك به ؛ 
رحمة منه لك وبالعباد بإرسالك إليهم "(", ١‏ 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: لم تشهد شيئا من ذلك يا مد فتعلمه» ولكنا عرفناكه. 
وأنزلنا إليك» فاقتصصنا ذلك كله عليك في كتابناء وابتعثناك بما أنزلنا إليك من ذلك رسولا إلى 
من ابتعثناك إليه من الخلق رحمة منا لك ولهم"(". 

قال مقاتل:" يقول: ولكن القرآن نعمة من ربكء النبوة اختصصت بها"(0". 

وقال قتادة:" أي: ما قصصنا عليك: لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم 
بتكوون"7. 

00 ن رحمة من ربك النبوة"7" ' 
أتاهم من 0 من قبلك)" 0 

قوله تعالى:إِلِتْنَذِرَ قَوْمًا مَا أَنَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ4 [القصص : 55].: أي:" لتنذر قومًا 
لم يأتهم مِن قبلك من نذير"7". 

قال مقاتل:" يعنى: أهل مكة بالقرآن"! 

قال درل " ولكن أرسلناك 3 الكتاب وهذا الدين لتنذر قوما لم يأتهم من قبلك 
نذيرء» وهم الخرت الح ولك اللي رسسرل الح ل جايدا"االدا ليو روكب لحار هم وانية على 
عبادتهم الأصنام؛ وإشراكهم به الأوثان والأنداد"(), 

قوله تعالى:!ِلَعَلَهُمْ يَتَدكّرُونَ) [القصص 1 ]امد لعلو تكو ون لديو الذي كك 
فيفعلوه» والشرّ الذي نَهيت عنه فيجتنبوه"( 5 

قال ابن كثير:" أي : لعلهم يهتدون بما جئتهم به من الله عز وجل "('". 

قال الطبري: " يقول: ليتذكروا خطأ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بربهمء فينيبوا إلى 
الإقرار لله بالوحدانية» وإفراده بالعبادة دون كل ما سواه من الآلهة"(""). 








القرآن .. ْ ' 
ل 140 ا 417] 
التفسير: 


١ 
3 


)١(‏ تفسير ابن كثير:751/5. 

.585/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 

ا سر انين فرهاة قن 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(5915/8١):ص57185/4.‏ 
(5) أخرجه الطبري:9١/585.‏ 

(1) أخرجه الطبري:9١/5117.‏ 

(9) التفسير الميسر: ."9١‏ 

(4) تفسير مقاتل بن سليمان:517/9". 
(9) تفسير الطبري:9١/585.‏ 
(15] سيوس 0١‏ 
)١١(‏ تفسير ابن كثير:751/5. 

(١١)تة‏ شن الدري .. 


١ا/ك‎ 


ولولا أن ينزل بهؤلاء الكفار عذاب بسبب كفرهم بربهمء فيقولوا: ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا 
ل اك 
أن ينزل بهؤلاء الكفار عذاب بسبب كفرهم بريهم"7. 
أو أتاهم م من ل 3 نرسلك [ادهة على 0 بربهم» واكفطنانيم الأثامء م 
المعاصى للا 
0 قال مقاتل:" يعني: العذاب في الدنيا (بما قدمت أيديهم1 من المعاصيء. يعني: كفار 

مكة" 1 

قال أبو عبيدة:( وَلَؤلا أنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةً)» "وهى من كل نقمة وعذاب"7. .. 

قال القرطبي: " (ولولا أن تصيبهم!» يريد فريشا. وقيل: اليهود. (مصيبة]؛ أي: عقوبة 
ونقفة: إبما قدمت أيديهم) من الكفر والمعاصي. وخص الأيدي بالذكرء» لأن الغالب من الكسب 
إنما ب يقع بها"(0). 

توه تعالى: (لكرلوا ويك لا أزسلت إن رتوم [التضعي : /51]» أي:" فيقولوا: ربنا 
هلا أرسلت إلينا رسولا من قبل"0. 

قال الطبري:أي: " ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا من قبل أن يحل بنا سخطكء وينزل بنا 
عذابك"0", 000 

عن ابن عباسء قوله: "[ربنا)» يعني: يا ربنا"0". 

قال مقاتل:" فيها تقديم» يقول: لولا أن يقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك 
ونكون من المؤمنين لأصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم"7). 

قال الفراء:" المعنى: لولا أن يقولوا إن أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم: هلا أرسلت 
إلينا رسولا"(*"). 

قال الزجاج:" أي: لولا ذلك لم يحتج إلى إرسال الرسل؛ ومواترة الاحتجاج"('"). 

قال القرطبي:" وجواب «لولا» محذوف. أي: لولا أن يصيبهم عذاب بسبب معاصيهم 
المتقدمة (فيقولوا ربنا لولا)» أي: هلا [أرسلت إلينا رسولا) لما بعثنا الرسل"7"". 

قوله تعالى: (فَتَتَبِعَ آَيَاتِكَ1 [القصص : 57].: أي:" فنتبع آياتك المنزلة في كتابك"("". 


.5"5١ التفسير الميسر:‎ )١ 
.511/١5:يربطلا تفسير‎ ) 
تفسير مقاتل بن سليمان:؟/757.‎ )'“ 

:) مجاز القرآن:؟/ا١٠١.‏ 
©) تفسير القرطبي:١7515/1.‏ 

؟) التفسير الميسر: .5"5١‏ 

) تفسير الطبري:5١/511.‏ 

6) أخرجه ابن أبي حاتم(55155١):ص7185/9.‏ 
1) تفسير مقاتل بن سليمان:؟/7”57. 

.١185/١:نآرقلا معاني‎ )٠ 

) معاني القرآن: 517/5 .١‏ 

.7515/١:يبطرقلا تفسير‎ ) ١ 

1) التفسين الميش: 881 


١ /ا/ا‎ 


قال الطبري:أي: الم وآي كتابك الذي تنزله على رسولك"37) 
قال مقاتل:" يعني: القرآن"(". 
عن السدي» أما «آيات الله» ٠‏ : فد 2 
قوله تعالى (وَنَكُونَ مِنَ المُؤمنِينَ) [القضعين : 417]» أي:" ونكون من المؤمنين بك"7*) 
قال مقاتل:" يعني: المصدقين"27. 
قال الطبري :اي : : :وتكون تق لقوق داز سكف الااسحدفين زرو لاك قينا امونا 
ونهيتنا"(". 
قال ابن كثير:" أي : وأرسلناك إليهم لتقيم عليهم الحجة ولتقطع عذرهم إذا جاءهم عذاب 
من الله بكفرهم » فيحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول ولا نذير » كما قال تعالى بعد ذكره إنزال كتابه 
المبارك وهو القرآن : ( أَنْ تقُولوا إِنَمَا أنزل الْكتَابْ عَلَى طَابِتينِ مِنْ قيْلِنَا وَنْ ْنا عَنْ دِرَاسَتِهم 
َعَافِلِينَ أو تقولوا لَوْ أنَا أنزل عَلَيْنَا الكتَابُ لَكُنَا أَدى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بيَنَةَ مِنْ رَيَكُمْ وَهُدَى 
وَرَحْمَةٌ ) [ الأنعام : 55١1ء ١٠١‏ ]ء وقال : ( زسلا مُبَشِرِينَ وَمُنْذرِينَ لِنَا يَكُونَ للثاين على 
اله حُجّةٌ بَعْدَ الرْسْلِ ) [ النساء : 15 ] » وقال تعالى : (يَا أل الْكتَاب قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولَنَا يبي 
َعم عَلَى قثْرَة مِنَ الئل أن تقُولُوا ما جاَنا مِنْ شير ولا ثذير ققد حَاءَعمْ بَشبير وَتَبين وله على 
كُلٍّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ المائدة : ١5‏ ] » والآيات في هذا كثيرة والله أعلم"7". 
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله كل: "الهالك في الفترة يقول: وت لداياتفئ 
كتاب ولا رسولء ثم قرأ هذه الآية: (إربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من 
المؤ منين0("1. 
فوائد الآيات:[4 72-5 5]: 
١‏ - تقرير النبوة الهدية بأقوى الأدلة العقلية. 
-١‏ بعثة الرسول هد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ جاءت في أوانها واشتداد الحاجة إليها. 
5 البعثة الهدية كانت عبارة عن رحمة إلهية رحم الله بها العالمين. 
3 جواب (لولا) في قوله إِوَلَولا أنْ تْصِيبَهُمْ مُصيبَةً) . محذوف وقد ذكرناه وهو لعاجلناهم 
بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم ورسولا. 


00 





القرآن 
فَلَمَا جَاءَهُمْ الْحَقْ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أوتي مِثْلَ مَا أوتِي مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفْرُوا بمَا أوتي مُوسَى 
مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِخْرَانٍ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنّا بكُلِّ كَافِرُونَ (1)48 [القصص : 4/8] 

التفسير: 

لما جاء: قرف ولاك القرم فذين | لهدة:قالو |" هلا أرق هذا :الذي أربل: إليفا مكل ما" اوت مون 
مف مجم اك تحدية»:وكناق . بزل حجملة بوانعذة] فل ايها اأر سول لهد: إى.لم يكفر جهو :يمنا 
)١‏ تفسير الطبري:9١/5817.‏ 

تقر مقا بساك 1 

؟) اخرجه ابن ابي حاتم(5951١):ص71/815/4.‏ 
4) التفسير الميسر: .89١‏ 

0) تفسير مقائل بن سليمان:849//9. 

) تفسير الطبري:9١/581.‏ 

) تفسير ابن كثير:751/5. 

0( ا ابي حاتم(: 545١):ص‏ 71/15/4. 


3 
7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١2 


أوتي موسى من قبل؟ قالوا: في التوراة والقرآن سحران تعاونا في سحرهماء وقالوا: نحن بكل 
منهما كثوون, 

ل ل م 
وجه التعنت والعناد - هلا أعطي مد من الآيات الباهرة» والحجج القاهرة متل ما أعط موس 
من العصا واليد"("). 

قال محافة:" تهود كام فريكنا أن شنال هيدا مكل هاا أرقي توبيني 01 

قال الطبري:يقول: " فلما جاء هؤلاء الذين لم يأتهم من قبلك يا مد نذير فبعثناك إليهم 
نذيرا (الحق من عندنا)» وهو يد © بالرسالة من الله إليهم» قالوا تمردا على اللهء وتماديا في 
الغي: هلا أوتي هذا الذي أرسل إليناء وهو مهمد © مثل ما أوتي موسى بن عمران من 

الكتاب 01 

قال أرق قمر يحون واه أعلة دع جز الأياك كتيوه م مق النقمما :اليذه والسترفان 
والجراد والقمل والضفادع والدم » وتنقص الزروع والثمار » مما يضيق على أعداء الله » وكفلق 
البحر » وتظليل الغمام » وإنزال المنْ والسلوى ». إلى غير ذلك من الآيات الباهرة » والحجج 
القاهرة » التي أجراها الله على يدي موسى عليه السلام » حجة وبراهين له على فرعون وملئه 
وبني إسرائيل » ومع هذا كله لم ينجع في فرعون وملثه ؛ » بل كفروا بموسى وأخيه هارون » كما 
قالوا لهما : ( أجِنْتَنَا لِتلْفتََا عَمّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِْرِيَاءُ فِي الأَرْضٍ وَمَا تحن لَكُمَا 
بمؤْمِنِينَ ) [ يونس : 2 ] » وقال تعالى : ( فَكَدْبُوهُمَا فَكَانُوا م مِنَ الْمُهْلكِينَ 4 [ المؤمنون : :مع 
|" 1 
كل مجاهد:" يقول الله لغهد #: قل لقريش يقولوا لهم: أو لم يكفروا بما أوتي موسى من 
قوله تعالى: أوَلَمْ يَكْفْرُوا بمَا أوتِي مُوسَى مِنْ قَبْ [القصص : 148 أي:" قل -أيها 
الرسول- لهم: أو لم يكفر اليهود بما أوتي موسى من قبل؟"(). 
قال الطبري " يقول الله تبارك وتعالى ذكره لنبيه مهد 5: قل يا مد لقومك من قريشء» 
القائلين لك (لولا أوتي مثل ما أوتي موسى] أو لم يكفر الذين فلمو ] "هذه الحعة مره البيرة يمنا 





قال ابن كثير:" أي : أولم يكفر البشر بما أوتي موسى من تلك الآيات العظيمة "(. 
٠‏ قوله تعالى:[قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا) [القصص : 48]. أي:" قال المشركون: ما التوراة 
والقرآن إلا من قبيل السحرء فهما سحران تعاونا بتصديق كل واحدٍ منهما الآخر"7"). 
قال ابن كثير:" أي: تعاونا"7” '". 


)١‏ صفوة التفاسير:507/7. 

.588/١5:يربطلا أخرجه‎ (١ 
.5/1/١9:يربطلا تفسير‎ )* 
.7 57/5 تفسير ابن كثير:‎ )5 
.588/١5:يربطلا ه(/ ا‎ 
.59١:رسيملا التفسير‎ )1 

") تفسير الطبري:9١/5/1.‏ 
) تفسير ابن كثير:747/5. 
م التفاسير: 07/7 5. 

)٠‏ تفسير ابن كثير:757/5. 


/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


174 


قرأ عاصم وحمزة والكسائى: (سحران) ليس قبل الحاء ألفء؛ وقرأ ابن كثير ونافع وأبو 
عمرو وابن عامر: «ساحران»» بألف قبل الحاء("). 

فمن قرأ :«ساحران»» ففيه ثلاثة أقوال: 
أحدها : موسى وممد -عليهما السلام- . وهذا قول مشركي العرب ٠‏ وبه قال ابن عباس7", 


الثاني : موسى وهارون -عليهما السلام-. وهذا قول اليهود لهما في ابتداء الرسالة » قاله ابن 
جبيرا")؛ ومجاهد(؛ وأبو رزين". 
قال ابن كثير:' ' وهذا قول جيد قَوي » والله أعلم””". 
الثالث : عيسى وتمد --» وهذا قول اليهود اليوم » وبه قال الحسن-في رواية-()., وقتادة("). 
ومن قرأ (سحران)» قفيه ثلاة أقوال : 
أحدها : أنها التوارة والقرآن » قاله ابن عار '''. وعاصم الجحدري'"؛ والسدي(""), وابن 


الثاني . التوراة والإنجيل » قاله أبو رزين7*'!؛ وبه قال ابن جرير الطبري7”". 

قال الطبري:" لأن الكلام من قبله جرى بذكر الكتاب» وهو قوله: (قالوا لولا أوتي مثل 
ما أوتي موسى] والذي يليه من بعده ذكر الكتاب؛ وهو قوله: إفأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى 
منهما أتبعه) فالذي بينهما بأن يكون من ذكره أولى وأشبه بأن يكون من ذكر غيره» ومعنى 
الكلام: قل يا تمدء أو لم يكفر هؤلاء اليهود بما أوتي موسى من قبل؟ وقالوا لما أوتي موسى من 
الكتاب وما أوتيته أنت: سحران تعاونا؟"). 

وروي عن مجاهدء قال: "كنت إلى جنب ابن عباس وهو يتعوذ بين الركن والمقام» فقلت 
كيف تقرأ «سحران»» أو «ساحران»؟ فلم يرد علي شيئاء فقال عكرمة: ساحران» وظننت أنه 


)١‏ انظر: السبعة في القراءات:535. 
؟) انظر: تفسير الطبري:1١/588.‏ 
*) انظر: تفسير ابن أبي حاتم :7 >©» بدون سند. 
:) انظر: تفسير الطبري:9١/589.‏ 
5) انظر: تفسير الطبري:9١/589.‏ 
؟) انظر: تفسير ابن أبي حاتم :7 >©>» بدون سند. 
) تفسير ابن كثير:747/5. 
0( 15 تفسير الطبري:9١/589.‏ 
4)انظر: تفسير ابن ابي حاتم(5554١):‏ ص 7185/4 . 
)٠‏ انظر: تفسير الطبري:5١/585.‏ 
)١‏ انظر: تفسير ابن أبي حاتم :7 ,., بدون سند. 
)١١‏ انظر: تفسير ابن أبي حاتم :7 , بدون سند. 
)١‏ انظر: تفسير الطبري:5١/585.‏ 
)١ 5‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم(5970١):ص5585/4»‏ وتفسير الطبري:5١/584.‏ 
( 
) ئة 


7 


0 


6 ٠/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) 
) 
.510/١9:يربطلا تفسير‎ )١5( 


1١5 


لو كره ذلك أنكره علي. قال حميد فلقيت عكرمة بعد ذلك فذكرت ذلك لهء وقلت كيف كان 
يقرؤها؟ قال: كان يقرأ «سحران تظاهرا»» أي: التوراة والإنجيل"(". 
الثالث : الإنجيل والقرآن » قاله قتادة7').» والضحاك0(". 
قال قتادة:" قالت ذلك أعداء الله اليهود للإنجيل والفرقان"(). 
0 تعالى:إوَقَالُوا إِنَا بِكُلّ كَافِرُونَ4 [القصص : 58]» أي:" وقالوا: نحن بكل منهما 
قال الطبري:" وقالت اليهود: إنا بكل كتاب في الأرض من توراة وإنجيل» وزبور 
وفرقان كافرون"0). 

قال ابن كثير:" أي : بكل منهما كافرون. ولشدة التلازم والتصاحب والمقارنة بين 
موسى وهارون » دلَّ ذكر أحدهما على الآخر » كما قال الشاعر("): 
فمَا أذري إِذَا يَمَمْتْ أزضًا ... أريذ الخَيْرَ أَيهُمَا يَليني 
أي : فما أدري أيليني الغيو | لش 0. 1 

عن مجاهد في قوله: لوَقَانُوا إن بكُنّ كَافِرُونَ)» قال:" قالوا: نكفر أيضا بما أوتي تهد"(") 


كافرون 


عمد" 
وقال الضحاك:" يقول: بالإنجيل والقرآن"7' ). 
قال ابن عباس:" هم أهل الكتاب» يقول: بالكتابين: التوراة والفرقان"7"". 


قال ابن زيد:" الذي جاء به موسىء والذي جاء به مهد 46"("". 
القرآن 
(قُلْ فَأَنُوا بكتاب مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَِعْهُ إنْ كُنْثُمْ صَادِقِينَ (49)) [القصص : ] 
التفسير: 
قل -أيها الرسول- لهؤلاء: فأتوا بكتاب من عند الله هو أقوم من التوراة والقرآن أتبعه» إن كنتم 
صادقين في زعمكم. 


قوله تعالى: [ثُلْ فَأَنُوا بِكتّاب مِنْ عِنْدٍ الله هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَنَّبعُْة [القصص 0 أي:" 
قل -أيها الرسول- لهؤلاء: فأتوا بكتاب من عند الله هو أقوم من التوراة والقرآن أتبعه"(), 


.51:-585/١5:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.510/١9:يربطلا انظر: تفسير‎ )١( 
.5310/١9:يربطلا (؟) انظر: تفسير‎ 
.510/١9:يربطلا أخرجه‎ )4( 
.5951١:رسيملا التفسير‎ )6( 
.510/١9:يربطلا تفسير‎ )1( 
: وشرح اختيارات المفضل‎ »8٠0١ /١١ 717/5 لقت الست اعون فوق ان 5؛ وخزانة الأدب:‎ ) 
. ١ 351/ 

) تفسير ابن كثير:757/56. 
ل سر ا 600 
)٠‏ اخرجه الطبري:9١/551.‏ 
)١‏ اخرجه الطبري:9١/5911.‏ 

( 

( 


3 


.511/١9:يربطلا اخرجه‎ ) ١ 


) 
) 
) 
) 
) 
)١(‏ التفسير الميسر:891. 


18 


قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه د كل: قل يا د للقائلين للتوراة والإنجيل: هما 
سحران تظاهرا: ائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما لطريق الحقء ولسبيل الرشاد 
(أتبعه)"(". 

قال ابن كثير:" وقد علم بالضرورة لذوي الألباب أن الله لم ينزل كتابًا من السماء فيما 
أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب 
الذي أنزل غلى مد كَل وهو القرآن » وبعده فى الشرف والعظمة الكتاب الذي أنزله على موسى 
بن عمران ٠‏ عليه السلام » وهو التوراة التي قال الله تعالى فيها ( إِنا أنزأنا الوا فيها هذى 
وَنُورٌ يَحْكُمْ بهَا النَبِيُونَ الْذِينَ أَمْلمُوا لِلّذِينَ هَادُوا وَالرَبَانِيُونَ وَالأحْبَارٌ بِمَا التيُحفظو | من 
للّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شهَدَاءَ ) [ المائدة : 44 ]. والإنجيل إنما نزل متمما للتوراة ومُحلا 0 م 
خُرّم على بني إسرائيل"7"). 

قال ابن زيدء فقال الله: (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما) من هذين الكتابين؛ 
الذي بعث به موسى,» والذي بعث به نهد نا 

قوله تعالى:(إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [القفيض : 55]» أي:" إن كنتم صادقين في زعمكه"7(*) 

قال الطبري:" في زعمكم أن هذين الكتابين سحران» وأن الحق في غيرهما"0. 

قال ابن كثير:" أي : فيما تدافعون به الحق وتعارضون به من الباطل"7). 

عن أبي العالية» "(إن كنتم صادقين] بما تقولون إنه كما تقولون"7). وروي عن الربيع 
بن أنس نحو ذلك" 


القرآن 

(فَِنْ لم يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ نما يد يَتَبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أضّلٌ مِمَّنٍ اتَبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرٍ هُدَى من الله 
إِنْ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظالمينَ :)1 0 0] 

التفسير: 


فإن لم يستجيبوا لك بالإتيان بالكتاب؛ ولم 3 تبق لهم حجة. فاعلم أنما يتبعون أهواء هم ولا أحد 
أكثر ضلالا ممن اتبع هواه بين هذ مرت الله إن الله لا يوق لإصابة الحق القوم الظالمين الذين 
خالفوا أمر اللّهم» وتجاوزوا حدوده. ِ 

قوله تعالى:(َنْ لَمْ يَسْتَجيبُوا لَك فَاعََم أَنمَا يَتبعُونَ أَهْوَاءَهُمْ) [القصص 6 أي:" فإن 
لم يستجيبوا لك بالإتيان بالكتاب» ولم 3 تبق لهم حجة فاعلم أنما يتبعون ن أهواءهه"() 

قال ابن كثير:" أي : فإن لم يجيبوك عما قلت لهم ولم يتبعوا الحق ( فَاغْلم نما يّبخو 
أَهْوَاءَهُمْ 4 أي : بلا دليل ولا حجة"("". 


.511/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
تفسير ابن كثير:747/5.‎ )١( 
.015-: أخرجه الطبري‎ )6( 
."91١:رسيملا التفسير‎ )4( 
.511/١9:يربطلا تفسير‎ )5( 
تفسير ابن كثير:7517/5.‎ )1( 
.73/17/9ص:)١53571(متاح ف اه ابن ابي‎ 
انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 84 , بدون سند.‎ )6( 
."91١:رسيملا التفسير‎ )1( 

)٠١(‏ تفسير ابن كثير:7517/7. 


8 


قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: فإن لم يجبك هؤلاء القائلون للتوراة والإنجيل: سحران 
تظاهراء الزاعمون أن الحق في غيرهما من اليهود يا ممدء إلى أن يأتوك بكتاب من عند اللهء هو 
أهدى منهماء فاعلم أنما يتبعون أهواءهم؛ وأن الذي ينطقون به ويقولون في الكتابين» قول كذب 
وباطلء لا حقيقة له"("). 

قال الزجاج:" فاعلم أن ما ركبوه من الكفر لا حجة لهم فيه؛ وإنما آثروا فيه الهوى وقد 
علموا أنه هو الحق"(". 

عن مجاهد قال: "الاستجابة: الطاعة"7". 

قوله تعالى:[ِوَمَنْ أَضَلٌ مِمَّنِ انَبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرٍ هُدَى مِنَ الله [القصص : .]5٠‏ أي:" ولا 
أحد أكثر ضلالا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله"(). 

قال ابن كثير:" أي : بغير حجة مأخوذة من كتاب الله "0). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: إن الله لا يوفق لإصابة الحق وسبيل الرشد القوم الذين 
كلك ام الله وتركوا طاعته؛ وكذبوا رسوله؛ وبدلوا عهدهء واتبعوا أهواء أنفسهم إيثارا منهم 
لطاعة الشيطان على طاعة ريهم ”...ريرم 

قال يحيى:أي:" أي: لا أحد أضل منه" .١‏ 

عن مقاتل بن حيان» قوله: "إومن أضل)» يقول: أخطأ"(". 

قوله تعالى:(إنَّ النَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالِمِينَ4 [القصص : .]5٠‏ أي:" إن الله لا يوفق 
لإصابة الحق القوم الظالمين الذين خالفوا أمر الله وتجاوزوا حدوده"0". 

قال يحيى:أي:" المشركين الذين يموتون على شركههم"7' ". 

عن ابن عباسء "[الظالمين)» يقول: الكافرين"7'"). 


القرآن 1 
(وَلَقَدَ وََلَنا لَهُمْ القؤل لَعَلّهُمْ يَتَدمَرُونَ ))5١(‏ [القصص : ]0١‏ 
التفسير: 
ولقد فصّلنا وبيّنا القرآن رحمة بقومك أيها الرسول؛ لعلهم يتذكرونء فيتعظوا به. 
قال مقاتل: يقول: ولقد بينا لكفار مكة ما في القرآن من الأمم الخالية كيف عذبوا 
بتكذيبهم رسلهء لكي يتذكرون فيخافوا فيؤمنوا"('). 


.5157/١9:يربطلا تفسير‎ )١ 
.١ 58/5 ؟) معاني القرآن:‎ 
.731/817/3ص:)١53574(متاح '؟) أخرجه ابن ابي‎ 
."91١:رسيملا التفسير‎ )5 
تفسير ابن كثير:757/56.‎ )5 
.5157/١9:يربطلا تفسير‎ )5 

") تفسير يحيى بن سلام: 51//5. 

6) أخرجه ابن أبي حاتم(535795١):ص731/817/3.‏ 
4) التفسير الميسر:١91".‏ 

.5548/7 تفسير يحيى بن سلام:‎ )٠ 

.71817/1ص:)١551١ أخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١ 
تفسير مقاتل بن سليمان:؟/5/8”؟.‎ )١١ 


18 


قال يحيى:" أخبرناهم به» بما أهلكنا الأمم السالفة» قوم نوح» وعادا وثمود» ومن بعدهم 
بتكذيبهم رسلهم"7"). 

قال الطبربي:" ولق وسفا يا غده لقومك. .من 'فريكن, ازلليهوة:من يني إسوانيل القول 
بأخبار الماضين والنبأ عما أحللنا بهم من بأسناء إذ كذبوا رسلناء وعما نحن فاعلون بمن اقتفى 
آثارهم؛ واحتذى في الكفر بالله» وتكذيب رسله مثالهم» ليتذكروا فيعتبروا ويتعظوا (). 

قال الزجاج:" أي: فصلناه بأن فصلنا ذكر الأنبياء وأقاصيصهم. وأقاصيص من مضى» 
بعضها ببعضء 1 لعلهم يتذكرون]؛ أي: لعلهم يعتبرون"7". 

قال ابن قتيبة:" (ولقد وصلنا لهم القول)» أي: اتبعنا بعضه بعضاء فاتصل عندهم. يعني 
القرآن"19). 

قال الفراء:" يقول: أنزلنا عليهم القرآن يتبع بعضه بعضا"0). 

قال أبو عبيدة:" أي: أتممناهء قال0): 
جعلت عمامتى صلة لحبلى 

وقال الأخطل("): 
فقل لبنى مروان ما بال ذمة ... وحبل ضعيف لا يزال يوصّل"0". 

عن مجاهدء قوله: "[ولقد وصلنا لهم القول)» قال: فصلنا لهم القول"(١)‏ 

قال السدي:" بينا لهم القول"7' ". 

قال سفيان بن عيينة: "وصلنا: بينا"7' "). 

قال قتادة:" وصل الله لهم القول في هذا القرآن» يخبرهم كيف صنع بمن مضيء وكيف 
هو صانع (لعلهم يتذكرون]"7"". ا ٠‏ 

قال ابن زيدء في قوله: "إولقد وصلنا لهم) الخبرء. خبر الدنيا بخبر الآخرة» حتى كأنهم 
عاينوا الآخرة» وشهدوها في الدنياء بما نريهم من الآيات في الدنيا وأشباهها. وقرأ: (إن في ذلك 
لآية لمن خاف عذاب الآخرة)»: وقال: إنا سوف ننجزهم ما وعدناهم في الآخرة كما أنجزنا 
للأنبياء ما وعدناهم نقضي بينهم وبين قومهم"7"). 

روي عن مجاهدء قوله: "(ولقد وصلنا لهم القول): قال: قريشن"09. 

قال ابن كثير:" وهذا هو الظاهر"(". 


)١‏ تفسير يحيى بن سلام: ؟//51. 
؟) تفسير الطبري:9١/5117.‏ 
( 5 القرآن: 54/5 .١‏ 
:) غريب القرآن:7؟". 
©) معاني القرآن:؟017/7". 
")من كلمة ١١‏ بيتا للقحيف العقيلي العامري فى الأغانى .١57 /٠١‏ 
")ديوانه: ٠٠١‏ وتفسير الطبري 2537/١5‏ وتفسير القرطبي: /١١‏ 7915. 
) مجاز القرآن: .١٠١4//7”‏ 
4) أخرجه الطبري:5١/5117.‏ 
)٠‏ أخرجه ابن أبي حاتم(١551١):ص731/817/5.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/59117.‏ 
)١١‏ أخرجه الطبري:5١59117/1.‏ 
)١‏ أخرجه الطبري:5١/5517.‏ 
5 ) اخجره الطبر]:9١/5315.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) 


١0 


1 وعن عن ابن عباسء قوله: "إولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون]» قال: يعني مد 
وفي رواية:" (لعلهم يتذكرون)»؛ يعني: مدا 85" ٠‏ 
قال الطبري: 5 فكأآن ابن عباس أراد بقوله: «يعني: ندا »: لعلهم يتذكرون عهد الله في 
مد إليهم» فيقرون بنبوته ويصدقونه"7). 1 00 

وروي عن رفاعة القرظي» قال: "نزلت هذه الاية في عشرة أنا أحدهم :(ولقد وصلنا 
هن اقول لعي يفكر ون 21 1 

عزر عطية القر خلي اقل 3زلنك ليذه الآيةة. زر نقد سانا لهم لقوق الحلهم ولنكرو ق لاحل 
بلغ: (إنا كنا من قبله مسلمين) في عشرة أنا أحدهم"(". 
فوائد الآيات:[/5-١5]:‏ 
-١‏ بيان تناقض المشركين وكل من يبتع الهوى ويترك الهدى الإلهي. 
؟- بيان تحدي المشركين بالإتيان بكتاب من عند الله وعجزهم عن ذلك فبان بذلك أنهم يتبعون 
أهواءهم وأنه لا أضل منهم اليوم. 
"'- بيان سنة الله في حرمان المتوغلين في الظلم من الهداية الإلهية. 
- بيان أن الله عز وجل وصل القول لأهل مكة مفصلاً مبيناً لهدايتهم فله الحمد وله المنة وعلى 





القرآن 
الَذِينَ آتَيْنَاهُمْ الكتات مِنْ قَبْلِهِ هُمْ به يُؤْمِنُونَ (؟0)) [القصص : ؟5] 
التفسير: 


الذين آتيناهم الكتاب من قبل القرآن -وهم اليهود والنصارى الذين لم يبؤّلوا- يؤمنون بالقرآن 
وبخد عليه الصلاة والسلام. 
سبب النزول: 

قال علي بن رفاعة: م ا ل ا ع ل 56 
إلى النبي د فآمنواء فأوذواء فنزلت: (الذين آتيناهم الكتاب من قبله), قبل القرآن" 0 

قال قتادة: كنا نحدث أنها نزلت فى أناس من أهل الكتاب كانوا عل ةم ال 
يأخذون بهاء وينتهون إليهاء حتى بعث الله ندا #, فآمنوا به» وصدقوا به؛ فأعطاهم الله أجرهم 
مرتين» بصبرهم على الكتاب الأول» واتباعهم دا عق وصبرهم على ذلك؛ وذكر أن منهم 
سلمان» وعبد الله بن سلام"0. 


.747/5 تفسير ابن كثير:‎ )١( 

)0( شين الطبر]: 5/١9‏ 59. 

(؟) اخرجه ابن أبي حاتم(53177١):ص‏ 79188/9. 

(4) تفسير الطبري:9١/515.‏ 
(©) اخجره الطبري:3١/5315.‏ 
(1) اخجره الطبري:3١/515.‏ 
(0) أخرجه الطبري: .555/١9‏ 
(8) أخرجه الطبري: .555/١9‏ 


١/5 


قال الطبري:" يعني بذلك تعالى ذكره قوما من أهل الكتاب آمنوا برسوله وصدقوه؛ فقال 
الذين آتيناهم الكتاب من قبل هذا القرآن» هم بهذا القرآن يؤمنون. فيقرون أنه حق من عند الله 
ويكذب جهلة الأميين» الدذين لم يأتهم من الله كتاب"207, 

قال ابن كثير: " يخبر تعالى عن العلماء .الأولياء من أهل الكتاب أنهم يؤمنون بالقرآن » 
كما قال تعالى : ( الَِّينَ آتَْاهُم الكتاب يَتلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ أَولَنِكَ يُؤْمِنُونَ به ) [ البقرة : ١١١‏ ] » 
وقال : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكتاب لَمَنْ يُؤْمِنُ بالل وَمَا أنزل إِلَيْكُمْ وَمَا أنزل إِلَيْهِمْ حَاشِعِينَ لله ؛ [ آل 
عمران : ١15‏ ] » وقال : ( إِنَّ الّذِينَ أوثوا الْعلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إدَا يُتلَى عَلَيْهِمْ يَخِْرُونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدَا * 
وَيَقُولُونَ سْبْحَانَ رَبَنَا إنْ كَانَ وَعْدُ رَبَنَا مولا 4 [ الإسراء : ١‏ وكعلمه. ٠‏ ]ءوقال : ( وَلَتَجِدَنَ 
أَفْرَبَهُمْ مَوَدَهٌ لِلّذِينَ آمَنُوا الْذِينَ قَالُوا إِنَا تصَارَىٍ ذَلِكَ بأنَّ مِنْهُمْ قَسِيسِينَ وَرُ هْبَانا وَأَنْهُمْ له 
يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذَا سَمِعُوا مَا أنزلَ إِلَى الرّسُولٍ تَرَى أَعيْتَهُمْ فيض مِنَ الدَّمْع مِمّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقّْ 
يَُولونَ رَبنَاآمنَا فاكثَبنَا مع الشتَاهدِينَ ) [ المائدة : 8 ١‏ 87 ]"0. 

قال ابن عباس:" يعني: من آمن بتهد به من أهل الكتاب"(". 

عن مجاهد:"(الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به) ... إلى قوله: إلا نبتغي الجاهلين) في 
مسلمة أهل الكتاب"(). 

عن الضحاكء في قوله: "(الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) . .. إلى قوله: 
[من قبله مسلمين) ناس من أهل الكتاب آمنوا بالتوراة والإنجيل» ثم أدركوا مهدا #, فآمنوا به. 
فآتاهم الله أجرهم مرتين بما صبروا: 5 قبل أن يبعثء وباتباعهم إياه حين بعث» 
فذلك قوله: (إنا كنا من قبله مسلمين"7*) 


القرآن 50000 0 

(وَإِذَا يُتلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَا به إِنَهُ الْحَقُ مِنْ رَبَنَا إِنَا كُنَا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (4)07 [القصص : 
يا 

التفسير: 


وإذا يتلى هذا القرآن على الذين آتيناهم الكتاب» قالوا: صدّقنا به» وعملنا بما فيه» إنه الحق من 
عند ربناء إنا كنا من قبل نزوله مسلمين موحدينء فدين الله واحدء وهو الإسلام. 
قوله تعالى:(ِوَإِذَا يُثْلَى عَلَيْهِمْ1ِ [القصص : ”57]ء أي:" وإذا يتلى هذا القرآن على الذين 
آتيناهم الكتاب"0). 
1 0 الطبري:يقول: " (وإذا يتلى) هذا القرآن على الذين آتيناهم الكتاب من قبل نزول هذا 
5 قوله تعالى: (ِقَالُوا آمَنَا به4 [القصص : 57]» أي:" قالوا: صدّقنا به. وعملنا بما فيه"(". 
قال الطبري:" يقولون: صدقتا به"0). 
)١(‏ ته تفسير الطبري . 
)١(‏ ته تفسير ابن كتير كر ”7 
2( أدرجة الطبري: .555/١9‏ 
)5( أخرجه الطبري: .555/١9‏ 
)5( أخرجه الطبري: .555/١9‏ 
)0( التفسير الميسر: 597. 
) ) ته تفسير الطبري 0 
)0( ادي الميسر: 5"97. 
(9) تفسير الطبري:9١/555.‏ 


7, 


84 


1/85 


قوله تعالى: (إِنَهُ الْحَقّ مِنْ رَبَنَاا [القصص : 57]» أي:" إنه الحق من عند ربنا"("). 

قال الطبري:" يعني: من عند ربنا نزل"7"). 

قوله تعالى:(إِنَا كنا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ1 [القصص : ”57].: أي:" إنا كنا من قبل نزوله 
مسلمين موحدين» فدين ل وهو الإسلام "20 

قال الطبري:" وذلك أنهم كانوا مؤمنين بما جاء به الأنبياء قبل مجيء نبينا مد كه 
وعليهم من الكتب» وفي كتبهم صفة د ونعته» فكانوا به وبمبعثه وبكتابه مصدقين قبل نزول 
القرآن» فلذلك قالوا: (إنا كنا من قبله مسلمين7"1. 


القرآن 

(أولَئِكَ يُؤْتونَ نَ أَجْرَهُمْ مَرّتيْنِ بمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنة الميّتة وَمِمَا رَرَقْنَاهُمْ يُنَفِقُونَ 

)5 ( وَإِذا سَمعوا اللّغْمَ أَعْرَضوا عَنَهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالْنَا وَلَكُمْ َغْمَالْكُمْ سَلامٌ ليك لا نتف 
الْجَاهِلِينَ (25 [القصص 4ه -هه] 

التفسير: 


هؤلاء الذين تقدَّمَتْ صفتهم يتن ثواب عملهم مرتين: على الإيمان بكتابهم» وعلى إيمانهم 
بالقران بما صبرواء ومن أوصافهم أنهم يدفعون السيئة بالحسنة» ومما رزقناهم ينفقون في سبيل 
الخير والبر. وإذا سمع هؤلاء القوم الباطل من القول لم يُصْغوا إليه» وقالوا: لنا أعمالنا لا نحيد 
عنهاء ولكم أعمالكم ووزرها عليكم» » فنحن لا نشغل أنفسنا بالرد عليكم؛ ولا تسمعون منَا إلا 
الخيرء ولا نخاطبهم بمقتضى جهلكم؛ لأننا لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها. 

في سبب النزول الآية[؛ 5]» أقوال: 
أحدها: - عن مجاهدء قال: "إن قوما كانوا مشركين أسلمواء فكان قومهم يؤذونهم» فنزلت: (أُولَيِكَ 
يُؤْتَؤنَ أَخْرَهُمْ مرلان يما صبروا] [القصص 6" . 
الثاني: عن قتادة في قول الله: " (ِأولَيْكَ يُؤْتَنَ أَخِرَهُْ مَرَتَيْنِ] [القصص 1 64]: عبد الله بن 
سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي إن هذه الآيات أنزلت فيهم» فقال أصحاب 
رسول الله : قد أوتوا أجرهم مرتين بإيمانهم بالكتاب الأول وبالكتاب الآخرء فأنزل الله: (يا 
أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) فقال أهل الكتاب: قد أعطوا 
كما أعطينا. فأنزل الله: إلئلا يعلم أهل الكتاب) حتى ختم الآية"0). 
0 - وروي عن سعيد بن جبيرء كل" لها الى تجعن واصبكاء” النجاشي؛ أنزلهم وأحسن 
ا هذا الى تتطيت د غهدا: قال: فانطلقوا فقدموا قل دول الله تك فشهدوا معه أحداء 
تحنيداءوعس» قك؛ العامة و اح الراك ا لالد وا 





فالعدريها على المهاجرين» فأنزل الله فيهم الآية ' : : (أوليك يتن أَجْرَهُم مَوَنَيٍْ ا اخدزرا 
وَيَدْرَهُونَ بِالْحَسَنَةٍ المَيَتَّةَ وَمِمَّا رَرَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ1 [القصص 65" 0 


."957 التفسير الميسر:‎ )١ 
.515/١9:يربطلا تفسير‎ )" 
."97 التفسير الميسر:‎ ) 
.515/١9:يربطلا تفسير‎ 
.515/١5:يربطلا أخرجه‎ 
.715:-179/5/4ص:)١53457(متاح أخرجه ابن أبي‎ 


) 

) 
5 
5 
5( 
) 
) 


3 
( 
( 
) أخرجه ابن أبي حاتم(53317١):ص751937/4.‏ 


١ /ام/‎ 


قوله تعالى: [أولَيِكَ يُؤْتّؤنَ أَجْرَهُمْ مَرَتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) [القصص : 54]» أي:" هؤلاء 
الذين تقدّمَتْ صفتهم يُؤتَؤن ثواب عملهم مرتين: على الإيمان بكتابهم» وعلى إيمانهم بالقرآن بما 
صبروا"("2, 

قال الطبري., يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذدين وصفت صفتهم (يؤتون؟ ثواب عملهم 
(مرتين بما صبروا]"7". 

قال ابن كثير:" أي : هؤلاء المتصفون بهذه الصفة الذين آمنوا بالكتاب الأول ثم بالثاني 
[يؤتون أجرهم مرتينٍ بإيمانهم بالرسول الأول ثم بالثاني ؛ ولهذا قال : ( بِمَا صَبَرُوا 4 أي : على 
اتباع الحق ؛ فإِنَ تجشم مثل هذا شديد على النفوس. وقد ورد في الصحيحين من حديث عامر 
الشعبي» أي 11 عن أدج قويي الاستري : رصقي الماضه ؛ قن .قل رسول لسار 
الله عليه وسلم : «ثلاثة يُوْتَونَ أجرهم مَرَتَين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ثم آمن بي » 
وعبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه » ورَجُل كانت له أمّة فأدّبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها 
فتزوّجها»0""7). 

وعن أبي أمامة قال : "إني لتحت راحلة رسول الله يك يوم الفتح » فقال قولا حسنًا جميلا 
أسلم من المشركين » فله أجره » وله ما لنا وعليه ما علينا»"20. 

قال سعيد بن جبير:"لما نزلت هذه الآية:(أولئك يؤتون أجرهم مرتين)» فخرجت اليهود 
عَلين المسلميق نقالت": من امن .منا :يكتابكخ وكتابنا قله أحران» ومن لم يؤمن ,يكتايكم فل آحر 
كأجوركمء فأنزل الله تبارك وتعالى على رسول الله ب (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا 
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم] [الحديد: 18] فزادهم 
النور والمغفرة (إلئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون! [الحديد: ]١5‏ إلى آخر الآية"("). 

عن شهاب"" أن الآية التي في «طسم»: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين)» قال: كانت فيمن 
أسلم من أهل الكتاب"(". 

وفي قوله تعالى:إيمَا صَبَرُوا [القصص : 5 5].» ثلاثة وجوه: 
أحدها تروك اع انق عر وا حر لمعف رمه ريب ادا 
الثاني : صبروا على الأذى » قاله مجاهدا ')» والربيع 

ل 00 
وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» فمن كان على الحق متمسكا به في زمانك هذا الذي أنت 





."97 التفسير الميسر:‎ )١ 

؟) تفسير الطبري:9١/517.‏ 

6 النكارق برقع (90) وصحيع سام يرقم 01540 

4) تفسير ابن كثير:755/5. 

المسنه (5/ةه؟). 

") اخرجه ابن ابي حاتم(79387١):ص7190/4.‏ 

") اخرجه ابن ابي حاتم(59384١):ص719:/4.‏ 

6) انظر: تفسير ابن أبي حانم(7941١):ص7191/4.‏ 

4) انظر: تفسير الطبري:5١/517.‏ قال:" إن قوما كانوا مشركين أسلمواء فكان قومهم يؤذونهم... 
)٠‏ انظر: ابن أبي حاتم(593857١):ص‏ 4/-7191-799. 


1١84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


فيه فهو غريب من الغرباء في سنة القوم الذين كانوا على الإسلام في زمان الفترة فصبروا على 
ما أوذوا"("). 
الثالث : صبروا على إيمانهم بهد ل قبل أن يبعثء وباتباعهم إياه حين بعث. قاله الضحاكا") 
وابن زيدا"). 

قال ابن زيدء في قوله: "(إنا كنا من قبله مسلمين) على دين عيسىء فلما جاء النبي 
أسلمواء فكان لهم أجرهم مرتين بما صبروا أول مرةء ودخلوا مع النبي بيه في الإسلام"7). 

قوله تعالى:إوَيدْرَ مون بِالْحَسَنَة السنَيّتّة) [القصص 0 أ" ومن أوصافهم حي 
يدفعون السيئة بالحسنة"(2. 

قال الطبري: 00 ويدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهه"(') 

قال ابن كثير:" أي : لا يقابلون ل رت ال 

قال الزجاج:" معنى (ويدرءون): يدفعون - بما يعلمون من الحسنات - ما تقدم لهم من 
السيئات"("), 

قال سعيد بن جبير:" يعني: يردون معروفا على من يسئ إليهم"0". 

قال ابن زيد:" يدفعون الشر بالخير لا يكافئون الشر بالشرء ولكن يدفعونه بالخير» وقال 
في موضع آخر: (ويدرؤن بالحسنة السيئة) لا يكافئون بالسيئة السيئة» ولكن يدرءون بالحسنة 
الضيكة"11. 

قوله تعلى إريتا رَرَفْنَاهُمْ يُنفِقُونَ1 [القصص : 554]. أي:" ومما رزقناهم ينفقون في 
سبيل الخير والبر"7 ). 

قال الزجاج:" أعزة يتصدقون 

قال الطبري:" (ومما رزقناهم) من الأموال (ينفقون) في طاعة الله إما في جهاد في 
سبيل الله اإكا كي ع على عدا أو في صلة رحه"0"". 

قال ابن كثير:" أي : ومن الذي رزقهم من الحلال ينفقون على خَلّق الله في النفقات 
الواجبة لاهلهم وأقاربهم ٠‏ والزكاة المفروضة والمستحبة من التطوعات ٠»‏ وصدقات النفل 
والقربات "١‏ 00 


00 "١ 


.5991-799:/4ص:)١53/857(متاح اخرجه ابن أبي‎ )١ 
.515/١9 ؟) انظر: تفسير الطبري:‎ 

") انظر: تفسير الطبري:9١/515.‏ 

4) أخرجه الطبري:9١/515.‏ 

5) التفسير الميسر: 957". 

*) تفسير الطبري:9١/515.‏ 

) تفسير ابن كثير:745/5. 

ا القرآن: 55/5 .١‏ 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(5345١):ص791311/9.‏ 

.5991/9ص:)١535١(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠ 
."957 التفسير الميسر:‎ )١ 
.١ 59/5 معاني القرآن:‎ )١ 
)اق‎ 

)اق 


7 


.5917-ه55/١93:يربطلا تفسير‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) تفسير ابن كثير 5 


1 


١1 


قال ابن عباس:" يؤتون الزكاة احتسابا لهاء تقدم تفسيره في سورة البقرة والزيادة 
علده"(١)‏ 

قوله تعالى:[وَإِذَا سَمِعُوا اللّعْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص : 55]. أي:" وإذا سمع هؤلاء 
القوم الباطل من القول لم يُصُعوا إليه"7". 

قال الطبري:" وإذا سمع هؤلاء القوم الذين آتيناهم الكتاب اللغو- وهو الباطل من القول- 
لم يصغوا إليه ولم يستمعوه"”". ١‏ 

قال الزجاج:" أي: إذا سمعوا ما لا يجوز وينبغي أن يلغى لم يلتفتوا إليه"7). 

قال ابن كثير:" أي : لا يخالطون أهله ولا يعاشرونهم » بل كما قال تعالى : ( وَإِذَا مَرُوا 
بِاللْْوِ مَرُوا كرَامًا 4 [ ٠الفرقان‏ ته 

قال قتادة:" لا يجارون أهل الجهل والباطل في باطلهم أتاهم من أمر الله ما وقذهم عن 
ذلك"(1) ا 

وقال ابن زيد:" هذه لأهل الكتاب؛ إذا سمعوا اللغو الذي كتب القوم بأيديهم مع كتاب الله 
وقالوا: هو من عند الله إذا سمعه الدذين أسلمواء ومروا به يتلونه, أاعرضوا عنهك وكأنهم لم 
يسمعوا ذلك قبل أن: يؤمنوا بالنبي. 2ه لانهم نهم كانوا مسلمين على دين عيسىء ألا ترى أنهم 
يقولون: (إنا كنا من قبله مسلمين)"7". 

وقال مجاهد:" كان ناس من أهل الكتاب أسلمواء فكان المشركون يؤذونهم» فكانوا 
يصفحون عنهمء يقولون: (سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)"7. 

قوله تعالى :(وَكَالُوا َنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ لخم [القصص : 55]ء أي:" وقالوا: لنا أعمالنا 
لا نحيد عنهاء ولكم أعمالكم ووزرها عليكم"7". 

قال الطبري:" أجابوهم بالجميل من القول (لنا أعمالنا) قد رضينا بها لأنفسناء (ولكم 
أعمالكم) قد رضيتم بها لأنفسكه"7 ). 

قال ابن كثير:" أي : إذا سّفه عليهم سفيه » وكلمهم بما لا يَلِيقْ بهم الجوابُ عنه » 
أعرضوا عنه ولم يقابلوه بمثله من الكلام القبيح » ولا يصدر عنهم إلا كلام طيب"(1), 

قوله تعالى (سَلام عَلَيْكُةْ) [القصص 8]* أي:" سلام متاركة ومباعدة07. 

قال الطبري:" يقول: أمنة لكم:منا أن نسابكم: أو تسمعوا منا ما لا تحيون "0 


.7131/5ص:)١55351١(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 
."97 التفسير الميسر:‎ )" 

) تفسير الطبري:9١//51--518.‏ 
؟) معاني القرآن: 59/5 .١‏ 
5) تفسير ابن كثير: 55/56 7. 
5) أخرجه الطبري:9١/591.‏ 

") أخرجه الطبري:5١/5117.‏ 

6) أخرجه الطبري:9١91/1--518.‏ 
4) التفسير الميسر: 97". 

) تفسير الطبري:9١/518.‏ 
) تفسير ابن كثير:755/5. 
نوه التفاسير: 505/7. 
)١9‏ تفسير الطبري:9١/518.‏ 


قال الجصاص"" هذا سلام متاركة وليس بتحية» وهو نحو قوله : (وَإِذَا خَاطّْبَهُمُ 
الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا! [الفرقان : 55]"(". 

قال الزجاج:" ليس يريدون ليم -ههنا-: إسلام عليكم) التحية. المعنى فيه: أعرضوا 
عنه وقالوا: سلام عليكم» أي: بيننا وبينكم المتاركة والتسلم. وهذا قبل أن يؤمر المسلمون 
بالقتال"("). 

قوله تعالى: إلا تَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ1 [القصص : 55]. أي:" لا نريد طريق الجاهلين ولا 
نحبها"0). ب 

قال الطبري:" يقول: لا نريد محاورة أهل الجهل ومسابتهم"7) 

قال ابن كثير:" أي : لا ريد طريق الجاهلين ولا تُحبّها"! . 0 

قال مد بن إسحاق: "ثم قدم على رسول الله 85 وهو بمكة عشرون رجلا أو قريب من 
ذلك » من النصارى » حين بلغهم خبره من الحبشة. فوجدوه في المسجد » فجلسوا إليه وكلموه 
وساءلوه - ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة - فلما فرغوا من مساءلة رسول الله عما 
أرادوا » دعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن » فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع » ثم 
استجابوا لله وآمنوا به وصدقوه » وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره. فلما 
قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ٠‏ فقالوا لهم : خَيبَكُم الله مِنْ ركب. 
بعثكم مَنْ وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ٠»‏ فلم تطمئن مجالسكم عنده 
حتى فارقتم دينكم وصدقتموه فيما قال ؛ ما نعلم ركبا أحمق منكم. أو كما قالوا لهم. فقالوا لهم 
سلام عليكم » لا نجاهلكم » لنا ما نحن عليه » ولكم ما أنتم عليه » لم نَأل أنفسسنا خيرًا. 

قال : ويقال : إن النفر النصارى من أهل نجران » فالله أعلم أي ذلك كان. 

| قال : ويقال 0 عاد كوم الك 1ق ايت : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكتاب مِنْ قَبْلِهِ هُمْ 

قل : وقد سالت الزهرى عو هده الاراك فلمق أذ أن قا : ما زلث أسمع من علمائنا 
أنهن أنزلهن في النجاشي وأصحابه » رضي الله عنهم » والآيات التي في سورة المائدة : ( ذُلِكَ 
بأنَّ مِنْهُمْ قِِيسِينَ وَرُهْبَانَا 4 إلى قوله : ( فَاكْتْبْنَا مَعَ التتَاهِدِينَ ) [ المائدة : ١ 8١‏ 89 ]"(2. 
فوائد الآيات:[7ه -66]: 
-١‏ بيان فضل أهل الكتاب إذا آمنوا بالنبي الأمي وكتابه وأسلموا لله رب العالمين. 
؟- فضيلة من يدرء بالحسنة السيئة» وينفق مما رزقه الله. 
'- فضيلة من يعرض عن اللغو وأهل الجهالات» ويقول ما يسلم به من القول» وهذه إحدى 
صفات عباد الرحمن (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) أي قولا يسلمون به. وهذا السلام ليس 
سلام تحية وإنما هو سلام متاركة. 


القرآن 

سَ ل 
(إنَكَ لا تَهْدِي مَنْ أخْبَبْت وَلَكِنَ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءْ وَهْوَ أَعَلَمُ بِالمُهْتَدِينَ (1)55 [القصص : 
] 


.5١5/0 أحكام القرآن:‎ )١ 

.١ 549/4 معاني القرآن:‎ )١ 

") التفسير الميسر: 597. 

5) تفسير الطبري:9١/514.‏ 

) تفسير ابن كثير:45/5؟. 

“لتر السوئة رن مقاء ار 8085/ قل ناشور 1 


51١ 


زع 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


التفسير: 
إنك -أيها الرسول- لا تهدي هداية توفيق مَن أحببت هدايته» ولكن ذلك بيد الله يهدي مَن يشاء أن 
يهديه للإيمان» ويوفقه إليه» وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه. 
سبب النزول: 

عن سعيد بن المسيب» عن أبيه. قال* "لما حضرت أبا طالب الوفاة» جاءه رسول الله 
فوجد عنده أبا جهلء وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة» فقال: "أي عم فل: لا إله إلا الله كلمة 
أحاج لك بها عند الله" فقال أبو جهل» وعبد الله بن أبي. أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم 
يزل رسول الله كك يعرضها عليه [ص:7١١]»‏ ويعيدانه بتلك المقالة» حتى قال أبو طالب آخر ما 
كلمهم: على ملة عبد المطلبء وأبى أن يقول: لا إله إلا الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم: «والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا 
للمشركين] [التوبة: ]١١7‏ وأنزل الله في أبي طالبء فقال لرسول الله : (إنك لا تهدي من 
أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) [القصص: 55]"("). 

عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله #6 لعمه: " قل: لا إله إلا الله» أشهد لك بها يوم 

القيامة "» قال: لولا أن تعيرني قريشء يقولون: الما جاه على لك الكز دار ركد يها عينلكم 
فأنزل الله: : (إنّكَ لا تَهدِي مَنْ أَحْبَيْت وَلَكنّ لله يَهْدِي مَنْ يَشَْاءُ) [القصص: "0 

قوله تعالى:(إنّكَ لا تَهْدِي مَنْ أخْبَيت) [القصص 1 51]» أي:" إنك نيا الرسول- لا 
تهدي هداية توفيق مَن أحببت هدايته"("). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه مد : (إنك] يا مد إلا تهدي من أحببت! هدايته» 
ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك؛ ولكن الله يهدي من يشاءء كان مذهبا"3". 

قال الزمخشري: أي:" لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من 
قومك وغيرهمء لأنك عبد لا تعلم المطبوع على قلبه من غيره"(". ْ 

قال ابن كثير:" يقول تعالى لرسوله » صلوات الله وسلامه عليه : إنك يا مد ( إِنّكَ لا 
تَهْدِي مَنْ أَحْبَنِت ) أي : ليس إليك ذلك ٠‏ إنما عليك البلاغ » والله يهدي من يشاء » وله الحكمة 
البالغة والحجة الدامغة » كما قال تعالى : ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة 
: 077" ]ء وقال اراك الى ار يحرملك يازيته ]| يوست ١51‏ ]. وهذه الآية 
أخص من هذا كله"(1) 5 

قال الفراء:" يكون الحب على جهتين هاهنا: 
إحداهما: : إنك لا تهدي من تحبه للقرابة. 
والوجه الآخر يريد: إنك لا تهدي من أحببت أن يهتدي كقولك: إنك لا تهدي من تريدء كما تراه 
كثيرا في التنزيل (ولكن الله يهدي من يشاء) أن يهديه"(". 


(١)أخرجه‏ البخاري (فتح الباري: 505/8 - ح: 5777) ومسلم 554/١(‏ - ح: )١5‏ والإمام أحمد (الفتح 
الرباني: ١55/١‏ - ح: )35٠١‏ وابن جرير )01/٠١(‏ والطبراني (المعجم الكبير: "59/٠١‏ - ح: )8٠١‏ 
والبيهقي في "الدلاتل" (؟/557 7 517 7). 

(١)أخرجه‏ مسلم (١/5ه‏ - ح: )١5‏ والإمام أحمد (الفتح الرباني: 771/١8‏ - ح: )"7٠١‏ والترمذي (1/5١5؟‏ 
- ح: )"١88‏ وابن جرير )28/٠١‏ والبيهقي في "الدلائل" (؟/5 5؟). 

(') التفسير الميسر: 597. 

(5) تفسير الطبري:9١/518.‏ 
(5) الكشاف: 577/7. 

(1) تفسير ابن كثير: 457/5 7. 
0( 0 القرآن: ؟/7017. 


0 


قال مجاهد:" قال ممد لأبي طالب: «اشهد بكلمة الإخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة», 
قال* أي ابن أخي ملة الأشياخ» فأنزل الله (إنك لا تهدي من أحببت)» قال* نزلت هذه الآية في 
أبي طالب"("2. 

عن قتاد ة: "(إنك لا تهدي من أحببت]؛ يعني: أبا طالب"("). 

قال الزجاج:" أجمع لمعيس ورج انها در لك في مس جع لفن وككااة تان كو لكا دولا 
فق أي طالك وبهى عافة لأنه لا يهدي إلا الله» ولا يرشد ولا يوفق إلا هوء وكذلك هو يضل 
من يشاء"(). 

قال الفشيرى :" الهداية في الحقيقة إمالة القلب من الباطل إلى الحق» وذلك من خصائص 
قدرة الحق- ند انم وتطلق الهداية بمعنى: الدعاء إلى الحق- توسعاء وذلك جائز بل واجب فى 
#» قال تعالى: (وإنك تهدى إلى صراط مستقيم). 

ويقال: لك شرف النبوة» ومنزلة الرسالة» وجمال السفارة» والمقام المحمودء والحوض 
المورودء وأنت سيد ولد آدم.. ولكنك لا تهدى من أحببت» فخصائص الربوبية لا تصلح لمن 
وصفه البشرية"(). 

قوله تعالى :وَلَكنَ الشَّهَ يَهْدِي مَنْ يششاخ] [القصص : 55].» أي:" ولكن ذلك بيد الله يهدي 
من يشاء أن يهديه للإيمان» ويوفقه إليه"0, 

قال الطبري:" (ولكن الله يهدي من يشاء) أن يهديه من خلقه؛ بتوفيقه للإيمان به 
وبرسوله"7") 

ال رمشو " ولكن الله يدخل في الإسلام من يشاء وهو الذي علم أنه غير مطبوع 
على قلبه. وأن الألطاف ننفع فيه» فيقرن به ألطافه حتى تدعوه إلى القبول"(". 

عن قتادة:" (ولكن الله يهدي من يشاء)؛ يعني: العباس"(". 

0 تعالى (وَهُوَ أَعْلَمُ ِالْمَهْتدِينَ] [القصص 1 01]» أي:" وهو أعلم بمن يصلح للهداية 
فيهديه"( 

0 الطبري:يقول:" والله أعلم من سبق له في علمه أنه يهتدي للرشادء ذلك الذي يهديه 
الله فيسدده ويوفقه"(), 

قال الامكشرية " (وهو أعلم بالمهتدين)؛ بالقابلين م 5 الذين لا يقبلون"7''). 

قال ابن كثير:" أي : هو أعلم بِمَنْ يستحق الهداية بِمَنْ يستحق الغْوّاية "(''). 

عن مجاهدء قوله: "(وهو أعلم بالمهتدين)» بمن قدر له الهدى والضلالة"0(7) 






.500/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.7115/3ص:)١7٠١ اخرجه ابن أبي حاتم(؛‎ )١( 
.١59 /4 (؟) معاني القرآن:‎ 

(4) لطائف الإشارات: 77/9. 

(6) التفسير الميسر: 47". 

(5) تفسير الطبري:9١/558.‏ 

(0) الكشاف: 577/9. 

(8) اخرجه ابن أبي حاتم(5 ١٠٠7١):ص79135/3.‏ 
(1) التفسير الميسر: 47". 

.518/١9:يربطلا تفسير‎ )٠١( 
. 1 الكشاف:‎ )11( 

)١١(‏ تفسير ابن كثير:757/5. 


1١ 


1١ 


١57 


القرآن 

(وَقَالُوا إِنْ َتبِع الْهُدَى مَعَكَ نتخَطّف مِنْ أَرْضنا أَوَلَمْ نْمَكِنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنَا يُجْبَى إِلَيْه َمَرَاتُ كُلِ 
شَيْءٍ رزقا من لَدُنَا وَلَكنَ أَكْتَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (4)01 [القصص /ا] 

التفسير: 7 
وقال كفار «مكة» : إن نتبع الحق الذي جتتنا به» ونتبرأ من الأولياء والآلهة» نُتَخَطْفْ من 
أرضنا بالقتل والأسر ونهب الأموال؛ أو لم نجعلهم متمكنين في بلد آمن» حرّمنا على الناس سفك 
الدماء فيه» يُجلب إليه ثمرات كل شيء رزقًا مِن لدنا؟ ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون 
قَدْر هذه النعم عليهم» فيشكروا مَن أنعم عليهم بها ويطيعوه. 

سبب النزول: 

قال قتادة:" ذكر لنا أن ناسا من أهل مكة قالوا: إنا نعلم أنك رسول الله وأن الذي تقول 
له 
وقال عفار 1 .إن تشم الحق الذي جئتنا به د 010 
أرضنا بالقتل والأسر ونهب الأموال"(0". 

قال الطبري:" وقالت كفار قريش: إن نتبع الحق الذي جتتنا به معك» ونتبرأ من الأنداد 
والآلهة» يتخطفنا الناس من أرضنا بإجماع جميعهم على خلافنا وحربنا"0). 

ل ل 
جئت به من الهدى: . .وخالفنا من .حولنا من احياء العرب المشركين + أن يقصدونا بالاذئ 
والمحاربة » ويتخطفونا أينما كنا"( ). 

قال الزجاج:" كانوا قالوا للنبي - يه - إنا نعلم أن ما أتيت به حقء ولكنا نكره إن آمنا 
بك أن نقصد ونتخطف من أر ضنا"0'), 

قال السمعاني:" الاختطاف: هو الاستلاب بسرعة»؛ ويقال: إن القائل لهذا القول هو 
الحارث بن نوفل بن عبد منافء قال للنبي: يا ا رن اوس مانم 
نطق العرب؛ فإنا أكلة رأس» ويقصدنا العرب من كل ناحية» فلا نطيقهم"(". 

عن ابن زيدء "(نتخطف من أرضنا)» قال: كان يغير بعضهم على بعض""(". 

قال الضحاك:" هذا قول المشركين من أهل مكة"(). 

قال ابن عباس:" هم أناس من قريش قالوا لتهد: إن نتبعك يتخطفنا الناسء فقال الله: (أولم 
نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء]"7 ). 


.7135/3ص:)١7٠١ اخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١ 
.7135/9ص:)١7٠١5(متاح أخرجه ابن أبي‎ )" 
.5957 التفسير الميسر:‎ )'“ 
.501/١9:يربطلا تفسير‎ ) 

5) تفسير ابن كثير:75/56. 

5) معاني القرآن: 5/ .١5.-١59‏ 

") تفسير السمعاني: 559/5 .١‏ 

8) اخرجه ابن أبي حاتم(8١٠7١):ص71365/9.‏ 
4) اخرجه ابن أبي حاتم(5١٠7١):ص7135/9.‏ 
)٠‏ اخرجه الطبري:9١/5017.‏ 


1 


وعن ابن عباسء "أن الحارث بن عامر بن نوفل الذي قال : ( إِنْ تَتَبِعِ الْهُدَى مَعَكَ 
نتَخَطفف مِنْ أَرْضِتا )"(". 
قوله تعالى:[أوَمْ من لَه حرَمَا آنا [القصص : 57]» أي:" أو لم نجعلهم متمكنين في 
بلد آمن» حرّمنا على الناس سفك الدماء فيه"(). 
قال الطبري:" يقول الله لنبيه: فقل: أو لم نوطئ لهم بلدا حرمنا على الناس سفك الدماء 
ود من أن يتناولوا سكانه فيه بسوءء وأمنا على أهله من أن يصيبهم بها غارة» أو 
؛ أو سبا 503 
قال ابن كثير:" يعني : هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل ؛ لأن الله جعلهم في بلد أمين » 
وحَرَم معظم آمن منذ وضع ٠»‏ فكيف يكون هذا الحرم آمنًا في حال كفرهم وشركهم » ولا يكون 
آمنًا لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق ؟"0). 
قال السمعاني:"[حرما أمنا) أي: ذا أمن» ومن المعروف أنه يأمن فيه الظباء من الذئاب» 
والحمام من الحدأة"20, 
بحرمة البيت» ومنع منهم العدوء أي: فلو آمنوا لكان أولى بالتمكن والأمن ولا 0 
قال قتادة:" يقول: أو لم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزون فيه ولا يخافون"7"). 
قال قتادة :" كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاءواء إذا خرج أحدهم قال : إني من 
أهل الحرم لم يتعرض له. وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم قتل"(. ْ 
وآمن قطانه بحرمته؛ وكانت العرب في الجاهلية تعولهم يتغاورون ويتذاخرون» وهم امنون في 
حر مهم لا يخافون"! ا 2 5 ع د وي ّ 
قوله تعالى: (ِيُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ ثَيْءٍ رِرْقًا مِنْ لَدُنَاة [القصص : 57]. أي:" يُجلب 
إليه ثتمرات كل شيء رزقًا مِن لدنا؟"7” ). 
قال الطبري: يقول:" يحمل إليه ثمرات كل بلد ورزقا رزقناهم من عندنا"7 ). 
قال الزمخشري:" والثمرات والأرزاق تجبى إليهم من كل أوب"7"". 
قال ابن كثير:" أي : من سائر الثمار مما حوله من الطائف وغيره » وكذلك المتاجر 
والأمتعة ( رِرْقًا مِنْ لَدْنَا 4 أي : من عندنا "00"). 


.)١١86( السنن الكبرى للنسائيء برقم‎ )١( 

(1) التفسير الميسر: 97". 

(") تفسير الطبري:9١/101.‏ 
(4) تفسير ابن كثير:751/56. 
(6) تفسير السمعاني: 553/5 .١‏ 
(1) معاني القرآن: 4/ .١65١‏ 
() اخرجه الطبري:5١/101»‏ وبان ابي حاتم(١١٠١٠7١):ص‏ 5115/1 
(8) أخرجه الطبري:9١/507-551.‏ 

(3 

) 

) 

5 

5 


50 التنفسير الميسر:‎ 1١ 
04 تفسير الطبري:‎ 
الكشاف: 7 را‎ 


( 
تة 
( 
) تفسير ابن كثير:7517/5. 


عن ابن عباسء :"(يجبى إليه ثمرات كل شيء)؛ قال: ثمرات الأرض"(". 
قال مجاهد* 4 (منٍ لدنا]» يعني: من» عندنا"(2, 
قوله تعالى :(وَلَكِنَ أَكْثرَ هذ لا يَعْلَمُونَ] [القصص /ا5]ء ف وَلكن أكثر هؤلاء 
المشركين لا يعلمون قَدْر هذه النعم عليهم» فيشكروا مَن أنعم عليهم بها ويطيعوه"(". 
قال الطبري:" ولكن أكثر هؤلاء المشركين القائلين لرسول الله #: (إن نتبع الهدى معك 
نتخطف من أرضنا) لا يعلمون أنا نحن الذين مكنا لهم حرما أمناء ورزقناهم فيه» وجعلنا 
الثمرات 0 أرض تجبي إليهمء فهم بجهلهم بمن فعل ذلك بهم يكفرونء لا يشكرون من أنعم 
بذلك" ١‏ 
قال الزمخشري: " أى: قليل منهم يقرون بأن ذلك رزق من عند الله وأكثرهم جهلة لا 
يعلمون ذلك ولا يفطنون له؛ ولو علموا أنه من عند الله لعلموا أن الخوف والأمن من عندهء ولما 
خافوا التخطف إذا آمنوا به وخلعوا أنداده"20. 
قال ابن كثير:" ( وَلكِنْ أكْثْرَ هُمْ لا يَعْلَمُونَ ) فلهذا قالوا ما قالوا "(). 01 
قال السمعاني: "[ولكن أكثرهم لا يعلمون)؛ أي: ما أقوله حق. ومعنى الآية: أنا مع 
كفركم أمناكم في الحرمء فكيف نخوفكم إذا أسلمتم؟"(". 
عن ابن عباسء "إلا يعلمون)» يقول: لا يعقلون"(") 





القرآن 
(وَكَمْ أَهلَكنَا من قَرْيَة بَطِرَتْ مَعيشتهَا فتلك مَسَاكنْهُمْ لَمْ شنكن مِن بَعْدِهِمْ إلا قليلا وَكُنَا نَخِنْ 
الْوَارِينَ (08)) [القصص : 58] 
التفسير: 
وكثير من أهل القرى أهلكناهم حين ألْهَتهم معيشتهم عن الإيمان بالرسلء فكفروا وطعَّؤاء فتلك 
مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا منهاء وكنا نحن الوارثين للعباد نميتهم» ثم يرجعون إليناء 
فنجازيهم بأعمالهم. 

قوله تعالى:[ِوَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرِيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَاا [القصص 1 أي:" وكثير من 
أهل القرى أهلكناهم حين أَلْهَتهم معيشتهم عن الإيمان بالرسل فكفروا وطعّؤا"(20. 

قال الطبري:" (وكم أهلكنا من قرية) أبطرتها (معيشتها) فبطرت» وأشوات: وطغت, 
فكفرت ربها"( ). 

قال ابن زيد:" البطر: الأشرء عصوا وخالفوا أمر الله وبطرواء وقرأ قول الله: إذلكم بما 
كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس 


.507 /١5:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.79115/9ص:)١7١١ اخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١( 
."47 التفسير الميسر:‎ )"( 

(:) تفسير الطبري: .507/١9‏ 

(65) الكشاف: 577/9. 

(1) تفسير ابن كثير:7517/56. 

اكير سات 6/5 . 

(8) اخرجه ابن أبي حاتم(5١١7١):ص79135/9.‏ 
(1) التفسير الميسر: 47". 

.507/١9 تفسير الطبري:‎ )٠١( 


١85 


مثوى المتكبرين)» وقال: هذا البطر. وقرأ: ركم املكدا تن فزية بوطررة مغر ها" البطر الأآشر 
والغفلة وأهل الباطل والركوب لمعاصي اللهء قال: ذلك هو البطر في المعيشة"(". 

قوله تعالى:(قَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ شنْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إلا لِيلّا) [القصص : 8ه]ء أي:" فتلك 
مساكنهم خاوية بما ظلموا لم تسكن من بعد تدميرهم إلا زماناً قليلة"”". 

قال الطبري:" يقول: خربت من بعدهم؛ فلم يعمر منها إلا أقلهاء وأكثرها خراب"(". 

قوله تعالى:[ِوَكُنَا نَحْنُ الْوَارِئِينَ) اد : 58]» أي:" وكنا نحن الوارثين للعباد 
نميتهم» ثم يرجعون إليناء فنجازيهم بأعمالهم"7). 

قال الطبري:" يقول: ولم يكن لما خربنا من مساكنهم منهم وإرث» وعادت كما كانت 
قبل سكناهم فيهاء لا مالك لها إلا الله الذي له ميراث السماوات والأرض"©. 

قال ابن كثير:" أي : رجعت خرابًا ليس فيها أحد"0". 

عن عبد الله بن مسعود قال: كنت» عند عمر بن الخطاب فدخل علينا كعب الأحبار» 
فقال: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بأغرب شيء قرأت في كتب الأنبياء» إن هامة جاءت إلى 
سليمان بن داود فقالت: السلام عليك يا نبيء الله فقال سليمان: وعليك السلام يا هام أخبريني 
كيف لا تأكلين الزرع؟ فقالت* : يا نبي الله» لأن آدم عصى ربه في سببه, لذلك لا آكله. فقال لها 
سليمان: كيف لا تشربين الماء؟ قالت: يا نبي اللهء لأن الله عز وجل أغرق بالماء قوم نوح» من 
أجل ذلك تركت شربها. قال لها سليمان: فكيف تركت العمران وسكنت الخراب؟ قالت: 5 
الخراب ميراث الله؛ وأنا أسكن في ميراث الله. وقد ذكر الله في كتابه عز وجل: (وكم أهلكنا من 
قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين)» الدنيا كلها 
ميراث الله"("), 
القرآن 
لوَمَا كَانَ رَبْكَ مُهْلِكَ الْقْرَى حَتَّى يَبْعَتَ فِي أَمَهَا رَسُولَا يتلُو عَلَيْهِمْ آيَاتنَا وَمَا كنا مُهْلِكِي الْقْرَى 
إلا وَأَهْلْهَا ظَالِمُونَ (4)59 [القصص : 55] 
التفسير: 
وما كان ربك -أيها الرسول- مهلك القرى التي حول «مكة» في زمانك حتى يبعث في أمها - 
وهي «مكة» - رسولا يتلو عليهم آياتناء وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون لأنفسهم 
يكفريهم داللدومتعصيته فهو يذلك مستكفرن العقوية والنكال. 

قوله تعالى:(ِوَمَا كَانَ رَبْكَ مُهْلِكَ الْقْرَى حَنَّى يَبْعَتَ فِي مها رَسُولَا يَثلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا 
[القصص : 53]» أي:" وما كان ربك -أيها الرسول- مهلك القرى التي حول «مكة» في زمانك 
حتى يبعث في أمها -وهي «مكة» - رسولا يتلو عليهم آياتنا"(". 


)١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(5١١7١):ص‏ 5337/4 والطبري:5١/507.‏ ملخصا. 
)١‏ صفوة التفاسير:١/505.‏ 
*) تفسير الطبري:5١/507.‏ 
التفسير الميسر: 897. 
تفسير الطبري:9١/507.‏ 
تفسير ابن كثير:75/8/5. 
١‏ قري ابن أبي حاتم(117١17١):ص71517-7995/94.‏ 
6) التفسير الميسر: 597. 


: 


زع 


3 


)0 
0( 
() ت 
)5( 
(0) تة 
(1) ته 
0( 
)0 


١5 1/ 


قال الطبري:" (وما كان ربك يا ممد (مهلك القرى) التي حوالي مكة في زمانك 
ال وهي أم القرىء يتلو عليهم آيات كتابناء والرسول: مهد 
عليه" 

قال قتادة:" وأم القرى: مكة» وبعث الله إليهم رسولا نمدا "00 

قل عوط عد اس 3 الي أم القرى"(". 

بن عن الحسن» 4 كولم" زوه كان . رونك نهلك الفرى"يفدن: 'ينفكفة افي» امنيا هلاق 
أوائلها" 

5200 " وقيل : المراد بقوله : ( حَنَّى يَبْعتَ في أُمّهَا 4 أي اماما و حيدياة 
كأمهات الرساتيق والأقليم, حكاه الزمخشري وابن الجوزي ٠‏ وغيرهما » وليس ببعيدا””. 

عن بحي بن جبير قو 9 العا يعني 4 يعني: القران” 0 
بكي القرى إلا وها ظلمرن لأقصهم يكفرهم ياك ومعسيء قم ذلك مستحلن اعقو 
والتقال" 

قال الطبري:" يقول: ولم نكن لنهلك قرية وهي بالله مؤمنة إنما نهلكها بظلمها أنفسها 
بكتوها رات ئها مك اهل معد كتر يك »رنقم وظلد اختتيع... 

قال الزجاج:" ولم يكن ليهلكها إلا بظلم أهلها"(". 

قال ابن عبامن؟" الله لم يهلك قرية بليمان» ولكنه هلك القرى يظلم إذا تظلم أهلهاء ولو 
كانت قرية آمنت لم يهلكوا مع من هلكء ولكنهم كذبوا وظلمواء فبذلك أهلكوا"(' ". 
فوائد الآيات :[5ه-51]: 
-١‏ تقرير مبدأ لا هادي إلا الله. الهداية المنفية هي إنارة قلب العبد وتوفيق العبد للإيمان وعمل 
الصالحات؛ ٠»‏ وترك الشرك والمعاصي. والهداية المثبة, يقول 0 إلى صراط 
3 ماهر قدرة لله وعلمه ورحمته وحكمتهفيما ألا في قلوب اأحرب المشركين الجاليين من 
لبت الذي اللحمهن من جرع وأمنفم من خؤف] [قريش:+- -]. 
"'- من رحمة الله وعدله أن لا يهلك أمة من الأمم إلا إذا توفر لهلاكها شرطان: 
أ- أن يبعث فيهم رسولا يتلو عليهم آيات الله تحمل الهدى والنور. 
ب- أن يظلم أهلها بالتكذيب للرسول والكفر بما جاء به والإصرار على الكفر والمعاصي. 
؛سوفي قوله تعالى: (وما كان رَبك مفلك الى حَنَى يعت في بها رَممُولا ُو علَيْهِمْ آياتا) 
)١‏ ته تفسير الطبري:9١/7٠‏ قا 
") أخرجه الطبري:9١/7١‏ فا 
( أخرجه ابن بي حاتم( ٠‏ ١ه‏ )2 تنص 73131/4. 
4) أخرجه ابن أبي حاتم ١/8(‏ )2 نص 731317/1. 
5) ته تفسير ابن كتير كا 1 
1( أخرجه ابن نين حاتم([؟” )2 نص 731317/4. 
"') التفسير الميسر: 00 
) ته تفسير الطبري:9١/7٠‏ فا 
4) معاني القرآن: 5 ١٠ه16.‏ 
)١ ٠‏ أخرجه الطبر]:505-55/19. 


/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١58 


رسول إلى جميع القرى » من عرب وأعجام » كما قال تعالى : (لِتنذِرَ أمَ الْقرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) [ 
الشورى : ”7 ] » وقال تعالى : ( فل يَا أَيْهَا النَّاسُ إِنِي رَسُولَ الله إِلَيِكُمْ جمِيعَا 4 [ الأعراف : 
]ء وقال : ( لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَعَ 4 [ الأنعام : ١9‏ ] » وقال : ( وَمَنْ يَكْفْرْ به مِنَ الأخزّاب 
قَالئَارُ مَوْعِدْهُ 4 [ هود : ١7‏ ]. وتمام الدليل قوله: ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةِ إلا تخنْ مُهْلِكُوهَا قَبْكَ يَومِ 
الْقِيَامَةِ أو مُعَدْبُوهَا عَذَايَا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الكتاب مَمنْطُورًا ) [ الإسراء : 8 ]. فأخبر أنه 
سيهلك كل قرية قبل يوم القيامة » وقد قال : ( وَمَا كُنَا مُعَذِبِينَ حَنّى نَبْعَتَ رَسُولا ) [ الإسراء : 
5 ]. فجعل تعالى بعثة النبي الأمي شاملة لجميع القرى ؛ لأنه مبعوث إلى أمها وأصلها التي 
ترجع إليها, وتبت في الصحيحين عنه » صلوات الله وسلامه عليه» أنه قال : "بعتت إلى الأحمر 
والأسود"( امراك م ل الاريااة واإحر م كاد في بجو زلا رسو » بل شرعه باق بقاء الليل 
والنهار إلى يوم القيامة1). 

5-التاريخ يعيد نفسه كما يقولون فما اعتذر به المشركون عن قبول الإسلام بحجة تألب العرب 
عليهم وتعطيل تجارتهم يعتذر به اليوم كثير من المسؤولين فعطلوا الحدود وجاروا الغرب في 
فصل الدين عن الدولة وأباحوا كبائر الاثم كالربا وشرب الخمور وترك الصلاة حتى لا يقال 
عنهم إنهم رجعيون متزمتون فيمنعوهم المعونات ويحاصرونهم اقتصاديا. 


القرآن 

(وَمَا أُوتِيثُخ مِنْ شَئْءٍ فَمَتَاعْ الْحَيَاةَ الدَنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللّهِ خَيْر وَأَبْقَى أَفْلَا تَعْقلُونَ (50)) 
[القصص :١٠ل]‏ 

التفسير: 


وما أعطيتم -أيها الناس- من شيء من الأموال والأولاد» فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه 
الحياة الدنياء وزينة يُتزيّن بهاء وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير وأبقى؛ لأنه دائم لا نفاد 
له أفلا تكون لكم عقول -أيها القوم- تتدبرون بهاء فتعرفون الخير من الشر؟ 

قوله تعالى: إِوَمَا فيك تفن انرا فَمَتَاعٌ الْحَيَاةٌ الدُنْيَا وَزِينَتُهَا [القصص : »]٠6‏ أي" 
وما أعطيتم -أيها الناست من. شيء. من الأموال والأولاد, فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه 
الحياة الدنياء وزينة يُتزيّن بها"2. 

قال الطبري:" وما أعطيتم أيها الناس من شيء من الأموال والأولاد» فإنما هو متاع 
تتمتعون به في هذه الحياة الدنياء وهو من زينتها التي يتزين به فيهاء لا يغني عنكم عند الله شيئاء 
ولا ينفعكم شيء منه في معادكم"7*) 

قال البغوي:" تتم" تتمتعون بها أيام حياتكم ثم هي إلى فناء وانقضاء"!©. 

قال الزمخشري: ":وأي شيء أصبتموه من أسباب الدنيا فما هو إلا تمتع وزينة أياما 
قلائل» وهي مدة الحياة المتقضية" 0 

قال سفيان"" إنما سميت الدنياء لأنها دنت"! 


(١)أخرجه‏ الطيالسى (ص 54 رقم 527) ء وأحمد .١517/5(‏ رقم )١١5557‏ ء وقال الهيثمى )١559/8(‏ : 
رجاله رجال الصحيح. وقال فى موضع آخر )"7١/٠١(‏ : رواه البزار بإسنادين حسنين. وأخرجه الدارمى 
(/555.: رقم ٠» )١5717‏ وابن حبان (5١/705؟,‏ رقم 1557) . وأخرجه أيضا: الحاكم (؟/550»: رقم 
7)) وقال: صحيح على شرط الشيخين. 

)١(‏ تفسير ابن كثير:758/5؟. 

(*) التفسير الميسر: 5515. 

(4) تفسير الطبري:9١/505.‏ 

(5) تفسير البغوي: .7١5/5‏ 

(5) الكشاف: *//ه57. 


١8 


وعن رسول الله # © قال : "والله ما الدنيا في الآخرة 2 إلا كما يَعْمِس أحدكم إصبعه في 
اليم » فَلينظر ماذا يرجع إليه"(". 

قوله تعالى:(ِوَمَا علد اكد كن د وَأنقى) [القصص : 50]» أي:" وما عند الله لأهل طاعته 
وولايته خير وأبقى لأنه دائم لا نفاد له"(") : 

قال الطبري:"وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من 
متاعها وزينتها وأبقى لأهله؛ لأنه دائم لا نفاد له"(). 

قال الزمخشري”" وما عند الله وهو ثوابه خير في نفسه من ذلك وأبقى» لأن بقاءه دائم 
مني 

قال البغوي:" أن الباقي خير من الفاني"7". 

قال ابن إسحاق:" خير ثواباء وأبقى عندنا"(". 

قال عبد الله: "من استطاع منكم أن يضع كنزه حيث لا يأكله السوس ولا يناله السرق 
فليفعل"7). 

قال كعب: "مكتوب في التوراة: ابن آدم ضع كنزكء. عنديء فلا غرق ولا حرق أدفعه 
إليك أفقر ما تكون إليه يوم القيامة"0). 

قال ابن زيد:" لا تنسى أن تقدم من دنياك لآخرتك فإنما تجد في آخرتك ما قدمت من 
الدنيا مما رزقك الله"7'"). 

قوله تعالى:(أفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصصس : ٠6]ء‏ أي:" أفلا تكون لكم عقول -أيها القوم- 
تتدبرون بهاء فتعرفون الخير من الشر؟"7""). 0 

قال ابن كثير:" أي : أفلا يعقل مَنْ يقدم الدنيا على الآخر 5" 

قال الطبري:يقول:" أفلا عقول لكم أيها القوم تتدبرون بها فتعرفون بها الخير من الشرء 
وتختارون السك حر المنولتيح على شرهماء وتؤثرون الدائم الذي لا نفاد له من النعيم» على 
الفاني الذي لا بقاء له"("). 

كن ان ريد قولة. "(أفلا تعقلون)» قال: أفلا تتفكرون"7*". 

كل يون :200 دا من اكد من الددا لشيرة فده حرية لاقي ا 1 21 

خير منهاء ومن أخذ منها لضرورة دخلت بنفسه أو لحق لزمه لم يحرم ما هو خير في الدنياء لذة 


.719/8/5ص:)١7١7 أخرجه ابن أبي حاتم(؛‎ )١ 

؟)رواه مسلم في صحيحه برقم (318258) من حديث المستورد بن شداد رضي الله عنه. 
'") التفسير الميسر: 8515. 

4) تفسير الطبري:9١/505.‏ 

5) الكشاف: 75/59 5. 

5) تفسير البغوي: .5١5/5‏ 

؛) أخرجه الطبري:4/1: 0ك 

) أخرجه ابن أبي حاتم(7١7١):ص7118/8.‏ 
4) أخرجه ابن أبي حاتم(”7١7١):ص791318/8.‏ 
)٠‏ أخرجه ابن أبي حاتم(717١7١):ص‏ 599/8/4. 
)١‏ التفسير الميسر: 917". 
)١١‏ تفسير ابن كثير: 55/5 7. 
)١‏ تة ا 5 
2-0 ابن أبي حاتم(78١7١):ص‏ 599/8/8. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) 


العبادة ومحبة الحق عز وجلء وفي الآخرة الدرجات العلى7'). وقيل لعامر بن عبد قيس/(": لقد 
لقد رضيت من الدنيا باليسير. قال: أفلا أخبركم بمن رضي بدون ما رضيت؟ قالوا: بلى. قال: 
من رضي الدنيا حظا من الآخرة()"(). ْ 0" 

قال الثعلبي:" الذين كفروا يتمتعون في الدنيا ويأكلون كما تأكل الأنعام ليس لهم همة إلا 
بطونهم؛ وفروجهمء وهم لاهون ساهون عما في غدهم.ء وقيل: المؤمن في الدنيا يتزود» والمنافق 
يتزين» والكافر يتمتع"007). 1 

قرأ عامة القراء: «تعقلون» بالتاء» وأبو عمرو بالخيار بين التاء والياء(). 

قال الزمخشري:"«يعقلون»» بالياءء أبلغ في الموعظة"(", 


القرآن 

أَفْمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدَا حَسَنًا فَهُوَ لاقيه كَمَنْ مَتَعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ 
المخضرين )261 [القصص : ١ك]‏ 

الكة . 


أفدق و عدكاسق كلها على ملا عق إياقا: المدة فيو جبلاق ما از هك جياتن اليه كين ضقان في 
الحياة الدنيا متاعهاء فتمتع به وآثر لذة عاجلة على أجلة, ثم هق يوم القيامة من المحضرين 
للحساب والجزاء؟ لا يستوي الفريقان» فليختر العاقل لنفسه ما هو أولى بالاختيار» وهو طاعة 
الله وابتغاء مرضاته. 

اختلف فيمن نزلت الآية على أربعة أقوال: 
أحدها: أنها نزلت في رسول. الله -ك- وأبي جهل بن هشام. قاله مجاهد(". 

وعن ابن جريج: "[أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه)» قال: النبي 20"244. 
الثاني: في علي وحمزة رضي الله عنهماء وأبي جهل. قاله مجاهد أيضا”' '). 

وعن مجاهدء أيضا:" نزلت في حمزة وأبي جهل"7 ". 

وعن السدي»: "(أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه), قال: حمزة بن عبد المطلب"( 
الثالث: في المؤمن والكافرء قاله قتادة(". 


0 


(١)ورد‏ مثل هذا القول في نوادر الأصول 54/ .١185‏ 

(؟)عامر بن عبد الله» المعروف بابن عبد قيس العنبري ( ... - نحو 55 ه) : تابعي. أول من عرف 
بالنسك من عباد التابعين بالبصرة. تلقن القرآن من أبي موسى الأشعري. (الحلية ؟/ 817). 

(؟)كتاب الزهد لابن أبي عاصم ص 7١8‏ ونسب هذا القول إلى داود الطائي في الحلية // 01 وصفوة 
الصفوة ؟/ .١5١‏ 

(4) تفسير التستري: .١١8‏ 

5) الكشف والبيان: 9/١”؟.‏ 

5) انظر: تفسير البغوي: .7١57/5‏ 

") الكشاف: 75/9 5. 

“) انظر: تفسير الطبري: .505/١9‏ 

4) أخرجه الطبري:9١/505.‏ 

.505/1١9 انظر: تفسير الطبري:‎ )٠ 

.505-5/١9:يربطلا أخرجه‎ )١ 

.51918/5 ص:)١7١79(متاح أخرجه ابن أبي‎ ) ١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


الرابع: في عمار والوليد بن المغيرة» قاله السدي(". 

قال ابن كثير:" الظاهر أنها عامة » وهذا كقوله تعالى إخبارا عن ذلك المؤمن حين 
أشرف على صاحبه » وهو في الدرجات وذاك في الدركات : ( وَلَلا نِعْمَةُ رَبَي لَكُنْتُ مِنَ 
الْمُحْضَرِينَ 4 [ الصافات : 57 ] » وقال تعالى : ( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّهُ إِنْهُمْ لمخضَرُونَ ) [ 
الصافات : ١58‏ ]"0). 


قوله تعالى:(أَفَمَنْ وَعَذْنَاهُ وَعْدَا حَسَنًا فَهُوَ لاقيه) [القصص : :.]1١‏ أي:" أفمَن وعدناه 
من خَلّقنا على طاعته إيانا الجنة» فهو ملاقٍ ما وُعِدَه وصائر إليه"0). 

قال الطبري:يقول:" أفمن وعدناه من خلقنا على طاعته إيانا الجنة» فآمن بما وعدناه 
وصدق وأطاعناء فاستحق بطاعته إيانا أن ننجز له ما وعدناهء» فهو لاق ما وعدء وصائر 
إليه"(0, 

5 قال البغوي:" (أفمن وعدناه وعدا حسنا) أي الجنة (فهو لاقيه1 مصيبه ومدركه وصائر 

إليه" 

قال قتادة-" هو المؤمن سمع كتاب الله فصدق به وآمن بما وعد الله فيه"7". 

عن مد بن عبد الرحمن ن الجعفي» أن مسروقا قرأ: «أفمن وعدناه منا نعمة فهو 
لاقيها» "(0, 

قوله تعالى:[كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةٍ الدُنْيَاا [افصقن : .]1١‏ أي:" كمن متعناه في 
الحياة الدنيا متاعهاء فتمتع به» وآثر لذة عاجلة على آجلة"("2. 

قال الطبري:يقول:" كمن متعناه ه في الدنيا متاعهاء فتمتع بهه ونسي العمل بما وعدنا أهل 
الطاعة» وترك طلبه. وآثر لذة عاجلة على آجلة"( 0 


قال قتادة:" هو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن"07'"). 

عن السدي: "(كمن متعناه متاع الحياة الدنيا)» قل" أبو جهل بن هشاه"(""). 

قوله تعالى:[ِثُمّ هُوَ يَوْمَ العامة من الكخطرين] [القصص 3 6 ثم هو يوم 
القيامة من المحضرين للحساب والجزاء؟"0), 

قال الطبري:يقول:" ثم هو يوم القيامة إذا ورد على الله من المحضرينء: يعني من 
المشهدين عذاب الله» وأليم عقابه"9 ". 


.75198/6 ص:)١7١7١(متاح انظر: تفسير الطبري:5١/05٠105-7», وتفسير ابن أبي‎ )١ 
انظر: زاد المسير: 85/7" وأسباب النزول: 545". مرسل.‎ )" 
.755/5 تفسير ابن كثير:‎ ) 
."917 التفسير الميسر:‎ )5 
.505/١9:يربطلا تفسير‎ )5 
.7١7/5 تفسير البغوي:‎ ) 

") أخرجه الطبري:9١/5٠505-5.‏ 

6) أخرجه ابن أبي حاتم(١7١7١):ص71939/9.‏ 
4) التفسير الميسر: 915". 

) تفسير الطبري:59١/505.‏ 

0 ل 

.7939/4ص:)١7١7؟(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١ 
."917 التفسير الميسر:‎ )١ 

) تفسير الطبري:59١/505.‏ 


عن مجاهد :"(ثم هو يوم القيامة من المحضرين)؛ قال: أهل النار» أحضروها(". 
عن قتادة» قوله: "إثم هو يوم القيامة من المحضرين)؛ أي: في عذاب الله"7". 
قال الحسن:" بئس المتاع متاع انقطع بصاحبه إلى النار"(". 
فوائد الآيتين:[5-١1]:‏ 
-١‏ فائدة العقل أن يعقل صاحبه دون ما يضره؛ ويبعثه على ما ينفعه فإن لم يعقله دون ما يضره 
ولم يبعثه على ما ينفعه فلا وجود له. ووجوده كعدمه. 
؟- بيان فضل الآخرة على الدنيا. 
-'٠‏ وعد الله للمؤمن بالجنة خير مما يؤتاه من مال ومتاع وزينة في الحياة الدنيا. 


القرآن 1 
(وَيَوْمَ يَُادِيهم فيَقول أيْنَ شرَكَائِيَ الْذينَ كُنثُمْ تَرْعْمُونَ (؟4)5 [القصص : ]5١‏ 
التفسير: 


كن الله عز وجل الذين أشركوا به الأولياء والأوثان في الدنياء فيقول لهم: أين شركائي 
الذين كنتم تزعمون أنهم لي شركاء؟ 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي رب العزة الذين أشركوا به الأنداد 
اه الدنياء فيقول لهم: (أين شركائي الذين كنتم تزعمون]» أنهم لي في الدنيا شركاء"(). 
شركاء 1 

قال السمعاني:" يعني: أين شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي؟ "(20. 

قال ابن كثير: " يقول تعالى مخبرًا عما يوبخ به الكفار المشركين يوم القيامة » حيث 
يناديهم فيقول : ( أَيْنَ شرَكَائي الَّذِينَ كُنْنُمْ تَزْعْمُونَ ) يعني : أين الآلهة التي كنتم تعبدونها في 
لذ الائيا ادع متام راود فك للضي وذكه ارد ا صبرزين ؟ وهذا على سبيل التقريع 
والتهديد » كما قال : ( وَلَقد جِنْتْمُونا ُرَادَى كمَا خَلَقنَاكُمْ أَوَلَ مَرَةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا حَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ 
ظهو ركم وما نَى مَعَكُم سفعاءكم الَذينَ َعَم أَنّهُمْ فيكم زكاء لقذ تقطع بكم َضَلٌ عَنْكُمْ ما 
نْتُمْ تَرْعْمُونَ ) [ الأنعام : 95 ]"("). 

قال الزمخشري:" (شركائي) مبنى على زعمهم, وفيه تهكم"7") 
القرآن 000 : 
(قَالَ الّذِينَ حَقَ عَلَيْهِمْ الْقَوْلَ رَبَنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا عَوَيْنَا تَبَرَنَا إِلَيْكَ مَا كَاثوا 
إيّانَا يَعْبْدونَ (1)5 [القصص : 57] 


اتسين * 
قال ايخ ير عليهم العذاب» وهم دعاة الكفر: ربنا هؤلاء الذين أخللناء ٠‏ أضللناهم كما ضللناء 


تبرأنا إليك من ولايتهم ونصرتهم, ما كانوا إيانا يعبدون» وإنما كانوا يعبدون الشياطين. 


.505/١9:يربطلا أخرجه‎ )١( 
.7119/9ص:)١7١75(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
.79119/9ص:)١7١77(متاح (؟) أخرجه ابن أبي‎ 
.5050//١5:يربطلا تفسير‎ )5( 
. ١5١/5 تئر السمعاني:‎ 6( 
.75.-7549 تفسير ابن كثير:؟/‎ )1( 

(0) الكشاف: 575/9. 


قوله تعالى:!ِقَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ1 [القصص : ”17]. أي:" قال الذين حقّ عليهم 
العذاب» وهم دعاة الكفر"(). 

قال الطبري:" يقول: قال الذين وجب عليهم غضب الله ولعنته» وهم الشياطين الذين 
كانوا يغوون بني آدم"(). 

قال اللتمددي " أي: وجبت عليهم كلمة العذاب"7". 

قال ابن كثير:" يعني : من الشياطين والمَرَدَة والدعاة إلى الكفر"(*) 

قال الزمخشري:" [الذين حق عليهم القول): الشياطين أو أئمة الكفر ورءوسه. ومعنى 
إحق عليهم القول): وجب عليهم مقتضاه وثبت» وهو قوله لَأَمْلانّ جَهَنمَ من نَّ الْجنّة وَالنّاسِ 
أَجْمَعِينَ) [هود : /١١5‏ السجدة: ؟١]‏ "(0). 

اقوله تعالى:(رَبَنَا هَؤُلَاءٍ الذِينَ عي [القصص : ”1]ء أي:" ربنا هؤلاء الذين 
أضللنا"(7 

0 السمعاني:" أي: دعوناهم إلى الغي"7". 

قوله تعالى: [أعْوَيْئَاهُمْ كَمَا عَوَيْنَا؛ [القصص ا ا ع لد 

قال مقاتل:" يعنون: كفار بني آدم» يعني: هؤلاء الذين حدم موده 0 

قال الزجاج:" يعنون: الإنسء أي: سولنا لهم الغي والضلال"! 0 

قال الأزمخشري:" يعنون: أنا لم نغو إلا باختيارناء لا أن فوقنا مغوين ن أغرونا بقسر منهم 
وإلجاء. أو دعونا إلى الغى وسولوه لناء فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم» لأن إغواءنا لهم لم يكن 
إلا وسوسة وتسويلا لا قسرا وإلجاءء فلا فرق إذا بين غينا وغيهم. وإن كان تسويلنا داعيا لهم 
إلى الكفرء فقد كان في مقابلته دعاء الله لهم إلى الإيمان د بما وضع فيهم من أدلة العقل» وما بعث 
إليهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب المشحونة بالوعد والوعيد والمواعظ والزواجرء وناهيك 
بذلك صارفا عن الكفر وداعيا إلى الإيمان. وهذا معنى ما حكاه الله عن الشيطان (إِنَّ اله وَعَدَكُمْ 
وَعْدَ الح وَوَعَدْنْكُمْ تأخْلفتَكُمْ وَمَا كَانَ لي عَلَيِكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلا أن دَعَوْنْكُمْ فَامْتجبْتُمْ ِي قلا 
تَلُومُونِي وَلُوَكُوا أنْفْسَكُم) [إبراهيم : 55“ والله تعالى قدم هذا المعنى أول شيءء. حيث قال 
لإبليس (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سْلَطَانٌ إلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ1 [الحجر : ؟0"]45"). 

قال ابن كثير:" فشهدوا عليهم أنهم أغووهم فاتبعوهم"7"). 

عن قتادة» قوله: "[هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا)» قال: هم الشياطين"7"). 


.791 التفسير الميسر:‎ )١( 
.505/١5:يربطلا تفسير‎ )١( 

(*)تفسير السمعاني: ١5١/5‏ . 

(؟) تفسير ابن كثير: 750/5. 

(5) الكشاف: 577/7. 

(1) التفسير الميسر: 791. 
(0)تفسير السمعاني: ١51/5‏ . 

(8) التفسير الميسر: 791. 

(9) تفسير مقاتل بن سليمان: /51". 
)٠١(‏ معاني القرآن: .١151/4‏ 
)١١(‏ الكشاف: 477/7. 

.550/5 تفسير ابن كثير:‎ )١١( 
0 0 8 


قوله تعالى:[تَبَدَأنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ1 [القصص : ”1]. أي:" تبرأنا إليك مِن 
ولايتهم ونصرتهمء ما كانوا إيانا يعبدون» وإنما كانوا يعبدون الشياطين"7. 

قال الطبري:" يقول: تبرأنا من ولايتهم ونصرتهم إليك (ما كانوا إيانا يعبدون) يقول: لم 

قال مقاتل* 7 فتبرات الشياطين ممن كان يعبدها" 

قال الزجاج:" برئ بعضهم من بعضء وصاروا أعداء» كما قال الله عز وجل: الْأَخِلّاءُ 
يَوْمَيذٍ بَحْضْهُمْ لبَعْضٍ عَدُوٌ إلا المُتقِينَ) [الزخرف : 0"]117). 

قال السمعاني:" يعني: أنهم لم يعبدوناء ولكن دعوناهم فأجابوا"0). 

قال الزمخشري:" تبر أنا إليك منهم ومما اختاروه من الكفر بأنفسهم» هوى منهم للباطل 
ومقتا للحقء» لا بقوة منا على استكراههم ولا سلطان ما كانوا إيانا يعبدون إنما كانوا يعبدون 
أهواء هم ويطيعون شهواتهم'!. ١‏ ٍ 

قال ابن كثير: " ثم تبرؤوا من عبادتهم » كما قال تعالى : ( وَاتَخَدُوا مِنْ دون الله آلهّة 
لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًا. كلا سَيَكْفرُونَ بعِبَادتِهمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًا ) [ مريم : 8564١‏ ]ء وقال م 
وَمَنْ أضَلٌ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دون الله مَنْ لا يَسْتَحِيبُ لَهُ إلى يَْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ ذُعَانِهِمْ غَافِلُونَ. 
وَإِذَا حُشِرَ النَاسُ كَانُوا لَهُمْ أَغدَاءَ وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) [ الأحقاف : ١ .» ٠‏ ] » وقال الخليل 
لقومه : ( إِنَمَا انَحَذْتمْ مِنْ دُون الله أوْتَانَا مَوَدََ بَيكُمْ في الْحَيَاةٍ الدُنيَا نم يَْمَ الْقيَامَةِ يكْْرُ بَعْضْكُمْ 
بَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَْوَاكُمْ النَّرُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) [ العنكبوت : ١5‏ ] » وقال الله 
7 : ( إِذ تبر الْذِينَ انَبِعْوا مِنَ الذِينَ انَبَعُوا وَرَأَوَا الْعَدذْابٍ وَتَفَطْعَتْ بِهِمْ الأسْبَابُ وَقَالَ الَذِينَ 

تَبَعُوا لَو أَنَّ لَنَا كَرَهَّ فَنَتَبَرَأْ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَءُوا مِنَا كَذَلِكَ يْرِيهمْ الله أَغْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ 

ل 0 


القرآن 1 1 1 0 

(وَقِيلَ اذغوا شرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهم لم يَسسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوْا الْعَدذْابَ لو أنَهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (54)) 
[القصصن : 514] 

التفسير: 


وقيل للمشركين بالله يوم القيامة: : ادعوا شركاءكم الذين كنتم تعبدونهم من دون اللّه» فدعوهم فلم 
يستجيبوا لهم وعاينوا العدات؛ لو انه كاوا في الدندا مهتدين للحق لنا حدبوا. 

قوله تعالى:[إِوَقِيلَ اذْغُوا شرَكَاءَكُن] [القصص 1 1 »]١6‏ أي " وقيل للمشركين بالله يوم 
القيامة: ادعوا شركاءكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله"( 

قال الطبري:يقول: " وقيل للمشركين بالله الآلهة والأنداد في الدنيا: (ادعوا شركاءكم) 
الذين كنتم تدعون من دون الله"7). 


."917 التفسير الميسر:‎ )١( 
.105/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
شير مقائن بن لمان : م‎ )6( 
.١51١/5 معاني القرآن:‎ )4( 
. ١5١/5 (65)تفسير السمعاني:‎ 

(1) الكشاف: 477/9. 
(9) تفسير ابن كثير: .75٠0/5‏ 
)0 يد الميسر: 8517. 
(1) ته 


4) تفسير الطبري:9١/505.‏ 


قال السمعاني:" يعني: قيل للكفار: ادعوا شركاءكم أي: الأصنام» ومعنى قوله: 
(شركاءكم) أي: شركائي في زعمكم" 0 

قال ابن كثير:"أي: ليخلصوكم مما أنتم فيه » كما كنتم ترجون منهم في الدار الدنيا "(") 

قوله تعالى: [فذعؤ هم فلم يَسْتَحِيبُوا لَهُمْ) [القصص : 1 أي:" فاستغاثوا بهم فلم 
يجيبوهم ولم ينتفعوا بهم" ْ ! 

قال الصابوني:" وهذا من سخافة عقولهم"20. 

قال الزجاج: " أيئ: لم يجيبوهم بحجة"(), 

قال ابن كثير: " أي : وتيقنوا أنهم صائرون إلى النار لا محالة "7". 

قوله تعالى وَرَأَوْا الْعَدَابِ لو أَنَهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ) [القصص 0 أي:" وعاينوا 
العذاب» لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين للحق لما عَذْبوا"(". 

قال الطبري:" يقول: وعاينوا العذاب فودوا حين رأوا العذاب لو أنهم كانوا فى الدنيا 
مهديك الح "ذا 0 ب 

قال الزجاج:" جوأب «لو» محذوف - والله أعلم - المعنى: لو كانوا يهتدون لما اتبعوهم 

ولا رأوا العذاب"('"), 

قال السمعاني:" معناه: لو أنهم كانوا يهتدون ما رأوا العذاب"( ). 

قال ابن كثير: ؟ أي : فودوا حين عاينوا العذاب .لو أنهم كانوا من المهتدين في الدار 
الدنيا . وهذا كقوله تعالى : ( وَيَوْمَ يَكْوْلُ نَادوا شُرَكَائِي الَّذِينَ رَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسسْتَجِيبُوا لَهُمْ 
وَجَعَلّنَا بَيْنَهُمْ مَؤِيقًا. وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّاَ فَظَنُوا أَنْهُمْ مُوَاةٍ قِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِقًا ) [ 
الكهف : 5ه , “اه ]"(0). 


القرآن 
لوَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْثُمُ الْمْرْسَلِينَ (4)15 [القصص : 15] 

التفسين: 

ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين» فيقول: بأيّ شيء أجبتم المرسلين فيما أرسلناهم به إليكم؟ 


١)تفسير‏ السمعاني: ١517/5‏ . 
؟) تفسير ابن كثير: .76٠0/5‏ 
7 0 7 
:) تفسير الطبري:9١/505.‏ 
ا 7 
معاني القرآن: .١51/5‏ 
تفسير ابن كثير: .76٠0/5‏ 
1 ا الميسر: 915". 
4) تفسير الطبري:9١/505.‏ 
: 1) معاني القران: 5 . 
١)تفسير‏ السمعاني: ١557/4‏ . 
)١‏ تفسير ابن كثير: 750/5. 


5 
1 
7 


) 
(5) تق 
0 
(4) قت 
)0( 
0( 
(0) ته 
)0( 
(1) ت 

) 

) 

1 


قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي الله هؤلاء المشركينء» فيقول لهم: (ماذا 
أجبتم المرسلين) فيما أرسلناهم به إليكم» من دعائكم إلى توحيدناء والبراءة من الأوثان 
والأصناه"(". 

قال السمعاني:" أي: ينادى الكفار"7(") 

قال .اني كفير :" النداء :الأول .ع .سوال التتحيذ ): هذا فده إقبالة: القبو ايت : مَاذا كان 
جوابكم للمرسلين إليكم ؟ وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يُسأل العبد في قبره : مَنْ ربك ؟ 
ومَنْ نبيك ؟ وما دينك؟ فأما المؤمن فيشهد أنه لا إله إلا الله » وأن محمدًا عبد الله ورسوله. وأما 
الكافر فيقول : هاه.. هاه. لا أدري "(". 

عن ابن جريج» قوله: "إويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين؟» قال: بلا إله إلا الله 
التوحيد"7"). 

قال الزمخشري:" حكى أولا ما يوبخهم به من اتخاذهم له شركاءء ثم ما يقوله الشياطين 
أو أئمتهم عند توبيخهم لأنهم إذا وبخوا بعبادة الآلهة» اعتذروا بأن الشياطين هم الذين استغووهم 
وزينوا لهم عبادتهاء ثم ما يشبه الشماتة بهم من استغاثتهم آلهتهم وخذلانهم لهم وعجزهم عن 
نصرتهمء ثم ما يبكتون به من الاحتجاج عليهم بإرسال الرسل وإزاحة العلل"20. 


القرآن 
(فعمِيّت عَلَيْهِمُ الأنبَاء يَوْمَئِذِ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ (1)57 [القصص : 15] 
التفسير: 
فخفيت عليهم الحجج, فلم يَذْروا ما يحتجون به؛ فهم لا يسأل بعضهم بعضًا عما يحتجون به 
سؤال انتفاع. 

قوله تعالى:!فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الْأَنْبَاءُ يَوْمَيْذِةٍ [القصص : 15]. أي:" فخفيت عليهم الحجج, 
فلم يَدذْروا ما يحتجون به"(). 

قال السمعاني:" أي: الحجج؛ فكأنهم لما لم يجدوا حجة فقد عجزوا عنها"7") 

قال الطبري:" يقول: فخفيت عليهم الأخبارء من قولهم: قد عمي عني خبر القوم: إذا 
خفي. وإنما عني بذلك أنهم عميت عليهم الحجة» فلم يدروا ما يحتجون؛ لأن الله تعالى قد كان 
أبلغ إليهم في المعذرة» وتابع عليهم الحجة» فلم تكن لهم حجة يحتجون بهاء ولا خبر يخبرون به 
ابنا كرت لي ند جاه ومخلصن . وقيل معنى ذلك: فعميت عليهم الحجج ب يومئذ"(0, 

قال النسفي: " حنيك عليية الحفح أو الأخياز وقرل خنى علبي الحواته فلع يزو ] اذا 


يجيبون إذ لم يكن عندهم جواب"7. 


.5017/١9:يربطلا تفسير‎ )١( 
. ١57/4 (؟اتفسير السمعاني:‎ 
.75٠١/5 تفسير ابن كثير:‎ )"( 
.5017//١5:يربطلا ا‎ (5 
.57377/9 الكشاف:‎ )65( 

(5) التفسير الميسر: 417". 
()تفسير السمعاني: ١57/5‏ . 
(8) تفسير الطبري:9١/5017.‏ 
(9) تفسير النسفي: ؟/551. 


قال ابن كثير:" لا جواب له يوم القيامة غير السكوت ؛ لأن مَنْ كان في هذه أعمى فهو 
في ا أعمي وأضل سبيلا ولهذا قال تعالى:(ِفَعَمِيَْ عَلَيْهِمْ الأنْبَاءُ يَوْمَئِذِ فَهُمْ لا 
يَتَسَاءَلُونَ]"() 

نال مخفو اي " فصارت الأنباء كالعمى عليهم جميعا لا تهتد ى إليهم"(". 

قال الزمخشري"" المراد بالنبإ: الخبر عما أجاب به المرسل ل وإذا كانت 
الأنبياء لهول ذلك اليوم يتتعتعون في الجواب عن مثل هذا السؤال» ويفوضون الأمر إلى علم 
الله 200 : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرسْلَ فَيَقُولُ مَاذَا أَجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لا إِنّكَ أَنْت عَلَامُ 
الْغْيُوب) [المائدة : »]٠١9‏ فما ظنك بالضلال من أممهم"0". 

عن مجاهد: "(فعميت عليهم الأنباء)» قال: الحجج؛ يعني: الحجة"7). 

قوله تعالى: هم لا يََاءلُون) [القصص 1 »]١١‏ ان" نيهر رسال لقتعي معطا ينا 
يحتجون به سؤال انتفاع" 09 

قال الطبري:أي:" بالأنساب والقرابة» وقيل معنى ذللك: فسكتواء فهم لا يتساءلون في 
حال سكوتهم"7). 

قال النسفي:" له بسأل 0 عن العذر والحجة رجاء أن يعون عنده عذر 
وحجة لأنهم يتساوون في العجز عن الجواب"(". 

قال السمعاني:" يقال: لا يتساءلون ان التواصل والعطفء ويقال: لا يسأل بعضهم 
بعضا أي: لا يحمل غيره ذنبه؛ لأنه لا يجد"(". 

قال مجاهد:" لا يتساءلون بالأنساب» ولا يتماتون بالقرابات» إنهم كانوا في الدنيا إذا 
ألتقوا تساءلوا وتماتوا"(). 

قال الزمخشري:أي:" لا يسأل بعضهم بعضا كما يتساءل الناس في المشكلات» لأنهم 
يتساوون جميعا في عمى الأنباء عليهم والعجز عن الجواب"('). 


القرآن 
فَأمَا مَنْ تاب وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًَا فُعَسَى أنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (4)517 [القصص : /11] 
فأما من تاب من المشركين» وأخلص لله العبادة» وعمل بما أمره الله به ورسوله؛» فهو من 
الفائزين في الدارين. 

قوله تعالى:[فَأمّا مَنْ تَاب وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا [القصص : 617]ء أي:" فأما من تاب من 
المشركين؛ وأخلص لله العبادة» وعمل بما أمره الله به ورسوله"(١).‏ 


)١(‏ تفسير 
)١(‏ الكشاف: 0 

(") الكشاف: 717/7 5. 

(4) أخرجه الطبري:9١/507.‏ 
(6) التفسير الميسر: 917". 
(1) تفسير الطبري:5١5017/1.‏ 
() تفسير النسفي: 197/7. 
د السمعاني: ١517/5‏ . 
(9) أخرجه الطبري: 5017/19. 
)٠١(‏ الكشاف: 5717/9. 

) 


.8917 التفسير الميسر:‎ ) ١ 


7 


قال الطبري: يقول: "(فأما من تاب) من المشركينء فأناب وراجع الحق»: وأخلص لله 
الألوهة. ارفاك العا ل لي لوكي وصدق بنبيه هد 5 و ال 
بعمله في كتابه. وعلى لسان رسوله "(". 

ذل ال مهي" قاما من كلت مق الظر قوق نمو فز فاه طبع بين الانعان و انتمل 
الصالح"("). 
8 تعالى:(فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ1 [القصص : 17]: أي:" فهو من الفائزين في 
قال الطبري: " يقول: فهو من المنجحين المدركين طلبتهم عند الله الخالدين في جنانه» 
وعسى من الله واجب"0). 

قال الزمخشري:" فعسى أن يفلح عند الله» و «عسى» من الكرام تحقيق. ويجوز أن 
يراد: ترجى التائب وطمعه: كأنه قال: فليطمع أن يفلح"20. 

قال ابن كثير:" و«عسى» من الله موجبة » فإن هذا واقع بفضل الله ومَنّه لا محالة "(') 


4 
قال النسفي:" وفيه بشارة للمسلمين على الإسلام وترغيب الكافرين على الإيمان"7") 

فوائد الآيات:[17-517]: 

-١‏ التنديد بالشرك والمشركين 

؟- براءة الرؤساء فى الضلال من المرؤوسين. 

*- التحذير من الغواية وهي الضلال؛ والانغماس في الذنوب والآثام. 

5- خذلان المعبودين عابديهم يوم القيامة وتبرؤهم منهم. 

5- باب التوبة مفتوح لكل عبد مهما كانت ذنوبه ولا يهلك على الله إلا هالك. 


القرآن 

(وَرَبْكَ يَخْلْقُ مَا يَشَاءْ وَيَحْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الخيّرَة سبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَا يُشْرِكونَ (18)) 
[القصص 1ك] 

التفسير: 


دونك باق ييار د يخلقه» ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه» وليس لأحد من الأمر 
لي 
سبب النزول: 

قال مقاتل:" وذلك أن الوليد قال في «حم» الزخرف: (لَوْلَا نُرَلَ هَدَا الْقْرْآنُ عَلَى رَجْلِ 
مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظيم) [الزخرف : »]'١‏ يعني: نفسه وأبا مسعود الثقفي» فذلك قوله- سبحانه-: 
(ويختار)» أي: للرسالة والنبوة من يشاءء فشاء- 85- أن يجعلها في النبي- 5- وليست النبوة 
والريالة واجسيع ولكنوا بد لا عر وغل ثم نزه نفسه- تبارك وتعالى- عن قول الوليد 
حين قال: ( أَجَعَلَ) ممد- - (الْآلِهَة إِلَّهَا وَاحِدَا إِنَّ هَدَا لَشَيْء عُجَابٌ) [ص : 5] » فكفر بتوحيد 





.508 ته تفسير الطبري‎ )١( 
00 

(') التفسير الميسر: 91". 
(:) تفسير الطبري:59١/‏ 504. 
(5) الكشاف: 43717/8. 

(5) تفسير ابن كثير: 5501/5. 
(1) تفسي النسفي: 194/6 


7 


الله عز وجل- فأنزل الله- سبحانه- ينزه نفسه- عز وجل- عن شركهم فقال: [سْبْحَانَ الله...)"(". 

قال ابن الجوزي:" قال أهل التفسير: نزلت جوابا للوليد بن المغيرة» حين قال فيما أخبر 
الله تعالى عنه: (وَقَالُوا ولا نُرَّلَ هَذَا الْقْرْآنُ عَلَى رَجْلٍ مِنَ الْقَرْيتَيْنِ عَظِيم) [الزخرف : ١؟']ء‏ 
أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيار هم"( 

قوله تعالى: (وَرَبْكَ يَخْلْقَ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ1 [القصص : 4ل]ء أي: " وربك يخلق ما يشاء 
أن ب: يخلقه» ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: (وربك) يا مد (يخلق ما يشاء] أن يخلقه (ويختار) 
لولايته الخيرة من خلقه» ومن سبقت له منه السعادة"0). 

قال السمعاني:" أي: يخلق ما يشاء من الخلق» ويختار من يشاء للنبوة"20. 

قال ابن كثير: " يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار » وأنه ليس له في ذلك منازع 
ولا معقب فقال : ( وَرَبْكَ يَخْلَقُ مَا يَشَاءُ وَيَحْتَارُ 4 أي : ما يشاء » فما شاء كان » وما لم يشأ لم 
يكن » فالأمور كلها خيرها وشرها بيده » ومرجعها إليه"(). 

قال ابن قتيبة:" (ويختار]» أي: يختار للرسالة"(". 

قوله تعالى زم كان ليه الخترة) [القصضن 2 " وليس لأحد من الأمر والاختيار 
شيء» وإنما ذلك لله وحده سبحانه"(", 

قال ابن قتيبة:" أي: لا يرسل الله الرسل على اختيارهه"0". 

قال الزجاج:"أي: ليس لهم أن يختاروا على الله"7”'). 

قال الزمخشري:" المعنى: أن الخيرة لله تعالى في أفعاله» وهو أعلم بوجوه الحكمة فيهاء 
ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه"( '). 

قال السمعاني:" يعني: أن الاختيار إليه» وليس لهم اختيار على اللهء وقيل: إن الآية 
نزلت في ذبائحهم للأصنام» وكانوا يجعلون الأسمن للأصنام؛ ويجعلون ما هو شر "200 

عن ابن عباس» قوله: "(وربك يخلق ما يشاء رفكال عا كن لي الخررياء قال: كانوا 

يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهلية"7). 

قال ابن كثير:" قوله : ( مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَهُ 4 نفي على أصح القولين » ؛ كقوله تعالى م 
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أمرًا أنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَهُ مِنْ أَمْرهِخ ) [ 
الأحزاب : 35 ]. 


.36 5-79 /9: تفسير مقاتل بن سليمان‎ )١( 
."55 أسباب النزول:‎ )١( 

2( التفسير الميسر: 5"917. 

(:) تفسير الطبري:59١//‏ 504. 

(6) تفسير السمعاني: 7/5؟6١.‏ 

(1) تفسير ابن كثير: .751١/5‏ 

(0) غريب القرآن: 5؟:”. 
(8) التفسير الميسر: 917". 

(9) غريب القرآن: 5؟”. 

,157-١51/5 معاني القرآن:‎ )٠١( 

.57177 /" الكشاف:‎ )١١( 

.١5؟7/5 تفسير السمعاني:‎ )١١( 

.508//١5 أخرجه الطبري:‎ )١( 


306 


وقد اختار ابن جرير أن [ مَا 4 هاهنا بمعنى "الذي" » تقديره : ويختار الذي لهم فيه 
خيرة7). وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح. والصحيح أنها 
نافية » كما نقله ابن أبي حاتم » عن ابن عباس وغيره أيضا » فإن المقام في بيان انفراده تعالى 
بالخلق والتقدير والاختيار » وأنه لا نظير له في ذلك"!". ْ 

قوله تعالى:(سُْبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ1 [القصص : 18].: أي:" تعالى وتنرّه عن 
شركهم"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره تنزيها لله وتبرئة له» وعلوا عما أضاف إليه المشركون 
من الشو كك وها ككر هيوه ين 'الكذب و الباطل 111 

قال مقاتل:" يعنى : وارتفع (عما يشركون! به غيره- عز وجل-"3©ا 6 

قال ابن كثير:" أي : من الأصنام والأنداد » التي لا تخلق ولا تختار شين" 

رم " معنى «سبحان الله»: تنزيه له من السوء. كذا اهو فى اللقة ب وكذ) بطاز 





قال الا " نزه نفسه عما ينسبه إليه المشركون"("., 
عن أرنطاف : قال "كروك لذن عون الحمضت + شين مق اقوك أل الفدرة: فقان» ما 
يقرءون كتاب الله تبارك وتعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله 
وتعالى عما يشركون)"0". 


القرآن 
(وَرَبْكَ يَعْلمْ مَا كن صُدُورْهُمْ وَمَا يُعْلِنونَ (15)) [القصص : 14] 
التفسير: 
وربك يعلم ما خفي صدور خلقه وما يظهرونه. 
وجوارحهم؛ وإنما يعني بذلك أن اختيار من يختار منهم للإيمان به على علم منه بسرائر أمورهم 
وبواديهاء وأنه يختار للخير أهله؛ فيوفقهم له» ويولي الشر أهله. ويخليهم وإياه"('). 

قال ابن كثير:" أي ار ل جنم دم 
اه 0 


)١(‏ انظر: تفسير الطبري: 708/١5‏ وما بعدها. 
)١(‏ تفسير ابن كثير: 751/5. 

(0) التفسير الميسر: 8 

.51١ /١9 تفسير الطبري:‎ )5( 

4 تقر سنال ب يباك ع مل 
(5) تفسير ابن كثير: 751/5. 

() معاني القرآن: .١537/4‏ 

(8) تفسير السمعاني: 5/؟61١.‏ 

(9) أخرجه ابن أبي حاتم(؛ ١١7١):ص007/9".‏ 
)٠١(‏ تفسير الطبري: .517-5011١ /1١9‏ 
) 


)ثة 
) تفسير ابن كثير: 751/5. 


1١١ 


3170 


قال الزمخشري:" ما تكن صدورهم من عداوة رسول الله وحسده وما يعلنون من 
مطاعنهم فيه. وقولهم: هلا اختير عليه غيره ؤ فى النبوة"(0). 

0 عن ابن عباس» "| يكلم نا تكن «صدوزهم وما يعلنون!» يقول: يعلم ما عملوا بالليل 
والنهار "١‏ 

قال سليمان الداري: "يعلم ما في القلوب؛ ولا يكون في القلوب إلا ما ألقى فيها"77) 


القرآن 
(وَهُْوَ النّه لا إِلَه إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدْ في الأولى وَالآخرة وَلَهُ الْحُكُمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )1)٠١(‏ 
[القصص : ]٠١‏ 
التفسير: 
وهو الله الذي لا معبود بحق سواهء له الثناء الجميل والشكر في الدنيا والآخرة» وله الحكم بين 
خلقه» وإليه تُرَدُون بعد مماتكم للحساب والجزاء. 

قوله تعالى:[وَهْوَ اللّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ) [القصص : :»]2٠١‏ أي:" وهو الله الذي لا معبود بحق 


سواه"(), 

قال الطبري:يقول:" وربك يا خمد. المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له» ولا معبود تجوز 
عبادته غيره' 0 

قال ابن كثير:" أي : هو المنفرد بالإلهية » فلا معبود سواه » كما لا رب يخلق ويختار 
سواه "(0), 


قال الزمخشري:" (وهو الله): وهو المستأثر بالإلهية المختص بهاء و(لا إله إلا هو) 
تقرير لذلكء كقولك: الكعبة القبلة» لا قبلة إلا هي"(". 

قوله تعالى:(ِلَهُ 0 فِي الأولى وَالْآخْرَة) [القصص : .]٠١‏ أي:" له الثناء الجميل 
والشكر في الدنيا والآخرة"0". 

قال الطبري:" 0 في الدنيا (والآخرة)"() 

قال ابن كثير:" أي : في جميع ما يفعله هو المحمود عليه » لعدله وحكمته"("), 

عن كعب قال: "الحمد لله ثناء الله"(7), 

عن الضحاكء قال: "الحمد رداء الرحمت"7""). 

قال الزمخشري:" فإن قلت: الحمد في الدنيا ظاهر فما الحمد في الآخرة؟ 


.578 /” الكشاف:‎ )١ 
.73007/9صن:)١7١ه5(متاح أخرجه ابن أبي‎ )" 
.73007/9صن:)١7١55(متاح '؟) أخرجه ابن أبي‎ 

5:) التفسير الميسر: 5"91. 
5) تفسير الطبري: .517/١9‏ 
) تفسير ابن كثير: .751١/5‏ 

") الكشاف: ”/ 578. 

6) التفسير الميسر: 591. 

) تفسير الطبري: .517/١9‏ 

.751/5 تفسير ابن كثير:‎ )٠ 

.7007/5صن:)١17١51(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
.3007/9صن:)١7١58(متاح أخرجه ابن ابي‎ ) ١ 


137 


قلت: هو قولهم: (الْحَمْدُ بنّهِ الَّذِي أَذْهَب عَنَا الْحَرّن) [فاطر : 5"]. (الْحَمْدُ له الذي 
صَدَقَنَا وَعْدَه) [الزمر 1 75]» إوَقِيلَ الكند بريه الْعَالمِينَ) ا والتحميد هناك على 
وجه اللذة لا الكلفة. وفي الحديث: «يلهمون التسبيح والتقفديس» 0 

قوله تعالى:إِوَلَّهُ الْحُكُمُ4 [القصص : »]2٠١‏ أي:" وله الحكرريين لق 

قال الطبري:" يقول: وله القضاء بين تحلقه39). 

قال ابن كثير:" أي : الذي لا معقب له ؛ لقهره وغلبته وحكمته ورحمته"7. 

قوله تعالى:إِوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص : :]٠١‏ أي:" وإليه تُرَدُون بعد مماتكم للحساب 
والجزاء"("). 

قال الطبري:" يقول: وإليه تردون من بعد مماتكم» فيقضي بينكم بالحق"7". 

قال ابن كثير:" أي : جميعكم يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله » من خير وشر » ولا 
يخفى عليه منهم خافية في سائر الأعمال "(". 

قال أبو العالية:" ترجعون إليه بعد الحياة"(1) 
فوائد الآيات:[54-١7]:‏ 
-١‏ تقرير مبدأ "ليس من حق العبد أن يختار إلا ما اختاره الله له". 
-١‏ تعين طلب الاختيار في الأمر كله من الله تعالى بقول العبد "اللهم خر لي واختر لي". 
"- تأكيد سنة الاستخارة وهي إذا همّ العبد بالأمر يصلي ركعتين في وقت لا تكره فيه صلاة 
النافلة» ثم يدعو بدعاء الاستخارة كما ورد في الصحيح » عن جابر بن عبد الله رضي الله 
عنهماء قال: «كان رسول الله - بيه - يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن» 
يقول: " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة:» لم ليقل: اللهم إني أستخيرك 
بعلمك» وأستقدرك بقدرتك» وأسألك من فضلك العظيم» فإنلك تقدر ولا أقدر, وتعلم ولا أعلم 
وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبه أمري - 
أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي» ويسره لي» ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا 
الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني 
واصرفني عنه؛ واقدر لي الخير حيث كان» ثم أرضني بهء قال: ويسمي حاجته "»('). 






)١‏ الحديث:« يلهمون التسبيح والتحميدء كما تلهمون النفس». اخرجه مسلم(ه787):ص7780/4. 
") الكشاف: ”/ 578. 

') التفسير الميسر: 85415. 

) تفسير الطبري: .517/١9‏ 

5) تفسير ابن كثير: .701١/5‏ 

5) التفسير الميسر: 891. 

) تفسير الطبري: .517/١9‏ 

) تفسير ابن كثير: .701١/5‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(١7١):ص30017/9.‏ 

)٠‏ أخرجه البخاري رقم )١١77(‏ ف في التهجد: باب ما جاء في التطوع متنى متنى» من طريق قتيبة بن 
وهو من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموال به عند أحمد ”/ 755 والبخاري في " صحيحه " (17857) و 
(720)ء وفي " الأدب المفرد " (511)»: وأبي داود »)١578(‏ والترمذي (420).» والنسائي 5/ ١٠8؛‏ وابن 
ماجة »)١١87(‏ والبيهقي في " السنن " ”/ 57» وفي " الأسماء والصفات " ص ١74‏ - 55١.ء‏ وانظر " 


31 


4- تقرير التوحيد وإبطال التنديد. 
5- وجوب حمد الله وشكره على كل حال وذلك لتجدد النعمة في كل آن. 


القرآن 
قل أَرَأيْكُمْ إنْ جَعَلَ اله عََيْكمْ الَيْلَ مَرْمَدَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةَ مَنْ إِلَهَ غَيْرُ الله يَأتِيكُمْ بضياءٍ أَقَلَا 
تَسْمَعُونَ ))71١(‏ [القصص : ]2١‏ 
التفسير: 
قل -أيها الرسول-: أخبروني -أيها الناس- إن جعل الله عليكم الليل دائمًا إلى يوم القيامة» مَن إله 
غير الله يأتيكم بضياء, سحدون به؟ أفلا مون سماع فهم وقبول؟ 

قوله تعالى:[ِفُلْ أَرَأَيْتُمْ إنْ جَعَلَ اه عَلَيْكُمُ اللَيْلَ سَرْمَدَا إِلَى يوم الْقِيَامَةة [القصص : ١7]ء‏ 
أي:" 0 -أيها الرسول-: أخبروني -أيها الناس- إن جعل الله عليكم الليل دائمًا إلى يوم 
القيامة"( 

قال الطبري: يقول:" قل يا مد لهؤلاء المشركين بالله: أيها القوم أرأيتم إن جعل الله 
عليكم الليل دائما لا نهار إلى يوم القيامة يعقبه"7". 

قال الفراء: (إِنْ جَعَلّ النَّهُ عَلَيْكُمْ اللي 1 أي: '" دائما لانهار "71 

قال أبو عبيدة: معناه: ا 0 
وبلاء دائم فهو سرمد"7). 

قال الزجاج:" السرمد: في اللغة الدائم"(". 

قال الزمخشري:" السرمد: الدائم المتصل» من السرد وهو المتابعة. ومنه قولهم في 
الأشهر الحرم: ثلاثة سردء وواحد فرد"(١)‏ 

عن مجاهد قوله: "(سرمدا]: دائما لا ينقطع"(". 

عن ابن عباسء قوله: "(إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)» يقول: دائما"(. 

قوله تعالى:(ِمَنْ إِلَهَ غَيْرُ اله يَأتِيكُمْ بِضِيّاءِ) [القصص : :]"١‏ أي:" مَن إله غير الله 
يأتيكم بضياء تستضيئون ن به؟"! ١‏ 

قال الطبري: " يقول: من معبود غير المعبود الذي له عبادة كل شيء يأتيكم بضياء 
النهارء فتستضيئون به"( ). 


صحيح ابن حبان " (856848). 
)١‏ التفسير الميسر: 945". 
؟) تفسير الطبري: /١9‏ 517. 
0 القرآن: 09/7". 
5) مجاز القرآن: 7/ .٠١5‏ 
5) معاني القرآن: .١557/4‏ 
( 

( 

( 

( 


) 
) 
) 
) 
) 
(5) الكشاف: 57/8/9. 

(9) اخرجه الطبري: /١9‏ 517. 
(8) اخرجه الطبري: /١9‏ 517. 
(9) التفسير الميسر: 454". 
)٠١(‏ تفسير الطبري: /١9‏ 517. 


3531 


قال الزجاج:" أي: بنهار تبصرون فيه وتتصرفون في معايشكم؛ وتصلح فيه ثماركم 
الآخر لهلك الخلق"(). 

قال ابن كثير: " يقول تعالى ممتنًا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار » اللذين لا 
قوَامَ لهم بدونهما. وبين أنه لو جعل الليلَ دائمًا عليهم سرمدا إلى يوم القيامة » امراك يون 
ولسئمته النفوس وانحصرت منه » ولهذا قال تعالى : ( مَنْ إِلَهَ غَيْرُْ اله يَأتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ) أي : 
تبصرون به وتستأنسون بسببه"(0". 

قوله تعالى (أَفلَا تَسْمَعْونَ] [القصص 1 أي " أفلا تسمعون سماع فهم وقبول"7) 

قال مقاتل:" يعني: أفهلا تسمعون المواعظ"(). 

قال الطبري: " يقول: أفلا ترعون ذلك كه وتفكرون فيه فتتعظونء وتعلمون أن 
ربكم هو الذي يأتي بالليل ويذهب بالنهار إذا شاءء وإذا شاء أتى بالنهار وذهب بالليل» فينعم 
باختلافهما كذلك عليكه"20. 


القرآن 
(قُل ريثم ِنْ جَعَلٌ النّهُ عَلَيَكُمُ التََهَارَ سَرَمَدَا إِلَى يوم الْقِيَامَةَ مَنْ إِلَهُ غَيْرُ الله يَأتِيكُمْ بِلَيْلٍ 
شَنَكُنُونَ فيه أَفَلَا تُبْصِرُونَ (7)) [القصص : ؟2] 
التفسير: 
قل لهم: أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائمًا إلى يوم القيامة» مَن إله غير الله يأتيكم بليل 
تستقرون وتهدؤون فيه؟ أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار؟ 

قوله تعالى:(فل أَرَأَيْكُمْ إنْ جَعَلَ الَّهُ عَلَيْكُمْ النّهَاَ سَرْمَدَا إِلَى يم الجامة) [القصص : 
١]ء‏ أي:" قل لهم: أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائمًا إلى يوم القيامة"("2. 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره لنبيه مهد 8: (قل) يا ممد لمشركي قومك (أرأيتم) أيها 
القوم (إن جعل الله عليكم النهار سرمدا دائما لا ليل معه أبدا (إلى يوم القيامة]"7". 

قوله تعالى:مَنْ إل خَيْد الله يَاَِيكُمْ بي صَنْكُُونَ. فيه [القصص + 0/7 أني:" من :إله 
غير الله يأتيكم بليل تستقرون وتهدؤون فيه؟"(4,. 

قال الطبري: يقول:" من معبود غير المعبود الذي له عبادة كل شيء (يأتيكم بليل 
تسكنون فيه) فتستقرون وتهدءون فيه"(). 

قال ابن كثير:" ثم أخبير أنه لو جعل النهار سرمدًا دائمًا مستمدًا إلى يوم القيامة » لأضرٌ 
ذلك بهم » ولتعبت الأبدان وكلّت من كثرة الحركات :و الأكتفاك ؛ ولهذا قال : ( مَنْ إِلَهَ غَيْرُ اله 
يَأتِيِكُمْ بِلَيْلِ َسْكُنُونَ فيه 1 أي : تستريحون من حركاتكم وأشغالكم"7' "). 





.١57/54 معاني القرآن:‎ )١ 
.757/5 ؟) تفسير ابن كثير:‎ 
8 التفسير الميسر:‎ )* 
تفسير مقاتل بن سليمان : 65؟.‎ )5 
.5١7 /١9 تفسير الطبري:‎ )5 
0 التفسير الميسر:‎ )* 

.5١7 /١9 تفسير الطبري:‎ ) 
8 02 

) تفسير الطبري: /١9‏ 517. 
325 تفسير ابن كثير: 7557/5. 


7 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


1 


عن السدي: "اشر ن)» تقرون فيها"7". 0 1 

قوله تعالى:(أقَلَا تَبْصِرُونَ) [القصص : >7"]. أي:" أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل 
والنهار؟"!". ْ ُ 
لكم» وحجة منه عليكمء فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره؛ 
ولمن له القدرة التي خالف بها بين ذلك"(", 

قال الصابوني:" أي: أفلا تبصرون ما أنتم عليه من الخطأ والضلال؟"(), 
من ذكر منافعه ووصف فوائده» وقرن بالليل: (أفلا تبصرون)». لأن غيرك يبصر من منفعة 
الظلام ما تبصره. وأنت من السكون ونحوه"7. 1 

قال الفخر الرازي:" وإنما قال: (أفلا تسمعون!/ (أفلا تبصرون)» لأن الغرض من ذلك 
الانتفاع بما يسمعون ويبصرون من جهة التدبر فلما لم ينتفعوا نزلوا منزلة من لا يسمع ولا 


يبصر"00), 

القرآن 1 1 1 

(وَمن رَحْمَتِه جَعَلَ لَكُمْ اللْيْلَ وَالنَهَارَ لتَسكُنوا فيه وَلِتَبْتَعْوا من فضله وَلَعَلَكُمْ تَشْكْرُونَ (2)177) 
[القصص : 7] 

التفسير: 


ومن رحمته بكم -أيها الناس- أن جعل لكم الليل والنهار فخالف بينهماء فجعل هذا الليل ظلامًا؛ 
لتستقروا فيه وترتاح أبدانكم» وجعل لكم النهار ضياءً؛ لتطلبوا فيه معايشكمء: ولتشكروا له على 
إنعامه عليكم بذلك. 

قوله تعالى:[ِوَمِنْ رَحْمَتِه جَعَلَ لَكُمْ اللَيْلَ وَالَهَارَ [القصص : 77]» أي:" ومن رحمته 
بكم -أيها الناس- أن جعل لكم الليل والنهار فخالف بينهما"7". 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: (ومن رحمته) بكم أيها الناس (جعل لكم الليل 
والنهار) فخالف بينهما"0". 

اماد 5 رون تخدفه 1 أن : بكم ( جَعَلَ لَكُمْ اللَيَِْ وَالنّمَاَ 4 أي : خلق هذا 

وهذا"(0. 

قال أبو حيان:" (من) هنا للسبب» أي: وبسبب رحمته إياكم. جعل لكم الليل 
والنهار"(' "). 


.7007/4ص:)١17١75(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
."95 ؟) التفسير الميسر:‎ 

") تفسير الطبري: /١9‏ 517. 

تفز التفاسير: 7/ 405. 

5) الكشاف: 479/8. 

*) مفاتيح الغيب: .١7/76‏ 

1) التفسير الميسر: 95". 

) تفسير الطبري: /١9‏ 517. 

4) تفسير ابن كثير: 757/5. 

: لدم المحيط: 571/8. 


4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


3775 


قوله تعالى: [لِتَمْكُنُوا فيه وَلِتَبْتَْوا مِنْ فَضله) [القصص : 27]ء أي: " فجعل هذا الليل 
ظلامًا؛ لتستقروا فيه وترتاح أبدانكم؛ رحفك لك النهار صبداة #التظليق] فيه ماقف" 0 

قال الطبري: " فجعل هذا الليل. ظلاما التسكدوا فيه) وتهدمو) وهر الراحة الذاتكع 
فيه من تعب التصرف الذي تتصرفون نهارا لمعايشكم(". 

قال ابن كثير:" ( لِتَمْكُنُوا فيه 14 أي : في الليل » ( وَلِتَبْتَعُوا مِنْ فَضنْلِه 4 أي : في النهار 
بالأسفار والترحال؛: والحركات.والأشغال »:وهذا من ياب اللف والتشر "20 

قال الزجاج:" أعلمهم أن الليل والنهار رحمة؛ المعنى: جعل لكم الزمان ليلا ونهاراء 
لتسكنوا بالليل وتبتغوا من فضل الله بالنهار. وجائز أن تسكنوا فيهماء وأن تبتغوا من فضل الله 
كر لسر جعل لكم الزمان ليلا ونهارا لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله"7). 

عن السدي: "[ولتبتغوا من فضله]؛ يعني: التجارة"(2. 

قولستدلى إرلحكم تتكزون | [القصهه : “اا]ء أي:" ولتشكروا له على إنعامه عليكم 
بذلك"7) ١‏ 

قال الطبري: يقول:" ولتشكروه على إنعامه عليكم بذلك» فعل ذلك بكم لتفردوه بالشكرء 
وتخلصوا له الحمدء لأنه لم يشركه في إنعامه عليكم بذلك شريكء فلذلك ينبغي أن لا يكون له 
شريك في الحمد عليه"(”. 

قال ابن كثير:" أي : تشكرون الله بأنواع العبادات في الليل والنهار » ومن فاته شيء 
بالليل استدركه بالنهار » أو بالنهار استدركه بالليل » كما قال تعالى : ( وَهْوَ الذي جَعَلَ اللَيْلَ 
وَالنَمَارَ خِلْفَةَ لِمَنْ أرَادَ أن يَذْكَرَ أو أَرَادَ شكورًا ) [ الفرقان | ل 

قال سفيان بن عيينة: "على كل مسلم أن يشكر الله لأن الله قال: (ولعلكم تشكرون]"0". 

قال الفخر الرازي:" نبه على أن الوجه في كون الليل والنهار نعمتان يتعاقبان على 
الزمان» لأن المرء في الدنيا وفي حال التكليف مدفوع إلى أن يتعب لتحصيل ما يحتاج إليه؛ ولا 
لولا الراحة والسكون بالليل فلا بد منهما والحالة هذهء فأما في الجنة فلا نصب ولا تعب فلا 
حاجة بهم إلى الليل فلذلك يدوم لهم الضياء واللذات» فبين تعالى أنه لا قادر على ذلك إلا الله 


تعاك "00 

القرآن س ير 2 2 0 0 

(وَيَوْمَ يناديهم فيقول أيْنَ شْرَكَائِيَ الذينَ كُنتَمْ تَرَعَمُونَ (4 1)7) [القصص : 4 7] 
التفسير: 


.795 التفسير الميسر:‎ )١( 
.571 /١9 تفسير الطبري:‎ )١( 

(؟) تفسير ابن كثير: 7557/5. 

(4) معان القرآن: .١57/4‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(77١7١):ص3007/4.‏ 
(1) التفسير الميسر: 795. 

(0) تفسير الطبري: /١9‏ 5171. 

(8) تفسير ابن كثير: 157/5. 

)0( ري ابن ابي حاتم(517١7١):ص‏ 5/4 .30١‏ 
)٠١(‏ مفاتيح الغيب: 6؟/7١.‏ 


7 
/ 


”1/ 


ويوم ينادي الله هؤلاء المشركينء» فيقول لهم: أين شركائي الذين كنتم تزعمون في الدنيا أنهم 
شركائي؟ 

قال الطبري: يقول:" ويوم ينادي ربك يا هد هؤلاء المشركين فيقول لهم: (أين شركائي 
الذين كنتم تزعمون] أيها القوم في الدنيا أنهم شركائي"7". 

قال ابن كثير:" وهذا أيضا نداء ثان على سبيل التقريع والتوبيخ لِمَنْ عبد مع الله إلهًا 
0 - تبارك وتعالى - على رؤوس الأشهاد فيقول ١ ٠‏ أبن ركان الذي عدت 
تَرْعْمُونَ 4 أي : في الدار الدنيا"(". 


القرآن ' 

(ونرعتا من كُلِ أمَّةَ شهيدًا فقلنَا هَاثوا بُرْهَانَكُمْ فعَلِمُوا أن الحَقّ لله وَضَلّ عَنْهُمْ مَا كانوا 
يفترّون )122 [القصص : 2»5] 

التفسين» 


ال عه ا ل ساد مد ع ارون مر 
حجتكم على ما أشركتم مع الل فلموا حي أن الحجة البلغة ل عليم؛ وأن الحق.ل؛ وذهب. 
0 1 
الأمم المكذبة شبيدا -وهو لي شي ا ما جرى في الدنيا من 0 وتكذيبهم 
لرسلهم"7". 

قال الطبري: يقول:" وأحضرنا من كل جماعة شهيدها وهو نبيها الذي يشهد عليها بما 
أجابته أمته فيما أتاهم به عن الله من الرسالة"(). 

قال أبو عبيدة: معناه: " وأحضرنا من كل أمة» لها موضعان أحدهما: من كل أمة نبئ» 
والآخر: من كل قرن وجماعة"20. 

قال الزجاج:" أي: نزعنا من كل أمة نبياء أي: اخترنا منها نبياء وكل نبي شاهد على 
أمته"0 : : ب 

عن مجاهد؛ قوله: "(ونزعنا من كل أمة شهيدا)» قال: رسولا"(". 

قال قتادة:" وشهيدها: نبيهاء يشهد عليها أنه قد بلغ رسالة ربه"7. 

قوله تعالى:(فَكُلْنَا هَانُوا بُرْهَائَكُمْ) [القصص : 5"]: هد العارم التي كذبت 
رسلها وما جاءت به من عند الله: هاتوا حجتكم على ما أشركتم مع الله"(. 

قال ابن كثير:" أي : على صحة ما ادعيتموه من أن لله شركاء "('"). 
)١‏ تفسير الطبري: .5١5 /١9‏ 
تفسير ابن كثير: 7557/5. 
0 ا 00 
َ تفسير الطبري: 1١5/1‏ 


ت)١(‎ 

(1) تت 

(2 

(4) ت 

(4) جار القزان: 1/1 
(5) معاني القرآن: .١59/4‏ 
(1) أخرجه الطبري: /١5‏ 514. 
(8) أخرجه الطبري: /١5‏ 5154. 
(4) التفسير الميسر: 845. 
)٠١(‏ تفسير ابن كثير: 7557/5. 


518 


قال الزجاج:" أي: هاتوا فيما اعتقدتم برهاناء أي: بيانا أنكم كنتم على حق"(). 

قال الطبري: " يقول: فقلنا لأمة كل نبي منهم التي ردت نصيحته؛ وكذبت بما جاءها به 
من عند ربهمء إذ شهد نبيها عليها بإيلاغه إياها رسالة الله: (هاتوا برهانكم) يقول: فقال لهم: 
0 على إشراككم بالله ما كنتم تشركون مع إعذار الله إليكم بالرسل وإقامته عليكم 
بالحجج"7"). 

عن مجاهدء قوله: "(فقلنا هاتوا برهانكم)» قال: حجتكم لما كنتم تعبدون وتقولون"7) 

عن قتادة: "[فقلنا هاتوا برهانكم)» أي: بينتكم"7). 

قوله تعالى [فعلمُوا أنَّ الْحَقّ نه [القصص : هلال أي:" فعلموا حينئذ أن الحجة البالغة 
لله عليهم؛ وأن الحق لله"0). 

قال الزجاج:" أي: فعلموا أن الحق توحيد الله وما جاء به أنبياؤه"0". 

قال الطبري:" يقول: فعلموا جد أن الحجة البالغة لله عليهم» وأن الحق لله» والصدق 
خبره؛ فأيقنوا بعذاب من الله لهم دائم"7". 0 0 

فاك اتن كنيو "3 أ ميد لزنه كترو ماقي قله قلق ا ول مط وان : 

قوله تعالى:إوَضَلَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ4 [القصص : 25]» أي:" وغاب عنهم غيبة 
الشيء الضائع ما كانوا يتخرصونه في الدنيا من الشركاء والأنداد"2"0. 

قال الزجاج:" أي: لم ينتفعوا بكل ما عبدوه من دون الله بل ضرهم أعظم 
ال 11 

قال الطبري:" يقول: واضمحل فذهب الذي كانوا يشركون بالله في الدنياء وما كانوا 
يتخرصونء ويكذبون علي بهمء فلم ينفعهم هنالك بل ضرهم وأصلاهم نار جهنم" 00 

قال ابن كثير:" أي : ذهبوا فلم ينفعوهه"0". 

قال وهبه بن:منبه:" يقول: قال الله عز ويجل: يااسكشن الجن والآنين» اشمعوا مني اليوم 
وأنصتوا إلي؛ فوعزتي لا يجوز اليوم ظالم بظلم» ولا متقول عليء ولا مبتدع في عظمتي فهاتوا 
برهانكم أيها المتقولون علي المبتدعون في عظمتي والمستخفون بحق جلالي ما الذي غركم, 
عني؟ وأنا الذي لا شيء مثلي لو تجليت والأرض والجبال لزلزلن من هيبتي» ولو لحظت 
البحار ليبست مياهها وبدت قعورها من خشيتيء ولو أن جميع الخلائق سمعوا كلمة من كلامي 
لصعقوا من خوفيء فهاتوا برهانكم أيها الجهلة بأن لهذا الخلق بديعا غيري وبأن لي شريكا كما 
زعمتم في ملكيء أو ثانيا وليا معي وبأي شيء عبدتموها دوني ولأي شيء نفيتموهاء عن 


.١57/5 معاني القرآن:‎ )١ 
.51١5/١9 ؟) تفسير الطبري:‎ 
55/1 أخرجه الطبري:‎ )* 
.5١ 5/١5 أخرجه الطبري:‎ ): 

5) التفسير الميسر: 95". 

*) معاني القرآن: .١57/5‏ 
) تفسير الطبري: /١9‏ 5116. 

) تفسير ابن كثير: 5/؟75. 

متاك انايد . 

.١57/5 معاني القرآن:‎ )٠١ 
.116 /١9 تفسير الطبري:‎ )١ 
.7557/5 تفسير ابن كثير:‎ )١١ 


7 
4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


33205 


عبادقي:وملكي وريؤبيقي» فالويل: الظويْليَؤمئة لمن أب كذية,صدقه في» والويل الطويل يرمق 
لمن أزهق الضلالة حقيء والويل الطويل يومئذ لمن دحضت حجته قدامي"(". 
فوائد الآيات:[١/75-1]:‏ 

-١‏ إشارة علمية إلى أن السماع يكون مع السكون وقلة الضجيجء وأن الإبصار يكون مع 
الضوءء ولا يتم مع الظلام بحال من الأحوال. 
؟- البرهنة القوية على وجوب توحيد الله إذ لا رب يدبر الكون سواه. 
"- كون النهار والليل ظرفان للسكون وطلب العيش هما من رحمة الله تعالى أمر يقتضي شكر 
الله تعالى بحمده والاعتراف بنعمته وطاعته بصرف النعمة فيما يرضيه ولا يسخطه. 
5 - بيان أهوال القيامة» بذكر بعض المواقف الصعبة فيها. 

- إذا كان يوم القيامة بطل كل كذب وقول ولم يبق إلا قول الحق والصدق. 


القرآن 
(إنَ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْم مُوسَي فبَعَى عَلَيْهِمْ وَآتينَاهُ مِنَ الكوز ما إِنَّ مَفَاتِحَهُ لتنُوغْ بِالْعَصْبَّة 
أولي الْقْوَةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تفرَخ إِنَّ الله لا يْحبُ الْفَرِحِينَ (26)) [القصص : 76] 
التفسير: 
إن قارون كان من قوم موسى -عليه الصلاة والسلام- فتجاوز حدّه في الكِبْر والتجبر عليهم: 
وآتينا قارون من كنوز الأموال شيا عظيمّاء حتى إن مفاتحه ليثقل حملها على العدد الكثير من 
الأقوياء» إذ قال له قومه: لا تبطر فرحًا بما أنت فيه من المال» إن الله لا يحب من خلقه التطرين 
الذين لا يشكرون لله تعالى ما أعطاهم. 

قوله تعالى:(إِنَّ قَارُونَ كان من قَوْم مُوسَى) [القصص : 26]: أي:" إن قارون كان من 
قوم موسى - عليه الصلاة والسلام- " 

قال مقاتل:" يعني: من بني ا وكان ابن عمه؛ قارون بن أصهر بن قوهث بن 
لاوى ابن يعقوب؛ وموسى بن عمران بن قوهثء (فبغى عليهم)» يقول: بغى قارون على بني 
إسرائيل من أجل كنزه ماله"(". 

قال الطبري:" [إن قارون) وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب إكان 
من قوم موسى) يقول: كان من عشيرة موسى بن عمران النبي 5 وهو ابن عمه لأبيه وأمه 
وذلك أن قارون هو قارون بن يصهر بن قاهث» وموسى: هو موسى بن عمران بن قاهث"7). 

قال الرحاح ” ف رون أنسم ححص ١‏ بنصرك: ولو كان اعرد من العربي امن قرنت 
الشيء - لا يضرف فلذلك لم ينون. وجاء في التفسير أن قارون كان ابن عم موسىء وكان من 
العلماء بالتوراة"(*) 

عن إبراهيم؛ قوله: "(إن قارون كان من قوم موسى).؛ قال: كان ابن عم موسى 
قال مالك بن دينار: "بلغني أن موسى بن عمران كان ابن عم قارون"7". 





2 


"اا 


306-150 5/4ص:)١170177(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 
."45 التفسير الميسر:‎ )١( 

(") تفسير مقاتل بن سليمان: 7ه 0؟. 

.51١6 /١9 تفسير الطبري:‎ )4( 

وفعاي القرآن: .١65-١551/4‏ 

(5) أخرجه الطبري: /١9‏ 517. 

(0) أخرجه الطبري: /١9‏ 517. 


3 


قال قتادة:" كنا نحدث أنه كان ابن عمه أخى أبيه» وكان يسمى المنور من حسن صوته 
بالتوراة» ولكن عدو الله نافق» كما نافق السامريء فأهلكه البغي"(". 

قوله تعالى:!فقَبَعَى عَلَيْهِمْ1ِ [القصص : 26]ء عي" فتجبر وتكبر على قومه؛ واستعلى 
عليهم بسبب ما منحه الله من الكنوز والأموال"(". 

قال الطبري:" يقول: فتجاوز حده في الكبر والتجبر عليهم"7") 

قال قتادة:" إنما بغى عليهم بكثرة ماله"7). 

وعن قتادة:"(فبغى عليهم)» قال: فعلا عليهم"0". 

وزوي:عن: شهر بن حوشب:. "(إن قازون.كان,من قوم موسى فبعئ عليهم): قال: :زاد 
عليهم في الثياب شبرا"(". 

وعن الضحاك,قوله: "(فبغى عليهم)؛ قال: الكفر بالله"(") 

وقال ابن عباس:" كان موسى يقول لبني إسرائيل إن الله عز وجل يأمركم بكذا وكذا 
حتى دخل عليكم في أموالكم وإن موسى يزعم أن ربه أمره فيمن زنى أن يرجمه فتعالوا نجعل 
لبغي من بني إسرائيل شيئاء فإذا قال موسى: إن ربه أمر فيمن زنى أن يرجم فنقول: إن موسى 
قد فعل ذلك بهاء قال: فاجتمعوا وجاءوا بالبغي فحبسوها وقال موسى: إن الله يأمركم بكذا وكذا 
فيمن سرق أن تقطع يده؛ قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أناء قالوا ما على الزاني إذا زنى؟ 
قال: الرجمء قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أناء قالوا: فإنك قد زنيت قال: أنا؟ وجزع من 
ذلك قال: فأرسلوا إلى المرأة فلما أن جاءت عظم عليها موسى بالله وسألها بالذي فلق البحر لبني 
إسرائيل» وأنزل التوراة على موسى إلا صدقتء فقالت: أما إذا حلفتني فإني أشهد أنك بريء 
وأنك رسول:الل»وقالت+ أرسلوا إلي فأعظودن حكمي علق أن أرهيك بنفسي» قال: فحن :موسى 
لله ساجدا يبكي» فأوحى الله إليه ما يبكيك؟ قد أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت"(". 

قال الزجاج:" فبغى على موسى وقصد إلى الإفساد عليه وتكذيبه. وكان من طلبه 
للإفساد عليه أن بغيا كانت مشهورة في بني إسرائيل. فوجه إليها قارون - وكان أيسر أهل زمانه 
- يأمرها أن تصير إليه» وهو في ملأ من أصحابه لتتكذب على موسى وتقول: إنه طلبني للفساد 
والريبة» وضمن لها قارون إن فعلت ذلك أن يخلطها بنسائه» وأن يعطيها على ذلك عطاء كبيراء 
فجاءت المرأة - وقارون جالس مع أصحابه - ورزقها الله التوبة فقالت في نفسها مالي مقام توبة 
مثل هذاء فأقبلت على أهل المجلس وقارون حاضرء فقالت لهم إن قارون هذا وجه إلي يأمرني 
ويسألني أن أتكذب على موسىء وأن أقول إنه أرادني للفساد وإن قارون كاذب في ذلك فلما سمع 
قارون كلامها تحير وأبلس واتصل الخبر بموسى - عليه السلام - فجعل الله أمر قارون إلى 
موسى وأمر الأرض أن تطيعه فيه» فورد موسى على قارون فاحس قارون بالبلاء» فقال يا 
موسى ارحمنيء فقال: يا أرض خذيه فخسف به وبداره إلى ركبتيه؛ فقال: يا موسى ارحمني؛ 
فقال: يا أرض خذيه فخسف به إلى سرته» ثم قال: يا أرض خذيه فخسف به إلى عنقه واسترحم 
موسى فقال يا أرض خذيه فخسف به حتى ساخت الأرض به وبداره» قال الله عز وجل: 


.517 /١9 أخرجه الطبري:‎ )١ 
.505/7 صفوة التفاسير:‎ )" 
.515 /1١9 تفسير الطبري:‎ )* 
10 خوج الطررية‎ 4 
.7.05/4ص:)١7١8(متاح أخرجه ابن أبي‎ )5 
.517 /1١9 اخرجه الطبري:‎ )5 

.7005/4ص:)١17١1717(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠ 

8) أخرجه ابن أبي حاتم(77١17١):نص5/4..‏ 3015-7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


335 


تحتفنا يه ويدار الْأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِنَةٍ يَنْصُرُوئَهُ مِنْ دُون اللّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرينَ) 
[القصص : ."("]8١‏ 
قوله تعالى:إوَآتَْاهُ مِنَ الْكُنُور مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوُ بِالْعْصْبَة أولي الْهوّةِ] [القصص : 
1/ا]ء أي: " وآتينا قارون من كنوز الأموال شينًا عظيماء حتى إنّ مفاتحه ليثقل حملها على العدد 
الكثير من الأقوياء"("). 
قال خيثمة: "كانت مفاتح قارون تحمل على ستين بغلا كل مفتاح منها باب كنز معلوم 
مف الأصبع من جلود"(0". 
قال مجاهد:" كانت المفاتح من جلود الإبل"0). 
قال مجاهد:" مفاتح من جلود كمفاتح العيدان"20. 
وروي عن أبي صالح, قوله: "(ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة)» قال: كانت خزائنه تحمل 
غك أربين 1 
وعن الضحاك: "(ما إن مفاتحه)» قال: أوعيته» (لتنوء بالعصبة)» قال: لتثقل 
بالعصبة"(". 
عن حصين بن عبد الرحمن قال:" سألت أبا رزين» عن قوله: (ما إن مفاتحه)» قال: 
"(). وروي عن السدي مثله!") 
عن أبي رزينء قوله: "(ما إن مفاتحه)» قال: إن كان مفتاح واحد لكافي أهل الكوفة» إنما 
٠. ٠.‏ . و١١‏ 
يعني كنوزه"7 ). 0 
عن ابن عباسء قوله: "إلتنوء بالعصبة)» يقول: تثقل"'2. ورويء» عن أبي صالح- 
والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم مثل ذلك!' ). 
عن الربيع بن أنسء قوله: "(لتنوأ بالعصبة)» قال: لتمر بالعصبة"0"). 
عن أبي صالح» » قوله: "إلتنوء «ا اضيا قال* أربعون رجلا"(1), 
وقال ابن عباس'"' ' أربعون رجلا"07". 
قال قتادة:" ذكر لنا أن العصبة ما بين العشرة إلى الأربعين"(2. 


خزائنه 


.١55/5 معاني القرآن:‎ )١( 
."95 التفسير الميسر:‎ )١( 

(؟) أخرجه الطبري: .5377//1١5‏ 
(:) أخرجه الطبري: 4/١9‏ 5717. 

(5) أخرجه الطبري: .5377//١5‏ 

(1) أخرجه الطبري: .53737//1١5‏ 

(") أخرجه الطبري: /1١9‏ 2571 518. 

(8) أخرجه ابن أبي حاتم(87١7١):ص7"0017/31.‏ 
(9) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 4/ .1٠٠1‏ بدون سند. 
)٠١(‏ أخرجه ابن أبي حاتم(84١7١):ص3017/1.‏ 
)١١(‏ أخرجه الطبري: .518/١5‏ 

)١١(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 4/ .1٠٠/‏ بدون سند. 
)١(‏ أخرجه ابن أبي حاتم(5١7١):نص3008/6.‏ 
)١5(‏ أخرجه الطبري: .518//1١5‏ 
)١5(‏ أخرجه الطبري: .518//1١5‏ 


533 


قال الضحاك:" يزعمون أن العصبة أربعون رجلا ينقلون مفاتحه من كثرة عددها"7". 

قال مقاتل:" العصبة: من عشرة نفر إلى أربعينء فإذا كانوا أربعين فهم «أولو قوة». 
يقول: لتعجز العصبة أولى القوة عن حمل الخزائن"(". 

وعن خيثمة:" ستون» وقال: 0 

وقال مجاهد:" العصبة: ما بين العشرة إلى الخمسة عشر07). وفي رواية:" العصبة: 
خمسة عشر رجلا"(",. 

وقال ابن عباس" ما بين الثلاثة إلى العشرة"("). 

وعن ابن عباس-في رواية-: "إلتنوء بالعصبة)» قال: العصبة: ثلاثة"(. 

عن أ بشرء عن سعيد بن جبير» قال: "قلت* كم العصبة؟ قال: ست أو سبع"(0). 

قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَح) [القصص : 26]: أي:" إذ قال له قومه: لا تبطر 
فرحًا بما أنت فيه من المال"("). 

قال قتادة:" أي: لا تمرح" م 

وفي رواية عن قتادة:" أي: لا تمدح 

قال الطبري:" يقول: ا ا 

عن السدي: "(إذ قال له قومه لا تفرح)» قال: هؤلاء المومتون امد قالوا؛ يا قارون بما 
أوتيت كفيط 15/7 

قوله تعالى:إإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُ الْفَرِحِينَ1 [القصص : 726]. أي:" إن الله لا يحب من خلقه 
البطرين البلا رياه على يها سام ' 

كال قتاية.؟ أي الله لا فح العررحين؟ 200 


009 "١ 


.518 /١9 أخرجه الطبري:‎ )١ 
.518 //١9 أخرجه الطبري:‎ )" 
تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/هه".‎ )" 
.518 /١9 اخرجه الطبري:‎ )5 
.5119 1/١5 اخرجه الطبري:‎ )5 
.519 /١9 اخرجه الطبري:‎ )5 
.519 /١9 اخرجه الطبري:‎ )'" 
.114 /١9 اخرجه الطبري:‎ )6 
.7005/9صن:)١7١51/(متاح أخرجه ابن أبي‎ )4 
."95 التفسير الميسر:‎ )٠ 
.571/١5 أخرجه الطبري:‎ )١ 
.709/4ص:)١17١١١(متاح اخرجه ابن ابي‎ ) ١ 
تفسير مقاتل بن سليمان: "ره ه”؟.‎ )١ 
.577 /١9 تفسير الطبري:‎ ) 5 
.7009/4ص:)١17٠١١٠٠١(متاح ا أبي‎ 
."95 التفسير الميسر:‎ ) 
.571 1/1١5 أخرجه الطبري:‎ )١١ 


١ 


1١5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) 
) 
) 
) 


الدلدلا 


قال مقاتل:" يعنى: المرحين البطرين" ."7‏ . 

قال الطبري: يقول: "إن الله لا يحب من خلقه الأشرين البطرين"7". 

عن ابن عباسء قوله: "إن الله لا يحب الفرحين)؛ يقول: المرحين"7). 

وقال مجاهد:" المتبذخين الأشرين البطرين» الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهه"7©) 

وقال مجاهد١"‏ هو فرح البغي"("). 

قال سهل بن عبدالله:" من فرح بغير مفروح استجلب حزنا لا انقطاع له» وليس للمؤمن 
راحة دون لقاء الحق جل وعز"(". 

وحكي عن الأعمشء قال: "كنا نشهد جنازة فلا ندري من نعزي من حزن القوم"") 


القرآن 
(وَابتَغ فيمًا آنَاكَ النّهُ الدَارَ الآخرة وَلا تنس تصيبَكَ من الدُنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ النّهُ إِلَيْكَ وَلَا 
تبغ ف الْفْسَادَ في الْأَرْضٍ إن اللّهَ لا يُحبُ الْمُفْسِدِينَ (4)70 [القصص : 17] 
التفسير: 
والتمس فيما آتاك الله من الأموال ثواب الدار الآخرة, بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا» ولا تترك 
حظك من الدنياء بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسرافء وأحسن إلى الناس بالصدقة؛: كما أحسن 
الك يد لمان ا ل 2 م الله عليك من البغي على قومكء إن الله لا يحب 
المفسدين» وسيجازيهم على سوء صنيعهم. : 

قوله تعالى:(ِوَابْتَعْ فيمًا آتَاكَ النّهُ الدّارَ الآخرَة) [القصص : 727]» أي:" والتمس فيما آتاك 
الله من الأموال ثواب الدار الآخرة» بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا"(). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل قوم قارون له: لا تبغ يا قارون على 
قومك بكثرة مالكء» والتمس فيما آتاك الله من الأموال خيرات الآخرة» بالعمل فيها بطاعة الله فى 
الدنيا"(0). ١‏ 

قال السدي:" تصدق» وقرب إلى الله تبارك وتعالى؛ وصل الرحم لام 

قوله تعالى:(ِوَلَا تَنْنَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُنْيَا! [القصص ١:‏ /ا/ا]ء أَيئ: " ولا تترك حظك من 
الدنياء بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسراف"0""). 

قال الطبري: " يقول: ولا تترك نصيبك وحظك من الدنياء أن تأخذ فيها بنصيبك من 
الآخرة» فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله"27, 


.703١١/9صن:)١17١١ اخرجه ابن ابي حاتم(‎ )١ 
؟) تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/ه0"؟.‎ 

) تفسير الطبري: /١9‏ 577. 

54) أخرجه الطبري: /١9‏ 577. 

©) أخرجه الطبري: /١9‏ 571. 

5) أخرجه الطبري: /١9‏ 571. 

) تفسير التستري: .١١9‏ 

8)الحلية: 5/ ٠٠‏ وكتاب الزهد لابن أبي عاصم: 55"» وتفسير التستري: .١١5‏ 
4) التفسير الميسر: 95". 

) تفسير الطبري: /١9‏ 575. 

1 أخرحة إين أبي حاتم(5١١17١):ص4/١7037.‏ 
)١ ١‏ التفسير الميسر: 95". 


77 


قال ابن عباس: " يقول: لا د تترك أن تعمل لله في الدنيا"(". 

وقال ابن عباس:" أن تعمل فيها لآخرتك"(". 

قال ابن جريج:" أن تعمل فيها بطاعتي"0). 

عن مجاهد :"لو لا 9 نصيبك من الدنيااء قال* "5 العمل بطاعة الله * نصيبه من الدنياء 
الذي يثاب عليه في الآخر "/ 

وقال مجاهد:" تعمل في دنياك لآخرتك"07. 

قال ابن زيد:" لا تنس أن تقدم من دنياك لآخرتكء فإنما تجد في آخرتك ما قدمت في 
الدنياء فيما رزقك الله"(". 

وروي عن الحسن» في قوله: (ولا تنس نصيبك من الدنياا» قال: "ما أحل الله لك منهاء 
فإن لك فيه غنى وكفاية". 
وعن الحسن: "إولا تنس نصيبك من الدنيا): قال: قدم الفضلء وأمسك ما يبلغك"7") 
وعن قتادة: "إولا تنس نصيبك من الدنيا4» قال: طلب الحلال"7"). 
وقال قتادة:" استغن بما أحل الله لك"(١").‏ 
وعن ابن جريجء» قال: "الحلال فيها"("), 
عن أشهبء قال: "سئل مالكء. ما هو؟ قال: أن يعيش ويأكل ويشرب غير مضيق عليه 
13) 
عن عون بن عبد الله :"(ولا تنس نصيبك من الدنيا) قال: إن قوما يضعونها على غير 
موضعه زولا تنس نصيبك من الدنيا]:ر 1ت 2١50"‏ 
بالصدقة, كما أحطن الله إليك بهذه الأموال 0 0 

قال الطبري: " يقول: وأحسن في الدنيا إنفاق مالك الذي آتاكه الله في وجوهه وسبله. 
كما أحسن الله إليك» فوسع عليك منه؛ وبسط لك فيها"". 


في رأي 


.575 /١9 تفسير الطبري:‎ )١ 
.575 /١9 أخرجه الطبري:‎ )" 
.575 /١9 ؟) أخرجه الطبري:‎ 
.701١/5ص:)١7١١5(متاح أخرجه ابن ابي‎ )5 
.176 /١9 أخرجه الطبري:‎ ) 
.575 /١9 أخرجه الطبري:‎ )5 
.572 /١9 أخرجه الطبري:‎ )" 
أ‎ 
أ‎ ) 


زع 


) 

) 

) 

) 

) 

) 

) 
() أخرجه الطبري: /١9‏ 576. 

(9) أخرجه الطبري: /١9‏ 576. 

.576 /١5 أخرجه الطبري:‎ )٠١( 
.750171/4ص:)١17١١7(متاح اخرجه ابن ابي‎ )١١( 
.576 /١5 أخرجه الطبري:‎ )١١( 
.75011/4ص:)١1١١ اخرجه ابن ابي حاتم(‎ )١( 
.575 /١5 أخرجه الطبري:‎ )١5( 

."95 التفسير الميسر:‎ )١5( 

(15) تفسير الطبري: /١5‏ 576. 


0 


1١5 


علق 


قال ابن زيد:" أحسن فيما رزقك الله"(") 

قال الحسن'" أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشته» وأن يقدم ما سوى ذلك لآخرته"(". 

وقال الحسن. 5 أحيس ركد سنة اوتصدق ينا 00 
عليك من البغي على قومك"7). ظ 

قال الطبري:" يقول: ولا تلتمس ما حرم لاطت ون اللاي على ابا 

قال سعيد بن المسيب: "قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض7') 

قوله تعالى (إنَّ اللا بحت التفيويد] [القصص /ا/ا]ء أي: " إن اند تمك الستدية: 
وسيجازيهم على سوء صنيعهم"(". 

قال الطبري:" يقول: إن الله لا يحب بغاة البغي والمعاصي7*) 

قال ابن عباس" أي: لا يحب عمله ولا يرضاه"(2, 
القرآن, 
(قَالَ إِنّمَا أوتيئة عَلَى عِلْم عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَْ أنَّ الله د أَهلَكَ مِنْ قَبْلِِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَسَدُ منه 
وَة وَأكثْرُ جَمْعَا وَلَا يُسَلَ عَنْ ذنوبهم الْمُجْرِمُونَ (18)) [القصص 08] 
التفسير: 
قال قارو تقزم القن وكيد انما أحظليت هذه الكنوز بما عندي من العلم والقدرة أو لم يعلم 
قارون أن الله قد أهلك مِن قبله من الأمم مَن هو أشد منه بطشاء وأكثر جمعًا للأموال؟ ولا يُسأل 
عن ذنوبهم المجرمون؛ لعلم الله تعالى بهاء إنما يُسْالون سؤال توبيخ وتقريرء ويعاقبهم الله على 
ما علمه منهم. 

قوله تعالى:(ثَالَ إِنّمَا أوتيئه عَلَى عِلْم عِنْدِي) [القصص : 174 أي:" قال قارون لقومه 
الذين وعظوه: إنما أعطيثُ هذه الكنوز بما عندي من العلم والقدر "/ . 

قال الطبري""' ' يقول تعالى ذكره: قال قارون لقومه الذين وعظوه: إنما أوتيت هذه 
الكنوز على فضل علم عنديء علمه الله مني» فرضي بذلك عنيء وفضلني بهذا المال عليكم, 
لعلمه بفضلي عليكه"7). 

قال ابن كثير:" أي : أنا لا أفتقر إلى ما تقولون » فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال 
لعلمه بأني أستحقه » ولمحبته لي فتقديره : إنما أعطيته لعلم الله في أني أهل له » وهذا كقوله 
تعالى : ( فَإِدَا ( )١‏ مَسنّ الإنْسَانَ ضَيُرٌ دَعَانَا ثُمَّ إذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةَ مِنّا قَالَ إِنَّمَا أ وتِيثهُ عَلَى عِلْم 4 [ 


.578 /١9 أخرجه الطبري:‎ )١ 
.7011/4ص:)١17١١5(متاح ؟) اخرجه ابن ابي‎ 
.7011/4ص:)١7١١1(متاح اخرجه ابن ابي‎ )" 
.5"95 التفسير الميسر:‎ )5 

©) تفسير الطبري: /١9‏ 576. 
5) أخرجه ابن أبي حاتم(١7١7١):ص7"017/9.‏ 
") التفسير الميسر: 95". 

) تفسير الطبري: /١9‏ 570. 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(77١17١):ص7"017/9.‏ 
) التفسير الميسر: 95". 
) تفسير الطبري: 0/١5‏ 5177. 


71 


الزمر : 45 ] أي : على علم من الله بي » وكقوله تعالى : ( وَلَيْنْ أَذَقْنَاُ رَحْمَةَ مِنَا مِنْ بَعدِ 
ضَرّاءَ مَسنْهُ ليَفُوآنَ هَدَا لي ) [ فصلت كنف ]ايوب : هذا أستحقه. 

وقد رُوي عن بعضهم أنه أراد : ( إِنَّمَا أوتِيتُهُ عَلَى عِلْمِ عِنْدِي ) أي : إنه كان يعاني علم 
الكيمياء : وهذا القول ضعيف ؛ لأن علم الكيمياء في نفسه علم باطل ؛ لأن قلب الأعيان لا يقدر 
أحد عليها إلا الله عز وجل ٠‏ قال الله : ( يا أَيْهَا النّمنُ ضُرِب مَثَلٌ قاد سْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ 
منكون الله أن يَْلَقُوا ذتاًا ولو اختمكوا لة ؛ [ الحم :7 | .وفي الضخيح :عن التبي صل للد 

اع سان موري ار اسم جع و 1 
فليخلقوا شعيرة»7". وهذا ورد في المصورين الذين يشبهون بخلق الله في مجرد الصورة 
الظاهرة أو الشكل » فكيف بِمَنْ يدعي أنه يحيل ماهية هذه الذات إلى ماهية ذات أخرى » هذا 
زور ومحال » وجهل وضلال. وإنما يقدرون على الصبغ في الصورة الظاهرة » وهو كذب 
وزغل وتمويه » وترويج أنه صحيح في نفس الأمر » وليس كذلك قطعًا لا محالة » ولم يثبت 
بطريق شرعي أنه صح مع أحد من الناس من هذه الطريقة التي يتعاناها هؤلاء الجهلة الفسقة 
الأفاكون فأما ما يجريه الله تعالى من خَرْق العوائد على يدي بعض الأولياء من قلب بعض 
الأعيان ذهبًا أو فضة أو نحو ذلك » فهذا أمر لا ينكره مسلم » ولا يرده مؤمن » ولكن هذا ليس 
من قبيل الصناعات وإنما هذا عن مشيئة رب الأرض والسموات » واختياره وفعله » كما روي 
عن حَيُْوة بن شرّيح المصري ٠»‏ رحمه الله » أنه سأله سائل » فلم يكن عنده ما يعطيه » ورأى 
ضرورته » فأخذ حصاة من الأرض فأجالها في كفه ». ثم ألقاها إلى ذلك السائل فإذا هي ذهب 
أحمر. والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدًا يطول ذكرها. 

وقال بعضهم : إن قارون كان يعلم الاسم الأعظم ٠‏ فدعا الله به » فتموّل بسببه. 
والصحيح المعنى الأول"(". 

عن قتادة: "(قال إنما أوتيته على علم عندي]؛ قال: على خبر عندي"7". 

قال السدي:" علم الله أني أهل لذلك"0). 

قال ابن زيد:" لولا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا"0). 

قال ان كثير-" قد اجاد في تفسير هذه الآية الإمام عبد الحمن بن ريد بن اسلم. . وهكذا 
يقول مَنْ قل علمه إذا رأى مَنْ وسع الله عليه يقول : لولا أنه ب يستحق ذلك لما أعطي"7). 

قوله تعالى: [أوَلَمْ يَعْلَمْ أن الّه قَذ أَهْلَكَ م عن تله من الدون هركو اد منذافوة اكه 
جَمْعَا) [القصص : 8"]؛ أي:" أو لم يعلم قارون أن الله قد أهلك مِن قبله من الأمم مَن هو أشد 
منه بطشاء وأكثر جمعا للأموال؟"(", 

قال ابن كثير:" أي : قد كان من هو أكثر منه مالا وما كان ذلك عن محبة منا له » وقد 
أهلكهم الله مع ذلك يكفرهم وعدم شكرهم "(. 
ا ل ل ل ا 


((أضبفع الجخاري برقم 05017 )وشح مم برقم 0011 
(") تفسير ابن كثير: 54/56 76005-55, 

2( ا الطبري: /١9‏ 575. 

(5) أخرجه ابن أبي حاتم( )11١5‏ نص ٠١7/9‏ ل 

(5) أخرجه الطبري: /١9‏ 577. 

(1) تفسير ابن كثير: 155/1. 

و ديق الميسر: 95". 

(4) تفسير ابن كثير: 755/1. 


ا 


الأمم من هو أشد منه بطشاء وأكثر جمعا للأموال ؛ ولو كان الله يؤتي الأموال من يؤتيه لفضل 
فيه وخير عنده» ولرضاه عنه» لم يكن يهلك من اهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه 
مالا لأن من كان الله عنه راضياء فمحال أن يهلكه الله» وهو عنه راضء وإنما يهلك من كان 
عليه ساخطا"(), 

قوله تعالى:[ِوَلَا يُسْألُ عَنْ ذُنُوبِهمُ الْمُخِرمُونَ) [القصص : 0]» أي:" ولا يُسأل عن 
ذنوبهم المجرمون؛ لعلم الله تعالى بهاء إنما يُسُألون سؤال توبيخ وتقريرء ويعاقبهم الله على ما 
علمه منهه"(). 

منهم 

قال ابن كثير:" أي : لكثرة ذنوبهم 

قال قتادة:" المشركون لا 00 عن و يعذبون ولا يحاسبون"7). 

قال قتادة:" يدخلون النار بغير حساب"20. 

عن الربيع بن أنسء قوله: "(ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون)» قال: لا يسألون عن 
إحصائهاء يقول: هاتوا فيبنوها لناء ولكن أعطوها في كتب فلم يشكوا الظلم يومئذء ولكن شكوا 
الإحصاء"("). 

وعن مجاهد:"(ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون]؛ كقوله: إيعرف المجرمون بسيماهم؟) 
زرقا سود الوجوه. والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم"(0". 

وعن 2د بن كعب: "إولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون)؛ قال: عن ذنوب الذين مضوا 
فيم أهلكوا؟"(. 

وفي رواية:" (ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون): الذين كانوا قبلهم عما أهلكوا وعن 
منزلهم فيعتبرواء ولكنهم يكونون على ما كانوا عليه من العبرة"("). 
فوائد الآيات:[7/8-15]: 
-١‏ المال والمنصب العالي عرضة لإفساد المرء إلا من رحم الله عز وجل وقليل ما هم. 
؟- حرمة الفرح بالمال والإمارة إذا كان الفرح فرح بطر وفخر واعتزاز وكبر وخيلاء. 
"- من فضل الله على الآمة أن يوجد فيها عالمون ينصحون ويرشدون ويوجهون. 
: ل 
خيلاء 2 كبر. 


الفرا 

رع على قؤمه فى زيقيه قال الذين ثريذون الحة لاني الت لذ مكل ما أوتي فازون إذة 
لذو حَظَ عَظيم (1)179 [القصص : 95"] 

.575 /١9 تفسير الطبري:‎ )١ 

ا 0 

) تفسير ابن كثير: 5/ه76. 

4) رجه ابن ابي حاتم(551١17١)‏ نص ٠١7/9‏ 0 
©) أخرجه الطبري: 7/1 

1( اخرجه ابن ابي حاتم(/571١17١)‏ نص ٠١7/9‏ 0 
( 

( 

( 


) ثة 
( 
١‏ 


") أخرجه الطبري: .57177/1١9‏ 
8) أخرجه الطبري: .57177/1١9‏ 
5 اخرجه ابن أبي حاتم(574١17١)‏ نص ٠1١7/9‏ 0 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


78 


التفسير: 
فخرج قارون على قومه في زينته» مريدًا بذلك إظهار عظمته وكثرة أمواله» وحين رآه الذين 
يريدون زينة الحياة الدنيا قالوا: م قإرواق كر العال جو الديية ‏ والهاذة :اذ 
قارون لذو نصيب عظيم من الدنيا. 
قؤفه في زينثه؛ مريدًا بذلك إظهار عظمته وكثرة أ مواله"(", 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبرًا عن قارون : إنه خرج ذات يوم على قومه في زينة 
عظيمة » وتجمل باهر » من مراكب وملابس عليه ومن كنبيه وحشمه"(". 

عن مجاهدء إفخرج على قومه في زينته)» قال:" على براذين بيضء عليها سروج 
الأرجوان» عليهم المعصفرات7". 

عن عطاء:"إفخرج على قومه في زينته)» قال: في ثوبين أحمرين"0). 

قال جابر:" في القرمز"(2. 

قال الزبيدي:" كان عليه ثياب حمر وخفان أبيضان"0. 

وقال الحسن:" في صفر وحمر" أ 

قال قتادة:" على ألف بغلة شهب عليها مياثر الأرجوان"0". 

قال قتادة:" ذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة آلاف دابة, عليهم وعلى دوابهم 
الأرجوان" ,/ 8 

قال ابن جريج:" خرج على بغلة شهباء» عليها الأرجوان ومعه ثلاثمائة جارية على 
بغال شهب عليهن ثياب الحمر"7' ). 

قال قتادة:" ذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة آلاف دابة عليهم وعلى دوابهم 
الأرجوان"7"". ْ 
قال السدي:” وكانف ريقه تعر ع فى يكوا نين على روج من دهت على فطق 
أرجوان وهن على بغال بيض عليهن ثياب حمر وحلي ذهب"( ِ 

قال عطاء الخراساني:" خرج عليهم في أربعة آلاف على البغال الشهب في الرحائل 


البزيو اه 

.556 التفسير الميسر:‎ )١( 

(؟) تفسير ابن كثير: 7150/5. 

2( 3 الطبري: :.178/١9‏ وابن أبي حاتم(1١17١):ص70117/9.‏ 
(:) أخرجه ابن ابي حاتم(؟75١17١):ص70177/4.‏ 
(5) أخرجه الطبري: /١5‏ /51ه-57/8. 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(57١1١):ص7015/4.‏ 
(0) أخرجه ابن ابي حاتم(7؟؟١17١):ص70177/4.‏ 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(ه؟١17١):ص7015/4.‏ 
(9) أخرجه الطبري: /١5‏ 578. 

.7015/4ص:)١1١51١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠١( 
.301 5/8 صن:)١1١1197(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١١( 
.301 5/8 ص:)١17١15(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١١( 
.301 5/8 ص:)١17١١5(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 


5233 


قال ابن زيد: " خرج في سبعين ألفا عليهم المعصفراتء وكان ذلك أول يوم في الأرض 
رؤيت المعصفرات فيما كان أبي يذكر ذلك لنا"(". 

قال عبدة بن أبي لبابة: "أول من صبغ بالسواد قارون"7". 

عن الضحاك: "إفخرج على قومه في زينته!» قال* شارته" 0 

وقال قتادة:" في حشمه"7). 

قوله تعالى:(قَالَ الْذِينَ يْرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُنيَا ليت لَنَا مِدْلَ مَا أوتِي قَارُون) [القصص : 
3 أي:" وحين رآه الذين يريدون زينة الحياة الدنيا قالوا: يا لبت لذا مكل ما أعطى قارو مر 
الماك و الكل ىلا1 

قال ابن كثير:" فلما رآه مَنْ يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زُخرفها وزينتها » تمنوا أن لو 
كان لهم مثل الذي أعطي .» قالوا : ( يَا لَيْتَ لَنَا مِئْلَ مَا أوتِي قَارُ "20 

عن السدي: "افخرج على قومه في زينته)» فلما رآه قومه في زينته قالوا: إيا ليت لنا 
مثل ما أوتي قارون1"") 

عن قتادة قوله: "الذين يريدون الحياة الدنيا1: أناس من أهل التوحيد قالوا: يا ليت لنا 
مثل ما أوتي قارون"20. 

قوله تعالى :إن ْو خط عطِيع) [القصص : 74]: أي*" إن قارون لذو نصيب عظيم من 
الدنيا"(1) 

قال الطبري:" يقول: إن قارون لذو نصيب من الدنيا"7”") 

قال ابن كثير:" أي : ذو حظ وافر من الدنيا"( ). 

عن الضحاك :"إلذو حظ عظيم]» يعني: درجة عظيمة"(""). 

وقال السدي:" ذو جد"( 1 

قال الزمخشري:" الحظ: الجدء وهو البخت والدولة, وصفوه بأنه رجل مجدود مبخوت» 
يقال: فلان ذو حظ وحظيظ ومحظوظء. وما الدنيا إلا أحاظ وجدود"(01), 


القرآن 

.701 5/3 ص:)١17١18(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.701١6/8ص:)١1١5؟(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.701 5/3 ص:)١17١15(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.701 5/3 ص:)١1١5٠(متاح أخرجه ابن ابي‎ ):( 
.556 التفسير الميسر:‎ )5( 

(1) تفسير ابن كثير: 5/ه75؟. 

(") أخرجه ابن ابي حاتم(55 ١1١):ص6/9١701.‏ 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(55 ١1١):ص6/9١701.‏ 
(9) التفسير الميسر: 556. 

.579 /١9 تفسير الطبري:‎ )٠١( 

)١١(‏ تفسير ابن كثير: 5/ه75. 

) 1) أخرجه ابن ابي حاتم(57١1١):نص .701١5/9‏ 
)١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(51١/1١):ص7015/4.‏ 
)١54(‏ الكشاف: 577/9. 


3 


(وَقَالَ الَّذِينَ أوثوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ تَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَاهَا إلا الصَّابرُونَ 
)غ2 [القصص : 66 
التفسير: 
وقال اليرت أوتوا العلم بالله وشرعه وعرفوا حقائق الأمور للذين قالوا: يا ليت لنا مثل ما أوتي 
قارون: ويلكم اتقوا الله وأطيعوه» ثوابٌ الله لمن آمن به وبرسله. وعمل الأعمال الصالحة» خيرٌ 
مما أوتي قارونء ولا يَتَقَيّل هذه النصيحة ويوقق إليها ويعمل بها إلا مَن يجاهد نفس ويصبر 
على طاعة ربه» ويجتنب معاصيه. 

قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أوثُوا الْعِلْم [القصص : .]6١‏ أي:" وقال الذين أوتوا العلم بالله 
وشرعه وعرفوا حقائق الأمور للذين قالوا: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون"(". 
للذين قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون:"7". 

قال ابن كثير:" فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا:"7) 

عن السدي:"يعني قوله: (وقال الذين أوتوا العلم قال): الذين يريدون الآخرة. (ويلكم 
ثواب الله خير لمن آ من]"7). 

قوله تعالى:إوَيْلَكُمْ تََابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَا) [القصص : »]6١‏ أي:" ويلكم 
اتقوا الله وأطيعوهء ثوابٌ الله لمن آمن به وبرسله؛» وعمل الأعمال الصالحة» خيرٌ مما أوتي 
قارون"2. ْ 

قال الطبري:" ويلكم اتقوا الله وأطيعوه؛ فثواب الله وجزاؤه لمن آمن به وبرسله» وعمل 
ذا جاءت بلاإره ون فباتوات عاك في الأخرة» بخير مها نأوني لإزون بطر رييةة ارمانه 
لقارون"7". 

قال ابن كثير:" أي : جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الآخرة خير مما 
ترون. كما في الحديث الصحيح : «يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت 
٠‏ ولا أذن سمعتء ولا خطر على قلب بشر » واقرؤوا إن شئتم : ( فلا تَعْلّمُ نَفَْ مَا أَخْفِي لَهُمْ 
من ك5 أغْيْنِ جَزَاءَ بمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ](")»0")0". 

قال الزمخشري:" «ويلك»: أصله الدعاء بالهلاك» 3 ثم استعمل في الزجر والردع 
ع ريه ١‏ ل ب كما ال ا ل و م ا ا اي 
في الحث على الفعل"7') ْ 28 

عن ابن عباس قوله: "(لمن آمن)» يعني: وحد الله"('"). 


.556 التفسير الميسر:‎ )١ 

) تفسير الطبري: .579/١5‏ 

) تفسير ابن كثير: 5/ه76. 

5) أخرجه ابن أبي حاتم(54١1١):نص5/9١701.‏ 
5) التفسير الميسر: 5956. 

) تفسير الطبري: .579/١5‏ 

.] ١07 : السجدة‎ |)" 

الصجيع ملام يرقم 11857 

) تفسير ابن كثير: 5/ه76. 

.575/9 الكشاف:‎ )٠ 

.701١7/9صن:)١1١ أخرجه ابن أبي حاتم(59‎ )١ 


7 


قوله تعالى:إِوَلَا يُلَفَاهَا إِلّا الصّابرُونَ) [القصص : »]٠١‏ أي:" ولا يَتَقَبّل هذه النصيحة 
وق فق إليها وتعفل يها قن يحاقد نفسه» ويصبر على طاعة ربه. ويجتنب معاصيه"(), 

قال الطبري:" يقول: ولا يوفق لقيل هذه الكلمة- وهي قوله: إثواب الله خير لمن آمن 
وعمل صالحا- [إلا] الذين صبروا عن طلب زينة الحياة الدنياء وآثروا ما عند الله من جزيل 
ثوابه على صالحات الأعمال على لذات الدنيا وشهواتهاء فجدوا في طاعة الله» ورفضوا الحياة 
الدنيا"(). 

وروي عن السدي:"إولا يلقاها إلا الصابرون)» يعني: : الجنة"() 

قال ابن كثير:" قال السدي : وما يلقى الجنة إلا الصابرون لل ا 
كلام (الذين أوتوا العلم) "(). 

قال الزمخشري:"الراجع في «ولا يلقاها» للكلمة التي تكلم بها العلماء» أو للثواب» لأنه 
في معنى المثوبة أو الجنة» أو للسيرة والطريقة» وهي الإيمان والعمل الصالح الصابرون على 
الطاعات وعن الشهوات وعلى ما قسم الله من القليل عن الكثير"(. 


القرآن 
(فَخَسَفنَا به وَبِدَارِهِ الأنض ما كَانَ لَهُ من فتة يَنْصرُونَهُ من دون اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصرِين 
)21 [القصص : ١6ى]‏ 
التفسير: 
فخسفنا بقارون وبداره الأرضء فما كان له من جند ينصرونه من دون الله وما كان ممتنعًا من 
الله إذا أحلٌّ به نقمته. 
7 تعالى:(فَحَسَفْنَا به وَبِدَارِهِ الأزضَ! [القصص : :»]8١‏ أي:" فخسفنا بقارون وبداره 
قال الطبري:يقول:" فخسفنا بقارون وأهل داره. وقيل: وبدارهء لأنه ذكر أن موسى إذ 
أمر الأرض أن تأخذه أمرها بأخذى. وأخذ من كان معه من جلسائه في داره» وكانوا جماعة 
جلوسا معه؛» وهم على مثل الذي هو عليه من النفاق والمؤازرة على أذى موسى(". 

قال:ابن كنيز" لما ذكر تعالى اختيال قارون في زينتة:وفخره على قومه ويغية عليهم 
٠‏ عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرضء كما ثبت ثبت في الصحيح - عند البخاري من حديث 
الزهري » عن سالم 0 
فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»("2"0. 

وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله -85هِ- : "بينا رجل فيمّن كان قبلكم » خرج في 
توفي أخضرزين يختال.قتهما + أمر الله الأرضن كاحذقه :+ ذانه ليتحلدل فيها الم يوم القيامة” 0 


الأرض 









.596 التفسير الميسر:‎ )١ 

؟) تفسير الطبري: /١9‏ 579. 

؟) أخرجه ابن أبي حاتم( 5١7١):ص5:015/9.‏ 

5) تفسير ابن كثير: 5/ه70. 

ه(/ الكشاف: رااضة حك 

؟) التفسير الميسر: 556. 

") تفسير الطبري: /١9‏ 579. 

امه البخاري برقم (-6179). 

4) تفسير ابن كثير: 757/5. 

٠‏ ١المسنة‏ (؟ل/ ١‏ :). قال ابن كثير:557/5:" تفرد به أحمدء وإسناده حسن". 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


7 


قال ابن عباس :*" قيل للأرض: خذيهم» فأخذتهم إلى أعقابهم, قال* قيل لها: خذيهم» 

وعن ابن عباس:" إن قارون كان من قوم موسى وكان ابن عمه وكان تتبع العلم حتى 
جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده. فقال له موسى: إن الله أمرني 
أن آخذ الزكاة من كل أربعين درهما درهم فأبى» فقال: من كل مائة درهم درهم فأبى؛ فقال: لا 
يطيق هذا حتى الألفء فقال: في كل ألف دينار أو درهمء قال: إن موسى يريد أن يأكل أموالكم» 
فكيف نصنع؟ قالوا: أمرنا بأمرك تبع؛ فأرسلوا إلى امرأة من بغايا بني إسرائيل فقالوا لها: 
اطك كك على ار ال ا نعم» قال: فجاء قارون إلى موسى 
ا 
زنى وقد أحصن أن يرجم فقالوا: وإن كنت أنت؟ قال: نعم. وفي السارق إذا سرق أن يقطع؛ 
فقالوا: وإن كنت أنت؟ قال: نعم قالوا فإنك قد زنيت» قال: إذا فأرسلوا إلى المرأة» فجاءت فقالوا 
مات ا أنشدك بالله إلا ما صدقت فقالت: أما إذا أنشدتني بالله 
فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي وأنا أشهد أنك برئ وأنك رسول اللهء قال: 
فخر موسى ساجدا يبكي فأوحى الله إليه ما يبكيك؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك 
قال: فرفع رأسه فقال: خذيهم فأخذتهم وأشار إلى وركيه» فقالوا: يا موسىء فقال: خذيهم وأشار 
إلى صدره. فقالوا: يا موسى. فقال: 
خذيهم قال: فغرقوا فيها فقال الله: فخسفنا به وبداره الأرض إلى آخر الآية» فأصاب بني إسرائيل 
بلاء وجوع شديد فأتوا موسى فقالوا: ادع لناء فدعى الله فقال الله: أتدعوني لقوم قد أظلم ما بيني 
وبينهم من الذنوبء فقال: أما إنهم قد دعوك حين هلكوا ولو إياي دعوا لأجبتهم"(". 

قال سعيد بن جبير:" أوحى الله إلى موسى ما يبكيك؟ قد أمرت الأرض أن تطيعك 
فأمرها بما * شئتء قال: فقال* خذيهم فأخذتهم؛ إلى ما شاء الله فنادوا: يا موسى.. يا موسى. . قال* 
خذيهم» فأخذتهم فخسف بهم الأرضء قال: فأصاب بني إسرائيل بعد ذلك شدة وجوع شديد فأتوا 
موسى يله فقالوا: يا موسى» ادع لنااربك» فذها لهم فاوخى الله إليه يااممويئن؛ أتكلمني في قوم 
قد أظلم ما بيني وبينهم من خطاياهم» وقد دعوك فلم تجبهمء أما لو إياي دعوا لأجبتهم"7". 

عن يزيد الرقاشي:" أن موسى لما دعا على قارون فابتلعته الأرض إلى عنقه أخذ نعليه 
فخفق بهما وجهه. وقارون يقول: يا موسىء ارحمنيء فقال الله: يا موسىء ما أشد قلبك دعاك 
عبدي واسترحمك فلم ترحمه» وعزتي لو دعاني لأجبته"7). 

عن عبد الله بن عوف القاري -عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين-:" أنه 
بلغه أن الله تبارك وتعالى أمر الأرض أن تطيع موسى في قارونء فلما لقيه قال للأرض: اطبقي 
فأخذته إلى الركبتين» ثم قال: اطبقي فأخذته إلى الحقوين وهو يستغيث يا موسىء ثم قال: اطبقي 
فوارته في جوفهاء فأوحى الله إليه يا موسى ما أشد قلبك أو ما أغلظ قلبك أما وعزتي وجلالي لو 
بي استغاث لأغثته قال: رب غضبا لك فعلت"0". 0 

عطاء كان خلقا من موسى أن يخرج بني إسرائيل في يوم يعظهم فيه فإذا علم بذلك 
قارون» خرج في أربعة آلاف عليهم ثياب الأرجوان على أربعة آلاف بغلة شهباء حتى يمر 
بجنبتي موسى فيلفت الناس وجوههم إليه فأرسل إليه موسى عليه السلام: ما يحملك على ما 


.701١5/9ص:)١1١51١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.701١4/5ص:)١1١55(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.7015/9ص:)١17١57(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.7015/9ص:)١1١517(متاح أخرجه ابن ابي‎ ):( 
.307/3ص:)١17١57(متاح أخرجه ابن أبي‎ )5( 


ردنا 


تصنع فأرسل إليه والله إن النسب لواحد ولئن كنت فضلت علي بالنبوة لقد فضلت عليك بالدنياء 
ولئن شئت لنخرجن فتدعو على وادعوا عليك» فخرج موسى وخرج قارونء في قومه. فقال له 
موسى: أتدعو أم أدعو فقال قارون: بل أدعو فدعا فلم يجب, وكان لذلك أهلا قال: فقال موسى: 
أدعو قال: نعم قال: اللهم مر الأرض فلتطعنيء. فأمرت بطاعته قال: فقال موسى عليه السلام؛ 
خذيهم فأخذتهم بأقدامهم فقال: يا موسى. يا موسى. قال: خذ بهم فاخذتهم إلى ركبهمء؛ ثم إلى 
حجرهم.ء ثم إلى مناكبهم؛ ثم قال: أقبلي بكنوزهم وأموالهم قال: فأقبلت بها حتى نظروا إليهاء ثم 
أشار موسى بيده؛ قال: اذهبوا بني لاوي» فاستوت بهم الأرض(". ْ 
قال السدي:" فبغى على موسى فانطلق إلى زانية يقال لها: شيرتا فقال لها: هل لك أن 
أعطيك ألفي درهم على أن تجيئي إلى الملا من بني إسرائيل إذا قعد موسى فتقولين: إن موسى 
يراودني» عن نفسي قالت: نعم» فأعطاها الألفي وختمها بخاتمه؛ فلما أخذتها قالت: بئست المرأة 
أنا إن كنت أزني وأكذب على نبي الله وأفتري عليه فلما أصبحوا غدا قارون فجلس مجلسه 
واجتمعت إليه بنو إسرائيل وحضرت شيرتا فقال قارون: يا موسىء ما أنزل الله في الزاني: قال: 
الرجم؛ قال: انظر ما تقول قال: الرجم قال: تنظر ما تقول؟ قال: الرجم. قال: عومي يا شيرتا 
فأخبري بني إسرائيل بما أراد منك موسىء فقالت: إن قارون أعطاني ألفي درهم أن آتي الملا 
من بني إسرائيل إذا جلس موسى فأقول: إن موسى راودني» عن نفسيء» ومعاذ الله من ذلك وهذا 
ماله بخاتمه فغضب موسى فقام فصلى ركعتين» ودعا ربه أن يخسف ويسلط عليه الأرض فأمر 
الله الأرض أن تطيعه قال للأرض خذيه فغيبت رجليه وقام هارون فأخذ برأسه فقال يا موسى: 
أنشدك الرحم؛ فجعل قارون يقول: يا موسى أنشدك الرحم وموسى يقول للآأرض: خذيه حتى 
غيبته فذهبت به وخسف بداره الأرضء فأوحى الله إلى موسى: استغاث بك وأنشدك الرحم 
وأبيت أن تغيثه» لو إياي دعا أو استغاث لأغثته"(". 

عن علي بن زيد قال: "سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشميء» وهو مستند إلى 
الكنوز والمال حتى جعل باب داره من ذهب وجعل داره كلها من صفائح الذهب وكان الملا من 
بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون يطعمهم الطعام ويتحدثون؛ عندهء وكان مؤذيا لموسى فلم 
تدعه القسوة والبلاء حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بالجمال كانت تذكر برنية: 
فقال لها: هل لك أن أمولك وأن أعطيك وأن أخلطك بنسائي؟ على أن تأتيني والملا من بني 
إسرائيل» عندي» فتقولين: يا قارون: ألا تنهى موسى» عني» فقالت* بلى» قال: فلما جاء أصحابه 
واجتمعواء عنده دعا بهاء فقامت على رؤوسهم فقلب الله قلبها ورزقها التوبة» فقالت: ما أجد 
اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله وأبرئ رسول الله . فقالت إن قارون بعث إلي فقال: 
هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي؟ على أن تأتيني والملاً من بني إسرائيل» غندي؛ 
وتقولين: يا قارونء ألا تنهى موسىء عني؟ فإني لم أجد اليوم توبة أفضل من أكذب عدو الله 
وأبرئ رسول الله. 1 
موسى شديد الغضبء فلما بلغه ذلك توضأ ثم صلى وسجد يبكيء وقال: يا رب» عدوك قارون 
كان لي مؤذيا فذكر أشياء ثم لم يتناهى حتى أراد فضيحتيء يا رب سلطني عليه؛ فأوحى الله إليه 
أن مر الأرض بما شئت تطيعكء؛ قال: فجاء موسى إلى قارونء فلما رآه قارون عرف الغضب 
في وجهه فقال: يا موسى.. ارحمني. فقال موسى: ب أرضء» خذيهم فاضطرت داره وخسف به 
وباصحابه إلى ركبهم وساخت داره على قدر ذلك, قال: وجعل يقول: يا موسى ارحمنيء ويقول 
موسى: يا أرض خذيهم. فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه الأرض إلى سررهم وساخت 
داره على قدر ذلك وجعل يقول: يا موسى ارحمني فقال موسى: يا أرض خذيهم قال: 


.501/-17 11/4 ص:)١7١5 اخرجه ابن ابي حاتم(4‎ )١( 
.70١//1صن:)١17١5 (؟) اخرجه ابن ابي حاتم(؛‎ 


53232 


فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه إلى حلوقهم وساخت داره على قدر ذلك وقال: يا موسى 
ارحمني فقال: يا أرض خديهم فقال: فخسف به وبأصحابه وبداره فلما خسف به قيل له: يا 
موسى ما أفظك أما وعزتي لو إياي دعا لرحمته"(". 

وقال أبو عمران الجوني: "فقيل لموسى: لا أعيد الأرض بعدك لأحد أبدا"(). 

قال قتادة: "إن الله أمر الأرض أن تطيعه ساعة"(". 

عن ابن عباس قوله: "إفخسفنا به وبداره الأرض)» قال: أرض السفلى السابعة"7©) 

قال قتادة:" ذكر لنا أنه يخسف به كل يوم قامة» وأنه يتجلجل فيها ولا يبلغ قعرها إلى 
يوم القيامة"0). 

قال سمرة بن جندب: "يخسف بقارون وقومه في كل يوم قدر قامة» فلا يبلغ الأرض 
ةا ا 
ا إلى يوم القيامة ٠‏ . , 0 - 0 و هه و 2 1 

قوله تعالى:إفمًا كَانَ له من فِنَةَ يَنْصْرُونَه مِن دون اللَّهِ14 [القصص : ١8].ء‏ أي:" فما كان 
له من جند ينصرونه من دون الله" 1 

قال قتادة:" أي: جند ينصرونه من دون الله"[. 

قال ابن كثير:" أي “ها أغدى تعده مالددو وها كمعة وبر وا كمد لا كيه ولا دفعوا 
عنه نقمة الله وعذابه ونكاله به» ولا كان هو في نفسه منتصرًا لنفسه » فلا ناصر له لا من نفسه 
٠‏ ولا من غيره"7"). ٍ : : 
إذا أحلٌ به نقمته"7”١).‏ 

قال الزمخشري:أي :" من المنتقمين من موسى عليه السلام» أو من الممتنعين من عذاب 
الله يقال: نصره من عدوه فانتصر» أى: منعهة منه فامتنع"("). 

قال قتادة:" ما كانت» عنده منعة يمتنع بها من الله تبارك وتعالى"("". 


القرآن 
(وَأْصْبَحَ الّذِينَ تَمَنَوا مَكَانَهُ بِالأَمْسٍ يَقُولُونَ وَيْكَانَ الله يَبْسسْطْ الرَرْقَ لِمَنْ يَشَاءْ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ 
لَوْلَا أنْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا لَخَسَف بِنَا وَيْكَاَئَهُ لا يُفلِحُ الْكَافِرُونَ (57)) [القصص : ؟١١]‏ 


التفسير: 

.7015/4ص:)١1١51(متاح اخرجه ابن أبي‎ )١( 
.770/4ص:)١17١548(متاح (؟) اخرجه ابن أبي‎ 
.770/1ص:)١17١7(متاح (؟) اخرجه ابن أبي‎ 
.770/1ص:)١17١54(متاح اخرجه ابن أبي‎ )5( 
.770/1ص:)١17١5(متاح اخرجه ابن أبي‎ )5( 
.770/4ص:)١17١51(متاح اخرجه ابن أبي‎ )5( 
.556© التفسير الميسر:‎ )( 

(8) أخرجه ابن أبي حاتم( 5١7١):ص070/9".‏ 
(9) تفسير ابن كثير: 751//5. 

)0( الور الميسر: 5"56. 

.5377 /9 الكشاف:‎ )١١( 
.3070/8ص:)١17١5 أخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١١( 


م 


وصار الذين تمنوا حاله بالأمس يقولون متوجعين ومعتبرين وخائفين من وقوع العذاب بهم: إن 
الله يوسّع الرزق لمن يشاء من عباده» ويضيّق على مَن يشاء منهم؛ء لولا أن الله من علينا فلم 
يعاقبنا على ما قلنا خسف بنا كما فعل بقارونء ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرونء لا في الدنيا ولا 
في الآخرة؟ 

قوله تعالى:(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنوَا مَكَائَهُ بِالْأَمْس يَقُولُونَ وَيِكأَنّ اله يَْسْطُ الرَرْق لِمَنْ يَشَاءْ 
مِنْ عِبَادِهٍ وَيَقْدِرُ1 [القصص : 87].: أي:" وصار الذين تمنوا حاله بالأمس يقولون متوجعين 
ومعتبرين وخائفين من وقوع العذاب بهم: إن الله يوميّع الرزق لمن يشاء من عباده» ويضيّق 
على مَن يشاء منهم"(). 

قال الطبري:" وأصبح الذين تمنوا مكان قارون وموضعه من الدنيا بالأمسء» يقولون لما 
عاينوا ما أحل الله به من نقمته: ألم تريا هذا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده» فيوسع 
عليه؛ لا لفضل منزلته عنده؛ ولا لكرامته عليه» كما كان بسط من ذلك لقارون» لا لفضله ولا 
لكرامته عليه» ويضيق على من يشاء من خلقه ذلك» ويقتر عليه» لا لهوانه» ولا لسخطه 
عمله"(2, 

قال ابن كثير:" أي : الذين لما رأوه في زينته قالوا ( يا َيِتَ لَنَا مِثَْ مَا أُوتي قَارُونُ إِنَّهُ 
لَذُو حَظ عَظِيمِ ) ؛ فلما خسف به أصبحوا يقولون : ( وَيْكَآنَ الله يَبْسْطُ الرَرْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ 
0 : ليس المال بدال على رضا الله عن صاحبه وعن عباده؛ فإن الله يعطي 
ويمنع ؛ ويضيق ويوسع » ويخفض ويرفع 0 وله الحكمة التامة والحجة البالغة . وهذا كما في 
الحديث المرفوع عن ابن مسعود : «إن الله قسم بينكم أخلاقكم » كما قسم أرزاقكم وإن الله يعطي 
المال من يحب » ومن لا يحب . ولا يعطي الإيمان إلا من يحب»(""0). 
' وقد اختلف أهل العلم في معنى قوله تعالى: وَيْكَأَنَّ)[القصص : 87]» على وجوه: 
أحدها: أن معناها : «ويلك اعلم أن»» ولكن حُفَفت فقيل : «ويك»»: ودل فتح «أن» على حذف 
«اعلم». حكاه الطبري7؛ والزجاج وضعفاهل"'". 

قال الزجاج:" وقال بعض النحويين - وهذا غلط عظيم - إن معناها: «ويلك اعلم أنه لا 
يفلح الكافرون»» فحذف اللام فبقيت ويك وحذف أعلم أنه لا يفلح الكافرون» وهذا خطأ من غير 
جهة؛, لو كان كما قال لكانت أن مكسورة كما تقول: ويلك إنه قد كان كذا وكذاء ومن جهة أخرى 
أن يقال لمن خاطب القوم بهذا فقالوا: ويلك " إنه لا يفلح الكافرون ". ومن جهة أخرى أنه حذف 
اللام من ويل"7". 

قال ابن كثير:" وهذا القول ضعفه ابن جرير7"؛ والظاهر أنه قوي » ولا يشكل على ذلك 
ذلك إلا كتابتها في المصاحف متصلة "ويكأن". والكتابة أمر وضعي اصطلاحي ء والمرجع إلى 


.556 التفسير الميسر:‎ )١( 

.57350/١9 تفسير الطبري:‎ )١( 
()المسنة الام"‎ 

(4) تفسير ابن كثير: 751/5. 

)5 5 : تفسير الطبري: .57501/١9‏ 
(1) انظر: معاني القرآن: 5/5ه١-/61١,‏ 
(0) معاني القرآن: 55/5 ١-/ا6١.‏ 

(8) انظر: تفسير الطبري: .5757/1١9‏ 


71 


اللفظ العربي ؛ والله أعله("). 
الثاني: معناها : «ويكآن», أي : ألم تر أن. قاله قتادة 
الثالث: ‏ «أو لاا يعلمم أن الله ؟». ا معمر ‏ عن “قتادة(". 
الرابع : معناها: ألم تر. قاله قتادة! 1 والفراء("2, وأبو عبيدة0". 

عن قتادة: "إويكأنه)» قال: ألم تر أنه"(”. 

وفي رواية:" أو لا يرى أنه لا 5 الكافرون"17) 

قال الفراء:" قوله: :(ويكان الها في كلام العرب تقزين. كقول الرجل: أما ترى إلى صنع 
الله. وأنشدني(' ): 

ويكأن من يكن له نشب يح ... بب ومن يفتقر يعش عيش ضر 

قال الفراء: وأخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك 
ويلك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت. معناه: أما ترينه وراء البيت"0'"). 
الخامس : «وَلكنٌ اللّه» بلغة حمير » قاله الضحاك!"')؛ وبه قال مقاتل2"7). 
السادس: معناها: : «أن اللّهم» . وهذا قول يحيى بن سلا( ). 
السابع: معناها «وي كأن»» 0 وجعل حرف «وي» للتعجب أو للتنبيه » و«كان» بمعنى 
«أظن وأحسب». وهذا مذهب خليل! 00 وسيبويه( 0 وحكاه الفراء( ا والطبري( 05 )» واختاره 
الزجاج!""). 

قال الفراء:" فهذا وجه مستقيم. ولم تكتبها العرب منفصلة؛ ولو كانت على هذا لكتبوها 
منفصلة. وقد يجوز أن تكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليست منه كما اجتمعت العرب على 


(١)تفسير‏ ابن كثير: 5/ 757 . 
(1)انظر: تفسير الطبري: /١5‏ 154» وتفسير ابن ابي حاتم(117177):ص8.77/4. 

2( أخرجه ابن ابي حاتم(١/1١1١):نص75077/9.‏ 

(:) انظر: تفسير الطبري: /١5‏ 175» وتفسير ابن ابي حاتم(17١17١):نص7:77/1.‏ 

(©) نقلا عن تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: .7/١‏ 

(5) انظر: معاني القرآن: ؟/ .7”١7‏ 
(') انظر: مجاز القرآن: ؟/7١١.‏ 
(8) أخرجه الطبري: /١5‏ 575. 
(4) أخرجه ابن ابي حاتم(717١17):ص77/4.".‏ 

(١٠)فى‏ اللسان (وى) أنه لزيد بن عمرو بن نفيل. ويقال لنبيه بن الحجاج. والنشب: المال والعقار. 
)١١(‏ معاني القرآن: ”؟/ .7”١7‏ 
)١١(‏ انظر: النكت والعيون: 770/4. 

5 

) 

) 

) 

) 

) 

) 


)١‏ انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: "/لاه”؟. 


هيدا 


11 انظر: تفسير يحيى بن سلام:‎ ١ 


( 

( 

( 

.١51//5 انظر: معاني القرآن للفراء:‎ )١5 

05 انظر: الكشاف: ا 0 

,711-1١7 انظر: معاني القرآن: ؟/‎ )١ 
.575 /١5 انظر: تفسير الطبري:‎ ) 
( 


انظر: معاني القرآن: .١51/4‏ 


كا س< 


١ 
15 


فحلدلا 


كتاب «يا بن أم» «يا بنؤم»7"» قال: وكذا رأيتها في مصحف عبد الله. وهي في مصاحفنا 
أيضا"7). 

قال الزجاج:" والقول الصحيح في هذا ما ذكره سيبويه عن الخليل ويونسء» قال سألت 
عنها الخليل فزعم أنها «وي» مفصولة من «كأن». وأن القوم تنبهوا فقالوا: ويء» متندمين على 
ما سلف منهم؛ وكل من تندم أو ندم فإظهار تندمه وندامته أن يقول: «وي»» كما تعاتب الرجل 
على ما سلف منه فقول: ويء» كأنك قصدت ؛ مكروهي؛ فحقيقة الوقف عليها: ويء وهو أجود في 
الكلام» ومعناه: التنبيه والتندم. قال الشاعر(”) 
سألتاني الطّلاق أنْ رَأتاني. .. َل مَالي » وقد جنماني بكر 
وَيِكأنْ مَنْ يكن له تشب يُخ... بَبْ ومن يفتفر يَعش عَيشَ ضير 
فهذا تفسير الخليل» وهو مشاكل لما جاء في التفسير» ؛ لأن قول 
المفسرين هو تنبيه"7). 

قال الزمتكتري:" «وى» مفصولة عن «كأن» ٠»‏ وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم. 
وميعناه. أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وتندموا 

ثم قالوا ويكأنه لا يفلح الكافرون أى: ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح» وهو مذهب 

الخليل وسيبويه"0. 

قال الطبري : "وأولى الأقوال في ذلك بالصحة: القول الذي ذكرنا عن قتادة» من أن 
معناه: «ألم تر»»«ألم تعلم»"(). 

عن حصين ابن أبي الجميل:" قال رجل للحسن: يا أبا سعيد إني أرى الدار فأتمنى أن 
تكون ليء والجارية فأتمناهاء فقال له الحسن: فلا تفعل» فإن الله تبارك وتعالى يقول: (يبسط 
الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر)"(". 

قال الحارث بن السائب: "سمعت الحسن يقول: إن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده 
ويقدرء قال: يخير له"(". 

وقال الحسن:" ينظر له فإن كان الغنى خيرا له أغناه» وإن كان الفقر خيرا له أفقره"0). 

وعن ابن زيدء قوله:"إيبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر)» قال: يقدر: يقل» وكذلك 
كل شيء في القرآن «يقدر» كذلك"7(") 


(١)فى‏ الآية 15 سورة طه. 

.811-811 معاني القرآن: ؟/‎ )١( 

(")البيتان لزيد بن عمرو بن نفيل (خزانة الأدب الكبرى للبغدادي *: 17-15) وقبلهما بيت ثالث وهو: تلك 
عرساي تنطقان على عم ... د إلى اليوم قول زور وهتر 

الشاعر ينكر حال زوجيه معه بعد أن كبر وافتقر. وفي البيت الثاني: "أن رأتا مالي قليلا ... " إلخ والعرس: 
الزوجة. والهتر بفتح الهاء: مصدر هتر يهتره هترا من باب نصر: إذا مزق عرضه. وبكسر الهاء: الكذب» 
والداهية» والأمر العجب. والسقط من الكلام» والخطأ فيه. وبالضم: ذهاب العقل من كبرء أو مرضء أو حزن. 
والنكر: الأمر القبيح المنكر. والنشب: المال الأصيلء من الناطق والصامت. 

(؛) معاني القرآن: .١51/4‏ 

(5) الكشاف: ”/ 5 537. 

(1) تفسير الطبري: /١9‏ 5175. 

(") أخرجه ابن ابي حاتم(571١1١):ص7071/9.‏ 

(8) أخرجه ابن ابي حاتم(54١17١):ص7071/9.‏ 

(9) أخرجه ابن ابي حاتم(79١7١):ص70717/4.‏ 


76 


قوله تعالى:!ِلَوْلَا أنْ مَنّ اللّهُ عَلَيْنَا أَحَسّف بِنَا4 [القصص : ؟87]. أي:" لولا أن الله منّ 
علينا فلم يعاقبنا على ما قلنا خسف بنا كما فعل بقارون"7". ٠‏ 

قال الطبري:" يقول: لولا أن تفضل عليناء فصرف عنا ما كنا نتمناه بالأمس ١ل:‏ لخسف 
!"0 

قال ابن كثير:" أي : لولا أطف الله بنا وإحسانه إلينا لخسف بنا » كما خسف به » لأنا 
وَدذنا أن نكون مثله7. 0 0, 506 

قوله تعالى:إوَيْكَأَنَهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ1 [القصص : .]8١‏ أي:" ألم تعلم أنه لا يفلح 
الكافرونء لا في الدنيا ولا في الآخرة؟"20. 

قال ابن كثير:" يعنون : أنه كان كافرًا » ولا يفلح الكافر عند الله » لا في الدنيا ولا في 
الآخر "210 
فوائد الآيات:[87-074]: 
-١‏ بيان أن الفتنة أسرع إلى قلوب الماديين أبناء الدنيا والعياذ بالله تعالى. 
١-النهي‏ عن الفخر والخيلاء والاستطالة» فالفخر: التمدح بالخصال» والخيلاء: الكبر» 

روي عن نوفل بن مساحق قال : "رأيت شابًا في مسجد نجران » فجعلت أنظر إليه 
ا :إن اللهالبعدن متي قال لوكس به ل و 6 
قرابته في كمه وذهب"0). 
١‏ ا 1 
2 بيان أن وجود الإيمان خير من عدمه وإن قل وأن ذا الإيمان أقر على التوبة ممن لا إيمان 


له. 

القرآن 

(تلكَ الدَارُ الآخرَةٌ نَجْعَلْهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عْلْوَا في الأزض وَلَا فْسَادَا وَالْعَاقبَةٌ للْمُتَقِينَ 0 
[القصص : 87] 

التفسير: 


تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرًا عن الحق في الأرض ولا فسادًا فيها. 
والعاقبة المحمودة -وهي الجنة- لمن اتقى عذاب الله وعمل الطاعات» وترك المحرمات. 

قوله تعالى:[ِتِلْكَ الدَارُ الآخِرَهُ نَجْعَلَّهَا لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوَا في الأزض وَلا فَسَادَا) 
[القصص : ”8]. أي:" تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرًا عن الحق في 
الأرض ولا فسادًا فيها"(". 


.50717/9ص:)١17١17٠١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(1) التفسير الميسر: 846". 

(؟) تفسير الطبري: 555/9. 

(4) تفسير ابن كثير: 5/ /اه7508-5,. 

)5( د الميسر: 596. 

(1)تفسير ابن كثير: 5/ 758 . 

(0) ذكره ابن المنذرء كما في تفسير ابن كثير: 755/5. 
() التفسير الميسر: 846". 


523 


قال الطبري: يقول: " تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرا عن الحق 
في الأرض وتجبرا عنه ولا ظلم الناس بغير حقء وعملا بمعاصي الله فيها"("). 

قال الزمخشري:" (تلك)» تعظيم لها وتفخيم لشأنهاء يعنى: تلك التي سمتفت بشكرها 
وبلغك وصفهاء لم يعلق الموعد بترك العلو والفساد» ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهماء 
كما قال: (ِوَلَا تَرْكَنُوا إلى الذِين ظَلَمُوا) [هود : 7١١]ء‏ فعلق الوعيد بالركون"(". 

قال ابن عاشور:" معنى :إلا يريدون) كناية عن: لا يفعلون» لأن من لا يريد الفعل لا 
يفعله إلا مكرهاء والعلو: التكبر عن الحق وعلى الخلقء» والطغيان فى الأعمال» والفساد: ضد 
الصلاح؛ وهو كل فعل مذموم في الشريعة أو لدى أهل العقول الراجحة"0". 

قال عكرمة:" نجعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرضء عند سلاطينها 
وملوكها"7). 

عن عكرمة قوله: "[الدار الآخرة)» يقول: الجنة"(”) 

عن أبي مالك قوله: "(تلك)» يعني: الجنة"("). 
عن ابن جبير:"(للذين لا يريدون غلوا في الأر ف 1ه قال*' بغيا"(" 

قال مسلم البطين : "العلو: التكبر بغير حق"7). | / | 0 

عن الحمن» إلا يريدون علوا في الأرض)» قال: الشرف والعزء عند ذوي سلطانهم" 
ملت ٠‏ ' ل 

ْ 34 معاوية بن الاسود:" لم ينازعوا أهلها في عزها التجبر والتكبر ولم يجزعوا من 

ذلها"000) 
فيدخل في هذه الآية: إيلك 0 الآخرة 0 له يريدون علوا في الأرض ولا انا 
والعاقبة للمتقين)"7'). 

وعن الفضيل أنه قرأها ثم قال. "ذهبت الأمانى هاهنا"( ". 

قال ابن عاشور-شارحا قول الفضيل- 53 أي: أماني الذين ير عمون أنه له يصر مع 
الإيمان شيء وأن المؤمنين كلهم ناجون من العقاب وهذا قول المرجئة» قال قائلهم0"": 
كن مسلما ومن الذنوب فلا تخف ... حاشا المهيمن أن يري تنكيدا 
لو شاء أن يصليك نار جهنم ... ما كان ألهم قلبك التوحيدا"(". 


تفسير الطبري: 7/١5‏ 5517. 

") الكشاف: ؟/ ©55. 

") التحرير والتنوير: ١؟٠/190١.‏ 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(15١7١):ص7077/9.‏ 
)نص 7077/9 
؟) أخرجه ابن ابي حاتم 


( 
( 
)نص 8.77/4 
)ص 8.77/4 
( 


لبح لبح سبح لب 


6) أخرجه ابن ابي حاتم(178١7١):ص7077/9.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(19١17١):ص7071/9.‏ 


.70717/9صن:)١7١8(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠ 


( 
( 
( 
( 
5) أخرجه ابن ابي حاتم 
( 
( 
( 
( 


( 

) أخرجه ابن ابي حاتم(١4١7١):نص70717/1.‏ 
) انظر: الكشاف: 9/ره57. 

؟١)‏ انظر: التحرير والتنوير: 15. 


) 

) 

) 

) 

) 

) 
(0) أخرجه ابن ابي حاتم 
) 

) 

) 

) 
١7) 
) 


35 


عن الضحاك: "(لا يريدون علوا في الأرض)» يقول: ظلماء"7". 

وقال مسلم البطين: "الاعتداء في الأرض بغير الحق"(": (ولا فسادا)» قال: الفساد الآخذ 
بغير حق". 

عن عكرمة:"إولا فسادا)» لا يعملون بمعاصي الله"0). 

قوله تعالى:[وَالْعَاقِبَةُ للْمتَِّينَت1 [القصص 0 أي:" والعاقبة المحمودة -وهي الجنة- 
لمن اتقى عذاب الله وعمل الطاعات» وترك المحرمات"("). 

قال الطبري:يقول:" والجنة للمتقين» وهم الذين اتقوا معاصي اللهء وأدوا فرائضه"(". 

قال عكرمة:" العاقبة: الجنة"(". 

قال قتادة*" أي: الجنة للمتقين"(), 

قال تمد بن إسحاق: "(للمتقين)؛ أي: لمن أطاعني وأطاع رسولي"7”") 


القرآن . 
يَعْمَلُونَ (64)) ل 0 
التفسير: 
من جاء يوم القيامة بإخلاص التوحيد لله وبالأعمال الصالحة وَفْقَ ما شرع الله قله جر عظيم 
خير من ذلك» وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم» ومن جاء بالأعمال السيئة» فلا فلا يُجْزى الذين 
عملوا السيئات على أعمالهم إلا بما كانوا يعملون. 

لضان :(ْمَنْ جَاءَ بالحسسئة قله خَيْرُ مِنها) [القصص : 85]» أي:" من جاء يوم القيامة 
الخير هو الجنة والنعيم الدائه"('". 

قال الطبري: يقول: " من جاء الله يوم القيامة بإخلاص التوحيدء فله خير» وذلك الخير 
هو الجنة والنعيم الدائه"("). 

عن سعيد بن جبير قوله: "إفله خير منها» يقول: ا 

عن ابن عباسء قوله: "(فله خير منهاع» قال: خير تواب"7). وفي رواية:" له منها 

خير"( 0 وروي عن الحسن» ومجاهدء وقتادة» نحو ذلك7) 


.١190/٠7١ التحرير والتنوير:‎ )١( 
.7"071/1ص:)١17١87(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.70717/3ص:)١17١87(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.7071/1ص:)١17١85(متاح أخرجه ابن ابي‎ ):( 
.7071/9ص:)١17١85(متاح أخرجه ابن ابي‎ )5( 

(1) التفسير الميسر: 596. 

(0) تفسير الطبري: .51748/١9‏ 

(8) أخرجه ابن ابي حاتم(85١17١):ص7"0717/9.‏ 

(9) أخرجه الطبري: »178/١5‏ وانظر: تفسير ابن ابي حاتم: ."١71/9‏ بدون سند. 
)٠١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(41١17١):ص7077/4.‏ 

.5"56 التفسير الميسر:‎ )١١( 

.578 ١9 تفسير الطبري:‎ )١١( 
.707 5/9 ص:)١17١97(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 


53:١ 


قال قتادة:" أي: له منها حظ خيرء والحسنة: الإخلاص"(). 
عن أب ذر قال: "قلت: يا رسول الّه» «لا إله إلا الله» من الحسنات؟ قال: «هي من 

أحسن الحسنات»"20), 

عن عبد الله» قوله: "(من جاء بالحسنة]» قال: لا إله إلا الله"7). وروي عن ابن عباس 
وأبي هريرة وعلي بن الحسين وسعيد بن جبير والحسن وعطاء ومجاهد وأبي صالح ذكوان 
وعكرمة ومحد بن كعب القرظي والنخعيء والضحاك والزهري وقتادة» وزيد بن أسلم نحو 
ذلك 

وقال ابن عبد الله الجدلى: "دخلت على على بن أبى طالب رضى الله عنه» فقال: يا أبا 
عي اش لا أحدتك: بالحسنة التى من حاء انها افيكله الله الحدة وفعل تقر فيل يك قله يل يني 
آمو االمؤاملية :"قال الصتنة حين". 

قوله تعالى:(ِوَمَنْ جَاءَ بالمنّية فلا يُجْرَّى الَّذِينَ عَمِلُوا السَيّتاتٍ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 
[القصص : 85]» أي:" ومن جاء بالأعمال السيئة» فلا يُجْزى الذين عملوا السيئات على أعمالهم 
إلا بما كانوا يعملون"7") 

قال الطبري: يقول: " ومن جاء بالسيئة» وهى الشرك بالله» فلا يثاب الذين عملوا 
السيئات على أعمالهم السيئة إلا جزاء ما كانوا يعملون"7". 

قال الزمخشري:" (إلا ما كانوا يعملون): إلا مثل ما كانوا يعملون» وهذا من فضله 
العظيم وكرمه الواسع أن لا يجزى السيئة إلا بمثلهاء ويجزى الحسنة بعشر أمثالها وبسبعمائة» 


قال قتادة:" السيئة: الشرك"("". 

قال السدي:" من جاء بالسيئة فجزاؤها سيئة مثلها من جميع الذنوب وذلك عند الحساب 
إذا حوسب ألقى بدل كل حسنة عشر سيئاتء فإن بقيت حسنة واحدة أضعفت له وأدخل بها الجنة 
وان كانت سيتاتة عند المقاضنة إذا ألقيت عشر | بحسكة أكثز من حسداتة فز اتتاسيكة واحدة كان 
جزاؤوه النار إلا أن يعفو الله عنه"070, 


.7075/3ص:)١7١51١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.7075/3ص:)١17١557(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
بدون سند.‎ .3١7 5/9 (؟) انظر: تفسير ابن ابي حاتم:‎ 
.578//١9 أخرجه الطبري:‎ ):( 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(84١17١):ص7075/3.‏ 
(1) أخرجه ابن ابي حاتم(89١7١):ص7075/3.‏ 
(0) انظر: تفسير ابن أي حاتم: ."١75/4‏ بدون سند. 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(٠5١17١):ص7075/3.‏ 
(4) التفسير الميسر: ©9". 

.17/8/١9 تفسير الطبري:‎ )٠١( 

)الكشاف: . 

.57/8 7/١5 أخرجه الطبري:‎ )١١( 
.7075/4ص:)١1١37(متاح أخرجه ابن أبي‎ )١( 


1١ 


5. 


عن ابن عباسء قوله: "(ومن جاء بالسيئة)» قال: الشرك7). وروي عن ابن مسعود 
وأبي هريرة وأنس بن مالك وأبي وائل وعطاء والحسن وسعيد بن جبير وعكرمة والنخعي وأبي 
صالح والزهري وزيد بن أسلم وتمد بن كعب والسدي وقتادة والضحاك مثل ذلك(). 

وروي عن د بن عتبة الكندي قال: "دخلت على علي ابن أبي طالب فقال: يا أبا عبد 
اللهء ألا أحدثك بالسيئة التي من جاء بها أكبه الله على وجهه في النارء ولم يقبل منه معها عمل 
قلت: بلىء يا أمير المؤمنين قال: السيئة: بغضنا"(". 
فوائد الآيتين:[85-85]: 
اع كريمة التعن بو الامخطالة علي الدائرج »كو الحتتاة المع اس في و اله الفماد فى لاز كن 
3 بيان فضل الله ورحمته وعدله بين عباده بمضاعفة الحسنات وعدم مضاعفة السيئات. 
"- العاقبة الحسنى وهي الجنة لأهل الإيمان والتقوى. 


القرآن 
(إنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقْرْآنَ لَرَادّكَ إِلَى مَعَادٍ قل رَبّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهْدَى وَمَنْ هُوَ في ضلالٍ 
مُبِينٍ (55)) [القصص : 565] 
التفسير: 
إن الذي أنزل عليك -أيها الرسول- القرآن» وفرض عليك تبليغه والتممك به. لمرجعك إلى 
الموضع الذي خرجت منهء وهو «مكة» » قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: ربي أعلم مَن 
جاء بالهدى» ومن هو في ذهاب واضح عن الحق. 
سبب النزول: 1 

قال الضحاك:" لما خرج النبي وين نك فخ الجحدة لندان إلى مكة» فأنزل الله تبارك 
وتعالى عليه القرآن: (لرادك 2 معاد)» إلى مكة"(). 

قوله تعالى:(إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقْرْآنَ َرَادُكَ إِلَى مَعَادِِ [القصص : 565]» أي:" إن 
الذي أنزل عليك -أيها الرسول- القرآن» وفرض عليك تبليغه والتمسئك به» لمرجعك إلى الموضع 
الذي خرجت منه: وهو «مكة»"200. 

قال الطبري: يقول:" إن الذي أنزل عليك يا تمد القرآن لرادك إلى عادتك من الموتء أو 

إلى عادتك حيث ولدت"("), 

قال الزجاج:" معنى :«فرض عليك القرآن»: أنزله عليك وألزمك؛ وفرض عليك العمل 
بما يوجبه القرآن» لرادك إلى مكانك بمكة؛ وقيل إلى معاد إلى مكانك في الجنة؛ وأكثر التفسير 
لباعتك» وعلى هذا كلام الناس: اذكر المعاد. أي: اذكر مبعتك في الآخرة"7". 

قال الزمخشري:" (فرض عليك القرآن)» أي: أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما 
فيه» يعنى: أن الذي حملك صعوبة هذا التكليف لمثيبك عليها ثوابا لا يحيط به الوصف. 
و(لرادك؟ بعد الموت (إلى معاد)» أى: معاد ليس لغيرك من البشر وتنكير المعاد لذلك: وقيل: 
المراد به مكة: ووجهه أن يراد رده إليها يوم الفتح: ووجه تنكيره أنها كانت في ذلك اليوم معادا 





."075/9ص:)١7١59 أخرجه ابن أبي حاتم(‎ )١( 

)١(‏ انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 7075-1:075/9. بدون سند. 
2( أخرجه ابن بيخ حاتم(315١1١):ص‏ 075/1" 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(١٠77١):ص075/9".‏ 

(6) التفسير الميسر: 45". 

(5) تفسير الطبري: .551-55٠/1١9‏ 

() معاني القرآن: 4/لاه١8-1/ه١.‏ 


3 


77 


له شأن» ومرجعا له اعتدادء لغلبة رسول الله 6 عليهاء وقهره لأهلهاء ولظهور عز الإسلام 
أنه يهاجر به منهاء ويعيده إليها ظاهرا ظافرا"(". 

عن مجاهدء قوله: "(إن الذي فرض عليك القرآن): أعطاكه"(". 

وقال مجاهد:" الذي أعطاك القرآن"7". 

قال ابن عباس: لرادك إلى الجنة ثم سائلك عن القرآن"7). وقال السدي: "قال أبو سعيد 
الخدري مثلها"(. 

عن ابن عباس:"(لرادك إلى معاد)ء قال: الموت"(). وروي عن أبي سعيد الخدري 
وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد مثل ذلك(". 

"١ . .‏ 2 - لم 

وعن ابن عباسء قوله: "إلرادك إلى معاد)» قال: إلى يوم القيامة"(. 

قال مجاهد:" لرادك إلى معاد يحييك يوم القيامة"(2. 

قال قتادة:" كان الحسن يقول: إي والله إن له لميعادا يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله 
الجنة"(00), 

وعن ابن عباسء قوله:"[إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)» قال: إلى معدنك 
من الج وروي عن أبي سعيد الخدري وأبى مالك ومجاهد- في إحدى الروايات- نحو 
ذلك7""), 

وعن مجاهدء قوله: "إلرادك إلى معاد)» قال: إلى مولدك بمكة"7"). وروي عن ابن 
عباس ويحيى بن الجزارء وسعيد بن جبير وعطية؛ والضحاك نحو ذلك7” "). 

عن الضحاك:"(لرادك إلى معاد)» إلى مكة"(”". 

وعن حريزء عن نعيم القارئ سمعه يقول: "[إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى 
معاد)» قال: رادك إلى بيت المقدس"0 ". 

وعن قتادة في قوله: "(لرادك إلى معاد)؛ قال: هذه مما كان ابن عباس يكتمها"(". 

١)الكشاف:‏ / 51 . 
أخرجه ابن ابي حاتم(51١17١):نص70765/9.‏ 
أخرجه الطبري: 7/١9‏ 578. 
أخرجه ابن ابي حاتم(54١17١):ص7075/9.‏ 
تفسير ابن أبي حاتم: 0 
أخرجه ابن ابي حاتم(595١1١):نص70765/9.‏ 
انظر: تفسير ابن ابي حاتم: ."١75/9‏ بدون سند. 
أخرجه ابن ابي حاتم(١٠٠١٠١17١):ص7077/4.‏ 
أخرجه ابن ابي حاتم(١١7١7١):نص7075/9.‏ 


.لتتخا”ل ...0ل ”ل ...ل تخصال ...ل لتخصال .... لتتصيال.... تتصيال.. لتتصيل. لتتيل... لطتصمل ‏ 
0 


3 


قوله تعالى:(ِثُلْ رَبِي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلال مُبِينِ) [القصص : 65]ء 

أي:" قل 1 الرسول- لهؤلاء المشركين: ربي أعلم مَن جاء بالهدى» ومن هو في ذهاب واضح 
عن الحق"( 

قال الطبري:" قل يا مد لهؤلاء المشركين: ربي أعلم من جاء بالهدى الذي من سلكه 
نجاء ومن هو في جور عن قصد السبيل منا ومنكم. وقوله: (مبين)؛ يعني: أنه يبين للمفكر الفهم 
إذا تأمله وتدبره» أنه ضلال وجور عن الهدى"(2),. 

قال القرطبي:" أي: قل لكفار مكة إذا قالوا إنك لفي ضلال مبين: (ربي أعلم من جاء 
بالهدى ومن هو في ضلال مبين]» أنا أم أنتم"7). 0 

قال ابن عباس: "نزل جبريل عليه السلام على ممد كله فقال له: يا مهد قل"(*) 

عن سعيد بن جبير في قول الله: "(المبين): البين"7). 





القرآن 1 

(وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الكتَابْ إلا رَحْمَهَ مِنْ رَبَكَ فلا تكُوننَ ظَهيرًا لِلْكَافِرِينَ (55)) 
[القصص : كم] 

التفسير: 


وفا كنت -أيها الرسول- تؤمّل نزول القرآن عليكء لكن الله سبحانه وتعالى رحمك فأنزله عليك» 
فاشكر لله تعالى على نِعمهء ولا تكوننٌ عونا لأهل الشرك والضلال. 

قوله تعالى:[ِوَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيِكَ الكتّابُ إِلّا رَحْمَةَ مِنْ رَبَْكَ) [القصص كم]ء 
أي: م -أيها الرسول- تؤمّل نزول القرآن عليكء لكن الله سبحانه وتعالى رحمك فأنزله 
عليك" 

قال الطبري:" يقول: فاحمد ربك على ما أنعم به عليك من رحمته إياكء بإنزاله عليك 
هذا الكتاب» وقيل: إن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم» وإن معنى اللام: إن الذي فرض عليك 
الوآن :3ه حنيف ينا كنت ترجو نيزن عيك مكون يا قبل لللكه لراداكه الى معاد 151: 

عن الحسن في قول الله: الكتاب قال: القرآت"(5 '. وروي عن ابن عباس مثل ذلك" 

قوله تعالى:(قلا تَكُونَنَ ظهيرًا لِلْكَافِرِينَ1 [القصص : 85]» 7 
نِعمه» ولا تكوننٌ عونًا لأهل الشرك والضلال"77'"). 

قال الطبري:" ولا تكونن عونا لمن كفر بربك على كفره به"("". 


)١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(1771):ص0717/4". 
") التفسير الميسر: 945". 

*) تفسير الطبري: /١9‏ 557. 

5) تفسير القرطبي: .571/١7‏ 

) أخرجه ابن ابي حاتم(4١177):ص50717/4.‏ 

") أخرجه ابن ابي حاتم(17709١):ص5:717/4.‏ 

") التفسير الميسر: 95". 

) تفسير الطبري: /١9‏ 547. 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(١١177١):ص5071//4.‏ 

)٠‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 1071/9. بدون سند. 
١‏ التفسير الميسر: 95". 

.547 /١9 تفسير الطبري:‎ )١ 


4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


١ 


قال الزجاج:" أي: معينا للكافرين"(") 

قال الواحدي:" معينا لهم على دينهم 

قال القرطبي:" أي: 0 

قال مقاتل:" وذلك حين دعي إلى دين آبائه فأوحى الله- عز وجل- إلى النبي- صلى الله 
عليه وسلم- في ذلك فقال: (فلا تكونن ظهيرا)» يعني: معينا للكافرين على دينهم"0. . 

قال الزمخشري:" والنهى عن مظاهرة الكافرين ونحو ذلك من باب التهييج » وهيهات 
أن ترتع همة رسول الله ييه حول ذلك الحمى» ولكنه وارد على ما قلت لك من إرادة التهييج 


والإلهاب"07) 

-  نآرقلا‎ 

(وَلَا يَصدْنَكَ عَنْ آيَاتِ الله بَعْدَ إِذ أنَزلّث إِلَيْكَ وَادْعْ إلى رَبَكَ وَلَا تقُوَنَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (007)) 
[القصص : 8517] 

التفسير: 


ولا يصرقَنّك هؤلاء المشركون عن تبليغ آيات ربك وحججهه بعد أن أنزلها إليكء وبلّْ رسالة 
ربك» ولا تكونن من المشركين في شيء. 

قوله تعالى :ولا يَصُدُنَكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذ أنْزْلَتْ إِلَيِكَ) ال /31]ء أي " ولا 
يصرقنّك هؤلاء المشركون عن تبليغ آنات ربك وحجحه بغد أن أنزلها إليك"!": 

قال مقاتل:" (ولا يصدنك] كفار مكة عن إيمان بالقرآن (بعد إذ أنزلت إليك)"7". 

قال الطبري: يقول:" ولا يصرفنك عن تبليغ آيات الله وحججه بعد أن أنزلها إليك ربك 
يا تمد هؤلاء المشركون بقولهم: إلولا أوتي مثل ما أوتي موسى)"7". ْ 

قال القرطبي:" يعني: أقوالهم وكذبهم وأذاهم» ولا تلتفت نحوهم وامض لأمرك 
وشأنك" 0 

عن سعيد بن جبير» قوله: "(آيات اللما» يعنى يعنى: القرآن"(١١‏ 

وقرا بعرت كاد 7 مجزوم النون. كدعة وقرئ: ا من: أصدّهء» بمعنى: 
صذه» وهي في لغة كلب(١‏ 


قوله تعالى: (ِوَادْغٌ َ رَبَكَ) [القصص : 87]» أي:" وبلّغْ رسالة ربك"00". 
قال مقاتل:" (وادع) الناس إلى معرفة ربك- عز وجل- وهو التوحيد"(0"). 


.١58/4 معاني القرآن:‎ )١ 
211/8 ؟) التفببين الوسيط::‎ 
.571/17 تفسير القرطبي:‎ )* 
تفسير مقاتل بن سليمان :/ 9ه".‎ )4 
.4317 179/8 الكشاف:‎ )5 

؟) التفسير الميسر: 95". 

1) تفسير مقاتل بن سليمان :/ 9ه". 

) تفسير الطبري: /١9‏ 557. 

) تفسير القرطبي: .577/١‏ 

.8:77//4ص:)١771١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠ 

.7377 /١1: انظر: الكشاف: 5737/9» وتفسير القرطبي‎ )١ 
."95 التفسير الميسر:‎ 


/ 
94 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


575 


قال الطبري: يقول:" وادع إلى ربك وبلغ رسالته إلى من أرسلك إليه بها"0©. 

قال القرطبي:" أي: إلى التوحيد. وهذا يتضمن المهادنة والموادعة. وهذا كله منسوخ 
بآية السيف. وسبب هذه الآية ما كانت قريش تدعو رسول الله ب إلى تعظيم أوثانهم» وعند ذلك 
ألقى الشيطان في أمنيته أمر الغرانيق على ما تقدم. والله أعلم"77. 

قوله تعالى:(ِوَلَا تَكُوَنَّ مِنَ الْمُتْرِكينَ) [القصص : 87]: أي:" ولا تكونن من المشركين 
في شيء"(1). 

قال الطبري:" يقول: ولا تتركن الدعاء إلى ربك: وتبليغ المشركين رسالته؛ فتكون ممن 
فعل فعل المشركين بمعصيته ربه» وخلافه أمره"0. 

قال مقاتل"" ثم أو عز إلى النبي- ل وحذره» فقال- سبحانه-: إدلا تكونن من 
المشركين)» وذلك حين دعي إلى دين آبائه فحذره الله- عز وجل- أن يتبع دينهم"7". 


القرآن 
(وَلَا تذغ مَعَ الله إِلَهَا آخَرَ لا إلهَ إلا هُوَ كل شَيْءٍ هَالِكَ إلا وَجْهَهُ لَه الْحُكم وَإِلَنْهِ تُرْجَعُونَ 
)20 [القصص : 6/8م] 
التفسير: 
ولا تعبد مع الله معبودًا آخر؛ فلا معبود بحق إلا الله» كل شيء هالك وفانٍ إلا وجهه؛ له الحكم» 
وإليه ترجعون من بعد موتكم للحساب والجزاء. وفي هذه الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى كما 
يليق بكماله وعظمة جلاله. 
قوله تعالى:إِوَلَا تَدْعٌ مَعَ الله إِلَهَا آخَرَ) [القصص : 88]ء أي:" ولا تعبد مع الله معبودا 
آخر"0", 
قال مقاتل:" يقول ولا تعبد مع الله تعالى إلها آخر فإنه واحد ليس معه شريك"0". 
قال الطبري: يقول: " ولا تعبد يا مد مع معبودك الذي له عبادة كل شيء معبودا آخر 
توي 
قال القرطبي:" أي: لا تعبد معه غيره"('". 
قال أبو مجلز: "كنتء عند عبد الله بن عمر فسأله رجل عن الشركء فقال: أن تجعل مع 
سِ 1. ١١١١‏ 
ل ١‏ ند : 1 : 7 
قوله تعالى: إلا إِلَه إِلّا هُوِ1 [القصص : 88]» أي:" فلا معبود بحق إلا الله"(""). 


.5"65 تفسير مقاتل بن سليمان :؟/‎ )١ 
.557 7/١9 ؟) تفسير الطبري:‎ 
.3777 /١1 تفسير القرطبي:‎ )" 
."95 التفسير الميسر:‎ )5 
.557 /١9 تفسير الطبري:‎ )© 
.7509 تفسير مقاتل بن سليمان : ؟/‎ )1 

") التفسير الميسر: 95". 

) تفسير مقاتل بن سليمان : ”؟/ 7509. 

4) تفسير الطبري: 7/١9‏ 557. 

.73717 /١1 تفسير القرطبي:‎ )٠ 

.307107 /94ص:)١177١7(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
."55 التفسير الميسر:‎ )١١ 


7 


قال الطبري: يقول: " يقول: ل 0 
قال القرطبي:" فإنه لا إله إلا هو. نفي لكل معبود وإثبات لعبادته"(") 

عن ابن عباس:"(لا إله إلا هو), قال: توحيد"(". 
قوله تعالى:(كُلٌ شَيْءٍ هَالِكَ إلا وَجْهَهُ1ِ [القصص : 8]» أي:" كل شيء هالك وفانٍ إلا 
ا 
قال مقاتل:" يقول- سبحانه- كل شيء من الحيوان ميت ثم استثنى نفسه- 86- بأنه- 
تعالى- حي دائم لا يموت فقال- كل-: (إلا وجهه)ء يعني: إلا هو"0. 

قال الطبري: يقول: " الذي كل شيء هالك إلا وجهه"70. 

قال الزجاج:" معنى (إلا وجهه): 0 إياه"7"). 

قال الفراء:" إلا هو وقال الشاعر(") 
أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل 
أي إليه أوجه عملى" 0 

قال الزمههري" الوخة يعبر به عن الذات"7' 

قال ابن كثير:" قوله : ( كُلّ شَيْءٍ هَالِكَ إلا 00 : إخبار بأنه ا الباقي الحي 
القيوم ٠‏ الذي تموت الخلائق ولا يموت ٠‏ كما قال تعالى : ( كُلْ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ 
رَبَكَ ذُو الْجَاالٍ وَالإِكْرَامِ 4 [ الرحمن : 77 77 ]ء فعبر بالوجه عن الذات » وهكذا قوله ها 

هنا : ( كُلّ شَْيْءٍ هَالِكَ إلا وَجْهَهُ 14 أي : إلا إياه. 

وقد ثبت في الصحيح . من طريق أبي سلمة » عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله 
: "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : 
ألا كل شَيْء مَا خَلا الله بَاطِلُ» 00 ش 

عن مجاهد» قوله:"(كل شيء هالك إلا وجهه). قال: إلا ما أريد به وجهه"(1) 


وجهه 


.557 /١5 تفسير الطبري:‎ )١ 


)١(‏ تو 

.777 7/١ تفسير القرطبي:‎ )١( 

(") أخرجه ابن ابي حاتم(١177١):ص9/‏ 3"0717. 

(4) التفسير الميسر: 45". 

(65) تفسير مقاتل بن سليمان :7/ 3509. 

(1) تفسير الطبري: /١9‏ 557. 

اي القرآن: .١58/5‏ 

(8) البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص 075, والأشباه والنظائر 5/ »١5‏ وأوضح المسالك ؟/ 2587 
وتخليص الشواهد ص ٠5‏ 5» وخزانة الأدب "/ 21١١‏ 4/ 175هء والدرر 5/ ١185‏ وشرح أبيات سيبويه /١‏ 
» وشرح التصريح /١‏ 914”., وشرح شذور الذهب ص 475»: وشرح المفصل ا/ 59. 6/ ١ه‏ 
والصاحبي في فقه اللغة ص ١18١.؛‏ والكتاب /١‏ ”» ولسان العرب (غفر) » والمقاصد النحوية ”//, 2775 
والمقتضب ”/ ١7"ء‏ وهمع الهوامع ”/ 87» وأمالي المرتضى "/ 57»: وتفسير الطبري /١‏ 5ه, ”/ 2357 
وتفسير البحر المحيط ."501١ /١‏ 

(9) معاني القرآن: ؟"/ ."١5‏ 

.531//9 الكشاف:‎ )٠١( 

(١١)صحيح‏ البخاري برقم (١854؟)‏ وصحيح مسلم برقم (55؟5). 

.7517/5 تفسير ابن كثير:‎ )١١( 


3 


5 


" لها 


عن سفيان:"(شئ هالك إلا وجهه)» قال: ما أريد به وجهه 

قال يحيى:" هو كقوله: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [الرحمن: 7"]717") 

وقال الكلبي:" كل عمل لغيره فهو هالكء إلا ما كان له"7). 

قال ابن كثير:" وهذا القول لا ينافي القول الأول » فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها 
باطلة إلا ما أريد بها وجه الله عز وجل من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة. والقول الأول 
مقتضاه أن كل الذوات فانية وهالكة وزائلة إلا ذاته تعالى » فإنه الأول الآخر الذي هو قبل كل 
شيء وبعد كل شيء"20). 

قال سفيان الثوري:" كل شيء هالك إلا ما ابتغي به وجهه من الأعمال الصالحة"("). 

أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في تفسير هذه الآية من قول الله: "إكل شيء هالك إلا 
وجهه)؛ يعني: الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان» 
ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك لا تهلك الجنة والنار وما فيها ولا العرش ولا الكرسي"7". 

عن عيسى المدينيء» قال: "سمعت علي بن الحسين. 0 
(قَصّعق مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأزض إلا مَنْ شَاءَ الل) [الزمر : 54]: من الذين استثنى 
قال: هم ثلاثة عشر» جبريل وميكائيل» وإسرافيل» وحملة العرش الثمانية» وملك الموت» ورب 
العزة. فيأمر ملك الموت فيقبض فلانا وفلانا وحملة العرش حتى لا يبقى غيره فيقول رب 
العزةء مت يا ملك الموت فيموتء فذلك قوله: 33 مَنْ عَلَيْهَا قَانِ(7؟) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبْكَ ق 
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام4 [الرحمن : 77-77]» وذلك قوله: (كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه 
ترجعون)"(0). 0 ١‏ 

قال أبو الوليد: "كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه » يأتي الخربة فيقف على بابها » 
فينادي بصوت حزين فيقول : أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول : ( كُلّ تتياءٍ هَالِكُ إلا وَجْهَهُ 
: قوله تعالى:(ِلَّهُ الْحُكُمْ) [القصص : 88]: أي:" له القضاء النافذ في الخلق"(:") 

قال مقاتل:" يعني: القضاء"('"). 

قال الطبري:" يقول: له الحكم بين خلقه دون غيره» ليس لأحد غيره معه فيهم حكه"("". 

قال ابن كثير:" أي : الملك والتصرف », ولا معقب لحكمه "9"). 


.707/8/5ص:)١17١ أخرجه ابن أبي حاتم(؛‎ )١( 
تفسير سفيان الثوري(”75: 54: ؟):ص7555. المعنى" كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه". انظر:‎ )١( 
.5588/7 الهداية إلى بلوغ النهعايى:‎ 
.1١ 5/7 تفسير يحيى بن سلام:‎ )"( 
."71١ و "تنوير المقباس"‎ »574 /١1 انظر: التفسير البسيط للواحدي:‎ )5 
.757/5 تفسير ابن كثير:‎ 
."07/8/9ص:)١77١(متاح أخريه ابن أبي‎ 


( 
5) ته 
( 
( أخرجه ابن أبين حاتم(/1١1/7١):نص‏ 7037/8/4 
( 
( 


) 
) 
10 
و 
(8) أخرجه ابن أبي حاتم(7١177١):ص707//4.‏ 

(4)أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب «التفكر والاعتبار»: نقلا عن تفسير ابن كثير: 557/5. 
)٠١(‏ صفوة التفاسير: 417/7. 

."5٠ /7: تفسير مقاتل بن سليمان‎ )١١( 

.5537 /١5 تفسير الطبري:‎ )١١( 

.757/5 تفسير ابن كثير:‎ )١( 


518 


تون كعاتن كزلئه ذ جةو 3" [التعيكن :107 أى :3 ؤالجة “كر كمون مر سعد مومكم 
للحساب والجزاء"7". 

قال مقاتل"'" أحياء في الآخرة فيجزيكم- عز وجل- بأعمالكم"("). 

قال الطبري:" يقول: وإليه تردون من بعد مماتكم؛» فيقضي بينكم بالعدل» فيجازي 
مؤمنيكم جزاءهم؛ وكفاركم ما وعدهم"7". 

“قال ابن كثير:" أي : : يوم معادكد ٠‏ فيجزيكم بأعمالكم » إن كان خيرا فخير » وإن شرا 
فشر "40 

قال أبو العالية: 7 يرجعون إليه بعد الحياة"(*) 
فوائد الآيات:[5/ 02 ]. 
-١‏ معجزة القرآن ؤ في وقوع الغيب بعد الإخبار به وذلك حيث عاد الرسول صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ 
إلى مكة بعد الخروج منها. 
-١‏ مشروعية الملاينة في الجدال والمناظرة أثناء الدعوة باستعمال أسلوب التشكيك. 
"- حرمة معاونة الكفار ومناصرتهم لا سيما ضد المؤمنين. 
5- وجوب الثبات والصبر على الدعوة حتى نجاحها ببلوغها الناس واستجابتهم لها. 
5- تقرير التوحيد والبعث والنبوة الثهدية. 1 
-١‏ فناء كل شيء إلا الله تعالى إلا ما ورد الدليل بعدم فنائه وعد منه ثمانية نظّمها بعضهم 
بقوله("): 0 
ثمانية حكم البقاء يعمها ... من الخلق والباقون في حيز العدم 
هي العرش والكرسي نار وجنة ... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم 

فالثمانية هذه مستثناة بمعنى أنها لا يأتي عليها العدء!"). 


."95 التفسير الميسر:‎ )١( 

."5٠ /: تفسير مقاتل بن سليمان‎ )١( 

() تفسير الطبري: /١9‏ 557. 

(4) تفسير ابن كثير: 777/5. 

9 د ابن أبي حاتم(17714):ص 07//4". 

(1) انظر: توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم: ١‏ / 19. 


(1) قال الشيخ ناصر بن عبدالكريم العقل: 

" ذكر أهل العلم بعض هذه الأشياء» وبعضها ثبتت في النصوص وبعضها ليس هناك دليل قاطع على بقائها 
وعدم فنائهاء وقال بعضهم: إنها تفنى بصورة أخرىء يعني: تتحول من حال إلى حال. 

أما العرش والكرسي فلا شك أنه لا يشملهما العدمء وكذلك النار والجنة» وعجب الذنب كذلك ورد أنه أيضاً لا 
ينعدم» بمعنى: أنه يبقى عظماًء لكن لا يعني ذلك عدم الموت» فهذه مسألة خلافية» فالعظم الذي يكون في عجز 
الإنسان ويبقى فبقاؤه لا يعني عدم الموت؛ لأن الموت محكوم به على الإنسان نفسه؛ والإنسان قد تأكله 
الأرض كله وقد تبقى أجزاء منه» وقد وجد من بعض أجسام الأنبياء والشهداء من لم تمسه الأرض إلى الآن. 
فعلى هذا يبقى جسمه:؛ لكن الفناء الذي هو الموت حصلء وكون بعض العظام تبقى لا يعني عدم الحكم 
بالموتء والتحول من خلق إلى خلق قد يسمى فناء وقد يسمى موتاً أيضاًء فالإنسان قد يأكله سبع» وقد يسقط 
في الماء وتأكله الحيتان» وقد يحترق» ومع ذلك تبقى ذرات جسمه على شكل رماد أو فضلات أو نحو ذلك. 


وه" 


«آخر تفسير سورة (القصص)» والحمد لله وحده» 


وكذلك اللوح والقلم والأرواح: أما الأرواح فالخلاف فيها راجع إلى طبيعة هذه الأرواح» هل هذه الأرواح 
أجسام؟ هل هي أعيان» أو هي أمور معنوية أو نحو ذلك؟ فالخلاف مبني على حقيقة هذه الأرواح وكيفيتهاء 
والله أعلم. 

وقد ذكر كثير من أهل العلم ما ذكره ابن القيم من أن هذه الثمانية الأشياء لا تفنى. 

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية العرش والكرسي والنار والجنة وبين أنها لا تفنى» وأن هذا قول جمهور السلف» 
وأنها مستثناة. 

أما البقية فليس عندي فيها جزمء والله أعلم'. 

شرح الطحاوية لناصر العقل: الدرس(89/١1١)»‏ دروس صوتنية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية] 


١ك‎ 


بشم آله أل خم رأَأرَحِيمِ 
تفسير سورة ة «العنكبوت» 
سورة «العنكبوت»: هى السورة «التاسعة والعشرون» في ترتيب 00 وهي 
السورة الخامسة والثمانون في ترتيب نزول سور القرآن» نزلت بعد سورة «الروم»7": وقبل 
سورة الإسراءء في أواخر سنة إحدى قبل الهجرة» وعدد آياتها تسع وستونء بالاتفاق» وكلماتها 
تسعمائة وثمانون» وحروفها أربعة آلاف ومائة وخمس وتسعونء المختلف فيها ثلاث: (الم ))١(‏ 
[العنكبوت : :]١‏ [وَتَفُطَعُونَ السسّبيل) [العنكبوت : 25]؛ (مُخْلِصِينَ لَه الين) [العنكبوت : 15]: 
بلوامت آياتها «نمر»» على الراء آية واحدة (قَدِيرٌ) [العنكبوت 6 | 0 
أسماء السورة: 
اسمها التوقيفي: «سورة العنكبوت»: 
سميت «سورة العنكبوت»؛ لورود اسم «العنكبوت» فيهاء حيث ضرب الله سبحانه 
وتعالى مثلا للآلهة المزعومة بالعنكبوب والأصنام المنحوتة» قال تعالى: مَتَلُ الّذِينَ انُحَدُوا 
مِنْ دون الله وليك كَمَثْلِ الْعَنْكَيُوتِ انَخَذْتْ يَيْنَا وَإِنَّ َوه الْبْيُوتِ لَبَيْتْ العَنْكَيُوتِ لو كَانُوا 
يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 457](". 
عن. عكرمة:" جاء جبزيل إلى النبي 4 فحنى ظَهن الأسود بن عبد يغوث .حت احفوقف 
صدره.؛ فقال: النبي 5 خالي خالي فقال جبريل: دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين» قال: 
وكانوا يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها"7). 7 1 
ولايعرف لهذه السورة اعم غين هذا الأبسمه ودكر :التفضن انض :[الم :(1) اكيت الثلية 
(1)5 [العنكبوت : ١‏ - 1]؛ دون ذكر أن مطلع السورة هو اسم تسمى به!. 
مكية السورة ومدنيتها: 
في مكان ترون السورية أفوال: 
أحدها* أنها نزلت م جميعها. - د ابن 06 2 وابن الزبير("), والحسن(", وعطاء(/ 
الثاني: أنها مدنية كلهاء وهذا أحد 0 ابن 0 2 وقتادة : 


(؟) أورده السيوطي في الدر المنثور:553/56» وعزاه إلى ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في 
في الدلائل. 
() أورده السيوطي في الدر المنثور:44/1 4: وعزاه إلى مردويه. 
(8) حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير://4"؟. 
(1) حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير://4"؟. 
)٠١(‏ حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟//9؟. 
)١١(‏ حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟//9؟. 
) 


.”371١/9 انظر: تفسير مقاتل بن سليمان:‎ )١ 


الثالث: أنها مكية كلها غير آية منهاء وهي قوله تعالى: (إنَّ الذي فَرَضَ عَلَيِْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُكَ إِلَى 
مَعَادِ)ِ [القصص : 65]» فإنها نزلت عليه وهو بالجحفة في وقت خروجه للهجرة. وهذا قول ابن 


عباس 


أيضا(). 


الرابع: نزلت من أولها إلى رأس العشر بمكة» وباقيها بالمدينة. قاله هبة الله بن سلامة0). 
الخامس: نزلت من أولها إلى رأس العشر بالمدينة» وباقيها بمكة. وهذا مروي عن ابن عباس(", 
وقتادة/"). والشعبي(")؛. وحكاه ابن الجوزي7*) 

السادس: أنها نزلت بين مكة والمدينة في طريقه حين هاجر- 5-. وهذا مروي عن علي بن ابي 
طالب()؛ وحكاه مقاتل('"). 


قال السمعاني:" وعن علي أنه قال: نزلت بين مكة والمدينة. وهذه رواية غريبة"(0'". 
قال الفيروزآبادي: " السورة مكية إجماعا"("". 
قال ابن عاشور:" هي مكية كلها في قول الجمهور7"). 


« مناسبة سورة«العنكبوت» مع سورة «القصص»: 


( 
( 
( 
( 
ه(/ 
( 
( 
( 
( 


د 


تظهر مناسبة هذه السورة لما قبلها من النواحي الآتية: 

إنه ذكر فى السورة السالفة استعلاء فرعون وجبروته» وجعله أهلها شيعاء وافتتح هذه 
السورة بذكر المؤمنين الذين فتنهم المشركونء» وعذبوهم على الإيمان» دون ما عذب به 
فرعون بني إسرائيل تسلية لهم بما وقع لمن قبلهم» وحثا لهم على الصبرء كما قال: 
وَلَقَدْ قَتَنَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهم) [العنكبوت : "]. 

ذكر فى السورة السابقة نجاة موسى من فرعون وهربه منه ثم عوده إلى مصر رسولا 
نبياء ثم ظفره من بعد بغرق فرعون وقومه ونصره عليهم نصرا مؤزراء وذكر هنا 
نجاة نوح عليه السلام وأصحاب السفينة وإغراق من كذبه من قومه. 

نعى هناك على عبدة الأصنام والأوثان» وذكر أنه يفضحهم يوم القيامة على رءوس 
الأشهاد- وهنا نعى عليهم أيضا وبين أنهم فى ضعفهم كضعف بيت العنكبوت. 

هناك قص قصص قارون وفرعونء وهنا ذكرهما أيضاء وبين عاقبة أعمالهما. 

ذكر هناك فى الخاتمة الإشارة إلى هجرة النبي ؛ فى قوله: (إنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ 
الْقْدْآنَ لَرَادُكَ ال ِمَعَاد [القصص : 85]» وفى خاتمة هذه أشار إلى هجرة المؤمنين 
بقوله: (يَا عِبَادِي الَّذِينَ آَمَنُوا إنّ أزضي وَاسِعَةٌ 4 [العنكبوت : 2"(]55. 


)١‏ حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:”/91/8". دون سند. 
؟) حكاه عنه القرطبي في التفسير: /١‏ 77". 

“") حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير:؟/775. 

5) انظر: الناس والمنسوخ: .١5١‏ 

حكاه عنه القرطبي في التفسير: /١‏ 75". 

.١5 /5٠١ انظر: الطبري:‎ )5 


6) انظر: زاد المسير: ؟/ 98". 
91 انظر: تفسير السمعاني: 5/ 15١»ء‏ وتفسير القرطبي: /١1‏ 77", والتحرير والتنوير: ا 


.؟07١/9 تفسير مقاتل بن سليمان:‎ )٠ 


1١١ 
1١ 


( 
( 
( 
( 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
() انظر: تفسير السمعاني: .١565/5‏ 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


تفسير السمعاني: 5/ .١56‏ 
بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزأبادي: /١‏ 0" 


818 /6ْ التحرير والتنوير:‎ 1١ 


لكل 


أغراض السورة ومقاصدها 
مقاصد سورة العنكبوت على الجملة هي: الحث على الاجتهاد في الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكر. والدعاء إلى الله تعالى وحده» من غير تعريج على غيره سبحانه أصلاً؛ 
لئلا يكون مثل المعرّجء مثل العنكبوت؛ فإن ذلك مَتَلُ كل من عرجٌ عنه سبحانه» وتعوّض 
عوضاً منه» فهي سورة ضعف الكافرين» وقوة المؤمنين» وقد ظهر سر تسميتها بالعنكبوت. 
والمحور الرئيس 0 تدور حوله السورة هو محور الإيمان وسياق السورة يمضي 
الأول: حقيقة الإيمان» وسنة الابتلاء والفتنة» ومصير مصير المؤمنين والمنافقين والكافرين» ثم 
فردية التبعة. ٠‏ فلا يحمل أحد عن أحد شيئاً يوم القيامة.. 
الثاني: عرض قصص الأنبياء السابقين» وما تصوره من فتن وعقبات في طريق الدعوات 
والدعاة» والتهوين من شأنها في النهاية حين تقاس إلى قوة الله. وبيان أن الحق الكامن في 
دعوة الرسلء هو ذاته الحق الكامن فى خلق السماوات والأرض. وكله من عند الله. 
الثالث: النهي عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسنء إلا الذين ظلموا منهم. وبيان 
وحدة الدين كله» واتحاده مع دين الإسلام آخر الأديان» الذي يجحد به الكافرون» ويجادل فيه 
المشركون. .وختم الشورة بالتثبيت والبشرى والطمانيئة للمجاهنين: في الله المهديين: إلى 
سبله 
أما مقاصد السورة على وجه التفصيلء فهي تسير وفق التالي: 
-١‏ تثبيت المسلمين الذين فتنهم المشركون» وصدوهم عن الإسلام؛ أو عن الهجرة مع من 
هاجروا. 
؟- من الفتن التي ذُكرت في هذه السورة فتنة طول مكث الأعداء وتسلطهم على المؤمنين؛ 
فربما ينظر الإنسان إلى طول مكث أعداء الله في الأرضء إلى طول مكثهم يتمتعو 
بالقوة» إلى طول مكثهم وهم الذين يسيطرون مقاليد الأمورء ويسيرونها وفق الوجهة 
التي تخدم مصالهم وأغراضهم, فربما يحمله ذلك على أن تزين له الدنيا» وآان يصد عن 
سبيل الله وقد يفتتن بطول مكث الأعداءء فهذه السورة نبهت المؤمن الصادق إلى أن 
القصد من الفتن تمييز المؤمن الصادق من غير الصادق» وَلَيَعْلَمَنَ النّهُ الَذِينَ آمَنُوا 
وَلْيَعْلَمَنَ الْمُنَافِقِينَ] [العنكبوت : »]١١‏ فَلَيَعْلَمَنَ الله الَذِينَ صََدَقُوا وَلَيَعْلْمْنُ الْكَاذِبين 
[العنكبوت : : 'أآء 
*- وعد الله بنصر المؤمنين» وخذل أهل الشرك وأنصارهم من أهل الكتاب. 
4- الأمر بمجافاة المشركين ومفاصلتهمء والابتعاد منهم» ولو كانوا أولي قربى. 
5- وجوب صبر المؤمنين على أذى المشركين» وأن لهم في سعة الأرض ما ينجيهم من 
أذ أهل الشرك: 
5- مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ما عدا الظالمين منهم للمسلمين. 
- أمر النبي 5 بالثبات على إبلاغ القرآن وشرائع الإسلام. 
- التأسي في ذلك بأحوال الأمم التي جاءتها الرسل؛ 0 النبي مدا #ه لم يكن بدعاً من 
الرسلء بل جاء بمثل ما جاؤوا به. 
9- الاستدلال على أن القرآن الكريم منزل من عند الله؛ بدليل أمية من أنزل عليه صلى الله 
عليه وسلم. وتذكير المشركين بنعم الله عليهم؛ ليقلعوا عن عبادة ما سواه. 
- إلزام المشركين بإثبات وحدانيته بأنهم يعترفون بأنه خالق من في السماوات ومن في 
الأرض. 
١‏ الاستدلال على البعث بالنظر في بدء الخلق» وهو أعجب من إعادته. 
-١‏ إثبات الجزاء على الأعمال؛ وأن كل نفس توفى بما كسبت»ء ولا يظلم ربك أحداً. 


.1١9 /7١ انظر: تفسير المراغي:‎ )١( 


-١*‏ توعد المشركين بالعذاب الذي يأتيهم بغتة» وهم يتهكمون باستعجاله. 

١4‏ - ضرب المثل لاتخاذ المشركين أولياء من دون الله بمثل» وهو بيت العنكبوت؛ ففى هذا 
المثل إشارة إلى أن من اعتمد على قوة الأصنام وحفظها عن العذاب كالعنكبوت؛ 
اعتمدت على قوة بيتها الذي لا يحتمل مس أدنى الحشرات والرياح» وحفظها عن الحر 
والبرد. وهذا أتم في الدعوة إلى التوحيد الذي هو أعظم مقاصد القرآن(". 

» فضائل السورة: 

ومما وردت في فضائل هذه السورة: 

- عن أبي بن كعبء قال: قال رسول الله ب: «من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر 
عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين»7"). 

هذا ما تيسر من التمهيد للسورة» وسوف نبدأ في تفسير آياتها بالتفصيل والتحليلء والله نسأل 

أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا فتنة القول والعمل. وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا 
ونوايانا خالصة لوجهه الكريم. 


)١(‏ موقع: [إسلام ويب]. 
)١(‏ أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان: 579/7» والواحدي في التفسير الوسيط(7١7):نص”/417.‏ وقد مر 
الكلام على هذا الحديث وأنه حديث موضوع لا يثبت. 


هه" 


القرآن 
(الم ))١(‏ [العنكبوت : ]١‏ 
التفسير: 


(الم1 سبق الكلام على الحروف المقطّعة في أول سورة البقرة. 

وفي قوله تعالى: (الم 1)١(‏ [العنكبوت : »]١‏ وجوه: 
أحدها: معناه: أنا الله أعلم. قاله ابن عباس('). وروي عن سعيد بن جبير والضحاك نحو ذلك(" 
الثاني: أنه: اسم من أسماء الله الأعظم. وهذا قول ابن عباس أيضا(". 

وقال السدي:" أما الم حرف من حروف اسم الله"(). 

وقال سالم بن عبد الله:"(الم)» وإحم): وإن) ونحوهاء اسم الله مقطعة"7) 

عن ابن عباس في قوله: "زالم)» و(حم]» وإن)» قال: اسم مقطع"(". 

00 أنه اسم من أسماء القرآن. قاله ابن أبي نجيح7"). وروي عن قتادة وزيد بن أنس نحو 
ذلك( 
الرابع : أن «الم»: هي فواتح - الله بها القرآن. قاله مجاهد(ا 
0 أنه قسم . قاله عكرمة( 
السادس: ما قاله ابو العالية» أن :" هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا وأزت فيها 
الألسن كلها منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه» وليس منها حرف إلا وهو في الآية 
وبلا به» وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم؛ وقال عيسى بن مريم صلوات الله 
عليه وسلم وعجب. فقال: وعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به 
فالألف مفتاح اسمه الله» واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف: إلا الله 
واللام: لطف الله؛ والميم: مجد الله» فالألف: ستة» واللام: ثلاثون» والميم: أربعون"7''). وروي» 
عن الربيع بن أنس نحو ذلك!"") 


القرآن ا | 1 
حب النَّامِنُ أنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَا وَهُمْ لا يُفْتُونَ ))١(‏ [العنكبوت : ؟] 
التفسير: 


أَظَنّ الناس إذ قالوا: آمناء أن الله يتركهم بلا ابتلاء ولا اختبار؟ 


.7”:79/1صن:)١1١١19(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )١( 
بدون سند.‎ ."١73/9 انظر: تفسير ابن ابي حاتم:‎ )١( 
.7:79/1صن:)١1١7٠١(متاح (؟) انظر: تفسير ابن ابي‎ 
.70753/3ص:)١17١71١(متاح أخرجه ابن ابي‎ ):( 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(77١17١):ص70753/3.‏ 

(1) أخرجه ابن ابي حاتم(717١17١):ص70753/9.‏ 

(0) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(575١1١):نص7070/1.‏ 
(6) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: ."١70/9‏ بدون سند. 
(1) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(757١17١):ص7090/4.‏ 
)٠١(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم(/571١1١):نص7:0570/1.‏ 
)١١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(575١17١):ص3071-19.79/4.‏ 
)١١(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 4/ .1٠072١‏ بدون سند. 


5 


قال مقاتل:" يقول: أحسبوا أن يتركوا عن التصديق بتوحيد الله- عز وجل- ولا يبتلون 
في إيمانهم"7"). 

وفي سبب نزول الآيات[١2»‏ أ ثلاثة وجوه: 
أحدها: أنها نزلت من أجل قوم كانوا قد أظهروا الإسلام بمكة» وتخلفوا عن الهجرة. قاله 
الشعبي7). 

قال الشعبي:" إنها نزلت» يعني (الم أحسب الناس أن يتركوا» الآيتين في أناس كانوا 

بمكة أقروا بالإسلام» فكتب إليهم أصحاب مهد نبي الله # من المدينة: إنه لا يقبل منكم إقرارا 
بالإسلام حتى تهاجرواء فخرجوا عامدين إلى المدينة» فاتبعهم المشركون» فردوهم, فنزلت فيهم 
هذه الآية فكتبوا إليهم: إنه قد نزلت فيكم آية كذا وكذاء فقالوا: نخرج» فإن اتبعنا أحد قاتلنام 
قال: فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم ثم» فمنهم من قتل» ومنهم من نجاء فأنزله الله فيهم (ثم 
إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور 
رحلا ْ 

وقال قتادة: نزلت في ناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي © فعرض لهم المشركون 
فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن» فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص 
فنزل القرآن: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)"7). 
الثاني: أنها "نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله". وهذا قول عبد الله بن عبيد بن 
عدر 1 
الثالث: -وهوقول مقاتل-: أنها" نزلت في مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب- رضي الله 
عنه- كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر وهو أول من يدعى إلى الجنة من شهداء أمة ممد- 
#- فجزع عليه أبواه. وكان الله- تبارك وتعالى- بين للمسلمين أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة 
في ذات الله- عز وجل- وقال النبي- #5- يومئذ: سيد الشهداء مهجع7)؛ وكان رماه عامر بن 
الحضرمي بسهم فقتله» فأنزل الله- عز وجل- في أبويه عبد الله وامرأته: (الم )١(‏ أحَميب التَّامنُ 
نْ يُتْرَكُوا..) [العنكبوت : ١‏ - 7"]7". 

ولا تعارض بين هذه الأسباب فكلها أمثلة لمن حصل لهم البلاء بسبب إيمانهم؛ وحكمها 





باق. 
قال ابن عطية: وهذه الآية وإن كانت نزلت بهذا السبب وفي هذه الجماعة فهي بمعناها 
باقية في أمة د تلك موجود حكمها بقية الدهر» وذلك أن الفتنة من الله تعالى والاختبار باق في 


ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك؛: وإذا اعتبر أيضا كل موضع ففيه ذلك 


.7375 تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/‎ )١ 
.7”:071/4صن:)١1١71١(متاح ؟) انظر: تفسير الطبري:١1/7» وتفسير ابن ابي‎ 
.7"071/9صن:)١17١11(متاح أخرجه الطبري:١4/7»: وابن ابي‎ )" 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(1757١17١):نص7071/9.‏ 

5) انظر: تفسير الطبري: /7١‏ /-4» وتفسير ابن ابي حاتم(75١17١):نص7077/9.‏ 

1)قال سعيد بن المسيب: 'قتل يوم بدر خمسة رجال من المهاجرين من قريش مهجع مولى عمر يحمل يقول: 
يقول: أبا مهجع وإلى ربى أرجع.ء وقتل ذو الشمالين وابن بيضاء وعبيدة بن الحارث وعامر بن أبى وقاص". 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


أخرجه ابن أبى شيبة (/ا/5؟, رقم 557199). 
(1) تفسير مقاتل بن سليمان: / 777. وذكره عنه الثعلبي:770/7. والواحدي في 'أسباب النزول" ."5٠‏ 
وقال عنه الزيلعي: غريب. 'تخريج أحاديث الكشاف" / 59": وساق ما روي في شأن مهجع -رضي الله 


عنذه2- 


بالأمراض وأنواع المحن ولكن التي تشبه نازلة المؤمنين مع قريش هي ما ذكرناه من أمر 
العدو في كل ثغر"7). 7 0 00000 

قال ابن كثير:" قوله : ( أَحَمِيب النَامنُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولوا آمَنَا وَهُمْ لا يُفتَنُونَ 4 استفهام 
إنكار » ومعناه : أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من 
الإيمان » كما جاء في الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون » ثم الأمثل 
فالأمئل ١‏ يلي الرجل على كتيب تيد اقل كان في دية ماده رن في ادر '. وهذه 
الآية كقوله الس ع ل ا ل 0 
[آل عمران : ]١57‏ » ومثلها في سورة. "براءةا ' وقال في البقرة َم حَمِبْتُمْ أن تَدَخْلُوا الْجَنَه 
وَلَمَّا يَأتِكُ مَتَلُ الّذِينَ خَلَوَا مِنْ قَبْلِكُمْ مََنْهُمُ ثّهُمْ الْبَأسَاءُ وَالضَرَّاءٌ ولواح حَنَّى يَقُولَ الرَّسُولُ 
لين وا معة َتّى تصنؤ الله ألا إن تمر اله قريب ) [لبقرة : "00 

وفي قوله تعالى:[ِوَهُمْ لا يُفْتنُونَ (1)1 [العنكبوت : 7]» وجهان من التفسير: 
أحدهما : لا يختبرون بما يعلم به صدق إيمانهم من كذبه. حكاه الزجاج7"). 

وروي عن ابن زيد: "وهم لا يفتنون)» قال: لا يختبرون"27. 
الثاني : لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم فيعلم بالصبر على البلاء الصادق الإيمان من غيره. 
وهذا معنى قول مجاهدا'). ورويء عن سعيد ابن جبيرء وقتادة والربيع بن أنسء» ومعاوية بن 
قرة وخصيف: أنهم قالوا: «يبتلون»7) 

قال الزجاج:" اللفظ لفظ استخبار والمعنى معنى تقرير وتوبيخ» ومعناه: أحسبوا 
أن نقنع منهم أن يقولوا «إنا مؤمنون» فقط ولا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانههم"(". 

كال أساط "فكاو وابعاد الفرقة كين التال علىء ووطلحة وار كر "7 
الصادق من الكاذب"(0), 

قال ابن عباس:" كان النبي ب يبعث من بعده أو من شاء الله منهم أنا على منهاج النبي 
وسبيله» فينزل الله بهم البلاء» فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق» ومن خالف إلى 
غير ذلك فهو كانب"(1), 

قال الربيع بن أنس:" كان أمر النبي ع رجالا وحسبوا أن الأمر يخفوا فلما أوذوا في 
الله ارتد منهم أقوام» وقال في آية أخرى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا 
من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا قال: فكان أصحاب النبي © يقولون: أتتنا يعني 





."٠6 المحرر الوجيز: ؟5/‎ )١( 

(١)المسند )١77/١(‏ والترمذي في السنن برقم (734) من طريق مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي 
وقاص رضي الله عنه » وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح". 
(") تفسير ابن كثير: 5/ 7577. 

ا القرآن: .١55/5‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(717١7١):ص7057/4.‏ 

(1) انظر: تفسير ابن أبي حاتم(4١17١):‏ ص70177/4. 

(0) تفسير ابن أبي حاتم: 1017/9. بدون سند. 

.١55/5 القرآن:‎ 78 (0) 

(0) 

) 

) 


5 أخرجه ابن ابي حاتم(75١17١)‏ نص ١77/9‏ 0 
) أخرجه ابن ابي حاتم(١7١)نص‏ 1/ 31 8073-17 
) أخرجه ابن ابي حاتم(5748١17١)‏ نص ٠/1‏ وآ 


1١ 
1١١ 


السنن. على ما أوذوا في الله» وصبرواء عند البأساء والضراء وشكروا في السراء وقضى الله 
عليهم أنه سيبتليهم بالسراء والضراء والخير والشر وإلا من والخوف والطمأنينة والشخوص» 
آمنين» ثم قال النبي #ه في آخر عمره وخشي عليهم الدنيا وعرف أنهم سيأتون من قبلها أنها 
تفتح عليهم خزائنها فتقدم إليهم في ذلك أن تغرهم الحياة الدنيا وأخبرهم أن الفتنة واقعة وأنها 
مصيبة الذين ظلموا منهم خاصة فإذا فعلوا ذلك كانوا في انتقاص وتغيير"(". 


القرآن 
(وَلَقَدْ فتَنَا الَذِينَ من قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَ الدّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَ الْكَاذْبِينَ (9)) [العنكبوت : 7] 
التفسير: 
ولقد فتنًا الذين من قبلهم من الأمم واختبرناهم: ممن أرسلنا إليهم رسلناء فليعلمنَ الله علمًا 
ظاهرًا للخلق صدق الصادقين في إيمانهم؛ وكذب الكاذبين؛ ليميز كلّ فريق من الآخر. 

قوله تعالى (وَلَقَد قَتَنّا الْذِينَ من نْ قَبْلِهِمْ] [العتكيوبه اك أي " ولقد فتنًا الذين من قبلهم 
من الأمم واختبرناهم» ممن أرسلنا إليهم رسلنا" 0 

قال يحيى:" يعني: ابتلينا الذين من قبلهم"(". 

قال الزجاج:" أي: اختبرنا وابتلينا"0). 

قال الطبري: يقول:" ولقد اختبرنا الذين من قبلهم من الامم» ممن أرسلنا إليهم رسلناء 
فقالوا مثل ما قالته أمتك يا مد بأعدائهم» وتمكيننا إياهم من أذاهم» كموسى إذا أرسلناه إلى بني 
إسرائيل» فابتليناهم بفرعون وملئهم» وكعيسى إذ أرسلناه إلى بني إسرائيل» فابتلينا من اتبعه 
بمن تولى عنه؛ فكذلك ابتلينا أتباعك بمخالفيك من أعدائك"(2). 

عن الضحاك: "(ولقد فتنا الذين من قبلهم)»؛ يقول: ابتلينا الذين من قبلهم"27. وروي عن 
سعيد بن جبير ومجاهد» وعطاء الخرساني ومعاوية بن مرة وخصيف: مثل ذلك(" , 

وعن سعيد بن جبير» قوله :"(ولقد فتنا الذين من قبلهم)» يقول: ولقد اختبرناهم"7") 

قوله تعالى :(فَلَيَعْلَمَنَ الث الدذين ستدقرا و كلمن الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت : "]» أي: 00 
الله علمًا ظاهرًا للخلق صدق الصادقين في إيمانهم, وكذب الكاذبين؛ ليميز كلَّ فريق من 
الآخر " 0 

قال يحيى:" (فليعلمن الله الذين صدقوا) بما أظهروا من الإيمان» (وليعلمن الكاذبين) 
الذين أظهروا الإيمان وقلوبهم على الكفر» وهم المنافقون» وهذا علم الفعال"7” ). 

قال الطبري:" إفليعلمن الله الذين صدقوا) منهم في قيلهم أمنا (وليعلمن الكاذبين؟ منهم 
في قيلهم ذلكء والله عالم بذلك منهم قبل الاختبار» وفي حال الاختبارء وبعد الاختبار» ولكن 


3071-9 .7./4ص::)١17١75(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.555 التفسير الميسر:‎ )١( 

(") تفسير يحيى بن سلام: 7/7 115. 

(4) معاني القرآن: .١5١/5‏ 

(5) تفسير الطبري: .8/٠١‏ 

(5) أخرجه ابن أبي حاتم(78١7١):نص9/‏ 7"077. 

(0) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 5/ 1077. بدون سند. 
(8) أخرجه ابن أبي حاتم(15١7١):نص9/‏ 3077. 

(9) التفسير الميسر: 555. 

.515 7/7 تفسير يحيى بن سلام:‎ )٠١( 


ياه يعدو ليعلم صدقه من كنيه أولياؤى.. على تحويما قد بيناء:فيما مضل قبل"( 

قال الزجاج:" المعنى: وليعلمن صدق الصادق بوقوع صدقه منه؛ وكذب الكاذب بوقوع 
كذبه منه» وهو الذي يجازي عليه» والله قد علم الصادق من الكاذب قبل أن يخلقهما ولكن القصد 
قصد وقوع العلم بما يجازى عليه"("). 

قال قتادة:" ليعلم الله الصادق من الكاذب والسامع من العاصيء وقد كان يقال: إن 
المُؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار. وقد كان :يقال: إن مثل.الفتنة كمثل الدرهم الزيف 
يأخذه الأعمى ويراه البصير"(". 

قال الحسن:" والله ما قال عبد في هذا الدين من قول إلا وعلى قوله دليل من عمله 
يصدقه قه أو يكذبه"40), 

وروي عن أبي المسرورء عن رجل من بني قيس بن ثعلبة: "أن عليا كان يقرأ 
: «قَلَيَعْلّمَنَّ السّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبينَ»» قال: يُعْلِمُهُمُ النّامنَ"20. 


القرآن 
(أَمْ حَسِب الَّذِينَ يَعْمَلُونَ المنّيّتاتٍ أنْ يَمنْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)) [العنكبوت : ؛] 
التفسير: 
بل أظنّ الذين يعملون المعاصي مِن شرك وغيره أن يعجزوناء فيفوتونا بأنفسهم فلا 
عليهم؟ بنس حكمهم الذي يحكمون به. ْ 00 
قوله تعالى :(أَمْ حَسِبَ الْذِينَ يَحْمَلُون السَيْئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا) [العنكبوت : 0 أي: :" بل أظنْ 
الذين يعملون المعاصي من شرك وغيره أن يعجزوناء فيفوتونا بأنفسهم فلا نقدر عليهم؟"07. 
قال الطبري: يقول:" أم حسب الذين يشركون بالله فيعبدون معه غيره أن يعجزونا 
فيفوتونا بأنفسهمء فلا نقدر عليهم فننتقم منهم لشركهم بالله"7"). 
قال يحيى:" أي: قد حسبوا ذلك وليس كما ظنواء والسيئات -هاهنا-: الشرك"7*) 
قال الزجاج:" أي: يحسبون أنهم يفوتونناء أي: ليس يعجزوننا"0". 
قال ابن كثير:" أي : لا يحسبن الذين لم يدخلوا في الإيمان أنهم يتخلصون من هذه الفتنة 
والامتحان ٠‏ فإن من ورائهم من العقوبة والنكال ما هو أغلظ من هذا وأطم ؛ ولهذا قال : ( أَمْ 
حَميب الْذِينَ يَعْمَلُونَ السسيَّاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا 4 أي : يفوتونا"( '). ا الم 
عن قتادة» قوله: "(أم حسب الذين يعملون السيئات)؛ أي: الشرك أن يسبقونا"7"). 


.8/٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 

1 مطاني القرانء‎ ١ 

*) أخرجه ابن ابي حاتم(54١17١):ص70737/4.‏ 
4) رواه يحيى بن سلام في التفسير: ؟/ 515. 
) أخرجه ابن أبي حاتم(5١17١):ص7937/4.‏ 
") التفسير الميسر: 85". 

) تفسير الطبري: .١١/7”١‏ 

ين ا 5 

4) معاني القرآن: .١50/54‏ 

.750-١5 15/1 تفسير ابن كثير:‎ )٠١ 
د١ أخرحة الطرراي:‎ 1 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


"٠ 


وعن قتادة» قوله: "(أم حسب الذين يعملون)»؛ قال: اليهود"7(") 
عن مجاهد :"(أن يسبقونا): أن يعجزونا" ."7‏ . 
5 قوله تعالى:(سَاءَ ما يَحْكُمُونَ) [العنكبوت : 5]» أي:" بئس حكمهم الذي يحكمون به"7) 

.١ به"‎ 

قال يحيى:" بئس ما (يحكمون)» أن يظنوا أن الله خلقهم ثم لا يبعثهم فيجزيهم"7. 

قال الطبري: يقول:" ساء حكمهم الذي يحكمون بأن هؤلاء الذين يعملون السيئات 
يسبقوننا بأنفسهم" 0 

قال ابن كثير :" أي : بئس ما يظنون" 


القرآن 
(ِمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللّهِ فَإنَّ أَجَلَ اللّهِ لآتِ وَهْوَ المنّمِيغ الْعَلِيمُ (5)) [العنكبوت : 5] 
التفسيار: 


من كان يرجو لقاء اللّه» ويطمع في ثوابه. فإن أجل الله الذي أجّله لبعث خلقه للجزاء والعقاب 
لآتِ قريبّاء وهو هو السميع للأقوال» العليم بالأفعال. 

قوله تعالى :(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ الله فَإِنَّ أَجَلّ النّه لآتِ) [العنكبوت : 2 أي" من كان 
يرجو لقاء الله» ويطمع في ثوابه» فإن أجل الله الذي أجّله لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآتِ 
قريبا"7". 

قال الطبري: من كان يرجو الله يوم لقائه» ويطمع في ثوابه» فإن أجل الله الذي أجله 
لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآت قريبا"(", 

قال الزجاج:" معناهه- والله أعلم-: من كان يرجو ثواب لقاء الله»» فأما من قال* إن معناه* 
الخوفء؛ فالخوف ضد الرجاءء وليس في الكلام ضد"(". 

قال ابن كثير:" أي : في الدار الآخرة » وعمل الصالحات رجاء ما عند الله من الثواب 
الجزيل » فإن الله سيحقق له رجاءه ويوفيه عمله كاملا موفوراء فإن ذلك كائن لا محالة"(0". 

عن سعيد بن جبيرء قوله: "(من كان يرجوا لقاء الل)» يقول: من كان يخشى'". 
ولو الس يي 1 

عن سعيد بن جبير» قوله :"إلقاء الله): البعث في الآخر 5" ''. وفي رواية» قال:" ثواب 


ر به"( 


.".077/1ص:)١1١59(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.1١/7١ أخرجه الطبري:‎ )١( 

(*) التفسير الميسر: 85". 

(4:) تفسير يحيى بن سلام: 7/7 115. 

(6) تفسير الطبري: .7١/7١‏ 

() تفسير ابن كثير: 7515/5. 

(9) اتسين الميسر: 8945. 

(6) تفسير الطبري: .7١/7٠١‏ 

(4) معاني القرآن: .١50/4‏ 

.776 /5 تفسير ابن كثير:‎ )٠١( 

رن يه ابن ابي حاتم(57١117)نص‏ 71/4 4-9 819. 
)١١(‏ انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 4/ .1٠075‏ بدون سند. 


5353 


قوله تعالى:(ِوَهْوَ السسّمِيعُ الْعَلِيمُ4 [العنكبوت : 5]» أي:" وهو السميع للأقوال؛ العليم 
بالأفعال"7". 

قال الطبري: "يقول: والله الذي يرجو هذا الراجي بلقائه ثوابه» السميع لقوله: آمنا بالله» 
العليم بصدق قيله» إنه قد آمن من كذبه فيه"7). 

قال ابن كثير:أي: " سميع الدعاء » بصير بكل الكائنات"20. 

عن مد بن إسحاق: "[السميع)» أي: سميع لما يقولون» [عليم) بما يخفون"7". 


القرآن 
(وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَمَا يُجَاهِدْ لِنَفْسِه إن الله لَعَنِيٌ عَنِ الْعَالَمِينَ (")4 [العنكبوت : 1] 
التفسير: 
ومن جاهد فى سبيل إعلاء كلمة الله تعالى» وجاهد نفسه بحملها على الطاعة؛ فإنما يجاهد 
لنفسه؛ لأنه يفعل ذلك ابتغاء الثواب على جهاده. إن الله لغني عن أعمال جميع خلقه؛ له الملك 
والخلق والأمر. 1 

قوله تعالى:[إِوَمَنْ جَاهَدَ فَإِنْمَا يُجَاهِدْ لِنَسِهِ) [العنكبوت : 15]» أي:" ومن جاهد في سبيل 
إعلاء كلمة الله تعالى» وجاهد نفسه بحملها على الطاعة» فإنما يجاهد لنفسه"(". 

قال الطبري: " يقول: ومن يجاهد عدوه من المشركين فإنما يجاهد لنفسه؛ لأنه يفعل ذلك 
ابتغاء الثواب من الله على جهاده؛ والهرب من العقاب"7". 

قال ابن كثير:هو" كقوله : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ 4 [فصلت : 55] أي : من عمل 
صالحا فإنما يعود نفع عمله على نفسه"("2. 

قال الحسن:" إن العبد ليجاهد فى الله حق جهاده وما ضرب بسيف"00). 

قوله تعالى:(إِنَّ اللّهَ لَعَنِينَ عَنِ الْعَالَمِينَ1 [العنكبوت : 1]» أي:" إن الله لغني عن أعمال 
جميع خلقه؛ له الملك والخلق والأمر"('". 

قال الطبري: " فليس بالله إلى فعله ذلك حاجة» وذلك أن الله غني عن جميع خلقه؛ له 
الملكدو الكلق زا لم95 

قال ابن كثير:" فإن الله غني عن أفعال العباد » ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل 
واحد منهم » ما زاد ذلك في ملكه شيئا"0"". 


.7075/9صن:)١17١51؟(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
.7075/3صن:)١1١55(متاح أخرجه ابن ابي‎ )" 
.555 التفسير الميسر:‎ )'“ 
.7٠١/٠١ تفسير الطبري:‎ ): 
.7376 /5 تفسير ابن كثير:‎ )5 
.7075/8ص:)١171١55(‎ )١1١5ه(متاح أخرجه ابن ابي‎ )* 
.555 التفسير الميسر:‎ )" 
.7١/7٠١ تفسير الطبري:‎ )“ 
.7376 /5 تفسير ابن كثير:‎ )4 
.30715 /9صن:)١1١51(متاح اخرجه ابن أبي‎ )٠ 

) التفسير الميسر: 595". 
)١١‏ تفسير الطبري: .١١/٠١‏ 
)١‏ تفسير ابن كثير: 5/ 7720. 


5335 


عن مقاتل بن حيان» قوله: "(إن الله لغني) في سلطانه عما عندكه"(") 


القرآن 
(وَالَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالحَاتِ لَنْكَفْرَنَ عَنْهُمْ سَيّتاته وَلَنَجْزِيَنَهُمْ أَحْسَنَ الذي كَانُوا يَعْمَلُونَ 
(1)) [العنكبوت : "] 
التفسير: 
والذين صدّقوا الله ورسوله. وعملوا الصالحات لنمحونٌ عنهم خطيئاتهم؛ ولنثيبتَهم على أعمالهم 
الصالحة أحسن ما كانوا يعملون. 
قوله تعالى: (وَالَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ) [العنكبوت : 7]: أي:" والذين صدّقوا الله 
ورسوله؛ وعملوا الصالحات"(". 
قال الطبري: يقول:" وَالذيق آمنوا بالله ورسوله. فصح إيمانهم عند ابتلاء الله إياهم 
فتنته لهم؛ ولم يرتدوا عن أديانهم بأذى المشركين إياهم (وعملوا الصالحات]"7, 
عن زيد بن أسلم: "(والذين آمنوا)» قال: رسول الله #ه وأصحابه"7). 
قوله تعالى: ِلَنْكَذْرَنَ عَنْهُمْ سَيْنَاتهْ) [العنكبوت : 7]» أي:" لنمحونَّ عنهم خطيناتهم"7) 
قال الطبري: يقول:" (لنكفرن عنهم سيئاتهم) التي سلفت منهم في شركهم"7". 
قال عباد منصور: "سألت الحسن» عن قوله: (لنكفرن عنهم سيئاتهم)» قال: هم 
المهاجرون"(". 1 1 1 
قوله تعالى:إِوَلَنَجْزِيَتَهُمْ أَحْسَن الَذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ1 [العنكبوت : ١]‏ أي:" ولنثيبتَهم على 
أعمالهم الصالحة أحسن ما كانوا يعملون"0". 
قال الطبري:" يقول: ولنثيبنهم على صالحات أعمالهم في إسلامهم؛ أحسن ما كانوا 
يعملون في حال شركهم مع تكفيرنا سيئات أعمالهم"0. ا ٠‏ 
عن ابن عباس في قوله: (لنجزينهم)» قال: "إذا جاءوا إلى الله جزاهم أجرهم بأحسن ما 
كانوا يعملون"7' "). 
وعن ابن عباسء قوله: "[ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون]» قال: الجنة"7 ). 
فوائد الآيات:[١-]‏ 
-١‏ بيان سنة أن الإيمان يصدق بالأعمال أو يكذب. 
؟- بيان إمكان التكليف بما يشق على النفس فعله أو تركه ولكن ليس بما لا يطاق. 
'- تحذير المغترين من العقوبة وإن تأخرت زمنا ما فإنها واقعة لا محالة. 


37-9 371 /1صن:)١7159(‎ :)١17١54(متاح اخرجه ابن أبي‎ )١ 
."95 التفسير الميسر:‎ )" 

) تفسير الطبري: .11-١١ /7١‏ 
5) أخرجه ابن أبي حاتم(٠١7١):ص7:76/1.‏ 
5) التفسير الميسر: 95". 

.١١ /”١ تفسير الطبري:‎ ) 

") أخرجه ابن أبي حاتم(١7١17١):ص ١.70/9‏ 
6) التفسير الميسر: 945". 

) تفسير الطبري: .١١ /”١‏ 
)٠‏ أخرجه ابن أبي حاتم(557١17١):ص7076/9.‏ 
)١‏ أخرجه ابن أبي حاتم(71١17١):ص3070/9.‏ 


317 


5 - ثمرة الجهاد عائدة على المجاهد نفسه. فلذا لا ينبغي أن يمنها على الله تعالى بأن يقول فعلت 
وفعلت. 
5- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الوعد للذين آمنوا وعملوا الصالحات بتكفير السيئات 
القرآن 
(وَوَصَيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُمننًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لُِشرك بي ما لَيْسَ لَكَ به عِلْمَ فلا نْطِعْهُمَا إِلَيَ 
مَرْجِعْكُمْ فَأنَبَنَكُمْ بمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1)5 [العنكبوت : ]١‏ 
التفسير: 
ووصينا الإنسان بوالديه أن يبرهماء ويحسن إليهما بالقول والعملء وإن جاهداك -أيها الإنسان- 
على أن تشرك معي في عبادتيء فلا تمتثل أمرهما. ويلحق بطلب الإشراك بالله» سائر 
المعاصيء فلا طاعة لمخلوق كائنًا من كان في معصية الله سبحانه» كما ثبت ذلك عن رسول 
الله عله إليّ مصيركم يوم القيامة» فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال 
وسيئهاء وأجازيكم عليها. 
سبب النزول: 

عن سماك بن حربء قال: "سمعت مصعب بن سعدء يحدثء. عن أبيه سعدء قال: 
«أنزلت في أربع آيات» - فذكر قصة - فقالت أم سعد: أليس قد أمر الله بالبرء والله لا أطعم 
طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفرء قال: «فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا 
فاها» فنزلت هذه الآية (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) [العنكبوت: ]١‏ الآية"7"). 

قال قتادة :" نزلت في سعد بن أبي وقاص لما هاجرء قالت أمه: واشالة يللاي نك عدن 
يرجع» فأنزل الله في ذلك أن يحسن إليهماء ولا يطيعهما في الشرك"(". ْ 

قال مقاتل:" نزلت في سعد بن أبي وقاص الزهري- رضي الله عنه- وأمه حمنة بنت 
سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.. وذلك أنه حين أسلم حلفت أمه لا تأكل طعاماء ولا 
تشرب شراباء ولا تدخل كنا حتى يرجع سعد عن الإسلام» فجعل سعد يترضاها فأبت عليه 
وكان بها بارا فأتى سعد- رضي الله عنه النبي- 5- فشكى إليه فنزلت في سعد- رضي الله 
عنه- هذه الآية"(", 

قوله تعالى:[وَوَصَيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْه 0 [العنكبوت : 8]» أي:" ووصينا الإنسان 
بوالديه أن يبرهماء ويحسن إليهما بالقول والعمل"7). ' 

قال الطبري: يقول:" (ووصينا الإنسان) فيما أنزلنا إلى رسولنا (بوالديه) أن يفعل بهما 
(حسنا/"0. 

قال ابن كثير:" يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحث على التمسك 
بتوحيده » فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان » ولهما عليه غاية الإحسان ٠»‏ فالوالد بالإنفاق 
والوالدة بالإشفاق ؟ ولهذا قال تعالى : ( وَقَضَى رَبْكَ ألا تَعْبدُوا إلا إِيَاهُ وَبِالْوَالدَيْنِ إِحْسانًا إِمّا 
يبْلْمَنَ عِنْدَكَ الْكبَر أَحَدُهُمَا أؤ كلاهُمَا قلا تَقْلْ لَهُمَا أفِ ولا تَنْهَرهُمَا وَكُلْ لَهْمَا قَوْلاً كَرِيمًا » 


)١(‏ أخرجه الترمذي (83١5):ص‏ 2351/5 وقال:" هذا حديث حسن صحيح". 

وأنظر: المسند )١8١/١(‏ وصحيح مسلم برقم )١754/8(‏ وسنن أبي داود برقم (750؟) 
)١(‏ أخرجه الطبري: .١17 /7١‏ 

(؟) تفسير مقاتل بن سليمان: "/ 75”. 

(4) التفسير الميسر: 551. 

.١١ /7١ تفسير الطبري:‎ )5( 


ع 


533 


وَاخفِضنَ لَهُمَا جَنَاحَ الذَّنِّ مِنَ الرّحْمَةٍ وَقُلْ رَبِي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَيَانِي صَغِيرًا 4 [الإسراء : 77 » 
00"]7, 

قال الزجاج:" القراءة (حسنا)» وقد رويت :«إحسانا». و(حسنا) أجود لموافقة 
المصحفء فمن قال حسنا فهو مثل وصيناء إلا أن يفعل بوالديه ما يحسن. ومن قرأ: «إحسانا» 
فمعناه: ووصينا الإنسان أن يحسن إلى والديه إحساناء وكأن [حسنا) أعم في البر" 00 

قوله تعالى:إوَإِنْ جَاهَداكَ بنرك بي مَا لَيْسَ لَك به عِلْمْ فلا تُطِعْهْمَا) [العنكبوت :مل 
أي:" وإن جاهداك -أيها الإنسان- على أن تشرك معي في عبادتيء فلا تمتثل أمرهما"(". 

قال الطبر و1 فظن لد إن حاف قدو الذالفه لور اله بي ما ابدق لك يه عل .أنه اليمن آرم 
شريكء فلا تطعهما ذ فتشرك بي ما ليس لك به علم ابتغاء مرضاتهماء ولكن خالفهما في ذلك"7). 

قال ابن كثير:" أي : وإن حَرَصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين » فإياك 
وإياهما » لا تطعهما في ذلك "(0. 

قوله تعالى: (إِلَيَ مَرْحِعْكُمْ) [العنكبوت : 8]: أي:" إليّ مصيركم يوم القيامة"(') 

قال الطبري: يقول:" إلي معادكم ومصيركم يوم القيامة"(". 

2 االلواة 4 811 

قال ابن كثير:" فإن مرجعكم إلي يوم القيامة"(. 0 

عن الضحاك؛ قوله: "(إلي مرجعكم]. قال: البر والفاجر"(2. 

قوله تعالى:(فَأْنبَنكُْ بمَا كُنْتمْ تَعْمَلُونَ) ا أن 4 حورك يما كفم ملو 
في الدنيا من صالح الأعمال وسيئهاء وأجازيكم عليها"('"). 

قال الطبري:" يقول: ا ل لت 
أجازيكم عليها المحسن بالإحسانء والمسيء بما هو أهله"7'') 

قال ابن كثير:" فأجزيك بإحسانك إليهما ء وصبرك على دينك"7”". 

قال الربيع بن أنس: "يبعثهم الله من بعد الموت فيبعث أولياءه وأعداءه» فينبتهم بما 
عملوا لهه"("'". 

قال مقاتل بن حيان: " ينبئهم يوم القيامة بكل شيء نطقوا به سيئة أو حدقة "205 


) تفسير ابن كثير: 5/ 7715. 
") معاني القرآن: 4/ .١5١‏ 

*) التفسير الميسر: 591. 

.17-1١ /5١ تفسير الطبري:‎ ) 

5) تفسير ابن كثير: 5/ 7376. 

؟) التفسير الميسر: 917"؟. 

.١7 /”١ تفسير الطبري:‎ ) 

) تفسير ابن كثير: 5/ 772. 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(575١17١):نص9/‏ 3075. 
٠‏ التفسير الميسر: 91". 

.١17 /5١ تفسير الطبري:‎ ) 

.7726 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١١ 

كه ابن أبي حاتم(517١/1١):ص4/‏ 075". 
)١ 5‏ أخرجه ابن أبي حاتم(54١17١):ص4/‏ 75.". 


5 


(وَالَذِينَ آمَُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنْدْخِلَنَهُمْ في الصَّالِحِينَ (4)9 [العنكبوت : 4] 
التفسير: 
والذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات من الأعمالء لندخلنهم الجنة في جملة عباد الله 
الصالحين. , 

قوله تعالى:[وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ) [العنكبوت : 9]: أي:" والذين صدّقوا الله 
ورسوله وعملوا الصالحات من الأعمال"("2,. 

قال الطبري: يقول:" (والذين آمنوا) بالله ورسوله (وعملوا الصالحات) من الأعمال؛ 
وذلك أن يؤدوا فرائض الله» ويجتنبوا محارمه"("). 

قوله تعالى:إلندْجِنهُمْ في الصَالِحِينَ) [العنكبوت : 1]: أي:" لندخلنهم الجنة في جملة 
عباد الله الصالحين"7©., 

قال الطبري: أي:" في مدخل الصالحين» وذلك الجنة"7). 

قال ابن كثير:أي: " وأحشرك مع الصالحين لا في زمرة والديك » وإن كنت أقرب الناس 
إليهما في الدنيا » فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع مَنْ أحب » أي : حبا دينيا"20. 

عن ابن زيدء في قوله: "(في الصالحين!» قال* مع الصالحين مع الأنبياء 
والمؤمنين"7). 

قال اودري 3 (في الصّالِحِينَ): في جملتهم. و«الصلاح» من أبلغ صفات المؤمنين» 
وهو متمنى أنبياء الله . قال الله تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام :إوَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في 
عِبادِكَ الصّالِحِينَ!» وقال في إبراهيم عليه السلام: (وَِنَهُ في الآخرّة لمن الصّالِحِينَ)» أو في 
مدخل الصالحين وهي الجنة» وهذا نحو قوله تعالى: (ِوَمَنْ بطع اللَّهَ وَالرَسُولَ فَأُوَلئِكَ مَعَ الّذِينَ 
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهمْ) الآية"("). 


القرآن 
(وَمِنَ النّاسٍ مَنْ يَقُولَ آمَنّا باللّه فَإذا أوذِي في الله جَعَلَ فثنّة النّسٍِ كَعَدَاب اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصرٌ 
مِنْ رَبَكَ لَيَقُودنَ إنَا كُنَا مَعَكُمْ أَوَلَيِسَ الُّ بأَعْلَمَ بمَا في صُدُورٍ الْعَالَمِينَ ))٠١(‏ [العنكبوت : 
٠١‏ 
00 
ومن الناس من يقول: آمنا بالله» فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم» كما يجزع من 
عذاب الله ولا يصبر على الأذيّة منه» فارتدٌ عن إيمانه» ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- 
لأهل الإيمان به ليقوآنٌَ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إِنّا كنا معكم -أيها المؤمنون- ننصركم 
على أعدائكمء أو ليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟ 

في سبب نزول الآية قولان: 


.891/ التفسير الميسر:‎ )١( 
.١7 /7١ تفسير الطبري:‎ )١( 
.591 ليق الميسر:‎ (0 
.١7 /7١ تفسير الطبري:‎ )4( 
.756 /5 تفسير ابن كثير:‎ )5( 

)0( ريه ابن أبي حاتم(795١17١):ص7.71//4.‏ 
(؛) الكشاف: "/ 447. 


555 


أحدهما: أنها "نزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنونء فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من 
المشركين» رجعوا إلى الكفر مخافة من يؤذيهم» وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله". قاله 
الضحاك(). 
الثاني: أنها نزلت في قوم من أهل الإيمان كانوا بمكة» فخرجوا مهاجرين» 0 1 
الطب المتركين مالي داقع ولا أراجوا تيم وهذا قول ابن عباس(" وقتادة7 2 والسدي(”) 
والسدي!*) 

قال ابن عباس:" كان قوم من أهل مكة أسلمواء وكانوا يستخفون بإسلامهم» فأخرجهم 
المشركون يوم بدر معهم. فأصيب بعضهم وقتل بعضء فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء 
مسلمين وأكرهواء فاستغفروا لهمء فنزلت: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم 
كنتم ... ) إلى آخر الآية» قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية أن لا عذر لهم 
فخرجوا. فلحقهم المشركون» ف عاد قح الفتنة» فنزلت فيهم هذه الآية (ومن الناس من يقول آمنا 
بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ... 4 إلى آخر الآية» فكتب المسلمون إليهم 
بذلك» فخرجوا وأيسوا من كل خيرء ثم نزلت فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم 
جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجاء 
فخرجواء فأدركهم المشركونء فقاتلوهم» حتى نجا من نجاء وقتل من قتل"07). 

عن قتادة» قوله: "(ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ... )» إلى قوله: 
(وليعلمن المنافقين)» قال: هذه الآيات أنزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة؛ وهذه 
الآيات العشر مدنية إلى ههنا وسائرها مكي"(". 

قال السدي: :"كان تاس :من المؤمنين أمنا وهاجروا فلحقهم أبو سفيان فرد بعضهم إلى 
مكة فعذبهم فافتتنوا فأنزل فيهم هذا" 

قوله تعالى :(وَمِنَ الى را راك آمَنَا بالّهِ فَإدًا أُوَذِي في لله جَعَلَ فِتَنَةَ النّاسٍِ كَعَدَاب اللَهِ) 
[العنكبوت : »]٠١‏ أي ومن الناس فريقٌ و بألسنتهم آمنا بالله. فإذا أوذي أحدهم بسبب 
إيمانه ارتد عن الدين وجعل ما يصيبه من أذى الناس سبباً صارفاً له عن الإيمان كعذاب الله 
الشديد الذي يصرف الإنسان عن الكفر"(". 

قال الطبري: يقول:" ومن الناس من يقول: أقررنا بالله فوحدناه» فإذا آذاه المشركون في 
إقراره بالله. جعل فتنة الناس إياه في الدنياء كعذاب الله في الآخرة» فارتد عن إيمانه بالله» راجعا 
على الكفر به"(). 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبرًا عن صفات قوم من المكذبين الذين يدعون الإيمان 
بألسنتهم » ولم يثبت الإيمان في قلوبهم ٠»‏ بأنهم إذا جاءتهم فتنة ومحنة في الدنيا » اعتقدوا أن 
هذا من نقمة الله تعالى بهم » فارتدوا عن الإسلام"7 ). 


.7١7 /7٠١ انظر: تفسير الطبري:‎ )١ 

") انظر: تفسير الطبري: .١5-17 /5١‏ 

*) انظر: تفسير الطبري: .١5 /7١‏ 

5) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(177١17١):ص7071//4.‏ 
©) أخرجه الطبري: .١5 /7١‏ 

؟) أخرجه الطبري: .١5 /7١‏ 

.7071//4ص:)١17١177(متاح اخرجه ابن ابي‎ )٠ 

8) صفوة التفاسير: 4117/7. 

.١7 /7١ تفسير الطبري:‎ ) 

25 تفسير ابن كثير: 7"6/5. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


/ 


قال الزجاج:" أي: فإذا ناله أذى أو عذاب بسبب إيمانه جزع من ذلك ما يجزع من 
عذاب الله» وينبغي للمؤمن أن يصبر على الأذية في الله عز وجل"7". 

قال ابن عباس"" فتنته: أن يرتد عن دين الله إذا أوذي في الله"7". 

عن عطاء الخرساني: " فيقال: إذا أصابه بلاء في الله عدل عذاب الناس بعذاب الله"7". 

وقال عطاء:" وعذاب الله لا ينقطع ولا يزول وعذاب الناس ينقطع"0. 

قال مجاهد:" أناس يؤمنون بألسنتهم» فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم 

فتتنواء فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخر "00 

قال مجاهد:" عذاب أهل التكذيب بالصيحة والزلزلة وعذاب أهل التوحيد بالسيف"("). 

قال ابن زيد:" هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين وكفرء وجعل فتنة الناس 
كعذاب الله"27, 

قوله تعالى:وَلَيْنْ جَاءَ نَصرٌ مِنْ رَبَكَ لَيَقولنَ إِنَا كُنا مَعَكُمْ) [العنكبوت : ١٠]؛‏ أي:" ولئن 
جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولن هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إِنَا كنا 
معكم -أيها المؤمنون- ننصركم على أعدائكه"(". ' 

قال الطبري: " إولئن جاء نصر من ربك] يا مد أهل الإيمان به (ليقولن) هؤلاء 
المرتدون عن إيمانهم؛ الجاعلون فتنة الناس كعذاب الله (إنا كنا) أيها المؤمنون (معكم) ننصركم 
على أعدائكم؛ كذبا وإفكا"(). 

قال ابن كثير:" أي : ولئن جاء نصر قريب من ربك - يا مد - وفتح ومغانم » ليقولن 
رت 7 الوا و ل رمه : ( الذي يَتَرَيْصُونَ بكم 
َعَم مِن الْمَؤْمِينَ ] [النساء : ]١‏ ء وقال تعالى ‏ : ( فى اله أن يأتِي بالفئح أو أهرٍ من 
عِنْدهِ فَيْصْبِحُوا عَلَى مَا أسّرُوا في أَنْفْسِهِمْ نَادِمِينَ ) [المائدة ا" 

قوله تعالى: (ِأْوَلَيْسَ النّهُ بِأَعْلَمَ بمَا في صدُورٍ الْعَالمِينَ) [العتكيوت : »]٠١‏ أي:" أو ليس 
لله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟"! ". . ٠‏ 

قال الطبري: " يقول الله: (أوليس الله بأعلم) أيها القوم من كل أحد (بما في صدور 
العالمين1 جميع خلقه. القائلين آمنا بالله وغيرهمء فإذا أوذي في الله ارتد عن دين الله فكيف 
يخادع من كان لا يخفى عليه خافية» ولا يستتر عنه سرا ولا علانية""". 


.١51١ /5 معاني القرآن:‎ )١ 
.17 /5١ اخرجه الطبري:‎ )" 

") اخرجه ابن ابي حاتم(17117)ء (11717175) نص 4//ا 8 
4)أخرجه ابن ابي حاتم(171117١):ص‏ 7017/4 . 

.7١7 /٠١ اخرجه الطبري:‎ )5 

")أخرجه ابن ابي حاتم(1748١17١):ص‏ 707/4 . 

") اخرجه الطبري: .17/٠١‏ 

) التفسير الميسر: 91". 

.١7 /7١ تفسير الطبري:‎ ) 

ل تفسير ابن كثير: 555-752/5. 

1 افير الميسر: 91". 

) تفسير الطبري: /٠١‏ 178-17. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


578 


قال ابن كثير:" أي : أوليس الله بأعلم بما في قلوبهم » وما تكنّه ضمائرهم » وإن أظهروا 
لكم الموافقة ؟"(". 

قال الزمخشري: أي:" من العالمين بما في صدورهمء ومن ذلك ما تكن صدور هؤلاء 
من النفاق» وهذا إطلاع منه للمؤمنين على ما أبطنوه؛ ثم وعد المؤمنين وأوعد المنافقين"(". 

وقرئ: «ليقولنَ»» بفتح اللاء(") 


القرآن : 
(وَلَيَعْلَمَنَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَ الْمُنَافقِينَ 1)١1١(‏ [العنكبوت : ]١١‏ 
التفسير: 


وليعلمنّ الله علمًا ظاهرًا للخلق الذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه. وليعلمنَّ المنافقين؛ 
ليميز كل فريق من الآخر. 1 ٠‏ 

قال يحيى:" وهذا علم الفعال» وهو مثل قوله الآول: (فليعلمن الله الذدين صدقوا وليعلمن 
الكاذبين) [العنكبوت: "]"7. 

قال الثعلبي:" أي ليميزنهم ويظهر أمرهم بالابتلاء والاختبار والفتن والمحن"”) 

قال الطبري: يقول:" وليعلمن الله أولياء الله وحزبه أهل الإيمان ماله يكم انا القوم؛ 
وليعلمن المنافقين منكم حتى يميزوا كل فريق منكم من الفريق الآخرء بإظهار الله ذلك منكم 
بالمحن والابتلاء والاختبار وبمسارعة المسارع منكم إلى الهجرة من دار الشرك إلى دار 
الإسلام» وتثاقل المتثاقل منكم عنها"7). 

قال ابن كثير:" أي : وليختبرّنَ الله الناس بالضراء والسراء ٠‏ ليتميز هؤلاء من هؤلاء » 
ومن يطيع الله في الضراء والسراء » إنما يطيعه في حظ نفسه » كما قال تعالى : ( وَلَتبلْوَنَكُم 
حَتَّى نَعْلمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَابِرِينَ وَتَبْلْوَ أَخْبَارَكُمْ 4 [نمد : ]"١‏ » وقال تعالى بعد وقعة أحد 
؛ التي كان فيها ما كان من الاختبار والامتحان : ( مَا كَانَ اله لِيَدْرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْه 
حَنَّى يَمِيرَ الْحَبِيتَ مِنَ الطَّيّبِ ) الآية [آل عمران : ]١74‏ » والله أعلم"7". 


القرآن 

لوَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا اتَبعُوا سَبِيلَنَا وَلْتَحْمِلُ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ 
من شيْء إِنْهُمْ لَكَاذِيُونَ (؟١)1‏ [العنكبوت : ؟١]‏ 

التفسير: 

وقال الذين جحدوا وحدانية الله من قريشء ولم يؤمنوا بوعيد الله ووعده» للذين صدّقوا الله منهم 
وعملوا بشرعه: اتركوا دين #دء واتبعوا دينناء فإنا نتحمل آثام خطاياكم» وليسوا بحاملين من 
آثامهم من شيء» إنهم لكاذبون فيما قالوا. 


.5777/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 
.555 /" ؟) الكشاف:‎ 


") انظر: الكشاف: "/ 5 55. 


6 الكشف والبيان: ا ا . 
تفسير الطبري: .١5 /7١‏ 
تفسير ابن كثير: كرتا 


30 
0( 
0 
(4؟) تفسير يحيى بن سلام: 11. 
)0( 
(1) تة 
د 


7 


3848 


قوله تعالى:[ِوَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَذِينَ آمَنُوا انَِعُوا سَبيلنَا وَلْتَحْمِل خَطَايَاكُةْ) [العنكبوت : 
١]ء‏ أي:" وقال الذين جحدوا وحدانية الله من قريشء ولم يؤمنوا بوعيد الله ووعدهء للذين 
صدّقوا الله منهم وعملوا بشرعه: اتركوا دين د واتبعوا دينناء فإنا تتحمل آثام خطاياكه"(). 

قال الطبري: " وقال الذين كفروا بالله من قريش للذين أمنوا بالله منهم: كونوا على مثل 
ما نحن عليه من التكذيب بالبعث بعد الممات وجحود الثواب والعقاب على الأعمالء قالوا فإنكم 
إن اتبعتم سبيلنا في ذلك» فبعثتم من بعد الممات» وجوزيتم غلئ الأعمال» فإنا نتحمل آثام 
خطاياكم حينلةة!؟. 

قال ابن كثير: " يقول تعالى مخبرا عن كفار قريش : أنهم قالوا لِمَنْ آمن منهم واتبع 
الهدى : ارجعوا عن دينكم إلى ديننا » واتبعوا سبيلنا » ( وَلْتَحْمِلَ خَطَايَاكُمْ 4 أي : وآثامكم - إن 
كانت لكم آثام في ذلك - علينا وفي رقابنا » كما يقول القائل : «افعل هذا وخطيئتك في 
رقبتي»"0". 

قال الزجاج:" المعنى: إن تتبعوا سبيلنا حملنا خطاياكم؛ وإن كان فيه إثم فنحن نحتمله. 
ومعنى (سبيلنا) الطريق في ديننا الذي نسلكه"7). 

عن مجاهدء قوله: "إاتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم!» قال* قول عفار قريش بمكة لمن 
آمن منهم؛ يقول: قالوا: لا نبعث نحن ولا أنتم» فاتبعونا إن كان عليكم شيء فهو علينا"27. 

قال الضحاك”:" هم القادة من الكفارء قالوا لمن آمن من الأتباع: اتركوا دين تمد واتبعوا 
ديننا"7). 
0 قوله تعالى:(ِوَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ حَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ [العنكبوت : »]١١‏ 
أي:" وليسوا بحاملين من آثامهم من شيء؛ إنهم لكاذبون فيما قالوا"7". 

قال الطبري:" وهذا تكذيب من الله للمشركين القاتلين للذين آمنوا (اتبعوا سبيلنا ولنحمل 
خطاياكم) يقول جل ثناؤه: وكذبوا في قيلهم ذلك لهمء ما هم بحاملين من آثام خطاياهم من شيء» 
إنهم لكاذبون فيما قالوا لهم ووعدوهم؛ من حمل خطاياهم إن هم اتبعوهم"7. / 

قال ابن كثير:" قال الله تكذيبا لهم : ( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ من خَطَايَاهُمْ من شيْءٍ إِنَْهُمْ 
لَكَاذُِونَ ) أي, : فيما قالوه : إنهم يحملون عن أولئك خطاياهم » فإنه لا يحمل أحد وزر أحد » ( 
وإ :5 شلقلة إلى بحنلها و تكمن منة شي 6 ولز كان 15 قزي | [فاطر: : 1] » وقال تعالى م 
وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا. يْبَ”ًّرُونَهُمْ 14 [المعارج لاا 


القرآن 

(وَلِيَحْملن أنْقَالهُمْ وَأثقَالا مَعَ أنْقَالهم وَليُسألنَ يَوْمَ القيامَة عَمَّا كَانوا يَفتّزُونَ ))١١(‏ 
[العنكبوت : ]١7‏ 

التفسير: 
)١‏ تفسير الطبري: .١5 /7١‏ 
تفسير الطبري: ١5/6‏ م[ 
تفسير ابن كثير: كرتا 

5 عاص القران : -157. 


)١(‏ ته 
)ته 
() ته 
)5( 
(5) أخرجه الطبري: 16/0 
)0( 
8500 
(0). 
(1) ته 


5 
ب 


5 أخرجه الطبري: .١5 /7١‏ 
7 تفسير الطبري: 15/0 
/ 


4) تفسير ابن كثير: كا 


ا" 


وليحمّنَ هؤلاء المشركون أوزار أنفسهم وآثامهاء وأوزار مَن أضلوا وصدُوا عن سبيل الله مع 
أوزارهم دون أن ينقص من أوزار تابعيهم شيء» وَلَبُسَالنٌ يوم القيامة عما كانوا يختلقونه من 
الأكاذيب. 

قوله تعالى:[وَلَيَحْمِلُنَ أَنْقلَهُمْ وَأَنْقَالَا مع أَنْقلِهْ) [العنكبوت : »]١7‏ أي:" وليحملّنّ هؤلاء 
المشركون أوزار أنفسهم وآثامهاء وأوذار مَن أضلوا وصدُوا عن سبيل الله مع أوزارهم» دون 
أن ينقص من أوزار تابعيهم شيء"("). 1 

قال الطبري: يقول:" وليحملن هؤلاء المشركون بالله القائلون للذين آمنوا به اتبعوا سبيلنا 
ولنحمل خطاياكم أوزار أنفسهم وآثامهاء وأوزار من أضلوا وصدوا عن سبيل الله مع 
أوزارهم"7" [ْ 

قال ابن كثير:هذا" إخبار عن الدعاة إلى الكفر والضلالة » أنهم يوم القيامة يحملون 
أوزار أنفسهم » وأوزارًا أخّر بسبب مَنْ أضلوا مِنَ الناس » من غير أن ينقص من أوزار أولئك 
شيئا » كما قال تعالى : ( لِيَحْمِلُوا أَوْرَارَهُمْ كَامِلَةَ يَْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَذِينَ يُضِلوتَهُمْ بعَثِرِ 
ِلْمِ ألا مَاءَ مَا يَزْرُونَ ) [النحل : 0"]75". 

عن قتادة :"(وليحملن أثقالهم» أي: أوزارهمء (وأثقالا مع أثقالهم)» يقول: أوزار من 
أضلوا"(), 

ودال لفك تمق :يها :قوم إلى السياالة مكليه كاردا رهم ينغيو أن يفصن هذ 
أوزارهم شيتا"!. 

قال ابن زيدء في قوله: "(وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم)»وقرأ قوله: (ليحملوا 
أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون)» قال: فهذا 
قوله: (وأثقالا مع أثقالهم)"0. 

وفي الصحيح:« من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك 

من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من 

آثامهم شيئا»! 0 

قوله قعالن وزولشتالن قوم النافة حفا كانوا يفك ون] [الشعيرف:: اذاي" ونان 
يوم القيامة عما كانوا يختلقونه من الأكاذيب"(" 


.١54 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 

.١5 /7١ تفسير الطبري:‎ )١( 

(") تفسير ابن كثير: 7557/5. 

ترح اسار رت 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(45١17١):نص9/‏ 050". 

(5) أخرجه الطبري: .15/٠١‏ 

()حديث أبى هريرة: أخرجه أحمد (935317/7ء رقم 1159) » ومسلم 278١50/5(‏ رقم )١5674‏ » وأبو داود 
(750/5,: رقم 1504 ) » والترمذى (547/5» رقم )١11725‏ وقال: حسن صحيح. وابن ماجه 275/١(‏ رقم 
275). وأخرجه أيضا: أبو يعلى (١١/77"؛‏ رقم 1584) » وابن حبان (١/8١"؛‏ رقم ؟١١)‏ » والدارمى 
(541/1ءرقم 17١ه)‏ . 

حديث ابن عمر: أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد )١18/١(‏ » قال الهيثمى: فيه عبيد الله بن تمام 
ضعفه البخارى وجماعة. 


(8) تفسير الطبري: 15/0 


ا" 


قال الطبري: يقول:" وليسألن يوم القيامة عما كانوا يكذبونهم في الدنيا بو عدهم إياهم 
الأباطيل» وقيلهم لهم: اندعو سديلنا ,نكيل ,حك باكر فيقار ون الكدض بلك" 0 

قال ابن كثير:( عم كَانُوا يَفتَرُونَ)» " أي : يكذبون ويختلقون من البهتان" 3 

قال الزجاج:" فذلك سؤال توبيخ كما قال: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْتُولُونَ] [الصافات ّ 1“ 
فأما سؤال استعلام فقد أعلم الله - عز وجل - أنه لا يسأل سؤال استعلام في قوله: (ِفَيَوْمَئذٍ لا 
يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْنَ وَلَا جَانّ1 [الرحمن : 20"]99". 

عن ابن عباس قوله: "إيفترون)» قال* ما كانوا يكذبون في الدنيا"” 

عن قتادة قوله: "(عما كانوا يفترون!» قال* أي يشركون""””) 

عن أبي أمامة » رضي الله عنه » قال : إن وضون الكل مها رلك مقع ف قال 
"إياكم والظلم » فإن الله يعزم يوم القيامة فيقول وعزتي لا يجوزني اليوم ظلم! ثم ينادي مناد 
أخدار هن حتق يده بدن يدي الله ال حمن كد وجل رامس الفنادي فينادي من كنت للد اعد - 
أو : : ظُلامة - عند فلان ابن فلان » فهلمٌ. فيقبلون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن » فيقول 
الت : اقضوا عن عبدي. فيقولون : كيف نقضي عنه ؟ فيقول لهم : خذوا لهم من حسناته. 
فلا يزالون يأخذون منها حتى لا يبقى له حسنة » وقد بقي من أصحاب الظلامات » فيقول : 
اقضوا عن عبدي. فيقولون : لم يبق له حسنة. فيقول : خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه". ثم 
نزع النبي ؛ 5ع لاز الكريمة : ( وَلَيَحْمِأنَ أَنْقَالْهُْ وَأَنْقَالا مَعَ أَنْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلْنّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَم 
كَانُوا يَفْتَرُونَ )"/ 

000 : قال لي رسول الله 5 : "يا معاذ » إن المؤمن 
يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه » حتى عن كُخْل عينيه » وعن فتات الطينة بإصبعيه؛ فلا 
لْقَيَنَّكَ تأتي يوم القيامة وأحد أسعد بما آتاك الله منك"(". 
فوائد الآيات:[4-؟١]‏ 

-١‏ وجوب بر الوالدين في المعروف وعدم طاعتهما فيما هو منكر كالشرك والمعاصي. 

؟- بشرى المؤمنين العاملين للصالحات بإدخالهم الجنة مع النبيين والصديقين. 

"- ذم النفاق وكفر المنافقين وإن ادعوا الإيمان فما هم بمؤمنين. 

5 - بيان ما كان عليه غلاة الكفر في مكة من العتو والطغيان. 

5- تقرير مبدأ من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها كما في الحديث الصحيح: " 
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن 
دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا"(". 


(1) شين الظيزي 351/9 
)١(‏ تفسير ابن كثير: 5/ 7517. 

(6) معاني القرآن: 54/ 1517-"151. 

(:) أخرجه ابن ابي حاتم(١51١17١):ص7050/4.‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(97١17١):ص70541/4.‏ 

(1) أخرجه ابن ابي حاتم(857١1١):ص4/‏ 89. 504-17 

(9) أخرجه ابن أبي حاتم(٠55؟١١):ص:27777/72‏ و(50١7١):ص‏ 0540/34" ورواه أبو نعيم في الحلية ( 
"٠‏ من طريق إسحاق بن أبي حسان عن أحمد بن أبي الحواري به. 

(8)حديث أبى هريرة: أخرجه أحمد (591/7؛ رقم 1155) ء ومسلم (75050/4» رقم 56175) » وأبو داود 
(7501/4 رقم 4504) » والترمذى (57/5»: رقم )١5174‏ وقال: حسن صحيح. وابن ماجه 275/١(‏ رقم 


لعن 


وفي الصحيح أيضا: " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه 
أول من سن القتل"(). 


القرآن 

(وََقد أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِه فَلَبِتَ فيهخ آلف ست إِلّا خَمْسِينَ عَامَا فَأَحَدَهُمْ الطُوفَانُ وَهُمْ 
ظَالِمُونَ ))١4(‏ [العنكبوت : 4 ]١‏ 

التفسير: 


ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامّاء يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم 
عن الشركء فلم يستجيبوا له فأهلكهم الله بالطوفان» وهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم وطغيانهم. 

قولة تعالى: (ولقد انا نوكا إلى وعد فلبث قبي الت هذا إلااخنسين غام) [العتكبوت 
»]١5 :‏ أي: " ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماء يدعوهم إلى 
التوحيد وينهاهم عن الشرك"(". 

قال الطبري:" وهذا وعيد من الله تعالى ذكره هؤلاء المشركين من قريشء القائلين للذين 
آمنوا: اتبعوا سبيلنا» ولنحمل خطاياكم؛ يقول لنبيه ند 5: لا يحزننك يا مد ما تلقى من هؤلاء 
المشركين أنت وأصحابك من الأذىء فإني وإن أمليت لهم فأطلت إملاءهم؛ فإن مصير أمرهم 
إلى البوار» ومصير أمرك وأمر أصحابك إلى العلو والظفر بهم؛ والنجاة مما يحل بهم من 
العقاب» كفعلنا ذلك بنوح» إذ أرسلناه إلى قومه؛ فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم 
إلى التوحيدء وفراق الآلهة والأوثان» فلم يزدهم ذلك من دعاته إياهم إلى الله من الإقبال إليه» 
وقبول ما أتاهم به من النصيحة من عند الله إلا فرارا"7) 

قال ابن كثير:" هذه تسلية من الله تعالى لعبده ورسوله مهد صلوات الله وسلامه عليه » 
يخبره عن نوح عليه السلام : أنه مكث في قومه هذه المدة يدعوهم إلى الله ليلا ونهارًا » وسراء 
وجهارًا » ومع هذا ما زادهم ذلك إلا فرارا عن الحق » وإعراضا عنه وتكذيبا له » وما آمن معه 
منهم إلا قليل"7). ' ْ 

قال ابن عباس:" بعث نوح وهو لأربعين سنة » ولبث في قومه آلف سنة إلا خمسين 
عاما » وعاش بعد الطوفان ستين عاما » حتى كثر الناس وفشوا"7*) 


275). وأخرجه أيضا: أبو يعلى (١١/77"؛‏ رقم 15484) » وابن حبان (١/8١"؛‏ رقم )١١7‏ » والدارمى 
(51/1كء رقم 17ه) . 

حديث ابن عمر: أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد )١148/١(‏ » قال الهيثمى: فيه عبيد الله بن تمام 
ضعفه البخارى وجماعة. 

(١)أخرجه‏ أحمد (١/81”ء‏ رقم 570؟) ء وابن أبى شيبة (ه/475» رقم 770755؟) » والبخارى 2157١/9(‏ 
رقم )"١51‏ » ومسلم (707/9٠ء‏ رقم ٠» )١577‏ والترمذى (47/5» رقم 513727) وقال: حسن صحيح. 
والنسائى :8١/9/(‏ رقم 585؟) ء وابن ماجه (877/7: رقم )55١7‏ ء وابن أبى عاصم فى الديات )5/١(‏ . 
وأخرجه أيضا: أبو يعلى »٠١١/9(‏ رقم 211739) » وابن حبان (7١/1١9"7ء‏ رقم 031487) ء والبيهقى 2١5/8(‏ 
رقم .)١155.057‏ 

.5"51 التفسير الميسر:‎ )١( 

(؟) تفسير الطبري: .١5 /7”١‏ 

(4) تفسير ابن كثير: 75/8-551//5. 

4 لد عق تيون اد حلرة “/1. 


ا 


وقال قتادة : يقال إن عمره كله كان ألف سنة إلا خمسين عاما » لبث فيهم قبل أن 
يدعوهم ثلثمائة سنة» ودعاهم ثلثمائة ولبث بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة"("). 

قال ابن كثير:"وهذا قول غريب ٠‏ وظاهر السياق من الآية أنه مكث في قومه يدعوهم 
إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما"(). 

وقال عون بن أبي شداد: "إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة 
فبك اقيم الف مده زو مسار كافاء قم كلئن ريد ذلك حمايين وثادت ث مئة سنة"(2, 

قال ابن كثير:" وهذا أيضا غريب » رواه ابن أبي حاتم » وابن جرير » وقول ابن عباس 
أقرب , والله أعلم "(). 

عن مجاهد قال : "قال لي ابن عمر : كم لبث نوح في قومه ؟ قال : قلت ألف سنة إلا 
خمسين عاما. قال : فإن الناس لم يزالوا في نقصان من أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك 
هذا"(2) 

قوله تعالى: [قَأَحَدَهُمْ الطُوفَانُ وَهْمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت : »]١5‏ أي:" فأهلكهم الله 
بالطوفان؛ وهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم وطغيانهم"7٠..‏ 5-7 

قال مقاتل:" يعني: الماء طغى على كل شيء فاغرقوا" .١‏ 

قال الطبري: يقول:" فأهلكهم الماء الكثير وهم ظالمون أنفسهم بكفرهم"(". 
0 قال يحيى:" الطوفان الماء» فأغرقهم به. (وهم ظالمون)» أي: مشركون» ظالمون 
لأنفسهم وبظلمهم ضروا أنفسهم"27. ' 

قال ابن كثير:" أي : بعد هذه المدة الطويلة ما نجع فيهم البلاغ والإنذار » فأنت - يا مد 
- لا تأسف على مَنْ كفر بك من قومك » ولا تحزن عليهم ؛ فإن الله يهدي مَنْ يشاء ويضل مَنْ 
يشاء » وبيده الأمر وإليه ترجع الأمور ١ ٠‏ إن الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبَكَ لا يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ 
جَاءَنْهُمْ كُُُ آيَة ا يَرَوْا الْعَذَابِ الأليمَ 1 [يونس : 2,56 ١‏ 2 واعلم أن الله سيظهرك 
ولتصير دوي كانه يدل عدوّك » ويكبتهم ويجعلهم أسفل السافلين"( 0 

قال أبو عبيدة:" الطّوفانٌ»» مجازه: كلما طم إفائ يجن سيل 36 أو من غيره وهو 
كذلك من الموت إذا كان جارفا فاشيا كثيراء قال( ): 
أفناهم طوفان موت جارف1"". 

قال ابن قتيبة:" (الطوفان؟ المطر الشديد"7") 


.778/5 نقلا عن تفسير ابن كثير:‎ )١ 
.75/4/5 ؟) تفسير ابن كثير:‎ 
١ أخرجة ريه‎ ) 
.75/8/5 تفسير ابن كثير:‎ )5 
تر دن سور الزن كت : ا‎ 6 
8410 التقسن ليقي‎ )* 
تفسير مقاتل بن سليمان: 1//9/ا".‎ ) 
.١7 /٠١ تفسير الطبري:‎ ) 
ع وكا ا‎ 

.75/8-5517//5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 
فار الزيجز» انظرع تفسيى اللي ي 100/51 والتكت وافيوان :49979 وتشدين «السمعاتي:‎ 1 
. :490/19 وتفسير القرطبي:‎ »5 
.١١5 /” مجاز القرآن:‎ )١١( 


/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
0 
) 


ا" 


قال الزجاج:" الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرا مطيفا بالجماعة كلها كالغرق الذي 
يشتمل على المدن الكبيرة. يقال فيه طوفان. وكذلك القتل الذريع والموت الجارف طوفان"(". 

عن قتادة» قوله: "(فأخذهم الطو فان)» قال: هو الماء الذي أرسل عليهم"7". 

قال الضحاك"" الطوفان: الغرق"(). 


القرآن 
(فََنْجَيْنَاهُ وَأَصحَاب المفيتة وَجَعَلْنَاهَا آيَةَ لِلْعَالَمينَ 4)١5(‏ [العنكبوت : 4 ]١‏ 
فأنجينا نوحًا ومَن تبعه ممن كان معه فى السفينة» وجعلنا ذلك عبرة وعظة للعالمين. 

قوله تعالى:(َأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَاب المتفيئَة) [العنكبوت : 5 :]١‏ أي:" فأنجينا نوحًا ومَن تبعه 
ممن كان معه في السفينة"0). 

قال الطبري: يقول:" فأنجينا نوحا وأصحاب سفينته» وهم الذين حملهم في سفينته من 
ولده وأزواجهه" ,0( 

قال ابن كقير :"أي : الذين آمنوا بنوح عليه السلام "(") 

قال الزجاج:" قد بين في غير هذه الآية من أصحاب السفينة - في قوله: (ِقُلْنَا اخملْ فِيهَا 
مِنْ كُلِ رَوْجَيْنِ انَْيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَا مَنْ سَبّق علَيْهِ القّؤل) [هود افيا 

قوله تعالى:[ِوَجَعَلْنَاهَا آَيَةَ لِلْعَالَمِينَ1 [العنكبوت : :]١5‏ أي:" وجعلنا ذلك عبرة وعظة 
للعالمينت"0), 

قال مقاتل:" يعني: السفينة (آية للعالمين)» يعني: لمن بعدهم من الناس"("). 

قال الطبري: " يقول: له د مو 517 
وحجة عليهم» ولو قيل: وجعلنا عقوبتنا إياهم آية للعالمين. كان وجها من التأويل"7' "). 

قال قتادة:" أبقاها الله آية للناس بأعلى الجودي("". 

قال ابن كثير:" أي : وجعلنا تلك السفينة باقية » إما عينها كما قال قتادة : إنها بقيت إلى 
أول الإسلام على جبل الجودي » أو نوعها جعله للناس تذكرة لنعمه على الخلق » كيف نجاهم 

من الطوفان ٠‏ كما قال تعالى : ( وَآَيَُ لهم أنَا حَمَلنَا ذرَيتَهُمْ في الْفْلّكِ المثشكون. وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ 

ل كا كو وَإِنْ شأ نُغْرفْهُمْ قلا صريخ لَهُمْ وَل هُمْ يُنقَدُونَ. إلا رَحْمَةَ مِنَا وَمَنَاعَا إِلَى حِينٍ 
1 [آيس 5١ ١‏ - 45] » وقال تعالى : ( إِنّا لَمَا طَعَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة. لِتَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكَرََ 
وَتَعِيَهَا أُذْنّ وَاعِيَةٌ 1 [الحاقة : ١١‏ 5١]ء‏ وقال هاهنا : ( فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَاب السنّفيئة وَجَعَلْنَاهَا 


."917 غريب القرآن:‎ )١ 
.١55 /5 ؟) معاني القرآن:‎ 

.١7 7/7١ أخرجه الطبري:‎ )" 

:) أخرجه الطبري: .١7 7/7١‏ 
5) التفسير الميسر: 917"؟. 

؟) تفسير الطبري:١؟17/7١.‏ 

) تفسير ابن كثير: 7778/5. 
ماني تراد 16 

4) التفسير الميسر: 5917. 

.1/17/8 تفسير مقائل بن سليمان:‎ )٠ 
.١18/7١ تفسير الطبري:‎ )١ 
8 أحرحة الطرري:‎ 5 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


عقولا 


آيةَ لِلعَالَمِينَ 4 » وهذا من باب التدريج من الشخص إلى الجنس » ٠‏ كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ رَيَنَا 
السنّمَاءَ الذُنيَا بمصّابِيح وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشْتَيَاطِينِ ) [الملك : ] أي : وجعلنا نوعها » فإن التي 
يرمى بها ليست هي التي زينة للسماء. وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقَنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالّةٍ مِنْ طِين. 
م جَعلْنَاهُ ه نُطْفَةَ في قَرَارٍ مَكِينِ 4 [المؤمنون : ]١" ٠ ١١‏ » ولهذا نظائر كثيرة"(". 

فوائد الآيتين: [5 :]١5-١‏ 

-١‏ بيان سنة الله تعالى في إرسال الرسل لهداية الخلق. 

2 إبيان قلة من استجاب لنوح مع المدة الطويلة فيكون هذا تسلية لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ 
وَسَلَمَ والدعاة من بعد. 

"- بيان إهلاك الله تعالى للظالمين وإنجائه المؤمنين وهي عبرة للمعتبرين. 


,  نآرقلا‎ 

(وَإِبْرَاهِيمَ إذ قَالَ لِقَوْمِهِ اعَبْدُوا الله وَاتَقَوهُ ذَلِكُمْ خَيْرَ لَُمْ إن كُنثْم تَعْلَمُونَ ))١5(‏ [العنكبوت: 
]١‏ 

التفسير: 


واذكر -أيها الرسول- إبراهيم عليه السلام حين دعا قومه: أن أخلصوا العبادة لله وحدهء واتقوا 
سخطه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. ذلكم خير لكم؛ إن كنتم تعلمون ما هو خير لكم مما هو 

قوله تعالى:[وَإِْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اغْبْدُوا الله وَانَقُوهُ) [العنكبوت: »]١5‏ أي:" واذكر - 
أيها الرسول- إبراهيم عليه السلام حين دعا قومه: أن أخلصوا العبادة لله وحده. واتقوا سخطه 
بأداء فرائضه واجتناب معاصيه"7"), 

قال مقاتل:" يعني: وحدوا الله واخشوه"(", 

قال ابن كثير:" أي : أخلصوا له العبادة والخوف"7. 

قال الطبري:"يقول تعالى ذكره لنبيه تمد ب: واذكر أيضا يا مد إبراهيم خليل الرحمن؛ 
إذ قال لقومه: اعبدوا الله أيها القوم دون غيره من الأوثان والأصنامء فإنه لا إله لكم غيره؛ 
واتقوا سخطه بأداء فرائضه؛ واجتناب معاصيه"(2. 

قال السدي:" ولد إبراهيم عليه السلام فكان في كل يوم مر به كأنه جمعة والجمعة 
كالشهر من سرعة شال وكبر إبراهيم عليه السلام ثم أتى قومه فدعاهم. فقال: يا قوم» إني 
بريء مما تشركون! : ل 

قوله تعالى:إذَلِكُمْ حَيْرُ لكُمْ إن كُنتَم تعلفون] [العنكبوت: 1١]ء‏ أي:" ذلكم خير لكم؛ إن 
كنتم تعلمون ما هو خير لكم مما هو شر لكم"("). ا 

قال مقاتل:" يعني: عبادة الله خير لكم من عبادة الأوثان (إن كنتم تعلمون)» ولكنكم لا 
تعلمو م 
)١‏ تفسير ابن كثير: 7593-7574/5. 
(١‏ 0 الميسر: /79. 
") تفسير مقاتل بن سليمان: 3717/59”. 
4) تفسير ابن كثير: 755/5. 
5) ته تفسير الطبري: ٠‏ / 18 
*) أخرجه الن ابي حاتم(4١77١):نص‏ 57/3 70. 
1) التفسير الميسر: 9/4". 
6) تفسير مقاتل بن سليمان: 10/17/9”. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


كا" 


قال الطبري: "إذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)ما هو خير لكم مما هو شر لكم"7". 

قال ابن كثير:" أي :ا «فعلتم ذلك حصيل لكم.اللخين “في الدفا وزالآخرة :ادو نذقم ,حتكم 
لا 

عن سم يق علو فرلف كين لكوا نستي ي: أفضل لكم"7". 


القرآن 

(إِنْمَا تَعْبْدُونَ مِنْ ذون اللّهِ أَوْنَانَا وَتَخْلُقُونَ إِفكَا إنَّ الَّذِينَ تَعْبْدُونَ من ذون اللَّهِ لا يَمْلكُونَ لَكُمْ 
رِزقَا فَانْتَعُوا عِنْدَ اللَّهِ الرَْقَ وَاعْبْدُوهُ وَاتَكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))١7(‏ [العنكبوت: ]١١/‏ 
التفيقر :: 

ما تعبدون -أيها القوم- من دون الله إلا أصنامّاء وتفترون كذبًا بتسميتكم إياها آلهة» إِنّ أوثانكم 
التي تعبدونها من دون الله لا تقدر أن ترزقكم شيئاء فالتمسوا عند الله الرزق لا من عند أوثانكم؛ 
وأخلصوا له العبادة والشكر على رزقه إياكم؛ إلى الله تُردُون من بعد مماتكم» فيجازيكم على ما 
عملتم. 


قوله تعالى:[إِنّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونٍ اللّهِ أَْنَانَا [العنكبوت: »]١7‏ أي:" ما تعبدون -أيها 
القوم- مِن دون الله إلا أصنامّاء وتفترون كذبًا بتسميتكم إياها آلهة"7). 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل خليله إبراهيم لقومه: إنما تعبدون أيها 
القوم من دون الله أوثاناء يعني مثلا"0). 

قال مقائل؟" يعنن* أصتان]"27. 

عن قتادة» قوله: "(إنما تعبدون من دون الله أو ثانا)ء أصناما"7), 
1 5 تعالى:[ِوَتَخْلُقُونَ إِفْكَاا [العنكبوت: »]١7‏ أي:" وتفترون كذبًا بتسميتكم إياها 
الهة"” .١‏ 

قال الطبري:أي:" وتصنعون كذبا وباطلا"0". 

قال مقاتل:" تعلمونها بأيديكم ثم تزعمون أنها آلهة كذبا وأنتم تنحتونها"('' 

قال ابن كثير:" أخبر هم أن الأصنام التي يعبدونها والأوثان » لا تضر 0 تنفع 2 وإنما 
اختلقتم أنتم لها أسماء » سميتموها آلهة » وإنما هي مخلوقة مثلكم "7'). 

عن قتادة :"(وتخلقون إفكا)» أي: تصنعون أصناما"(""). 

عن ابن زيدء قوله: "(وتخلقون إفكا)ء الأوثان التي ينحتونها بأيديهم"7") 


١ 
3 


) تفسير الطبري: 1/٠١‏ 18. 
) تفسير ابن كثير: 755/5. 
( ا الن ابي حاتم(9١٠77١):نص‏ 55/9 0". 
:) التفسير الميسر: /9". 

©) تفسير الطبري: /٠١‏ 18. 
افير قال بن لقان : اا 
") أخرجه الطبري: .18/٠١‏ 

8) التفسير الميسر: /5"9. 

.١9 /7١ تفسير الطبري:‎ ) 

ل ا للف 
)١‏ تفسير ابن كثير: 755/5. 

5 أضرحة اللاي 5. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


فخلا 


عن ابن عباسء قوله: "[وتخلقون إفكا)» قال: تنحتون تصورون إفكا"("). 

قال عطاء:" وتصورون إفكا"0". 

عن ابن عباسء قوله: "(وتخلقون إفكا)» يقول: تصنعون كذبا"7). 

عن ابن عباس:"( وتخلقون إفكا)» يقول: وتقولون إفكا"0. 

وقال مجاهد"" ثد تقولون كذبا"20, 
5 قوله تعالى: (إِنَّ الّذِينَ تَعْبْدُونَ مِنْ دون اللّهِ لا يَمْلُِونَ لَكُمْ رزقَا [العنكبوت: :]١07‏ أي:" 
إنَّ أوثانكم التي تعبدونها من دون الله لا تقدر أن ترزقكم شيئًا"0". 

قال الطبري:يقول:" إن أوثانكم التي تعبدونهاء لا تقدر أن ترزقكم شين , : 

عن قتادة قوله: "(إن الذين تعبدون من دون الله)» هذا الوثن وهذا الحجر"(". 

قوله تعالى:(ِفَابْتَعُوا عِنْدَ اللَّهِ الرّرْقَ) [العنكبوت: »]١7‏ أي:" فالتمسوا عفد ال الرزق لا 
من عند أوثانكم"7''). 

قال ابن كثير: "أي: فاطلبوا ( عِنْدَ اللَّهِ الرّرْقَ 4 أي : لا عند غيره » فإن غيره لا يملك 
خننا"(١١)‏ 

قوله تعالى:إِوَاعْبْدُوةُ) [العنكبوت: »]١17‏ أي:" وأخلصوا له العبادة"0" ). 

قال الطبري:" يقول: وذلوا له"("". 

قال ابن كثير: " أي : كلوا من رزقه واعبدوه وحده "4"). 

3 تعالى:[ِوَاشْكُرُوا لَّهُ) [العنكبوت: .]١7‏ أي:" وأخلصوا له الشكر على رزقه 
إياكه"( 6 

قال الطبري:أي:" على رزقه إياكم» ونعمه التي أنعمها عليكه"7 ". 

قال ابن كثير: " واشكروا له على ما أنعم به عليكم "("". 

قال قتادة: "كرامة أكرمكم الله بهاء فاشكروا لله نعمه"(". 


( 

( 

( 
:) أخرجه الطبري: /7١‏ 19. 
©) أخرجه الطبري: .١195 /7١‏ 
؟) أخرجه الطبري: /7١‏ 195. 
)٠‏ التفسير الميسر: /59. 

.7١ /٠١ تفسير الطبري:‎ ) 

( 


)٠‏ ته ا ْ6/ له 
) تة تفسير ابن كثير: 759/5. 
لق ار 7 
)١*١‏ ته تفسير الطبري: ْ6/ يك 

.759/5 ته تفسير ابن كثير:‎ )١ 
71 550- 
06 /6ْ ثتة تفسير الطبري:‎ ) 
.759/5 ات تفسير ابن كثير:‎ ) 


1 


قال ممد بن كعب القرظي:" إن كل عمل عمل لله فهو شكر لأنعم لله"("). 

قوله تعالى:(ِإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: :]١7‏ أي:" إلى الله ثردُون من بعد مماتكم؛ 
فيجازيكم على ما عملتم"7. 

قال الطبري'' ' يقول: إلى الله تردون من بعد مماتكم» فيسألكم عما أنتم عليه من عبادتكم 
غيره وأنتم عباده وخلقه» وفي نعمه تتقلبون» ورزقه تأكلون"7). 

قال ابن كثير: " أي : يوم القيامة » فيجازي كل عامل بعمله "(") 


القرآن. . 0 
0] 
التفسير: 
وإن تكذّبوا -أيها الناس- رسولنا محمدًا 
جماعات من قبلكم رسلها فيما دعتهم إليه من الحق» فحل بهم سخط اللهء وما على الرّسول مد 
إلا أن يبلغكم عن الله رسالته البلاغ الواضحء وقد فعل. 

قوله تعالى: إوَإِنْ تُكَذْبُوا فَقَدْ كَذْب أَمَمْ مِنْ قَبْلِكُمْ [العنكبوت: »]١8‏ أي:" وإن تكذّبوا -أيها 
الناس- رسولنا محمدًا ‏ فيما دعاكم إليه من عبادة الله وحدهء فقد كذبت جماعات من قبلكم 
رسلها فيما دعتهم إليه من الحقء فحل بهم سخط الله"0). 

قال الطبري: يقول: " وإن تكذبوا أيها الناس رسولنا مدا © فيما دعاكم إليه من عبادة 
ربكم الذي خلقكم ورزقكمء والبراءة من الأوثان» فقد كذبت جماعات من قبلكم رسلها فيما 
دعتهم إليه الرسل من الحقء؛ فحل بها من الله سخطه؛ ونزل بها من عاجل عقوبته» فسبيلكم 
سبيلها فيما هو نازل بكم بتكذيبكم إياه""). 

قال ابن كثير: " أي : فبلغكم ما حل بهم من العذاب والنكال في مخالفة الرسل "7") 

عن قتادة قوله: "(إن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم)» قال: يعزي نبيه 0"5". 

قال ابن كثير: " وهذا من قتادة يقتضي أنه قد انقطع الكلام الأول » واعترض بهذا إلى 
قوله : ( فَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِهِ 4. وهكذا نص على ذلك ابن جرير أيضال' ). 

والظاهر من السياق أن كل هذا من كلام إبراهيم الخليل » عليه السلام لقومه يحتج 
عليهم لإثبات المعاد ء لقوله بعد هذا كله : ( قَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِهِ ) » والله أعله"7 '). 





3 


فيما دعاكم إليه من عبادة الله وحده. فقد كذبت 


.70 5 5/3 صن:)١177١1(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
.70 5 5/3 صن:)١77١4(متاح ؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.5"9/ '؟) التفسير الميسر:‎ 

) تفسير الطبري: ْ6/ يت 
5) تفسير ابن كثير: باضه 
؟) التفسير الميسر: /5"9. 

) تفسير الطبري: ْ6/ رت 

) تفسير ابن كثير: باضه 

9 0 ابن ن ابي ا 3 
) تة ا 08 ا 


31 


قوله تعالى:(ِوَمَا عَلَى الرّسُولِ إِلَا الْبَلاغْ المبين) [العنكبوت: :»]١8‏ أي:" وما على 
الرّسول مد إلا أن يبلغكم عن الله رسالته البلاغ الواضح "0 

قال الطبري: "يقول: وما على ممد إلا أن يبلغكم عن الله رسالته» ويؤدي إليكم ما أمره 
بأدائه إليكم ربه. ويعني بالبلاغ المبين: الذي يبين لمن سمعه ما يراد به» ويفهم به ما يعني 
"00 

قال ابن كثير: " يعني : إنما على الرسول أن يبلغكم ما أمره الله تعالى به من الرسالة » 
ا 6 سم نضا 

عن سعيد بن جبير:"[المبين)» يعني: البيّن"0). 
فوائد الآيات:[5 :]١ 8-١‏ 
-١‏ وجوب عبادة الله وتقواه طلباً للنجاة من الخسران في الدارين 
؟- بطلان عبادة غير الله عن طريق الأدلة العقلية. 
'- ما عبد الناس الأوثان إلا من جهلهم وفقرهم فلذا يجب أن يعلموا أن الله هو ربهم المستحق 
لعبادتهم وأن الله تعالى هو الذي يسد فقرهم ويرزقهم ومن عداه لا يملك ذلك لهم 
5 - وجوب شكر الله تعالى بحمده والثناء عليه وبطاعته وصرف النعم فيما من أجله أنعم بها 
على عبده. 1 
5- تسلية الرسول صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ وتأنيب المشركين من أهل مكة. 
القرآن 
(أَوَلَمْ يَرَوْا كيف يُبْدِىٌ الله الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيرَ 4)١4(‏ [العنكبوت : ] 
التفسير: 
أو لم يعلم هؤلاء كيف ينشئ الله الخلق من العدم» ثم يعيده من بعد فنائه» كما بدأه أول مرة خلقًا 
ديل ١!‏ لقعدن علي للاكة إن ذلك اكلى الله يسور كما كان بنارا عليه الششاوه 

قوله تعالى: [أوَلَمْ يرا كيف يُبْدِىُ اله الْخَلْقَ ثُمَ يُعِيد) [العنكبوت : »]١9‏ أي:" أو لم يعلم 
فؤالاء كيف ينشي اله الحلى .من العدى كم معيده: هن بعد فداته كما يداه أول#مرة تدلقا جديا ل 
يتعذر عليه ذلك؟"0. 

قال مقاتل:" يقول: أو لم يعلم كفار مكة كيف بدأ الله- عز وجل- خلق الإنسان من نطفة؛ 
الآخرة"١.‏ 

قال الطبري: يقول:" أولم يروا كيف يستأنف الله خلق الأشياء طفلا صغيراء ثم غلاما 
يافعاء ثم رجلا مجتمعاء ثم كهلاء ثم هو يعيده من بعد فنائه وبلاه» كما بدأه أول مرة خلقا جديداء 
لا يتعذر عليه ذلك"(". 

قال الصابوني:" الاستفهام لتلوبيخ لمنكري الحشرء أي: أولم ير المكذبون بالدلائل 
الساطعة كيف خلق ل الخلق ابتداءً من العدم» فيستدلون بالخلقة الأولى على الإعادة في 
الحشر؟"(0, 


."9/4 التفسير الميسر:‎ )١ 
.70 /؟٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 
.770-755/5 تفسير ابن كثير:‎ 
.70 45/4 ص:)١1777٠١(متاح عزج ابن ابي‎ 


ةة 
ل 
( 
) التفسير الميسر: /89. 
( 
9 


) 
) 
) 
5 
5 
(1) تفسير مقاتل بن سليمان: 717//5. 
(0) تفسير الطبري: ١7/؟-51.‏ 


للب 


عن الربيع بن أنسء قوله: "(أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده)» قدروا كيف يبدي 
الله الخلق» خلق أنفسهم ثم يعيدهم إلى التراب"7". 

عن قتادة قوله: "(أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق): بالبعث بعد الموت"7() 

قال وهب:" خلق الله ابن آدم كما شاء ومما شاء فكان كذلك فتبارك الله أحسن الخالقين» 
اي اه الوا كوا كا امو ا 1 ار 
0 0 ل 0 فهذا بدء ل 
الله ابن آدم كما أحب أن يكون"0). 

إنه قرأ في بعض الكتب: أن الله تبارك وتعالى حين خلق الخلق فنظر إليهم حين مشوا 
ونافذ أمريء وأنا الذي أفنيك كما خلقتك؛ حتى أبقى كما كنت قبل أن أخلقك وحديء لأن الملك 
والخلود لا ينبغي إلا لي. ثم أعيد خلقي بعد فنائهم لجزائي وأجمعهم لقضائيء فيومئذ يخشى 
خلقي عذابي ووعيديء ويومئذ تجل القلوب من خوفي وترفل الاقدام من هيبتي» وتخف القلوب 
من شدة سلطاني؛ وتبرآأ الآلهة ممن عبدها دوني"0. 

وتقرأ: «تروا»» بالتاء(") 

قوله تعالى:(إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرْ) [العنكبوت : :]١59‏ أي:" إن ذلك على الله يسيرء كما 
كان يسيرًا عليه إنشاؤه"7". 

قال مقاتل:" يقول: إعادتهم في الآخرة على الله- عز وجل- هين "(8) 

قال الطبري:أي:" سهل كما كان يسيرا عليه إبداؤه"2"0. 

. . ب لل : ١٠١.‏ 

عن ابن عباسء قوله: "(يسير)» يعني: هينا"7' '). 


القرآن 

(قُنْ سِيرُوا في الْأَرْض فَانْظْرُوا كَيْف بَدَأْ الْخَلْقَ ثُمَّ اللّهُ يُنْشِئُ النّشْأَة الآخرّة إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلَ 
شَيْءٍ قَدِيرٌ ))٠١(‏ [العنكبوت : ]٠١‏ 

التفسير: 


قل -أيها الرسول- لمنكري البعث بعد الممات: سيروا في الأرضء فانظروا كيف أنشأ الله 
الخلق, ولم يتعذر عليه إنشاؤه مبتدأ؟ فكذلك لا يتعذر عليه إعادة إنشائه النشأة الآخرة. إن الله 


على كل شيء قديرء لا يعجزه شيء أراده. 


.519 /” صفوة التفاسير:‎ )١ 

.70 45/4 ص:)١17777(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 

") أخرجه الطبري:١7/7١25‏ وابن ابي حاتم(7777١):ص‏ 55/34 0". بلفظ:" بعد الموت البعث". 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(55748١):ص73111/4.‏ 

) أخرجه ابن أبي حاتم(575١):ص7917-79171/9.‏ 

") انظر: معاني القرآن للزجاج: 4/ .١55‏ 

1) التفسير الميسر: 9/4". 

8) تفسير مقاتل بن سليمان: 717/4/5. 

) تفسير الطبري: .71/7١‏ 

. 0 أخرجه ابن ابي حاتم(5 1777١):ص‏ 45/4 0". 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


58 


قوله تعالى:[ِقُلْ سِيرُوا فِي الأرْضٍ فَانْظُرُوا كَيْف بَدَأَ الْحَلّْقَ) [العنكبوت : ١٠]؛‏ أي:" قل 
-أيها الرسول- لمنكري البعث بعد الممات: سيروا في أرجاء الأرضء فانظروا كيف أنشأ الله 
الخلق"(), 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لغىد بَله: قل يا مد للمنكرين للبعث بعد الممات» 
الجاحدين الثواب والعقاب: (سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ) الله الأشياء وكيف أنشأها 
وأحدثها؛ وكما أوجدها وأحدثها ابتداء» فلم يتعذر عليه إحداثها مبدئاء فكذلك لا يتعذر عليه 
إنشاؤها معيدا"(). 

عن قتادة: : "(فانظروا كيف بدأ الخلق): خلق الله السموات والأرض 

قوله تعالى ثم النُّ يُنْشِئٌ النّشأة الآخرّة) [العنكبوت ١‏ 0 0 3 تعالى ينشئهم 
عند البعث نشأةٌ أخرى"(). 

قال الطبري: "يقول: ثم الله يبدئ تلك البدأة الآخرة بعد الفناء"0). 

عن فتادة» قوله: " (الله ينشئ النشأة الآخرةا» قال* البعث بعد الموت كت" 

قال ابن عباس:" هي الحياة بعد الموت» وهو النشور"7". 

قوله تعالى:(إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت : .]٠١‏ أي:" إن الله على كل شيء 
قديرء» لا يعجزه شيء أراده"(0, 

قال الطبري: يقول:" إن الله على إنشاء جميع خلقه بعد إفنائه كهيئته قبل فنائه» وعلى 
غير ذلك مما يشاء فعله قادر ا يعجزه شيء أراده"(20, 


القرآن 
(ِيُعَدْبُ مَنْ يَشَاءْ وَيَرْحَمْ مَنْ يَشَاءْ وَإِلَيْهِ تُقلَبُونَ ))"1١(‏ [العنكبوت : ]١١‏ 
التفسير: 
يعذب مَن يشاء مِن خلقه على ما أسلف مِن جرمه في أيام حياته» ويرحم مَن يشاء منهم ممن 
تاب وآمن وعمل صالحّاء وإليه ترجعونء فيجازيكم بما عملتم. 

قوله تعالى:(ِيُعَذْبُ مَنْ يشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاهُ] [العنكبوت : :]١١‏ أي:" يعذب مَن يشاء 
من خلقه على ما أسلف مِن جرمه في أيام حياته» ويرحم مَن يشاء منهم ممن تاب وآمن وعمل 
نال"( 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: إثم الله ينشئ النشأة الآخرة) خلقه من بعد فنائهم» ف 
(يعذب من يشاء) منهم على ما أسلف من جرمه في أيام حياته» (ويرحم من يشاء) منهم ممن 
تاب وآمن وعمل ضالحا"20 


)١(‏ التفسير الميسر: 17".[بتصرف بسيط] 
)١(‏ تفسير الطبري: .71/7١‏ 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(17771):ص 145/4 0". 
(4) صفوة التفاسير: 7/ 415. 

(5) تفسير الطبري: .71/7١‏ 

(5) أخرجه ابن أبي حاتم(177748):ص045/4". 
(90) أخرجه الطبري: .71١/7١‏ 

() التفسير الميسر: /59. 

(4) تفسير الطبري: .71/7١‏ 

)١ :)‏ التفسير الميسر: 5"97. 


0 


قال سفيان:" يغفر لمن يشاء العظيم» ويعذب من يشاء على الصغير(". 
قوله تعالى:إوَإليْهِ تلبُونَ [العنكبوت : »]5١‏ أي:" وإليه ترجعون» فيجازيكم بما 


0 
قال الطبري:" يقول: وإليه ترجعون وتردون"7). 
القرآن 
(وَمَا أَنْثُمْ بمُعْجِزِينَ في الْأَرْضٍ وَلَا في السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دون الله مِنْ وَلِيَ وَلَا تصيرٍ 
1)١١(‏ [العنكبوت : ؟؟] 
التفسير: 
وما أنتم -أيها الناس- بمعجزي الله في الأرض ولا في السماء إن عصيتموه؛ وما كان لكم من 
دون الله من ولي يلي أموركم» ولا نصير ينصركم من الله إن أراد بكم سوءًا. 
قوله تعالى:(وَمَا أَنْتُمْ بمُعْجِزِينَ فِي الأرْضٍ وَلا فِي السّمَاءِ) [العنكبوت : ؟7]؛ أي: " وما 
أنتم -أيها الداكيه بمعجزي الله في الأرض ولا في السماء إن 000 
قال الأخفش أي لا تعجزوننا هربا في الأرض ولا في السماء"( 
قال ابن قتيبة:" :" أراد: ولا من في السماء بمعجز"0), 
قال يحيى:" يعني: : ما أنتم بسابقي الله بأعمالكم الخبيثة فتفوتونه هربا"(/. 
قال السدي:" يعني: ما أنتم بسابقي الله بأعمالكم الخبيثة» فتفوتوه هربا"7). 
قال ابن زيد:" لا يعجز أهل الأرضين في الأرضينء ولا أهل السماوات في السماوات 
إن عصوه وقرأ لا يعزب» عنه مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض ولا أصغر من ذلك 
ولا أكبر إلا في كتاب مبين"07". ْ ْ 
قال الطبري:" ولو قال قائل: معناه: ولا أنتم بمعجزين في الأرضء ولا أنتم لو كنتم في 
السماء بمعجزين كان مذهبا"(70). 
عن ابن الزبير "(لمتجزين )4 يُغدي: مثبطين"7"). 
قال الفراء:" يقول: القائل: وكيف وصفهم أنهم لا يعجزون في الأرض ولا في السماء» 
ولسواامن اهل السماء؟ فالححتي+ والله أعلم- مااالت بمعجرى في الأرض ولا فن في العفناة 
بمعجز. وهو من غامض العربية للضمير الذي لم يظهر في الثاني» ومثله قول حسان7"): 


.77/7١ تفسير الطبري:‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(9؟77١):ص‏ 55/9 70. 

(') التفسير الميسر: 594. 

(4) تفسير الطبري: .77/7١‏ 

(5) التفسير الميسر: 594. 

(1) معاني القرآن: 77/١‏ 5. 

(0) غريب القرآن: .١78‏ 

(8)التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه: 14؟". 
(9) حكاه عنه يحيى بن سلام في التفسير: 5/7 57. 

.3055/6ص:)١17711١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )٠١( 

.77/5١ تفسير الطبري:‎ )١١( 

) 7 أشرة ابن ابي حاتم( 1777١):نص‏ 55/4 70. 

(١)البيت‏ لحسان في "'ديوانه"' ص 8» وينظر: "السيرة النبوية" 4/ 45» 'تذكرة النحاة"' ص ١"3»؛‏ "الخزانة" 9/ 


1 


أَمَنْ يهجُو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصرُه سواءُ 
أراد: ومن ينصره ويمدحه فأضمر «من» وقد يقع في وهم السامع أن المدح والنصر لمن هذه 
الظاهرة. ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك؛ وأكرم من أتاك ولم يأت زيداء تريد: ومن 
لم يأت زيدا"("), 

قوله تعالى:إِوَمَا لَكُمْ مِنْ ون الله مِنْ وَلِيْ وَلَا نَصِيرٍ) [العنكبوت 11 أي: " وما كان 
لكم من دون الله مِن ولي يلي أموركم» ولا نصير ينصركم من الله إن أراد بكم سوءًا"(". 

قال الطبري:" يقول: وما كان لكم أيها الناس من دون الله من ولي يلي أموركم؛ ولا 

نصير ينصركم منه الله إن أراد بكم سوءا ولا يمنعكم منه إن أحل بكم عقوبته"(". 


القرآن 
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بآيّات الله وَلِقَائه أُولَئِكَ يَتَسُوا منْ رَحْمَتي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابَ أَلِيمٌ (؟9')) 
[العنكبوت : ؟] 
التفسير: 
ع ا و القدايت» أولنك الي لهم مطلمع في ريدمتي لا 

قوله تعالى !وَالّذِينَ نر بآيات الله وَلِقَائِه) [العنكيوت : 1]ء أي:" والذين جحدوا 
حُجج الله وأنكروا أدلته» ولقاءه يوم القيامة"9©), 

قال الطبري: يقول: " والذين كفروا حجج اللهء وأنكروا أدلته» وجحدوا لقاءه والورود 
عليه» يوم تقوم الساعة"(2, 

قال السدي:" ما آيات الله إلا مهد 4ه"2"0. 

عن سعيد بن جبيرء قوله: "إلقائه)» قال: البعث في الآخر و" . 

قوله تعالى:[ألِك يَُِا مِنْ رَحمَتِي) [العنكبوت 555 
رعتي كاعر ها عتاليم عن انعد اجا" 

قال يحيى:" يعني: من جنتي"0). 

قل الطبري: ينول" أوانكه قدو امل بزجمكي في اللخرة لما عادو اعد لبو بين 
العذاب"7/” 


قال ابن فورك:" أي بعلمهم؛ أنها لا تقع بهم"77'"). 


7» "إعراب القرآن" للنحاس ؟/ 57", 'البحر المحيط' /١‏ 550. 
)١(‏ معاني القرآن: 7؟/ ."١6‏ 

(؟) التفسير الميسر: 3/7". 

(؟) تفسير الطبري: .77/7١‏ 

)5( 5 الميسر: /5". 

(5) تفسير الطبري: .77/7١‏ 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(17757١):ص7057/4.‏ 

(9) أخرجه ابن ابي حاتم(1777١):ص‏ 7045/4 

(8) التفسير الميسر: 9/4". 

(9)التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه: 4؟". 
)٠١(‏ تفسير الطبري: .77/7١‏ 

."/5/١:كروف تفسير ابن‎ )١١( 


201 


قوله تعالى: (وَأُولَيْكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [العنكبوت : 17]: أي:" وأولتك لهم عذاب مؤلم 
)0 5 


قال الطبري: يقول: "وأولئك لهم عذاب موجع"(". 
قال الزجاج:" روي عن قتادة أنه قال: إن الله ذم قوما هانوا عليه فقال: (أولئك يئسوا من 
رحمتي]» وقال: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). وينبغي للمؤمن ألا ييئس من 
روح الله» ولا من رحمته؛ ولا يأمن من عذابه وعقابه» وصفة المؤمن أن يكون راجيا لله 
خائفا"0), 

فوائد الآيات:[9١-؟5]:‏ 

-١‏ وجوب استعمال العقل للاستدلال على الغائب بالحاضر وعلى المعدوم بالموجود. 

؟- تقرير عقيدة البعث والجزاء وذكر أدلتها التفصيلية. 

؟- تقرير عجز الإنسان التام وأنه لا مهرب له من الله تعالى ربه ومالكه وهي حال تستد 
الفرار إلى الله اليوم بالإيمان والتقوى 

- إنذار المكذبين بأنهم إن ماتوا على التكذيب بالبعث لا يدخلون الجنة بحال» وسيعذبون في 

نار جهنم أشد العذاب. 


موجع" 


القرآن 

(قَمَا كَانَ جَوَابِ قَوْمِه إِلّا آنْ قَالُوا افَتُلُوهُ أو حَرَقُوهُ فَأَنْجَاهُ الله مِنَ النَارِ إن فِي ذَلِكَ لآيَاتِ لقم 
يُؤْمِنُونَ ))١4(‏ [العنكبوت : ؛ ؟] 

التفسير: 


فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إلا أن قال بعضهم لبعض: اقتلوه أو حرّقوه بالنارء فألقوه فيهاء 
فأنجاه الله منهاء وجعلها عليه بردًا وسلامّاء إن في إنجائنا لإبراهيم من النار لأدلة وحججًا لقوم 
يصدّقون الله ويعملون بشرعه. ل ا" 

قوله تعالى:[ِقَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِهِ إلا أن قَالُوا اقَتُلُوهُ أؤ حَرَقُوهُ) [العنكبوت : 5 ؟]: أي:" 
فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إلا أن قال بعضهم لبعض: اقتلوه أو حرّقوه بالنار"7). 

قال الطبري: يقول:" فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إذ قال لهم: (اعبدوا الله واتقوه ذلكم 
خير لكم إن كنتم تعلمون] إلا أن قال بعضهم لبعض: (اقتلوه أو حرقوه]بالنارء ففعلوا"0. 

قال:ابق: كثير:" يفول تعالئ مخبزا عن قوم 'إبراهيم في كفرهع وعنادهم ومكايرتهم » 
ودفعهم الحق بالباطل : : أنه ما كان الهم جواب بعد مقالة إبراهيم هذه المشتملة على الهدى 
والبيان  »‏ إلا أَنْ قَانُوا الُْوهُ أو حَرّقُوهُ ) » وذلك لأنهم قام عاجهم الإردهان . وتوحهت ,علنهم 
الحجة » فعدلوا إلى استعمال جاههم وقوة ملكهم » ( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانَا فَألقُوهُ في الْجَحِيم. 
فَأرَادُوا به كَيْدَا فَجَعَلْتَاهُمْ الأسْقَلِينَ 4 [الصافات : 11 . 18] » وذلك أنهم 00 في جمع 
أحطاب عظيمة مدة طويلة » وحَوّطوا حولها » ثم أضرموا فيها النار » فارتفع لها لهب إلى 
عان لعفا :لد ترات 15 كار رلتيكيد بفديا »لد مداو إلى إبراهيم فكتفوه وألقوه في كفة 
المنجنيق » ثم قذفوا به فيها"("). 


.8"9/8 التفسير الميسر:‎ )١( 
.77/٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 
.١56 /4 معاني القرآن:‎ )6( 
."895 التفسير الميسر:‎ )4( 

(5) تفسير الطبري: /٠١‏ 75. 
(1) تفسير ابن كثير: 5/ 771. 


أت 


3 


تفلا 


قوله تعالى:[ِفَأَنْجَاهُ اسه مِنَ الدَّارِ1 [العنكبوت : 5 7]» أي:" فألقوه في النارء فأنجاه الله 
متبة00. ِ 

قال الزجاج:" المعنى: فحرقوه فأنجاه الله من النار"(", ش ْ 

قال الطبري: 5 فأرادوا إحراقه بالنار» فاضرموا له النار» فألقوه فيهاء فأنجاه الله منهاء 
ولم يسلطها عليه. بل جعلها عليه بردا وسلاما"0", 

قال ابن كثير:" أي :+ : سَلّمه الله منها » بأن جعلها عليه بردا وسلاماء وخرج منها سالما 
بعد ما مكث فيها أياما. وليدا وأمثاله جعله الله للناس إماما. فإنه بذل نفسه للرحمن » وجسده 
للنيران » وسخا بولده للقربان » وجعل ماله للضيفان » ولهذا اجتمع على محبته جميع أهل 
الأديان"(), 

قال قتادة: "فأنجاه الله من النار» قال كعب: ما أحرقت النار منه إلا وثاقه"0), 

قال السدي:" فرفع رأسه إلى السماء فقال: حسبي الله ونعم الوكيل فقذفوه في النار. 
فناداها فقال: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. وكان جبريل عليه السلام هو الذي ناداها. 
فقال ابن عباس: لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من بردهاء ولم يبق يومئذ في الأرض 
نارا إلا طفيت ظنت أنها هي تعنيء فلما طفيت النار نظروا إلى إبراهيم فإذا هو رجل آخر 
معهء ورأس إبراهيم في حجره يمسح.» عن وجهه العرق وذكر أن ذلك الرجل ملك الظلء» 
فأنزل الله نارا فانتفع بها بنو آدم وأخرجوا إبراهيم فأدخلوه على الملك؛ ولم يكن قبل ذلك دخل 
عليه فكلمه"(2, 

قوله تعالى:(إنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمِ يُؤْمِنُونَ) [العنكبوت : 5 7]»: أي:" إن في إنجائنا 
لإبراهيم من النار لأدلة وحججًا لقوم يصدّقون الله ويعملون بشرعه"7".. 

قال الطبري:يقول: "إن في إنجائنا لإبراهيم من النارء وقد ألقي فيها وهي تسعرء 
وتصييرها عليه بردا وسلاماء لأدلة وحججا لقوم يصدقون بالأدلة والحجج إذا عاينوا 

أ "60 

واه . 


القرآن 
(وَقَالَ إِنّمَا انَحَدَنُمْ من دون الله أَونَانَا مَوَدَةَ بَينِكُمْ في الْحَيَاة الدُنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقيَامَةَ يَكْفْرُ بَعْضْكُمْ 
بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضْكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصرِينَ (1)'5 [العنكبوت : 5 ]١‏ 
التفسير: 
وقال إبراهيم لقومه: يا قوم إنما عبدتم من دون الله آلهة باطلة» اتخذتموها مودة بينكم في الحياة 
الدنياء تتحابون على عبادتهاء وتتوادون على خدمتهاء ثم يوم القيامة» يتبرأ بعضكم من بعضء» 
ويلعن يحدكه بعضناء و مطير كم جنيك الذار وولوين لكم ناصير يعتعكم من دخرلها. 

قوله تعالى :(وَقَالَ إِنَمَا اتَخَدْتُمْ مِنْ دون الله أَوْنَانَا) [العنكبوت : 5؟]» أي" وقال إبراهيم 
لقومه: يا قوم إنما عبدتم من دون الله آلهة باطلة"(). 


."49 التفسير الميسر:‎ )١ 
.١55 ؟) معاني القرآن:4/‎ 
.75 /5١ تفسير الطبري:‎ )* 
تفسير ابن كثير: 5/ ١717.[بتصرف بسيط]‎ 
.75 /٠١ ريم ابن أبي حاتم(17777١)» والطبري:‎ 


ا 
5-8 
( 
؟) اخرجه ابن ابي حاتم(5؟7١):ص4/‏ 8.0448. 
( 
3 


) 
) 
) 
) 
(5 
) 
)٠(‏ التفسير الميسر: 949". 
(8) تفسير الطبري: /٠١‏ 75. 


4 


1 


قوله تعالى: [ِمَوَدَةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةٍ الدُنْيَاا [العنكبوت : »]١5‏ أي:" اتخذتموها مودة بينكم 
في الحياة الدنياء تتحابون على عبادتهاء وتتوادون على خدمتها"7"). 

قال ابن كثير:" يقول لقومه مقرّعا لهم وموبخا على سوء صنيعهم » في عبادتهم الأوثان 
: إنما اتخذتم هذه لتجتمعوا على عبادتها في الدنيا » صداقة وألفة منكم » بعضكم لبعض في 
الحياة الدنيا. وهذا على قراءة من نصب ( مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ 4 » على أنه مفعول له » وأما على قراءة 
الرفع فمعناه : إنما اتخاذكم باح اك اللودسلي الحنا فقط"7"). 

قال قتادة: :" إنما اتخذتموها لثوابها في الدنيا"(*) 

قال قتاد سارك كل خلة فى الهنيا عدار على اهلها 4و القنانة هله التيف 01 

قال ابن عباس "١‏ الدنيا جميعها من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضا منها ستة 
آلاف وما بقي من ستين» وتبقى الدنيا وليس عليها مؤخر؟ قال أبو طالب: من سنين"7). 

قوله تعالى:(لم ؤم القَامَةِ يكف بعكم بيَعْضٍ وَيَلعنُ بعكم بخضنا) [العنكبوت : »]١5‏ 
أي: " ثم يوم القيامة» يتبرأ بعضكم من بعضء ويلعن بعضكم بعضًا"(") 

قال الطبري: يقول:" ثم يوم القيامة أيها المتوادون على عبادة الأوثان والأصنام؛ 
والمتواصلون على خدماتها عند ورودكم على ربكمء ومعاينتكم ما أعد الله لكم على التواصلء» 
والتواد في الدنيا من أليم العذاب» يتبرأ بعضكم من بعضء ويلعن بعضكم بعضا"7". 

قال ابن كثير:" ( ثُمَّ يَومَ القيَامَةٍ 4 ينعكس هذا الحال , ؛ فتبقى هذه الصداقة والمودة بَعْضّة 
وشنآنا » ف ( يَكْفرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ) أي : تتجاحدون ما كان بينكم,  '‏ وَيَلْعَنُ بَعْضْكُمْ بَعْضًا ) 
أي يلق الجاع المتيوعين © رز المسوعون الأتجاح ؛ ( كُلّمَا دَخَلَتْ أُمّةٌ لَعَنَتْ أَخْتَهَا 4 [الأعراف 
: 8]» وقال تعالى : ( الأخِلاء يَوْمَئذ ب بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَذُوٌ إلا الْمتَقِينَ 4 [الزخرف : 20"]717. 

عن أم هانئ أخت علي بن أبي طالب رضي اللهء عنهما قالت: "قال لي النبي صلى الله 

عليه وسلم أخبرك أن الله تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد 
فمن يدري أين الطرفان؟ فقالت: الله ورسوله أعلم ثم ينادي مناد من تحت العرشء يا أهلء» 
التوحيد فيشرئبون قال أبو عاصم: يرفعون رؤوسهم- ثم ينادي يا أهل التوحيدء ثم ينادي الثالثة: 
يا أهل التوحيدء إن الله قد عفاء عنكم قال: فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض في ظلامات 
الدنيا- يعني المظالم- ثم ينادي: يا أهل التوحيد» ليعف بعضكم» عن بعضص وعلى الله 
الثواب 0 

قال أبو هريرة: "ما قدر طول يوم القيامة على المؤمن إلا كقدر ما بين الظهر إلى 
العصر"('), 


.595 التفسير الميسر:‎ )١( 

.595 التفسير الميسر:‎ )١( 

(؟) تفسير ابن كثير: 5/ 11؟7077-5. 

)5( رحد ابن ابي حاتم(17779١):ص9/‏ 3"0548. 
(5) أخرجه الطبري: /٠١‏ 76. 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(١1775١):نص9/‏ 059". 
(0) التفسير الميسر: 595. 

(6) تفسير الطبري: /”١‏ 76. 

(9) تفسير ابن كثير: 5/ 7177. 

)00 رد ابن ابي حاتم(177557١):نص9/‏ 70549. 
)١١(‏ أخرجه ابن ابي حاتم(١75١1١):نص4/‏ 5059. 


1 


/ 
94 


قوله تعالى:[ِوَمَأوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [العنكبوت : :»]١5‏ أي:" ومصيركم 
جميعًا النار» وليس لكم ناصر يمنعكم من دخولها"(". 
قال الطبري: يقول:" ومصير جميعكم أيها العابدون الأوثان وما تعبدونء النار» وما لكم 
أيها القوم المتخذو الآلهة» من دون الله (مودة بينكم) من أنصار ينصرونكم من الله حين يصليكم 
نار جهنمء فينقذونكم من عذابه"7). 
قال ابن كثير: أي : ومصيركم ومرجعكم بعد عرصات القيامة إلى النار » وما لكم من 
ناصر ينصركم » ولا منقذ ينقذكم من عذاب الله. وهذا حال الكافرين » فأما المؤمنون فبخلاف 
ذلك"20, 
قال سعيد بن جبير:" ثم بين مستقرهم فقال: مأواهم جهنه"(*) 
فوائد الآيتين:[4 :]١ 5-١‏ 
١عاتقزين‏ أن الظلفة متقهم أنه إ3)١‏ | عقيه الحمه يتجازة' إلى اننال الوه 
"في عدم إحراق. النار:دليل على أن الله تعالى قادر على إبظال السنن إذا شاء ذلك: ومن هنا 
تكون الكرامات والمعجزات إذ هي خوارق للعاذات. 
؟- بيان أن الخرافيين في اجتماعهم على البدع لم يكن ذلك عن علم بنفع البدعة وإنما لعنصر 
التوادد والتعارف والتلاقي على الأكل والشرب كما قال إبراهيم لقومه إِإِنْمَا انَّخَذْثُمْ مِنْ ذون الله 
أؤكاناً مَوَدَةَ بَيْنِكُمْ في الْحَيَاةٍ الدّنْيَاا . 


القرآن 1 
(فَآمَنَ له لوط وَقَالَ إِنِي مُهَاجِرٌ إلى رَبَي إنه هو العزيز الْحَكِيمُ (؟ ؟)) [العنكبوت : 6 "] 
التفسير: 


فصدّق لوطّ إبراهيم وتبع ملته. وقال إبراهيم: إني تارك دار قومي إلى الأرض المباركة وهي 
«الشام» » إن الله هو العزيز الذي لا يُغَالَب2 الحكيم في تدبيره. 

قوله تعالى :قَآمَنَ لَهُ لوط) | لسكبوه 3 ]> أي: "١‏ فصدّق لوط إبراهيم وتبع ملته"(0) 

قال قتادة: أي: صدقه لوط"[("). 

قال ابن عباس:" صدق لوط إبراهيم"7) 000 

قال الزمخشري:" كان لوط ابن أخت إبراهيم عليهما السلام» وهو أول من آمن له حين 

رأى النار لم تحرقه"0". 

قال ابن إسحاق:" ثم إن نمرود كفء عن إبراهيم ومنعه الله منه واستجاب لإبراهيم رال 
من قومه حيث رأوا ما صنع الله تبارك وتعالى به على خوف من نمرود ملائهم فآمن له لوط 
وكان ابن أخيه؛ وآمنت به سارة وكانت بنت عمه"(2. 

قال ابن كثير:" يقال : إنه ابن أخي إبراهيم » يقولون هو : لوط بن هاران بن ا ؛ 
يعني : ولم يؤمن به من قومه سواه » وسارة امرأة إبراهيم الخليل. لكن يقال : كيف الجمع بين 


."45 التفسير الميسر:‎ )١( 
.760 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 

(") تفسير ابن كثير: 5/ 775. 

5( ا ابن ابي حاتم(17757١):نص9/‏ 059". 
(6) التفسير الميسر: 45". 

(5) اخرجه ابن ابي حاتم(4 5 1757١):ص050/9".‏ 
() اخرجه ابن ابي حاتم(1755١):ص50/14:”‏ 
(8) الكشاف: 9/ .55١‏ 

(9) اخرجه ابن ابي حاتم(1755١):نص‏ 050/1" 


864 


هذه الآية » وبين الحديث الوارد في الصحي7) : أن إبراهيم حين مَنَ على ذلك الجبار » فسأل 
إبراهيم عن سارة : ما هي منه ؟ فقال : هي أختي ٠»‏ ثم جاء إليها فقال لها : إني قد قلت له : 
"إنلك : أختي" » فلا تكذبيني » فإنه ليس على وجه الأرض أحد مؤمن غيرك وغيريء فأنت 
أختي في الدين. وكأن المراد من هذا - والله أعلم - أنه ليس على وجه الأرض زوجان على 
الإسلام غيري وغيرك » فإن لوطا عليه السلام » آمن به من قومه » وهاجر معه إلى بلاد الشام 
» ثم أرسيل في حياة الخليل إلى أهل "سّدوم" وإقليمها"7"). 

قوله تعالى:[وَقَالَ إِنِي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبَي) [العنكبوت : :»]١5‏ أي:" وقال إبراهيم: إني 
تارك دار قومي إلى الأرض المباركة وهي «الشام»"7) 

قال الطبري:" يقول: وقال إبراهيم: إني مهاجر دار قومي إلى ربي إلى الشاهم"7*) 

قال الزمخشري:" (إلى رَبَي]» إلى حيث أمرنى بالهجرة إليه"20. 

قال مقاتل:" يعني: هجر قومه المشركين من أرض كوثا هو ولوط وسارة أخت لوط- 
عليهم السلام- إلى الأرض المقدسة (إلى ربي)؛ يعني: إلى رضا ربي"3) 

قال الفراء:" هذا من قيل إبراهيم. وكان مهاجره من حران إلى فلسطين"7", 

قال السمعاني:" أي: متوجه إلى ربي أطلب رضاه. وقد بينا أن هجرته كانت من كوثى 
إلى الشام» وكوثى قرية من سواد الكوفة. وفي القصة: أنه هاجر بعد أن مضت خمس وسبعون 
سنة من عمره؛ وهاجر معه لوط وسار "00 

قال أبو عبيدة:" كل من خرج من داره أو قطع شيئا فقد هاجر ومنه: مهاجر 
والمسلمين"(2. 

قال ابن كثير:" يحتمل عود الضمير في قوله : (ِوَقَاكَ)؛» على لوط ». لأنه أقرب 
المذكورين » ويحتمل 0 إلى إبراهيم"7"). 1 0 

عن الضحاك: "إوقال إني مهاجر إلى ربي).» قال: هو إبراهيم 8" .١‏ 

قال عبد الرحمن بن حسان الكناني: "هاجر لوط وهو ابن أخي إبراهيم بامرأته إلى 
إبراهيم بالشام وكان بين امرأته وبين سارة بعض ما يكون بين النساء. فقال له إبراهيم: يا ابن 
أخي قد جرا بين هاتين» وأنا أتخوف أن يحدث ذلك في قلبي عليك فتحول فتحولاء قال: فنزل 
بمدائن قوم لوط"( ). 

قال ابن إسحاق:" ثم خرج إبراهيم عليه السلام مهاجرا إلى ربه وخرج معه لوط فهاجرا 
وتزوج سارة بنت عمه فخرج بها. يلتمس الفرار بدينه والآمانة على ربه حتى نزل جران فمكث 


الصتحيع ملام يرق 1130037 ). 

؟) ته تفسير ابن كثير: 1/ ١لا‏ الى 

؟) التفسير الميسر: 99". 

5) تفسير الطبري: /7١‏ 75. 

.55١ /7” الكشاف:‎ )5 

*) تفسير مقاتل بن سليمان: / 3/80-51/9. 
") معاني القرآن: ؟/ 15". 

) تفسير السمعاني: 4/ .١175‏ 

4) مجاز القرآن: ”/ .١١5‏ 

.777 /5 تفسير ابن كثير:‎ )٠ 

رمه بن ابي حاتم(517 157١):ص‏ 0/4 706. 
)١١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(٠1775١):نص4/١7:51.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


11 


بها ما شاء الله أن يمكث ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر وبها فرعون من الفراعنة الأولىء 
وكانت سارة من أحسن الناس فيما يقال» وكان لا تعصي إبراهيم شيئا ولذلك أكرمها الله" ". 
قوله تعالى:(إِنّهُ هُوَ الْعَزِيرُ الْحَكِيمُ) [العنكبوت : 5؟]. أي:" إن الله هو العزيز الذي لا 
يُغَالَب الحكيم في تدبيره"7). 
قال الزمخشري: 0 (إِنَهُ هُوَ العزيز) الذي يمنعني من أعدائى» الْحَكِيم!» الذي لا يأمرنى 
إلا بما هو مصلحتي"(". 
قال الطبري: " يقول: إن ربي هو العزيز الذي لا يذل من نصرهء ولكنه يمنعه ممن 
أراده بسوءء وإليه هجرته الحكيم في تدبيره خلقه؛ وتصريفه إياهم فيما صرفهم فيه"!”. 
قال ابن كثير: " ثم أخبر عنه بأنه اختار المهاجرة من بين أظهرهم ٠‏ ابتغاء إظهار الدين 
والفنكع من ذلك : وليذا قن لشفو الترير) اي : له العزة ولرسوله وللمؤمنين به » ( الْحَكيمُ 
في أقواله وأفعاله وأحكامه القدرية والشرعية"20. 
عن أبي العالية قوله: "[العزيز)» يقول: العزيز في نقمته إذا انتقم» (الحكيم) في 
.)١0"‏ وروي عن قتادة والربيع بن أنس نحو ذلك(". 
عن مهد بن إسحاقء قوله: "[العزيز) في نصرته من كفر به إذا شاءء (الحكيم) في عذره 
وحجته إلى عياده"7. 

٠‏ قال قتادة:" هاجروا جميعا من كوثي وهي من سواء الكوفة إلى الشام. قال: وذكر لنا أن 
نبي الله 8 قال: إنها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز أهل الآرض إلى مهاجر إبراهيم ويبقى في 
الأآأرض شرار أهلهاء حتى تلفظهم أرضهم وتقذرهم روح الله وتحشرهم النار مع القردة 
والخنازير تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا وتأكل ما سقط منهه"(". ' 

قال شهْر بن حَؤْشَب: "لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية » قدمت الشام فأخبرت بمقام 
يقومه نوف البكّالي » فجئته ؛ إذ جاء رجل ٠‏ فانتبذ الناس وعليه خَميصة . وإذا هو عبد الله بن 
عمرو بن العاص. فلما رآه نوف أمسك عن الحديث . فقال عبد الله : سمعت رسول الله صلى 
الله عليه وسلم يقول : "إنها ستكون هجرة بعد هجرة » فينحاز الناس إلى مُهَاجِرَ إبراهيم » لا 
يبقى في الأرض إلا شرار أهلها » ؛ فتلفظهم أرضوهم » تقدّرهم نفس الرحمن ٠‏ تحشرهم النار 
مع القردة والخنازير فتبيت معهم إذا باتوا ء وتقيل معهم إذا قالوا ». وتأكل منهم من تخلف". قال 
: وسمعت رسول الله #5 يقول : "سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق » يقرؤون القرآن لا 
يجاوز تَرَاقيهم كلما كر منهن قرن نسل » كلما خرج منهم قرن قطع' حدق عدهاارياجة على 
عشرين مرة "كلما خرج منهم قرن قطع » حتى يخرج الدجال في بقيتهم"7”") 


أمره 


القرآن 


.7051/9صن:)١17751١(متاح أخرجه ابن ابي‎ (١ 
."95 التفسير الميسر:‎ )" 
.551 /" الكشاف:‎ )* 

:) تفسير الطبري: ٠١‏ 77-55. 

5) تفسير ابن كثير: 5/ 7177. 

1( ري ابن ابي حاتم(؟175755١):نص4/ "5١‏ 

") انظر: تفسير ابن أبي حاتم: 23000 بدون سند. 
0( أخرجه ابن ابي حاتم(17757١):نص4/ "051١‏ 

4) أخرجه ابن ات .,000١‏ 
٠‏ )المسند (؟/98١).‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


89 


(وَوَهَبْنَا لَهُ إسحَاق وَيَعْقُوبٍ وَجَعَلْنَا في ذَرَيَئَه النَبْوَةَ وَالكتاب وَآتَيْنَاهُ أَخْرَهُ في الدُنْيَا وَِنَهُ في 
الآخرّة لَمِنَ الصّالِحِينَ (4)71 [العنكبوت : 107؟] 
التفسير: 
ووهبنا له إسحاق ولدّاء ويعقوب من بعده وَلَدَ وَلَدِهِ وجعلنا في ذريته الأنبياء والكتب» وأعطيناه 
ثواب بلائه فيناء في الدنيا الذكر الحسن والولد الصالح» وإنه في الآخرة لمن الصالحين. 

قوله تعالى اوقتا له إشحاق ويتشرم) [العنكبوت ّ 1107| أي: " ووهبنا له إسحاق ولدّاء 
ويعقوب من بعده وَلَدَ وَلَدِ"(") ل 

قال الطبري: يقول: 1 وا قا ردنا إسحاق ولداء ويعقوب من بعده ولد ولد"(") 

قال ابن كثير:هو" كقوله تعالى:/ فَلَمّا اعْتَرُلَهُمْ وَمَا يَعبْكُونَ مِنْ ثون الله وَهَيْنا له إنتحاق 
وَيَعْقُوب وَكُلا جَعِلْنَا نَبينّا 1 [مريم :]أي : إنه لما فارق قومّه أقرٌ الله عينه بوجود ولد صالح 
نبي [وولد له ولد صالح في حياة جده. وكذلك قال الله : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إْحَاق وَيَعْفُوبَ تافلّة ) 
[الأنبياء ّ 5/ا]ء أي : زيادة » كما قال : ( فَبَتَرْتاهَا بِإِسْحَاقٌ وَمن نْ وَرَاءٍِ إِسْحَاقٌ يَعْقُوبَ 1 0 
ويولّد لهذا الولد ولد في حياتكما » تقر به أعينكما. وكون يعقوب ولد لإسحاق نص عليه القرآن 
٠‏ وثبتت به السنة النبوية » قال الله : ( أم كُنتُمْ ثنهَداء إِذْ ضر يَْقُوبَ الْمَوْتْ إِذْ َالَ ليه مَا 
تَعْبْدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبْدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِيْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهَا وَاحِدَا وَنَحْنُ لَهُ 
مطلفون :| [النقر ع 1188 ] به وفنن الضحخن : «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم 
يوس بنَ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» كك 

عن مجاهد قوله: "[ووهبنا له إسحاق ويعقوب]» قال: أعطينا"7”) 

قال ابن عباس:" هما ولدا إبراهيم"7). 

قال الزمخشري”"" . فإن قلت: ما بال إسماعيل عليه السلام لم يذكرء وذكر إسحاق 
وعقبه؟ 

قلت: قد دل عليه في قوله وَجَعلّنا فِي ذُرَيّتِه البْوَةَ َالكتابت وكفى الدليل لشهرة أمره 
ا 0 [ 

قوله تعالى: إوَجَعَلا فِي ذَرَيتهِ النَبْوَّةَ وَالكتَابَ) [العنكبوت : 7307]» أي:" وجعلنا في ذريته 
الأنبياء والكتب"("), 

قال العائوني!" لق كفيك نيا" لنضل العقلض حبك لجذانا كلاسا من بر هيم 
من ذريته» وجعلنا اللكتب السماوية نازلة على الأنبياء من بنيه"0), 

قال السعدي:" فقوله تعالى: (ِوَجَعَلّنَا فِي ذَرَيتِهِ الَّبْوَةَ وَالْكَتَابَ) وإن كان عاماء فلا 
يناقض كون لوط نبيا رسولا وهو ليس من ذريته» لأن الآية جيء بها لسياق المدح والثناء على 


."95 التفسير الميسر:‎ )١ 

؟) تفسير الطبري: ١؟/77.‏ 

00000 
:) تفسير ابن كثير: 5/ .7176-1١1/4‏ 

ه(/ ري ابن ابي حاتم( 175١١):نص4/ "05١‏ 
1( أخرجه ابن ابي حاتم(17752١):نص4/‏ 057" 
)٠‏ الكشاف: 7/ .55١‏ 

6) التفسير الميسر: 599. 

4) صفوة التفاسير: 7/ .57١‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5250 


الخليل» وقد أخبر أن لوطا اهتدى على يديه» ومن اهتدى على يديه أكمل ممن اهتدى من ذريته 
بالنسبة إلى فضيلة الهاديء والله 0-0 0 

قال مقاتل:" (النبوة)» يعني امتافين وإسحاق ويعقوب- عليهم السلام-» ولالكتاب)» 
يعني: : صحف إبراهيه"(". 

عن ابن عباس قوله: "[الكتاب]» قال: الخط بالقله"7) 

مقال الزمخشري”"" المراد بالكتاب: جنس الكتاب» حتى دخل تحته ما نزل على ذرّيته 
من الكتب الأربعة: التي هي التوراة والزبور والإنجيل والقرآن"7). 

قال ابن كثير:" هذه جِلْعَة سنية عظيمة » مع اتخاذ الله إياه خليلا وجعله للناس إماما » أن 
جعل في ذريته النبوة والكتاب » فلم يوجد نبي بعد إبراهيم عليه السلام » إلا وهو من سلالته » 
فجميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحاق د بن إبراهيم » حتى كان آخرهم عيسى 
اذخ ررك + ققاة. فى متهم حدر | ا#التني؟ الحزوفي الفرؤشي الواخسس . خاقم رين خلين. الرطادق : 
وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة » الذي اصطفه الله من صميم العرب العزباء » من سلالة 
إسماعيل بن إبراهيم علي يم راي و حي ابر كله مايل بيو د عليه افك 
الصلاة والسلام من الله تعالى"7©) 

قوله تعالى:[وآئيا أَخرَهُ في اليم [العنكيوت : 57], أي: " وأعطيناه ثواب بلائه فيناء 
في الدنيا الذكر الحسن والولد الصالح" 0 

قال الطبري: شرن ا عط فو جتاون فنا لها .وقيل: إن الأجر الذي ذكره الله 
عز وجل أنه آتاه إبراهيم في الدنيا هو الثناء الحسنء والولد الصالح"(". 

قال الفراء: :" الثناء الحسن وأن أهل الأديان كلهم يتولونه. ومن أجره أن جعلت النبوة 
والكتاب في ذريته" 0 

قال ابن قتيبة:" بالولد الطيب» وحسن الثناء عليه"(1) 

قال مقاتل-" يعني: أعطيناه كراعة د الح اوعدي اللا الحسن والمقالة الحسنة من أهل 
الأديان كلهاء لمضيه على رضوان الله حين ألقي في النارء وكسرالأصنام» ومضيه على ذبح 
ابنه» فجميع أهل الأديان يقولون إبراهيم منا لا يتبرأ منه أحد"7 ). 

قال الزمخشري"" أَجْرَهُ: الثناء الحسن» والصلاة عليه آخر الدهر والذرية الطيبة 
والنبوّة» وأن أهل الملل كلهم يتولونه"(". 

عن زياد بن امع مريمء» قوله: "(آتيناه!» قال* أعطينا"("). 


( 

؟) تفسير مقاتل بن سليمان: ؟7/ 538. 
؟) أخرجه ابن ابي حاتم(17755١):نص9/‏ 30557. 
4) الكشاف: ”/ .45١‏ 

5) تفسير ابن كثير: 76/5 7. 
؟) التفسير الميسر: 949". 

) تفسير الطبري: .777/٠١‏ 

) معاني القرآن: ؟/ ."١5‏ 

4) غريب القرآن: 8؟:”. 

.78٠١ تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/‎ )٠ 

.55١ /” الكشاف:‎ )١ 

.30017 /94ص:)١17751(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 


530 


عن مجاهد :"[وآتيناه أجره في الدنيا/» قال: الثناءة"(0"). 
عن ابن عباس قوله: "(آتيناه أجره في الدنيا)» 0 8 الحسن"7". 
عن سعيد بن جبير:" أنه كتب إلى عكرمة يسأله. عن قول ابن عباس فيها -يعني قوله: 
(أجره في الدنيا)- فقال: إن الله تبارك وتعالى إلى رضا لأهل الأديان بدينهم؛» فليس أهل دين إلا 
وهم يتولون إبراهيم ويرضونء عنه"7". 
عن قتادة قوله: "إوآتيناه أجره في الدنيا؛ عافية وعمل صالح وثناء حسنء, فلست تلاقي 
أحدا من الملل إلا يرضا إبراهيم ويقولان وإنه في الآخرة لمن الصالحين"7). 
عن عكرمة» قوله: "[إوآتيناه أجره في الدنياا» قال: لسان صدق الذي جعل له قال 
عكرمة: إبراهيم تولاه الأمم كلها اليهود والنصارى والمجوس والناس أجمعون؛» وشهدوا له 
بالعدل فذلك اللسان الصدق وهو الأجر الذي آتيناه في الدنيا"20. 
عن الحسنء قوله: "(وآتيناه أجره في الدنيا4» قال: نيته الصالحة التي اكتسب بها الأجر 
"00 
قوله تعالى :وَإِنَُ في الْآخِرَةٍ لَمِنَ الصَالِحِينَ) [العنكبوت : 77]» أي:" وهو في الآخرة 
في عداد الكاملين في الصلاح" 0 
قال الطبري: يقول:" (وإنه) مع ذلك (في الآخرة لمن الصالحين) فله هناك أيضا جزاء 
الصالحين» غير منتقص حظه بما أعطى في الدنيا من الأجر على بلائه في الله عما له عنده في 
الآخرة"(0, 
قال ابن زيد:" الصالحين: الأنبياء والمؤمنين"7") 
فوائد الآيتين:[5 7-7 7]: 
-١‏ بيان حصيلة دعوة إبراهيم كذا سنة وأنها كانت إيمان واحد بها وهو لوط عليه السلام وفي 
هذا تسلية للرسول الكريم صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ. 
؟- بيان إكرام الله تعالى لمن يهاجر إليه ويترك أهله وداره. 
ا ا الله تعالى به إبراهيم من خير الدنيا والآخرة جزاء صبره على دعوة الله 
تعالى. 


القرآن 

(وَلُوطًا إِ قَالَ لقَؤْمِه إِنَكُمْ لَتَأثُونَ الْفَاحِشَة مَا سبقكم بها من أَحَدِ من نَ الْعَالَمِينَ 00) أَئَِكُمْ 
نَتَأقُونَ الرَجَالَ وَتَقْطَعُونَ الستبيل وَتَأَثُونَ في نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قَمَا كَانَ جَوَابَ قؤمه إلا أن قَانُوا 
انتنَا بِعَذّاب الله إن كُنْتَ مِنَ الصَادِقِينَ (2)15 [العنكبوت : 55] 


في الآخر 


") صفوة التفاسير: 7/ .57١‏ 
تفسير الطبري: ١؟/17؟.‏ 
95 اخرجه ابن ابي حاتم(5 )١1775‏ :ص 9/ ”7 


/ 


التفسير: 

.7.051 /4ص:)١7777(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

.706557 /9صن:)١175/8(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(175/8١):نص9/‏ 700557. 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(7770١):ص4/‏ 7057. 

(5) أخرجه ابن ابي حاتم(7771١):نص4/‏ 7ه, 1-"1ه .7 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم((5).):ص؟/ 3:001. 

(0 

لد 

(3) 


30 


واذكر -أيها الرسول- لوطا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة القبيحة؛ ما تَقَدَمكم بفعلها أحد من 
العالمين» أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم؛ وتقطعون على المسافرين طرقهم بفعلكم الخبيث» 
وتأتون في مجالسكم الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس» وحذف المارة» وإيذائهم بما لا يليق 
من الأقوال والأفعال؟. فلم يكن جواب قوم لوط له إلا أن قالوا: جئنا بعذاب الله إن كنت من 
الصادقين فيما تقول» والمنجزين لما تَعد. 

قوله تعالى :وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَكُمْ لتَأثُونَ لْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ] 
[العنكبوت : 4؟]؛ أي:" واذكر -أيها الرسول- لوطًا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة القبيحة: 
ما تَقدمكم بفعلها أحد من العالمين"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى تكو لنبيه تمد #: واذكر لوطا إذ قال لقومه: (إنكم لتأتون) 
الذكران» 7 سبقكم بها)» يعني: بالفاحشة التي كانوا يأتونهاء وهي إتيان الذكران إمن أحد من 
العالمين)"7". 

قال الزمخشري"" (الْفاحشّة): الفعلة البالغة في القبح. (وما سَبَقَكُمْ بها مِنْ أَحَدٍ مِنَ 
الْعالَمِينَ) جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة» كأن قائلا قال: لم كانت فاحشة؟ فقيل له: لأن 
أحدا قبلهم لم يقدم عليها اشمئزازا منها في طباعهم لإفراط قبحهاء حتى أقدم عليها قوم لوط 
لخبث طينتهم وقذر طباعهم. قالوا لم ينز ذكر وك ا ل 

قال عمرو بن دينار:" ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوظ ١"‏ 

قوله تعالى: (أَبِتَكُمْ لَتَأثُونَ الرّجَالَ) [العنكبوت : 55].: أي:" أإنكم لتأتون الرجال في 
أدبارهم"00. 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل لوط لقومه [أثنكم) أيها القوم» (لتأتون 
الرجال) في أدبارهم"7). 

وقرئ: «إنكم»» بغير استفهاء!". 

قوله تعالى: (ِوَتَفْطَعُونَ السّبيكَ4 [العنكبوت : 59]»: أي:" وتقطعون على المسافرين 
طرقهم بفعلكم الخبيث"7. 

قال الطبري:" يقول: وتقطعون المسافرين عليكم بفعلكم الخبيث» وذلك أنهم فيما ذكر 
عنهم كانوا يفعلون ذلك بمن مر عليهم من المسافرين» من ورد بلادهم من الغرباء ا 

قال ابن كثير:" أي : يقفون في طريق الناس يقتلونهم ويأخذون 40 0 

قال السمعاني:وقسل: " تقطعون سبيل النسل بإيثار الرجال على النساء"(07, 


0 التفسير الميسر: 5919. 
) تفسير الطبري: 1 
( الكشاف: / .:5١‏ 
( اخرجه الطبري: ْ6/ 18 
ه(/ التفسير الميسر: 5919. 

) تفسير الطبري: 31 
") انظر: الكشاف: 7/ .55١‏ 
0( التفسير الميسر: 5"919. 

) تفسير الطبري: 31 
)٠‏ تفسير ابن كثير: 1/ 1 
)١‏ تفسير السمعاني: / /ا/ا١.‏ 


53 


قال ابن زيد:" السبيل : الطريق. المسافر إذا مر بهم؛ وهو ابن السبيل قطعوا به» وعملوا 

به ذلك العمل الخبيث" 0 
قوله تعالى:[وَتَثُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنْكَرَ [العنكبوت : 15]» أي:" وتأتون في مجالسكم 

الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس» وحذف المارة» وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال 
والأفعال؟"(). 

قال ابن كثير:" أي : يفعلون ما لا يليق من الأقوال والأفعال في مجالسهم التي يجتمعون 
فيها , لا ينكر بعضهم على بعض شيئًا من ذلك "(". 

قال الزمخشري:" كل معصية فإظهارها أقبح من سترهاء ولذلك جاء: من خرق جلباب 
الحياء فلا غيبة له"9©). 

قال ابن قتيبة:" :" «النادي»: المجلس. و«المنكر»: مجمع الفواحش من القول والفعل. وقد 
اختلف في ذلك المنكر" 1 

قال الواحدي: النادي والندي والمنتدى: مجلس القوم ومتحدثهه"( 

وفي قوله تعالى 'وَتأَنُونَ في تَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) [العنكبوت : 519]» وجوه من التفسير: 
أحدها : هو أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم ؛ قالته عائشة رضي الله عنها(". 
الثاني : أنهم كانوا يحذفون7) من يمر بهم ويسخرون منه. روته أم هانىء عن النبي -صلى الله 

عليه وسلم- 0 

وقال عكرمة:" كانوا يؤذون أهل الطريق يحذفون من مر بهم"). 

قال السدي:" كان كل من مر بهم حذفوه؛ فهو المنكر"('"). 
الثالث : أنهم كانوا يجامعون الرجال في مجالسهم » رواه منصور عن مجاهدا" ". 

قال مجاهد:" كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس"7 ". 

وقال قتادة:" كانوا يأتون الفاحشة في ناديهه"7 ". 

قال ابن زيد:" ناديهم: المجالسء: و[المنكر): عملهم الخبيث الذي كانوا يعملونه» كانوا 
يعترضون بالراكبء فيأخذونه ويركبونه. وقرأ (أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون)» وقرأ (ما 
سبقكم بها من أحد من العالمين)"("). 


)١‏ أخرجه الطبري: لق 
؟) التفسير الميسر: 99". 
*) تفسير ابن كثير: 5/ 775. 
4) الكشاف: */ 4057 
ه) غريب القرآن: 7/8". 
*) التفسير الوسيط: "/ 41/8. 

") انظر: تفسير الطبري: /7١‏ 75. 

6) الحذف: هو الرمي بحصاة أو نوى أو نحوهماء تأخذ بين سبابتيك تحذف به أو بمخذفة من خشب. 
4) انظر: تفسير الطبري: /5١‏ 75. 

.75 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )٠ 

.75 /5١ أخرجه الطبري:‎ )١ 

5) انظر: تفسير الطبري: 7/٠١‏ 30. 

."٠ /٠١ أخرجه الطبري:‎ )١ 

."٠ /٠١ أخرجه الطبري:‎ ) 5 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
5 
) 


50 


عن مجاهد: "(وتأتون في ناديكم المنكر)» قال: المجالس» و(المنكر): إتيانهم الرجال"7") 
عن ابن عباسء قوله: "[وتأتون في ناديكم المنكر)» يقول: في مجالسكم"(". 

الرابع : هو الصفير ولعب الحمام والجلاهق والسحاق وحل أزرار لفان في السكلنن! رواه 
الحاكد عن مهاه 

قال الفراء:" المنكر منه الحذفء والصفيرء ومضغ العلك» وحل أزرار الأقبية والقمص» 
والرمي بالبندق7". ويقال: هي ثماني عشرة خصلة من قول الكلبي لا أحفظها. وقال غيره: هي 
عشر"( أ 

قال ابن كثير:" وكل ذلك كان يصدر عنهم » وكانوا شرًا من ذلك"7") 
مجالسكم المارة بكم» وتسخرون منهم؛ لما ذكرنا من الرواية بذلك عن رسول صلى الله عليه 
سله"(8) 
و . 0 5 َس ص و 

قوله تعالى:[ِقَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمِهِ إلا أنْ قَالُوا انْتِنَا بِعَدَاب الّهِ إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ) 
[العنكبوت : 14]» أي:" فلم يكن جواب قوم لوط له إلا أن قالوا: جئنا بعذاب الله إن كنت من 
الصادقين فيما تقول» والمنجزين لما تَعد"(), 

قال ابن كثير:" وهذا من كفرهم واستهزائهم وعنادهم ؛ ولهذا استنصر عليهم نبي 


اله"3 "2 
عن أبي العالية:" يعني قوله: (إن كنت من الصادقين)» بما تقول أنه كما تقول"( ". 
القرآن 
(ِقَالَ رَبَ انِصرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفِسِدِينَ (4)"0 [العنكبوت : 9؟] 
التفسير: 


قال* رب انصرني على القوم المفسدين بإنزال العذاب عليهم؛ حيث ابتدعوا الفاحشة وأصرُوا 
عليهاء فاستجاب الله دعاءه. 


قال مقاتل:" يقول: رب انصرني بتحقيق قولي في العذاب عليهم"7 ". 

قال البيضاوي:" (قال رب انصرني؟ بإنزال العذاب» (على القوم المفسدين] بابتداع 
الفاحشة وسنها فيمن بعدهم» وصفهم بذلك مبالغة في استنزال العذاب وإشعارا بأنهم أحقاء بان 
يعجل لهم العذاب"7". 
)١‏ أخرجه الطبري: /5١‏ 0"”. 
؟) أخرجه الطبري: /٠١‏ 7"0. 
*) أخرجه الطبري: ."١ /7١‏ 
5) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(1715١):نص7055/1.‏ 
5)البندق كرات من طين يرمى بها. 
*) معاني القرآن: ؟/ 711-115 
") تفسير ابن كثير: 5/ 775. 
) تفسير الطبري: ."١ /7١‏ 
/ يد الميسر: 99". 


1١ 


4 


) تفسير ابن كثير: 5/ 775. 
١غ(‏ ييه ابن أبي حاتم(17715١)‏ نص 4/ ه5١3‏ 
)١‏ تفسير مقاتل بن سليمان: "/ .781١‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5335 


قال القرطبي:" ثم استنصر لوط عليه السلام ربه فبعث عليهم ملائكة لعذابهم"7". 

قال السعدي:" فأيس منهم نبيهم؛ وعلم :استحقاقهم العذاب» وجزع من شدة تكذيبهم له. 
فدعا عليهم و (ِقَالَ رَبَ انْصرْنِي علَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ1 فاستجاب الله دعاءه» فأرسل الملائكة 
لإهلاكهم"7". 

قال الزمخشري”" كانوا يفسدون الناس بحملهم على ما كانوا عليه من المعاصي 
والفواحش طوعا وكرها ولأنهم ابتدعوا الفاحشة وسنوها فيمن بعدهه"9). 

قال أبو العالية:" كان فسادهم ذلك في معصية الله» لأنه من عصا الله في الأرض أو أمر 
بمعصية الله فقد أفسد في الأرض و 
فوائد الآيتين:[74-١"]:‏ 
-١‏ تقرير النبوة الغدية بذكر قصص للا يتم إلا عن طريق الوحي. 
؟- تسلية الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ من أجل ما يعاني من المشركين من كفر وعناد ومطالبة 
بالعذاب. 
-٠‏ قبح الفاحشة وحرمتها وأسوأها فاحشة اللواط. 
5 - وجوب إقامة الحد على اللوطيّ الفاعل والمفعول لأن الله تعالى سماها فاحشة وسمى الزنا 
فاحشة ووضع حداً للزنى فاللوطية تقاس عليه» وقد صرحت السنة بذلك فلا حاجة إلى القياس. 
5- التحذير من العبث والباطل قولا أو عملا وخاصة في الأندية والمجتمعات. 
القرآن 
(وَلَمَا جَاءَتْ رُسلْنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبْشْرَى قَالُوا إِنَا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيّة إِنَّ أَهْلَهَا كاثوا ظَالِمِينَ 
(1*)) [العنكبوت : ١‏ "] 
التفسير: 
ولما جاءت الملائكة إبراهيم بالخبر السارٌ من الله بإسحاق» ومن وراء إسحاق ولده يعقوب» 
لك لحت ابراه إنا مهلكو أهل قرية قوم لوط وهي «سدوم» ؟ إن نَّ أهلها كانوا ظالمي 

قوله تعالى:[وَلَعَا حَاءَت ولت إتداهية بالنشدئ] [العنكبوت : 5١‏ أي: " ولما جاءت 
الملائكة إبراهيم دالكن "الهاو من الله ما سداق ومرو ؤناء إسفاق ولد وطاوت01: 

وعن قتادة قوله: "(بالبشرى). قال: حين أخبروه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط"(". 

قوله تعالى قَالُوا ِنَا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهٍ الْقَرْيَة [العنكبوت : .]"١‏ أي: “" قالت الملائكة 
لإبراهيم: إنا مهلكو أهل قرية قوم لوطء وهي «سدوم»"(". 

قال الطبري”:" يقول: قالت رسل الله لإبراهيم: إنا مهلكو أهل هذه القرية» قرية سدوم: 
وهي قرية قوم لوط""") 


55/ 


قال ابن عباس:" فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوط أن يتركواء قال: فقال أرأيتم إن 

كان فيها عشرة أبيات من المسلمين أتتركونهم؟ فقالت الملائكة: ليس فيها عشرة أبيات» ولا 

خمسة؛ ولا أريعة» ولا كلاكة» ولا اندان» قال: فحزن على لوط وأهل بيته» فقال: (إن فيها لوطا 

قالوا ذ نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) فذلك قوله: (يجادلنا في 

قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب)؛ فقالت الملائكة: (ياإبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء 

أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) فبعث الله إليهم جبرائيل 2 فانتسف المدينة وما فيها 
بأحد جناحيه؛ فجعل عاليها سافلهاء وتتبعهم بالحجارة بكل أرض "م : 

قوله تعالى ب َهْلَّهَا كَانُوا ظَالِمِينَ) [العنكبوت : ١"]ء‏ أى "١‏ إنّ أهلها كانوا ظالمى 

0 ٍ ي 


- سك" 





50 الطبرئ؛ وه إن أهلها كانوا ظالمي أنفسهم؛ بمعصيتهم الله» وتكذيبهم رسول الله 





قال يحيى:" يعني: مشركين"7*) 
عن ابن عباس:(ظالمين)» قال: كاقرية اناا 
قال فتانة:" قرئة لوكك حي رفعها تحيريل عاق 'فنها امساكة اللا 


القرآن 
(قَالَ إِنّ فيهَا لوطا قَالُوا تحن أَعَلَمُ بِمَنْ فيها لننجَينَهُ وَأَهلَهُ إلا امرَأته كاتنت مِن الْعَابرِينَ 
(؟*)4 [العنكبوت : "”] 
قال إبراهيم للملائكة: إن فنها لوطا ولوس .مم الظالمين» فقالت الملائكة له: : نحن أعلم بمن فيهاء 
لننجِينّه وأهله من الهلاك الذي سينزل بأهل قريته إلا امرأته كانت من الباقين الهالكين. 

قوله تعالى:(ِقَالَ إِنَّ فيهَا أوطًا) [العنكبوت : 7"]: أي:" قال إبراهيم للملائكة: إِنَّ فيها 
لوطًا وليس من الظالمين"7". 

قال الطبري:" قال إبراهيم للرسل من الملائكة إذ قالوا له: (إنا مهلكو أهل هذه القرية إن 
أهلها كانوا ظالمين) فلم يستثنوا منهم أحداء إذ وصفوهم م (إن فيها لوطا)» وليس من 
الظالمين» بل هو من رسل الله وأهل الإيمان به» والطاعة له"(". 

قوله تعالى:(ِقَالُوا 5 َخنُ أَعَلَمُ بمَنْ فيها لَنَْجِينَهُ وَأَهْلَه إل ا 
[العنكبوت : 7 517“ أ فقالت الملائكة له: : نحن أعلم بمن فيهاء لننحّينه لننجّينّه وأهله من الهلاك الذي 
سينزل بأهل قريته إلا امرأته كانت من الباقين الهالكين"0). 

قال الطبري:" فقالت الرسل له: إنحن أعلم بمن فيها) من الظالمين الكافرين بالله منكء 
وإن لوطا ليس منهم؛ بل هو كما قلت من أولياء الله» إلننجينه وأهله) من الهلاك الذي هو نازل 


."7-91 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )١( 
.50١ التفسير الميسر:‎ )١( 

(؟) تفسير الطبري: /5١‏ 31". 
000 / 5 
(0) أخرجه ابن ابي حاتم:5/ 55:". 
(1) أخرجه ابن ابي 0 نص 4/ 1ه" 

(1) التفسير الميسر: ٠‏ 
(8) تفسير الطبري: 7 د 
)3( الي الميسر: ٠‏ 


/ 


518 


بأهل قريته (إلا امرأته كانت من الغابرين؟ الذين أبقتهم الدهور والأيام» وتطاولت أعمارهم 
وحياتهم» وإنها هالكة من بين أهل لوط مع قومها"("). 
قال ابن كثير:" 0 0 كَانَثْ من الْعابرَيت .2 أي : من الهالكين ؛ لأنها كانت تمالئهم 


على كفرهم وبغيهم ودبرهم"7". 
قال ابن عباس:" فحزن إبراهيم © على لوط وأهل بيته فقال: (إن فيها لوطا قالوا نحن 
أعلم بمن فيها)" 0 


قال معمر:" تلا قتادة: (إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها)» قال: لا تجد المؤمن إلا 
يحوط المؤمن حيتما كان"(). 


القرآن 
(وَلَمَا أنْ جَاءَتْ رُسلْنَا لوطا سِيء بِهِمْ وَضَاق بِهِمْ ذَرْعَا وَقَالُوا لا تَخَف وَلَا تَخزَّنْ إِنَا مُتَجُوكَ 
وَأَهْلَكَ إلا امْرَأَنَكَ كَانَثْ من الْغَابِرِينَ (*")1 [العنكبوت : 717] 
التفسير: 
ولما جاءت الملائكة لوطًا ساءه ذلك؛ لأنه ظنهم ضيوفًا من البشرء وحرن نسستب ويكودهم 
لعلمه خبث فعل قومه؛ وقالوا له: لا تَخَفك علينا لن يصل إلينا قومك» ولا تحزن مما أخبرناك 
مِن أنا مهلكوهم. إِنَا منجُوك من العذاب النازل بقومك ومنجُّو أهلك معك إلا أمرأتك» فإنها 
هالكة فيمن يهلك مِن قومها. 
قوله تعالى:إوَلَمّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلْنَا أوطًا سِيءَ بهخ) [العنكبوت أي: " ولما جاءت 
الملائكة لوطا ساءه ذلك؛ لأنه ظنهم ضيوفًا من البشر"0). 
0 الطبري: " يقول: ساءته الملائكة بمجيئهم إليه.» وذلك أنهم تضيفوه؛ فساءوه بذلك"07) 
بذلك" ١‏ 
قال حيى:" سيء بقومه الظن بما كانوا يأتون الرجال في أدبارهم تخوفا على أضيافه. 
وهو يظن أنهم آدميون"7". 
عن ابن عباس قوله: "[سيء بهم]» يقول: ساء ظنا بقومه"(", 
قال كعب: "ساءه مكانهم لما رأى منهم من الجمال"7. ش 
عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري: "أن رسول اله تله قال: إن الناس كانوا قد أنذروا 
قوم لوطء فجاءتهم الملائكة عشية فمروا بناديهم» فقال قوم لوط بعضهم لبعضء لا تنفروهم ولم 
او ف راؤدويه» عن طبيفه فلم يرل وهم بتي عررطن علدهم يدإتاه فانوا, قدجلوا 5 
الملائكة: (إنا رسل ربك لن يصلوا إلينا. قال: رسل ربي؟ قالوا: نعم. قال لوط: فالآن إذا"(0". 


) تفسير الطبري: /٠١‏ 7”. 

) تفسير ابن كثير: 0710/5 7. 
'') اخرجه ابن ابي حاتم(١17741١):نص7055/1.‏ 
:) اخرجه ابن ابي حاتم(1787١):نص7055/1.‏ 
5) التفسير الميسر: .5٠0١٠‏ 

) تفسير الطبري: /٠١‏ 7”. 
)٠‏ تفسير يحيى بن سلام: 7/ 17/4. 
8) أخرجه ابن ابي حاتم(/17741١):ص7051/1.‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(848؟77١):ص7051/4.‏ 
)٠‏ أخرجه اابن أبي حاتم(7785١):ص7051/1.‏ 


ع 


قال السدي:" خرجت الملائكة من» عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوها نصف النهارء فلما 
بلغوا لقوا بنت لوط تستقي من الماء لأهلها وكان له بنتان أسم.الكبرئ ربثا والصبغزى زغرثاء 
فقال لها: يا جارية» هل من ماء؟ فقالت: نعم» مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم؛ فرقت عليهم من 
قومهم فأتت أباها فقالت: يا أبتاه» نادوني فتيان على باب المدينة ما رأيت وجوه قوم هي أحسن 
منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم.. كان قومه نهوه أن يضيف رجلاء وقالوا خل» عنا فنضف 
الرجال فجاءت بهم فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط رجالا ما رأيت مثلهم قط قال: ف (جاءه قومه 
يهرعون إليه) . .. قالوا: أولم ننهك أن تضيف العالمين"7". 

قوله تعالي:(وَضَاق ؛ بهخ ذَرْعَا) [العنكبوت : 57]ء أي" ' وحزن بسبب وجودهم؛ لعلمه 
خبث فعل قومه"(". 

قال يحيى:" ضاق بأضيافه الذرع لما يتخوف عليهم منهم"0". 

قال كعب: " يقول: ضاق ذرعا بأضيافه"7). 

قال قتادة:" يقول: وضاق ذرعه بضيافتهم لما علم من خبث فعل قومه"7”) 

وقال قتادة:" خافة عليهم مما يعلم من شر قومه7". 

قال ابن كثير:" أي : اهتمّ بأمرهم » إن هو أضافهم خاف عليهم من قومه » وإن لم 
يضفهم خشي عليهم منهم » ولم يعلم بأمرهم في الساعة الراهنة "(". ش 

قال النحاس:" يقال: ضقت به ذرعاء أي: لم أطقه. مشتق من :«الذراع»» لآن القوة 
فده"(8) 

قوله تعالى:إوَقَالُوا لا تَحَف وَلَا تَخْرَّنْ) [العنكبوت : ”7”"]» أي:" وقالوا له: لا تَخَفْ 
علينا لن يصل إلينا قومك؛ ولا تحزن مما أخبرناك مِن أنا مهلكوهم"7"). 

قال الطبري: " قالت الرسل للوط: لا تخف علينا أن يصل إلينا قومك؛. ولا تحزن مما 
أخبرناك من أنا مهلكوهم"( 0 

قوله تعالى:(إِنّا مُتَجُوكَ وَأَهْلَكَ إِلّا امْرَأتكَ كَانَتْ مِنَ نَ الْعَابِرِينَ) [العنكبوت : *؟"], أي:" 
نا متكؤك من 'العذاب التازل يقومك ومتكو أهلك مغك إلا أمز انك 'فإنها :هالكة فيمن يهلك مث 
1 

عن قتادة: "(من الغابرين)» قال: الباقين في عذاب الله"( "). 

قال ابن كثير:" وذلك أن جبريل عليه السلام اقتلع قراهم من قرار الأرض » ثم رفعها 
إلى عَنَان السماء » ثم قلبها عليهم. وأرسل الله عليهم حجارة من سجيل منضود » مسومة عند 


.7051/4ص:)١7787(متاح أخرجه اابن أبي‎ )١ 
.5٠0٠ التفسير الميسر:‎ )'” 
.17/4 /7 تفسير يحيى بن سلام:‎ )'“ 
.7051/4ص:)١77؟/848(متاح أخرجه ابن ابي‎ ): 
."7 /7١ أخرجه الطبري:‎ )5 
.705//4ص:)١7745(متاح اخرجه ابن ابي‎ )5 
.7717/5 تفسير ابن كثير:‎ )٠ 
06 0 القرآن:‎ 58 (0 
٠ التفسير الميسر:‎ )4 

) تفسير الطبري: 0 شكس 
001 0 الميسر: .5٠6٠‏ 
)١١‏ أخرجه ابن ابي حاتم(7784١):ص7055/9.‏ 


1١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


ربك وما هي من الظالمين ببعيد » وجعل الله مكانها بحيرة خبيثة منتنة » وجعلهم عبرة إلى يوم 
التناد» وهم من أشد الناس عذابا يوم المعاد"(". 


القرآن 
(إنا مُنَزْلُونَ عَلَى أهلٍ هَذِهِ الْقَرْيَة رِجْرًا مِنَ السّمَاءٍ بِمَا كانوا يَفُسُقُونَ (4")) [العنكبوت : 
"] 


ل هذه القرية عذابًا من السماء؛ بسبب معصيتهم لله وارتكابهم الفاحشة. 

قوله تعالى: (إِنا مُنْزْلُونَ عَلَى أَهْل هَذِهٍ القرية ريجوا مِنَ السسّمَاءِ) [العنكبوت : 55]» أي:" 
إنا منزلون على أهل هذه القرية عذايًا من السماء"(') 

عن قتادة:" إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا)»؛ أي: عذابا"7". 

قال ابن عباس:" كل شيء في كتاب الله من «الرجز»» يعني به: العذاب"( 

قال الزمخشري:" الرجز والرجس: العذاب» من قولهم: ارتجز 0 إذا اضطربء» 
لما يلحق المعذب من القلق والاضطراب"0). 
وقرئ:«مُنْزْلُونَ»» مخففا ومشددا! , 
0 تعالى:(بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [العتكيويك : 5”]» أي:" بسبب معصيتهم لله وارتكابهم 
قال الطبري:" يقول: بما كانوا يأتون من معصية اللهء ويركبون من الفاحشة"7") 
عن قتادة في قوله: "(بما كانوا يفسقون]: بما كانوا يعصون"0". 


القرآن 0 
(وَلْقَدْ تَرَكْنَا منها آيَهَ بَيَنََ لقم يَعْقِلُونَ (©”)) [العنكبوت : 5 "] 
التفسير: 


ولقد أبقينا من ديار قوم لوط آثارًا بينة لقوم يعقلون العبرء فينتفعون بها. 

قال الطبري:" ولقد أبقينا من فعلتنا التي فعلنا بهم آية» يقول: عبرة بينة وعظة واعظة. 
إلقوم يعقلون) عن 0 حججه. ويتفكرون في مواعظه. وتلك الآية البينة هي عندي عفو آثارهمء 
ودروس معالمهم"('". 

عن قتادة :"(ولقد تركنا منها آبية بينة لقوم يعقلون!» قال*٠‏ هي الحجارة التي أمطرت 
عليهه"(١)‏ 


.7071/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 

4: اقيق الميسن:‎ (١ 

*) أخرجه الطبري: /7١‏ "31. 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(7751١):ص705//4.‏ 
5) الكشاف: 9/ 551. 

*) انظر: الكشاف: "/ 557. 

") التفسير الميسر: .50٠‏ 

) تفسير الطبري: /7١‏ "1". 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(7737١):نص05/8/9".‏ 
)٠‏ تفسير الطبري: 31/7١‏ 


/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


عن مجاهدء قوله: "(منها | آية بينة)» قال: عبرة"(". 
قال الزمخشري: (آيَهَ بَيَنَهَ)" هي آثار منازلهم الخرئة وقيل: بقية الحجارة. وقيل: الماء 
الأسود على وجه الأرض. وقيل: الخبر عما صنع بهم"(". 
عن ابن زيد:" (يعقلون)» قال: يتفكرون"7). 
قال السمعاني:" (لقوم يعقلون! أي: يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول"7”) 
قال القشيري:" فمن أراد الاعتبار فله في قصتها عبرة"(". 
فوائد الآيات:[١5-71"]:‏ 
١‏ - حلم إبراهيم ورحمته تجليا في دفاعه عن لوط وأهله. 
؟- تقرير مبدأ: من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. حيث العلاقة الزوجية بين لوط وامرأته 
العجوز لم تنفعها وهلكت لأنها كانت مع الظالمين بقلبها وسلوكها. 1 
"- مشروعية الضيافة وتأكدها في الإسلام لحديث الصحيح : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر 
فليكرم ضيفه قالوا وما كرامة الضيف قال ثلاثة أيام فما جلس بعد ذلك فهو له صدقة"(". 
- التنديد بالفسق عن طاعة الله وهو سبب هلاك الأمم والشعوب. 
5- فضيلة العقل إذا استعمله صاحبه في التعرف إلى الحق والباطل والخير والشر. 
القرآن ْ 1 
(وَإِلَى مَذْيْنَ أَخَاهُمْ شَعَيْبَا فَقَالَ يَاقَوْمِ اغْبْدُوا الله وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخرّ وَلَا تَعْتُا في الْأَرض 
مُفْسِدِينَ (7”")) [العنكبوت : 5 "] 
التفسير: 
وأرسلنا إلى «مدين» أخاهم شعيبّاء فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحدهء وأخلصوا له العبادة» ما 
لكم من إله غيرهء وارجوا بعبادتكم جزاء اليوم الآخرء ولا تكثروا في الأرض الفساد 
والمعاصيء ولا تقيموا عليهاء ولكن توبوا إلى الله منها وأنييوا. . 1 
قوله تعالى:إِوَإِلَى مَذْيّنَ أَخَاهُمْ شَُعَيْيَا) [العنكبوت : 6"]ء أي:" وأرسلنا إلى «مدين» 
أحاه شعينا"!0. 
قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: وأرسلت إلى مدين أخاهم شعيبا"(". 5 
قال مقاتل:" شعيب بن نويب بن مدين ابن إبراهيم خليل الرحمن- 25- لصلبه” '. 
قوله تعالى:(ِفَقَاَ يَاقَوْم اعْبْدُوا اللَّه) [العنكبوت : 5""]» أي:" فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله 
وحدهء وأخلصوا له العبادة"(7), 


)١‏ أ 

؟) أخرجه الطبري: ١‏ لاا 
؟) الكشاف: "/ 557. 
؟)أخرجه ابن نيع حاتم(15735١):نص‏ 5//1:" 

5) تفسير السمعاني: 5/ .١179‏ 

5) لطائف الإشارات: 9/ 37. 

")أخرجه أحمد (77/7ء رقم 15 )١١74‏ قال الهيثمى )١77/8(‏ : أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. 
6) التفسي رالميسر: ٠0٠‏ 5. 

4) تفسير 
. ا تفسير مقائل بن 2500000 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
.5٠8٠ التفسيرالميسر:‎ )١ 1) 


قال الطبري:" فقال لهم: (ياقوم اعبدوا الله وحده. وذلوا له بالطاعة» واخضعوا له 
بالعبادة"7"). 

قال ابن كثير:" فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له"(") 

1 لكايه :لوَارَجُوا الَيَوْمَ الآخرّ) [العنكبوت ٍ 51١‏ أي: " وارجوا بعبادتكم جزاء اليوم 

الآخر" 

قال الطبري:" يقول: وارجوا بعبادتكم إياي جزاء اليوم الآخرء وذلك يوم القيامة"7) 

قال مقاتل:" يعلى: واخشوا البعث الذي فيه جزاء الأعمال ا 

قال أبو عبيدة: معناه"" وأخشو اليوم الكو قال أبو ذؤيب("): 
إذا لسك الذار اجرج انهه ... وحالفها فى بيت نوب عوامل 
أي: لم يخف" 00 

قال أبن كقرة: وأمرهم "أ ن يخافوا بأس الله ونقمته وسطوته يوم القيامة"(. 

قوله تعالى: ولا تَعْتوا في الأرطن مُفْسِدِينَ] [العنكبوت : 511 أي: " ولا تكثروا في 
الأرض الفساد والمعاصيء ولا تقيموا عليهاء ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا"0". 

قال الطبري:" يقول: ولا تكثروا في الأرض معصية الله» ولا تقيموا عليهاء ولكن توبوا 
إلى الله منها وأنيبوا"(:". 

قال مقاتل:" يعني: ولا تسعوا (في الأرض مفسدين)» يعنى: بالمعاصي فى نقصان الكيل 
والميزان وهو الفساد في الأرض"( "). 
ْ قال ابن كثير:" ثم نهاهم عن العيث في الآرض بالفساد + وهو 'السعي فيها والبغي على 
أهلها » وذلك أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان » ويقطعون الطريق على الناس ٠‏ هذا مع 
كفرهم بالله ورسوله "( 


القرآن َ 
(فْكَدْبُوهُ فَأَخَذَنْهُمْ الرَجْقَهَ فَأَصْبَحُوا في دَارِهِمْ جَائمِينَ (1)"1 [العنكبوت : 1”] 
التفسير: 


فكذّب أهل «مدين» شعيبًا فيما جاءهم به عن الله من الرسالة» فأخذتهم الزلزلة الشديدة. 
فأصبحوا في دارهم صَرْعى هالكين. 
)١‏ تفسير الطبري: /٠١‏ 4". 
سين اأنن كفي 0/1/5 
اتير الميسر: 00 
تفسير الطبري: /٠١‏ 4". 
10 ا 
البيت في (ديوان الهذليين) ١517 /١‏ .و(أساس البلاغة) باب: (نوب) : ”/ 75723. و (مفردات الراغب) 
صفحة .١181‏ وروايته في هذه المصادر" إذا لسَعته انحل" 
0 
8) تفسير ابن كثير: 5/ 71717. 
04 ا 00 
)٠‏ تفسير الطبري: /٠١‏ 4". 
دن لكك 
)١١‏ تفسير ابن كثير: 5/ 71717. 


53 
؟ 
3 


زع 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


د احم ا مم م 


3 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


قوله تعالى: !فَكَذَبُوهُ) [العنكبوت : 7"]ء اي:" فكدّب أهل «مدين» شعييًا فيما جاءهم به 
عن الله من الرسالة"("), 

قال مقاتل:" فكذبوه بالعذاب حين أوعدهم أنه نازل بهم في الدنيا"(") 

قال الطبري: يقول:" فكذب أهل مدين شعيبا فيما أتاهم به عن الله من الرسالة"(؟ي. 

قوله تعالى :!فَأَحَدَنْهُمْ الرَجْقَة) [العنكبوت 0 اي:" فأخذتهم الزلزلة الشديدة"(*) 

قال الطبري: يقول: " فأخذتهم رجفة العذاب"20. 

قال ابن كثير:" فأهلكهم الله برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم » وصيحة أخرجت 
القلوب من حناجرها. وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الأرواح من مستقرها » إنه كان عذاب يوم 
عظيه"(). 

قوله تعالى:(فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَائِمِينَ1 [العنكبوت : 7"]. اي:" فأصبحوا في دارهم 
صّزعى هالكين"7". 

قال الطبري: أي: " جثوماء بعضهم على بعض موتى"0". 3 

قال أبو عبيدة:" جائِمِينَ»: بعضهم على بعضء وجاثمين لركبهم وعلى ركبهم"! 

قال مقاتل:" يعني: في محلتهم وعسكرهم أمواتا خامدين مثل النار إذا أطفئت» دحابطن 
تقد إذا هي طفئت؛ فشبه أرواحهم في أجسادهم وهم أحياء مثل النار إذا تقد ثم شبه هلاكهم بالنار 
إذا طفئت» بينما هم أحياء إذ صاح بهم جبريل - عليه السلام- فصعقوا أمواتا أجمعين"7". 

عن قتادة :"(فأصبحوا في دارهم جاثمين)» أي: ميتين"0077. 
فوائد الآيتين:[7؟-37"]: 
-١‏ تقرير التوحيد والنبوة والبعث الآخر. 
"- حرمة 3 الفساد في الأرض وذلك بارتكاب المعاصي وغشيان الذنوب. 
"- بيان نقمة الله تعالى على المكذبين والظالمين والفاسقين. 


القرآن 

(وَعَادَا وَتْمُودَ وَقَد تَبَيّنَ لَكُمْ منْ مَساكنهم وَرَيَنَ لَهُمْ الشَيْطانْ أَغْمَالَهُمْ قَصَدَهْمْ عَنِ السَّبيل 
وَكَانُوا مُسْتَبِصرِين (8")) [العنكبوت : /”] 

التفسير: 

وأهلكنا عادًا وثمود, وقد تبين لكم من مساكنهم خَرايُها وخلاؤها منهم, وحلول نقمتنا بهم جميعاء 
وحسّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة» فصدّهم عن سبيل الله وعن طريق الإيمان به وبرسل. 


( 
( 
( 
( 
5) تفسير الطبري: /٠١‏ 5". 
( 
( 
( 
( 


وكانوا مستبصرين في كفرهم وضلالهم؛ معجبين به» يحسبون أنهم على هدى وصوابء بينما 
هم في الضلال غارقون. ‏ . 

قوله تعالى:[وَعَادَا وَتَمُود) [العنكبوت : 7/"]: أي:" وأهلكنا عادًا وثمود"(". 

قال الزجاج:" المعنى: وأهلكنا عادا وثموداء لأن قبل هذا قارون وأصحابه. فأخذتهم 
الرجفة" 0 

قال السمعاني:" أي: وأهلكنا عادا وثمود"7". 

قال الزمخشري:" اوعدا منصوب بإضمار «أهلكنا» لأن قوله: (فَأَحَدَنْهُمْ الرَجْقَةُ) يدل 
عليه. لأنه في معنى الإهلاك" 0 

وقال الطبري: يقول:" واذكروا أيها القوم عادا وثمود"0). 

قوله تعالى:[َوَقَدْ تبيّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهم) [العنكبوت : 78]» أي:" وقد تبين لكم من 
مساكنهم خَرابُها وخلاؤها منهم» وحلول نقمتنا بهم جميعا"(. 

قال الزمخشري:" يعنى: ما وصفه من إهلاكهم مِنْ جهة مسكنهم إذا نظرتم إليها عند 
مروركم بهاء وكان أهل مكة يمرون عليها في اتفاركم فييصرونها"7") 

قال السمعاني:" أي: المنازل التي سكنوها"(". 

قال الطبري: أي: 5 خرابها وخلاؤها منهم بوقائعنا بهم» وحلول حر بجميعهم"1. 

قوله تعالى (وَزَيَنَ لَهُمُ الشَيْطّانٌ أَغْمَالَهُمْ [العنكبوت : /5]» أي" وحسّن لهم الشيطان 
أعمالهم القبيحة"(), 

قال الطبري: " يقول: وحسن لهم الشيطان كفر هم باللهءٍ وتكذيبهم رسله"7). | 

قوله 00 عَنِ السّبيل؟ [العنكبوت : 58]» أي:" فصذهم عن سبيل الله وعن 
طريق الإيمان به وبرسله"7"". 

قال الطبري: " يقول: فردهم بتزيينه لهم, كزين ليغ من الكقن. .كن ميل اللد» التي هي 
الإيمان به ورسله. وما جاءوهم به من عند ربهه"0""). 

قوله تعالى: إِوَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ]) [العنكبوت : 516 أ " وكانوا مستبصرين في كفرهم 
وضلالهم؛ معجبين به. يحسبون أنهم على هدى وصوابء. بينما هم في الضلال غا رفون "ل ا 


.5٠6٠ التفسير الميسر:‎ )١ 
.١54 /4 ؟) معاني القرآن:‎ 
.١8٠ /4 *؟) تفسير السمعاني:‎ 
.45 5 /" ؛) الكشاف:‎ 
."5 /7٠١ تفسير الطبري:‎ )5 
افير الميسر؛ مدع‎ ) 
.45 5 /" الكشاف:‎ ) 
.١8١ /5 تفسير السمعاني:‎ )8 
."5 /٠١ تفسير الطبري:‎ ) 
ار السو‎ 
."5 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 
فسن لسر ع‎ 1 
)اق‎ 
( 


84 


.88-15 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
0 
)15 ا ل 


قال الطبري:" يقول: وكانوا مستبصرين في ضلالتهم» معجبين بهاء يحسبون أنهم على 
هدى وصوابء وهم على الضلال"7"). 

قال الزجاج:" أتوا ما أتوه وقد بين لهم أن عاقبته عذابهم"(". 

قال السمعاني:" أي: ارتكبوا ما ارتكبوا وقد علموا أن عاقبة أمرهم بوار"(". 

قال الزمخشري:أي:" عقلاء متمكنين من النظر والافتكارء ولكنهم لم يفعلوا. أو كانوا 
متبينين أن العذاب نازل بهم لأن الله تعالى قد بين لهم على ألسنة الرسل عليهم السلام» ولكنهم 
لجوا حتى هلكوا"7). 

قال ابن عباس: " يقول: كانوا مستبصرين في دينهه" )0( 

عن الضحاك: "(وكانوا مستبصرين!» يقول: في دينهم'(! 

عن مجاهد :"إوكانوا مستبصرين)» في الضلالة"(". 

قال قتادة:" في ضلالتهم معجبين بها"(. 


القرآن 

(وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيْنَاتِ فَامِْتكْبَرُوا في الأرْضٍ وَمَا كَانُوا 
سابقينَ (1)"9 [العنكبوت : 59”] 

الث َ 


وأهلكنا قارون وفرعون وهامانء ولقد جاءهم جميعًا موسى بالأدلة الواضحة» فتعاظموا في 
الأرضء واستكبروا فيهاء ولم يكونوا ليفوتونناء بل كنا مقتدرين عليهم. ‏ . 

قوله تعالى: إِوَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ1 [العنكبوت : 55]» أي:" وأهلكنا قارون 
وفرعون وهامان"0"). 

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: واذكر يا مده قارون وفرعون وهامان"07"©. 

قال قتادة:" وكان قارون ابن عم موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل 
وكان يسمى المنور من حسن صوته بالتوراة» ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فأهلكه الله 
ببغية وانما بغا عليهم لكثرة ماله وولده قال الله: أولم يغلم. أن الله قد أهلك من قبله من 
القرون ”١-‏ 0 

فولد شنال از لقة كا اق تريش "بالنتقاكتا!المتكررك ومن [فن:" ولق عاك بشمعنا 
موسى بالأدلة الواضحة"("). 


( الطبري: /٠١‏ 36. 
؟) معاني القرآن: 4/ .١55‏ 
“') تفسير السمعاني: 54/ .١8٠١‏ 
؛) الكشاف: "/ 455. 

©) أخرجه الطبري: ١٠/ه".‏ 
( 

( 

( 

( 


48) التفسير الميسر: ١‏ 

) تفسير الطبري: /٠١‏ 7”6. 

أطرحة ين 00 1 
؟١)‏ التفسير الميسر: ١‏ 


قال الطبري: يقول:"ولقد جاء جميعهم موسى بالبينات» يعني بالواضحات من 
الآيات "١‏ 0 
عن ابن عباس قوله: (آيات بينات)» قال: يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد 
والدم والضفادع والدم آيات مفصلات"7". 
عن ابن عباس قوله: "(آيات بينات)» قال: هي متتابعات"0". 
قوله تعالى: (ِقَامْتَكْبَرُوا في الأزض! [العنكبوت : 9"]» أي :" فتعاظموا في الأرض 
واستكبروا فيها"7). 
قال الطبري: أي:" عن التصديق من الآيات؛ وعن اتباع موسى صلوات الله عليه"20. 
قال ابن عباس:" لما قال فرعون: «ما علمت لكم من إله غيري»» قال جبريل عليه 
السلام: يا رب» طغا عبدك فائذن لي في هلكة فرعون. قال: يا جبريل» هو عبديء ولن يسبقني 
له أجل قد أجلته يحيى فذلك الأجل. فلما قال: «أنا ربكم الأعلى»» قال: يا جبريل» سبقت دعوتك 
في عبدي وقد جاء أوان هلكة فرعون"(". 
قوله تعالى:[ِوَمَا كَانُوا سَابقِينَ1 [العنكبوت : 3"]: أي:" ولم يكونوا ليفوتونناء بل كنا 
مقتدرين عليهم"(". 
قال الطبري:يقول: "وما كانوا سابقينا بأنفسهم؛ فيفوتونناء بل كنا مقتدرين عليهم"7”) 
قال الزمخشري: " (سابقِينَ): فائتين» أدركهم أمر الله فلم يفوتوه"07. 


القرآن 
(فكلًا أَحَذنَا بده فمِنْهمْ مَنْ أَرْسلنَا عَلَيْهِ خَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَحَدَئَهُ الصَّيْحَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ حَسَفْنا 
به الأزضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَرَقَنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظَلِمَهُمْ وَأَكنْ كَانُوا أَنْفْسَهُمْ يَظْلِمُونَ (1)50 
[العنكبوت : ْ] 
التفسير: 
فأخذنا كلا من هؤلاء المذكورين بعذابنا بسبب ذنبه: فمنهم الذين أرسلنا عليهم ريحاً شديدة 
ترميهم بحجارة من طين متتابع» وهم قوم لوطع ومنهم مَن أخذته الصيحة؛ وهم قوم صالح وقوم 
شعيب» ومنهم مَن خسفنا به الأرض كقارون؛ ومنهم مَن أغرقناء وهم قومُ نوح وفرعونُ وقومُّه؛ 
ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهمء فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق» ولكنهم كانوا 
أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعم ربهم وعبادتهم غيره. 

قوله تعالى فكلا أَحَذْنَا بذنبه) [العنكبوت : :.]5٠‏ أي:" فأخذنا كلا من هؤلاء المذكورين 
بعذابنا بسبب ذنبه"( ). 


7 التفسير الميسر: 5 


( 
( 
( 
( 
ه) تفسير الطبري: /٠١‏ ه". 
)أ 
( 
) تفسير الطبري: /٠١‏ 36. 
( 


قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: فأخذنا جميع هذه الأمم التي ذكرناها لك يا ممد 
بعذابنا"("). ْ ْ 

قوله تعالى:(ِفَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ خَاصِبَا [العنكبوت : ».]5٠‏ أي:" فمنهم الذين أرسلنا 
عليهم ريحا شديدة ترميهم بحجارة من طين متتابع» وهم قوم لوط"7"). 

قال الطبري: " وهم قوم لوط الذين أمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودء والعرب 

تسمي الريح العاصف التي فيها الحصى الصغار أو الثلج أو البرد والجليد حاصباء ومنه قول 
ا 
ولقد علمت إذا العشار تروحت ... هدج الرئال يكبهن شمالا 
ترمي العضاه بحاصب من ثلجها ... حتى يبيت على العضاه جفالا "(6). 

عن ابن عباس: "(فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا: قوم لوط"0). 

عن الضحاك:"(فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا)» قال: حجارة"("). 

قال الزمخشري: " الحاصب: لقوم لوطء وهي ريح عاصف فيها حصباء. وقيل: ملك 
كان يرميهه"7". 

قوله تعالى: (ِوَمِنْهُمْ مَنْ أَحَذَتْهُ الصَيْحَةً) [العنكبوت : ان أ" ومنهم من أخذته 
الصيحة» وهم قوم صالح وقوم شعيب' ا 
واختلف أهل التفسير في قوله تعالى:[ِوَمِنْهُمْ مَنْ أَحَذَئْهُ الصّيْحَةُ) [العنكبوت : »]5٠‏ على 
أقوال: 
كاه اليه اعرد ارم كاك لله ابل كيام 0. 
الثاني: أنهم قوم شعيب. قاله قتادةل”") 
الثالث: اذم قرم ضااع: وقوم شعيب؛ وقوم هود» وقوم إبراهيم. قاله مقائلا!'). 
بعص » وكلا الأمتين أعني ثمود ومدين قد أخثتهم الصيحةا!!". 1 
1 فول تعالى [ومذهة كن كنا وه الأ زه [العنكبوت : لان أي:" ومنهم مَن خسفنا به 
الأرض كقارون"7""). 

قال الطبري:" يعني بذلك: قارون"(), 


)١(‏ تفسير الطبري: /5١‏ ه"8. 
(؟) التفسير الميطدق د21 
(")ديوانه: .١٠١8 /١‏ 

(4) تفسير الطبري: ١؟/‏ ه". 
(8) أخرسة وري ا 
(5) أخرجه ابن ابي حاتم(71١):ص4/‏ 051:". 
(9) الكشاف: "/ 455. 

() التفسير الميسر: .50١‏ 

(9) انظر: تفسير الطبري: ١؟/‏ 5". 

."5 ٠١ انظر: تفسير الطبري:‎ )٠١( 
."/85 /7 انظر: تفسير مقاتل بن سليمان:‎ )١١( 
/ا.‎ /5١ تفسير الطبري:‎ )١١( 
1 ا الم‎ 8 
200 


."1/٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 5 


عن ابن عباس: "[ومنهم ‏ من خسفنا به الأرض): قارون"(". 

قولم 8 مَن نْ أَغْرَقْنَا [العنكبوت : لان ف ومنهم مَن أغرقناء وهم قوم 
نوح وفرعونٌ وقومه"(" 

قال الطبري:" يعني: قوم نوح وفرعون وقومه"7” 

وفي قوله تعالى:إوَمِنْهُمْ مَنْ أعْرَقنَا) [العنكبوت : ٠‏ 0 قولان: 
أحدهما: أنهم قوم نوح-عليه السلام-. ان عباس/). 
الثاني: أنهم قوم فرعون. وهذا قول قتادة(). 

قال الطبري:" والصواب من القول في ذلكء أن يقال: عني به قوم نوح وفرعون 
وقومه؛ لأن الله لم يخصص بذلك إحدى الأمتين دون الأخرىء وقد كان أهلكهما قبل نزول هذا 
الخبر عنهماء فهما معنيتان به"0). 

قوله تعالى: (ِوَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكنْ كَانُوا أَنْفْسَهُمْ يَظلِمُونَ) [العنكبوت : :.]5٠‏ أي:" 
ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهمء فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق» ولكنهم كانوا 
أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعم ربهم وعبادتهم غيره"7". ْ ' 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: ولم يكن الله ليهلك هؤلاء الأمم الذين أهلكهم؛ بذنوب 

يرهمء فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق» بل إنما أهلكهم بذنوبهم» وكفرهم بربهم, 
وجحودهم نعمه عليهم, مع تتابع إحسانه عليهم, وكثرة دم بتصرفهم في نعم ربهم» 
يي لى الاشدروت اتير عو رمعم يهم بر لعن يي ل 5 
عن ابن عباس» قوله: "(وما ظلمناهم!. نحن أغنى من أن نظلمهم" 

عن ابن عباس: "(يظلمون)»؛ قال: يضرون"7"). 

قال ابن زيد:" ثم اعتذر إلى خلقه فقال: ل ل 
عذبنا من الأمم؛ (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)؛ ظلموا أنفسهم"('". 
فوائد الآيات:[/؟- ٠‏ ]: 
-١‏ بيان أن الشيطان هو سبب هلاك الأقوام وذلك بتزيينه لهم الشر والقبيح كالشرك والباطل 
والشر والفساد. 
"- بيان أن الاستكبار كالظلم عاقبتهما الهلاك والخسران. 
"- بيان أن الله تعالى ما أهلك أمة حتى يبين لها ما يجب أن تتقيه من أسباب الهلاك والدمار فإذا 
أبت إلا ذاك أوردها الله موارده. 


القرآن 


( 

( التفسير الميسر: ١‏ 

) تفسير الطبري: ْ6/ /. 

( انظر: تفسير الطبري: ١‏ لا 
ه(/ انظر: تفسير الطبري: ١‏ لا 
) تفسير الطبري: ْ6/ /. 

0 التفسير الميسر: ١.ع.‏ 

) تفسير الطبري: ْ6/ اا 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(1١177١):نص7077/9.‏ 


.7077/9صن:)١171١9(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠ 


( 
)أ 


أخرجه ابن أبي حاتم(4١1771١):نص70577/9.‏ 


َمَتْلِ الّذِينَ اتَخَذُوا مِنْ ذون اللّه أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ انَخَدذتْ بَيْنَا وَإِنّ أَؤْهَنَ الْبْيُوتِ لَبَيْتُ 
الْعَنْكَبُوتٍ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ ١(‏ 1)4 [العنكبوت : ]١‏ 
التفسير: 
مثل الذين جعلوا الأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرهاء كمثل العنكبوت التي عملت بيثا 
لنفسها ليحفظهاء فلم يُغن عنها شيئا عند حاجتها إليهء فكذلك هؤلاء المشركون لم يُغْن عنهم 
ذلك ما اتخذوهم أولياء» فهم لا ينفعونهم ولا يضرونهم. 

قوله تعالى:إِمَتَلُ الَّذِينَ انَحَذُوا مِنْ دون الّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَتَلِ الْعنْكَبُوتِ انَّحَدتْ بَيْتَا) [العنكبوت 
١ :‏ أي:" مثل الذين جعلوا الأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرهاء كمثل العنكبوت التي 
عملت نيدأ لنقيسها ليحظها» فلم يدن عنها شِينًا عند حاجتها اليه فكتلك هولاء. المشركون لعرئيشس 
عنهم أولياؤهم الذين اتخذوهم من دون الله شينًا"2"0. 

قال الطبري: يقول:" مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون 
ل ل 
(كمثل العنكبوت) في ضعفهاء وقلة احتيالها لنفسهاء (اتخذت بيتا لنفسهاء كيما يكنهاء فلم يغن 
عنها شيئا عند حاجتها إليه» فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نزل بهم أمر الله وحل 
بهم سخطه أولياؤهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئاء ولم يدفعوا عنهم ما أحل الله بهم من 
سخطه بعبادتهم إياهه"7". 

قال ابن قتيبة:" أي شبه الذين كفروا شبه العنكبوت» والمثل: بمعنى الشبه. يقال: هذا 
ماق الق ومطلك كنا يقال : شبه الشيء وشبهه"(". 

قال الزجاج:" المعنى: أن أولياءهم لا ينقصونهم» ولا يرزقونهم ولا يدفعون عنهم 
ضرراء كما أن بيت العنكبوت غير موق للعنكبوت"(). 

قال ابن كثير:" هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله » 
يرجون نصرهم ورزقهم » ويتمسكون بهم في الشدائد » فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه 
ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمَنْ يتمسك ببيت العنكبوت ٠‏ فإنه لا يجدي عنه شيئا 
» فلو عَلموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء » وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله » 
وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع فإنه مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها » لقوتها 
وثباتها"0). 

قال السعدي:" هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره» يقصد به التعزز والتَقَوَي والنفع» 
وأن الأمر بخلاف مقصوده.؛ فإن مثله كمثل العنكبوتء». اتخذت بيتا يقيها من الحر والبرد 
والآفات"("), 

قال ابن عباس:" ذلك مثل ضربه الله لمن عبد غيره؛ إن مثله كمثل بيت العنكبوت"7", 

قال قتادة:" هذا مثل ضربه الله للمشرك مثل إلهه الذي يدعوه من دون الله كمثل بيت 
المتكووت و اهن امفيك قن ا 


)١(‏ التفسير الميسر: 

)١(‏ تفسير الطبري: 0 ا 

0( تأويل مشكل القرآن: 515.[بتصرف] 
(4) معاني القرآن: 54/ .١59‏ 

(5) تفسير ابن كثير: 5/ 7174. 
0 السعدي: .57١‏ 

(0) أخرجه الطبري: 7/٠١‏ 8"”. 


5 


قال ابن زيد:" هذا مثل ضربه الله لا يغني أولياؤهم عنهم شيئاء كما لا يغني العنكبوت 
بيتها هذا"9). 

قوله تعالى:إوَإِنَّ أَؤْهَنَ الْبْيُوتِ لَبَيْتْ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت : :]4١‏ أي:" وإن أضعف 
البيوت لبيت العنكبوت"0"., 

قال الطبري:" يقول: إن أضعف البيوت (إلبيت العنكبوت]"27). 

قال السعدي:" فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة» وبيتها من أضعف البيوت» فما 
(زذادك ياتكاذه الاضعفاء كذلك هؤلاء الذين يتخذون من دونه أولياء» فقراء عاجزون من جميع 
الوجوه» وحين اتخذوا الأولياء من دونه يتعززون بهم ويستنصرونهم؛ ازدادوا ضعفا إلى 
ضعفهم؛ ووهنا إلى وهنهم. فإنهم اتكلوا عليهم في كثير من مصالحهم؛ وألقوها عليهم؛ وتخلوا 
هم عنهاء على أن أولئك سيقومون بهاء فخذلوهم؛ فلم يحصلوا منهم على طائلء ولا أنالوهم من 
معونتهم أقل نائل"07). 

قوله تعالى لو كَانُوا يَعْلَمُونَ) التعارة : »]5١‏ أي:" لو كانوا يعلمون ذلك ما اتخذوهم 
أولياء» فهم لا ينفعونهم ولا يضرونهه"() 

قال الطبري: يقول: 5 لو كان هديا الدذين اتخذوا من دون الله أولياء» يعلمون أن 
أولياءهم الذين اتخذوهم من دون الله في قلة غنائهم عنهمء كغناء بيت العنكبوت عنهاء لكنهم 
يجهلون ذلك, فيحسبون أنهم ينفعونهم ويقربونهم إلى الله زلفى"7". 

قال السعدي:" فلو كانوا يعلمون حقيقة العلم» حالهم وحال من اتخذوهمء لم يتخذوهم, 
ولتبرأوا منهم. ولتولوا الرب القادر الرحيم» الذي إذا تولاه عبده وتوكل عليه» كفاه مئونة دينه 
ودنياه» وازداد قوة إلى قوته» فى قلبه وفى بدنه وحاله وأعماله"(", 

قال الزمخشري:" معناه: لو كانوا يعلمون أن هذا مثلهم وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية 
من الوهن. ووجه آخر: وهو أنه إذا صحٌ تشبيه ما اعتمدوه في دينهم ببيت العنكبوت» وقد صح 
أن أوهن البيوت بيت العنكبوتء فقد تبين أن دينهم أوهن الأديان لو كانوا يعلمون. أو أخرج 
الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج المجازء فكأنه قال: وإن أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة 
الأوثان لو كانوا يعلمون"0". 


القرآن 

(إنَ الله يَعْلَمُ مَا يَدَعُونَ مِن ذُونِه مِنْ شَيْءٍ وَهوَ العزيز الْحَكِيمُ (؟ ؛)) [العنكبوت : ١‏ 4] 
التفسير: 

إن الله يعلم ما يشركون به من الأنداد» وأنها ليست بشيء في الحقيقة» بل هي مجرد أسماء 
سَمّوهاء لا تنفع ولا تضر. وهو العزيز في انتقامه ممن كفر به. الحكيم في تدبيره وصنعه. 


51١ 


قوله تعالى: إن اله يَعْلمْ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِه مِنْ شَئْء] [العنكبوت : 47]» أي:" إن الله 
يعلم ما يشركون به من الأنداد» وأنها ليست بشيء في الحقيقة» بل هي مجرد أسماء سَمّوهاء لا 
تنفع ولا تض "م ظ ' ْ 

قال الطبري: 2" اش بعلم ايها القوم :"كال ما تعدون: زم دونه من تتي »): وأآن ذلك 
صخرا بل امار لي عاد وا 

قال السعدي:" أئ: إنه تعالى يعلم -وهو عالم الغيب والشهادة- أنهم ما يدعون من دون 
الله شيئا موجوداء ولا إلها له حقيقة» ره على (إنْ هي إلا أمتكاة سنك رتهورها أنتُمْ وَآبَاوُْكُمْ مَا 
أنزل اللّهُ بها مِنْ ملْطَانِ) وقوله: لَوَمَا بَد يَتَبْعْ الْذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دون اللّهِ شرَكَاءَ إِنْ يَتَبْعْونَ إلا الظْنّ 


قال ابن كثير:" تعالى متوعدا لِمَنْ عبد غيره وأشرك به : إنه تعالى يعلم ما هم عليه من 
الأعمال: + ويعلم ا يشركون به من الانذاه » وسيجروهم وصفيع” '. 

قوله تعالى:(وَهْوَ الْعَزِيرُ الخكيه] [العنكبوت : 57]» أي :" وهو العزيز في انتقامه ممن 
كفر به؛ الحكيم في تدبيره وصنعه"(). 

قال الطبري: " يقول: والله العزيز في انتقامه ممن كفر بهء وأشرك في عبادته معه 
غيره فاتقوا أيها المشركون به عقابه بالإيمان به قبل نزوله بكم؛ كما نزل بالأمم الذين قص الله 
قصصهم في هذه السورة عليكم؛ فإنه إن نزل بكم عقابه لم تغن عنكم أولياؤكم الذين اتخذتموهم 
من دونه اولياءء كما لم يغن عنهم من. قبلكم اولياؤهم الذين اتخدوهم من دونه» الحكيم في تدبيره 
كفرة خلقه به إلى الحين الذي في هلدكه الصلاح؟7©. 

اقال السعدي: (العريزع: "الذي له القوة جميعاء التي قهر بها جميع المخلوقات؛ الْحَكية) 

“قن الرمكشري: ولد" وق الْعَزِيرُ - ند تمه ابن حك تطندو] ما لسن 
بشيء» لأنه جماد ليس معه مصحح العلم والقدرة أضلة وتركوا عبادة القادر القاهر على كل 
شيءء الحكيم الذي لا يفعل شيئا إلا بحكمة وتدبير"(". 


القرآن .. . 1 

(وَتَلكَ الْأمّل تبه لاس وَمَا عله إَِاالْعَلِمُونَ (47)) [العنكبوت : 4] 

التفسير: 

وهذه الأمثال نضربها للناس؛ لينتفعوا بها ويتعلموا منهاء وما يعقلها إلا العالمون بالله وآياته 


وشرعه. 


)١‏ التفسير الميسر: 

؟) تفسير الطبري: 0 8 
.١ 00‏ 
5) تفسير ابن كثير: 0 18 
ه( لم الميسسر: 

؟) تفسير الطبري: 00 6 
.١ 0000‏ 
6) الكشاف: ؟555/9. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


51 


قوله تعالى:إِوَتِلْكَ الْأَمْتَالُ نَضَنْرِبُهَا لِلئّاس) [العنكبوت : ”5]. أي:" وهذه الأمثال 
نضربها للناس؛ لينتفعوا بها ويتعلموا منها"(). 
7 الطبري: يقول:" وهذه الأمثال» وهي الأشباه والنظائرء نمثلها ونشبهها ونحتج بها 
للناس" 
قال القرطبي:" أي: هذا المثل وغيره مما ذكر في «البقرة» و«الحج» وغير هماء 
(نضربها): نبينها (للناس]"7". 
قال السعدي: " أي: لأجلهم ولانتفاعهم وتعليمهم؛ لكونها من الطرق الموضحة للعلوم؛ 
ولآنها تقرب الأمور المعقولة بالآأمور المحسوسة» فيتضح المعنى المطلوب بسببهاء فهي 
مصنلحة الغيوم' الناين "1 
قولة هال وها َعقِلّهَا إلا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت : 47]» أي:" وما يعقلها إلا العالمون 
بالله وآياته وشرعه"7) 
قال الطبري: يقول:" وما يعقل أنه أصيب بهذه الأمثال التي نضربها للناس منهم 
الصواب والحق فيما ضربت له مثلا (إلا العالمون بالله وآياته"7). 
قال الواحدي:أي:" وما يعقل الأمثال إلا العلماء الذين يعقلون عن الله"7". 
قال القرطبي:" أي: ما يفهمها (إلا) العالمون بالله"0". 
قال ابن كثير:" أي : وما يفهمها ويتدبرها إلا الوا سوم في الذك: افطع قو 
قال السعدي: " (و) لكن (ِمَا يَعْقِلْهَااْ بفهمها وتدبرهاء وتطبيقها على ما ضربت له 
وعقلها في القلب (إلا الْعَالِمُونَ) أي: أهل العلم الحقيقي» الذين وصل العلم إلى قلوبهم» وهذا مدح 
للأمثال التي يضربهاء وحث على تدبرها وتعقلهاء ومدح لمن يعقلهاء وأنه عنوان على أنه من 
أهل العلم؛ فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين» والسبب في ذلك» أن الأمثال التي يضربها الله 
في القرآن: إنما هي للأمور الكبار» والمطالب العالية» والمسائل الجليلة» فأهل العلم يعرفون أنها 
أهم من غيرهاء لاعتناء الله بهاء وحثه عباده على تعقلها وتدبرهاء فيبذلون جهدهم في معرفتهاء 
وأما من لم يعقلهاء مع أهميتهاء فإن ذلك دليل على أنه ليس من أهل العلم» لأنه إذا لم يعرف 
المسائل المهمة» فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى. ولهذاء أكثر ما يضرب الله الأمثال 
في أصول الدين ونحوها"('". 
قال الزمخشري: " كان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون: إِنْ رب مد يضرب المثل 
بالذباب والعنكبوت» ويضحكون من ذلكء فلذلك قال :[ِوَما يَعْقِلُها إِلّا العالِمُونَ)» أي: لا يعقل 
صحتها وحسنها وفائدتها إلا هم؛ لأنّ الأمثال والتشبيهات إنما هي الطرق إلى المعاني المحتجبة 


تفسير الطبري: ْ6/ 00 
تفسير القرطبي: /١١‏ 71" إبتصرف بسيط] 
تفسير الطبري: ْ6/ 6 


تفسير القرطبي: / 7" إبتصرف بسيط] 


( 
( 
( 
( 
) التفسير الميسر: .40١‏ 
( 
( 
( 
) تفسير ابن كثير: 5/ 779. 


51 


في الأستار حتى تبرزها وتكشف عنها وتصوّرها للأفهام» كما صوّر هذا التشبيه الفرق بين حال 
المشرك وحال الموحد"("). 

وروي عن جابرء أن النبي» 26: ا ا ا ل و 
إلا العالمون) قال: العالم: الذي عقل عن اللهء فعمل بطاعته» واجتنب سخطه"("). 

قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-:" عَقَلْتُ عن رسول الله # 4 ألف مثل"(5) 

قال ابن كثير:" وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص - رضي الله عنه مجديية يفول الل 
تعالى:! وَتِلْكَ الأَمْتَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسٍِ وَمَا يَعْقِلّهَا إلا الْعَالِمُونَ "9). 

عن عمرو بن مرة قال : " ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني لأني 
سمعت الله يقول: ( وَتِلْكَ الأَمْتَالُ نَضنْرِبُهَا لِلنّاسٍ وَمَا يَعْقِلّهَا إلا الْعَالِمُوقَ)"2. 


القرآن , 0006 
(خَلَقَ النَّهُ السَّمَاوَاتٍ وَالْأَرْضَ بالق إن في ذَلِكَ لآيَة لِلمُؤْمِنِينَ (؛ 4)) [العنكبوت : ؛ ؛] 
التفسير: 


خلق الله السموات والأرض بالعدل والقسطء إن في خلقه ذلك لدلالة عظيمة على قدرته» وتفرده 


بالإلهية» وخّصّ المؤمنين؟؛ لأنهم الذين ينتفعون بذلك. 

قوله تعالى :(خَلَقَ الشَّهُ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بالْحَقّ) [العنكبوت : 1 ا خلق الله 
السموات والأرض بالعدل والقسط"(). 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره لنبيه #د بي: خلق الله يا ممد. السموات والأرض وحده 
منفردا بخلقهاء لا يشركه في خلقها شريك"(". 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبراعن قدرته العظيمة : أنه خلق السموات والأرض 
بالحق » يعني : لا على وجه العبث واللعب » ٠‏ ( لِْجْرَى كُلُ نفس بمَا تنعى ) [طه : 15]» 
لِيَجْزِي الَذِينَ أَسَاءُوا بمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الَّذِينَ أَحْسَئُوا بِالْحمْتَى ) [النجم نه 

قال السعدي:" أي: هو تعالى المنفرد بخلق السماوات» على علوها وارتفاعها وسعتها 
وحسنها وما فيها من الشمس والقمر والكواكب والملائكة» والأرض وما فيها من الجبال والبحار 
والبراري والقفار والأشجار ونحوهاء وكل ذلك خلقه بالحق» أي: لم يخلقها عبثا ولا سدى, ولا 


.555/9 الكشاف:‎ )١( 
(؟)أخرجه داود بن المحبر في كتاب "العقل"» ومن طريقه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث برقم‎ 
من حديث جابرء والثعلبي والبغوي في التفسير» والواحدي من طريق الحارث» وأورده ابن‎ )٠١١ برقم‎ 
الجوزي في "الموضوعات" وابن عراق في "تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة". وذكره الحافظ‎ 
في أحاديث من كتاب العقل لداود بن المحبر وقال: أودعها‎ )١١5 / ( ابن حجر في "المطالب العالية"‎ 
)١7؟17( الحارث ابن أبي أسامة في مسنده» وهي موضوعة كلهاء لا يثبت منها شيء. انظر: الكافي الشاف ص‎ 
الفتح السماوي للمناوي: ” / 847-837 تنزيه الشريعة لابن‎ 25١6و‎ 5١54و‎ 7١” / ٠ المطالب العالية:‎ » 

عراق: .35١5 1/1١‏ 
(")المسند )3١1/5(‏ وقال الهيثمي في المجمع )١55/8(‏ "إسناده حسن". 
(4) تفسير ابن كثير: 5/ 1/9؟5-:78. 
وي ابن أبي 0 نص 5/4 3105. 
لتفسير الميسر: 
تفسير الطبري: 0 5 
تفسير ابن كثير: 5/ .78٠١‏ 


5 
١1 
7 


ال ل م م الم لم 


) 
) 
) 
33 


5 


لغير فائدة» وإنما خلقهاء ليقوم أمره وشرعه. د وليروا من حكمته وقهره 
وتدبيره» ما يدلهم على أنه وحده معبودهم ومحبوبهم وإلههم" 00 

قوله تعالى:(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَة لِلْمْؤْمِنِينَ] [العنكبوت : كل أي:" إن في خلقه ذلك لدلالة 
عظيمة على قدرته؛ وتفرده بالإلهية"77. 

قال الطبري: " يقول: إن في خلقه ذلك لحجة لمن صدق بالحجج إذا عاينهاء والآيات إذا 
رآها"20. 

قال ابن كثير:" أي : لدلالة واضحة على أنه تعالى المتفرد بالخلق والتدبير والإلهية"7*) 
والإلهية"07). ْ 

قال السعدي:"(إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَةَ لِلْمْؤْمِنِينَ1 على كثير من المطالب الإيمانية» إذا تدبرها 
المؤمن رأى ذلك فيها عيانا"7). 


القرآن , ٠‏ 
(اثْل مَا أوجي إِلَيْكَ مِنَ الكتاب وَأقم الصّلاةً إن الصّلاة تَنْهَى عَنِ القخشاء وَالْمُنَكَرٍ وَلَذْكْرُ الله 
أكْبَر وَاللهُ يَعْلمُ مَا تَصتعُونَ (45)) [العنكبوت : 45] 
التفسير: 
اتل ما أنزل إليك من هذا القرآن» واعمل به» وأدِّ الصلاة بحدودهاء إن المحافظة على الصلاة 
تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لهاء المتمم لأركانها 
وشروطهاء يستنير قلبه» ويزداد إيمانه» وتقوى رغبته في الخيرء وتقل أو تنعدم رغبته في الشرء 
ولذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وافضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون من خيرٍ 
وشرء فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه. 

اوله تعلى 07اكا أريدي إِلَِْكَ مِنَ الكتّاب) [العنكبوت : 55]» أي:" اتل يا تمد ما أنزل 
إليك من هذا القرآن"7). 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره لنبيه مد يه اقرأ ما أنزل إليك من هذا القرآن"(". 

قال ابن كثير:" أمر رسوله والمؤمنين بتلاوة القرآن » وهو قراءته وإبلاغه للناس 00 

قال السعدي:" يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله. وهو هذا الكتاب العظيم» ومعنى تلاوته 
اتباعه» بامتثال ما يأمر به» واجتناب ما ينهى عنه؛ والاهتداء بهداهء وتصديق أخباره. وتدبر 
معانيه» وتلاوة ألفاظه. فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعصه.» وإذا كان هذا معنى تلاوة 
الكتاب؛ علم أن إقامة الدين كله؛ داخلة في تلاوة الكتاب"7") 

قوله تعالى:إوَأَقِم الصّلاة) [العنكبوت : 45]» أي: " وأدِّ الصلاة بحدودها7". 

قال الطبري: " يعني: وأد الصلاة التي فرضها الله عليك بحدودها"7". 


0 ا 


51 


قال السعدي:" قوله: (ِوَأَقِم الصّلاة4 من باب عطف الخاص على العام؛ لفضل الصلاة 
وشرفهاء وآثارها الجميلة"(0"). 

قوله تعالى:(إِنَّ الصّلاة تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءٍ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت : 55]»: أي:" إن 
المحافظة على الصلاة تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات"7". 

قال ابن كنين:". يعدن > أن الصبلاة تكتمل ,على نشينين ٠ ١‏ خلى :تر لك القو احشقن :و اللمتكر انقو 
أي : إن مواظبتها تحمل على ترك ذلك"7). 

قال السعدي:" الفحشاء: كل ما استعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس. 
والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطرء ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكرء أن 
العبد المقيم لهاء المتمم لأركانها وشروطها وخشوعهاء يستنير قلبه» ويتطهر فؤاده» ويزداد 
إيمانه» وتقوى رغبته في الخيرء وتقل أو تعدم رغبته في الشرء فبالضرورة» مداومتها 
والمحافظة عليها على هذا الوجه» تنهى عن الفحشاء والمنكرء فهذا من أعظم مقاصدها 
وثمراتها. وثَمَّ في الصلاة مقصود أعظم من هذا وأكبرء وهو ما اشتملت عليه من ذكر اللهء 
بالقلب واللسان والبدن. فإن الله تعالى» إنما خلق الخلق لعبادته» وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة» 
وفيها من عبوديات الجوارح كلهاء ما ليس في غيرها"0. 

عن ابن عباس قوله: "إإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)» يقول: في الصلاة منتهى 
ومستوى ماضن ال" 0 1 000 

عن ابن عباس: إتنهى عن الفحشاء والمنكر]» يقول: الزنا والمنكر الشرك" '. وروي 
عن عكرمة والحسن مثل ذلك(". 

وقال ابن عباس:" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا 
بعد|"(1) 

قال ابن مسعود:" من لم تأمره صلاته بالمعروفء وتنهه عن المنكرء لم يزدد بها من الله 
إلا بعدا"("), 

عن سمرة بن عطية» قال: "قيل لابن مسعود: إن فلانا كثير الصلاة» قال: فإنها لا تنفع 
إلا من أطاعها"7 ). 

عن الحسنء؛ قال: قال رسول الله م 
يزدد بها من الله إلا بعدا"( 





.5١ /7١ أخرجه الطبري:‎ ) 
.5١ /7١ أخرجه الطبري:‎ )١ 
.5١ /7١ أخرجه الطبري:‎ ) 


51 


عن ابن مسعودء عن النبي ب أنه قال: "«لا صلاة لمن لم يطع الصلاة» وطاعة الصلاة 
أن تنهى عن الفحشاء والمنكر»» قال: قال سفيان: (قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك) قال: فقال 
سفيان: إي والل» تأمره وتنهاه"("). 

قال الحسن:" الصلاة إذا لم تنه عن الفحشاء والمنكرء قال: من لم تنهه صلاته عن 
الفحشاء والمنكرء لم يزدد من الله إلا بعدا"(". 

عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي 
سرق ؟ فقال : "إنه سينهاه ما يقول"0". 

قال الطبري:" فإن قال قائل: وكيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر إن لم يكن معنيا 
بها ما يتلى فيها؟ قيل: تنهى من كان فيهاء فتحول بينه وبين إتيان الفواحشء لأن شغله بها يقطعه 
عن الشغل بالمنكرء ولذلك قال ابن مسعود: من لم يطع صلاته لم يزدد من الله إلا بعدا. وذلك أن 
طاعته لها إقامته إياها بحدودهاء وفي طاعته لها مزدجر عن الفحشاء والمنكر"0. 

قال ابن عون:" إذا كنت في صلاة» فأنت في معروفء وقد حجزتك عن الفحشاء 
والمنكرء والفحشاء: هو الزنا والمنكر: مضي الله ومن أتى فاحشة أو عصى الله في صلاته 
بما يفسد صلاته؛ فلا شك أنه لا صلاة له" , 

وقال أبو العالية:" إن الصلاة فيها ثلاث خلالء فكل صلاة لا يكون فيها شىء من هذه 
الخلذل فليست *بصيلاة الأخلاهن. .و الخقية وذكز اش فالاخلكصن جامزة بالمعروت :- والكنية 
تنهاهء عن المنكرء وذكر الله القرآن يأمره وينهاه"0). 

وروي عن ابن عمر :"(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)» قال: القرآن الذي يقرأ 
في الفساجد"07. 

قوله تعالى:(وَلَذِكْرُ الله كير [العنكبوت : 55]» أي:" ولذكر الله في الصلاة وغيرها 
أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء"0". 

قال ابن كثير:" وتشتمل الصلاة أيضا على ذكر الله تعالى » وهو المطلوب الأكبر ؛ 
ولهذا قال تعالى  :‏ وَلَذِكْرُ الله أَكْبرُ 4 أي : أعظم من الأول" 0 

واختلف أهل التفسير في قوله تعالى:[وَلَذِكْرُ الله أكْبَر) [المتكيوت : 0 يه 
أحدها: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم. قاله ابن عباس('). ومجاهدا'')ء وعكرم7""), 
وعطيةا'!؛ وسلمان!"؛ وأبو قرة("'؛ وشعبة!). 





.5١ /7١ أخرجه الطبري:‎ )١( 

.475-4١ /7١ اخرجه الطبري:‎ )١( 

(")المسند (557/7) ورواه البزار في مسنده برقم )2٠١(‏ 'كشف الأستار". من طريق الأعمش به » وقال 
الهيثمي في المجمع (28/1؟) 'رجاله رجال الصحيح". 

(4) تفسير الطبري: /7١‏ 57. 

(5) أخرجه الطبري: /٠١‏ 7"7. 
(5) أخرجه ابن أبي حاتم(؛ 1715١):ص4/‏ 707557. 
(0) أخرجه الطبري: 1 .4١‏ 
(8) التفسير الميسر: 

(4) تفسير ابن كثير: 0 0 
)لطر قور ال 1 
)١١(‏ انظر: تفسير الطبري: 7/٠١‏ 57. 
)١١(‏ انظر: تفسير الطبري: 7/٠١‏ 57. 


51/ 


قال مجاهد:" ذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة أو غيرها"20. 

عن عبد الله بن ربيعة.» قال* "قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله: (ولذكر الله أكبر) 
قال* قلت» : نعم» قال* فما هو؟ قال: قلت: : التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة» وقراءة القرآن 
ونحو ذلكء قال: لقد قلت قولا عجبا وما هو كذلكء ولكنه إنما يقول: ذكر الله إياكم عندما أمر به 
أو نهى عنه؛ إذا ذكرتموه (أكبر) من ذكركم إياه"("). 

عن 2د بن في موسى» قال* "كنت قاعدا عند ابن عباسء فجاءه رجل» فسأل ابن عباس 
عن ذكر الله أكبر» فقال ابن عباس: الصلاة والصومء» قال: ذاك ذكر الله» قال رجل: إني تركت 
رجلا في رحلي يقول غير هذاء قال: (ولذكر الله أكبر) قال: ذكر الله العباد أكبر من ذكر العباد 
إياهء فقال ابن عباس: صدق والله صاحبك"(", 
الثاني: معناه: ولذكركم الله أفضل من كل شيء. وهذا قول أم الدرداءء وقتادة!"), وسلمان!"©),. 

قال قتادة: لا شيء أكبر من ذكر اللهء قال: أكبر الأشياء كلهاء وقرأ (أقم الصلاة لذكري) 
قال: لذكر الله وإنه لم يصفه عند القتال إلا أنه أكبر"(' ". 

عن سلمان أنه سئل: "أي العمل أفضل؟ قال: أما تقرأ القرآن: (ولذكر الله أكبر): لا شيء 
أفضل من ذكر الله"(1"), 

عن أم الدرداءء أنها قالت: "(ولذكر الله أكبر) فإن صليت فهو من ذكر الله» وإن صمت 
فهو من ذكر الله» وكل خير تعمله فهو من ذكر اللهء وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله» وأفضل 
ذلك تسبيح النه"(2١)‏ 
00 محتمل للوجهين جميعاء يعنون القول الأول والثاني. وهذا مروي عن ابن عباس 
أيضا/' ". 

عن ابن عباس في قوله: "(ولذكر الله أكبر)» قال: لها وجهان: ذكر الله أكبر مما سواه 
وذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه"7 ). 
الرابع: معناه: لذكر الله العبد في الصلاة؛ أكبر من الصلاة. وهذا قول أبي مالك2"”0. 


.57 /٠١ انظر: تفسير الطبري:‎ )١ 
.55 /٠"١ انظر: تفسير الطبري:‎ )" 
.55 /٠"١ انظر: تفسير الطبري:‎ )" 
.55 /٠١ انظر: تفسير الطبري:‎ ): 
.57 7/5٠١ أخرجه الطبري:‎ )© 
)أ‎ 
( 
( 
( 


) 

) 

) 

) 

) 

) 

(0) أخرجه الطبري: 7/٠١‏ 57. 

(6) انظر: تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 
(9) انظر: تفسير الطبري: /7”١‏ 55. 
)٠١(‏ أخرجه الطبري: 7١‏ /55. 
)١١(‏ أخرجه الطبري: .55/7١‏ 
)١١(‏ أخرجه الطبري: /٠١‏ 55-45. 
)١(‏ انظر: تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 
)١5(‏ أخرجه الطبري: /٠١‏ 55. 

سن 


.56 /0١ انظر : تفسير الطبري:‎ 1١ 


518 


الخامس: معناه: وللصلاة التي أتيت أنت بهاء وذكرك الله فيهاء أكبر مما نهتك الصلاة 
الفحشاء والمنكر. وهذا قول ابن 0 4 

قال ابن جرير الطبري:" وأشبه هذه الأقوال بما دل عليه ظاهر التنزيل» قول من قال: 
ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه"(". 

قوله تعالى:إِوَانَهُ يَعْلَمْ مَا تَصْنَعُونَ1 [العنكبوت : 55]»: أي:" والله يعلم ما تصنعون مِن 
خيرٍ وشرء فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه"0". 

قال ابن كثير:" أي : يعلم جميع أقوالكم وأعمالكم "0). 

قال الطبري: " يقول: والله يعلم ما تصنعون أيها الناس في صلاتكم؛ من إقامة حدودهاء 
وترك ذلك وغيره من أموركمء؛ وهو مجازيكم على ذلكء يقول: فاتقوا أن تضيعوا شيئا من 
حدودهاء والله أعله"(”) 
فوائد الآيات:[١55-5]:‏ 
-١‏ استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني للأفهام. 
؟- تقرير التوحيد وإبطال التنديد. 
"- فضل العلماء على غير هم» العلماء بالله» بصفاته وأسمائه وآياته. وشرائعه» وأسرارها. 
:- وجوب تلذاوة القرآن» وإقامة الصلاة» وذكر الله» إذ هي غذاء الروح وزاد العروج إلى 
الملكوت الأعلى. 
5- بيان فائدة إقام الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى بالقلب واللسان. 


القرآن 
(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكتاب إِلّا التي هي أَحْسَن إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنّا بالّذِي أَنْزِلَ إِلينا 
وَأَنْزِلَ إِلَيَكُمْ وَإِلْهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُمنْلمُونَ (1)55 [العنكبوت : ١‏ 5] 
الففسيو : 
ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهود والنصارى إلا بالأسلوب الحسنء والقول الجميل؛» والدعوة 
إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلكء إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا 
الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنواء أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرونء وقولوا: 
أمنا بالقران الذي أنزل إليناء وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذيّن انزلا إليكم» وإلهنا وإلهكم واحد لا 
شريك له في ألوهيته» ولا في ربوبيته» ولا في أسمائه وصفاته» ونحن له خاضعون متذللون 
بالطاعة فيما أمرنا به» ونهانا عنه. 1 

قوله تعالى:(وَلَا تُجَادِنُوا أَهْلَ الكتاب إِلّا بالّيَي هي أَحْسَنُ) [العنكبوت : 45]. أي:" ولا 
كجاذار]: دايها .المومتوردك البيوة :و التضيارى: 80ب الأسلوى الكبين:.والقرل النسيل» و الاعوة إن 
الحق بأيسر طريق موصل لذلك"7). 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: (ولا تجادلوا) أيها المؤمنون بالله وبرسوله اليهود 
والنصارى إلا بالجميل من القول» وهو الدعاء إلى الله بآياته» والتنبيه على حججه"(". 


.45-48 /7١ انظر: تفسير الطبري:‎ )١( 
.55 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 

(5) التفسير الميسر؛ ا 

(4) تفسير ابن كثير: 5/ 787. 

(5) تفسير الطبري: /٠١‏ 45. 
3 لني الْمَيْسن+ 443 


( 
) تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 


7 


514 


قال سفيان بن حسين:" التي هي أحسن: (قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا 
وإلهكم واحد) إلى آخر الآية» هذه مجادلتهم بالتي هي أحسن(". 

قال مجاهد:" إن قالوا شرا فقولوا خيرا"(". 1" 

وفي حكم قوله تعالى:إوَلَا تُجَادِنُوا أَهْلَ الكتاب إِلّا التي هِي أَحْسَنُ) [العنكبوت : 55]» 
قولان: ًِ 7 عو 0 9 
القول الآول: أنها نسخت بقوله: (قاتِلوا الذِينَ لا يُؤْمِنونَ باللَّه4 إلى قوله: (ِوَهُمْ صَاغِرُون) 
[التوبة: 59]. قاله قتادة")؛ وابن السائب(؟) 

قال الزجاج:" كان الصغار خارجا من التي هي أحسنء فالأشبه أن تكون منسوخة"0. 

قال قتادة:" نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ولا مجادلة أشد من السيف7). 
القول الثاني: أنها ثابتة الحكم. وهو مذهب جماعة منهم ابن زيدا. ْ 

قال اين ريده البرك يمتسوخة + 9 بدني :أن يجادل من امن امنهم» لعلم انع وعدتو شيا 
في كتاب الله لا تعلمه أنت» قال: لا تجادلواء لا ينبغي أن تجادل منهه"(". 

عن مجاهد قوله: 0 تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي ا قال: لا تقاتلوا إلا من 
قاتلكم ولم يعطي الجزية"0). 

قال ابن عباس:" يقول: من أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم إلا حسنا"( ". 

وقال مجاهد:" كان ناس من الأنصار يسترضعون لأولادهم في اليهودء فكانوا يجادلونهم 
ويذكرون لهم الإسلام فأنزل الله: إلا إكراه في الدين7"1". 

قوله تعالى:(إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ1 [العنكبوت : 45].: أي:" إلا الذين حادوا عن وجه 
الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنواء أو يعطوا الجزية 


قال الطبري:أي: " إلا الذين امتنعوا من أداء الجزية» ونصبوا دونها الحرب"7"". 

قال ابن كثير:" أي : حادوا عن وجه الحق » وَعَمُوا عن واضح المحجة » وعاندوا 
وكابروا » فحينئذ ينتقل من الجدال إلى الجلاد » ويقاتلون بما يردعهم ويمنعهم ٠‏ قال الله تعالى:( 
لَقَدْ أَرْسلْنَا رُسْلَنَا بِالْبَيَئَاتِ وَأَنزلْنَا مَعَهُمْ الكتّاب وَالْمِيرَانَ لِيَقُومَ النَّامنُ بِالْقِسْطٍ وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ فيه 


.7:0753/9ص:)١17759(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(٠1775١):ص7:0753/9.‏ 

(؟) انظر: تفسير ابن ابي حاتم( ه1775١):نص70514/1.‏ 
(:) انظر: نواسخ القرآن لابن الجوزي: .١8٠١‏ 

(5) معاني القرآن: 4/ .١7١‏ 

(1) اخرجه ابن ابي حاتم(ه775١):نص7051/1.‏ 

(0) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(55؟17١):نص70514/1.‏ 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(17755١):ص7"0748/5.‏ 

(9) اخرجه ابن ابي حاتم(17751١):ص7059/4.‏ 

.70559/4ص:)١177548(متاح اخرجه ابن ابي‎ )٠١( 
.7054/4 ص:)١1775 اخرجه ابن ابي حاتم(4‎ )١١( 
.5 07 التفسير الميسر:‎ )١١( 

.58 /7١ تفسير الطبري:‎ )١6( 


( 
( 
(0 
ته‎ )١ 


قل 


أبن اندي وَمنَافِعُ لِلنّاسٍ وَلِيَعلَمَ اله مَنْ يَنْصْرُهُ وَرُسْلَهُ ِلَب إِنَّ الله قَوِيٌ عَزِيرُ ) [الحديد : 
1" 1 

قال مجاهد:" (الذين ظلموا): من قاتلك ولم يعطك الجزية"7") 

قال مجاهد:" (الذين ظلموا منهم): أهل الحرب من لا عهد له فتجادلوهم بالسيف"7) 

عن مجاهد قوله: "إإلا الذين ظلموا)» فانتصروا منهم"(). 

وقال مجاهد: "(إلا الذين ظلموا منهم) قالوا: مع الله إله» وولدا وشريكا ويد الله مغلولة 
وإن الله فقيرا مد : هم أهل الكتاب"07. 

وقال ابن زيد:" ولا ينبغي أن تجادل إلا الذين ظلموا: المقيم منهم على دينه. فقال: هو 
الذي يجادل ويقال له بالسيف. قال: وهؤلاء يهود. قال: ولم يكن بدار الهجرة من النصارى أحدء 
إنما كانوا يهوداء هم الذي كلموا وحالفوا رسول الله عله وغدرت النضير يوم أحد» وغدرت 
قريظة يوم الأحزاب"2"0. ْ 

قوله تعالي لوَقُونُوا آَمَنَا بالّذِي رك إلبناوائرق إِلَيِكُْ) و : 57]» أي:" وقولوا: 
آمنا بالقرآن الذي ا ل الينابو أهذا والتورةاة و الأتهيك اللدَيْن أنزلا إليكهم"7". 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله؛ الذين نهاهم أن يجادلوا أهل 
الكتاب إلا بالتي هي أحسن: إذا حدثكم أهل الكتاب أيها القوم عن كتبهم» وأخبروكم عنها بما 
يمكن ويجوز أن يكونوا فيه صادقين» وأن يكونوا فيه كاذبين» ولم تعلموا أمرهم وحالهم في ذلك 
فقولوا لهم: (أمنا بالذي أنزل إلينا وانزل إليكم) مما في التوراة والإنجيل"(". 

قال ابن كثير:" يعني : إذا أخبروا بما لا يعلم صدقه ولا كذبه » فهذا لا نُقدم على تكذيبه 
لأنه قد يكون حقا . ولا على تصديقه » فلعله أن يكون باطلا ولكن نؤمن به إيمانا مجملا معلقا 
على شرط وهو أن يكون منزلا لا مبدلا ولا مؤولا "0. ' 

قوله تعالى:إِوَإِلِهُنَا وَإِلِهُكُمْ وَاحِدْ وَنَحْنَ له مُسلِمُونَ) [العنكبوت : 55]» أي:" وإلهنا 
خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به» ونهانا عنه"7'). 

قال الطبري: " يقول: ومعبودنا ومعبودكم واحد. ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة 
فيما أمرنا ونهانا"('). 

عن زهير بن مد :"يعني قوله: (مسلمون)»؛ يقول: مخلصون"7"". 


.785/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 


7 را ابن ابي حاتم( ١/551١‏ نص 7:55/9. 
نص 7059/4 


نص 59/4 لإ /الا. 


1 أخرجه ابن ابي حاتم(؟555/ا١‏ 
: أخرجه ابن ابي حاتم(7/751١‏ 


مسن وير سير ,مجن 


نص 9/4 1/2 
”) أخرجه الطبري: /٠١‏ 57. 

1 التقسن الفوس 2 

تفسير الطبري: .48/٠١‏ 

4) تفسير ابن كثير: ا -58. 

0 امول 406 

.534 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 

1 أخرمة ابن ابي حاتم(17757١):ص‏ 0170/8". 


5١ 


ةة 
( 
( 
( 
) أخرجه ابن ابي حاتم(1١‏ 
( 
( 
5-6 
)3 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة فيفسرونها بالعربية لأهل الإسلام. 
فقال رسول الله #: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم» (وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل 
إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)"(0". 

قال عطاء بن دينار: "كان ناس من يهود يحدثون ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله 

عليه وسلمء فبلغ ذلك رسول الله #6 فقال: «لا تصدقوهم ولا تكذبوهم؛ قولوا: (آمنا به كل من 
عد ريدال 00 

قال عبدالله:" لا تسألوا أهل الكتاب عن شيءء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلواء إما أن تكذبوا 
بحق أو تصدقوا بباطلء فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وفى قلبه تالية تدعوه إلى دينه كتالية 
اليل" 1 

قال ابن عباس:" كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء » وكتابكم الذي أنزل على رسوله 
أحدث تقرؤونه محضا لم يُشب » وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدَلوا كتاب الله » وغيروه وكتبوا 
بأيديهم الكتاب » وقالوا اخو و له الو وتوا وفطي لباك الا السواكي يجايكم من العلم 
عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم"7). 

حُمَيد بن عبد الرحمن : "انه سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة - وذكرّ كعبت 
الأحبار - فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب ٠‏ وإن كنا مع 
ذلك لنبلو عليه الكذب"0. 

قال ابن كثير:" معناه أنه يقع منه الكذب لغة من غير قصد ؛ لأنه يحدث عن صحف هو 
يحسن بها الظن ٠‏ وفيها أشياء موضوعة ومكذوبة ؛ لأنهم لم يكن في ملتهم حفاظ متقنون كهذه 
الأمة العظيمة » ومع ذلك وقرب العهد وضعت أحاديث كثيرة في هذه الأمة » لا يعلمها إلا الله 
ومن منحه الله علما بذلك » كل بحسبه » ولله الحمد والمنة"(). 


القرآن 
وَكَذَلِكَ نرَلنَ إِلَيْكَ الْكتّاب فَالّذِينَ آتَيْتَاهُمُ الْكتّاب يُؤْمنُونَ به وَمنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤّمِنُ به وَمَا 
يَحْحَدْ بآيَاتَنَا إل الْكَافِرُونَ (1)40 [العنكبوت : 7 1] 
التفسير- 
وكما أنزلنا -أيها الرسول- الكتب على كلك قبلك من الرسلء أنزلنا إليك هذا الكتاب لعفم 
للكتب السابقة» فالذين آتيناهم الكتاب من بذ ارال وا ور صم 
هؤلاء العرب من قريش وغيرهم مَن يؤمن به ولا ينكر القرآن أو يتشكك في دلائله وبراهينه 
البينة إلا الكافرون الذين دَأبْهُمٍ الجحود والعناد. 
قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَنَْلَنَا إِلَيْكَ الْكتاب) [العنكبوت : 57]» أي" وكما أنزلنا -أيها 
الرسول- الكتب .على من قبلك من الرسل؛ أنزلنا إليك هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة"7. 
قال الزجاج:" أي: ما كنت قرأت الكتب ولا كنت كاتباء وكذلك صفة النبي - ,َيه - عندهم 
في التوراة والإنجيل"7". 


.70170/4ص:)١175 أخرجه ابن ابي حاتم(5‎ )١( 
.70070/4ص:)١1775(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.53/٠١ (؟) أخرجه الطبري:‎ 

(؛)صحيح البخاري برقم (7755). 
(5)صحيح البخاري برقم (751). 
(5) تفسير ابن كثير: 5/ 786. 
0 اليد الميسر: 407. 


57 


قال السمعاني:" أي: كما بعثناك بالحق أنزلنا إليك الكتاب"(". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكر: كما أنزلنا الكتب على من قبلك يا مد من الرسل (كذلك 
أنزلنا إليك) هذا تكد . 

قال ابن كثير:" وهذا الذي قاله [ابن جريد] حسن ومناسبة وارتباط جيد "7). 

عن الحسن قال: "[الكتاب]: القرآن"( 

قوله تعالى:!فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الكتاب يُوْمِئُونَ به) العكوت : 417]» أي:" فالذين آتيناهم 
الكتاب من بني إسرائيل فعرفوه حق ا يؤمنون بالقرآن"( 

قال الطبري:أي:" من قبلك من بني إسرائيل"7". 

قال ابن كثير:" أي ؛ الذين أخذوه فتلّؤه حق تلاوته من أحبارهم العلماء الأذكياء » كعبد 
ٍِ . 5 4 
القد ين سدم + وسلمان الفارسي ٠»‏ وأشباههما "0. 7 

عن قتادة» قوله: "(اتيناهم الكتاب), اليهود والنصارى" 

قوله تعالى: (ِوَمِنْ هَؤُْلَاءٍ مَنْ يُؤْمِنُ به [العنكبوت : 157 أي:" ومن هؤلاء العرب من 
قريش وغيرهم مَن يؤمن به"( ). 

قال الطبري:" يقول: ومن هؤلاء الذين هم بين ظهرانيك اليوم» من يؤمن به؛ ععبد الله 
بن سلام» ومن آمن برسوله من بني إسرائيل"7 ). 

قال ابن كثير:" يعني: العرب من قريش وغيرهم '( 

قوله تعالى:(ِوَمَا يَحْحَدْ بِآيَاتِنَا إلا الْكَافِوُونَ) ع : 517]ء أي:" ولا ينكر القرآن أو 
يتشكك في دلائله وور افيه البينة إلا الكافرون الذين دَأَيُهم الجحود والعناد"7”""). 

قال الطبري: يقول: " وما يجحد بأدلتنا وحججنا إلا الذي يجحد تعبا عليه» وينكر 
توحيدنا وربوبيتنا على علم منه عنادا لنا"". ْ 

قال ابن كثير:" أي : ما يكذب بها ويجحد حقها إلا مَنْ يستر الحق بالباطل » ويغطي 
موه القمس بال ضائل هيك 11501 

قال قتادة:" وإنما يكون الجحود بعد المعرفة"(١)‏ 


.١7١ /4 معاني القرآن:‎ )١( 

. ١/6 / تفسير السمعاني:‎ )١( 

(؟) ته تفسير الطبري: ْ6/ 6 

(4) ته تفسير ابن كثير: 1/ 1 

)5( را ابن ابي حاتم )١17751/(‏ :ص ٠/4‏ ثلا5,. 
(1) التفسير الميسر: 507. 

ا تشبيو الظليرا 601 

(8) ته تفسير ابن كثير: 1/ 1 

)3( 0 ابن ابي حاتم(177578١)‏ :ص ٠/4‏ ث/ا5,. 
1 التفسين الفيسو 24 

(11)اتفشيو الطبرئ .رده 

) ؟١)‏ ته تفسير ابن كثير: 1/ 1 

وق ا المضوع 2 

(14) نفسير الطبري:: 8 6 

(15) ته تفسير ابن كثير: 1/ 16 


7 


القرآن 
(وَمَا كُنْتَ تثلو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كتاب وَلَا تَخْطْهُ بِيَمِينِكَ إذَا لازْتابٍ الْمْبْطِلُونَ (48)) [العنكبوت : 
:2 
ا 
ومن معجزاتك البينة -أيها الرسول- أنك لم تقرأ كتابًا ولم تكتب حروفًا بيمينك قبل نزول القرآن 
عليك» وهم يعرفون ذلك؛ ولو كنت قارنًا أو كاتبًا من قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك 
الميظاو تقالو 1 مملسة مع الكتدي السائقة أ التومهه متها 
سبب النزول: 

قال قتادة ل ل ا 
لخدف ا 0 
وطن امشجراتك البينة -أيها اه د كتابًا 0 لان 
عليك؛ وهم يعرفون ذلك"(". 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: (وما كنت] يا ممد تقرأ من قبل هذا الكتاب الذي 
أنزلته إليك» ولم تكن تكتب بيمينك» ولكنك كنت أميا"0). 

قال ابن كثير:" أي اكد الاك ارماك 0 - ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن غمرا إن 
تكب وها صفته في الكتب المتقدية ؛ كما كال سار ( الي ََُونَ الدسئول الت أي 
الَذِي يَحِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ في التَّورَاةٍ والإنجيل يَأَمْرُ رَُهُمْ بِالْمَغْرُوف وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرٍ ) الآية 
[الأعراف : .]١57‏ وهكذا كان » صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة» لا يحسن 
الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده » بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل إلى 
الأقاليم. ومن زعم من متأخري الفقهاء » كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلام 
٠‏ كتب يوم الحديبية : "هذا ما قاضى عليه مد بن عبد الله" فإنما حمله على ذلك رواية في 
00 : "ثم أخذ فكتب" : وهذه محمولة على الرواية الأخرى : "ثم أمر فكتب". ولهذا 

شتد النكير بين فقهاء المغرب والمشرق على من قال بقول الباجي » وتبرؤوا منه » وأنشدوا في 

ل 
كتب ذلك على وجه المعجزة » لا أنه كان يحسن الكتابة » كما قال » عليه الصلاة والسلام إخبارا 
عن الدجال : «مكتوب بين عينيه كافر» وفي رواية : «ك ف ر » يقرؤها كل مؤمن»7 » وما 
أورده بعضهم من الحديث أنه لم يمت ٠»‏ عليه السلام حتى تعلم الكتابة » فضعيف لا أصل له.؛ 
قال الله تعالى 0 يي ا 0 


[الأنعام 00 00 

8171-1 7/0/4 أخرجه ابن ابي حاتم(7779١) :نص‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم(١٠17717١):ص70171/9.‏ 

() التفسير الميسر: 507. 

(4) تفسير الطبري: /5١‏ 50. 

زوه التفاري في صصق ربجا هاي لذن ونقن للد 
(1) تفسير ابن كثير: 5/ 785-57/6. 


571 


قال قتادة:" كان نبى الله يي لا يقرأ كتابا قبله ولا يخطه بيمينه قال: وكان أمياء والأمى» 

02 : : 
قال ابن عباس"" كان النبي #6 أميا لا يقرأ ولا يكتب"(". 

وروي عن إبراهيم قال: "الأمي: يقرأ ولا يكتب"0". 

قوله تعالى:!إِذَا لَارْتَاب الْمُبْطِلُونَ) [العنكيوت : 4؛], أي:" ولو كنت قارنًا أو كاتيًا من 
قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك المبطلون» وقالوا: تعلّمه من الكتب السابقة أو استنسخه 
منها"(). 

قال الطبري: "يقول: ولو كنت من قبل أن يوحى إليك تقرأ الكتاب» أو تخطه بيمينك؛ إذن 
لشك ل ل ل ل نة 
المبطلون القائلون إنه سجع وكهانة: وإإثة أساطين الأو لين "20 

قال السمعاني:" أي: إذا لشك الكافرون لو قرأت وكتبت» أما أهل الشرك وكانوا 
يزعمون أنه قرأ من كتب الأولين وانتسخ منهاء وأما أهل الكتاب فقد كان من نعته في كتبهم أنه 
أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ فلو قرأ وكتب وقع لهم الشك"7". 

قال ابن كثير:" أي : لو كنت تحسنها لارتاب بعض الجهلة من الناس فيقول : إنما تعلم 
هذا من كُتب قبله مأثورة عن الأنبياء » مع أنهم قالوا ذلك مع علمهم بأنه أمي لا يحسن الكتابة : 
( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَلِينَ اكْتتَبَهَا فهي تُمَلّى عَلَيْهِ بُكْرَة وَأَصِيلا ) [الفرقان : 5] » قال الله تعالى : 
( كل أنزلَة الَّذِي يَعْلَمْ المبّنّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْض إِنَّهُ كَانَ غَفُورَا رَحِيمَا 4 [الفرقان : 5]"(". 

قال قتادة:" إذن لقالوا: إنما هذا شيء تعلمه مهد ب وكتبه"(". 

عن مجاهد قوله: "(إذا لارتاب المبطلون): قريش"(0). 

وري عبد الل من »حنبة: قال "منا مات رسول الث - 8 





القرآن 


.70171/4ص:)١771١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١( 
.70171/4ص:)١77177(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.70171/4ص:)١7737(متاح (؟) أخرجه ابن ابي‎ 
.5١07 التفسير الميسر:‎ )4( 
577: اتسين الطبري‎ )9( 
.1 الس 45/ م تل‎ 

(0) تفسير ابن كثير: 5/ 785. 

)0 عر ل 6 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(177175١):ص4/‏ 70171. 

): ١)أخرجه‏ البيهقي في السنن الكبرى (7/ ”5)» وابن عساكر في تاريخ دمشق (5؟/ »)3١”‏ والذهبي في 
سير أعلام النبلاء »)١1١ - 145 /١5(‏ جميعهم من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكلء ثنا مجالد بن سعيد» 
حدثني عون بن عبد الله عن أبيه؛ به. 

قال البيهقي: "هذا حديث منقطع» وفي رواته جماعة من الضعفاء والمجهولين". اهف 

وضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (*/ 578)» وفي "الفصول في اختصار سيرة الرسول" /١(‏ 56؟)» 
وحكم عليه بالوضع: الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة .)51١48 /١(‏ 


علض 


(بَل هوّ آيَات بَيَنَا ب اث في صَدُور الّذِينَ أوثوا الْعلْمَ وَمَا يَجْحَدْ بِآيَاتِنَا إل الظَّالمُونَ (2)5:5 


بل الفر ائ: اقلت تياك و اسيكة فى اللالاقة على السق مطل العلجا وما نقرنه اها ودر هالا 
الظالمون المعاندون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه. 

قوله تغالى: بل ُو آيَات بيات في صندذور لذن أوتوا ل [العنكبوت : 551]» أي:" بل 
القرآن آيات بينات واضحة فى الدلالة على الحق يحفظه العلماء"(). 

قال الطبري: المعنى:" بل العلم بأنك ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتاباء ولا تخطه 
بيمينك» آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب"(". 

قال الصابوني:" (بَلَ)4 للإضرابء أي: ليس الأمر كما حسب الظالمون والمبطلون بل 
هو آيات واضحات الإعجازء ساطعات الدلالة على أنها من عند الله محفوظة في صدور 
العلماء"(), 

قال ابن كثير:" القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق » أمرًا ونهيًا وخبرًا » 
يحفظه العلماء » يَسسّره الله عليهم حفظًا وتلاوة وتفسيرًا » كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ يَسّرْنَا القُرْآنَ 
ِلذّكْرٍ فَهَلْ مِنْ مُدَكَرٍ ) [القمر : ]1١‏ » وقال رسول الله ة : اناهن نبي إلا وقد أعطلي ما امن 
على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيّا أوحاه الله إليّ » فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا»7؟) 

وفي حديث عياض .بن حمار» في ضحي مسلم : لازيقول الله تعالى:: إني مبتليك وإمينك 
بك » ومنزل عليك كتابًا لا يغسله الماء » تقرؤه نائما ويقظان206). أي : لو غسل الماء المحلّ 
لكر د لد اح إلى للك مدر » جما يوقي الحنية لخر ».و كال اندر اكاب 
»؛ ما أحرقته النار»( لأنه محفوظ في الصدور » ميسر على الألسنة » مهيمن على القلوب » 
معجز لفظًا ومعنى ؛ ولهذا جاء في الكتب المتقدمة » في صفة هذه الأمة : "أناجيلهم في 
صدورهم»"(". 

عن قتادة» قوله: "إِبَلْ هْوَ آيَاتٌ بَيَنَاتْ)ء قال: النبي 4 آية بينة"(. 

عن قتادة :"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم]» من أهل الكتاب» صدقوا 
بثهد ونعته ونبوته"(). 

قال ابن عباس:" كان الله تعالى أنزل في شأن ممد تنه في التوراة والإنجيل لأهل العلم؛ 
لل ل ل ا 
بيمينه» وهي الآيات البينات"(” 

قال الضحاك"" كان نبى الله لا يكتب ولا يقرأء وكذلك جعل الله نعته فى التوراة 
والإنجيل؛ أنه نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب» وهي الآية البينة في صدور الذين أوتوا العله"(". 


:4:9 التفسير الميسن:‎ )١ 
.57 /٠١ ؟) تفسير الطبري:‎ 

©) صخر الاير ا 

5)رواه البخاري في صحيحه برقم (771754) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 
)ديج مضا برقم (169): 

")رواه أحمد في مسنده )١51/5(‏ من حديث عقبة بن عامر. 

) تفسير ابن كثير: 5/ 785. 

0( 00 ابن ابي حاتم(77375١):ص4/‏ 01/1". 

4) أخرجه الطبري: /٠١‏ 57. 

أخرجةه الظبري: 01/8 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


7” 


قال ابن جريج:" أنزل الله شأن تمد في التوراة والإنجيل لأهل العلم» بل هو آية بينة في 
صدور الذين أوتوا العلم» يقول: النبي 6"("). 

وقال: الحسن: "القرآن آيات بينات ف ضعدون النيك أوكنا العلم» يعني المؤمنين""7” 

قوله تعالى: (ِوَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلا الظَالِمُونَ) [العنكبوت : 1 4]؛ أي: ا 
ويردها إلا الظالمون المعاندون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه"0). 

قال الطبري: يقول:" ما يجحد نبوة ممد ” اذو انلخد تيكو العلخ: لذ طلم عق ن كتب الله 
التي انزلهاا على البرادة بيعكر جد ونبوته ومبعثه الا الظالمون» يعني: الذين ظلموا أنفسهم 
بكفرهم بالله عز وجل"7") 

قال ابن كثير:" أي : ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها إلا الظالمون » أي : المعتدون 
ل ا ل ا د : ( إن الَذِينَ حَقّتْ عَلَيهِمْ كلمة 
رَبَكَ لا يُؤْمِنُونَ. و وَلَوْ جَاءَنْهُمْ كُلُ آيَةٍ حَنََى يَرَوَا الْعَدَاب الأليم 4 [يونس : 295 9117]"(". 
فوائد الآيات:[45 1 
-١‏ مشروعية مجادلة أهل الكتاب من أهل الذّمّة بالتي هي أحسن. 
3 حرمة سؤال أهل الكتاب لقوله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شىء فإنهم 
لن يهدوكم وقد ضلوا إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق والله لو كان موسى حيا بين أظهركم 
ما حل له إلا أن يتبعنى نى"(, 
منع تصديق أهل الكتاب أو تكذييهم إذا أخبروا بشيء ووجوب قول: (آَمَنَا بالَّذِي أنزل إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ 
إلَيَكُمْ وَِلَهْنَا وَِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُمللِمُونَ) . 
3 إخبار القرآن بالغيب قبل وقوعه فيقع كما أخبر فيكون ذلك آية على أنه من وحي الله تعالى. 
4- تقرير صفة الأمية في النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ كما هي في الكتب السابقة. 


: 0 ,  ناآرقلا‎ 

(وَقَالُوا لَؤْلَا أنَزِل عَلَيْهِ آيَاتْ مِنْ رَبَهِ قل إِنَْمَا الآيَات عِنْدَ الله وَإِنْمَا أنَا نَذِير مُبِينُ ))5٠0(‏ 
[العنكبوت : ١‏ 

التفسير: 


زَقل المقركين: هلا أنزل على مهد دلائل وحجج من ربه نشاهدها كناقة صالح» وعصا موسى! 
قل لهم: إن أمر هذه الآيات لله إن شاء أنزلهاء وإن شاء منعهاء وإنما أنا لكم نذير أحذركم شدة 
بأسه وعقابه» مبيّن طريق الحق من الباطل. 

قوله تعالى: [وَقَالُوا لَوْلَا ' أنْزلَ عَلَيْهُ أَيَاتْ مِنْ رَبَهِ [العنكبوت ٍ 66 أي ' وقال 
المشركون: هلا أنزل على كد لأئل ويحع من .ريه نشاهدها كناقة ضمالع) وضضا مو ]001 


.01-61 /7٠١ أخرجه الطبري:‎ )١( 

.57 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )١( 

() أخرجه الطبري: »57/٠١‏ وابن ابي حاتم(ه771١):ص3/ ."017١‏ [مختصرا]. 
(4) التفسير الميسر: ١7‏ 5. 

)سين الطبرزي: 577/71 

(5) تفسير ابن كثير: 5/ /781. 

(9/أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان :7٠١/١(‏ رقم )١75‏ » والديلمى (554/5»: رقم )١555‏ . وأخرجه أيضا: 
أحمد (8/9”"؛ رقم )١57377‏ » وأبو يعلى ,.٠١7/4(‏ رقم .)١١760‏ 

(8) التفسير الميسر: .5١0"”‏ 


3 


577 


قال مقاتل:" قال كفار مكة: هلا أنزل على #مد- #- آيات من ربه إلينا كما كان تجيء 
إلى قومهم 0 

قال الطيوقية 'يقؤل”" بوقالك المشركوق من قزيقن: ثهلا انول علن عد آية مق ويه 
تكون حجة لله عليناء كما جعلت الناقة لصالحء والمائدة آية لعيسىء قل يا مد: إنما الآيات عند 
الله» لا يقدر على الإتيان بها غيره"(". ْ 

قال ابن كثير:" يقول تعالى مخبرًا عن المشركين في تعنتهم وطلبهم آيات - يعنون - 
ترشدهم إلى أن مهدا رسول الله كما جاء صالح بناقته"(". 

قال القرطبي:" هذا قول المشركين لرسول الله © ومعناه هلا أنزل عليه آية كآيات 
الأنبياء. قيل: كما جاء صالح بالناقة» وموسى بالعصاء وعيسى بإحياء الموتى"(6). 

قال السمعاني:" يعني: مثل ما أنزل على عيسى من المائدة» وأعطي صالح من الناقة» 
وموسى من اليد والعصا"0. 

قوله تعالى:(ِقُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ لشَّه1 [العنكبوت : »]5٠‏ أي:" قل لهم: إن أمر هذه الآيات 
لله» إن شاء أنزلهاء وإن شاء منعها"7). 

قال الطبري : " وإنما أنا نذير لكم؛ أنذركم بأس الله وعقابه على كفركم برسوله. وما 
جاءكم نه من عند ر بكم (مبين) يقول: قد أبان لكم إنذاره"7". 

قال ابن كثير:" قال الله تعالى : ( قن ) يا مد : ( إِنَمَا الآيَاث عِنْدَ الله 4 أي : إنما أمر 
ذلك إلى الله » فإنه لو علم أنكم تهتدون لأجابكم إلى سؤالكم ؛ لأن ذلك سهل عليه » يسير لديه » 
ولكنه يعلم منكم أنما قصدكم التعنت والامتحان » فلا يجيبكم إلى ذلك » كما قال تعالى : ( وَمَا 
مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بالآيّاتِ إلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآنَيْنَا قَمُودَ النّاقَةَ مُنْصِرَةً فَظَلَمُوا بها 4 [الإسراء 
م" 

قوله تعالى:[وَإِنَّمَا أنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [العنكبوت : »]5٠‏ أي:" وإنما أنا لكم نذير أحذركم شدة 
بأسه وعقابه» مبيّن طريق الحق من الباطل"0". 

قال ابن كثير:" أي : إنما بعثت نذيرًا لكم بَيْنَ النذارة فَعليَ أن أبلغكم رسالة الله و ( مَنْ 
فيد اند قور الشيلد ومن لملال كان تجد له وكا مزق ١‏ [الكهب : ]١١/‏ » وقال تعالى : ( لين 
عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) [البقرة : ؟/0("]517). 

قال السمعاني:" اعلم أن الله تعالى قد أعطى رسوله مدا المعجزات الكثيرة» ولكنه لم 
يعطه على ما اقترحواء وقد كانوا يطلبون أن تكون الآيات على وفق إقتراحاتهم"7""). 


)١‏ تفسير مقاتل بن سليمان: ؟7/817/7؟. 
) تفسير الطبري: /٠١‏ 07. 

) تفسير ابن كثير: 5/ /7/81. 

) تفسير القرطبي: /١7‏ 606”. 

5) تفسير السمعاني: 4/ .١85‏ 

5) التفهين الموسر 2+8 

) تفسير الطبري: ١؟/‏ 07. 

) تفسير ابن كثير: 5/ 7/817. 

4) التفسير الميسر: 407. 

.7817/ /56 تفسير ابن كثير:‎ )٠ 


ادن 


قال ابن الجوزي:" قوله تعالى: [ِوَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ م مُبِينٌ) [العنكبوت: 5٠‏ زعم بعضهم أنه 
ارو المرف وها و كر في قد باجو اعمل: فأما هاهنا فلاء لأن هذه الآية 

ثبتت أنه نذيرء ويؤيد إحكامها أنها خبر"("). 

قال ابن عباس"" أتا رسول الله 4# (الصفا) فصعد عليه ثم ناذا أيا صباحاء فاجتمع الناس 
إليه يبن رجل يجيء إليه بين رجل يبعث رسوله؛ فقال رسول الله #5: يا بني عبد المطلب يا بني 
فهرء يا بنيء» يا بني» أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم 
صدقتمونيء قالوا: نعم. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"(". 


القرآن 00 00 1 
(أَوَلَمْ يَكفِهم أَنَا أَنْرَلنَا عَلَيْكَ الكتا يُتْلى عَلَيْهِمْ إنّ في ذَلِكَ لَرَحْمَةَ وَذِكْرَى لِقَوْم يُوْمِنُونَ (51)) 
[العنكبوت : ١م]‏ 
التفسير: 
أن ل مكف تفزلا المشركين في علمهم بصدقك -أيها الرسول- أنَا أنزلنا عليك القرآن يتلى 
عليهم؟ إن في هذا القرآن أرحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة» وذكرى يتذكرون بما فيه من عبرة 
وعظة. 
سبب النزول: 

عن يحيى بن جعدة:" أن ناسا من المسلمين أتوا نبي الله ب بكتبء قد كتبوا فيها بعض 
ما يقول اليهودء فلما أن نظر فيها ألقاهاء ثم قال: «كفى بها حماقة قوم -أو ضلالة قوم- أن 
يرغبوا عما جاءهم به نبيهم؛ إلى ما جاء به غير نبيهم؛ إلى قوم غيرهم»؛ فنزلت: (أولم يكفهم 
أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون"7") 

قوله تعالى: [أْوَلَمْ يَكْفِهِمْ أنا أَنْرَلنَا عَلَيْكَ الْكتَاب يُْلَى عَلَيْهْ) [العنكبوت : .]5١‏ أي:" أو 
لم يكف هؤلاء المشركين في علمهم بصدقك -أيها الرسول- أنَا أنزلنا عليك القرآن يتلى 

60 

قال الطبري: يقول:" أولم يكف هؤلاء المشركين يا مدء القائلين: لولا أنزل على خمد 

آية من ربهء من الآيات والحجج (أنا أنزلنا عليك) هذا (الكتاب يتلى عليهم) يقول: يقرأ 
00 

قال القرطبي:" هذا جواب لقولهم: (لولا أنزل عليه آيات من ربه). أي: أو لم يكف 
امسر كواين الو - الكتاب المعجز الذي قد تحديتهم بأن يأتوا بمثله, أو بسورة منه 
ل 0 

قال ابن كثير:" قال تعالى مبينا كثرة جهلهم » وسخافة عقلهم » حيث طلبوا آيات تدلهم 
على صدق د فيما جاءهم به - وقد جاءهم بالكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه » 
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد » الذي هو أعظم من كل معجزة » إذ عجزت الفصحاء 
والبلغاء عن معارضته » بل عن معارضة عشر سور من مثله » بل عن معارضة سورة منه - 


فقال تعالى : ( أُوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَا أَنزلْتَا عَلَيْكَ الكتّاب يُتلَى عَلَيْهمْ 4 أي : أولم يكفهم آية أنا أنزلنا 


.١8١ نواسخ القرآن:‎ )١ 
.70177 /9صن:)١17179(متاح أخرجه ابن ابي‎ )" 
.57 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )" 
.١8١ نواسخ القرآن:‎ )4 
.57 /٠١ تفسير الطبري:‎ ) 

) تفسير القرطبي: /١7‏ 06”. 


6 


) 
) 
) 
) 
) 
1) 


505 


عليك هذا الكتاب العظيم » الذي فيه خبر ما قبلهم » ونبأ ما بعدهم » وحكم ما د : بينهم » وأنت رجل 
امي لا تقرأ ولا تكتب + ولم تخالط أحدا من أهل الكتاب » فجئتهم بأخبار ما في الصحف الأولى 
» ببيان الصواب مما اختلفوا فيه » وبالحق الواضح البين الجلي » كما قال تعالى. : ( أَوَلَمْ يَكْنْ 
لَهُمْ آيَهَ أنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيكَ ) [الشعراء : 117] » وقال تعالى : ( وَقَالُوا للا يَأَتِينَا بِآيَةٍ 
مِنْ رَبَهِ أوََمْ تأتِهم بَينَهُ ما في الصّحُف الأولى ) [طه اله 

قال السمعاني:" قوله تعالى: (أو لم يكفهم) الكفاية: بلوغ غاية تنافي الحاجة. وقوله: (إنا 
أنزلنا عليك الكتاب) أي: القرآن. وقوله: (يتلى عليهم) أي: يقرأ عليهم"7". 

عن أبي هريرة » رضي الله عنه » قال : قال رسول الله عله : "ما من الأنبياء من نبي إلا 
قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر » وإنما كان الذي أوتيته وحيّا أوحاه الله إلي » 
فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة"(", 

قوله تعالى:(إنَّ في ذَلِكَ لَرَحْمَةَ وَذِكْرَى لِقَوْمِ يُوْمِنُونَ) [العنكبوت : »]5١‏ أي:" إن في 
هذا القرآن أرحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة» وذكرى يتذكرون بما فيه من عبرة وعظة"7). 

قال الطبري: "يقول: إن في هذا الكتاب الذي أنزلنا عليهم لرحمة للمؤمنين به وذكرى 
يتذكرون بما فيه من عبرة وعظة"20). 

قال القرطبي:" أي: في القرآن (لرحمة) في الدنيا والآخرة. وقيل: رحمة في الدنيا 
باستنقاذهم من الضلالة. (وذكرى ] في الدنيا بإرشادهم به إلى الحق (لقوم يؤمنون]"07) 

قال السمعاني:" أي: لنعمة لمن آمن به» وموعظة وتذكيراء ووجه الإعجاز في القرآن 
هو من حيث النظم والمعنى والإخبار عن الغيوب وغيره"7". 

قال ابن كثير:" أي : إن في هذا القرآن : ( لَرَحْمَةَ 4 أي : بيانًا للحق » وإزاحة للباطل و 
( ذِكْرَى 4 بما فيه حلول النقمات ونزول العقاب بالمكذبين والعاصين ؛ ( لَرَحْمَةَ وَذِكْرَى لِقّوْمِ 
يؤمنُونَ )"00 

عن عبد الله بن أبى مليكة:" أن ابن عامر أهدى إلى عائشة فظنت أنه عبد الله بن عمروء. 
فقالت: لا حاجة لي بهدية من تبع الكتب» وقالت: (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى 
عليهه)"00. 
القرآن 
(فُلْ كفى بالله بَيْنِي وَيَيْنَكُمْ شهيدَا يَعلَمْ مَا في السسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بالْبَاطِلٍ وَكَقَرُوا 


باللّه أولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (؟5)) [العنكبوت : 7" 5] 
التفسير: 


.7588-141/ /5 تفسير ابن كثير:‎ )١( 
4 تقسير السمعاني:‎ )6( 

(؟)المسند (”/541؟) وصحيح البخاري برقم )531/8١(‏ وصحيح مسلم برقم .)١1557(‏ 
(4) نواسخ القرآن: .١8١‏ 

(6) تفسير الطبري: /٠١‏ 517. 

(1) تفسير القرطبي: /١7‏ 06”. 

(0) تفسير السمعاني: 4/ 1.1481[ بتصرف] 

(8) تفسير ابن طثير: 5/ 584. 

)3( لذريه ابن ابي حاتم( )١177/1١‏ نص ٠/7/1‏ 0 


قل 


قل: كفى بالله بيني وبينكم شاهدًا على صدقي أني رسوله؛ وعلى تكذيبكم لي وردكم الحق الذي 
ماع رد الك كرام سدم باق كح واج لد والح يني 

قوله تعالى: قل كفى بلله بَْنِي وَبَيْكُمْ هيدا [العنكبوت : 57]» أي:" قل: كفى ريات 
ويك شاعنا على عبني الي زرا وعلى تكتريكم في وردكم إلحق الذي جك وه ين عد 
أ" 1 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره لنبيه مد بَيه: قل يا مدء للقائلين لك: لولا أنزل عليك آية 
من ربكء الجاحدين بآياتنا من قومك: كفى الله يا هؤلاء بيني وبينكم» شاهدا لي وعلي؛ لأنه يعلم 
المحق منا من المبطل"(). 

قال القرطبي:" أي: قل للمكذبين لك كفى بالله شهيدا يشهد لي بالصدق فيما أدعيه من 
أني ر سوله. وأن هذا ذا :القر آن 5 . 
إخباري عنه » بأنه أرسلني » فلو كنت كلذبا عليه لانققم مني » كما قال تعالي ١”‏ ولو عل ينا 
بَعْضَ الأقَاويل. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين. ثم لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. قَمَا مِنَْكُمْ مِنْ أحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) 
[الحاقة 2 /] » وإنما أنا صادق عليه فيما أخبرتكم به » ولهذا أيدني بالمعجزات 
الواضحات ؛ والدلائل القاطعات"(*) 

قال القشيري:" أنا على حق والله- سبحانه- يعلمه, وأنتم لستم على حق والله يعلمه"07) 

قال قتادة:" قد كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه" 0 

قوله تعالى: (ِيَعْلَمُ مَا في المنَّمَاوَاتِ وَالأزْض) [العنكبوت : 8 أي يعلم ما في 
السموات والأرضء فلا يخفى عليه شيء فيهما"(". 

قال الطبري: " ويعلم ما في السموات وما في الأرضء لا يخفى عليه شيء فيهماء وهو 
المجازي كل فريق منا بما هو أهله؛ المحق على ثباته على الحق؛ والمبطل على باطله بما هو 
أهله"07. 
هرق قروا به زموه أن را بشملت 3 

قال ابن كثير :" لا تخفى عليه خافية "( 0 

قال ابن عباس:" خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام» فقال للقلم قبل أن يخلق 
الخلق وهو على العرش تبارك وتعالى اكتبء فقال القلم: وما أكتب قال: علمي في خلقي إلى يوم 


.١8١ نواسخ القرآن:‎ )١ 

؟) تفسير الطبري: /٠٠١‏ "1ه-: ه. 
تفسير القرطبي: /١7‏ 06”. 

تفسير ابن طثير: 5/ 784. 


( 
3 
ل 
ةة 
©) لطائف الإشارات: #/ .1١١‏ 
( 
( 
3 
3 


َ 


*) اخرجه ابن ابي حاتم(77857١):نص701759/4.‏ 
") نواسخ القرآن: .١8١‏ 

تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 

4) تفسير القرطبي: /١1‏ 705-1626؟, 

.758/8 /5 تفسير ابن طثير:‎ )٠ 


4 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5١ 


0 القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة؛ فذلك قوله تبارك وتعالى للنبي 
#: (يعلم ما في السماوات والأرض)" ار 

قوله تعالى:إوَالّذِينَ آمنُوا بلبَاطِلٍ وَكقَرُوا بالله أُولنِكَ هُمْ الْحَايِرُونَ) [العنكبوت : 57]» 
أي:" والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله -مع هذه الدلائل الواضحة- أولئك هم الخاسرون في 
الدنيا والآخرة"(". 

قال الطبري:" يقول: صدقوا بالشركء فأقروا به وجحدوا الله (أولئك4 هم المغبونون في 

0 

قال القرطبي: أي:" أنفسهم وأعمالهم في الآخرة"7). 

قل اين كدر "١‏ اموا كوم محاذهم مهدر جود كل يها مانا تسيا كيم مل ها اصف اه 
من تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل ٠‏ كذبوا برسل الله مع قيام الأدلة على صدقهم ٠»‏ وآمنوا 
بالطواغيت والآوتان بلا دليل + سسيجازيهم على ذلك + إله حكيم عليم 07. 

عن قتادة :"(والذين آمنوا بالباطل): الشرك"(". 

عن سعيد بن جبيرء قوله:"إبالله)» يعني: بتوحيد الله"7"). 

عن مقاتل بن حيان: "[أولئك هم الخاسرون]» في الآخرة هم في النار"(*) 
فوائد الايات:[ ١‏ 57-5]: 
١‏ - تقرير النبوة الثهدية بالأدلة القاطعة التي لا ترد وهي أربع كما ذكر آنفا. 
3 بيان أكبر معجزة لإثبات النبوة لرسول الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلْمَ وهي نزول القرآن الكريم 
عليه وفي ذلك قال عليه الصلاة والسلام:" ما من الأنبياء من نبى إلا وقد أعطى من الآيات ما 
مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم 
القيامة"(1), 
"- القرآن الكريم رحمة وذكرى أي عبرة للمؤمنين به وبمن نزل عليه. 
4- تقرير خسران المشركين في الدارين لاستبدالهم الباطل بالحق والعياذ بالله تعالى. 


القرآن 

(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ ِالْعَذَاب وَلَوْلَا أَجَلْ مُسَمَّى لَجَاءَهُمْ الْعَدَابُ وَلَيَأتيَنَهُمْ بَغْتَةَ وَهْمْ لا يَسْعْرُونَ 
(؟121)05 [العنكبوت : *0] 

التفسير: 

ويستعحلك” ايها الدسوله هلاه المشركوة: مخ قوفك :بالعذات :امكهزاءه .ولو لا أن الله جعل 
لعذابهم في الدنيا وقتا لا يتقدم ولا يتأخرء لجاءهم العذاب حين طلبوه» وليأتينهم فجأة. وهم لا 
يشعرون به ولا يُحسُون. 


."0175/9 اخرجه ابن ابي حاتم(77/87١) :نص‎ )١( 

.١8١ نواسخ القرآن:‎ )١( 

() تفسير الطبري: /٠١‏ 54.[بتصرف بسيط] 

(4) تفسير القرطبي: 7/١7‏ 55”. 

(6) تفسير ابن طثير: 5/ 588. 

(5) أخرجه الطبري: /٠١‏ 54. 

() أخرجه ابن أبي حاتم(1785١):نص4/‏ 70377 

(8) أخرجه ابن أبي حاتم(171410١):نص4/‏ 70375 

(9)أخرجه أحمد (؟/1١5",‏ رقم 5577) ٠»‏ والبخارى »١6505/54(‏ رقم 5115) ٠»‏ ومسلم 2175/١(‏ رقم 
.)٠6١‏ 


57 


قال مقاتل: " نزلت في النضر بن الحارث حيث قال: ( ... فَأَمطِرْ عَلَيْنَاا في الدنيا 
(حِجارَةً مِنَ السّماءٍ أو انْتِنا بعذاب أليم]), يقول ذلك استهزاء وتكذيبا فنزلت فيه (ِوَيَسْتَعْجِلُونَكَ 
بِالْعَدَاب/"2(7) 

0 تعالى:[ِوَيَسْتَعْجِلُونَكَ ِالْعَدَاب) [العنكبوت : 57]» أي:" ويستعجلك -أيها الرسول- 
هؤلاء المشركون من قومك بالعذاب استهزاء"(", 

قال مقاتل: أي:"استهزاء وتكذيبا به"0). 

قال القرطبي:" لما أنذرهم بالعذاب قالوا لفرط الإنكار: عجل لنا هذا العذاب"20. 

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: ويستعجلك يا مد هؤلاء القائلون من قومك: لولا أنزل 
عليه آية من ربه بالعذاب ويقولون: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة 
ص السماء]"0"). 

عن قتادة» قوله: "(ويستعجلونك بالعذاب)» قال: قال ناس من جهلة هذه الأمة (اللهم إن 
كان هذا لهو الحق من دك لطر علينا حمار من السماء أو ائتنا بعذاب 30 الي" 0 
0 وقتًا لا يتقدم ولا يتأخر تجاه لل 

قال الطبري: يقول:" ولولا أجل سميته لهم فلا أهلكهم حتى يستوفوه ويبلغوه» لجاءهم 
العذاب عاجلا"20, 

قال ابن كثير: " أي : لولا ما حَتَّمْ الله من تأخير العذاب إلى يوم القيامة لجاءهم العذاب 
قريبا سريعا كما استعجلوه"7'). 

عن سعيد بن جبيرء قوله: "أجل مسمى)» قال: يوم القيامة"77'). وروي عن عطية 
والضحاك وعكرمة والسدي وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك0"". 

عن قتادة» قوله: "(أجل مسمي)»؛ يقول: أجل حياتك إلى يوم تموت وأجل موتك إلى يوم 
تبعث» فأنت بين أجلين من الله 0 وجل"7''". 

قوله تعالى اوتنه بَعْتَهَ وَهُمْ لا يَشْعْرُونَ) [العنكبوت : ”57]» أي:" وليأتينهم فجأة. 
وهم لا يشعرون به ولا يُحسسُون"(0". 


)١(‏ [سورة الأنفال: 7"] وتمامها: (وَإذ قالوا اللّهُمَ إن كان هَذَا هُوَ الْحق من عندك فَأَمْطِر عَلَيْنا حجارة مِنَ 
السّماء أو اننا بعذاب أليم). 

(؟) تفسير مقاتل ف ااا 

6) التفسين الميسض 4 2:0. 
:) تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/ 7817. 
) تفسير القرطبي: /١‏ 887. 

؟) تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 
) أ 
( 
( 


) 

) 

) 

) 

) 

(8) التفسير الميسر: ٠7‏ 4. 
(1) تفسير الطبري: /٠١‏ 54. 
)٠١(‏ تفسير ابن كثير: 56/ 785. 

.".174/4ص:)١1745(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١1١( 
انظر: تفسير ابن ابي حاتم: 1075/9. بدون سند.‎ )١١( 
.5.14/4ص:)١179 أخرجه ابن ابي حاتم(:‎ )١5( 


7 


قال مقاتل:" يعني: فجأة » (وهم) لا يعلمون به حتى ينزل بهم العذاب"7") 
قال الطبري: "يقول: وليأتينهم العذاب فجأة» وهم لا يشعرون بوقت مجيئه قبل 
مجيئه"7". 
0٠‏ عن مجاهدء قوله: "(بغتة)» فجأة"0). 
عن مجاه "و لداتينهم ينه وهم لا وليقررون 1 قال زو 


القرآن 
(يَسسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعدّاب وَإِنَّ جَهَنَمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافرينَ (4)04 [العنكبوت : ]| 
التفسير: 
يستعجلونك بالعذاب في الدنياء وهو أتيهم لا محالة إمَّا في الدنيا وإما في الآخرة» وإن عذاب 
جهنم في الآخرة لمحيط بهم لا مفرٌ لهم منه. 

قوله تعالى إِيَسْتَعْجِلُونَكَ ِالْعَدَاب) [العنكبوت 7 25]» أي يستعجلونك بالعذاب في 
الدنياء وهو آتيهم لا محالة إِمّا في الدنيا وإما في الآخر لاه 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: يستعجلك يا مد هؤلاء المشركون بمجيء العذاب 
ونزوله بهم"(". 

قوله تعالى :ل(وَإِنَّ جَهَنَمَ نّم لَمْحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) [العنكبوت ِ 64 أي:" وإن عذاب جهنم في 
الآخرة لمحيط بهم, لا مفرّ لهم منه"(. ْ 

قال الطبري: " والنار بهم محيطة:» لم يبق إلا أن يدخلوها. وقيل: إن ذلك هو البحر"7") 

قال ابن كثير: أي: "وهو واقع بهم لا محالة "('". ْ 

عن سماكء قال: "سمعت عكرمة يقول فى هذه الاية :(وإن جهنم لمحيطة بالكافرين!» 
قال* البحر"(1"), 2 

قال ابن عباس:" وجهنم: هو هذا البحر الأخضرء تنتشر الكواكب فيه ويكون الشمس فيه 
والقمر» ثم يستوقد فيكون هو جهنم"7"). 

عن صفوان بن يعلى » عن أيه أن النبي 4ل قال : «البحر هو جهنم». قالوا : ليعلى » 
فقال : ألا ترون أن الله يقول : ل( نَارَا أحَاطّ بهم سُرَادِقَُا 4 [الكهيف : 4؟] » قال : لا والذي نفس 





.5 ١07 التفسير الميسر:‎ )١ 

؟) تفسير مقاتل بن سليمان: "/ 7".[بترتيب بسيط في العبارات] 
*) تفسير الطبري: /٠١‏ 54. 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(1751١):ص707/5/4.‏ 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(1797١):ص7017/5/4.‏ 
؟) التفسير الميسر: ١07‏ 5. 

") تفسير الطبري: /٠١‏ 5©. 

0( لد الميسر: ٠١7”‏ 5. 

4) تفسير الطبري: /٠١‏ 54. 

نه تفسير ابن كثير: 5/ 789. 

اشاح ره ١ه‏ 

5 ) أخرجه ابن أبي حاتم( 1755١):ص051//4".‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


57 


يعلى بيده لا أدخلها أبدا حتى أعرض على الله » ولا يصيبني منها قطرة حتى أعرض على الله 
عز وجل"(0". 
قال ابن كثير: " هذا تفسير غريب ٠‏ وحديث غريب جدا » والله أعله"(") 


القرآن 

(يَوْمَ يَغْشَاهُمُْ الْعَدَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تخت أَرَجُلِهِمْ وَيَقُولَ ذُوقُوا مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ (55)) 
[العنكبوت : 55] 

التفسير: 


يوم القيامة يغشى الكافرين عذاب جهنم من فوق رؤوسهم» ومن تحت أقدامهمء فالنار تغشاهم من 
ا جهاتهم» ويقول الدالهم بجينتة: ذوقوا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا: من الإشراك بالله» 

قوله تعالى:(يَمَ يَغْثَاهُمْ الْعَدَابُ مِنْ فَوقِهِمْ وَمِنْ تخت أَرْجُلِهم) [العنكبوت : 55]» أي:" 
يوم القيامة يغشى الكافرين عذاب جهنم من فوق رؤوسهم» ومن تحت أقدامهمء فالنار تغشاهم من 
سائر جهاتهم "ا 

قال الطري: يقول:" يوم يغشى الكافرين العذاب» من فوقهم في جهنم» ومن تحت 
أرجلهه"0). 

كل ان كار تلان وحقافه مو سات جواتية برها ابلك في العذاب لحني "٠‏ 

عن قتادة :"(يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم)» أي: في النار"( 

وعن في 0 قوله: "إيوم يغشاهم العذاب من فوقهم!. قال* الرجم. ومن فكت 
أرجلهم)» قال: الخسف(". 

قوله تعالى: وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُم تَعْمَلُونَ) [العنكبوت : 55] أي: " ويقول الله لهم حينئذ: 
ذوقوا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا: من الإشراك باللهء وارتكاب الجرائم والآثام"". ... 

قال الطبري: " ويقول الله لهم: انرا ما حتتفاو في الدنا مل مواقي الله وما 
يسخطه فيها"0), 

قال ابن اكثر :" قيديد وتفرع وتوم © وهد | عدات معنو على النفويل + كقولة 1( دوم 
يُسمْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقوا مسن سَقَر. إِنَا كُلَّ شَْيْءٍ خَلَفنَاهُ بِقدَرٍ ) [القمر : م 1 
؛ وقال ( يَوْمَ يُدَعُونَ إلى تار جَهَنُمَ دَعًا. هَذِهِ النَارُ الَتِي كُنْنَمْ يها تَكَدْبُونَ . أفسِخرٌ هَذَا أم أَنْتُم لا 
تنصزون. . الها فاصيرُوا أ لا تصيرُوا سنواء عَليْكُمْ نما تَخرَؤنَ ما كلتم تَعلُونَ ) [الطور : 

0" 0 
3 الآيات:[55-557]: 


١)المسند )١7/5(‏ وقال الهيثمي في المجمع )"87/٠١(‏ "رجاله ثقات". 
") تفسير ابن كثير: 5/ 784. 
( ا الميسر: "07 5. 
:) تفسير الطبري: ١٠/5ه.‏ 
©) تفسير ابن كثير: 5/ 789. 
1( 0 الطبري: ١٠٠/ده.‏ 

") اخرجه ابن ابي حاتم( )١115‏ نص ١15/4‏ 7. 
8) التفسير الميسر: ٠07‏ 5. 

) تفسير الطبري: .55/٠١‏ 

. 3 تفسير ابن كثير: 5/ 785. 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


تارف 


-١‏ مشروعية التعجب إذا وجدت أسبابه الحاملة عليه. 

؟- بيان مدى حمق وجهل وسفه الكافرين والمشركين بخاصة. 

"- بيان أن تأخير العذاب لم تكن عن عجز وإنما هو لنظام دقيق إذ كل له أجل محدد لا يتقدم 
ولا يتأخر. 


القرآن 
(ياعِبادِي الّذِينَ آمَنُوا إن أزضي وَاسِعَةٌ فَإِيَايَ فَاعْبْدُونِ (1)55 [العنكبوت : 55] 
التفسير: 
يا دق الذين آمنوا إن كنتم في ضيق من إظهار الإيمان وعبادة الله وحده. فهاجروا إلى أرض 
الله الواسعة» وأخلصوا العبادة لي وحدي. 

قوله تعالى: [ِيَاعِبَادِي الّذِينَ آمَنُوا إنّ أزْضي وَاسِعَةٌ) [العنكبوت : 55]» أي:" يا عبادي 
الذين آمنوا إن كنتم في ضيق من إظهار الإيمان وعبادة الله وحده؛ فهاجروا إلى أرض الله 
الواسعة"(), 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره للعؤمين يه .من عبادو بعادي الذين وحدوني» 
وآمنوا بي 00 ند ب (إن أرضي واسعة)"7". 

قال ابن كثير:" هذا أمر من الله لعافم النو تيز بالييكر» فق للك الذي ل مشخرويق افنة 
على إقامة الدين » إلى أرض الله الواسعة » حيث يمكن إقامة الدين » بأن يوحدوا الله ويعبدوه كما 
أمرهم ؛ ولهذا قال : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أزضي وَاسِعَةٌ فَإيَاي فَاغْبدُونِ ). 

عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام قال : "قال رسول الله يك : "البلاد بلاد الله » 

والعباد عباد الله » فحيثما أصبت خيرًا فأق"0 ' 

ولهذا لما ضاق على المستضعفين بمكة مقامهم بها » خرجوا مهاجرين إلى أرض 
الحبشة » ليأمنوا » على دينهم هناك ٠‏ فوجدوا هناك خير المنزلين » أصحمة النجاشي ملك 
ل ا الو يي يي ل 

وأصحابه الباقون إلى المدينة النبوية يثرب المطهرة" 4 
وفي قوله تعالى: (ِيَاحِبَادِيَ الرين عدوا إن أَرْضي وَاسِعَةٌ) [العنكبوت : 55]» وجوه من 


إخداق ٠‏ 8 بكاضير] أغل” التعاضين الخرو جهن ركني كاله زد كد كل وار 
قال سعيد بن جبير:" إذا عمل فيها بالمعاصيء فاخرج منها"7". 
وقال سعيد بن جبير:" هو الرجل يكون بين ظهراني قوم يعملون بالمعاصي"7") 
قال عطاء:" إذا أمرتم بالمعاصي فاهربواء فإن أرضي واسعة"0), 
وقال ابن زيد:" يريد بهذا من كان بمكة من المؤمنين"7"). 


.5 ١01 التفسير الميسر:‎ )١( 

.50/٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 
'فيه جماعة لم أعرفهم'.‎ )١7/5( وقال الهيثمي في المجمع‎ )173/١( (©)المسند‎ 
.51١ 1/5 تفسير ابن كثير:‎ )4( 

(5) انظر #اتفسين الطيري: لمهت هد 
(1) انظر: تفسير الطبري: /٠١‏ 5ه 
)2( أخرجه الطبري: /٠١‏ 50. 

)0( أخرجه عبدالرزاق في التفسير(577١١):نص"/١١1.‏ 
(9) أخرجه الطبري: 0/٠١‏ 55. 


7 


0 " 


قال السدي:" يعني: أرض المدينة 

قال الفراء:" يعني: المدينة» أي: فلا تجاوروا أهل الكفر"(” 

قال سهل بن عبدالله: " يعني إذا اه 
أرض المطيعين. وقد قال النبي بَيه: «الفار بدينه عند فساد الأمة له أجر سبعين شهيدا في سبيل 
الله عز وجل» » والله سبحانه وتعالى أعله"9©). 
الثاني : اطلبوا أولياء الله إذا ظهروا بالخروج إليهم » قاله أبو العالية(”) 
الثالث : فهاجروا وجاهدوا أعداء الله بالقتال لهم » قاله مجاهد("". 
الرابع : إن رحمتي واسعة لكم » قاله مطرف بن عبد الله(". 
الخامس : إن رزقي واسع لكم » وهو مروي عن مطرف أيضاا". 

قال الطبري:" معنى ذلك: إن أرضي واسعة:؛ فاهربوا ممن منعكم من العمل بطاعتي؛ 
لدلالة قوله: (فإياي فاعبدون) على ذلك؛ وأن ذلك هو أظهر معنييه» وذلك أن الأرض إذا وصفها 
بسعة» فالغالب من وصفه إياها بذلك لا تضيق جميعها على من ضاق عليه منها موضع. لا أنه 
وصفها بكثرة الخير والخصب"0". 

قال الزجاج:" قيل: إنهم أمروا بالهجرة من الموضع الذي لا تمكنهم فيه عبادة الله - عز 
وجل - وأداء فرائضه؛ وأصل هذا فيمن كان يمكنه ممن آمن وكان لا يمكنه إظهار إيمانه 
وكذلك يجب على كل من كان في بلد يعمل فيه بالمعاصي ولا يمكنه بغير ذلك أن يهاجر وينتقل 
إلى حيث يتهيأ له أن يعبد الله حق عبادته"(:). ْ 

قوله تعالى:(فَإِيّاي فَاغْبُدُونِ) [العنكبوت : 55]» أي:" وأخلصوا العبادة لي وحدي"77'"). 

قال الطبري:" يقول: فأخلصوا لي عبادتكم وطاعتكم؛ ولا تطيعوا في معصيتي أحدا من 
خلقى"077. 
قال بلال بن سعد:" يرهبهم"7 ). 56 
وقال مقاتل:" يعني: فوحدوني بالمدينة علانية” .١‏ 


القران 
(كُلَ نفس ذَائقَةٌ الْمَوْتِ 2 م إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (1)50 [العنكبوت : 517] 


0) 

.1/ 1 نقلا عن تفسير يحيى بن سلام‎ )١( 

(") معاني القرآن: ؟/ ."١8‏ 

) ) تفسير التستري: ١11‏ 

)5( انظر: تفسير ابن ابي حاتم )١1155(‏ نص 70177/4. 

)0 انظر: تفسير الطبري: ْ6/ 1ه و تفسير ابن ابي حاتم(١75١):نص7175/91.‏ 
)0( انظر: تفسير الطبري: ْ6/ كه 
(9) تفسير الطبري: ْ6/ كم 

.١77 /5 معاني القرآن:‎ )٠١( 
.5٠١7 التفسير الميسر:‎ ) ) 

(١ )‏ .تفسير الطبري: /١‏ لاه 

(؟١)‏ أخرجه ابن ابي حاتم( ١175١):ص4:/‏ 30177. 
)١5(‏ تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/ /8”. 


7 


التفسير: 
كل نفس حية ذائقة الموتء ثم إلينا ترجعون للحساب والجزاء. 

قوله تعالى:(كُلُ نَفْسٍ ذَائِقَهَ الْمَوْتِ) [العنكبوت : 57]: أي:" كل نفس حية ذائقة 
الموت"(0. 1 

قال الطبري: يقول: "كل نفس حية ذائقة الموت"(') 

قال البيضاوي: أي:" تناله لا محالة"(". 

قال ابن كثير:" أي : أينما كنتم يدرككم الموت » فكونوا في طاعة الله وحيث أمركم الله » 
فهو خير لكم » فإن الموت لا بد منه » ولا محيد عنه"7). 

قال القرطبي:" ذكره ها هن7) تحقيرا لأمر الدنيا ومخاوفها. كأن بعض المؤمنين نظر 
في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه من مكة أنه يموت أو يجوع أو نحو هذاء فحقر الله شأن 
الدنيا أ أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إليناء فالبدار إلى طاعة الله والهجرة إليه وإلى ما 
ٍ كذ "00 

عن جعفر بن تمد بن علي بن أخسفء عن أبيه :"أن علي بن أبي طالب رضي الله» عنه 
قال لما توفى النبي 5 © وجاءت التعزية فجاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام 
عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته» كل نفس ذائقة الموت». إن في الله عزاء من كل مصيبة: 
وخلفا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب» والسلام. عليكم 
ورحمة الله. قال جعفر بن تمد أخبرني أبي أن علي بن أبي طالب قال: تدرون من هذا؟ هذا 
الخد ليله برك 

قوله تعالى:(ِثُمَّ إِلَيِنَا تُرْجَعُونَ) [العنكبوت : 57]» أي:" » ثم إلينا ترجعون للحساب 
والجزاء"(0, 

قال الطبري: يقول: " ثم إلينا بعد الموت تردون"7". , 

قال البيضاوي: أي: "للجزاءء ومن هذا عاقبته ينبغي أن يجتهد في الاستعداد له"( ). 

قال ابن كثير:" ثم إلى الله المرجع والمآب. فَمَنْ كان مطيعا له جازاه أفضل الجزاء 2 
ووافاه أتمّ الثواب لا 

وقرأ أبو بكر:«يرجعون»» بالياء!؟) 


القران 


)١‏ .تفسير 

؟) .تفسير 

ار 1/4 . 
4) تفسير ابن كثير: سد 
0( أ :لكل نس دَق المونت)". 
5) تفسير القرطبي: /١7‏ 6/8". 

") أخرجه ابن ابي حاتم(02٠75١):نص1/‏ 1/5 9-/1/10 3 
6 التفسير الميسر: .5١0*‏ 

) .تفسير الطبري: /٠١‏ /اه 

ا ف 158/5. 

.597-591١ /5 ته تفسير ابن كثير:‎ )١١ 

أنظر : تفسير البيضاوي: .١1318/54‏ 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


ارون 


(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالحَاتِ لَنْبَوْتَنَهُمْ مِنَ الْجَنَة غْرَفًا تَخْرِي مِنْ تختها الْأَنهَارُ خَالِدِينَ 
فيهًا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (/1)5 [العنكبوت : /5] 
التفسير: 
والذين صدّقوا بالله ورسوله وعملوا ما أمروا به من الصالحات لننزلتّهم من الجنة غرقًا عالية 
تجري من تحتها الأنهار» ماكثين فيها أبدَاء نِعْمَ جزاء العاملين بطاعة الله هذه الغرف في جنات 
الذ 
3 قوله تعالى: إوَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتٍ لَنْبَوْنَتَهُمْ مِنَ الْجَنّةِ عْرَقَاا [العنكبوت : 
68 أي" والذثين صدقوا بالله ورسوله وغملوا مآ أمروا به من الصالحات لتنزلتهم من الجنة 
غرفًا عالية"7". 

قال الطبري: يقول: إوَالَّذِينَ" صدقوا الله ورسوله فيما جاء به من عند الله» وعملوا بما 
أمرهم الله فأطاعوه فيه وانتهوا عما نهاهم عنه لننزلنهم من الجنة علالي"7". 

قال ابن كثير:" أي : لنسكننهم منازل عاليةً في الجنة"0". 

عن أبان بن تغلب قال: "كان الربيع بن خيثم يقول: هذا الحرف في النحل: ِالّذِينَ 
هَاجَرُوا فِي اللّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظلِمُوا لَنْبَوْتنَهُمْ في الدُنْيَا حَسَنَة) [النحل : ]4١‏ » ونقرأ في العنكبوت: 
(لنبوئنهم من الجنة غرفا): الثواب في الآخرة والتبوء في الدنيا"7). 

عن أبي مالك الأشعري :" أن رسول الله حدثه أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من 

باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها إله لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام» وتابع الصلاة والصيام 
وقام بالليل والناس نياه"0©. 

وقرئ: «لنثوينهم». بالثاء(") 

قال ابن قتيبة: '" من قرأ: «لنثوينهم»؛ فهو من «ثويت بالمكان»» أي: أقمت به"( , 

قال الزجاح:" يقال: ثوى الرجل؛ إذا أقام بالمكان. وأثويته: أنزلته منزلا يقيم فيه"7. 

قوله تعالى:[ِتَحْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارْ) [العنكبوت : 58]: أي:" تجري من تحت 
أشجارها وقصورها أنهار الجنة"0). 

قال الطبري: " يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار"7"") 

قال ابن كثير:" تجري من تحتها الأنهار » على اختلاف أصنافها » من ماء وخمر » 
وعسل ولبن » يصرفونها ويجرونها حيث شاؤوا"7"). 

قال سعيد بن جبير:" تحت الشجر في البساتين"("". 


0 لغبير الود ا 

؟) .تفسير الطبري: /٠١‏ لاه 

تير أبن كين 739/5 

3 م ابن ابي حاتم(1517١):ص4/‏ 01717 ”. 


) ءئة 
ل 
( 
) أخرجه ابن ابي حاتم(7404١):ص4/‏ 1/17 8. 
( 
( 
( 
( 


6 
5) انظر: تفسير الطبري: /٠١‏ /اه. 

) غريب القرآن: 78/4. 

8) معاني القرآن: 5/ 1077. 

9 ملو لوم ا 

)٠‏ .تفسير الطبري: /٠١‏ /اه 

.5917 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 

207 ابن ابي حاتم(4١٠75١):ص4/‏ 117.". 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


57 


قوله تعالى: (خَاِدِينَ فِيهَا) [العنكبوت : /5]» 0 ماكثين فيها أبدَا"(") 

قال الطبري: " يقول: ماكثين فيها إلى غير نهاية"(". 

قال ابن كثير:" أي : ماكثين فيها أبدا لا يبغون عنها حولا"7 

قوله تعالى :(نِعْمَ أحة الْعَامِلِينَ) [العنكبوت : 58]» أي" نِعْمَ ااه العاملين بطاعة الله 
هذه الغرف في جنات النعيم" 0 

قال الطبري: " يقول: نعم جزاء العاملين بطاعة الله هذه الغرف التي يثويهموها الله في 
جناته» تجرى من تحتها الأنهار"0. 

قال ابن كثير:" نعمت هذه الغرك أجرًا على أعمال المؤمنين"017) 

قال مقاتل بن حيان:" يقول: أجر العاملين بطاعة الله الجنة"(". 

قال ند بن إسحاق:" هي ثواب المطيعين"0". 


القرآن 
(الذينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبَهِمْ يَتَوَكلُونَ (09)) [العنكبوت : 04] 
التفسير: 


إن تلك الجنات المذكورة للمؤمنين الذين صبروا على عبادة الله»ء وتمسكوا بدينهم؛» وعلى الله 
يعتمدون في أرزاقهم وجهاد أعدائهم. 

قوله تعالى: الَّذِينَ صَبَرُوا) ا : 0 أي:" إن تلك الجنات المذكورة للمؤمنين 
الذين صبروا على عبادة الله وتمسكوا بدينهه"7") . 

قال الطبري: " الذين صبروا على أذى المشركين في الدنياء وما كانوا يلقون منهم؛ 
وعلى العمل بطاعة الله وما يرضيه؛ وجهاد أعدائه"('). 

قال ابن كثير:" أي : على دينهم » وهاجروا إلى الله » ونابذوا الأعداء » وفارقوا الأهل 
والأقرباء » ابتغاء وجه الله » ورجاء ما عنده وتصديق موعوده"17). 


عن سعيد بن جبير: "(الذين صبروا» يعني: عن أمر اله"7 20 
قال السعدي:أي:"على عبادة الله"(""). 


قوله تعالى :(وَعَليِ رَبْهِمْ يَتَوَكُلُونَ) [العنكبوت : 51]: أي:" وعلى الله يعتمدون في 
أرزاقهم وجهاد أعدائهم"(". 


)0( لور الميسر: ١07‏ 5. 

)١(‏ .تفسير الطبري: /٠١‏ /اه 

(؟) ته ل 3057. 

5( لير الميسر: ٠07”‏ 5. 

(5) .تفسير الطبري: /٠١‏ ل/اه-(له. 

(5) تفسير ابن كثير: 5/ 757. 

0( 0 ابن ابي حاتم(١١15١):ص4/‏ 70378 
(8) أخرجه ابن ابي حاتم(١١175١):ص4/‏ 70378. 
)3( النفسير الميسر: ٠07”‏ 5. 

)٠١(‏ .تفسير الطبري: /5١‏ لاهحزله. 

.747 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١١( 

اه ابن ابي حاتم(57١1751١):نص9/‏ 70174. 
)ته 


57 


قال الطبري: أي:" في أرزاقهم وجهاد أعدائهم» فلا ينكلون عنهم» ثقة منهم بأن الله 
معلي كلمته؛ء وموهن كيد الكافرين» وآن ما قسم لهم من الرزق فلن يفوتهم" 3 

قال ابن كثير: أي : " في أحوالهم كلها » في دينهم ودنياهم"7". 

قال السعدي:" فصبرهم على عبادة الله يقتضي بذل الجهد والطاقة في ذلك؛: والمحاربة 
العظيمة للشيطانء الذي يدعوهم إلى الإخلال بشيء من ذلك» وتوكلهم» يقتضي شدة اعتمادهم 
على الله وحسن ظنهم به» أن يحقق ما عزموا عليه من الأعمال ويكملها»ء ونص على التوكل» 
وإن كان داخلا في الصبرء لأنه يحتاج إليه في كل فعل وترك مأمور به؛ ولا يتم إلا به"7). 

عن ابن عباسء قوله: "[وعلى ربهم يتوكلون)» قال: لا يرجون غيره"7". 


القرآن 

(وَكَأَيْنَ مِن دَابَةِ لا تخمل رِزَقَهَا الله يَرْرْقَهَا وَإِيَاكُمْ وَهْوَ السّمِيغ الْعَلِيمُ ))6١(‏ [العنكبوت : 
] 

التفسير: 


وكم من دابة لا تدّخر غذاءها لغدء كما يفعل ابن آدم» فالله سبحانه وتعالى يرزقها كما يرزقكمء 
وهو السميع لأقوالكم؛ العليم بأفعالكم وخطرات قلوبكم. 

قوله تعالى:(ِوَكَاَيْنْ مِنْ دَابَةِ لا تَحْمِلٌ رِرُقَهَا) [العنكبوت : .]٠١‏ أي:" وكم من دابة لا 
تدّخر غذاءها لغد. كما يفعل ابن آذه"0". 

قال ابن قتيبة قتبية»" أ من كا د لعل را لا ترفع شيئا لغدء الله يرزقها. قال ابن 
عيينة: «ليس شيء يخباء إلا الإنسان والنملة والفآرة»"7") 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله» من أصحاب مهد : هاجروا 
وجاهدوا في الله أيها المؤمنون أعداءه. ولا تخافوا عيلة ولا إقتاراء فكم من دابة ذات حاجة إلى 
غذاء ومطعم ومشرب (لا تحمل رزقها) ٠‏ يعني: غذاءها لا تحمله, فترفعه في يومها لغدها 
لعجزها عن ذلك"(. 

قال الزجاج:" كل حيوان على الأرض مما يعقلء وما لا يعقل فهو دابة» وإنما هو من 
دبت على الأرض فهي دابة» والمعنى نفس دابة. ومعنى (وكأين): وكم من دابة. 
وقوله: إلا تحمل رزقها/» أي: لا تدخر رزقهاء إنما تصبح فيرزقها الله» وعلى هذا أكثر الحيوان 
والدبيب» وليس في الحيوان الذي هو دبيب ما يدخر فيما تبين غير النمل» فإن ادخاره بين"0). 

قال البيضاوي: (وكأين من دابة لا تحمل رزقها). لا تطيق حمله لضعفها أو لا تدخره؛ 
وإنما تصبح ولا معيشة عندها"('). 


.5 ١" التفسير الميسر:‎ (١ 

)١‏ .تفسير الطبري: /٠١‏ /اه-له. 

*) تفسير ابن كثير: 5/ 7537. 

اس العا : 05 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(7517١):ص34/‏ 70378. 
؟) التفسير الميسر: 507. 

.78/8 غريب القرآن:‎ )٠ 

) تفسير الطبري: /٠١‏ 58. 

.١11 /4 القرآن:‎ 8 

.١198/5 تفسير البيضاوي:‎ )٠ 


/ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5256 


قال ابن كثير: " أخبرهم تعالى أن الرزق لا يختص ببقعة » بل رزقه تعالى عام لخلقه 
حيث كانوا وأين كانوا » بل كانت أرزاق المهاجرين حيث هاجروا أكثر وأوسع وأطيب » فإنهم 
تَخْمِلٌ رِرَقَهَا ) أي : لا تطيق جمعه وتحصيله ولا تؤخرشينًا لغد"(0). 

قال السعدي:" أي: الباري تبارك وتعالىء قد تكفل بأرزاق الخلائق كلهمء قويهم 
وعاجزهم؛ فكم (ِمِنْ دَابَ في الأرضء» ضعيفة القوى» ضعيفة العقل. (لا تَحْمِلْ رِزْقَهَا) ولا 
تدخره؛ بل لم تزل» لا شيء معها من الرزقء ولا يزال الله يسخر لها الرزق» في كل وقت 
قته"(), 
بو 

قال أبو عبيدة:" الدابة: أن كل شىء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو 
غير هه"( ا ْ 

عن مجاهد قوله: "[وكأين من دابة لا تحمل)؛ قال: الطير والبهائم لا تحمل الرزق"7*) 

عن ابن المعتمر:"(وكأين من دابة لا تحمل رزقها!» قال: لا شىء لغد"(), 

عن علي بن الأقمر :"(وكأين من دابة لا تحمل رزقها/» قال: 000 

عن أبي مجلز في هذه الآية :"(وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم)» قال: 
منالدواب ما لا يستطيع أن يدخر لغد, يوفق لرزقه كل يوم حتى يموت"7". 

قوله تعالى:[الّهُ يَرْرُقْهَا وَإِيَاكُمْ [العنكبوت : »]1٠‏ أي:" فالله سبحانه وتعالى يرزقها كما 
يراق" 

قال الطبري:أي:" يوما بيوه"0. 
0 > قال البيضاوي: " ثم إن الدابة مع ضعفها وتوكلها وإياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء في 
أنه لا يرزقها وإياكم إلا اللهء لأن رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا على 
معاشكم بالهجرة» فإنهم لما أمروا بالهجرة قال بعضهم: كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة؟ 
فنزلت"(100), 

قال السعدي: أي: " فكلكم عيال الله القائم برزقكمء كما قام بخلقكم وتدبيركه"('". 

قال ابن كثير: " أي :الله يفيض لها ررقها على ضعفهاء ويسره غليهاء فييعت إلى كل 
مخلوق من الرزق ما يصلحه » حتى الذر في قرار الأرض » والطير ة في الهواء والحيتان في 
الماء » قال الله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَةِ في الأزض إلا عَلََى الَّهِ رَزْقُهَا وَدَ قله يلتك ها قفتت دعها 
كُلّ في كِتَابِ مُبِينٍ 4 [هود ةا 


.597 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 
. 00 
.1١37/؟ مجاز القرآن:‎ )* 
وابن ابي حاتم(5١1754١):ص4/ 074. [باختلاف يسير في الألفاظ].‎ ,58 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )4 
.70179 /4ص:)١175١17(متاح أخرجه ابن ابي‎ )5 

؟) أخرجه الطبري: /٠١‏ 58. 

") أخرجه الطبري: /٠١‏ 58. 

8) التفسير الميسر: 07 5. 

) تفسير الطبري: /٠١‏ 58. 

سن لسار ف 198/5. 

)١‏ تفسير السعدي: ©6؟17. 

.7957 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١١ 


84 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


5 


قال ابن كثير:" وقد ذكروا أن الغراب إذا فقس عن فراخه البتيض » خرجوا وهم بيضٌ 
فإذا رآهم أبواهم كذلك » نفرا عنهم أياما حتى يسود الريش » فيظل الفرخ فاتحًا فاه يتفقد أبويه » 
فيقيض الله له طيرًا صغارًا كالبّرعَش فيغشاه فيتقوت منه تلك الأيام حتى يسود ريشه » والأبوان 
يتفقدانه كل وقت » فكلما رأوه أبيض الريش نفرا عنه » فإذا رأوه قد اسودٌ ريشه عطفا عليه 
بالحضانة والرزق ٠»‏ ولهذا قال الشاعر : 
يا رازق النعّاب في غشه... وجَابر العظم الكسِير المهيض7) 

عن ابن عمر قال : "خرجت مع رسول الله #6 حتى دخل بعض حيطان المدينة » فجعل 
يلتقط من التمر ويأكل » فقال لى : «يا بن عمر . ما لك لا تأكل ؟» قال : قلت : لا أشتهيه يا 
رسول الله » قال : «لكني أشتهيه » وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده » ولو شئت 
لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك قيصر وكسرى فكيف بك يا بن عمر إذا بَقِيتَ في قوم يخبئون 
ل د قال : فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت:(ِوَكَأَيْنْ مِنْ دَابَهِ لا 

تَخمِلٌ رِزْقَهَا الّهُ يَرْرُقُهَا وَإيََكُمْ وَهْوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ 4 فقال رسول الله : «إن الله لم يأمرني 
بكنز الدنيا » ولا باتباع الشهوات ٠‏ فمَنْ كنز دنياه يريد بها حياة باقية فإن الحياة بيد الله » ألا 
وإني لا أكنز دينارًا ولا درهمًا » ولا أخبئ رزقا لغده7") 
1 قوله تعالى:(وَهْوَ السسّمِيغ الْعَلِيمُ) [العنكبوت : 1 أي:" وهو السميع لأقوالكم» العليم 
بأفعالكم وخطرات قلوبكم"07". 
' قال الطبري:" (وهو السميع) لأقوالكم: نخشى بفراقنا أوطاننا العيلة (العليم) ما في 
أنفسكمء. وما إليه صائر أمركمء وأمر عدوكمء من إذلال الله إياهم» ونصرتكم عليهمء» وغير ذلك 
من أموركم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه"7). 

قال البيضاوي: " (وهو السميع] لقولكم هذال”). (العليم4 بضميركم"(". 

قال ابن كثير:" أي : السميع لأقوال عباده » العليم بحركاتهم وسكناتهه"7" 

قال السعدي: " فلا يخفى عليه خافية: ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب أنها خافية 
عليه» كما قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَةِ في الأزضٍ إلا عَلَى الّهِ ررْقُهَا وَيَعْلَمْ مُمْتَقَرَهَا وَمُ مُسِتودَعَهَا 
كل في كتاب مُبِينِ) [هود : 0("]5. 
فوائد الآيات:[5ه :]1١-‏ 





.79117 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١( 
من طريق‎ )١507/1( أخرجه ابن ابي حاتم(54 ١5١١):ص731-15078/34٠7ء ورواه البغوي في تفسيره‎ )١( 
'وهذا الحديث فيه‎ : )١١7/5( إسماعيل بن زرارة عن الجراح بن المنهال به - وقال الشوكاني في فتح القدير‎ 
نكارة شديدة لمخالفته لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يعطي نساءه قوت العام كما ثبت ذلك‎ 
في كتب الحديث المعتبرة » وفي إسناده أبو العطوف الجزري وهو ضعيف". أ ه مسففادا من حاشية تفسير‎ 
البغوي.‎ 
قال ابن كثير:" وهذا حديث غريب » وأبو العطوف الجزري ضعيف".‎ 
.5 ١7 التفسير الميسر:‎ )* 
.58/٠١ تفسير الطبري:‎ ): 
أي : “عن سملاه ون ا لبا كفي‎ 
.١198/4 تفسير البيضاوي:‎ 
.715 /5 تفسير ابن كثير:‎ 
"6 0-00 / 


5 
1 
4 


0( 
(4) ته 
)0( 
0( 
3 
)0( 


0 


-١‏ لا عذر لأحد في ترك عبادة الله وتوحيده فيها لأنه إن منع منها في بلد وجب عليه أن يهاجر 
إلى بلد آخر. 

؟- لا معنى للخوف من الموت إذا وجب العمل كالهجرة والجهاد لأن الموت حق ولا بد منه. 
"'- بيان جزاء أهل الصبر والتوكل من أهل الإيمان والهجرة والتقوى. 

5 - لا يمنعن المؤمن من الهجرة خوفه من الجوع في دار هجرته إذ تكفل الله برزقه 


القرآن 1 0 
(وَلَئِنَ سَلَتهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتٍ وَالأرَْضَ وَسَخْرَ الشّمْس وَالْقَمَرَ ليَقولن الله فانى يُؤْفكُونَ 
ا [العنكبوت : ]1١‏ 
ولئن سألت -أيها الرسول- المشركين: من الذي خلق السموات والأرض على هذا النظام البديع» 
وذلل انشمس والقمر؟ ليقولنٌ: خلقهن الله وحده. فكيف يصرفون عن الإيمان بالله خالق كل شيء 
ومدبره» وتعيدون معه غيره؟ فاعحب من إفكهم وكذبهم!! 

قوله تعالى:إوَلَئْنُ سَأَلتَهُْ مَنْ خَلَّقَ السسّمَاوَاتِ لظ وسح اتسين وَالْقَمَرَ 
[العنكبوت :1 »]١١‏ أي:" ولئن سألت -أيها الرسول- المشركين: من الذي خلق السموات 
والأرض على هذا النظام البديع» وذلّل الشمس والقمر؟"(". 

قال الطبري: يقول:" ولئن سألت يا تمد هؤلاء المشركين بالله» من خلق السموات 
والأرض فسواهن» وسخر الشمس والقمر لعباده» يجريان دائبين لمصالح خلق الله "00 

قوله تعالى:!ِلَيَقُوأُنَ اّمإ [العنكبوت : »]1١‏ أي:" ليقوأنَ: خلقهن الله وحده"0". 

قال الطبري: " ليقولن: الذي خلق ذلك وفعله الله"( ). 

قال ابن كثير:" فذكر أنه المستبدُ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها » فإذا كان الأمر كذلك 
فلم يُعبد غيره ؟ ولم يتوكل على غيره ؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته » 
وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون 
بذلك » كما كانوا يقولون في تلبيتهم : «لبيك لا شريك لك », إلا شريكا هو لك » تملكه وما 
ملك»"20, 1 

عن ابن عباس قال: "تسألهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرضء فيقولون: الله» 
فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره7٠.‏ 0 ظ ' 

قال النضر بن عربي: "يقال لهم؛ من ربكم؟ فيقولون: الله ومن يدبر السموات والآأرض؟ 
فيقولون: الله. ثم هم من بعد ذلك مشركون. يقولون: إن لله ولداء ويقولون: إن الله ثالث ثلاثة"7"). 
ثلاثة"(0), 

قوله تعالى:(ِفَأَنَى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت : .]1١‏ أي:" فكيف يصرفون عن الإيمان بالله 
خالق كل شيء ومدبره» ويعبدون معه غيره؟ فاعجب من إفكهم وكذبهم!!"(". 


)00( التفسير الميسر: .5٠١”‏ 

)١(‏ ته تفسير الطبري: ْ6/ /ه. 

و التقسير الميسر: 07 4. 

(؟) ته تفسير الطبري: ْ6/ م/ه. 

(5) تفسير ابن كثير: 5/ 715. 

0( 31 ابن ابي حاتم(17411١):نص4/‏ 7”0174. 
(1) أخرجه ابن ابي حاتم(75414١):ص9/‏ 014". 
(8) التفسير الميسر: 07 5. 


56 


قال الطبري: يقول:" فأنى يصرفون عمن صنع ذلكء فيعدلون عن إخلاص العبادة 
له"(1) 
عن قتادة قوله: "(فأنى يؤفكون!» قال* من أين"(" 1 قوله :"(يؤفكون!» قال* 
1000 
1 0 امه 0 9 5 
قال ابن عباس:" كيف يؤفكون يكذبون"7). 


القرآن 

اللَهُ يَبْسْط الرَزْقَ لِمَنْ يَشَاءْ من عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَهَ ِكل شَيْءٍ عَلِيمَ (57)) [العنكبوت : 
> ] 

التفسير: 


الله سبحانه وتعالى يوسع الرزق لمن يشاء من خلقه» ويضيق على آخرين منهم؛ لعلمه بما يصلح 
عباده؛ إن الله بكل شيء من أحوالكم وأموركم عليم؛ ٠لا‏ يخفى عليه شيء. 

قوله تعالى:٠الّهُ‏ يَبْسْطُ الرّرْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَه [العنكبوت : 17]. أي:" الله 
سبحانه وتعالى يوسع الرزق لمن يشاء من خلقه» ويضيق على آخرين منهم؛ ؛ لعلمه بما يصلح 
عباده"7), 

قال الطبري: يقول :" الوح ع ردقه لمق وتساء يرا خلدة .و وبر ترقا لفق رجام 
منهم» يقول: فارزافكم وقسمتها بينكم أيها الناس بيدي» دون كل أحد سواي» أبسط لمن شئت 
منهاء وأقتر على من شئتء فلا يخلفنكم عن الهجرة ة وجهاد عدوكم خوف العيلة"0". 

قال سفيان:" يبسط لهذا مكرا به» ويقدر هذا نظرا له"(", 

عن الحسن:"[..ويقدر)» قال: يخير له"00. 

قال ابن زيد:" (يقدر): يقل» وكذا لكل شيء في القرآن:«يقدر» كذلك"2"0. 

قوله تعالى:(إِنَّ الَّهَ كل شَيْءٍ 2 [العنكبوت : 17]ء أي:" إن الله بكل شيء من 
أحوالكم وأموركم عليم؛ لا يخفى عليه شيء"7' "ا 

قال الطبري:" يقول: إن الله عليم بمصالحكم؛ ومن لا يصلح له إلا البسط في الرزق» 
ومن لا يصلح له إلا التقتير عليه» وهو عالم بذلك"7). 


القرآن 


تفسير الطبري: /٠١‏ 55. 

") أخرجه ابن ابي حاتم(5١75١):نص5/‏ 70179. 
؟) أخرجه ابن ابي حاتم(١1757١):نص5/‏ 70179. 
5) أخرجه ابن ابي حاتم(٠757١):نص5/‏ 70179. 


( 

( 

( 

( 

5) التفسير الميسر: ٠7”‏ 5. 
) تفسير الطبري: /7١‏ 59. 

") أخرجه ابن ابي حاتم(1755757١):نص5/ .308٠‏ 
8) أخرجه ابن ابي حاتم(75571١):نص5/ .308٠‏ 
4) أخرجه ابن ابي حاتم(5 7557١):نص5/ .308٠‏ 
) التفسير الميسر: 07 5. 
) تفسير الطبري: 1/٠١‏ 591. 


5 


(وَلَِنْ سَألْتَهُمْ مَنْ نَرّلَ مِنَ المّمَاءِ مَاءَ فَأَحْيَا به الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولْنَ الله قل الْحَمَدُ ِل 
بل أكترْهُمْ لا يَعقلُونَ (57)) [العنكبوت : ]1١1‏ 
التفسير: 
ولثن سألت -أيها الرسولب المشركين: مَنِ الذي نزّل من السحاب ماء فأنبت به الأرض من بعد 
جفافها؟ ليقوُنَ لك معترفين: الله وحده هو الذي نرّل ذلك؛ قل: الحمد لله الذي أظهر حجتك 
عليهم» إل أكترهه :3 يعتلون نما لتقارية و د ها يكار فم ولو لقاو ها ار كوا مع الله عيرة.. 
[الشتكوف :110 لي" ولتي كسالت يايها الرسوله العقر كين :من الذض ادر ل هن السحات ماء 
فأنبت به الأرض من بعد جفافها؟"("2. 

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره لنبيه بد © لوانت بالك لير 5 المترك 0 دام 
نزل من السساء الأرضء وإحياؤها: إنباته النبات فيها من بعد جدوبها وقحوطها"7". 

قوله تعالى: [ِلْيَقوآنَ اللّهُ1 [العنكبوت : 17]» أي :" ليقولن لك معترفين: الله وحده هو الذي 
نّل ذلك"(0", 

قال الطبري:" يقول: ليقولن الذي فعل ذلك الله الذي له عبادة كل شيء"(. 

قال السعدي: " هذا استدلال على المشركين: المكذبين بتوحيد الإلهية والعغيادة وَإِلزَام لهم 
بما أثبتوه من توحيد الربوبية» فأنت لو سألتهم من خلق السماوات والأرض» ومن نزل من 
السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتهاء ومن بيده تدبير جميع الأشياء؟ ِلَيَقُوأُنٌ الله وحده» 
وَلاغْتَرَفُوا بعجز الأوثان ومن عبدوه 6 الله علي شيء من ذلك» فاعجب لإفكهم وكذبهم؛ 
وعدولهم إلى من أقروا بعجزه» وأنه لا ب يستحق أن يدبر شيئاء وسَّجّلَ عليهم بعدم العقل» وأنهم 
السفهاء؛ ضعفاء الأحلام"(. 

2 تعالى ظّ الْحَمُْ نه [العنكبوت : ”*5]ء أي:" قل: الحمد لله الذي أظهر حجتك 

: ٌ 1 

قال الطبري :' ' يقول: بل أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعقلون ما لهم فيه النفع من أ 
دينهم» وما فيه الضرء فهم لجهلهم يحسبون أنهم لعبادتهم الآلهة دون الله» ينالون بها عند الله زلفة 
وقربة» ولا يعلمون أنهم بذلك هالكون» مستوجبون الخلود في النار"7". 

قال السعدي: " وقل: الحمد للهء الذي خلق العالم العلوي والسفلي» وقام بتدبيرهم 
ورزقهم؛ وبسط الرزق على من يشاء» وضيقه على من يشاءء حكمة منه؛ ولعلمه بما يصلح 
عباده وما ينبغي لهم"7. . ا 

قوله تعالى:إبلْ أَكْترْهُمْ لا يَعِْلُونَ)ِ [العنكبوت : 71]» أي:" بل أكثرهم لا يعقلون ما 
ينفعهم ولا ما يضرهم؛ ولو عَفَلوا ما أشركوا مع الله غيره"0". 


) ) التفسير الميسر: ٠7”‏ 5. 
) ) تفسير الطبري: ْ6/ 648 
2( التفسير الميسر: .5٠7”‏ 
) ) تفسير الطبري: ْ6/ 48 
(5) تفسير السعدي: 1176. 
)0( التفسير الميسر: .5٠7”‏ 
)٠(‏ تفسير الطبري: ْ6/ 48 
(8) تفسير السعدي: 11 
)0( 


565 


قال الطبري:" يقول: وإذا قالوا ذلك؛ فقل: الحمد لله"(") 


القرآن 

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاة الدّنيَا إلا لَهْوْ وَلَعبْ وَإِنَّ الدَارَ الآخرّة لهي الْحَيَوَانْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ (14)) 
[العنكبوت : 1514] 

التفسير: 


وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعبء تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان؛ بسبب ما فيها من الزينة 
والشهوات» ثم تزول سريعاء وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيهاء لو 
كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء. 

قوله تعالى:[وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدنيَا إِلّا لَهْوْ وَلَعبٌ) [العنكبوت : 155]» أي:" وما هذه الحياة 
الدنيا إلا لهو ولعب, تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان؛ بسبب ما فيها من الزينة والشهوات» ثم 
تزول سريعًا"(". 

قال الطبري: يفوك © ]وما هده الجوه الدنيا) «الدى يد يتمتع منها هؤلاء المشركون إلا تعليل 
النفوس بما تلتذ به» ثم هو منقض عن قريب» د وإن الدار الآخرة لفيها الحياة 
الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها"(". 

قال ابن كثير:" لا دوام لها » وغاية ما فيها لهو ولعب"(*) 

عن ابن عباسء قوله: "(لهو)» يقول: لعبا"7") 

عن مجاهد: "(لهو)؛ قال: الباطل"7). 

عن مجاهدء قال: "اللهو: هو الطبل"7") 

وقال مجاهد:" كل لعب لهو"(". 

قال ابن عباس:" الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة» فقد مضا منها ستة آلاف 
ومائتين من سنين وتبقى الدنيا وليس عليها موحد"7). ِ 

قوله تعالى: (ِوَإِنَّ الدَارَ الآخِرَّةً لَهِيَ الْحيوان) [العنكبوت : 55]: أي:" وإن الدار الآخرة 
لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها"(' ). 

قال ابن قتيبة:" يعني: الجنة هي دار الحياة: أي لا موت فيها"('"). 

قال الز جاح: :" معناه: هي دار الحياة الدائمة"("), 


.53 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١ 
.505 الميسر:‎ 00 ١ 
.50/9٠١ تفسير الطبري:‎ )" 
.7955 /5 تفسير ابن كثير:‎ 
.7081 /39ص:)١17571(متاح رد ابن أبي‎ 


َ 


ه ( 

*) أخرجه ابن أبي حاتم(7474١):ص4/‏ 5041. 
(17475)نص 8041/9 

8) أخرجه ابن أبي حاتم(17479) 

4) أخرجه ابن أبي حاتم( 747١):ص4/ .508٠‏ 

)الس ال 04 

.589 غريب القرآن:‎ )١ 

.١ا719‎ /5 معاني القرآن:‎ )١١ 


7 أخرجه ابن أبي حاتم 
24849):ص 5 اال 


) 
0( 
() تة 
)3 
)0( 
0( 
0( 
)0( 
03( 

) 

) 

) 


7 


قال الطبري:" يقول: وإن الدار الآخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع 
ولا موت معها"("). 

قال ابن كثير:" أي : الحياة الدائمة الحق الذي لا زوال لها ولا انقضاء » بل هي مستمرة 
أبد الآباد "(), ا ا 1 

قال السعدي:" وأما الدار الآخرة» فإنها دار (الحيوان) أي: الحياة الكاملة» التي من 
لوازمهاء أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة» وقواهم في غاية الشدة» لأنها أبدان وقوى خلقت 
للحياة» وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة» وتتم به اللذات» من مفرحات القلوب» 
وشهوات الأبدان» من المأكل» والمشاربء والمناكح» وغير ذلكء مما لا عين رأتء ولا أذن 
سمعتء؛ ولا خطر على قلب بشر" 00 

قال أبو عبيدة:" ل و«الحياة» واحدء ومنه قولهم: نهر الحيوان أي نهر 
الحياة"47). 

عن ابن عمرء قوله: "[الدار الآخرة)؛ يقول: الجنة"0). 

عن الضحاك: "(إن الدار الآخرة لهي الحيوان]» قال: الحياة الدائمة"(') 

عن ابن عباس:" (لهي الحيوان)» يقول: باقية"7). 

عن مجاهد: "[وإن الدار الآخرة لهي الحيوان!» لا موت فيها"(*) 

وقال قتادة:" حياة لا موت فيها"20. 

قوله تعالى: (ِلَّوْ كَانُوا يَعْلمُونَ1 [العنكبوت : 15]: أي:" لو كان الناس يعلمون ذلك لما 
آثروا دار الفناء على دار البقاء"('). 

قال الطبري:" يقول: لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أن ذلك كذلك؛ لقصروا عن 
تكذيبهم بالله» وإشراكهم غيره في عبادته» ولكنهم لا يعلمون ذلك"("'". 

قال ابن كثير:" أي : لآثروا ما يبقى على ما يفنى"7"'). 

قال السعدي:" لما آثروا الدنيا على الآخرة» ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار 
الحيوان» ورغبوا في دار اللهو واللعب فدل ذلك على أن الذين يعلمونء لا بد أن يؤثروا الآخرة 
على الدنياء لما يعلمونة مخ حالة الذادية "205 
فوائد الآيات:[15-51]: 
-١‏ التعجب من تناقض المشركين الذين يؤمنون بربوبية الله ويجحدون ألوهيته. 


تفسير الطبري: حت 
تفسير ابن كثير: 55/5 


( 

( 

( 

:) مجاز القرآن: ؟//ا١١.‏ 

©) أخرجه ابن أبي حاتم(757١):ص5/‏ 3081. 

5) أخرجه ابن أبي حاتم(١7571١):نص5/‏ 3081. 
( 
( 
( 


8) أخرجه ابن أبي حاتم(17577١):نص5/‏ 3081. 

4) أخرجه ابن أبي حاتم(0575١):نص4/‏ 211 30837-9. 
)٠‏ التفسير الميسر: .5٠05‏ 

) تفسير الطبري: .50/7١‏ 

) تفسير ابن كثير: 5/ 7915. 

لون السعدي: 156. 


) 

) 

) 

) 

) ( 
) ( 
() أخرجه ابن أبي حاتم(؟7575١):ص5/‏ 7"081. 
) ( 
) ( 
) 

) 

0 

9 


5 


؟- بيان حقيقة وهي أن الغنى والفقر لا يدلان على رضا الرب ولا على سخطه. وإنما يدلان 
على علم الله وحكمته وحسن تدبيره. 1 
يعمى عن الآخرة ويكفر بها ويبصر الدنيا ويؤمن بها. 


القرآن 
فَإِذَا رَكبُوا في الْقْلَكِ دَعَوَا لَه مُخْلِصِينَ لَهُ الِينَ فَلَمَا نَجَاهُمْ إلى الْبَّ إِذَا هُمْ يُتنركون (55) 
لِيَكفْرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَعُوا فُسَوْف يَعْلَمُونَ (55)) [العنكبوت : 1575-55] 

التفسير: 

فإذا ركب الكفار السفن فى البحرء وخافوا الغرق» وحّدوا الله وأخلصوا له فى الدعاء حال 
شدتهم؛ فلما نجّاهم إلى البر» وزالت عنهم الشدة» عادوا إلى شركهم؛ إنهم بهذا يتناقضون, 
يوحّدون الله ساعة الشدة» ويشركون به ساعة الرخاء. وشِزكهم بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من 
البحر؛ ليكونّ عاقبته الكفر بما أنعمنا عليهم في أنفسهم وأموالهمء» وليكملوا تمتعهم في هذه الدنياء 
فسوف يعلمون فساد عملهمء وما أعدّه الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة. وفي ذلك تهديد ووعيد 


قوله تعالى:(ِقَإِدَا رَكبُوا فِي الْقْلَكِ دَعَوْا انَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الِينَ1 [العنكبوت : 15]. أي:" 
فإذا ركب الكفار السفن في البحرء وخافوا الغرق» وحَّدوا الله وأخلصوا له في الدعاء حال 
شدتهه"(). 

قال الطبري: يقول: " فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحرء فخافوا الغرق 
والهلاك فيه» أخلصوا لله عند الشدة التي نزلت بهم التوحيدء وأفردوا له الطاعة» وأذعنوا له 
بالعبودة, ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم؛ ولكن بالله الذي خلقيد" "ا 

فال الها" أى؛ لد يضرا أن تتكليه اضيتاموم نوما معط قرفم 11 

قال الزمخشري:" معناه* هم حلىما وضيفوا به من الشرك والعتاك فنا ركبوا في الفلك 
دعوا الله مخلصين له الدين كائنين في صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين» حيث لا 
يذكعرون إلا الله ولا يدعون معه إلها آخر. وفي تسميتهم «مخلصين»: ضرب من التهكم" 0 

قوله تعالى:[مًا حَاهُمْ إلى الب إذا هم يُشركُونَ) [العنكيوت : 18]؛ أي:" فلما نجّاهم 
إل البن» :الت غنيم الشدة: عادو إلى شردكيه"27. 

قال الطبري: " يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلمهم؛ فصاروا إلى البرء إذا هم 
يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم» ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا"7). 

قال الزجاج:" أي: يعبدون مع الله غيره"7". 

قال الزمخشري"" فلما نجاهم إلى البر وآمنوا عادوا إلى حال الشرك"(". 

قال قتادة:" والخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم؛ ثم يشركون بعد ذلك"(0"). 


0 " 


[5) الس اسفن 14 
(؟) ته تفسير الطبري: 0م ا 
0( 8 القرآن: 4/ 175. 
(:) الكشاف: / 0 

)5( التنفسير الميسر: 5 . 
(1) ته تفسير الطبري: 0/0 ا 
0( 88 القرآن: 4/ 175. 
)0( الكشاف: / 2 


3 


اما 


قال الفخر الرازي الآية:" إشارة إلى أن المانع من التوحيد هو الحياة الدنياء وبيان ذلك 
هو أنهم إذا انقطع رجاؤهم عن الدنيا رجعوا إلى الفطرة الشاهدة بالتوحيد ووحدوا وأخلصواء 
فإذا أنجاهم وأرجأهم عادوا إلى ما كانوا عليه من حب الدنيا وأشركوا"(". 

عن عكرمة بن أبي جهل : "أنه لما فتح رسول الله مكة ذهب فارًا منها » فلما ركب 

في البحر ليذهب إلى الحبشة » اضطربت بهم السفينة » فقال أهلها : يا قوم » أخلصوا لربكم 

الدعاء » فإنه لا ينجي هاهنا إلا هو. فقال عكرمة : والله إن كان لا ينجي ذ فى البحر غيره » فإنه 
لا يُنَجّي غيره ة في الب ايكنا + الى كا علي طيغ لان خرجت: لأدفين فلاسكن يدي في يداعد 
فلأجدنه رؤوقًا رحيما » وكان كذلك"0". 

قوله تعالى: (ِلِيَكْفُرُوا بِمَا آنَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَنَعُوا فَسَوْف يَعْلَمُونَ) [العنكبوت : 0 0 
وشيزكهم بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من البحر؛ ليكونَ عاقبته الكفر بما أنعمنا عليهم في 
وأموالهم, وليكملوا تمتعهم في هذه الدنياء فسوف يعلمون فساد عملهم, وما أعدّه 0 
عذاب أليم يوم القيامة"5)60 2 

قال مقاتل:" يعني: لئلا يكفروا بما أعطيناهم في البحر من العافية حين سلمهم الله- عز 
وجلة من البلاء وأنجاهم من اليم (وليتمتعوا) إلى منتهى آجالهم؛ (فسوف يعلمون) هذا 
وعيد" .١‏ 

قال الصابوني:" أمرٌ على وجه التهديدء أي: فليكفروا بما أعطيناهم من نعمة الإنجاء من 
البحرء وليتمتعوا في هذه الحياة الدنيا بباقي أعمارهم؛ فسوف يعلمون عاقبة أمرهه"(". 

قال السعدي:" ولكن شركهم هذا بعد نعمتنا عليهم» بالنجاة من البحرء ليكون عاقبته كفر 
ما آتيناهم» ومقابلة النعمة بالإساءة» وليكملوا تمتعهم في الدنياء الذي هو كتمتع الأنعام» ليس لهم 
هم إلا بطونهم وفروجهم, (فَسَؤف يَعْلَمُونَ1 حين ينتقلون من الدنيا إلى الآخرة» شدة الأسف وأليم 
العقوبة” .١‏ 

قال ابن كثير:" هذه «اللام» يسميها كثير من أهل العربية والتفسير وعلماء الأصول: 
«لام العاقبة»؛ لأنهم لا يقصدون ذلك ٠‏ ولا شك أنها كذلك بالنسبة إليهم » وأما بالنسبة إلى تقدير 
الله عليهم ذلك وتقييضه اهم لذلك فهي: «لام التعليل»"(". 

قال الزمخشري:" «اللام» في: (ليكفروا) مطنملة أن تكون :«لام كى»», وكذلك في: 
(وليتمتعوا)» فيمن قرأها بالكسر. والمعنى: أنهم يعودون إلى شركهم ليكونوا- بالعود إلى 
شركهم- كافرين بنعمة النجاة» قاصدين التمتع بها والتلذذ لا غيرء على خلاف ما هو عادة 
المؤمنين المخلصين على الحقيقة: إذا أنجاهم الله أن يشكروا نعمة الله في إنجائهم» ويجعلوا نعمة 
النجاة ذريعة إلى ازدياد الطاعة» لا إلى التمتع والتلذذ. 

وأن, تكون :لام الأمر» وقراءة من قرأ: (وليتمتعوا) بالسكون تشهد له. ونحوه قوله 
تعالى: (ِاعْمَلُوا مَا شِنْتُمْ إِنّهُ بمَا تَعْمَلُونَ بتصير) [فصلت : .]5٠‏ 


.3087 /5صن:)١17575(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
. 7/55 ")مفاتيح الغيب:‎ 

") رواه ابن إسحاق كما في تفسير ابن كثير: 5/ 716. 
:) التفسير الميسر: .5٠5‏ 

©) تفسير مقاتل بن سليمان: "/ 75٠‏ 
5") صفوة التفاسير: ؟/570. 

.1176 تفسير السعدي:‎ )٠ 

3 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
(6) تفسير ابن كثير: 5/ 516. 


/ 


فإن قلت: كيف جاز أن يأمر الله تعالى بالكفر وبأن يعمل العصاة ما شاءواء وهو ناه عن 
ذلك ومتوعد عليه؟ 

قلت: هو مجاز عن الخذلان والتخلية» وأن ذلك الأمر متسخط إلى غاية. ومثاله أن ترى 
الزعل قد عرم على امن وعندك أن :ذلك الأمر يخطاءزوا ليولا إلى ضور عظنم» فتبالغ في 

نصحه واستنزاله عن رأيه فإذا لم تر منه إلا الإباء والتصميم؛ » حردت() عليه وقلت: أنت 
وشأنك وافعل ما شئتء فلا تريد بهذا حقيقة الأمر. وكيف والآمر بالشيء مريد له» وأنت شديد 
الكراهة متحسرء ولكنك كأنك تقول له: فإذ قد أبيت قبول النصيحة؛ فأنت أهل ليقال لك: افعل ما 
شئنت وتبعث عليه. ليتبين لك- إذا فعلت - صحة رأى الناصح وفساد رأيك"(". 

عن الحسن: "(فسوف يعلمون)» قال: وعيد"(". 

عن مجاهدء قوله: "(فسوف عدون اما كق فى «البننا فسوف[...] (:)وما كان في 
الآخرة فسوف يبدوا لكم"7. 

قرئ « وَلِيتَمتُّوا بكسر اللام وتسكينهال", قال الزجاج:"والكسر أجود على معنى: 
لكي يكفروا وكي يتمتعوا"(". 


القرآن 00 1 
(أوَلَمْ يَرَوْا أنَا جَعَلْنَا حَرَمَا آمِنَا وَيْتَخَطْفُ النَامن مِنْ حَوَلِهِمْ أَفْبِالْبَاطلٍ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةَ الله 
يَكْفْرُونَ (50")) [العنكبوت : ]١107‏ 
التفسير: 
أو لم شاف كفار «مكة» أن الله جعل «مكة» لهم حَرَمَا آمنًا يأمن فيه أهله على أنفسهم 
وأموالهم والنام مِن حولهم خارج الحرم» تتكطفون .غين اعتين؟ أقبالشرك يتوق وبنعمة الله 
التي خصّهم بها يكفرون» فلا يعبدونه وحده دون سواه؟ 

قوله تعالى: ْأوَلَمْ يَرَوا الااكمانا حرها آمِنَا وَيُتَخَطوْتَ النَاسُ مِنْ حَوْلِهُم) [العنكبوت : 
/11]ء أي :" أو لم يشاهد كفار «مكة» أن الله جعل «مكة» لهم حَرَمَا آمنًا يأمن فيه أهله على 
أنفسهم وأموالهم» والناسُ مِن حولهم خارج الحرم, يُتَخَطفون غير آمنين؟"(". 1 

٠‏ قال الطبري:" يقول تعالى ذكره؛ مذكرا هؤلاء المشركين من قريشء القائلين: لولا أنزل 
عليه آية من ربه؛ نعمته عليهم التي خصهم بها دون سائر الناس غيرهمء مع كفرهم بنعمته 
وإشراكهم في عبادته الالهة والانداد: أولم ير هؤلاء المشركون من قريشء ما خصصناهم به من 
نعمتنا عليهم» دون سائر عبادناء فيشكرونا على ذلك؛ وينزجروا عن كفرهم بناء وإشراكهم ما لا 
ينفعناء ولا يضرهم في عبادتنا أنا جعلنا بلدهم حرماء حرمنا على الناس أن يدخلوه بغارة أو 
حربء أمنا يأمن فيه من سكنه» فأوى إليه من السباءء والخوفء والحرام الذي لا يأمنه غيرهم 
من الناس» وتسلب الناس من حولهم قتلا وسباء"0). 


(١)أى:‏ غضبت. أفاده الصحاح. 

.555 /" الكشاف:‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم(75717١):ص4/‏ 7:0487. 
(:) بياض في المطبوع. 

(5) أخرجه ابن أبي حاتم(7578١):ص4/‏ 7:0487. 
(5) انظر: معاني القرآن: 4/ .١75‏ 

() معاني القرآن: 4/ .١75‏ 

(8) التفسير الميسر: 505. 

(1)ت 


4) تفسير الطبري: /٠١‏ 57. 


قال ابن كثير: " يقول تعالى ممتنا على قريش فيما أحلهم من حرمه » الذي جعله للناس 
سواء العاكف فيه والبادي » ومن دخله كان آمنا » فهم في أمن عظيم ٠‏ والأعراب حوله ينهب 
الا ل عا كر م 0 
ا" 
قل الزمخشري:" كانت العرب حول مكة يغزو بعضهم بعضاء ويتغاورونء ويتناهبون؛ 
وأهل مكة قارون أمنون فيهاء لا يغزون ولا يغار عليهم مع قلتهم وكثرة العربء فذكرهم الله هذه 
النعمة الخاصة عليهم"7". 

عن ابن زيد: "[أنا جعلنا حرما آمنا)» قال: يعني: مكة وهو قريش"7) 

عن الضحاك* "(ويتخطف الناس من حولهم!. يقول: يقتل بعضهم بعضاء ويسبى 

)5(( ٠ 

قال قتادة:" قد كان لهم في ذلك آية أن الناس يغزون ويتخطفون وهم آمنون"1©. 

قوله تعالى:(أَبِالْبَاطِلٍ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَة اللَّه يَكْفْرُونَ] [العنكبوت : /11]» أ أفبالشرك 
يؤمنون» وبنعمة الله التي خصّهم بها يكفرونء فلا يعبدونه وحده دون سواه؟"7). 

قال الطبري:" يقول: أفبالشرك بالله يقرون بألوهة الأوثان بأن يصدقواء وبنعمة الله التي 
خصهم بها من أن جعل بلدهم حرما آمنا يكفرون» يعني بقوله: (يكفرون): يجحدون"(", 

قال ابن كثير:" أي : أفكان شكرهم على هذه النعمة العظيمة أن أشركوا به » وعبدوا 
معه غيره من الأصنام والأنداد » و( بَدَلُوا نِعْمَةَ اسّهِ كُفْرًا وَأَحَلُوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارٍ 4 [إبراهيم : 
]+ وكفردو اتبنبى امبرو عتده ورسوله » فكان اللاتق بهم إخادسن العدادة لله عدو ألا يشر كوا به : 
وتصديق الرسول وتعظيمه وتوقيره » فكذبوه وقاتلوه وأخرجوه من بين ظهرهم ؛ ولهذا سلبهم 
الله ما كان أنعم به عليهم » وقتل من قتل منهم ببدر » وصارت الدولة لله ولرسوله وللمؤمنين » 
ففتج انم على ترسوله مكة »واكم انافهم وإذل رقابهم" .١‏ 

قال الزمخشري:" وبخهم بأنهم يؤمنون بالباطل الذي هم عليه. ومثل هذه النعمة 
المكشوفة الظاهرة وغيرها من النعم التي لا يقدر عليها إلا الله وحده مكفورة عندههم"(". 

عن قتادة» قوله: "[أفبالباطل يؤمنون)» أي: بالشرك» (وبنعمة الله يكفرون): أي 
يجحدون"7'). 

عن ابن عباسء قوله: "[بنعمة الله)» يعني: عافية الله"('"). 
قال مجاهد:" النعم: آلاء الله عز وجل" 2 


تفسير الطبريى ١ت‏ 
تفسير ابن كثير: 5/ 516 


(١ ٠‏ أخرجه الطبري: ْ6/ », وابن ابي حاتم(1557١):ص3/‏ اا [مختصرا] 
) أخرجه ابن ابي حاتم( 5 175١):ص‏ 4/ 304817. 


لحكل 


القرآن 
(وَمَنْ أَظْلَمْ مِمّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذبًا أو كَذَّب بالْحَقَ لَمّا جَاءَهُ أَلَيَِ في جَهَنَّمَ مَنْوَى لِلْكَافرِينَ 
(1)1 [العنكبوت : 58] 
التفسير: 
لآ أحد أشد طلقا ممق كذين على الثته نسب ما هو عليه من الثئلال والناظل إلى للدم أى كدب 
بالحق الذي بعث الله به رسوله محمدا يه إن في النار لمسكنًا لمن كفر بالله» وجحد توحيده 
وكذّب رسوله محمدا 6. ١‏ 
سبب النزول: 

قال عكرمة:" النضر وهو من بني عبد الدار: إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات 
والعزى فأنزل الله: (وَمَنْ َظلَمْ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبَا"0). 

قوله تعالى:إوَمَنْ َظْلَمُ مِمَِّ افْترَى عَلّى اله كَذبًا أو كَذْب بِالْحَقَ لَمّا جَاءَة) [العنكبوت : 
أي:" لا أحد أشد ظلمًا ممن كدّب على الله» فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل إلى 
الله» أو كذب بالحق الذي بعث الله به رسوله محمدًا 0"46". 





قال الطبري: يقول:" ومن أظلم أيها الناس ممن اختلق على الله كذباء فقالوا إذا فعلوا 
فاحشة: وجدنا عليها آباءناء والله أمرنا بهاء والله لا يأمر بالفحشاءء أو كذب بما بعث الله به 
رسوله #دا ييه من توحيدهء والبراءة من الآلهة والأنداد لما جاءه هذا الحق من عند الله"(). 

قال ابن كثير:" أي : لا أحد أشد عقوبة ممن كذب على الله فقال : إن الله أوحى إليه 
شيء ٠‏ ولم يوح إليه شيء. ومن قال :+ ساك ل مكل ها انل الله وهكذا لا أحد أشد عقوبة ممن 
كذب بالحق لما جاءه » فالأول مفتر » والثاني مكذب ا 

قال الزمخشري:" افتراؤهم على الله كذيا: زعمهم أن لله شريكا. وتكذيبهم بما جاءهم من 
الحق: كفرهم بالرسول والكتاب. وفي قوله :لما جاءه) تسفيه لهم» يعنى: لم يتلعثموا في تكذيبه 
وقت سمعوهء ولم يفعلوا كما يفعل المراجيح العقول المثبتون في الآمور: يسمعون الخبر 
فيستعملون فيه الروية والفكرء ويستأنون إلى أن يصح لهم صدقه أو كذبه"(2, 

قوله تعالى: [ِأَلَيِسَ فِي جَهَنمَ مَتَوَى للْكَافِرِينَ) ات َ 1]ء» أي 0 إن في النار 
لمسكنًا لمن كفر بالله» وجحد توحيده وكدذب رسوله محمدًا "0 , 

قال الطبري: " يقول: أليس في النار مثوى ومسكن لمن كفر بالله» وجحد توحيده وكذب 
رسوله #, وهذا تقرير» وليس باستفهام"(". 

قال الزمخشري:" (أليس) تقرير لثوائهم في جهنم؛ كقوله!") 


.".087 /9ص:)١75 أخرجه ابن ابي حاتم(5؛‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ابي حاتم("754١):ص4/‏ 417:". 

(؟) التفسير الميسر: 405. 

(4) تفسير الطبري: /٠١‏ 57. 

(5) ته تفسير ابن كثير: 7 -5941., 

له الكشاف: 555 دهاع 

(1) التفسير الميسر: 504. 

(8) تفسير الطبري: /٠١‏ 57. 

) )لبيك من قصنيدة لجرير يمدح عبد الملك بن مروان وعجزه: 
وأندى العالمينَ بُطُونَ راح 


4 


م 


َلَتُْ خَيْرَ مَنْ ركب المَطَايًا 

قال بعضهم: ولو كان استفهاما ما أعطاه الخليفة مائة من الإبل. وحقيقته: أن الهمزة 
همزة الإنكار دخلت على النفي» فرجع إلى معنى التقرير» فهما وجهان: 

أحدهما: آلا يثوون في جهنمء وألا يستوجبون الثواء فيهاء وقد افتروا مثل هذا الكذب 
على اللهء وكذبوا بالحق هذا التكذيب. 

والثاني: ألم يبصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين» حتى اجترءوا مثل هذه 
الجرأة؟"20, 

عن حسان بن عطية قال: إن في جهنم سبعون ألف قصرء » في كل قصر سبعون ألف 
دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف غارء في كل غار سبعون ألف تثعبان» 
في قم كل ثعبان سبعون ألف عقرب"(". 

عن الحسين بن يحيى الخشني:" ليس في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة 

إلا واسم[ ...]() عليه مكتوب قال: فحدث أبا سليمان فبكىء ثم قال لي: لكر و لداجي بنك 
كله عليه فجعل القيد في رجله؛ والغل في يديه» والسلسلة فيء عنقه ثم أدخل وأدخل الغار"7. 


القرآن 
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فينًا لَنَهْدِيَتَهُمْ سَبْلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (59)) [العنكبوت : 15] 
التفسير: 
والمؤمنون الذدين جاهدوا أعداء اللّه» والنفس» والشيطان» وصبروا على الفتن والأذى في سبيل 
اله مودي اميل الكيرء و كحي على السبر اط العيتق» ومن هذه صنفتة. كيو مكسن إلى 
نفسه وإلى غيره. وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَنَ أحسن من خَلْقه بالنصرة والتأييد والحفظ 
والهداية. 
قوله تعالى :وَالّذِينَ جَاهَدُوا فينًا لَتَهْدِيد يَنَهُمْ سْبْلَنَا) [العنكبوت : 15]» أي" والذين جاهدوا 
النفس والشيطان والهوى ولكفرة أعداء الدين ابتغاء مرضاتنا لنهدينهم طريق السير إلينا"0). 
قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: والذين قاتلوا هؤلاء المفترين على الله كذبا من كفار 
قريشء المكذبين بالحق لما جاءهم فيناء مبتغين بقتالهم علو كلمتناء ونصرة دينناء لنوفقنهم 
لإصابة الطريق المستقيمة» وذلك إصابة دين الله الذي هو الإسلام الذي بعث الله به مهدا :2"("4. 
قال ابن كثير:" يعني : الرسول » صلوات الله وسلامه عليه » وأصحابه وأتباعه إلى يوم 
الدين ( لَنَهْدِيَتَهُمْ سبْلَنامْ » أي : لنبٍصرنهم سبلنا » أي : طرقنا في الدنيا والآخرة"7". 
قال البغوي:أي:" الذين جاهدوا المشركين لنصرة دينناء لنثبتنهم على ما قاتلوا عليه"(". 


أندى: أكثرهم جوداًء الراح: جمع راحة وهي الكفء ورد البيت في 'معاني القرآن" للأخفش / وي 
(الخصائص) /١‏ 54: 8/ 754 'المصون في الأدب": ص 7١‏ 'شرح المفصل" 8/ ١77‏ 'مغني اللبيب" 
»٠ /١‏ و"'شرح ديوان جرير" ص ا 

.455-455 /" الكشاف:‎ )١( 

(1) أخرجه ابن ابي حاتم(7451١):ص‏ 9/ 89. 804-8. 

(؟) بياض في المطبوغ. 

(4) أخرجه ابن ابي حاتم(5/8 )١175‏ :ص 9/ 505 

(5) صفوة التفاسير: .47٠/7‏ 

(1) تفسير الطبري: /7٠١‏ 5. 

(1) تفسير ابن كثير: 5/ 715. 


3 
7 


قال الزجاج: أعلم الله أنه يزيد المجاهدين هداية كما أنه يضل الفاسقين» ويزيد الكافرين 
بكفرهم ضلالة» كذلك يزيد المجاهدين هداية - كذا قال عز وجل: (وَالَذِينَ اهْتَدَوا زَادَهُم هُدَى 
وَآَنَاهُمْ تَفْوَاهُمْ) [ممد : .]١‏ فالمعنى: أنه آتاهم ثواب تقواهم وزادهم هدى على هدايتهم"7". 
قال الأزمخشري: :" أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول,» للتكاو له كنرنها يكت محاف قيهن 
النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين فينا في حقنا ومن أجلنا ولوجهنا خالصا لنهدينهم 
سبلنا لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقاء» كقوله تعالى: وَالَذِينَ اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدّى) [خد : 
١7‏ "0 
قال مقاتل:"(والدين جاهدوا فينا)» يعني: عملوا بالخير لله- عز وجل-. إلنهدينهم سبلنا)ء 
يعذي: ديننا "100 
ْ 7 ابن ابي زمنين:" (والذين جاهدوا فينا) يعني: عملوا لنا. (لنهدينهم سبلنا! يعني: سبل 
الهدى" 3 
قال ابن فورك: . معنى قوله: (والذين جاهدوا فينا)» أعة في طاعتناء وعبادتنا. 
ومعنى: (لنهدينهم سبلنا!» أي لنعرفنهم طريق دينناء وسبيل المعرفة بناء وسبيل الله دينه» وسبيل 
الله الطريق المؤدي إلى عبادته» والمعرفة به"(". 
قال السمعاني:" قوله تعالى: (والذين نا فينا!» روي عن الحسن أنه قال: «أفضل 
الجهاد مخالفة الهوى». 
ويقال: «الجهاد» -هاهنا- هو: العمل بما علمه. 
وعن سفيان الثوري أنه قال لإبراهيم بن أدهم: «ألا تأتينا فتتعلم منا؟ فقال: إني سمعت 
حديثين فإذا فرغت منهما تعلمت الثالث». 
ثم روي بإسناد أن النبي قال:«من زهد في الدنيا نور الله قلبه»7") 
ويقال: المجاهدة: هو الصبر عل الطاعات واجتناب المعاصيء ويقال: قتال الكفار» 
ويقال: تحقيق الإخلاص في الأعمال» وهو حقيقة قوله تعالى: (فينا). 
“زوفيل (لنهدينهم سبلنا]: لنزيدنهم أهدىء ويقال: لنرشدهم إلى الطرق المستقيمة» والطرق 
وَعَن لي المبارك أنه قال: «وقال. لى مفيان دك عيينة: إذا اختلف الناس فعليك بما قاله 
لأهل الجهاد والثغورء فإن الله تعالى قال:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا4»"(. 
قال أصبغ: "سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: "(والذين جاهدوا فينا)» 
قيل له: قاتلوا فينا؟ قال: نعم"(). 
قال الربيع:" ليس على الأرض عبد أطاع ربه ودعا إليه ونهى عنه إلا وإنه قد جاهد في 


اه"00, 


تفسير البغوي: 5/ 7505. 
") معاني القرآن: 4/ .١75‏ 
*؟) الكشاف: */ 455-455. 
؟) تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/ .3"91-79٠‏ 


( 

( 

( 

( 

©) تفسير ابن أبي زمنين: "”/ 361. 
؟5) تفسير ابن فورك: .5١١ /١‏ 
") لم أقف عليه بهذا اللفظ. 

6) تفسير السمعاني: 54/ .١915‏ 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(59 15١):نص7085/3.‏ 
)٠‏ أخرجه ابن ابي حاتم(٠155١):ص5085/5.‏ 


هه" 


عن عباس الهمداني أبو أحمد - من أهل عكا - في قول الله:"( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فيتا 
َتَهدِيَنهُْ سبْلنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) قال : الذين يعملون بما يعلمون » يهديهم لما لا يعلمون. 
قال أحمد بن أبي الحواري : فحدثت به أبا سليمان الداراني فأعجبه ٠»‏ وقال : ليس ينبغي لِمَنْ 
ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه في الأثر » فإذا سمعه في الأثر عمل به » وحمد الله 
حين وافق ما في نفسه"(). 

قوله تعالى:إوَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ1 [العنكبوت : 14]» أي:" وإن الله سبحانه وتعالى 
امعامن لضن ون كاده انلصي والتاييد والحفظ والهداية” .١‏ 
رسوله فيما جاء به من عند الله بالعون له» والنصرة على من جاهد من أعدائه"(". 


قال الزجاج:" تأويله: إن الله ناصرهم.ء لأن قوله: (والذين جاهدوا فينا) الله معهم. يدل 
ام تكون في علوهم على عدوهم بالغلبة بالحجة والغلبة بالقهر والقدر لقدر "0 
والقدرة" 


قال الزنمخشري:أي:" ناصرهم ومعينهم"0). 0 

قال السعدي:أي:" بالعون والنصر والهداية. دل هذاء على أن أحرى الناس بموافقة 
الصواب أهل الجهادء وعلين أن من أحسن فيما أمر كه انه لاد ويسر له أسبابٍ الهداية؛ ؛ وعلى 
مطلوبه ا الهيةا حازرية عن مدرك اجتهاده: ل لعلو » فإن طلب 0 0 

من الجهاد في سبيل الله؛ بل هو أحد نَوْعَي الجهادء الذي لا يقوم به إلا خواص الخلق"(". 
قال ابن ابي زمنين:" (المحسنين) يعني: المؤمنين"(". 
قال ابن عباس:" الإحسان: أداء الفرائض"(", 
عن الشعبي قال النبي يله: "إنما الإحسان إن تحسن إلى من أساء إليك» ليس الإحسان أن 
تسق ال م ايحي الي!10: 

عن عثو ا الكلاك أنه قال: "بينا أناء عند رسول الله بي أتاه رجل فقال: يا رسول الله 
ما الإحسان قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» وتحب للناس ما تحب 
لنفسك, ل 0 . قال: نعم. قال الرجل: مدقت الرجلء تفل الجي © علي: الزيجل 
فعدنا عليه فقال النبي ؟: الله أكبرء جبريل أتى يعلمكم دينكه"7' ". 
فوائد الآيات:[11-55]: 
-١‏ بيان أن مشركي العرب لم يكونوا ملاحدة لا يؤمنون بالله تعالى وتقرير أنهم كانوا موحدين 
توحيد الربوبية مشركين في توحيد الآلوهية أي العبادة. 
"- إيقاظ ضمائر المشركين بتنبيههم بنعم الله تعالى عليهم لعلهم يشكرون. 








.7085 /4ص:)١755١(متاح أخرجه ابن ابي‎ )١ 
.470/7 ؟) صفوة التفاسير:‎ 
.57 /5١ تفسير الطبري:‎ )* 
.١754 /5 ا القرآن:‎ 
.456-5475 /* الكشاف:‎ )© 


َ 


؟) تفسير السعدي: 6؟17. 
") تفسير ابن أبي زمنين: ؟/ "01". 

0( ل ابن أي حاتم (؛ 55 /1١١)نص ١82/4‏ 7. 

4) أخرجه ابن ابي حاتم(1555١):نص9/‏ 7086؟. 

.3.086-9 85/4 صن:)١17557(متاح أخرجه ابن أبي‎ )٠ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


8 


؟- لا ظلم أعظم من ظلم من افترى على الله الكذب» وكذّْب بالحق لما جاءه وانتهى إليه وعرفه 
فانتصرف عنه مؤثرا دنياه متبعا لهواه. 
5- بشرى الله لمن جاهد المشركين وجاهد نفسه والهوى والشياطين بالهداية إلى سبيل الفوز 
والنجاة فى الحياة الدنيا والآخرة. 
6-:فضيل الإحساة رهز إخلاصن: العدافة لد تعال واذاوها متقدة محودة كما شروعها الله تعالى: 
وبيان هذا الفضل للإحسان بكون الله تعالى مع المحسنين بنصرهم وتأييدهم والإنعام عليهم 
وإكرامهم في جواره الكريم. | 

«اخر تفسير سورة (العنكبوت)؛ والحمد لله وحده» 


لاه" 


بشم آله آل خْمَرَأرَحِيمِ 
تفسير سورة «الروم» 
سورة «الروم»: هي السورة «الثلاثون» في ترتيب المصحفء. نزلت بعد سورة 
«الانشقاق»(). عدد آياتها: خمس وستون عند المكيين» وستون عند الباقين» وكلماتها: ثمانمائة 
وسبع؛ وحروفها: ا 
والآيات المختلف فيها أربع: (الم »))١(‏ [الروم : ]١‏ (ِْلِبَتِ الرُوم) [الروم : ؟]» (في 
بضع سِنِينَ ) [الروم : ا 55 المرمون] [الروم : 55]» فواصل آياتها: «نمر»: على 
«الراء» آيتان: (ِقَدِيرْ!') فى موضعين7'). 
ه أسسماء السورة: 
اسسمها التوقيفي: «سورة الروم»: 
ت تسميتها باسم «سورة الروم»» وكتبت في المصاحف وكتب التفسير» 
سورة الروم لما فيها من ذكر غلبة الروم0). 
قال المهايمي:" سميت بها لاشتمال قصتها على معجزة تفيد للمؤمنين فرحا عظيماء بعد ترح 
يسير. فتبطل شماتة أعدائهم. وتدل على أن عاقبة الأمر لهم. وهذا من أعظم مقاصد القرآن"(". 
ولا يعرف لهذه السورة اسم غيره» اوورد في «جمال القراء»:" (الم )١(‏ غْلِبَتِ الرُومْ (؟)) 
[الروم : : ١‏ - 7]» وتسمى سورة الروم"7" 
مكية السورة ومدنيتها: 
في مكان نزول السورة قولان: 
أحدهما: أنها مكية جميعا. قاله ابن عباس7), وابن الزبيرا"). وهو قول الجمهورا" ') 
قال ابن الجوزي:" هي مكية كلها بإجماعهه"٠'‏ ). 
قال الفيروزآبادي: " السورة مكية إجماعا"7"). 
قال ابن عطية:" هذه السورة مكية. ولا خلاف أحفظه في ذلك"7"". 
قال القرطبي:" سورة الروم مكية كلها من غير خلاف"(". 


)١(‏ انظر: الكشاف:457/9. 
(١")انظر:‏ بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروز أبادي: /١‏ 565”. 
(") الآيتان:[الروم : »6٠‏ 5 5]. 
(:) انظر: المصدر نفسه والصحيفة نفسها. 

(©)انظر: بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروز أبادي: /١‏ 565”. 

(1) تفسير المهايمي:175/7. 

(0) جمال القزاء للسفاوي: 41. 

(8) أوزده السيوظئافي الذن المتثون؛7 2908/5 :وحواه إلى ليخ الصتريين والنحاس وابق مُودوية والبديقي 
في الدلائل. 

(4) أورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 578» وعزاه إلى ابن مردويه. 

)٠١(‏ انظر: زاد المسير: */ »4١5‏ والمحرر الوجيز: 4/ 717" وتفسير القرطبي: 1/١4‏ وغيرها. 

.5١6 /" زاد المسير:‎ )١١( 

."58 /١:يدابآزوريفلل بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز‎ )١١( 

.891/4 المحرر الوجيز:‎ )١9( 


3 


1 


الثاني: أنها مكية إلا آية واحدة وهي قوله: (فسْبْحَانَ الل جين تون وَحِينَ تُصْبحُون [الروم : 
.]١‏ 8 قول لخر (', وبه قال الزمخشري(". والفخر الرازي7”»: والبيضاوي7"؛ وابن 
جزي » وأبو السعود(") 

قال هاي االدين:" الاستثناء مبنئ على قول الحسن وهو خلاف مذهب الجمهور 
والتفسير المرضى 

#مناسبة 5 مع سورة ة «العنكبوت»: 
نظور فتاسيا هذه السيور: لمااقبلها مق التواحي ارنية. 

-١‏ إن السورة السابقة بدئت بالجهاد وختمت به؛ فافتتحت الا ع كم 
ليناموا على مهاد الراحة» بل خلقوا ليجاهدوا حتى يلاقوا ربهم» وأنهم يلاقون 
المصاعب من الأهل والأمم التي يكونون فيهاء وهذه ل ا 
نصرة المؤمنين ودفع شماتة أعدائهم المشركين» وهم يجاهدون فى الله ولوجهه فكآن 
هذه متممة لما قبلها من هذه الجهة. 

ا إن ما فى هذه السورة من الحجج على التوحيد والنظر فى الآفاق والأنفس مفصل لما 
جاء منه مجملا فى السورة السالفة» إذ قال فى السالفة: (قُل سِيروا فِي الأزض فَائْظْرُوا 
كيف بَدَأ الحلّق كم الله يُنشِئ انَأ الآخرَة إن الله عَلَى كُلّ شيءٍ دير [العنكيوت : 
٠"]ء‏ وهنا بين ذلك» فقال: أوَلَْ يَسِيرُوا في الأزض فَيَنْظرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ 
لهم كانوا أَشد مِنْهُم فو توا لْأَرْضَ وَحَمروها كر مما وها وَجَاءَهم لهم 
بالْبَِنَاتِ فَمَا كَانَ اله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفْسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم : 3]» وقال: ٠له‏ يبدا 

.| الْحَلّق كم يُعِيدْهُ ثم إِلَيْهِ تُرْجَعونَ) [الروم : ."1]١١‏ 

ه أغراض السورة ومقاصدها 

ا إن المقصد الرئيس لهذه السورة هو الكشف عن الارتباطات الوثيقة بين أحوال الناس» 

وبيان أن كل حركة. وكل حادث» وكل حالة وكل نشأة وكل عاقبة, وكل نصرء» وكل 

هزيمة...كلها مرتبطة برباط وثيق» محكومة بقانون دقيق» وأن مرد الأمر فيها كله لله: (ِلله 
الأمر كين قل ومن بَعْد) [الروم 2 1 5]» وهذه هي الحقيقة الأولى التي يؤكدها القرآن كله 
يوضقها الحدده الموجهة 0 هذه العقيدة, 0 التي تنشأ عنها جميع التصورات 

وإلى جانب هذا المقصد الرئيس فقد تضمنت السورة جملة من المقاصدء نذكرها على 

النحو التالي: 


.1/١5 تفسير القرطبي:‎ )١ 
.576 /” ؟) ذكره عبدالقاهر الجرجاني في درج الدرر:‎ 
.455 /" انظر: الكشاف:‎ )* 

5) انظر: مفاتيح الغيب: 5؟/ 79. 
5) انظر: تفسير البيضاوي: 5/ .7١١‏ 

")نظو الفسنييل العلوم الندزين: ار +11 

") انظر : تفسير أبي السعود: 1// 49. 

8)حَاشِيةٌ الشهّاب عَلَى تفسير البتيضاويء الْمُسَمّاة: عِتَايةٌ القاضيى وكِقَايةٌ الراضيى عَلَى تفسير البتيضاوي: /٠‏ 
500" 

(4) انظر: تفسير المراغي:١77/7.‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


541 


- قمع المشركين من أهل مكة؛ الذين كانوا يودون انتصار الفرس على الروم؛ وذلك أن 
الفرس كانوا غير موحدين؛ إذ كانت ديانتهم المجوسية» في حين كان الروم في ذلك 
الوقت أهل كتاب» وكان دينهم النصرانية» فوجد المشركون من أهل مكة في الحادث 
فرصة لاستعلاء عقيدة الشرك على عقيدة التوحيدء وفألاآً بانتتصار ملة الكفر على ملة 
الإيمان؛ ومن ثم نزلت الآيات الأول من: هذه السورة تيشر بغلبة أهل الكتاب من الروم 
في بضع سنين غلبة يفرح لها المؤمنون» الذين يودون انتصار ملة الإيمان والتوحيد 
على ملل الشرك والكفر. 

؟- تجهيل المشركين بأنهم لا تغوص أفهامهم في الاعتبار بالأحداث» ولا يتفكرون في 
أسباب نهوض الأمم وانحدارهاء ولا يتعظون بهلاك الأمم السالفة المماثلة لهم في 
الإشراك بالله. 

*- النعي على المشركين إهمالهم النظر في الحياة الآخرة الباقية» وأن علمهم محصور في 
الحياة الدنيا الزائلة. 

4- الاستدلال على وحدانيته سبحانه بالآيات الكونية» والمخلوقات الربانية» والربط بين سنة 
الله في نصر المؤمنين بالدين الحق؛ والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض 
وما بينهما. ٠‏ 

4- بيان عالمية دعوة الإسلام وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولهاء واتساع مجالهاء 
فهي ليست مرتبطة بهذه الأرض وحدهاء إنما هي مرتبطة كذلك بفطرة هذا الكون 
ونواميسه الكبرى؛ وفطرة النفس البشرية وأطوارهاء وماضي هذه البشرية ومستقبلهاء 
لا على هذه الأرض وحدهاء ولكن أيضاً في عالم الآخرة الوثيق الصلة بها والارتباط. 

5- الحث على التمسك بدين الإسلام؛ باعتباره الدين القويم» الذي لا يقبل سبحانه من عباده 
ديناً غيره؛ لأنه دين فطر الله الناس عليه» ومن ابتغى غيره ديناء فقد حاول تبديل ما 
خلق اله وأنى له ذلك؛ إذ لا تبديل لخلق الله. 

/ا- ضرب الله سبحانه فى هذه السورة أمثالاً لإحياء مختلف الأموات بعد زوال الحياة عنهاء 
ولإحياء الأمم بعد يأس الناس منهاء وأمثالاً لحدوث القوة بعد الضعفء؛ والضعف بعد 
القوة؛ كل ذلك لبيان قدرته سبحانه» وأنه سبحانه هو القادر على شيء» لا يعجزه شيء 
في الأرض ولا في السماء. 

6- الكشف عما في طبيعة الناس من تقلب لا يصلح أن تقام عليه الحياة» ما لم يرتبطوا 
بمعيار ثابت لا يدور مع الأهواء» وتصوير حالهم في الرحمة والضرء وعند بسط 
الرزق وقبضه. إضافة إلى بيان وسائل إنفاق هذا الرزق وتنميته. 

4- الربط بين ظهور الفساد في البر والبحرء وعمل الناس وكسبهمء وتوجههم إلى السير في 
الآأرضء والنظر في عواقب المشركين من قبل. ا 

إثبات البعث يوم القيامة» وأنه حق لا ريب فيه» ولا ينكره إلا جاحد بيوم الدين» أو 
جاهل بهذا الدين. 

-١‏ توجيه الرسول # إلى الصبر على دعوته؛ وما يلقاه من الناس فيهاء والاطمئنان إلى أن 
وعد الله حق لا بد أنه آتء فلا يقلقه» ولا يستخفه الذين لا يوقنون. وهو توجيه غير 
مباشر لحَمَلّة هذا الدين في كل زمان ومكان"("). 

» فضائل السورة: 

ومما وردت في فضائل هذه السورة: 

- عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «من قرأ سورة الروم كان له من 
الأجر» عشر حسنات بعدد كل ملك سبح لله بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع في 
يومه وليلته»7") 


)١(‏ موقع: [إسلام ويب]. 


5 


أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا فتنة القول والعمل. وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا 


ونوايانا خالصة لوجهه الكريم. 


)0 أخريد إل لبى في الكشة والبيان:2551/1 والواحدي في الوسيط(17١7):ص‏ "/ 2 وذكره الطبرسي 
في تفسير مجمع البيان: 7/ 47. سبق أن ذكرنا أن هذا حديث موضوع غير ثابت. 


51١ 


القرآن 
(الم (1)) [الروم : ]١‏ 
التفسير: 


(الم) سبق الكلام على الحروف المقطّعة في أول سورة البقرة. 

وذكر أهل التفسير في قوله تعالى: (الم ))١(‏ [الروم : »]١‏ وجوها: 
أحدها* 00 : أنا الله أعلم. قاله ابن عباس-في رواية-(١‏ . وروي عن سعيد بن جبير والضحاك 
نحو ذلك9) ٍ 

وقال السدي:" أما (الم): حرف من حروف اسم الله"(", . 

وقال سالم بن عبد الله:"(الم)» و(حم)» وإن؟ ونحوهاء اسم الله 5 0 

عن ابن عباس في قوله: "[الم)» و(حم)» وإن)» قال: اسم مقطع"! 

0 أنه اسم من أسماء القرآن. قاله ابن أبي نجيح7"). وروي عن قتادة وزيد بن أنس نحو 
ذلك( 
الرابع: أن «الم»: هي فواتح يفتتح لله بها القرآن. قاله مجاهدا") 
الخامس: أنه قسم. قاله عكرم('' 
السادس: أن :" هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا وأزت فيها الألسن كلها منها 
حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه» وليس منها حرف إلا وهو في الآية وبلا به» وليس منها 
فقال: وعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به فالألف مفتاح اسمه 
الله» واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف: إلا اللّهء واللام: لطف الله 
والميم: مجد اللّه» فالألف: ستة» واللام: ثلاثون» والميم: أربعون". وهذا قول أفَي العالية/' '), 
وروي عن الربيع بن انس نحو ذلك/ : 

قال السمعاني:" الأصح أن معناه -هاهنا- هو القسم"7'"). 


القرآن 


.7079/1صن:)١1١١9(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )١ 

؟) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: ."١731/49‏ بدون سند. 

") انظر: تفسير ابن ابي حاتم(١٠7١1١):نص7079/1.‏ 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(١7١17١):ص70753/9.‏ 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(77١17١):ص70753/9.‏ 

5) أخرجه ابن ابي حاتم(71١17١):نص70753/9.‏ 

) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(575١1١):نص7070/1.‏ 

6) انظر: تفسير ابن ابي حاتم: ."١70/9‏ بدون سند. 

1) انظر: تفسير ابن ابي حاتم(757١17١):نص7090/4.‏ 

.7:0970/1صن:)١1١571/(متاح انظر: تفسير ابن ابي‎ )٠ 

,31071-17:79/4صن:)١17١5 أخرجه ابن ابي حاتم(‎ )١ 
بدون سند.‎ .1072١ /4 انظر: تفسير ابن ابي حاتم:‎ ) 
( 


.١96 /4 تفسير السمعاني:‎ )١ 


1١ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


51 


(عْلِبَتِ الرّو مُ (؟) فِي أذنى الأزض وَهُمْ مِنْ بد لبهم سَيَغْلبُونَ (*) في بضع سنين لله الأمز 
من قَبْلَ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذِ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصرٍ اللَّهِ يَنْصرُ مَنْ يَشَاءْ وَهُوَ الْعَزِيرُ الرّحِيمُ 
(5)) [الروم : ]0-١‏ 
التفسير: 
غلبت فارسُ الروم في أدنى أرض «الشام» إلى «فارس» ؛ وسوف يَغْلِب الرومٌ الفرسن في مدة 
من الزمنء لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل 
انتصار الروم وبعده» ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على 
الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاءء ويخذل من يشاءء وهو العزيز الذي لا يغالب» 
سبب نزول الآيات:[١‏ -0]: 

عن .عكرمة: "أن الروم وفارس. اقتتلوا في أدنى الأرضء قالوا: وأدنى الأرض يومئذ 
أذرعاتء بها التقواء فهُزمت الروم» فبلغ ذلك النب يه وأصحابه وهم بمكة» فشقّ ذلك عليهم, 
وكان النبي يكره أن يظهر الأميّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم» ففرح الكفار 
بمكة وشمتواء فلقوا أصحاب النبي © فقالوا: إنكم أهل الكتاب» والنصارى أهل كتاب» ونحن 
مون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب» وإنكم إن قاتلتمونا 
لنظهرنّ عليكم؛ فأنزل الله: (الم غلِبَتِ الرُومُ في أذتي الأزض وَهْمْ مِنْ بَعْدٍ عَلَبِهِمْ سَيَعْلِبُونَ فِي 
يطلع مدث لم لاخر من قبل ومو كنا زتعت يغرة المؤونون ينعار اللو .. )الاباك فخرع ابر 
أعرنكن: راك امهو الروم على فارس» أخبرنا بذلك نبينا 6 فقام إليه أب ب خلف» فقال* 
كذبت يا أبا فضيلء فقال له أبو بكر رضي الله عنه: أنت أكذب يا عدوّ الله فقال: أناحبك عشر 
قلائص منيء وعشر قلائص منكء فإن ظهرت الروم على فارس غرمث؛ء وإن ظهرت فارس 
على الروم غرمت إلى ثلاث سنين» ثم جاء أبو بكر إلى النبئ 8 فأخبره. فقال: "ما هَكذًا 
ذَكَرْتُء إِنّما البضْغ ما بينَ الثَّلاثِ إلى التَّمْعء قَرَايدْهُ ِي الخَطّرء وماده فِي الأجَلِ". فخرج أبو 
بكر فلقي 5 فقال: لعلك ندمتء فقال: لا فقال: أزايدك ‏ في الخطرء وأمادّك في الأجلء فاجعلها 
مئة قلوص لمئة قلوص إلى تسع سنين» قال* فد فعلت" 0 

عن يحيى بن يعمر:"أن قيصر بعث رجلا يُدعى قطمة بجيش من الروم؛ وبعث كسرى 
شهربراز» فالتقيا بأذرعات وبصرىء. وهي أدنى الشام إليكم» » فلقيت فارس الروم؛ فغلبتهم 
فارسء» فرج بذلك عفار فريش» وكرهه المسلمون» فأنزل الله * (الم غُلِبَتِ الرُومُ في أذتى 
الأزضٍ ...1 ثم ذكر مثل حديث عكرمة:» وزاد: فلم يزل شهربراز يطؤهم؛ ويخرب مدائنهم حتى 
بلغ الخليج» ثم مات كسرىء فبلغهم موته» فانهزم شهربراز وأصحابه» وأوعبت عليهم الروم عند 
ذلك فأتبعوهم يقتلونهم قال: وقال عكرمة في حديثه: لما ظهرت فارس على الروم جلس فرخان 
يشرب, فقال لأصحابه: لقد رأيت كأني جالس على سرير كسرىء فبلغت كسرىء فكتب إلى 
شهربُراز: إذا أتاك كتابي فابعث إلى برأس فرخان. فكتب إليه: أيها الملك؛ إنك لن تجد مثل 
فرخان» إن له نكاية وضربا في العدوّء فلا تفعل. فكتب إليه: إن في رجال فارس خلفا منه 
فعجّل إليّ برأسه. فراجعه» فغضب كسرىء فلم يجبه» وبعث بريدا إلى أهل فارسء إني قد 
نزعت عنكم شهربرازء واستعملت عليكم فرخانء ثم دفع إلى البريد صحيفة صغيرة: إذا ولي 
فرخان المُلك» وانقاد له أخوه. فأعطه هذه؛ فلما قرأ شهربراز الكتاب قال* سمعا وطاعة» ونزل 
عن سزيره وجلس فرخان» ودفع الصحيفة إليه؛ قال:: التوني بشهربزازء فقثمه ليضرب عنقك 
قال: لا تعجل حدق أكتب وصيتيء» قال: نعم» فدعا باستفط, فأعطاه ثلاث صحائفء؛ وقال: كل 
هذا راجعت فيك كسرىء وأنت أردت أن تقتلني بكتاب واحدء فردً الملك» وكتب شهربراز إلى 
قيصر ملك الروم: إن لي إليك حاجة لا يحملها البريدء ولا تبلغها الصحفء فالقنيء ولا تلقني إلا 





7١-59 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )١( 


5717 


في خمسين رومياء فإني ألقاك في خمسين فارسياء فأقبل قيصر في خمس مئة ألف رومي؛ 
وجعل يضع العيون بين يديه في الطريق» وخاف أن يكون قد مكر به حتى أتته عيونه أن ليس 
معه إلا خمسون رجلا ثم بسط لهما والتقيا في قبة ديباج ضربت لهماء مع كل واحد منهما 
سكينء فدعيا ترجمانا بينهماء فقال شهربراز: إن الذين خرّبوا مدائنك أنا وأخي بكيدنا وشجاعتناء 
وإن كسرى حسدناء فأراد أن أقتل أخيء فأبيت» ثم أمر أخي أن يقتلني» فقد خلعناه جميعاء فنحن 
نقاتله معك. فقال: قد أصبتماء ثم أشار أحدهما إلى صاحبه أن السرّ بين اثنين» فإذا جاوز اثنين 
فشا. قال: أجلء فقتلا الترجمان جميعا بسكينيهماء فأهلك الله كسرىء وجاء الخبر إلى رسول الله 
زوم الخينية فترح ومن عه" 
عن أبي سعيدء قال: " لما كان يوم بدرء ظهرت الروم على فارسء فأعجب ذلك 

المؤمنين؛ لأنهم أهل كتابء فأنزل الله: (الم ( )١‏ غُلِبَتِ الرُومُ ( ”) فِي أذتى الأز ضٍ١(")1‏ [الروم : 
١‏ - "]ء قال: ال ل ل (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( :) بِنَصْر 
الشد(ه)) [الروم : ؛ - 7"]0". ,! ْ 

قال الثعلبي:" قال المفسرون: كانت في فارس امرأة لا تلد إلا الملوك والأبطال 
سمش آَلرَحْمَأَليَحِيماء فدعاها كسرى فقال: إني أريد أن أبعث إلى الروم جيشا وأستعمل عليهم 
رجلا من بنيك فأشيري علي أيهم أستعمل؟ فقالت: م انزو - “من شعت د 
صقر(".» وهذا فرخان أنفذ من سنان7؛؟)؛» وهذا شهريراز7") هو أحلم من كذاء فاستعمل أيهم 
قال: فإني استعملت الحليم» فاستعمل شهريرازء فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم 
وخرب مدائنهم وقطع زيتونهم» وكان قيصر بعث رجلا يدعى يحنس7) وبعث كسرى شهريراذ 
فالتقيا بأذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض العرب والعجم فغلبت فارس الروم؛ فبلغ 
ذلك النبي صلى الله عليه وأصحابه بمكة فشق عليهم» وكان النبي صلى الله عليه يكره أن يظهر 
الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم» وفرح كفار مكة وشمتوا ولقوا أصحاب النبي 
# فقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس 
على إخوانكم من أهل الروم. فإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم. 9 

فأنزل الله عز وجل: (الم ) )١‏ غلبت الرُوم ( ")) [الدوة ١:‏ -1]... إلى آخر الآيات.. 
فيكزاتولا يرث الل أعيكه ا ل ار 1 
بن خلف الجمحي فقال: كذبت يا أبا فضيلء فقال له أبو بكر: أنت أكذب يا عدو الله فقال: اجعل 
بيننا أجلا أناحبك عليه؛ والمناحبة: المراهنة على عشر قلائص مني وعشر قلائص منكء فإن 
ظهرت الروم على فارس غرمتء وإن ظهرت فارس غرمت. ففعل ذلك وجعلوا الأجل ثلاث 


.71-170 ٠١ أخرجه الطبري:‎ )١( 

)١(‏ أخرجه الطبري: /٠١‏ 277 والواحدي في أسباب النزول: 55-5554", باختلاف يسير في الألفاظء 
وأخرجه الترمذي في التفسير )"١37(‏ وقال: "هذا حديث حسن غريب". 

وفي إسناده عطية بن سعد بن جنادة العوفي: وهو ضعيف. 

(؟) انظر: كتاب الأمثال: .٠١17‏ 

(؛)في تفسير القرطبي /١5(‏ ") : فرخان أحد من سنان وأنفذ من نبل. 

(5)في التفاسير: شهربنان» وفي تفسير الطبري١١/7320:‏ شهر برازء وفي تفسير مقاتل: "5٠7/9‏ «شهر 
بران»" 

(1)في تفسير الطبري :7/٠١‏ يدعى: قطمة بجيش من الروم. 


ون 


فجاء أبو بكر إلى النبي 7 © وأخبره وذلك قبل تحريم القمار» فقال رسول الله : ما هكذا 
ذكرتء إنما البضع ما بين ثلاث إلى التسع فزايده في , الخطر وماده في الأجل» فخرج أبو بكر 
فلقي أبيا فقال: لعلك ندمت قال: لاء قال: فتعال أزايدك في الخطر وأمادك في الأجل فاجعلها 
مائة قلوص ومائة قلوص إلى تسع سنينء قال: قد فعلت فلما خشي أبي بن خلف أن يخرج أبو 
بكر من مكة أتاه فلزمه فقال: إني أخاف أن تخرج من مكة فأقم لي كفيلاء فكفل له ابنه عبد الله 
بن انق بكر 

فلما أراد أبي بن خلف أن يخرج إلى أحد أتاه عبد الله بن أبي بكر فلزمه قال: والله لا 
أدعك حتى تعطيني كفيلا فأعطاه كفيلا ثم خرج إلى أحدء ثم رجع أبي بن خلف فمات بمكة من 
جراحته التي جرحه رسول الله صلى الله عليه حين بارزه. وظهرت الروم على فارس يوم 
الحديبية وذلك عند راس سبع سنين من مناحبتهم 

قال الثعلبي: هذا قول أكثر المفسرين"() 

قال ابن كثير:" نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما 
والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم »ء واضطر هرقل مَلك الروم حتى ألجأه إلى 
القسطنطينية » وحاصره فيها مدة طويلة » ثم عادت الدولة لهرقل"(". 

قوله تعالى:[ِعَلِبَتِ الرُومْ (؟) فِي أذتى الأزض) [الروم : 1-؟]» أي:" عَلَبت فارسُ 
الروم في أدنى أرض «الشام» إلى «فارس»"(” 

قال ابن عباس: " غلبتهم فارسء ثم غلبت الروم"”؛) 

عن ابن عباسء قوله: "(فِي أذتى الأزض)» يقول: لسار فاه ْ,) 

قال قتادة:" غلبتهم فارس على أدنى الشاه"("). 

قال ابن زيد:" أدنى الأرض: الشأه"(". 

قال الزجاج: "قيل في أطراف الشامء وتأويله: أدنى الأرض من أرض العرب"(*) 

قال عبد الله خمس قد مضين: "الدخان» واللزام» والبطشة؛ والقمرء والروم"7") 

وقراءة العامة :[ِغَلِبَتِ الرُوم)» بضم الغين» بمعنى: أن فارس غلبت الروءا"') ْ 

وروي عن سليطهء قال: "سمعت ابن عمر يقرأ :«عَلبَتِ الرُومُ»» فقيل له: يا أبا عبد 
الرحمن» على أي شيء غلبوا؟ قال* على ريت الشام"( "). 1 

قال الفراء: ل القراء مجتمعون على[ عَلِبَتِ)» إلا ابن عمر فإنه قرأها: «عَلَبَتِ الرُومُ»» 
فقيل له: علام غلبوا؟ فقال: على أدنى ريف الشأم. والتفسير يرد قول ابن عمر "م 


)١‏ الكشف والبيان: 1/ .5317-1731١‏ وانظر: أسباب النزول للواحدي: 554؟: ذكره مختصرا. 
) تفسير ابن كثير: 5/ 751/8. 
؟) التفسير الميسر: .5٠05‏ 

:) أخرجه الطبري: /7١‏ 595. 
©) أخرجه الطبري: /٠١‏ 75. 
)أ 
( 
( 
( 


.١75 /4 معاني القرآن:‎ )١ 


) 

) 

) 

) 

) 

) 

(0) أخرجه الطبري: /٠١‏ 98-10/7لا. 
) 

(9) أخرجه الطبري: .59-/7١‏ 
) 

) 

) 


ل 


قوله تعالى:(ِوَهُمْ مِنْ بَعْد عَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (") في بضنع سِنِينَ) [الروم : ”5-7]» أي:" 
ا الرومٌ الفرسّ في مدة من الزمنء لا تزيد على على جنوانا ولا التفمن .عن 
ثلاث" 

قال الطبري:" يقول: والروم من بعد غلبة فارس إياهم إِسَيَعْلِبُونَ1 فارس [إفِي بضع 
سنِين7"1". 

قال الزجاج: " هذه من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند اللهء لأنه أنبأ بما 
سيكونء وهذا لا يعلمه إلا الله - عز وجل - وكان المشركون سروا بأن غلبت فارس الروم؛ 
وذلك لأنهم قالوا: إنكم أيها المسلمون تزعمون بأنكم تنصرون بأنكم أهل كتاب؛ فقد غلبت فارس 
الروم. وفارس ليست أهل كتاب» والروم أهل كتاب» فكذلك سنغلبكم نحن. فأعلم الله - عز وجل 
- أن الروم سيغلبون في بضع سنين» وسيسرالمسلمون بذلك فراهن المسلمون المشركين 
وبايعوهم على صحة هذا الخبر. 

و«البضع» ما بين الثلاث إلى التسع» فلما مضى بعض البضع طالب المشركون 
المسلمين وقالوا قد غلبناكم؛ لأنه قد مضت بضع سنين ولم تغلب الروم فارس: واحتج عليهم 
المسلمون بان البضع لم يكملء» وزادوهم وأخروهم إلى تمام البضعء فغلبت الروم فارس وقمر 
المسلمون وذلك قبل أن يحرم القمار وفرح المسلمون وخزي الكافرون"7". 

عن عبد الرحمن بن الحارث؛: عن أبيه.» عن عبد الله بن عمروء قال: "قلت له: ما 
البضع؟ قال: زعم أهل الكتاب أنه تسع أو سبع"(*) 

قال أبو عبيدة:" البضع: ما بين ثلاث سنين وخمس سنين"20. 

قال قتادة:" فأظهر الله الروم على فارس عند رأس البضع سنينَ من قمارهم الأوّلء 
وكان ذلك مرجعه من الحديبية» ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان» وبظهور أهل الكتاب على 
المجوسء وكان ذلك مما شدد الله به الإسلاه"0". 

قال الشعبي:" كان النبين 4 أخبر مين كان الروم ستغلبء قال: فنزل القرآن بذلك» 
قال: وكان المسلمون يحبون ظهور الروم على فارس؛ لأنهم أهل الكتاب" ."7‏ . 

قال عبدالله:" كانت فارس ظاهرة على الروم؛ وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس 
على 0 المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب» وهم أقرب 
إلى دينهم / 

قل ابن قتيبة:" كانت «فارس» غلبت «الروم» على أرض الجزيرة» وهي أدنى أرض 
الروم من سلطان فارسء فسرّ بذلك مشركو قريشء وكان المسلمون يحبّون أن تظهر الروم على 
أهل فارسء لأن الروم أهل كتاب» وأهل فارس مجوسء فساءهم أن غلبوهم على شيء من 
بلادهم؛ فأنزل الله تعالى: (وَهُمْ مِنْ بَعْدٍ عَلَبِهم)» أي: والروم من بعد أن غلبوا سَيَعْلِبُونَ أهل 
فارس. وغلبهم يكون للغالبين والمغلوبين جميعاء كما تقول: والشهداء من بعد قتلهم سيرزقون» 





.5٠05 التفسير الميسر:‎ )١( 
.5507/٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 
.١76 /4 معاني القرآن:‎ )6( 
.54 /٠١ أخجره الطبري:‎ ):( 

(5) مجاز القرآن: 7/ .١15‏ 
(5) أخرجه الطبري: ./١ /٠١‏ 
(0) أخرجه الطبري: /٠١‏ 77. 
(8) أخرجه الطبري: /٠١‏ 77. 


ادر 


أي: من بعد أن قتلوا (في يطل تيئين]» والبضع: ما فوق الثلاث ودون العشر. فغلبت الروم أهل 
فارس وأخرجوهم من امم يوم الحديبية"(). 

قال :ابن *كثير :" وآمنا ارود فهم مكائطالة الكيطن ين :إفحاق ين البراعهم توه الداع 
بني إسرائيل » ويقال لهم : بنو الأصفر. وكانوا على دين اليونان » واليونان من سلالة يافث بن 
نوح ء أبناء عم الترك. وكانوا يعبدون الكواكب السيارة السبعة ٠»‏ ويقال لها : المتحيرة » 
ويصلون إلى القطب الشمالي » وهم الذين أسسوا دمشق » وبنوا معبدها » وفيه محاريب إلى 
جهة الشمال » فكان الروم على دينهم إلى مبعث المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة » وكان من ملك 
الشام مع الجزيرة منهم يقال له : قيصر. فكان أول من دخل في دين النصارى من الملوك 
طظا طن إن قطن ٠‏ واحة مزيع الودادكة الإحكاادة من رس خرن اشرق تسر للدم 
فدعته إلى دينها » وكان قبل ذلك فيلسوفا » فتابعها لواحت ا وار .: 
وتناظروا في زمانه مع عبد الله بن أريوس » واختلفوا اختلافا كثيرًا منتشرا متشتتا لا ينضبط .2 
إلا أنه اتفق من جماعتهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًا » فوضعوا لقسطنطين العقيدة » وهي التي 
يسمونها الأمانة الكبيرة » وإنما هي الخيانة الحقيرة » ووضعوا له القوانين - يعنون كتب الأحكام 
من تحليل وتحريم وغير ذلك مما يحتاجون إليه » وغَيّروا دين المسيح » عليه السلام » وزادوا 
فيه ونقصوا منه. وفصلوا إلى المشرق واعتاضوا عن السبت بالأحد » وعبدوا الصليب وأحلوا 
الخنزير. واتخذوا أعيادًا أحدثوها كعيد الصليب والقداس والغطاس ٠‏ وغير ذلك من البواعيث 
والشعانين » وجعلوا له الباب وهو كبيرهم » ثم البتاركة » ثم المطارنة » ثم الأساقفة والقساقسة » 
ثم الشمامسة. وابتدعوا الرهبانية. وبنى لهم الملك الكنائس والمعابد » وأسس المدينة المنسوبة 
إليه وهي القسطنطينية » يقال : إنه بنى في أيامه اثني عشر ألف كنيسة » وبنى بيت لحم بثلاثة 
محاريب » وبنت أمه القمامة » وهؤلاء هم الملكية » يعنون الذين هم على دين الملك. 

ثم حدثت بعدهم اليعقوبية أتباع يعقوب الإسكاف » ثم النسطورية أصحاب نسطورا » 
وهم فرق وطوائف كثيرة » كما قال رسول الله 6 : «إنهم افترقوا على اثنتين وسبعين 
فرقة»(". 

والغرض أنهم استمروا على النصرانية » كلما هلك قيصر خنلفه آخر بعده » حتى كان 
آخرهم هرقل. وكان من عقلاء الرجال » ومن أحزم الملوك وأدهاهم » وأبعدهم غورا وأقصاهم 
رأيا » فتمَلكَ عليهم في رياسّة عظيمة وأبهة كبيرة » فناوأه كسرى ملك الفرس ٠‏ ومَّلكَ البلاد 
كالعراق وخراسان والرّي » وجميع بلاد العجم » وهو سابور ذو الأكتاف. وكانت مملكته أوسع 
من مملكة قيصر . وله رياسة العجم وحماقة الفرس ٠‏ وكانوا مجوسا يعبدون النار. فتقدم عن 
عكرمة أنه بعث إليه نوابه وجيشه فقاتلوه » والمشهور أن كسرى غزاه بنفسه في بلاده فقهره 
وكسّره وقصره . حتى لم يبق معه سوى مدينة قسطنطينية. فحاصره بها مدة طويلة حتى ضاقت 
عليه » وكانت النصارى تعظمه تعظيما زائدا » ولم يقدر كسرى على فتح البلد » ولا أمكنه ذلك 
لحصانتها ؛ لأن نصفها من ناحية البر ونصفها الآخر من ناحية البحر » فكانت تأتيهم الميرة 
والمَدّد من هنالك. فلما طال الأمر دبر قيصر مكيدة » ورأى فى نفسه خديعة » فطلب من كسرى 
أن يقلع عن بلاده على مال يصالحه عليه » ويشترط عليه ما شاء. فأجابه إلى ذلك » وطلب منه 
أموالا عظيمة لا يقدر عليها أحد من ملوك الدنياء من ذهب وجواهر وأقمشة وجوار وخدام 
وأصناف كثيرة. فطاوعه قيصر ٠»‏ وأوهمه أن عنده جميع ما طلب » واستقل عقله لما طلب منه 


.؟75١-؟1؟9 تاويل مشكل القرآن:‎ )١( 
(")سنن أبي داود برقم (4517) وابن ماجه في السنن برقم (5317") وقال البوصيري في الزوائد : "إسناد‎ 
عوف بن مالك فيه مقال » وراشد بن سعد قال فيه أبو حاتم : صدوق. وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد‎ 
سوى ابن ماجه » وليس له عندي سوى هذا الحديث قال ابن عدي : روى أحاديث تفرد بها. وذكره ابن حبان‎ 
في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات".‎ 


571/ 


ما طلب » ولو اجتمع هو وإياه لعجزت قدرتهما عن جمع عُشره » وسأل كسرى أن يُمكّنه من 
الخرَوج إلى بلاك الشام وأقاليم مملكته + ليسعى:فن تحصيل ذلك من ذخائره وحواضله ودفائيه : 
فأطلق سراحه ». فلما عزم قيصر على الخروج من مدينة قسطنطينية » جمع أهل ملته وقال : 
إني خارج في أمر قد أبرمته » في جند قد عينته من جيشي » فإن رجعت إليكم قبل الحول فأنا 
ملككم » وإن لم أرجع إليكم قبلها فأنتم بالخيار » إن شئتم استمررتم على بيعتي » وإن شئتم وليتم 
عليكم غيري. فأجابوه بأنك ملكنا ما دمت حيا » ولو غبت عشرة أعوام . فلما خرج من 
الشكلاظ :جرح .حر "فلن جراق قزر سيط ١‏ فد اوكردي خف على اقبط وني حار 
ليرجع » فركب قيصر من فوره وسار مسرعا حتى انتهى إلى بلاد فارس ٠»‏ فعاث في بلادهم 
قتلا لرجالها ومن بها من المقاتلة » أولا فأولا ولم يزل يقتل حتى انتهى إلى المدائن » وهي 
كرسي مملكة كسرى » فقتل من بها » وأخذ جميع حواصله وأمواله » وأسر نساءه وحريمه » 
وحلق رأس ولده » ورَكْبهِ على حمار وبعث معه من الأساورة من قومه في غاية الهوان والذلة 
وكنب إلى كدرى يفول هذا ما طلنك فخذه. فلها بلغ :ذلك كسيزى إحده مز الغم نا ل يخصحة 
إلا الله عز وجل » واشتد حنقه على البلد » فاشتد في حصارها بكل ممكن فلم يقدر على ذلك. 
فلما عجز ركب ليأخذ عليه الطريق من مخاضة جيحون » التي لا سبيل لقيصر إلى القسطنطينية 
إلا منها ء» فليا مالعاو لطلاك احلال بكلة يطو لم لديو ركه 0 ريخو د اردق ده 
وحواصله التي معه عند فم المخاضة » وركب في بعض الجيش » وأمر بأحمال من التبن والبعر 
والروة قصلت نمث« وان إلى قرفت من يوم في الماع مصفةا +« ثم :امن بالقاء. تلكا |الأحطل 
في النهر » فلما مرت بكسرى ظن هو وجنده أنهم قد خاضوا من هنالك » فركبوا في طلبهم 
فشكت المخاضنة عن القرين #وقدم فيس ادر هه بالنهودن في الخوضن: فخاضيوا وإبنوعوا 
السو قفاتوا كموق تومتو كد :دكاو | الفسي*نظيقة: واكان: ذلك ينها متنيزة١‏ علد اللسدارد + 
وبقي كسرى وجيوشه حائرين لا يدرون ماذا يصنعون. لم يحصلوا على بلاد قيصر » وبلادهم 
قد خَرّبتها الروم وأخذوا حواصلهم » وسبوا ذراريهم ونساءهم. فكان هذا من غلب الروم فارسن 
؛ وكان ذلك بعد تسع سنين من غلب الفرس للروم. 

وكانت الواقعة الكائنة بين فارس والروم حين غلبت الروم بين أذرعات وبُصرى » على 
واالكره ان ياس و خكرمة وغبرهما ووه طرك يزه الثناء بها بلي بلاة اعجار 7 . 

قوله تعالى:[به الأَمْرُ مِنْ قَبْكْ وَمِنْ بَعدْ [الروم : 5]» أي: " لله سبحانه وتعالى الأمر كله 
قبل انتصار الروم وبعده"! : 0 9 

قال ابن قتيبة:" أي: له الغلبة لمن شاء من قبل ومن بعد" '. 

قال الطبرى ""لدزمن شيل علهيم فارش دون سك «عليهيد: إناففاء تقض فى كلفة مأ 
يشاءء ويحكم ما يريد» ويظهر من شاء منهم على من أحبّ إظهاره عليه"7), 

قال ابن كثير:" أي : من قبل ذلك ومن بعده » فبني على الضم لما قطع المضاف » وهو 
قوله : ( قبل ) عن الإضافة » وثويت"7. 

3 جريج:" (بله الأمْرُ مِنْ قَبْلْ1 دولة فارس على الروم؛ [ِوَمِنْ بَعْدْةِ دولة الروم 

على فارس"! 


.8.07-1 ٠/5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 


1 

؟) التفسير الميسر: 6 
") تاويل مشكل القرآن: .74٠‏ 
:) تفسير الطبري: 1/5١‏ 55. 
) ات تفسير ابن كثير: ا 3 
لوز ار ١‏ 5ل 


6 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


516 


قوله تعالى: يمي يَْرَحُالمُؤْمِنُونَ (4) ينصر الله) [الروم : 15-6 أي:" ويوم ينتصر 
الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على القرس”" . )... ,.. ...م 
قال مجاهد:" وفرحَ المؤمنون بنصر الروم أهل الكتاب على فارس من أهل الأوثان" 

قال ابن زيد:" يوم أديلت الروم على فارس'"(". 

قال الطبري:" يقول: ويوم يغلب الروم فارس يفرح المؤمنون بالله ورسوله بنصر الله 
إياهم على المشركين؛ ونْصرة الروم على فارس"7). ٠‏ 

قال ابن كثير:" أي : للروم اصحاب قيصر ملك الشام » على فارس أصحاب كسرى » 
وهم المجوس. وقد كانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة بدر في قول طائفة كبيرة من 
العلماء؛ وقال آخرون : بل كان نصرة الروم على فارس عام الحديبية» ووجه بعضهم هذا القول 
بأن قيصر كان قد نذر لئن أظفره الله بكسرى ليمشين من حمص إلى إيليا - وهو بيت المقدس - 
شكرا لله عز وجل ». ففعل » فلما بلغ بيت المقدس لم يخرج منه حتى وافاه كتاب رسول الله صلى 
الله عليه وسلم » الذي بعثه مع دحية بن خليفة » فأعطاه دحية لعظيم بصرى » فدفعه عظيم 
بصرى إلى قيصر. فلما وصل إليه سأل من بالشام من عَرَبِ الحجاز » فأحضرٌ له أبو سفيان 
صخر بن حرب الأموي في جماعة من كفار قريش كانوا في غزة » فجيء بهم إليه ؛» فجلسوا 
بين يديه » فقال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : ' أنا . فقال 
لأصكانة د وأجلعهم حلفه + : إني سائل هذا عن هذا الرجل ؛ كان كلب فكدبوه. افقال أبو سفيان: 
ل ار كل ال :ل رن نه في شا تار عار سل فيا + يعدي 'يذلك الهددة 
التي كانت قد وقعت بين رسول الله 2# وكفار قريش يوم الحديبية على وضع الحرب بينهم عشر 
سنين » فاستدلوا بهذا على أن نصر الروم على فارس كان عام الحديبية ؛ لأن قيصر إنما وَفَى 
بنذره بعد الحديبية » والله أعلم. 

ولأصحاب القول الأول أن يجيبوا عن هذا بأن بلاده كانت قد خربت وتشعثت » فما 
تمكن من وفاء نذره حتى أصلح ما ينبغي إصلاحه وتفقد بلاده » ثم بعد أربع سنين من نصرته 
وفى بنذره » والله أعلم. 

والأمر في هذا سهل قريب », إلا أنه لما انتتصرت فارس على الروم ساء ذلك المؤمنين » 
فلما انتصرت الروم على فارس فرح المؤمنون بذلك؛ لأن الروم أهل كتاب في الجملة ؛ فهم 
أقرب إلى المؤمنين من المجوس ٠‏ كما قال الله تعالى :( لَتَجِدَنٌَ, أَشَدَ الئاس عَدَاوَةَ لِلَّذِينَ آمَنُوا 
التهوة وَالَذْيْنَ َشرَكُوا وََتَجِدَنَّ َفْرَبَهُمْ مَوَدَةٌ ِلَذِينَ آمَنُوا الّذِينَ قَالُوا إِنَا تصّارى ذَلِكَ بأنَّ مِنْهُمْ 
قِسِيسِينَ وَرُ هْبَانًا وَأنّهُمْ لا يَسْتَكْيرُونَ. وَإِذَا سَمِعُوا مَا أنزل إِلَى الرَّسُولٍ تَرَى أَعَيْتَهُمْ تَفِيضُ مِنَ 
الدَمْع مِمّا عَرَهُوا م ون الهد لكراون رقا هذا فلكتت عو الشاميي | العف + 4140 81] ١‏ ركل 
تعالى هاهنا : ( وَيَوْمَيذِ يَفرَحُ مُ الْمُؤْمِنُونَ بتر الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهْوَ الْعَزِيرُ الرّحِيمْ )"0. 

قال القشيري:" سر المسلمون بظفر الروم على العجم- وإن كان الكفر يجمعهم- إلا أن 
الروم اختصوا بالإيمان ببعض الأنبياء» فشكر الله لهم وأنزل فيهم الآية.. فكيف بمن يكون 
سروره لدين الله» وحزنه واهتمامه لدين اش؟"(20, 


.505 التفسير الميسر:‎ )١ 

.59 /5١ أخرجه الطبري:‎ )١ 
.88-10/7 /٠١ أخرجه الطبري:‎ )"* 
.55 /٠١ تفسير الطبري:‎ )4 

) تفسير ابن كثير: 5/ 7. 8054-8 
") لطائف الإشارات: */ /ا١١.‏ 


أت 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


5784 


0 0 :(ِيَنْصرُ مَنْ يَشَاكءُ] [الروم : 5]» أي:" والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاءء 

قل الطيري»» يَنْصْرُ) الله تعالى ذكره (ِمَنْ يَشَاءُ) من خلقه» على من يشاءء» وهو نُصرة 
المؤمنين على المشركين ببدر”") 
رأيت غلبة فارس الروم » ثم رأيت غلبة الروم فارس ٠‏ ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم » 
كل ذلك في خمس عشرة سنة" ,/ 0 

قوله تعالى:وَهُوَ العزون اليهيم رالزيو +183 آي :؟ وهر القينة الذي لاتيعالة ادس 
بمن نتناع من خلقه"(؟) . 

قال الطبري:" يقول: والله الشديد في انتقامه من أعدائه» لا يمنعه من ذلك مانع» ولا 
يحول بينه وبينه حائل» [الرحدم] يمن تاب:من خلقه؛ وراجع طاعته أن عي 

قال ابن كثير:" ( وَهُوَ الْعَزِيرُ 4 أي : في انتصاره وانتقامه من أعدائه » ( الرّحِيمُ ) 
بعباده المؤمنين"("). 


القرآن 
(وَْدَ الَهِ لا يُخْلِفُ اللّهُ وَعْدَهُ وَلَكنَ أَكثّرَ النَاس لا يَعْلَمُونَ (5) يَعْلَمُونَ ظاهِرًا من الْحَيَاة الدُنْيَا 
وَهُمْ عن الآخرَة هُمْ غافلُون ()) [الروم : ”-"] 
التفسير: 
وعد الله المؤمنين وعدا جازما لا يتخلف» بنصر الروم النصارى حلى الفرس الوثنيين» ولكن 
أكثر كفار «مكة» لا يعلمون أن ما وعد الله به حق» وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفهاء وهم 
عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون» لا يفكرون فيها. 

قوله تعالى:(وَغْدَ اللّهِ لا يُخْلِفَ اّهُ وَعْدَهُ4 [الروم : 5]: أي:" وعد الله المؤمنين وعدا 
جازمًا لا يتخلف؛ بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين"7". 

قال الطبري:" يقول تعالى ذكره: وعد الله جل ثناؤه» وعد أن الروم ستغلب فارس من 
بعد غلبة فارس لهم إن الله يفي بوعده للمؤمنين أن الروم سيغلبون فارسء لا يخلفهم وعده ذلك؛ 
لأنه ليس في مواعيده خلف"(8), 

قال ابن كثير:" أي : هذا الذي أخبرناك به يا نهد - من أنا سننصر الروم على فارس » 
وعنامن اللداحق© وخر صبدق لا يخلفة + ولا بد من كونه ووقوغه؛ لان اللداقد جوت سنته أن 

ينصر أقرب الطائفتين المقتتلتين إلى الحق » ويجعل لها العاقبة"07). 

قوله تعالى:(وَلَِنَ أكثَْ الا لا يَلمُونَ) [الروم : *]» أي:" ولكن أكثر كفار «مكة» لا 


يعلمون أن ما وعد الله به حق"(١)‏ 


.505 التفسير الميسر:‎ )١( 
.55 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 
.7:0417/4ص:)١17577(متاح أخرجه ابن ابي‎ )*( 
.505 (4؛) التفسير الميسر:‎ 
.517-55 /٠١ تفسير الطبري:‎ )5( 

(1) تفسير ابن كثير: 5/ ©.". 

)0( لتفسير الميسن 4 404 

(8) تفسير الطبري: /٠١‏ 76. 

(9) تفسير ابن كثير: 5/ 5.". 


١ 


قال الطبري:" يقول: ولكنّ أكثر قريش الذين يكذبون بأن الله منجز وعده المؤمنين» من 
أن الروم تغلب فارسء لا يعلمون أن ذلك كذلك؛ وأنه لا يجوز أن يكون في وعد الله إخلاف(". 

قال ابن كثير:" أي : بحكم الله في كونه وأفعاله المحكمة الجارية على وفق العدل"0, 

قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِنَ الْحَيَاةٍِ الدُنيَاا [الروم : 7]؛ أي:" وإنما يعلمون ظواهر 
الدنيا وزخرفها"7). 

قال الطبري: يقول: " يعلم هؤلاء المكذّبون بحقيقة خبر الله أن الروم ستغلب فارس» 
ظاهرا من حياتهم الدنياء وتدبير معايشهم فيهاء وما يصلحهه"0. 

قال ابن كثير:" أي : أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها . 
فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها » وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة »؛ كأن 
أحدهم مُعَفْل لا ذهن له ولا فكرة "(). 

قال الزجاج:" هذا في مشركي أهل مكة». المعنى: يعلمون من معايش الحياة الدنياء لأنهم 
كانوا يعالجون التجارات»؛ فأعلم الله - عز وجل - لما نفى أنهم لا يعلمون ما الذي يجهلون» 
ومقدار مايعلمون"7". 00 00 

عن قتادة قوله: "إيَعْلمُونَ ظاهِرًا مِنَ الْحَيَّاةٍ الدّنْيَاِدِ من حرقتها وتصرّفها وبغيتها"(". 

قال ابن عباس:" يعني: الكفار» يعرفون عمران الدنياء وهم في أمر الدين جهال"7). 

قال ابن عباس:" يعني: معايشهم؛ متى يحصدون ومنى يغرسون"””' 

ل 

قال إبراهيم:" معايشهم,» وما يصلحهم '. وروي عن عكرمة مثله! 

قال عكرمة:" هو السراج أو 0 . وفي رواية:" الخرازون والشراجوة» 3 

وقال الحسن البصري : "[وال]'") 3 من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب ادوم 
على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن يصلي" 


.404 التفسير الميسر:‎ )١ 

) تفسير الطبري: /7٠١‏ 76. 
) تفسير ابن كثير: 5/ .”٠2‏ 
4) التفسير الميسر: 404. 

©) تفسير الطبري: /٠١‏ 7/6. 
) تفسير ابن كثير: 5/ .”٠2‏ 
) معاني القرآن: 4/ 178. 
( 
( 


( 
( 
( 
) انظر: تفسير الطبري: ١٠/60ل.‏ 
5 ) أخرجه الطبري: /٠١‏ 76. 
) أخرجه الطبري: 0/7١‏ 7. 
) زيادة في تفسير ابن كثير: 6/ره١٠”؟.‏ 
) أخرجه ابن ابي حاتم(/175571١):نص‏ 7088/5. 


ا" 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
(9) أخرجه الطبري: 0/٠١‏ 756. 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


وروي عن سعيد في قوله: 'إِيَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِنَ الْحَيَاةٍ الدْنْيَاا قال: تسترق الشياطين 
السمع» فيسمعون الكلمة التي قد نزلت ينبغي لها أن تكون في الأرضء قال: ويرمون بالثشهب. 
فلا ينجو أن يحترقء» أو يصيبه شرر منه؛ قال: فيسقط فلا يعود أبداء قال: ويرمي بذاك الذي 

سمع إلى أوليائه من الإنسء» قال: فيحملون عليه ألف كذبة» قال: فما رأيت الناس يقولون: يكون 

كذا كذا ركذا قال* فيجيء الصحيح منه كما يقولون» الذي سمعوه من السماىيء ويعقبه من الكذب 
الذي يخوضون فيه"7"). 

قوله تعالى: (وَهُمْ عَنِ الجر 7 غَافِلُونَ) [الروم : ']» أي:" وهم عن أمور الآخرة وما 
ينفعهم فيها غافلون؛ لا يفكرون فيها"7") 

قال الطبري: يقول: " وهم عن أمر آخرتهمء وما لهم فيه النجاة من عقاب الله هنالك؛ 
غافلون؛ لا يفكرون فيه"(0". 
فوائد الايات:[١-2]:‏ 
-١‏ تقرير صحة الإسلام وأنه الدين الحق بصدق ما يخبر به كتابه من الغيوب. 
؟- بيان أن أهل الكتاب من يهود ونصارى أقرب إلى المسلمين من المشركين والملاحدة من 
بلاشفة شيوعيين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر. 
"'- بيان أن أكثر الناس لا يعلمون ما يسعدهم في الآخرة ويكملهم من العقائد الصحيحة والشرائع 
الحكيمة الرحيمة التي لا يكمل الإنسان ولا يسعد إلا عليهاء ويعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا 
كتدبير المعاش من زراعة وصناعة وتجارة» أما عن سر الحياة الدنيا ولماذا كانت فهم لا 
يعلمون شيئا كما هم عن الحياة الآخرة غافلون بالمرة فلا يبحثون عما يسعد فيها ولا عما يشقي. 
والعياذ بالله تعالى من الغفلة عن دار البقاء في السعادة أو الشقاء. 


القرآن 
(أوَلَمْ يَتفكَرُوا في أَنْفْسِهِمْ مَا خَلْقَ اللَّهُ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا إلا بالْحَقَ وَأَجَلِ مُسَمّى 
وَإِنَ كثيرَا منَ الناس بِلِقَاءِ رَبَهِمْ لَكَافِرُونَ (8)) [الروم : 8] 
التفسير: 
أو لم يتفكر هؤلاء المكذّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم؛ وأنه خلقهم؛ ولم يكونوا شينًا. ما 
جلق ال السوات والأرض:وما بيديما إلا لإقامة العدل والثواب والعقابء والدلالة على توحيده 
وقدرته. وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون 
منكرون؛ حي عنهد باع بخ إلى ا مع تانيع ويسفلة مبوع ل لاحر 

قوله تعالى:[أوَلَمْ يَتَفَكُرُوا فِي أَنْفيهخ) [الروم : /]» 55 أو لم يتفكر هؤلاء المكذّبون 
برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم؛ وأنه خلقهم؛ ولم يكونوا شيا" 4 

قال الطبري:يقول:" أولم يتفكّر هؤلاء المكذّبون دالبعت يا عرد يان تزف في خلى الله 
إياهم» وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئاء ثم صرفهم أحوالا وقارات حتى صاروا رجالا فيعلموا أن 
الذي فعل ذلك قادر أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديداء ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه. 
والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا منهمء فيعاقبه بجرم غيره: ولا يحرم أحدا منهم جزاء عمله؛ لأنه 
العدل الذي لا يجور"0). 


)١(‏ أه 

(1) التفسير 5 6 

(") تفسير الطبري: /٠١‏ 26. 
8 اليد الميسر: 05 4. 

(5) تفسير الطبري: /٠١‏ /1. 


ع 


7 


قال الزجاج:" معناه: أولم يتفكروا فيعلمواء لأن في الكلام دليلا عليه"(". 
00 > قال الزمخشري:" (في أنفسهم] يحتمل أن يكون ظرفاء كأنه قيل: أو لم يحدثوا التفكر في 
أنفسهم» أى: في قلوبهم الفارغة من الفكرء والتفكر لا يكون إلا في القلوب» ولكنه زيادة تصوير 
لحال المتفكرين» كقولك: اعتقده في قلبك وأضمره في نفسكء؛ وأن يكون صلة للتفكرء كقولك: 
تفكر في الأمر وأجال فيه فكره"(". 

قال الراغب:" الفكرة: قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم» والتفكر: جولان تلك القوة بحسب 
نظر العقل» وذلك للإنسان دون الحيوان» ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب» 
ولهذا روي: «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله»() إذ كان الله منزها أن يوصف 
بصورة"7). ءَِ 1 هه 

وقال أبو الدرداء -رضي المع "تفكر اه خير من قيام ليلة"! أ 0 

وقيل لأم الدرداء: " ما كان أفضل عبادة أبي الذرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار" .١‏ 

وقال كعب: "من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عالما"("). 

وقال الشيخ أبو سليمان الداراني: "إني لأخرج من منزليء فما يقع بصري على شيء 

إلا رأيت لله علي فيه نعمة» أو لي فيه عبرة"7. 7 

وقال الفضيل: "قال الحسن: الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك"0". 

وقال الحسن:" إن من أفضل العمل ا ا 

وقال سفيان بن عيينة: "الفكرة نور يدخل قلبك"” '. 

وعن عيسىء عليه السلام؛ أنه قال: "طوبى لمن كان قيله تذكراء وصمته تفكراء ونظره 


30 

عدرل . 

وقال لقمان الحكيم: "إن طول الوحدة ألهم للفكرة؛ وطول الفكرة دليل على طرق باب 
الجنة"070. 


.١78 /4 معاني القرآن:‎ )١( 

(١؟)‏ الكشاف: "// 55/4. 

(")الحديث رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس بلفظ: «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله» ورواه ابن 
أبي شيبة في كتاب العرش ص 4ه من قوله عن ابن عباس بلفظ: «تفكروا في كل شيء ولا تتفكروا في الله» 


وجاء أحاديث كثيرة بمعناها قال العجلوني: وأسانيدها ضعيفة لكن اجتماعها يكسبه قوة» ومعناه صحيح. 
انظر: كشف الخفاء 2١١ /١‏ والنهاية في غريب الحديث /١‏ 57. 

(:) المفردات في غريب القرآن: 551. 

(0) ذكره السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى ابن سعد. 
(1) الزهد لوكيع بن الجراح : 575. 
(0) نقلا عن الهداية إلى بلوغ النهاية: ؟/١7١.‏ 
(8)رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار"؛ نقلا عن: تفسير ابن كثير: ؟/ .١85‏ 
(1)نقلا عن: تفسير ابن كثير: ؟/ .١185‏ 
(١٠)كتاب‏ الزهد لابن المبارك: 55. 
(١١)نقلا‏ عن: تفسير ابن كثير: ”/ .١185‏ 
(؟١)نقلا‏ عن: تفسير ابن كثير: ”/ .١185‏ 
(١)نقلا‏ عن: تفسير ابن كثير: ”/ .١185‏ 


ا" 


وقال وهب بن منبه: " ما طالت فكرة امرئ قط إِلّا علم» وما علم امرؤ قطّ إلا عمل"(") 
عملك"("2, 
أفضل العبادة"0). 

وقال بشر بن الحارث الحافي: الرتكر الداب نكي عظلفد ذه يداك لما تعضيوه' 00 
5]» أي:" ما خلق لله السو اكايو الأرطن وما ننيما إلا لإقامة العدل والثواب الات اللالة 
على توحيده وقدرته» وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة"7). 

قال مقاتل:" يقول- سبحانه- لم يخلقهما عبثا لغير شيءء خلقهما لأمر هو كائن (وأجل 
مسمى]»؛ يقول: السموات والأرض لهما أجل ينتهيان إليه» يعني: يوم القيامة"(. 

قال الطبري: يقول:" (مَا خَلَّقَ الّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَاا إلا بالعدل» وإقامة 
الحقّء وبأجل مؤقت مسمىء إذا بلغت ذلك الوقت أفنى ذلك كله؛ وبل الأرض غير الأرض 
والسموات» وبرزوا لله الواحد القمّار"0". ' | 

قال يحيى:" أي: لو تفكروا في خلق السموات والأرض لعلموا أن الذي خلقهما يبعث 
الخلق يوم القيامة» (وأجل مسمى)»؛ يعني: القيامة"7". 

قال الزمخشري:" أى: ما خلقها باطلا وعبثا بغير غرض صحيح وحكمة بالغة. ولا 
لتبقى خالدة: وإنما خلقها مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة» وبتقدير أجل مسمى لا بد لها من أن 
تنتهي إليه» وهو قيام الساعة ووقت الحساب والثواب والعقاب"7. 1 

قال ابن كثير:" يعني به : النظر والتدبر والتأمل لخلق الله الأشياء من العالم العلوي 
والسفلي » وما بينهما من المخلوقات المتنوعة » والأجناس المختلفة » فيعلموا أنها ما خلقت سدّى 
ولا باطلا بل بالحق ٠‏ وأنها مؤجلة إلى أجل مسمى », وهو يوم القيامة"(. ‏ . 1 

قال الزجاج:" (بالحق) -ههنا-«إلا للحق»» أي: لإقامة الحق.(وأجل مسمى)» أي: 
لإقامة الحق وأجل مسمى؛ وهو الوقت الذي توفى فيه كل نفس ما كسبت"7 ). 

قوله تعالى:[ِوَإِنَّ كَثِيرَا مِنَ النّاسٍ بلِقَاءٍ رَبَهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم : 4]» أي:" وإن كثيرًا من 
الناس ا الا ؛ جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم» وغفلةٌ منهم عن 
الآخر 0 

قال الطبري:يقول:" وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم جاحدون منكرون؛ جهلا منهم بأن 
معادهم إلى الله بعد فنائهم» وغفلة منهم عن الآخر -" 00 


(١)الإحياء:‏ 5/4 47» وانظر: تفسير ابن كثير: ”/ .١185‏ 
(؟)نقلا عن: تفسير ابن كثير: / 5»؛ وانظر نحوه في : الإحياء 5 156. 
(")نقلا عن: تفسير ابن كثير: ؟/ مما 

(4) التفسير الميسر: 505. 

(6) تفسير مقاتل بن سليمان: ”مه 0 

./7 /٠١ تفسير الطبري:‎ )١( 

ب ا / 011 

(8) الكشاف: "/ 555. 

(1) تفسير ابن كثير: 5/ .5"٠0‏ 

ا القرآن: 54/ .١78‏ 

.505 التفسير الميسر:‎ )١١( 


84 


7 


قال مقاتل:" يعني- عز وجل- كفار مكة بالبععث بعد الموت لا يؤمنون أنه كائن"7". 0 

قال النحاس: " «اللام» للتوكيد» والتقدير: لكافرون بلقاء ربهم. عل التقديم والتاخير" 

قال القرطبي:" أي: لكافرون بالبعث بعد الموت"0). 

قال السعدي:" فلذلك لم يستعدوا 0 رسله التي أخبرت به وهذا الكفر عن 
غير دليل؛ بل الأدلة القاطعة قد دلت على البعث والجزاء"(. 


القرآن 
(أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضٍ فَيَنْظْرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهِمْ كاثوا شد مِنْهُمْ قُوَةَ وَأَتَارُوا 
الأنْض وَعَمَرُوها أَكثْرَ مِمّا عَمَرُوهَا وَجَاءَنْهُمْ رْسُلْهُمْ بالبَيَنَاتِ فم كَانَ اللَهُ ليَظَلِمَهُمْ وَلَكنْ كَانُوا 
أنْفْسَهُمْ يَظْلِمُونَ (5)) [الروم : 4] 
التفسير: 
أو لم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار» فيشاهدوا 
كيف كان جزاء الأمم الذين كذبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجسامّاء وأقدر 
على التمتع بالحياة حيث حرثوا الآرض وزرعوهاء وبتؤا القصور وسكنوهاء فعمّروا دنياهم 
أكثر مما عَمَر أهل «مكة» دنياهم» فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدتهم» وجاءتهم رسلهم 
بالحجج. الظاهرة اوالبراهين الساطعة, 0 ا اللهء ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك؛ وإنما 
حال أي:" أو 1 يَسِر ذ هؤلاء المكذيون بالله 5 عن الآخرة في الأرس. سَيرَ تأمل 0 
فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذّبوا برسل الله"0). ْ 

قال الطبري:يقول:" أولم يسر هؤلاء المكذبون بالله» الغافلون عن الآخرة من قريش في 
البلاد التي يسلكونها تجراء فينظروا إلى آثار الله فيمن كان قبلهم من الأمم المكذبة» كيف كان 
عاقبة أمرها في تكذيبها رسلها"7". 

قال ابن الجوزي:" أي: أو لم يسافروا فينظروا مصارع الأمم قبلهم كيف أهلكوا بتكذيبهم 
فيعتبروا"(". 

قال البغوي:" أولم يسافروا في الأرض فينظروا إلى مصارع الأمم قبلهم فيعتبروا"(") 

قال القرطبي:" (فينظروا) ببصائرهم وقلوبهه"7". 

قال ابن كثير: " نبههم على صدق رسله فيما جاءوا به عنه » بما أيدهم به من المعجزات 
+ و الدلائل الو اكتداك اكز [ناتف قر كار جهم: اوحجاة عر صندقهم.. فقن : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا في 
الأزض ] أي : بأفهامهم وعقولهم ونظرهم وسماعهم أخبار الماضين"7". 
)١‏ تفسير الطبري: /7١‏ /ال/ا. 
١‏ لشو عقا ول تيان > 1# . 
؟) إعراب القرآن: "/ .١8١‏ 


4 ) ته تفسير القرطبي: 0 
5) ته 


) 
) 
) 
) 
) 
)0 0 د هدع 
(0) تفسير الطبري: /٠١‏ 8/. 
00 /. 
(1) ته تفسير البغوي: كككا, 
0 5 تفسير القرطبي: /١5‏ 5. 


ا" 


قوله تعالى: [كَانُوا َشَدَ مِنْهُنْ قُوَّهَ [الروم : 4]» أي:" وقد كانوا أقوى منهم أجساداء 
وأكثر أموالآ وأولادا"(). 

قال الطدري شرل :"' فقد كانوا أشْدّ منهم قوّة"() 

قال البيضاوي:" كانوا أشد منهم قوة كعاد 50 "6 

قال ابن كثير:" أي : كانت الأمم الماضية والقرون السالفة أشد منكم - أيها المبعوث 
إليهم مد صلوات الله وسلامه عليه وأكثر أموالا وأولادا » وما أوتيتم معشار ما أوتواء ومُكنوا 
في الدنيا تمكينا لم تبلغوا إليه"7). 
قوله تعالى :لوَأَنَارُوا الأزض وَعَمَرُوَهَا أَكْثَرَ مِمًا عَمَرُوها] [الروم : 1]» أي: " وحرثوا 
الاآأرضّ للزراعة. وحفروها لاستخراج المعادن» وعمروها بالأبنية المشيدة, والصناعات الفريدة 
أكثر مما عمرها هؤلاء"(". 

قال الطبري: "يقول: واستخرجوا الأرضء وحرثوها وعمروها أكثر مما عمر هؤلاء؛ 
فأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم رسلهمء فلم يقدروا على الامتناع» مع شدّة قواهم مما نزل بهم من 
عقاب الله ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض7". 

قال الفراء:" قوله: (ِوَأَئارُوا الأزضّ): حرثوهاء (ِوَعَمَرُوها أَكْثَرَةِ مما كانوا يعمرون. 
يقول: كانوا يعمرون أكثر من تعمير أهل مكة فأهلكوا"(". 

قال أبو عبيدة:" (وَأَثارُوا لأسن وَعَمَرُوها؛ أي استخر جوهاء ومنه قولهم: أثار ما 
عندى؛ أي: استخرجه؛ وأثار القوم؛ أي: استخرجهم" 00 
93 النحاس:" (وأثاروا الأرض)» أي: جنوه وزرعوهاء وليس بمكة حرث ولا 
قال الزجاج:" يعني: أن الذين أهلكوا من الأمم الخالية» كانوا أكثر حرثا وعمارة من 
أهل مكة. لأن أهل مكة لم يكونوا أصحاب حرث"(01), 

قال ابن كثير:" وعمروا فيها أعمارًا طوالا فعمروها أكثر منكم. واستغلوها أكثر من 
استغلالكم "0" ). 

قال البيضاوي:أي:" وقلبوا وجه الأرض لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع 
البذور وغيرها وعمروا الأرض أكثر مما عمروها من عمارة أهل مكة إياها فإنهم أهل واد غير 
ذي زرع لا تبسط لهم في غيرهاء وفيه تهكم بهم من حيث إنهم مغترون بالدنيا مفتخرون بها 


زرع! 


.”٠2 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١ 
0516- 535 : ؟) شر الاير‎ 
.78 /7١ تفسير الطبري:‎ )"* 
7 در اسار‎ 
."05 5 تفسير ابن كثير:‎ )© 
)أصكزه القاتير: ؟/ هلة.‎ 
.78 /٠١ تفسير الطبري:‎ ) 
.377 /7 القرآن:‎ 0 
.١١9 مجاز القرآن: ؟/‎ )4 
.547 /6 معاني القرآن:‎ )٠ 
.١74 /5 معاني القرآن:‎ )١ 
.".05 /5 تفسير ابن كثير:‎ )١١ 


7 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 


كا" 


وهم أضعف حالا فيهاء إذ مدار أمرها على التبسط في البلاد والتسلط على العباد والتصرف في 
أقطار الأرض بأنواع العمارة وهم ضعفاء ملجؤون إلى دار لا نفع لها"(). 

قال الزمخشري:" إأثاروا الأرض): وحرثوهاء قال الله تعالى: 7 دَلُولَ تُئِيرُ الأزْضَ) 
[البقرة : »]"١‏ وقيل لبقر الحرث: المثيرة. وقالوا: سمى ثورا لإثارته الأرض وبقرة: لأنها 
تبقرهاء أى: تشقها. (وعمروها)؛ يعنى: أولئك المدمرون أكثر مما عمروها من عمارة أهل مكة. 
وأهل مكة: أهل واد غير ذى زرع. ما لهم إثارة الآأرض أصلاء ولا عمارة لها رأسا فما هو إلا 

جم وبضعف حالهم في دنياهم؛» لأن معظم ما يستظهر به أهل الدنيا ويتباهون به أمر 

الدهقنة(")"0), 

قال ابن الجوزي:" (وأثاروا الأرض)»؛ أي: قلبوها للزراعة؛ [وعمروها أكثر مما 
عمروهاء أي: أكثر من عمارة أهل مكة؛ لطول أعمار أولئك وشدة قوتهم"0). 

عن مجاهد :"إوَأَتَارُوا الأزضّ)» قال: حرثوها"". 

قال ابن عباس في الآية:" ملكوا الأرطي وعمر ريق 05 

وقرأ أبي بن كعب» ومعاذ القارئ» وأبو حيوة: «وآثروا الأرض»» بمد الهمزة وفتح 
القاء نر فوعة ال و1 

قوله تعالى: (وَجَا وَجَاءَتَهُمْ تْهُمْ وُسُلهُمْ 0 [الروم 1 أي: " وجاءتهم الرسل بالمعجزات 
الواضحات والآيات بدت فكذيوهه"(*) 

قال السمعاني:" أي: بالدلالات"2"0). 

ا 000 5 

قال الواحدي:أي: " بالدلالات والحججء وأخبروهم بأمر العذاب" 

قال الطبري:"إذ (جَاءَتْهُمْ رُسُلْعُ بِالَبِينَاتِ) من الآيات» فكذّبوهم؛ فأحلٌ الله بهم بأسه"(" "). 

قوله تعالى:(ِقَمَا كَانَ 2 لِيَظْلِمَهُمْ1 [الروم : 4]»: أي:" فما كان الله ليهلكهم بغير 
0 

قال السمعاني:" أي: لينقص حقوقهم"7 . 

قال يحيى:" يعني: كفار الأمم الخالية الذين كذبوا في الدنياء يقول: لم يظلمهم فيعذبهم 
على بغي ذزي "00 


.707 /4 تفسير البيضاوي:‎ )١ 
الدهقنة: أي: الزراعة.‎ )" 

*؟) الكشاف: "/ 559. 

:) زاد المسير: ؟/7١5.‏ 

©) أخرجه الطبري:١؟/78.‏ 
5) أخرجه الطبري:١7/8/7.‏ 

") انظر: زاد المسير: .5١17/9‏ 

6) صفوة التفاسير: ”/ 576. 

9) تفسير السمعاني: 54/ .١99‏ 

.5 08 تفسير مقاتل بن سليمان: ؟/‎ )٠ 
.579 /" التفسير الوسيط:‎ )١ 

.78 /7١ تفسير الطبري:‎ )١ 

تلو التفاسير: ؟/ ©476. 
)١ 5‏ تفسير السمعاني: 4/ .١919‏ 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
0 
) 


اا 


قل الظري: ازنها كان انه ليطموة] بكاية اهم على ااتكاريهم بوبيك بوجحردهم 

١ آياته"‎ 

قال الزمخشري”" فما كان تدميره إياهم ظلما لهم؛ لأن حاله منافية للظله"7". 

قال الليضباري” اليكل بهم ما افكل الللمة ابتمرقم من غير اجوغ ولا كير 

قال ابن كثير:" وما كان الله ليظلمهم فيما أحل بهم من العذاب والنكال"20. 

قوله تعالى:إِوَلَكِنْ كَانُوا لديم يَظْلِمُونَ4 [الروم : 4]»؛ أي:" ولكن ظلموا أنفسهم بالكفر 
والتكذيب فاستحقوا الهلاك والدمار"("), 

قال التسعادي "3 أي: كو ويخسوا حقوقهه"(". 


قال ره :" حيث 0 إلى 0 
قال ابن كثير:" أي : وإنما أوتوا من أنفسهم حيث كذبوا بآيات الله » واستهزؤوا بها . 
وما ذاك إلا بسبب ذنوبهم السالفة وتكذيبهم المتقدم"277). 


القرآن 
(تْمَ كَانَ عَاقبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا المتُوأى أنْ كَدَّبُوا بآيَاتِ اللّهِ وَكَانُوا بها يَسْتَهْزِئُونَ ( )٠‏ [الروم 
1 
لفيا 
ثم كانت عاقبة أهل السوء من الطغاة والكفرة أسوأ العواقب وأقبحها؛ لتكذيبهم بالله وسخريتهم 
بآياته التي أنزلها على رسله. 

قوله تعالى:[ِثُمَ م كَانَ عَاقبَةَ الّذِينَ أسَاءُوا السُوأَى) [الروم : »]٠١‏ أي:" ثم كانت عاقبة 
اقل السوء من الطخاءت, الهي» أبنو العواقب وأقبحها"("). 

قال الطبري:يقول: " ثم كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الذين أثاروا الأرض 
وعمروهاء وجاءتهم رسلهم 0 بالله» وكذبوا رسلهم. » فأساءوا بذلك من فعلهم [السنُوأى)» 
يعني: الخ إلتى بهي أمبو| من فعلي؛ أما في الدنياء فالبوار والهلاك؛. وأما في الآخرة فالنار لا 
يخرجون منهاء ولا هم يستعتبون"7"). 


الطبري: ٠‏ / لا 


0 عو كادي‎ ١ 
.3":05 0/5 تفسير ابن كثير:‎ 

حم 6 
تفسير الطبري: /٠١‏ 764-18. 


1 


قال ابن قتيبة قتيية إل السوءى): وهي: جهنم -و(الحسنى) الجنة؛ في قوله: !ِلِلَّذِينَ أَحْسَئُوا 
الْحُسْنَى) [يونس : 0("]55) 

قال السمعاني: 5 (الذين أساءوا) أ كفرواء وقوله: (السوأى)» هي. جهنم؛ وقيل: 
السوأى: قبح العاقبة. ومنه قوله:« سواء ولود خير من حسناء عقيم». يعني: قبيحة ولود خير 
من كداء عفن 011 

قال الزمخشري:" (السُوأى): تأنيث: الأسوأء وهو الأقبح» كما أن «الحسنى» تأنيث: 
الأحسن. والمعنى: أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمارء ثم كانت عاقبتهم سوأى إلا أنه وضع المظهر 
موضع المضمرء أى: العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة» وهي جهنم التي أعدت 
للكافرين"0". 

عن قتادة قوله: "إِثُمّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُوءَى]: الذين أشركوا السوءَى: أي 
النار"(), 

قال ابن عباس:" يقول: الذين كفروا جزاؤهم العذاب"7") 

قال الزجاج:" التفسيرء في قوله (أساءوا) -ههنا- أنهم أشركواء و(السوأى]: النار» وإنما 
كان (أساءوا) ههنا يدل على الشركء لقوله: (وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون)» 
فإساءتهم ههنا كفرهمء وجزاء الكفر النارء ودل أيضا على أن (أساءوا) -ههنا-: الكفر: (أن 
كذبوا بآأيات الله وكانوا بها يستهزءون!» فالمعنى: ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآأيات الله 
واستهزائهم" "ا 

قال السعدفي: :" فهذا عقوبة لسوئهم وذنوبهم» ثم ذلك الاستهزاء والتكذيب يكون سببا 
لأعظم العقوبات وأعضل المثلات"(". 

وقرأ الأعمش: «ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء»() 

قرأ أهل الحجاز والبصرة : (عاقبة] بالرفع!". 

قوله تعالى:(أنْ كَذَبُوا بآيَاتِ اله وَكَانُوا 0 يَسْتَهِْنُونَ1 [الروم : »]٠١‏ أي:" لأجل أنهم 
كذبوا بآياتنا المنزلة على رسلنا واستهزءوا بها"(). 

قال الطبري:" يقول: كانت لهم السوأىء, لأنهم كذبوا في الدنيا بآيات الله» وكانوا بحجج 
الله وهم أنبياؤه ورسله يسخرون"7'). 
قال مقاتل:" يعنى: بأن كذبوا بالعذاب بأنه ليس بنازل بهم في الدنيا (وكانوا بها)» يعنى: بالعذاب 
(يستهزؤن] تكذيبا به أنه لا يكون"0'"). 


.3"5٠ غريب القرآن:‎ )١ 
.١99 /4 ؟) تفسير السمعاني:‎ 


( 

( 

( 
:) أخرجه الطبري: /7١‏ 73. 
©) أخرجه الطبري: /7١‏ 73. 
( 
( 
( 
( 


؟) معاني القرآن: 4/ .١179‏ 


6) انظر: تفسير السمعاني: 5/ .١919‏ 
4) انظر: حجة القراءات: 5هه. 


( 
)١‏ تفسير الطبري: ْ6/ 04 
( 


5 


قال الزجاج: ّ المعني: ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله واستهز 2 

قال الفراء:" قوله: (أنْ كَذَبُوا) لتكذيبهم؛ ولأن كذبواء فإذا ألقيت اللام كَانَ نصبا" 

قال ابن قتيبة:"أَنْ كَذَبُوا بآيَاتِ الّهِ)» أي: كانت عاقبتهم جهنم بأن كذبوا بآيات الله"0. 

قال الشعراوي:" فالأمر لم يقف عند حَدِّ التكذيب بالآيات» إنما تعدّى التكذيب إلى 
الاستهزاءء فلسفة الاستهزاء أن الإنسان لم يقدر على نفسه ليحملها على الفضائلء فيغيظه كل 
منه لعله ينصرف عما هو فيه من الطاعة والاستقامة"(). 

قال القشيري في الآية:" من زرع الشوك لم يحصد الوردء ومن استنبت الحشيش لم 
يقطف الثمارء ومن سلك طريق الغي لم يحلل بساحة الرشد"7. 

عن مد بن عبد الله بن بكيرء قال: "سمعت ابن عبينة يقول في قوله تعالى: (ثم كان 
عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله) [الروم: ]/٠١‏ إن لهذه الذنوب عواقب سوءء لا 
يزال الرجل يذنب فينكت على قلبه حتى يسوء القلب كله» فيصير كافرا"7") 
فوائد الآيات:[48-١٠]:‏ 
-١‏ تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة العقلية المثبتة لها. 
"- كفر أكثر الناس بالبعث مع كثرة الأدلة وقوتها. 
"- مشروعية السير في الأرض للاعتبار مع اشتراط عدم حصول إثم في ذلك بترك واجب أو 
بفعل 0 ِ ِ ِ ِ ِ 
:- بيان جزاء الله العادل في أن عاقبة الإساءة-أي: الشرك والمعاصي- السوأى: أي: أشد 
العقوبات وأنكاها فى الدنيا والآخرة. ا ١‏ ا 
5- كفر الاستهزاء بالشرع وأحكامه والقرآن وآياته. 

نسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمرضاته ويجعلنا من الفائزين بجناته» وصلى الله على 
سيدنا ند وآله وصحبه وسلم. 

انتهى الجزء السابع والعشرون من التفسيرء ويليه الجزء الثامن والعشرون بإذن الله 
وبدايته تفسير الآية )١1١(‏ من سورة «الروم». 


.١79 /5 معاني القرآن:‎ )١ 

؟) معاني القرآن: 7؟/ 77". 

") غريب القرآن: ."5٠‏ 

4) تفسير الشعراوي: /1١8‏ 11770-1179.[باختصار] 
لنت الإشارات: */ .١١٠١‏ 

5) أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط: / 479-.47. 


5 


) 
) 
) 
) 
) 
)